منذ بداياته مخرجاً في الثمانينيات، اختار محمد شويخ الوقوف في موقع
المغايرة، سالكاً طريق السينما التأملية الحميمة، بعيداً عن المنحى
السوسيولوجي والنبرة الاحتجاجية اللذين طغيا على أعمال أبناء جيله (مرزاق
علواش، محمود زموري، رشيد بن براهيم). كذلك قطع حبل السرة مع السينما
التاريخية لجيل المؤسسين (لخضر حامينا، أحمد راشدي، مصطفى بديع) الذين غلبت
على أعمالهم المرافعة الإيديولوجية و«الصراخ الثوري» الموروثين عن فترة حرب
التحرير.
نجح صاحب «القلعة» في تحقيق قطيعة مع «الآباء المؤسسين» للسينما الجزائرية،
رغم أنّه شارك ممثلاً في أشهر أفلامهم. تحت إدارة لخضر حامينا، أدى بطولة
«ريح الأوراس» و«وقائع سنوات الجمر». كذلك شارك في «فجر المعذبين» لأحمد
راشدي (1966)، و«الخارجون عن القانون» لتوفيق فارس (1968) وغيرها من
الأفلام التي خرجت من رحم حركة التحرر الوطني.
ولعل التجربة الأكثر تأثيراً في سينما شويخ بداياته ممثلاً في فرقة المسرحي
ولد عبد الرحمن كاكي. ظهرت بصمات كاكي في توجه شويخ منذ «القلعة» إلى
استلهام التراث الحكائي للثقافة الشفوية المغاربية. ثم استلهم التراث
لمسائلة الرهان، مستعيراً رمزية «أهل الكهف» في فيلمه «يوسف وأسطورة النائم
السابع» الذي استشرف فاجعة سنوات الدم الجزائرية. وفي «عرش الصحراء»
(1997)، سعى إلى خلخلة البنى التقليدية التي تحكم المجتمعات المغاربية عبر
قصة تدور في واحة في الصحراء يعيش أهلها بأمان. لكن ذلك الهدوء سرعان ما
تعصف به قُبلة عابرة بين مريم وأمين، الشابين من قبيلتين غير متكافئتين.
وإذا بالأحقاد والنعرات القبلية تستيقظ وتدمّر الحياة الصحراوية الهنية.
تطلّب الأمر 10 سنوات قبل أن يحقق شويخ عمله الرابع «دوّار النساء» الذي
عاد فيه على خطى «القلعة» للمرافعة عن النساء عبر قصة قرية معزولة تتحكّم
بها الجماعات الإسلامية، فتمنع النساء من العمل في مصنع مجاور، وتفرض على
الرجال أن يحلوا مكان زوجاتهم، ما يدفع هؤلاء إلى التغيب عن القرية خلال
النهار، وتسليم أسلحتهم لنسائهم ليدافعن عن القرية. وإذا بهذا التحول يعصف
بموازين القوى، حيث لا تتصدى النساء للجماعات المتطرفة فحسب، بل يستقوين
على ظلم رجالهن!
شكّل هذا المنحى الإنساني والمتنوّر لازمة في أعمال شويخ. لذا، لم يكن
مفاجئاً أن يختار لـ«الأندلسي» قصة مستوحاة من حدائق التاريخ الأندلسي
النيّرة. إلى جانب رسالة التسامح في مواجهة الردّات الظلامية الراهنة،
يقدّم المعلم الجزائري لغة مكثفة تغلِّف خطاب الفيلم في قالب مينمالي يسقط
الاعتبارات الزمنية والمكانية. تصبح القصة التي تدور في «مملكة مسك
الغنائم» تورية عن «القرية العالمية» المعاصرة التي تتضاعف فيها الحواجز
بين البشر رغم وسائل الاتصال المتطورة التي يُفترض أن تمحو الحدود وتختزل
المسافات.
الأخبار اللبنانية في
27/08/2012
مهرجان تورنتو
كثير من السياسة
يزن
الأشقر
يأتي إعلان «مهرجان تورنتو السينمائي» حدثاً مهماً. الأفلام المختارة في
دورته الـ37 التي تنطلق في السادس من أيلول (سبتمبر) المقبل تؤكد حضوره
المتزايد كمحطة مهمة على خريطة المهرجانات السينمائية العالمية منذ تأسيسه
عام 1976. هذه السنة يحاول تورنتو الرهان بالكمية والنوعية معاً، مع أن
العديد من الأفلام المشاركة ضمن عروضه ستأتي مباشرة من «البندقية».
في تظاهرة «غالا» الرئيسية، يفتتح المهرجان بشريط الأميركي رايان جونسون
«لوبر» آكشن وإثارة خيالية، حيث ترسل عصابة رجلها جو عبر الزمن ليقتل نفسه
في المستقبل. ضمن التظاهرة، يعرض بن أفليك فيلمه الجديد «آرغو» الذي يمثل
فيه أيضاً، عن عميل في الاستخبارات الأميركية يرسل إلى طهران أثناء الثورة
الإسلامية. المخرج الكوري الجنوبي هور جين ــ هو يشارك بشريط «علاقات خطرة»
المقتبس عن الرواية الفرنسية الشهيرة، والجنوب أفريقي روجر ميتشيل يخرج
دراما تاريخية بعنوان
Hyde Park on Hudson
عن الزيارة التاريخية التي استضاف فيها روزفلت وزوجته ملك وملكة بريطانيا
عام 1939. من الأفلام المرتقبة اقتباس المخرجة الكندية الهندية ديبا مهتا
لرواية سلمان رشدي «أطفال منتصف الليل». وفي وثائقي «أطلقوا آنجيلا ديفيس
وكافة المعتقلين السياسيين» لشولا لينش، تتحدث الأيقونة الراديكالية للمرة
الأولى عن حادثة سجنها في السبعينيات.
الزخم الرئيسي يكمن في تظاهرة «عروض خاصة» مع تيرينس مالك
To The Wonder،
وسبايك لي (باد 25)، وكوستا غافراس (كابيتال)، فرنسوا أوزون (في المنزل)،
برايان دي بالما (شغف)، بهمن قبادي (Rhino
Season). إضافة إلى ذلك، يشارك فيلم الإثارة «تحت الأرض» للأوسترالي روبرت
كونولي عن جوليان أسانج في مراهقته. السينما العربية لها حيّز مهم أيضاً.
ويبدو الحضور العربي غزيراً هذا العام مع فيلم زياد الدويري (الصورة)
«الاعتداء» المقتبس عن رواية ياسمينة خضرا الشهيرة، و«عالم ليس لنا» لمهدي
فليفل، «لما شفتك» للفلسطينية آن ماري جاسر، «كما لو أننا نمسك بكوبرا»
للسورية هالة العبدالله، «فدائي» للجزائري داميان أونوري، «بعد الموقعة»
ليسري نصر الله، «زابانا» للجزائري سعيد ولد خليفة. هذه السنة، البرنامج
متنوع، والسياسة تأخذ حيّزاً كبيراً إلى جانب الأعمال التاريخية. زخم يأتي
ليؤكد به مدير المهرجان بيرس هاندلينغ قدرته على تثبيت المهرجان كالوجهة
السينمائية الأهم في أميركا الشمالية.
الأخبار اللبنانية في
27/08/2012
صبحي الرفاعي المشهد الأخير أمام «سينما السفراء»
وسام
كنعان / دمشق
قبل أيام، سرت شائعة تفيد بأنّ النجم السوري وائل شرف قد فارق الحياة بعدما
تعرّضت سيارته للقصف وهو في طريقه إلى تركيا. لكنّ نجم «باب الحارة» سخر من
الشائعة وردّ على اتصالات أصدقائه ومحبيه بأنّه «يكلمهم من الجنة» (الأخبار
14/8/ 2012). لكنّ الموت أبى إلا أن يمرّ قريباً من الممثل السوري ليخطف
والده الممثل المخضرم صبحي الرفاعي (1945) الذي اختار ابنه أن يشق طريقه
بعيداً عنه، فاتخذ لنفسه كنية مختلفة. ظلت الشائعات تلاحق الأب وابنه وتروى
الحكايات عن خلاف حاد فرّق بينهما من دون أن يتطرق أحد إلى هذا الموضوع في
وسائل الإعلام.
هكذا، أسدل صبحي الرفاعي الستار أول من أمس على مسيرة حافلة استمرت 67
عاماً قضاها متنقلاً بين كواليس المسرح ومواقع التصوير، وبين طاولته
المعتادة في مقهى «الروضة» الدمشقي. في «برلمان الثقافة السورية»، اعتاد أن
يراه رواد المقهى بنحو شبه يومي يلعب النرد ويوزع شيئاً من حضوره الطريف
على من حوله. حتى إنّ رنة ضحكته المميزة كانت سمة خاصة به تعوّدها الجمهور
السوري وميّزته بعدما اشتهر بها في مسلسل «يوميات مدير عام 1» للمخرج هشام
شربتجي. العمل الذي حقق جماهيرية عريضة وصنّف من أهم الأعمال الكوميدية
السورية، خلق علاقة مميزة للرفاعي مع الجمهور الذي ألفه كصانع فرح بامتياز،
بينما كانت عيناه تخبّئان الكثير من الحزن والألم. حتى إنّ أصدقاءه الذين
كانوا ينادونه «أبو صبيح» رغم تقدمه في السن، كانوا يعتبرونه نموذجاً
فريداً لمن يجمع الفرح والحزن معاً.
قرّر الرفاعي فجأة أن يهجر طاولته ونرجيلته التي نفث منها دخاناً ممزوجاً
بالقهر كحال معظم السوريين. وبطريقة دراماتيكية تتفوق على غالبية الأدوار
التي أدّاها، ترك طاولته في «الروضة» وودع رفاقه لأنّه متعب، وأراد أن تكون
رحلته الأخيرة في شوارع دمشق سيراً على الأقدام. تمشّى ليل السبت ليفتح باب
الموت بيده أمام «سينما السفراء». هناك كانت اللحظة الأخيرة. أسقطته أزمة
قلبية حادة، فنُقل إلى المستشفى حيث قبع لساعات قليلة قبل أن يفارق الحياة،
تاركاً وراءه تاريخاً عريقاً من الكفاح الذي بدأه على خشبة المسرح الشبيبي
ثم القومي والعمالي الذي تولى إدارته لحوالى عشر سنوات. رصيده لدى أبو
الفنون غني ومتنوع بعشرات المسرحيات، منها «رؤى سيمون»، «المفتش العام»،
«الاستثناء والقاعدة»، «هاملت»، «خارج السرب»... أما في الفن السابع، فقد
كانت له مشاركات في فيلم «رحلة 21» و«دموع في عيون حائرة»، إضافة إلى
مجموعة من الأفلام القصيرة، في حين سجّل حضوراً إذاعياً مميزاً في مسلسلات
لاقت صدى كبيراً في سوريا، منها «حكم العدالة». أما في التلفزيون، فقد شارك
في مجموعة كبيرة من الأعمال الدرامية منها «عودة غوار»، و«حمام القيشاني»،
و«جواد الليل»، و«يوميات مدير عام1»، و«الحصرم الشامي»، و«الاجتياح»...
وأخيراً «زمن البرغوث» مع المخرج أحمد ابراهيم أحمد، وقد انتهت الفضائيات
من عرضه منذ أيام، وهو العمل الوحيد الذي أطلّ به الرفاعي مودعاً جمهوره
إلى الأبد.
من «مستشفى الطب الجراحي» إلى «جامع لالا باشا» في شارع بغداد وسط دمشق،
مرّ موكب الراحل ظهر أمس ليرقد في مثواه الأخير في مقبرة بوابة الميدان.
على باب المسجد، لم يجد الممثل السوري جميع من بادلهم الودّ والاحترام. لقد
غاب الكثير من نجوم الدراما السورية عن مراسم الدفن وحضرت قلة منهم، من
بينهم ابنه وائل شرف، وسليم كلاس، وسليم صبري، والمثنى صبح، ومحمد الشيخ
نجيب، ومجموعة من الممثلين الشباب بينهم عبد الرحمن قويدر، وعلي الإبراهيم،
وإسماعيل مداح والنجم قيس الشيخ نجيب. هذا الأخير قال في حديثه إلى
«الأخبار»: «كنت ألاحظ عليه التعب في آخر عمل صوّرناه معاً، لكنه كان
بالنسبة إليّ حالة متنقلة من الحب والطاقة الإيجابية التي تجبرني على
الابتسام، إضافة إلى إحساسه الأبوي». أما على صعيد التمثيل، فيضيف الشيخ
نجيب: «كان له مكانه وبصمته الخاصة وأدوار لا يتمكن من تجسديها إلا هو».
أما الممثل الشاب علي الإبراهيم، فقد صرح لـ«الأخبار»: «تبقى للممثل الذي
عرفناه منذ صغرنا مكانة خاصة تترك أثراً كبيراً. أما صبحي الرفاعي، فستظل
رنة ضحكته المميزة تداعب سمعي. لا بد من أن يبقى أثره مزروعاً فينا لأنّنا
تربينا على جيل من العمالقة مثله ومثل الراحل خالد تاجا».
تتحول أرض سوريا إلى مقابر جماعية، ولا تكاد جدرانها تتسع للنعوات التي
تملؤها بكثرة هذه الأيام. لكن يبقى لرحيل صبحي الرفاعي وقع مختلف ستتحمل
عناءه الدراما السورية والأماكن التي كان يمر طيفه خفيفاً من قربها.
الوفي أبداً
يبدو سليم صبري هو الرجل الوفي تجاه زملائه، فكان أول الحاضرين في جنازة
صبحي الرفاعي. وعن علاقته به، صرّح لـ«الأخبار»: «منذ سنين طويلة، تعرفت
إلى الرجل عندما كان مديراً لمسرح العمال. هناك تمكنت خشبة المسرح من سبك
خيوط صداقة متينة». ويضيف: «لم نكن نلتقي إلا مصادفة، لكنّ لقاءنا كان
دائماً حميماً. هوسه بالمسرح سرقه، وظل يبتعد بأحلامه عن شهرة التلفزيون.
لذا لم يصل إلى ما يستحقه من شهرة رغم نشاطه على خشبة المسرح. الطيبة هي
السمة التي كانت تميزه وتفانيه في خدمة الآخرين». ويختم صبري حديثه بالقول:
«أظن أنّ قلبه الرقيق لم يحتمل مشاهد الموت المفجعة في جميع أنحاء سوريا.
لذا قرر الرحيل فجأة».
الأخبار اللبنانية في
27/08/2012
نقاد من كل العالم يجتمعون كل عشر سنوات ويتفقون على
اللائحة
أفضل عشرة أفلام في تاريخ السينما تصدّرها «فرتيغو» وغاب
عنها
«المدرعة
بوتمكين»
نديم جرجورة
منذ 60 عاماً، اعتادت
المجلة الإنكليزية الشهرية Sight And Sound (تأسّست
في العام 1932، وتصدر عن «المعهد
البريطاني للسينما») إصدار لائحة تتضمّن «أفضل عشرة أفلام في تاريخ الفن
السابع»، مرّة واحدة كل عشرة أعوام. يُشكّل اللوائحَ نقّادٌ أنكلوساكسونيون،
مع
أسماء أوروبية وآسيوية وأميركية لاتينية. في العام 1952، صدرت
اللائحة للمرّة
الأولى، فاحتلّ الفيلم الإيطالي «سارق الدرّاجة» (1948) لفيتّوريو دي سيكا
المرتبة
الأولى. لكن، في الفترة الممتدة بين العامين 1962 و2002، لم يستطع أي فيلم
أن
يُزحزح «المواطن كاين» (1941) للأميركي أورسون ويلز عن المرتبة
الأولى. أي أن رائعة
ويلز هذه حافظت على مكانها في 5 لوائح متتالية، إلى أن جاء العام 2012،
فإذا
بـ«فرتيغو» (1958) لألفرد هيتشكوك «يُنزل» فيلم أورسون ويلز إلى المرتبة
الثانية. «فرتيغو» نفسه احتلّ المرتبة السابعة في
العام 1982، إلى جانب «المغامرة» (1960)
للإيطالي ميكايلأنجلو أنتونيوني، و«عائلة أمبرسون الرائعة» (1942) لويلز.
بينما
احتلّ المرتبة الرابعة في لائحة العام 1992، والمرتبة الثانية في لائحة
العام
2002.
هناك تساؤلات عدّة تُطرح إزاء «مهمّة» نقدية كهذه: ماذا يعني اختيارٌ
كهذا؟ هل يُمـكن اختزال آراء آلاف المُشاهدين (إن لم يكن الرقم أكــبر من
هذا) بما
يُمليه نقّاد، اختاروا ما اعتبروه الأهمّ والأفضل منذ ولادة
الفن السابع؟ هل يُمكن
القول إن لوائح كهذه كفيلة بأن تمنح الاختيار «مـصداقية» ما إزاء مُشاهدين
قد
يختارون أفـلاماً أخــرى؟ لا شكّ في أن للاختيار قواعده الخاصّة. لكن
المجلة تمنح
النقّاد حرية مطلقة، ولا تضع شـروطاً مسبقة. أي أن النقّاد ملزمون بتطبيق
أساليبهم
النقدية، وباعتماد أكبر قدر ممكن من الموضوعية، لإتمام لائحة
بدت، خلال 60 عاماً،
كأنها مــرآة المسار التاريخي للسينما، ولجمالياتها الثــابتة على مرّ
الأزمنة.
المؤكّد في المسألة كلّها هو أن الاختيارات
ذهبت، بغالبيتها الساحــقة، إلى الأفضل
والأهمّ، جمالياً ودرامياً وتقنياً واشتغالاً إبداعياً.
في لائحة العام 2012،
وبعد «فرتيغو» و«المواطن كاين»، احتلّ الفيلم الياباني «حكايات طوكيو»
(1953)
لياسوجيرو أوزي المرتبة الثالثة، و«قواعد اللعبة» (1939) للفرنسي جان
رينوار
المرتبة الرابعة، و«الفجر» (1927) للألماني فريدريتش فيلهالم مورنو المرتبة
الخامسة (تمّ إنجاز هذا الفيلم في الولايات المتحدّة
الأميركية، فاعتُبر أميركياً)، و«2001:
أوديسة الفضاء» (1968) للأميركي ستانلي كيوبريك المرتبة السادسة،
و«الباحثون» (1956)
للأميركي جون فورد المرتبة السابعة، و«الرجل ذو الكاميرا» (1929) للمخرج
«السوفياتي»
دزيغا فيرتوف المرتبة الثامنة، و«آلام جان دارك» (1927) للدانماركي
كارل تيودور دراير المرتبة التاسعة، و«ثمانية ونصف» (1963) للإيطالي
فيديريكو
فيلّيني المرتبة العاشرة.
بعد صدور اللائحة، تحدّث البعض عن مفارقة رآها أساسية:
غياب الفيلم «السوفياتي» الــصامت «المدرّعة بوتمكين» (1925) لسيرغي
إيزنشــتاين عن
لائحة العام 2012، بعد أن احتلّ المرتبة الرابعة في اللائحة الأولى،
والمرتبة
السادسة في اللائحة الثانية، والمرتبة الــثالثة في لائحة
العام 1972، قبل أن يعود
إلى المرتبة السـادسة في اللائحة التالية، التي احتفظ بها في لائحـة العام
1992 إلى
جانب ثلاثة أفلام أخرى هي، بالإضافة إلى «آلام جان دارك»: «لاتالانت» (1934)
للفرنسي جان فيغو و«باثر بانشالي» (1955) للهندي ساتياجيت راي. في العــام
2002،
احتلّ «المدرعة بوتمكين» المرتبة السابــعة، قبـل أن يُغادر لوائح
Sight And Sound
للمرّة الأولى منذ 60 عاماً.
السفير اللبنانية في
27/08/2012
زوم
سينماتنا مقصّرة مع أحداث
العرب حذراً أم جبناً أم الإنتظار..
محمد حجازي
يبدو أن الأحداث التي عرفتها دول عربية عدة وفق ما سمي بالربيع العربي لم
تستطع السينما الى الآن أن تنقل أو تعكس أو ترصد شيئاً متكاملاً عن أي منها
سواء في تونس وفيها كبار المخرجين والمنتجين، أو مصر وعمر سينماها يكاد
يوازي عمر السينما في العالم، أو ليبيا أو اليمن وصولاً الى سوريا وفيها
واحدة من أكبر وأغزر المؤسسات السينمائية انتاجاً في المنظومة العربية.
لكن ما السبب. هل لأننا ما زلنا في الدوامة الى الآن ولا أحد يقدر على رصد
موضوع أو قضية وهو داخلها، أم ان أحداً لم يستوعب الدرس بالكامل وما زالت
عنده تساؤلات وعلامات استفهام عديدة حول أفق ما يجري، وصولاً الى ما يتردد
بأن رقابات ما قبل الثورات كانت أرحم من التي وجدت بعدها، فهناك قسوة أكبر،
وحرص أدق على عدم تجاوز خطوط عديدة تعتبر سيئة الى الوطن والناس وبالتالي
الثورة نفسها.
نعم سمعنا عن شريط يرصد مشعل ثورة الياسمين محمد البوعزيزي يصرف عليه أحد
أكبر المنتجين ما بين الدول المغاربية وأوروبا طارق بن عمار، وعرفنا ان
شريطين يعد لهما المخضرمان: داود عبد السيد (قبطي) ومحمد خان، وهما من
المتميّزين جداً في سينما متقدمة فاهمة، فالأول له الـ: كيت كات (محمود عبد
العزيز) والثاني صاحب: زوجة رجل مهم (أحمد زكي) لكن شيئاً ميدانياً لم
نلحظه حتى الآن، كما نقل عن هاني أبي أسعد المقيم في الأراضي المحتلة
إعلانه عن شريط يقول مباشرة الأسباب التي أدت الى ما عشناه من أوضاع
فوضوية، ومن دمار وخسائر، وتخوّف من امتدادات هذه الأجواء الى دول أخرى في
دنيا العرب.
لكن ألم يتأخر الوقت؟!
بعض الأفلام صوّر عن ثورة 25 يناير في مصر، وعرض معظمها في مهرجان «كان»
السينمائي الدولي كنوع من التحية الى هذه الثورة من الغرب، لكننا لم نشاهد
ما هو مدهش، ما يلخص هذا الواقع الذي عاشته عدة دول عربية وهناك ما يهدد
اخطاراً أخرى في خريطتنا في المدى المنظور، اننا نطمح الى مخرجين كبار
يستطيعون اختصار ما يحصل في سيناريوهات لها قيمتها ورؤياها، بحيث تصل
الرواية الحقيقية وخلفياتها الى الناس في أقل مدة ممكنة، بدل ردات الفعل
الانفعالية السريعة والمتسرعة التي واكبناها في عدة نماذج فيلمية في الأشهر
المنصرمة.
الأحداث فاجأت السينمائيين، ولم يكونوا وحدهم، بل المفاجأة طالت الجميع.
ما حصل يحتاج الى وقت ولو بسيط لإستيعابه ومن ثم التعبير عنه بأفضل الرؤى
البنائية في وقت تبدو الامكانات المتاحة للدعم في الداخل والخارج رحبة، لأن
أوروبا تحديداً تعتبر هذه التبدلات في الاقطار العربية مدعاة اهتمام من
قبلها لكي تستطيع التعامل مع العرب والمسلمين المقيمين في بلدانها، تماماً
كما هي حال اميركا مع العرب عندها بعد أحداث واعتداءات برجي نيويورك
السالفة.
نحن في لبنان عندنا تجربة غير موفقة في هذا السياق، لأن سينمانا التي ظهرت
خلال حربنا الأطول بين حروب المنطقة (37 عاماً حتى الآن) لم نجد الى الآن
من يتحدث عن ظروفها وتطوّرها وجوانبها، حتى في حياة الكبير مارون بغدادي
(حروب صغيرة) لم نفز بإحاطة كافية عن الحرب، وان كان برهان علوية قدّم
مقاربة فاعلة ومؤثرة من خلال فيلمه: «بيروت اللقاء» عندما تحدث عن وجود
أسباب تحول دون لقاء اللبنانيين في طرفي العاصمة، وينتقل بعدها الى الجنوب
ليقول ان المواجهة الأشرف هي هناك وليس في الصراع على المدن والشوارع
والأحياء.
ما زالت عندنا مشكلة في رواية ما حصل معنا.
ماذا علينا أن نقول، وكيف ولماذا، ان البوح جزء من عالم نعيش أجواءه في
خارج عالم الضاد، أما عندنا فلا مكان للمصارحة، وقول ما نواجهه، أو ما
خبرناه، على الأقل لكي تتعلم الأجيال بعدنا مما واجهناه. لا. هذا غير
ممكن.. فتاريخنا القديم كما المعاصر يستند الى أجواء حذرة، مرتبكة لا نعرف
من خلالها ما هو المسموح لنا كي نقوله، وما هو الممنوع علينا ايراده أو
فعله.. لا نعرف. لكننا نعرف أمراً واحداً يؤرقنا إذا لم نقل نحن الحقيقة،
فمن سيقولها من بعدنا.. لا أحد.
عروض
«البندقية
69» ينطلق بعد
غد مع شريط هندي ـــ باكستاني و50 فيلماً عرض أول
العرب حاضرون.. «ردفورد» يقدّم أحدث أفلامه و«سبايك لي»
مكرّماً...
محمد حجازي
بعد غد الأربعاء في 29 آب/ أغسطس الجاري تقام الدورة 69 من مهرجان البندقية
السينمائي الدولي برئاسة آلبرتو باربيرا، بينما يرأس لجنة التحكيم مايكل
مان في دورة يعرض فيها 60 فيلماً بينها 50 تقدم عالمياً لأول مرة في عملية
اختصار وتقليص لعدد الأفلام المعروضة لإتاحة الفرصة للإعلاميين والمشتغلين
في مجال السينما كي يتابعوا كامل الأفلام الموجودة على البرمجة.
في المظاهرات الخمس توزع الأفلام كالتالي:
1 - البندقية 69: 18 شريطاً طويلاً في المسابقة الرسمية.
2 - خارج المسابقة: 15 فيلماً طويلاً و9 وثائقية.
3 - أفق: 18 طويلاً و15 قصيراً.
4 - كلاسيكيات البندقية: 19 طويلاً و9 وثائقية.
5 -
Retrospectives: 10 أشرطة طويلة.
المسابقة
الحضور الأميركي لافت جداً، كمّاً ونوعاً:
- عاطفة لـ برايان دوبالما، مع راشل ماك ادامس.
- السيد، لـ بول توماس آندرسون (ساعتان ونصف) مع فيليب ساجور هوفمان،
جواكين فونيكس، وآمي ادامس (The
Master).
- بأي ثمن (At
Any Price) للإيراني الأصل والاميركي الجنسية رامين بحراني (105 دقائق) مع هيثر
غراهام،، دينيس كوايد، زاك إيفرون وكيم ديكنز.
- محطّمو الربيع (Spring
Breakeers) لـ هارموني كورين (92 دقيقة) مع جيمس فرانكو،
سيليفا غوميز، فانيسا هودجنز، آشلي بنسون وهيذر موريس.
- عجباً (To
The Wonder) لـ تيرانس ماليك (لبناني الأصل) (112 دقيقة) مع بن آفلك، اولغا
كوريلينكو، راشل ماك ادامس، وخافييه بارديم.
الحضور الآخر في المسابقة تمثّل في ايطاليا:
- الجميلة النائمة، لـ ماركو بيللوتشيو (115 دقيقة) مع توني سيرفيللو،
ايزابيل هوبير، آلبا روهواشر، ميشيل ريودينرو، مايا سانسا، بيار جورجيو
بيللوتشيو.
- (E
Stato
Il Figlio)
لـ دانيال سيبري، في انتاج مشترك مع فرنسا (90 دقيقة) مع تونسي سيرفيللو،
جيزلدا فولودي، آلفريدو كاسترو، فابريزيو فالكو.
- يوم إستثنائي لـ فرنسيسكا كومينشيني (89 دقيقة) مع فيليب شيكسيتاتو
وغيليا فالنتيني.
والباقي:
- بعد أيار/ مايو لـ اوليفييه آساياس (فرنسا - 122 دقيقة) مع كليمانت قصير،
لولا كريتون وفيليكس آرماند.
- سوبر ستار لـ كزافييه جياتولي، انتاج فرنسي مشترك مع بلجيكا (112 دقيقة)
مع كاد مراد وسيشيل دوفرانس.
-
Paradies: Glaube انتاج نمساوي - فرنسي - ألماني لـ ايليريش سايدل
(113 دقيقة) مع ماريا هوفستاتر ونبيل صالح.
-
Lin Has De Wellington انتاج فرنسي - برتغالي لـ فاليريا سارميانتو (151 دقيقة) مع نوتو
لوبيز، ثريا تشافيز، جون مالكوفيتش، ماريزا باريديس، ميلفيل بوبو وماثيو
امالريك.
-
Izmena لـ كيريل سيريرينكيوف (روسيا - 115 دقيقة) مع فرنشيسكا بيزي، ديجان
ليليك وآلبينا دانابافا.
-
They Womb لـ بربانت ميندوزا (الفيليبين 100 دقيقة) مع نورا اونور وبامبل روكو.
-
Outrage
Beyond
لـ تاكيشي كيتانو (اليابان - 110 دقائق) مع توموكازو مويرا، ريو كاز، فوميو
كوهيناتا، توشيوكي نيشيدا.
-
Pieta لـ كي دوك كيم (كوريا الجنوبية - 104 دقائق) مع شو مين سو، لي جانغ
جن.
- الفصل الخامس لـ بيتر بروزنس وجيسيكا وودورث في انتاج مشترك بين بلجيكا،
هولندا، وفرنسا (93 دقيقة) مع اوريليا بوارييه، لـ جانغو شريفنز، سام لويك،
جيل فانكومبرتول.
Fill The Void لـ رامابير شتاين (إسرائيل - 90 دقيقة) مع هاواس يارون، يفتاح كلاين،
ايريت شيليخ وشايم شارير.
تحكيم
المخرج مايكل مان يرأس لجنة التحكيم وفي العضوية كل من: لايتبتيا كاستا،
الممثلة ساماتنا مورتون، المخرج بابلو ترابيرو، المخرج آري فولمان،
واورسولا ماير.
أفق
كثيرة هي الأفلام المشاركة في هذه التظاهرة
Orizzonti
ولكننا نختار المشاركة العربية:
- وجدة لـ هيفاء المنصور (السعودية - 100 دقيقة) في انتاج سعودي - ألماني،
عن فتاة في الـ 11 من عمرها تتمنى اقتناء دراجة هوائية تقودها من منزلها في
الرياض الى مدرستها مع وعد المصانيف، عبد الرحمن الكوهاني، ريم عبد الله،
سلطان العساف وعهد كامل.
- الشتا اللي فات، لـ إبراهيم البطوط (مصر - 94 دقيقة) مع عمرو واكد، صلاح
الحنفي وفرح يوسف.
- ياما لـ جميلة صحراوي (الجزائر - فرنسا 90 دقيقة) مع جميلة صحراوي، سمير
يحيى وعلي ظريف.
خارج المسابقة
يعرض 24 فيلماً بينها:
- الرجل الذي يضحك لـ جان بيار آماري، في انتاج مشترك بين فرنسا وجمهورية
التشيك (95 دقيقة) مع جيرار ديبارديو، ايمانويل سينييه.
- الحب هو فقط ما نحتاجه، سيتات اونيسن بير (الدانمارك والسويد - 112
دقيقة) مع بيارس بروستان.
- يا من عاش مع عايدة كعبي (74 دقيقة - تونس) وثائقي لـ هند بو جمعة.
- كلاريس، لـ ليليان كافاني (ايطاليا - 21 دقيقة) وثائقي في عرض خاص.
-
Bad 25 لـ سبايك لي (123 دقيقة) في شريط عن الراحل مايكل جاكسون بمناسبة
مرور 25 عاماً على اطلاق أولى اسطواناته، وسيتم تكريم لي على جرأته في
موضوعات أفلامه.
- المتطرف المتردد
The Reluctant Fundamentalist للمخرجة الهندية العالمية ميرا ناير، في
انتاج هندي - باكستاني - اميركي (128 دقيقة) عن نص للباكستاني محسن حامد،
وبطولة مشتركة لـ شابانا عزمي، وام بوري، مع كيفر ساذرلاند، ليف شرايبر وكن
هودسون.
- شاهد - ليبيا لـ عبد الله اوميش (ليبيا - اميركا وثائقي متوسط الطول في
57 دقيقة).
- الشركة التي تحتفظ بها، جديد روبرت ردفورد اخراجاً وتمثيلاً والفنون
الرسمي
The Company You Keep (اميركا - 125 دقيقة) معه: شيا لابوف، جولي كريستي، ريتشارد جنكز،
سيئات اونسن ساراندون، ستانلي نوكشي، ونيك نولتي.
- رجل الثلج، لـ اريبل فرومن (اميركا - 98 دقيقة) مع جيمس فرانكو،
ونيوناريدر، راي ليونا، كريس ايفانز ومايكل شانون.
سينما المؤلف
في هذه التظاهرة تقدّم الممثلة هيام عباس فيلمها الأول كمخرجة لكن في انتاج
وضع تحت خانة المشترك بين إسرائيل وفرنسا، وتركيا، بعنوان: ارث، مع هيام
امام الكاميرا أيضاً، حفظية حرزي، يوسف أبو وردة، أشرف برهوم.
وهناك فيلم افتتاح لتظاهرة اسبوع النقد الدولي بعنوان: ماء، لثلاثة مخرجين:
منير صقر، مايا صارفاتي، ومحمد فؤاد، في 110 دقائق وانتاج ورد انه فلسطيني
- إسرائيلي - فرنسي.
مستقلة...
وفي تظاهرة مستقلة، لكنها ملحقة باحتفالية البندقية هناك مسابقة:
Your Film Festival التي يرعاها المخرج ريدلي سكوت، يشارك شريط: هذا
الزمان لـ رامي الجابري، ويتنافس مع 9 آخرين (من بين 15 ألفاً تقدّموا
للمسابقة) على الجائزة الأولى وقيمتها نصف مليون دولار تشجيعاً لموهبة شابة
واعدة من العالم.
اللواء اللبنانية في
27/08/2012 |