شهدت أمسيتا «الأفلام
القصيرة» (الجمعة والسبت في 6 و7 تموز
2012)، في النسخة اللبنانية السادسة لـ«أسبوع
النقد»، تنويعاً إنسانياً بلغ مرتبة التناقض بين حالات ومشاعر وأهواء. في
صالة
سينما «متروبوليس»، حيث تُقام هذه النسخة اللبنانية الجديدة لغاية 11 تموز
2012،
عُرضت أفلام قصيرة طرحت سؤال العلاقة بين التكثيف الدرامي وبنية المتخيّل
في صنع
الحكاية واختزالها. طرحت سؤال آلية صناعة هذا النوع السينمائي، انطلاقاً من
البحث
في كيفية جعل النصّ المكتوب صُوَراً مختصرة. التنويع متناقضٌ. غنيّ بمسارات
وأحوال
أيضاً. من تحريك «نهر أحمر» (15 د.) للثنائي الفرنسي ستيفاني لانساك
وفرانسوا
لوروا، إلى الصمت المطبق في «صباح يوم أحد» (18 د.) للفرنسي داميان مانيفل،
مروراً
بقسوة العزلة وصدمة الراهن كما في «فرس وبراكيت» (25 د.) للأرجنتينية
ناتاليا
غاراجيولا. الانهيار الذاتيّ ناتجٌ من صدمة اللقاء بشبيهٍ، كما في «الشبيه»
(25 د.)
للبرازيلية جوليانا روجاس.
التكثيف
هذه تفسيرات تختصر أشياء كثيرة،
ولا تُلغي مفاتيح سينمائية عدة في الحبكة والمعالجة. فيلم التحريك مثلاً
بدا عيناً
مفتوحة على تفاصيل الحياة اليومية في العاصمة الفيتنامية هانوي، التي تعني
«المدينة
الواقعة ما وراء النهر». بدا عيناً مُراقبة، تلج عوالم أناس، وتلتقط حكايات
وانفعالات، وترسم معالم لحظة راهنة، عاشها ثلاثة أشقاء شبان فور وصولهم الى
المدينة
للمرّة الأولى. «نهر أحمر» تابع وقائع صدمتهم الأولى بالمدينة، بعفويتهم
ورغباتهم
المعقودة على التعرّف والفهم والانصهار فيها. التحريك، بألوانه الباهتة
ورسومه
العادية، جعل فعل الصدمة أقرب إلى صدام خفي ومواجهة مستترة بين براءة شبان
وقسوة
الحياة المدينية. في المقابل، مال «الشبيه»
(Doppelganger:
كل ما يُحيل إلى
الازدواجية أو الثنائية) إلى اللون الغامق، كانعكاس لحالة أستاذة الرياضيات
الشابّة، التي تنقلب حياتها رأساً على عقب، بعد لقائها صدفة شبيهتها.
التعبير
الأجنبي نفسه إشارة إلى قصّة خرافية، متمثّلة بانبثاق الشقّ الثاني في
الذات
الفردية، الدافع إلى الانقلاب على هذه الذات. بدت سيلفيا محتاجة إلى
التمرّد على
نسق حياتي اعتادته. شبيهتها دافعٌ لها. لكن انقلابها ذهب بها إلى تخوم
بعيدة.
الفيلم نسخة معدّلة وعصرية عن القصة المشهورة «الدكتور جيكل والسيّد هايد».
كأن
لحظة الانشقاق الداخلي بين الشقّين المتناقضين في ذات سيلفيا انبثقت من
ظهور
شبيهتها. عندها، بدأت سيلفيا تكشف وجهها الثاني، من دون أن تدري ماذا يفعله
هذا
الوجه الثاني، المليء بتراكمات نفسية وروحية واجتماعية ضاغطة، انفجرت كلّها
في تلك
اللحظة، دافعة المرأة إلى ارتكاب أفعال وحشية.
هذان نموذجان، يُضاف إليهما نمط
ثالث مختلف تماماً عنهما: «هذا ليس فيلم رعاة بقر» (12 د.) للفرنسي بنجامن
باران.
الاختلاف واضح: في الحبكة الدرامية. في امتلاك النصّ قدرة على احتمال كلام
عكس
وقائع اجتماعية حيّة. بمشاهدته «جبل بروكباك» (2005) لآنغ لي على الشاشة
الصغيرة،
أحسّ المراهق فانسان بعاطفة جيّاشة تجاهه. بانفعال قوي وحماسة متينة. لم
يستطع لجم
نفسه عن سرد حكايته على صديقه موسى. لكنه لم يكتـف بسرد القصّة، بل بالبوح
بمكنونات
نفسه ومشـاعره إزاء الفيلم وفضاءاته. راعيا بقرٍ مثليـا الجــنس. عنوان كاف
لإحداث
تبدّل نوعي وجذري في الذات. في اللحظة نفسها، لا تتوانى جيسيكا عن مساءلة
صديقتها
ناديا عن والده المثــلي الجنس أيضاً. أسئلة مفتوحة على العلاقات والجسد
والتفاصيل
الصـغيرة. أسئلة مفتوحة أيضاً على تلك اللحظة الحسّاسة للمُرَاهَقة،
القادرة على
صنع فصل أساسي في بناء شخصية الفرد.
صدامات
السؤال المطروح حول علاقة
الفيلم القصير بالتكثيف الدرامي لم تعثر
على إجابة شافية لها في النماذج السابقة.
الإطالة، بمعناها البصري، متفاوتة التأثير والإفادة. «صباح يوم أحد»
لمانيفل أقدر
النماذج على محاولة الإجابة: منذ الصباح الباكر، بدأ الرجل نزهته برفقة
كلبه. لا
كلام ولا موسيقى. متابعة عدسة الكاميرا هذه النزهة انعكاسٌ لعلاقة الرجل
بذاته،
ولعــلاقته بكلبه. المدينة الصغيرة المُطلّة على البحر حاضرة. الصمت مطبق.
النزهة
مفتوحة على تفاصيل هامشية. على يوميات مدينة وناسها. الإطالة هنا بدت كأن
لا نهاية
لها. التقنيات المستخدمة في صناعة الفيلم عادية. يُمكن القول إن الوحدة
قاتلة. إنها
تبدّت قاتلة في سلوك الرجل وتصرّفاته. إنه محتاج إلى متنفّس. هذه إسقاطات.
لكن
المدّة الزمنية للفيلم لم تكن مكثّفة درامياً بشكل كافٍ.
بعيداً عن هذا النوع
السينمائي، يُقدّم «أسبوع النقد» ثلاثة
أفلام طويلة (روائيان اثنــان ووثائقي واحد)
في أيامه الثلاثة الأخيرة. «هنا وهناك» (110 د.) للإسباني أنتونيو منديز
إسبارزا (8
مساء اليوم)، و«بعجلة» (94 د.) للفرنسي لوي ـ دو دو لنكوسان (8 مساء غد
الثلاثاء)،
و«آخر سيارة إسعاف في صوفيا» (75 د.) للبلغاري إيليان ميتيف (8 مساء بعد غد
الأربعاء). تُشبه قصّة «هنا وهناك» حكاية مخرجه: الرحلة. مواجهة الأزمنة
بالتنقّل
في الأمكنة. الحبكة معقودة على عودة بيدرو إلى بــلده المكسيك، بعد أعوام
من الهجرة
إلى الولايات المتحدّة الأميركية. في فيلمه الطويل الأول هذا، غاص إسبارزا
في بؤس
الحياة اليومية المكسيكية. في الارتهان الاقتصادي الذي دفـع آلاف
المكسيكيين إلى
الهجرة إلى الولايات المتحدة الأميركية. لكنه تحدّث عن الهجرة المعكوســة.
عن
العودة إلى البلد. هذا الشبه تحوّل إلى سيرة نقلها مخرج «بعجلة» إلى فيلمه:
الشخصية
الرئيسة أدّاها المخرج نفسه. الشخصية الرئيسة تواجه حالتين: عشقاً وموتاً.
عشق
الشخصية وموت والدها: «في المسرح، أشتغل بالطريقة نفسها. ما يثير اهتمامي
كامنٌ في
نسـج ما هو قائم تحت الجُمَل». بمعنى آخر، سبر أغـوار الذات وانفعالاتها
أيضاً. ظهر
المخــرج ممــثلاً في فيلمي «بوليس» (2011) لمايـوين و«هنّ» (2012)
لمالغورزاتا
زوموفسكا. كتب سيناريو فيلمه هذا في شهر واحد فقط، انطــلاقاً من فيــلم
قصير حقّقه
سابقاً مع ابنته: «أردتُ أن ينكشف الموضوع في الكتابة، على إيقاع توليف
حيوي».
السفير اللبنانية في
09/07/2012
«يامو» رامي نيحاوي:
فيلم عن انهيار المشروع اليساري
فريد قمر
على عكس «حرب السلام» لهادي زكاك، يذهب المخرج اللبناني إلى حكاية
شخصية عن أمّه الشيوعية التي تمرّدت على محيطها وأهلها. قصة تمتدّ الى
الوطن برمته عاكسةً مرحلة أساسية من سيرة الحرب الأهلية. وشريطه الذي نزل
أخيراً إلى الصالات حلقة ضرورية في سلسلة كتابة الذاكرة المفقودة
لعلّ أفضل وسيلة لتأريخ الحرب الأهلية، وتأثيرها في النفوس هي الغوص
في تجارب الذين عايشوها كشهود، وعانوا أهوالها من دون أن يكونوا لاعبين
فيها. تجارب هؤلاء تتحرّر من لعبة تزوير حقائق يمارسها المشاركون الحقيقيون
ليبرروا حرباً زعموا أنّها فُرضت عليهم، فنصّبوا أنفسهم أبطال «ذلك الزمن».
هؤلاء الشهود/ الضحايا يكفيهم فعل التذكّر ليشاركوا في تدوين الذاكرة
الجماعية بلا توظيف سياسي أو طائفي. من هذا المبدأ، يبدو فيلم «يامو»
للمخرج لرامي نيحاوي (٧٠ دقيقة ــ «الأخبار» 5/6/2012) مشروعاً عملياً
لتدوين ذاكرة الحرب وتداعياتها ومحاولة فردية لكتابة جزء فردي جداً من
التاريخ، لكنّه ينفع ليكون عينةً من تاريخ جماعي أكبر.
لم يكن رامي يحتاج الى سرد المعارك والملاحم. لم يضطر إلى مقابلة
مقاتلين تائبين، أو زعماء ميليشيات كي يركّب ذاكرة الحرب. أراد أن يخرج من
الإسقاط الى التحقيق، ووجهته الوحيدة والدته نوال. في عمله الذي شاهدناه
ضمن «دفاتر يومية: شهر السينما اللبنانية»، ونزل أخيراً إلى الصالات، فعل
توثيق شخصي لا يمكن أن يسائله عليه أحد. لا يمكن أن يلومه أي يساري «غيّور»
على انتقاده لليسار وتحولاته لأنّه ببساطة يروي قصة والديه. ولا يمكن
لطائفي أن يطالبه بالانتقاد المتوازن على شاكلة ٦ و٦ مكرر، ولا أن يتهمه
بالانحياز في انتقاد المحيط الطائفي الذي عاش فيه، لأنّه ببساطة يتحدث عن
محيطه الحقيقي. لا ممثلون، ولا شخصيات مركبة، ولا إنتاج ضخم. إنّه شريط
وثائقي ذاتي بأقل كلفة ممكنة، إن كانت كلفة انتاج أو كلفة انتقاد. إنّها
نوال، السيدة الشيوعية التي تمرّدت على أهلها ومحيطها لتتزوج برجل مسلم
سوري ينتمي الى «حزب البعث». أغرتها علمانيته، ورفضه للتطيف، حتى إنّهما
تزوجا زواجاً كنسياً من دون أن يرف له جفن، قبل أن تتبدل الأيام التي عصفت
بالكثير من اليساريين. عادت إليه الغريزة الأولية فانفصل عنها وهجرها بعدما
«اكتشف» أنّها مسيحية، وأنّ زواجها به باطل بعدما أنجب منها ثلاثة أولاد
(رامي المخرج، ريام وريما).
من هنا، يبدأ نيحاوي بانتقاد اليسار. اليسار بمعناه الواسع الذي
مثّلته «الحركة الوطنية»، وضمّ في صفوفه تيارات وأحزاباً أثبتت لاحقاً
طائفيتها وانعزالتيها، ولم تكن سوى نموذج آخر لـ «الجبهة اللبنانية». ومن
هنا، ينطلق الشريط لتقديم رؤية نقدية للمحيط الذي تعيش فيه نوال وأولادها
بعد الحرب الأهلية، حين تحولت المقاومة الوطنية الى أخرى دينية، رغم أنّ
نوال لا تخفي تعاطفها مع المقاومة وتأييدها لها ولخياراتها، وخصوصاً في
الحرب. تقول إنّها لا تستطيع أن تتخذ موقفاً محايداً حين يتعلّق الأمر بحرب
بين «حزب الله» واسرائيل، كما أنّها لا يمكنها أن تقف في الوسط بين
الطائفيين والعلمانيين. ما يظهر أنّ تلك «المسيحية» التي لفظها أهلها
ورفضوا أن تدفن بينهم، لا تزال متمسكة بمبادئ ضربها «أهل القضية» ــ كما
يدعون ـ بعرض الحائط. الفيلم الذي جاء ثمرة إنتاج مشترك بين نيحاوي نفسه
و«جمعية أمم للتوثيق والأبحاث»، يختلف عن غيره من الأعمال التي توثّق
للذاكرة وتدعمها «أمم» أيضاً. على عكس فيلم «شو صار» لديغول عيد الذي أراد
توثيق مقتل عائلته الكتائبية على يد عائلة قومية، وبحثه عن حقيقة ما حدث
ومحاولته إقامة محكمة سينمائية لمن أفلت من العقاب الجزائي، لا يحمل «يامو»
قضية كبرى، ولا يدعي البحث في غير الذاكرة الشخصية جداً رغم امتدادها الى
الوطن برمته.
لم يقل نيحاوي إنّه يريد كتابة تاريخ وطن، لم يشأ أن يقوم بما قام به
آخرون في معالجة المشكلة من رأس الهرم، كما فعل هادي زكاك مثلاً في «حرب
السلام». لقد قارب نيحاوي المشكلة بالوقائع اليومية. أراد فقط أن يفهم
التغيرات التي طرأت على حياته في فعل عفوي يشكّل زاوية إضافية في مشروع
كتابة ذاكرة وطن. ومن هنا، يظهر أسلوبه الإخراجي العفوي. عفوي الى حد
الاستهتار أحياناً. يحمل الشريط الكثير من الفوضى، فوضى في تقطيع المشاهد،
ومحتوياتها، مع مشهد متكرر له ولأخيه في منزلهما الفوضوي جداً. بذلك نجح في
نقل فوضى الأفكار الى المشاهد. تنتقل الفوضى الى التصوير أيضاً، حيث يقدم
مشاهد بالأبيض والأسود وأخرى بالألوان. غير أنّ لقطاته وكادرات كاميراته
تأخذ بعداً جمالياً يكسر رتابة النص الذي يتلوه رامي (voice
over) وهو أقرب الى النثر، لكنّه يميل الى لعب دور الواعظ بطريقة مباشرة.
مع ذلك، أدرك «يامو» قصده، واستطاع أن يشكّل حلقة إضافية في سلسلة
كتابة الذاكرة المفقودة. تلك التي لا تكتمل من دون أفلام مماثلة، من دون
شهادات مصوّرة ومحاولات تسجّل تاريخاً على ورق الشهادات الخاصة والتجارب
الشخصية التي تشكل محاكمة بلا محكمة.
الأخبار اللبنانية في
09/07/2012
لا مكان لـ«الخلاعة»... في مصر الجديدة
محمد خير / القاهرة
يجلس مرتادو المقهى ليشاهدوا أحد برامج الـ «توك شو». المذيع والضيف
لا يتحدثان، بل يرفعان لافتات بيضاء كُتب عليها السؤال والجواب: لافتة
المذيع تسأل: كيف ترى ما يحدث في مصر الآن؟ يرد الضيف عبر اللافتة: «ما
يحدث الآن ليس سوى فساد.
المذيع يرفع لافتة أخرى: هذا الكلام على مسؤوليتك؟ يرد الضيف عبر
اللافتة: لا! بعد عرض فيلمه «بدون كلام» تم تكريم المخرج الشاب أشرف نبيل
في «مهرجان القاهرة لأفلام حقوق الإنسان» في كانون الأول (ديسمبر) الماضي.
تبلغ مدة الفيلم القصير سبع دقائق وينتهي باندلاع الثورة. لكنّ المخرج
الشاب يجد نفسه بعد أشهر قليلة ماثلاً أمام المحاكمة بتهم منها «تضليل
الرأي العام» و«إشاعة أخبار كاذبة عن المرشح الرئاسي أحمد شفيق». وبعد حبسه
15 يوماً على ذمة التحقيق، إذا بالمحكمة تدين المخرج ومساعده الشاب أحمد
حلمي، وتصدر الحكم قبل أيام بحبسهما 6 أشهر مع وقف التنفيذ، وتسديد غرامة
200 جنيه!
كان نبيل يصور فيلماً قصيرا وتوعوياً عن الرشاوى الانتخابية بعنوان
«لا تبيع» من إنتاج شركة «فكرة» التي أنتجت له أيضاً «بدون كلام»، عندما
هاجمه أنصار حملة المرشح ـ الخاسر لاحقاً ـ أحمد شفيق. سلّموا المخرج
وزميله إلى قسم شرطة حلوان جنوب القاهرة وأحيلا إلى النيابة التي أمرت بضبط
وإحضار زميلهما الثالث عبد الله حسن قبل إحالة الأول والثاني إلى محكمة
حلوان التي أصدرت حكمها المتقدم.
ولاحظت «الشبكة العربية لحقوق الإنسان» التي تصدت للدفاع عن المخرج
وزملائه، أن تهمة «بث أخبار كاذبة» لا محل لها من الإعراب لأنّ الفيلم لم
يكن قد انتهى تصويره. وقالت الشبكة التي تنوي استئناف الحكم في بيان لها
«إنّ محاكمة أشرف لم تتوافر فيها ضمانات المحاكمة العادلة المتعارف عليها.
ومثلت إخلالاً باستقلال القضاء لما رأيناه فيها من الانحياز للأهواء
السياسية على حساب القانون».
ومن المهم ملاحظة العبارة التالية في بيان الشبكة «وأدى ذلك لإضفاء
شكل قانوني على قمع حرية التعبير والتضييق على (الأصوات المعارضة)». محور
الملاحظة أنّ صوت أشرف لم يعد «معارضاً» الآن بعدما انتهت الانتخابات
بخسارة شفيق وفوز محمد مرسي، سيما لو عرفنا أنّ المخرج والشركة المنتجة
قريبان من التيار الإسلامي وجماعة الإخوان التي احتفى موقعها الرسمي «إخوان
أون لاين» بفيلم «بدون كلام» وبمخرجه وممثليه، الذين يصف عملهم ــ أثناء
حوار مع أحد أبطال الفيلم ــ بأنه «وسيلة فعالة لتأصيل القيم الإنسانية
والتصدي للإسفاف الدرامي والمسرحي والسينمائي المنافي لتقاليد مجتمعنا
الشرقي». ويصف الممثل نفسه (خالد العنتيل) بأنه «أحد الشباب الموهوبين الذي
أصرَّ على أن يتخذ من الفن ميداناً للجهاد في سبيل تطهير المؤسسات الفنية
من الأعمال الخليعة»!
يمكن ملاحظة ذلك إلى حد ما من خلال الفيلم نفسه. لا يجمع أي مشهد بين
الممثلين الرجال، والممثلة فاطمة علاء الدين التي تظهر بصحبة الطفلة سهيلة
نصار في مشهد منفصل داخل البيت. أما الممثل محمود عبد الوهاب فهو المتحدث
الوحيد في الفيلم الذي يثير ذهول الآخرين فقط لأنه يتحدث بصوت مسموع لا عبر
لافتة. في النهاية يرمي الجميع اللافتات ويصرخون «الشعب يريد إسقاط
النظام». يمكن اختصار الفيلم في عبارة «تنفيذ مباشر لفكرة جذابة».
اليوم "سقط النظام" الذي هتف الفيلم ضده، لكن آثاره باقية في القوانين
المقيدة لحقّ التعبير، ويبقى أن نظاماً جديداً ينشأ معلناً الحرب على الفن
«المنافي لتقاليد مجتمعنا الشرقي»!
الأخبار اللبنانية في
09/07/2012
زوم
المقاعد الذهبية
تغزو صالات لبنان تِباعاً
محمد حجازي
مقعد ذهبي.. كرسي درجة أولى..
وتسميات أخرى بدأت تُطلق على عدد من الصالات الجديدة التي ظهر منها
حتى الآن اثنتان واحدة في غراند سينما - ضبيه وتتّسع لعشرين مقعداً من
مستوى الـ
VIP والبطاقة بثلاثين دولاراً، بينما صالة
Premiére في سينما سيتي تتّسع لأربعمائة مقعد يفصل الواحد عن الآخر ما يعادل
النصف متر تقريباً، ويتّصلان بلوحة راقية، سهلة التحرّك، تنفتح لتتّسع
مساحتها، خاصة بوضع أي مشروب أو بعض ما يؤكل من الشخصين يمين وشمال هذه
اللوحة، ولا يدفع الروّاد هنا أكثر من عشرة دولارات للبطاقة الواحدة.
التسهيلات ومعالم الراحة لـ زبائن الصالات، الذين نُسمّيهم روّاداً لن
تظل مقتصرة على هاتين الصالتين بل إنّ نسبة كبيرة من الدور العاملة قرّرت
المبادرة إلى الإقفال خلال أيام الشهر الكريم ونفض الصالات بالكامل
وتحويلها جميعاً إلى صورة عن
Premiére
لأنّ هذه الصناعة لن تستمر إذا ما ظلّت تراوح مكانها، فإذا كانت الصورة على
الشاشة تحوّلت إلى البُعد الثالث 3D
والصوت ديجيتال، وشكل الشاشة أروع ما يكون، فلماذا تبقى المقاعد بالتالي
محلّقة لوحدها في سماء الأمس مع مقاعد ملاصقة لا يستطيع الفرد المشاهد أنْ
يتنفّس أحياناً بطريقة سليمة، لذا فإنّ المنطق يقول بتغيير المقاعد،
واعتماد كل اتصالات بطريقة واحدة، جعل المقاعد متباعدة، تُعطي المجال لكل
فرد أنْ يأخذ راحته في جلسته، وخصوصية جميلة ورائعة، شرط ألا ينام الجالس
براحة تامة، وتتحوّل الأجواء إلى شخصير متبادل بفعل هذه الصورة المتناهية
في معالمها الكسولة.
بدل سعر البطاقة في الصالات ذات المقاعد الذهبية يزيد فقط ثلاثة آلاف
ليرة ليصبح السعر 15 ألفاً أو عشرة دولارات، لكنها تُتيح فعلياً للروّاد أن
يكونوا مرتاحين تماماً في جلستهم، وليسوا كتفاً إلى كتف مع جارهم أو جارتهم
في المقعد، وبالتالي فلن يُحصي الواحد أنفاس الآخر لشدّة اقترابه منه،
ولأنّ الذي يختار ويحب متعة المشاهدة يحتاج فعلياً إلى توافر كامل التفاصيل
في طريقة وأسلوب جلوسه، فهو قادر على وضع رجل على رجل، من دون إزعاج جاره
إطلاقاً، وبالتالي فإنّ الشاشات الجديدة المعتمدة بترت آخر رابط يجمع بين
الشاشة والرواد في الصالة المعتمة بعدما توافرت الصورة المثالية في صفائها
ووضوح ألوانها والصوت في أرفع درجات مجسّماته وأصدائه ليشعر المشاهد بأنّه
المشاهد الملك فوق المقعد الذهبي.
ربما اعتقد البعض بأنّ الكلام عن مكان جلوس الروّاد أمر جانبي إطلاقاً
فالمسألة ليست في هذه الحدود أبداً، ففي الصالات الفرنسية من الطبيعي أنْ
ترى فجأة خواء جارك الذي يجلس خلفك في الصالة وقد تدلّى عن يمينك أو عن
يسارك، وعندما تنظر إلى الفاعل على أنّه يُقدِم على فعل خالٍ من الذوق
يبادرك: أريد أنْ أرتاح، وأنا لا أزعجك فلماذا تزعجني؟!
إذاً ومع المقعد الجديد، لن يكون أي شخص مهما كان متصالحاً مع نفسه
ومتخاصماً مع محيطه، مشروع إزعاج لك في جلستك وحسن متابعتك للشريط المعروض
أمامك في الصالة، فالمسافة مثالية عن جانبيك، وكذلك الممر الرائع أمامك لمد
رجليك والتحرّك حيث أنت بحرية.
هل هذه مغريات تجارية تسويقاً للصالات أم إنّها مجرد تحسين وتطوير
وتأهيل لإعطاء السينما حقّها من الحضور بعد تزايد حالات التململ داخل
الصالات من ضيق مساحة المقاعد، وعدم قدرة الروّاد على التحرّك واضطرارهم
غالباً لمد أرجلهم في كل اتجاه، وأخذ أكثر من مقعد على حسابهم لأنّ مقعداً
واحداً لا يكفي كي تتأمّن راحة الفرد، وما دامت السينما للمتعة والتسلية
والتثقيف فلا داعي للشرح والبحث عن إجابات. المقاعد الذهبية هي الحل..
عروض
أخرجه مارك ويب وجسّد
الشخصية آندرو غارفيلد وتكلّف 215 مليوناً
سبايدرمان الجديد بدّل بطله وغطَّ أكثر ممّا حلّق
محمد حجازي
احتفظ بمظهره الأحمر وعاقب السيئين من زملائه ورفاق والده...
ساعتان و16 دقيقة مع أحداث
The Amazing
spiderman للمخرج مارك ويب، استناداً إلى نص كل همّه أنْ يقدّم هذه الشخصية على
أنّها من الآدميين، وليست خارقة إلا في نواحٍ محدّدة جداً، وهو أمر لا يؤخذ
على الشريط بقدر ما يُحسب له، لأنّ العمل على تقريب سبايدرمان إلى الجمهور
هو غاية واضحة في الشريط الذي تعاون عليه عدة كتّاب أبرزهم جايمس فاندربلت،
وألفن سارجنت.
منذ البداية، تحضّر الميلودراما بقوة، فنحن أمام البطل طفلاً يقوم
والداه بوداعه ويتركاه لدى الصديق العزيز جداً العم بن (مارتن شين) وزوجته
لأنّهما ذاهبان في مهمة خاصة، وكان واضحاً أنّهما مهددان في حياتهما،
وبالتالي غابا إلى الأبد وعاش الطفل بيتر باركر (أندرو غارفيلد) يتيماً،
لكن عمل والده في مجال القوة الحيوية، والابحاث الخيرية على الحشريات جعله
يستند إلى بعض ما وجده في أوراقه من معادلات دفعته إلى المكان الذي عمل فيه
الوالد وكان من بين البارزين في مجال الأبحاث والتواصل، ولأنّه فضولي ويريد
معرفة كل ما يدور من حوله، وصل إلى إحدى الغرف وتعرّض للسعة عنكبوت في
مؤخرة رقبته، ومعها بدأت تحوّلات في تصرّفاته، وقدراته وشخصيته بالكامل.
أصبح بيتر أقوى، أخف وزناً وأقدر على اقتحام المغامرات، وإذ وجد فتاة
في وضع الاعتداء عليها عاجل المعتدي بعدة ضربات خاطفة ومشى، ثم واجه عصابة
من قطّاع الطرق، تمدّد بعدها نصف دزينة من الرجال أرضاً من الضرب المبرّح،
وإذ كان يراوغ مجموعة من رفاقهم وجد نفسه يتسلّق أحد المباني، ثم يجلس عند
حافة سطح بناية عملاقة وشاهقة ثم يسقط عمودياً من فوق إلى الأرض، كل هذا
بفعل اللسعة المفاجِئة التي ستكون بداية مواجهات داخل الصرح الأكاديمي مع
السلبيين في التعامل معه والذين يندمون على كل تصرّفاتهم السابقة معه،
ويحاولون معالجة ردّة فعله بالحُسنى، في المقابل فإنّ مواجهته للفريق الذي
آذى والده فتكون على أشدّها وهنا يقدّم الفيلم استعراض قوة خفيفاً بإشراف
الخبيرين في المؤثرات الخاصة والمشهدية: إريك خرازييه، وويسلي باركر،
ومعهما فريقان كبيران من عشرات الاختصاصيين الذين يؤمنون للمشاهد متعة
تصديق كل ما يراه، وهذه هي السينما: كذبة تكمن قدرة المخرج في جعلها حقيقة.
الشريط تكلّف 215 مليون دولار، من خيال كاتبَيْ السيناريو فاندربلت
وسارجنت، مع ستيف كلوفيس، استناداً إلى قصة لـ فاندريلت للمؤلفين ستان لي،
وستيف ديتكو
Marvel Comic Book
قصة حب ناعمة بين بيتر أو الرجل العنكبوت (سبايدرمان) والصبية غوين (إيما
ستون) لا ادعاء فيها إطلاقاً حتى أنّ مواجهته للدكتور كيرث كونورز (ريز
إيفانز) كانت منطقية ومُبرّرة بالكامل، يعني المطاردات والأسباب وحتى هزيمة
الشر في مثل هذه الأجواء، كانت كلّها مرتكزة في إطار واقعي، والأرجح أنّ
هوليوود باتت تدرك أنّ الإكثار من المشهدية والمؤثرات لم يعد يؤثر في
المشاهد أميركياً كان، أم من الرواد في أي مكان من العالم.
كولومبيا السعيدة بإيرادات الجزء الجديد من سبايدرمان، أدركت أنّ ما
يجنيه الفيلم في أيام إطلاقه الأولى، يجب الحفاظ عليه لاحقاً، وهي مهمة تقف
في وجه أضخم الأفلام على الإطلاق، ودغدغت أحاسيسنا من خلال الاستعانة
بواحدة من نجمات الثمانينات والتسعينات في هوليوود سالي فيلد مثلها مثل
مارتن شين، وهما من العلامات الفارقة في الحقبة الماضية مع حضور لوجه آسيوي
وسيم لـ عرفان خان.
سبايدرمان 2012، صحيح أنّه طار مثل باقي أجزائه السابقة، إلا أنّه هنا
غطّ على الأرض، ومارس حياته على الأرض، ولم يحلّق إلا في أوقات قليلة.. لقد
بات بالكاد واحداً منّا.
شريط
«أسبوع
النقد» يختتم عروضه
غداً في متروبوليس
ساندرين بونير رائعة مع فريقها.. إنّها قصّتها...
محمد حجازي
بين الثاني والحادي عشر من تموز/ يوليو الجاري تُقيم صالة متروبوليس -
أمبير عشرة أيام من التعاطي مع عروض تظاهرة أسبوع النقد في كان 65، التي
عرضت أفلامها في أيار/ مايو المنصرم.
إنّه العيد الـ 50 لهذه التظاهرة التي تُضيء على شباب السينما في عروض
يومية تُجرى عند الساعة الثامنة، لمخرجين يقدّمون أول أو ثاني أفلامهم من
أي منطقة من العالم، ومن معالم هذه التظاهرة شريط
J`enrage de son absence
للممثلة والمخرجة ساندرين بونير، التي سبق لها وقدّمت في كان أيضاً شريطها
المعروف «إسمها سابين»، وتحدّثت فيه عن شقيقتها (2007) التي كانت تعاني من
مرض التوحّد، وهو رُشِّح لسيزار أفضل فيلم وثائقي، وهي تحضر مع فيلمها إلى
بيروت بدت رائعة جميلة مندفعة مع ميلودراما مؤثرة يصعب تصديق حيثياتها إلا
عندما نعرف أنّ القصة هي قصة ساندرين ووالدتها ورجل كانت الأم على علاقة
سابقة به.
هنا تستعين ساندرين بالممثل الأميركي الرائع وليام هيرث في شخصية جاك
الذي يتذكّر حباً كان عاشه مع المرأة المتزوجة حالياً مادو (الكنسدرا لامي)
والتي تعيش مع ابنها بول (جلال مهنّي) وزوجها ستيفان (اوغستان لوغراند)،
ويلتقي جاك بـ مادو وذكريات الأماكن والمشاعر قرّبتهما من بعضهما وراحا في
مناجاة صادقة، في وقت كان الصغير بول مجذوباً صوب جاك، من دون أي سبب واضح،
ونظل نتساءل هل لـ جاك علاقة بالصبي، بولادته ويتبيّن أنّ كل شيء عادي لكن
الود انوجد بينهما، ووصل إلى الأم فلم تستطع وقفه، وعلم ستيفان فعرف أيضاً
أنّ جاك يقطن بغرفة في الطبقة السفلية من المبنى، فاقتحم عليه المكان،
وانهال عليه ضرباً قبل أنْ يجرّه إلى خارج المكان ويطرده وسط نظرات مباشرة
فيها مليون معنى بين جاك والطفل بول.
شريط جميل ومؤثر وهو أحد خمسة أفلام طويلة:
-
Los Salvajes
لـ آليخاندرو فاضل.
-
A Qui
Y Alla لـ أنطونيو مانديز اسبرزا.
-
Sofia`s Last Ambulance
لـ ايليان ميتيف.
-
Au Galop
لـ لوي دو لاتكسينغ.
-
Peddler
لـ فازن بالا.
إضافة إلى أشرطة أخرى:
-
Broken
لـ روخوس نوريسيه.
-
Augustine
لـ آليس وينوكوو.
وهناك شريطان قصيران يقدّمان في ختام المهرجان بعد غدٍ الأربعاء وهما
للمخرجين مينغ ليانغ، وجوا وبيدرو رودريغيز.
المصرية في
09/07/2012
«غش الزوجية».. بعض المضحكات وكثير من الارتباك!
محمود عبدالشكور
كان يمكن أن يكون فيلم «غش الزوجية» الذى كتبه «لؤى السيد» وأخرجه
«أحمد البدرى» فيلماً خفيفاً يجمع بين الكوميديا والرومانسية، لولا ذلك
الارتباك الذى أثقل الفيلم بعدة حبكات إضافية، فى الوقت الذى تميل فيه هذه
النوعية من الأفلام إلى تبسيط الحبكة، وقد أدى هذا الارتباك الواضح إلى
اختلال الفيلم تماماً فى الثلث الأخير منه، لدرجة أننا أحسسنا أن المؤلف
غيرقادر على إنهاء الفيلم، بعد أن تشابكت الخطوط والخيوط بلا داع، ومن
مشكلات الفيلم أيضاً الكثير من الحوارات الطويلة، وعدم القدرة على الاقناع
بتحول الشخصيات من النقيض إلى النقيض.
الخط الأصلى فى فيلم «غش الزوجية» يقترب من الخط الأصلى فى فيلم سابق
«لرامز جلال» هو «أحلام الفتى الطائش»، فى الفيلمين يتورط شاب طائش يعيش
حياته على طريقته فى الارتباط بفتاة غريبة الأطوار، غير جميلة، وأقرب
ماتكون إلى الفتيات المسترجلات، وبينما يتم التورط فى «أحلام الفتى الطائش»
نتيجة «لسوء تفاهم» فإن فيلم «غش الزوجية» يبدأ بما يقترب من محاولة للغش
والنصب: رجل الأعمال «حسن حسنى»، الذى يلعب دور والد «رامز» فى الفيلمين،
لا يجد وسيلة للحصول على قرض من بنك جديد ويتيح له الحصول على توكيل
مستحضرات تجميل إيطالية شهيرة سوى الدفع بابنه الوحيد المغامر «حازم» (رامز
جلال)، للزواج من ابنة مدير البنك المسترجلة (إيمى سمير غانم)، التى تجد
نفسها كلاعبة كرة قدم حريمى، أى أننا أمام محاولة لاستغلال منصب والدها،
ورغم ذلك يوافق الابن على الخطبة ثم الزواج، بينما كان يمكن أن يجد حلا آخر
يتفق مع علاقاته النسائية الأخرى المحلية والأجنبية، تتحول الاحداث بعد ذلك
إلى مايقرب من مسرحية «ترويض النمرة»، وبطابع جنسى واضح خاصة أن والدىّ
العروس «يوسف فوزى» و«مها أبو عوف» ووالد العريس «حسن حسنى»، يدفعون جميعاً
فى اتجاه حصول «حازم» على حقه الشرعى من عروسه التى يراها مثل اللاعب سيد
معوض والمغنى عصام كاريكا، عند منتصف الفيلم تقريباً يحدث تحول غريب إثر
مواجهة مصطنعة بين حازم وعروسه، تختفى الضحكات ليكتشف حازم أنه يحب زوجته،
يحاول أن يهتم بعمله مع أنه كان ناجحاً فيه فعلاً، يضطرب السيناريو لحاجته
لحل ثلاث مشكلات هى: حكاية قرض البنك، وقصة حازم مع صديقة سابقة تقوم
بتهديده، ومشكلة العروس مع الجنس الآخر، والتى جعلتها معقدة نفسياً،
بالاضافة إلى قصة خاتم الزفاف الذى اشتراه الأب لابنه وكلها أمور أثقلت
الفيلم، فترهل تماما حتى أنقذتنا النهاية.
«رامز» ممثل خفيف الظل، ولكنه مازال تائها بين الصعود والهبوط فى
اختياراته، «إيمى سمير غانم» موهوبة جداً ويمكنها أن تؤدى الكومديا
والتراجيديا، ولكنها تحتاج إلى توجيه مخرج يجعلها أكثر تلقائية وبساطة،
«حسن حسنى» عاد إلى ملعبه، وهو فعلاً أفضل من يلعب دور الأب خفيف الظل بعد
أن افتقدنا هذا النموذج منذ غياب سليمان نجيب. ربما تجد الاشارة إلى تميز
الديكور «سامر الجمال» والملابس «مها بركة وخالد عبد العزيز»، أما «إدوارد»
فهو لطيف، ولكنه يقف «محلك سّر»!
أكتوبر المصرية في
08/07/2012
«حباً فى المال».. محاولة إسرائيلية فاشلة لإختراق هوليوود
محمد رفعت
بدأت مؤخراً السينما الإسرائيليه فى القيام بمحاولات كثيره لاختراق
سينما هوليود من أوسع أبوابها، لقيام إسرائيل بأبرز أدوراها الصهيونية وهى
جذب تعاطف العالم معها، وأصبح ممثلو إسرائيل يتجهون إلى الارتفاع بمستواهم
المهنى ويطمحون ليصبحوا نجوماً عالميين تصل اصداؤهم إلى أراضى هوليود .
وعلى ضوء هذا استطاع الممثل الإسرائيلى «يهودا لاوى» لأول مره شق
طريقه مؤخراً منتقلاً إلى سينما لوس انجلوس فى تمثيله دور البطولة بالفيلم
الأمريكى الدرامى «حباً فى المال» المترجم إلى العبرية، حيث تقول صحيفة
هآرتس الإسرائيلية إن هذه الخطوة من لاوى هى جزء من آمال ممثلى إسرائيل
لأخذ دروساً فى التمثيل الأمريكى باللغة الإنجليزية ويصبحون جزءاً من
هوليوود الفاتنة، حيث وضع فى قائمه الممثلين الإسرائيليين الذين بدأوا فى
تجربة حظهم فى مدينة هوليوود الملائكية.
«حباً فى المال» هو فيلم أمريكى مستلهم من قصة حياة شخص إسرائيلى يدعى
«أيزيك شوموف» هاجر هو وعائلته من إسرائيل إلى لوس أنجلوس بالسبعينات،
هرباً من أرض ليست أرضه امتلأت بعالم الجريمة والعصابات الإسرائيلية إلى
أرض أكثر عدائية مواجهاً معاناة كبيرة ومتاعب أكثر على يد عصابات لوس
أنجلوس، هذا ما يمثله يهودا لاوى فى دور ايتسيك الذى يحاول الابتعاد عن
حياة الجريمة، وشراء متجر، ويدير أحد الكراجات ليبدأ حياة جديدة، ويندرج
أثناء هذا فى الحب، ولكن سرعان ما يكتشف أنه لا يمكنه البدء من جديد
والابتعاد عن خطايا الماضى ،لاعباً دوراً محورياً فى حرب العصابات هناك
بسبب رغبته الكبيرة فى الحصول على الكثير من المال بشتى الطرق الشرعية وغير
الشرعية مما يعرض أسرته إلى خطر دائم، ومن هنا أمتلئت أحداث الفيلم بأحداث
الأكشن والإثاره، وسيناريو هدفه كشف حقيقة الإسرائيلى الذى يذهب بعيداً عن
إسرائيل على اعتبار المزاعم التى تقول أنها أرضه ويجذب تعاطف العالم مع
الإسرائيليين المهاجرين من إسرائيل لأى بلد آخر فى نفس الحين.
ظاهرياً يمكننا أن نقول فيلم «باسم المال» فيلم أمريكى هوليودى يفوق
كل تقدر وأحترام، فقد تم إنتاجه إنتاجاً دولياً، كما أنه أول فيلم أمريكى
يحكى عن إسرائيل وضع له سيناريو باللغة الإنجليزية، ويشاع انه اعد بميزانية
إسرائيليه منخفضة غرضها لعب مؤامرة معينة على العالم، ولكنها لم تجعل من
الفيلم فيلماً ناجحاً، و بشهادة نقاد إسرائيل، فقد لاقى الفيلم فشلاً
ذريعاً للغاية.
مى عز الدين:
أنا ويسرا سمن على عسل
محمد رفعت
نفت الفنانة الشابة مى عز الدين، حدوث أى خلاف بينها وبين النجمة
الكبيرة يسرا بسبب فيلم «جيم أوفر» الذى شاركتها فى بطولته، مؤكدة فضل يسرا
عليها منذ أن قدمتها لأول مرة لجمهور التليفزيون من خلال مسلسل «أين قلبى»،
لافتة إلى أنهما كانتا تجلسان معا للسخرية من الشائعات حول خلافهما إبان
فترة تصوير الفيلم.
وقالت مى إن علاقتها بيسرا أكبر من أى شائعات خصوصا أنها من الفنانات
المتميزات على المستوى الإنسانى، وعلاقتها معها لم تنقطع على مدار أكثر من
10 سنوات.
وحول الهجوم الذى تعرضت له بسبب أغنية «حقى برقبتى» التى قدمت ضمن
سياق الفيلم، قالت مى إن هذا الهجوم لم يشغلها كثيرا خصوصا أن الأغنية
أصبحت من أكثر الأغانى رواجا فى الشارع المصرى وتفاعل معها الجمهور بشكل
كبير وأصبحت موجودة فى كل سيارة تقريبا، لافتة إلى أن دورها فى الفيلم
جذبها بشدة منذ أن قرأت السيناريو.
وأوضحت أن توقيت عرض الفيلم حدده المنتج ولم يكن لها دخل فيه، مشيرة
إلى أنها تشعر بالرضا عن الإيرادات التى حققها الفيلم حتى الآن على الرغم
من الظروف السياسية والانتخابات الرئاسية، لافتة إلى أن الجمهور بحاجة إلى
مشاهدة أعمال كوميدية خفيفة فى ظل هذه الظروف.
وكشفت مى عن أن انشغالها بتصوير الفيلم وتفرغه لها جعلها تعتذر عن عدم
المشاركة فى أى عمل درامى لشهر رمضان، مشيرة إلى أنها لا تشعر بالندم على
هذه الخطوة ولاسيما أن ردود الفعل التى وصلتها عن الفيلم كانت أكبر بكثير
مما توقعت.
فضائيات غسيل السمعة والأموال
محمد رفعت
لماذا لا تناقش القنوات الفضائية الملفات التى تتعلق بحياة الناس
ولقمة عيشهم ومستقبلهم؟!..لماذا تعيد وتزيد فى مناقشة قضايا مهمة جدا
وخطيرة فعلا، لكنها ليست الأهم، أو صاحبة الأولوية لدى الشعب
الكادح؟..لماذا تركز على الاعلان الدستورى المكمل، وتهمل قضية الثروات
المنهوبة..أو تخصص حلقات لا تنتهى عند حل مجلس الشعب، ولا تعير أى اهتمام
لقضايا وضع اليد على أراضى الدولة والتعديات على الأراضى الزراعية والبناء
على النيل؟!.
الحقيقة أن الملكية تحدد الأولوية..وإذا كان معظم الفضائيات الخاصة
مملوكة لرجال أعمال تورط بعضهم فى تسقيع أراضى الدولة والاقتراض بمئات
الملايين من البنوك بدون ضمانات، فلا عجب من أن تتجاهل قنواتهم مثل هذه
القضايا التى قد تمسهم وتفضح مصالحهم وحجم تجاوزاتهم فى حق الشعب.
ويا بخت من كان لديه فضائية يدافع بها عن نفسه ويضغط بها على الآخرين
لكى يتجاوزوا عن سوءاته..واللى ليه فضائية الآن له ظهر قوي، يحميه من تلقى
الضربات والطعنات، وينأى به عن سجن طرة.
وما يزال رجل الأعمال الذى عاش 30 سنة فى إحدى دول الخليج، وعاد
ليشترى كل ما تقع عليه عيناه من صحف وفضائيات بأرقام مبالغ فيها، لغزا يحير
الجميع، وخصوصا بعد أن لعبت قنواته دورا كبيرا فى إسقاط مرشحين كبار من
الجولة الأولى، رغم أن الجميع توقعوا أن ينهوا السباق مثل عبد?المنعم أبو
الفتوح وعمرو موسى، وساهم بشكل أو بآخر فى الوصول إلى النتيجة التى وصلنا
إليها فى انتخابات الرئاسة.
وبالطبع فإن من حق رجال الأعمال أن يدافعوا عن مصالحهم ووجودهم، ولكن
ليس من حقهم توجيه الرأى العام بما يخدم ويتوافق مع تلك المصالح، وليس من
حقهم أن يضللونا ويشغلونا عن قضايانا المهمة، وليس من حقهم بث روح التشاؤم
والشك فى كل شىء وأى شىء.
لقد تحولت السياسة فى مصر إلى ظاهرة فضائية..كل شىء تجرى مناقشته
وتشريحه فى الفضائيات..حتى نتائج الانتخابات الرئاسية تم استباقها
واختراقها، بفضل الفضائيات التى لا تهتم بمستقبل هذا الوطن، بقدر ما تهتم
بالمنافسة غير الشريفة على السبق الاعلامى، ويساعدها فى ذلك مع الأسف
مسئولون ليس لديهم أدنى إحساس بالمسئولية فى مختلف المواقع، مستغلين غياب
الشفافية وعدم وجود أى رادع يمنعهم من الاستفادة من مواقعهم الوظيفية فى
كشف ما لا يجب كشفه والحديث عما لا يجدر الحديث عنه.. لقد أصبح كل شىء
معروضا للبيع والشراء فى الفضاء..ولابد لذلك أن ينتهى.
أكتوبر المصرية في
08/07/2012 |