هذا العنوان هو العبارة التى بعثت بها إلى إدارة مهرجان أوسيان فى
الهند، أعبر بها عن قبولى «جائزة إنجاز العمر فى الكتابة عن السينما»، التى
قررتها إدارة المهرجان، ووجهت لى الدعوة لتسلمها فى حفل الافتتاح يوم ٢٧
يوليو الجارى.
العلاقة بين مصر والهند علاقة خاصة، فلكلا البلدين حضارة عريقة، وفى
العصر الحديث كانت ثورة ١٩١٩ فى مصر هى القدوة بالنسبة إلى حركة التحرر
الوطنى فى الهند، فقد كانت هذه الثورة أول ثورة شعبية ضد الاحتلال الأوروبى
فى كل آسيا وأفريقيا، وكان دستور ١٩٢٣ فى مصر يؤسس لديمقراطية استطاعت
الهند بعد استقلالها أن تحققها، وتصبح من الديمقراطيات النموذجية فى
العالم، بينما توقفت فى مصر بعد ٣٠ سنة.
وعندما زرت الهند لأول مرة عام ١٩٨٦ لحضور مهرجان نيودلهى الدولى
للسينما، اجتمعت مع عدد من الصحفيين المختصين فى العلاقات المصرية الهندية،
ولا أنسى أبداً ما قاله أحدهم عن الصداقة التى كانت بين عبدالناصر ونهرو،
والتى بمقتضاها تمت عدة اتفاقيات منها اتفاقية للتخفيض الجمركى بين
البلدين، وإن الهند تطبق هذه الاتفاقية منذ ١٩٥٨، لكن مصر لا تطبقها، ولا
أنسى قوله إن السيارة الهندية «إمباسادور» صنعت فى نفس اليوم مع السيارة
المصرية رمسيس، وبينما تحولت فى مصر إلى مصدر لسيل من النكات، وتوقف
تصنيعها، طورتها الهند وأصبحت تصدرها إلى الخارج!
الآن أتطلع إلى الزيارة الثانية للهند بعد أكثر من ٢٥ سنة، وتتاح لىّ
مشاهدة التقدم الكبير الذى حققته فى هذه السنوات، وتسلم أول جائزة أحصل
عليها فى حياتى دون أن أتقدم للحصول عليها، ونقاد السينما عادة يمنحون
الجوائز من خلال اشتراكهم فى لجان التحكيم، لكن ليست لهم جوائز إلا فى
القليل النادر.
وقد عقدت الدورة الأولى من مهرجان أوسيان مع بداية القرن الواحد
والعشرين عام ٢٠٠٠، وكانت مسابقته للأفلام الهندية الطويلة، وفى عام ٢٠٠٧
أضيفت مسابقتان للأفلام الطويلة والقصيرة من آسيا والعالم العربى، وأصبح
اسمه مهرجان أوسيان للأفلام الآسيوية والعربية، وفى حدود ما توفر من
معلومات عن الدورة الثانية عشرة التى تعلن جوائزها فى الخامس من أغسطس
يشترك فى مسابقة الأفلام الطويلة من مصر الفيلم التسجيلى الطويل «مولود فى
٢٥ يناير» إخراج أحمد رشوان، ويشترك فى لجنة تحكيم الأفلام الطويلة المخرج
مجدى أحمد على، ويحاضر عن سينما الربيع العربى الناقد طارق الشناوى، ومن
ضيوف المهرجان الكاتب والروائى سعد القرش، ويا لها من صحبة رائعة.
عن أهمية إنقاذ مهرجان القاهرة
بقلم
سمير فريد
١٨/
٧/
٢٠١٢
حكمت المحكمة فى القضية التى رفعها ممدوح الليثى، والتى يطالب فيها
بحق جمعية كتاب ونقاد السينما فى إقامة مهرجان القاهرة السينمائى الدولى،
باعتبارها الجمعية التى أسسته عام ١٩٧٦، ونظمته سنوات طويلة قبل أن تتولى
وزارة الثقافة تنظيمه عام ١٩٨٥.
لم تستجب المحكمة لطلب رئيس الجمعية المذكورة، ولكنها أبطلت قرار وزير
الثقافة بإسناد تنظيم المهرجان إلى مؤسسة مهرجان القاهرة، التى أنشئت العام
الماضى، وطالبت الوزارة بأن تفتح الباب أمام كل الجمعيات للتقدم وتنظيم
المهرجان بناء على معايير شفافة ومحددة.
كانت وزارة الثقافة قد أعلنت عن عدم تنظيم أى مهرجانات دولية
بواسطتها، وأنها سوف تكتفى بدعم مهرجانات تنظمها جمعيات أو مؤسسات أهلية،
وأعلنت بشفافية عن معايير محددة لهذا الدعم، وبناء على ذلك قامت مجموعة من
قيادات مهرجان القاهرة برئاسة الناقد الكبير يوسف شريف رزق الله الذى عمل
فيه منذ عام ١٩٨٥- بتكوين مؤسسة باسم المهرجان، وأصدر وزير الثقافة آنذاك
عماد أبوغازى قراره بتنازل الوزارة عن المهرجان لتلك المؤسسة.
وبقدر ما جاء حكم القضاء عادلاً فى عدم إسناد المهرجان إلى جمعية كتاب
ونقاد السينما، لأن الوزارة لم تتول تنظيمه إلا بعد فشل هذه الجمعية فى
تنظيمه، ونتيجة لهذا الفشل، بقدر ما جاء عادلاً من حيث التأكيد على المبدأ،
وهو فتح الباب أمام كل الجمعيات والمؤسسات الأهلية، ومن دون صدور قرار
وزارى بإسناد التنظيم إلى هذه الجمعية أو تلك المؤسسة.
والواقع أن القرار الذى أبطلته المحكمة كان بناء على طلب المؤسسة،
لتقديمه إلى الاتحاد الدولى حتى لا تبدو كأنها انتزعت المهرجان من الوزارة،
وهو ما يخالف القوانين والأعراف. والواقع أيضاً أن من حق من عملوا فى
المهرجان أثناء تنظيم الوزارة له أن تكون لمؤسستهم الأولوية، ولولا القضية
التى رفعتها جمعية كتاب ونقاد السينما من دون أى وجه حق لما أصبحنا فى هذا
الموقف الذى يهدد بعدم إقامة المهرجان فى موعده المحدد من ٢٨ نوفمبر
المقبل، والذى أعلنت عنه المؤسسة الجديدة فى مهرجان «كان» بعد حصولها على
موافقة الاتحاد الدولى.
الحل الوحيد الذى يخدم المصلحة العامة الآن أن تكتفى جمعية كتاب ونقاد
السينما بإقامة مهرجان الإسكندرية وتبذل الجهد الكافى لإنجاحه وتغيير سمعته
السيئة، خاصة بعد أن أسندت إدارته إلى خبير مثل وليد سيف، وأن تتقدم مؤسسة
مهرجان القاهرة من جديد بطلب دعم وزارة الثقافة.
سمير فريد يفوز بجائزة الهند التقديرية للكتابة عن
السينما
كتب
نيودلهى ــ خاص
١٥/
٧/
٢٠١٢
إندو شريكينت، مديرة مهرجان أوسيان الثانى عشر للأفلام الآسيوية
والعربية، أعلنت فوز الناقد السينمائى المصرى سمير فريد بالجائزة التقديرية
للكتابة عن السينما.
يتم تسليم الجائزة فى حفل افتتاح المهرجان يوم ٢٧ يوليو الجارى، وفى
اليوم التالى يلقى «فريد» محاضرة عن تجربته فى النقد السينمائى، تعقبها
ندوة يحضرها ضيوف المهرجان من صناع ونقاد السينما. هذه هى المرة الأولى
التى يفوز فيها ناقد عربى بهذه الجائزة، واسمها الرسمى «جائزة إنجاز العمر
فى الكتابة عن السينما»، أى تقديراً لمجموع كتابات الفائز بها طوال حياته
المهنية.
اليوم مصر تحتفل باستقلال الجزائر والسينما
الجزائرية
بقلم
سمير فريد
١٥/
٧/
٢٠١٢
يبدأ فى السادسة مساء اليوم فى مركز الإبداع بمنطقة الأوبرا بالقاهرة
احتفال ينظمه مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية مع وزارة الثقافة بمناسبة
اليوبيل الذهبى «٥٠ سنة» لاستقلال الجزائر، وهو فى نفس الوقت اليوبيل
الذهبى للسينما الجزائرية التى بدأت مع الاستقلال. وبهذه المناسبة أيضاً
قررت إدارة مهرجان الأقصر أن تكون الجزائر ضيف شرف الدورة الثانية العام
القادم.
الصفحة الأولى من تاريخ السينما الجزائرية كانت الأفلام التسجيلية
القصيرة التى أنتجت أثناء حرب التحرير منذ بدايتها عام ١٩٥٤، كما أن هناك
الأفلام غير الجزائرية التى دافعت عن حق الجزائر فى الاستقلال أثناء الحرب
فى بلاد مختلفة، منها الفيلم المصرى «جميلة الجزائرية» إخراج الراحل الكبير
يوسف شاهين، بل إن هناك صفحة كاملة من الآداب والفنون فى مصر عبرت عن حرب
التحرير الجزائرية وساندتها بقصائد الشعر ولوحات الرسم والقصص والمسرحيات،
وأعظمها مسرحية «جميلة» لشاعرنا الفذ الراحل عبدالرحمن الشرقاوى.
يعرض البرنامج اليوم فى السادسة والنصف مساء الفيلم الجزائرى الإيطالى
المشترك «معركة الجزائر» إخراج جيك بونتيكورفو عام ١٩٦٦، والذى فاز بـ«الأسد
الذهبى» فى مهرجان فينسيا. ويعقب العرض ندوة عن الإنتاج المشترك بين مصر
والجزائر يشترك فيها كاتب هذه السطور مع الناقدين الجزائريين جمال الدين
حاظورلى وسهام بورشوتى.
وغداً فى السابعة مساء يعرض فيلم قصير من ١٥ دقيقة يقدم لمحات من
تاريخ السينما الجزائرية، ويعقبه عرض الفيلم الجزائرى «وقائع سنوات الجمر»
إخراج محمد الأخضر حامين، وهو من الرواد الكبار، وأول من وضع بلاده على
خريطة السينما فى العالم عندما فاز بجائزة أحسن مخرج فى فيلمه الطويل الأول
فى مهرجان كان عام ١٩٦٧ عن «رياح الأوراس»، وفاز بالسعفة الذهبية فى نفس
المهرجان عام ١٩٧٥ عن «وقائع سنوات الجمر»، وكان ولايزال المخرج العربى
الوحيد الذى فاز بأكبر جوائز أكبر مهرجان.
وبعد غد فى السابعة يعرض الفيلم المصرى الجزائرى المشترك «عودة الابن
الضال»، إخراج يوسف شاهين عام ١٩٧٦، ويوم الأربعاء فى نفس الموعد يعرض
الفيلم الجزائرى الفرنسى المشترك «الخارجون عن القانون» إخراج رشيد بوشارب
عام ٢٠١٠، والذى يواصل التأكيد على مكانة السينما الجزائرية فى العالم.
ويوم الخميس يختتم البرنامج بندوة عن السينما الجزائرية الجديدة يشترك فيها
الناقدان الجزائرى نبيل حجى والمصرى أحمد فايق فى السادسة مساء، ويعقب
الندوة عرض الفيلم الجزائرى «الأفيون والعصا» إخراج أحمد راشدى عام ١٩٧١،
وهو من الرواد الكبار مثل حامين.
المواقف السياسية ليست معياراً
للفن
بقلم
سمير فريد
١٤/
٧/
٢٠١٢
كل عقد زمنى «عشر سنوات» يظهر جيل جديد من نقاد السينما. منذ أن عرفت
مصر السينما فى العقد الثالث «العشرينيات» من القرن العشرين الميلادى وحتى
الخمسينيات كان عدد النقاد قليلاً جداً، واختلط النقد مع صحافة السينما
والتأريخ مع المذكرات، وكان النقد إبداء ملاحظات حول الفيلم، لكن دون مناهج
نقدية واضحة ومحددة.
ومع الخمسينيات بدأ النقد المنهجى فى كتابات النقاد من هواة السينما،
الذين جمعتهم «ندوة الفيلم المختار» فى حديقة قصر عابدين، التى أسسها
الكاتب الكبير الراحل يحيى حقى عندما كان مديراً لمصلحة الفنون، ونشر
كتاباتهم فى مجلة «المجلة»، التى كان يرأس تحريرها أمثال أحمد الحضرى وهاشم
النحاس والراحل أحمد راشد وغيرهم، وهى المجموعة نفسها التى أسست جمعية
الفيلم فى الستينيات.
وفى الستينيات تبلورت المناهج النقدية، وتعددت بين الشكلى بالمعنى
الحرفى والأيديولوجى من أقصى اليسار الشيوعى إلى أقصى اليمين الفاشى، وتطور
النقد السينمائى فى مصر تطوراً كبيراً من خلال نشرة «نادى سينما القاهرة»،
التى استمرت حتى نهاية الثمانينيات، ومن بين أهم نقاد التسعينيات عصام
زكريا، الذى أصبح من كبار النقاد اليوم، وكان رائداً بحق فى متابعة حركة
السينما المستقلة فى الأفلام القصيرة طوال أكثر من عشرين عاماً، وكنت أتمنى
أن يؤرخ لها، لكنه لم يفعل.
وقد دهشت من مقال «زكريا» عن فيلم «بعد الموقعة» إخراج يسرى نصر الله
الذى عرض فى مسابقة مهرجان «كان» فى مايو الماضى، ولم يعرض بعد فى مصر،
والذى نُشر فى جريدة «الفجر» الأسبوعية عدد الخامس من يوليو الجارى، وكانت
الدهشة لثلاثة أسباب أولها: أن الفيلم لم يعرض عرضاً عاماً، والناقد يتوجه
بعمله إلى القارئ عند عرض الفيلم ليساعده على تلقيه، وتكتمل العلاقة بين
الناقد والقارئ المتلقى للعمل الفنى، ودون عرض الفيلم يصبح المقال موجهاً
إلى صناع الفيلم فقط.
والسبب الثانى: أن مقال زكريا يتضمن ملاحظات لتعديل الفيلم، بل دعوة
لإعادة المونتاج، وهناك فرق شاسع بين أن يبدى الناقد رأيه فى سيناريو أو
نسخة عمل بصفة ودية أو رسمية، وبين أن يبدى رأيه فى عمل تام، بل عرض فى
مسابقة أكبر مهرجانات العالم، فالناقد إزاء العمل التام يبدى رأيه فيه كما
هو، وليس كما كان يرى لو كان مشاركاً فى صنعه، والسبب الثالث: قول زكريا
«لولا توقيع يسرى نصر الله عليه لربما اعتقدت أنه من صنع عدو للثورة»، فمن
الحرية فى الفن أن يكون هناك مؤيد للثورة وغير مؤيد، ولا يستمد أى عمل فنى
قيمته من موقفه السياسى فقط.
شهيد سينما الثورة فى سوريا
بقلم
سمير فريد
١٢/
٧/
٢٠١٢
عندما تنتصر الثورة فى سوريا - وقد اقترب النصر بعد أن وصل ثمن الحرية
إلى نحو عشرين ألف شهيد، ورغم كل المناورات السياسية فى «المجتمع الدولى»
الذى يتفرج على أنهار الدماء ولايزال يتحدث عن حقوق الإنسان - سوف تصبح
أكبر جائزة فى السينما باسم الشهيد باسل شحادة، وسوف تكون هناك جائزة خاصة
باسم مساعده وتلميذه أحمد الأصم.
كلاهما قُتل فى اللحظة نفسها فى حمص يوم ٢٨ مايو ٢٠١٢ على أيدى قتلة
النظام الديكتاتورى الذى دخل التاريخ كواحد من أكثر الأنظمة القمعية
انحطاطاً، وكنت وقتها فى مهرجان «كان»، فلم أستطع الكتابة عن هذا الحدث بعد
وقوعه مباشرة. وكلاهما قُتل وهو يصور مذابح «البعث» السورى، الذى أصبح
بعثاً للموت وليس للحياة، فهما من شهداء السينما بكل معنى الكلمة، أى الذين
دفعوا حياتهم ثمناً لصنع أفلامهم، كما حدث فى شيلى وفى فلسطين وبلاد أخرى.
وكلاهما أيضاً يعبر عن العمق الحضارى لسوريا الذى طمسته الديكتاتورية،
وتبعثه الثورة عن حق وليس بالشعارات الجوفاء. فباسل سورى مسيحى وأحمد سورى
مسلم، ولكن كليهما عندما استشهد كان سورياً قبل أن يكون مسيحياً أو مسلماً،
فالوطنية تجمع بين كل المواطنين من كل الأديان والعقائد، وهذه لا تفرق
بينهم، كما لا تفرق الأعراق والطوائف من أبناء الدول التى تحترم المواطنة،
وتدرك حكمة الخالق فى تنوع خلقه، ودعوته لهم بالتعارف وليس التقاتل.
جاء فى الأخبار «الحياة اللندنية فى ٣٠ مايو» عن مصرع باسل شحادة أنه
عاد إلى بلاده من الولايات المتحدة حيث كان يدرس السينما، وقالت لجان
التنسيق المحلية فى بيان إن «لدى الشهيد العديد من الأعمال التوثيقية حول
الثورة»، وذكرت أنه استقر فى حمص بعد عودته «ليصبح أحد أهم وأشجع مصورى
حمص» مشيرة إلى أنه «يدرّس مادة المونتاج لمصورى حمص، وقد درب وعلم أكثر من
خمسة عشر شخصاً خلال فترة إقامته فى حمص».
وفى مقال هو نص أدبى رفيع «الحياة اللندنية فى ٣ يونيو» كتب عامر مطر
أن مغنى الثورة عبدالباسط الساروت وقف قرب التابوت حاملاً لافتة كتب عليها
«يا يسوع يا يسوع عن ثورتنا ما فى رجوع»، وقال: «أعادتنى لافتة الساروت إلى
عشية الثورة ليلة ٢٨ يناير ٢٠١١ حين غنى باسل مع العشرات من أصدقائه: (هبى
يا رياح التغيير) أمام السفارة المصرية فى دمشق للتضامن مع شهداء الساحات
المصرية».
ولد باسل شحادة فى دمشق عام ١٩٨٤، وحصل على منحة فولبرايت لدراسة
الإخراج السينمائى، وسافر صيف ٢٠١١، لكنه فضل العودة فى خريف العام نفسه.
لم يستطع احتمال «الحياة اللذيذة» هناك وأهله يقتلون، اختار شعار ثورة
سوريا العظيم «الموت ولا المذلة».
samirmfarid@hotmail.com
المصري اليوم في
12/07/2012 |