علي مدي ثلاثين عاما .. كنت أعتاد أن أفتح صفحة السينما في جريدة
الأخبار ، لأقرأ ما يكتبه أستاذي العزيز أحمد صالح من أخبار ومتابعة وتحليل
لأفلام
السينما المصرية والعالمية.. ولكن قبل عدة اشهر قد تمتد إلي عام أو مايزيد
لاحظت
تراجعا في مساحة السطور التي يكتبها.. تقابلها زيادة ملحوظة في مساحة ما
ينقله
البعض عن الإنترنت ، دون إضافة رأي أو روح أو وجهة نظر، وعندما
كنت أسأله عن ذلك..
كان يقول بمرارة .. إنها تعليمات رئيس التحرير.. بمنح الفرصة للجيل الجديد!
وكان
الرد غالبا ما يثير أعصابي.. ولكن لماذا لايتم اختيار الموهوبين من الجيل
الجديد؟؟
إن ما يكتب وينشر منقول حرفيا من موقع كذا من الإنترنت وليس به أي
مجهود . إنه نوع من التدليس علي القارئ، لماذا لاتحمي صفحتك التي تحمل اسمك
من هذا
العبث.. لماذا لاتواجه الزميل أو الزميلة.. وتخبره بأن ما يصنعه لايليق
بسمعة جريدة
في حجم الأخبار.. ولكنه كان يواجه كل ذلك الغضب بابتسامة بها
قدر من الغصة
والحكمة.. سوف يتصور البعض أني لا أطيق أن يشاركني الصفحة أي من أبناء
الجيل
الجديد.. وأنا أعلم أن كثيرا منهم يحلم برحيلي أو إزاحتي كي يقفز علي
المكان
..
وأنا لا أمانع في ترك مكاني من اللحظة واكتفي بكتابة عمود لأي صاحب
موهبة حقيقية،
ولكن الاستسهال هو آفة معظم أبناء الجيل الجديد من الذين التحقوا بالعمل في
الصحافة
مؤخرا! تداعيات هذا الحديث دارت مثل شريط سينمائي في رأسي وأنا أستمع إلي
خبر وفاة
أستاذي أحمد صالح، الذي جاء يوم الأربعاء الماضي، في نفس
يوم صدور صفحة السينما
التي كان يقدمها!
وكانت مذيعة بصوت العرب قد اتصلت بي مساء الأربعاء، لمداخلة علي
الهواء أتحدث فيها بإيجاز عن الناقد والسيناريست أحمد صالح، خلاص من الآن
أصبح يحمل
لقب "راحل"، والحديث عنه سوف يكون باستخدام الفعل الماضي،
خلاص لايوجد مضارع ولا
مستقبل! ولكنه لن يكون مجرد صفحة نطويها،
ونرتاح! الدقائق المتاحة للمداخلة كانت
محدودة، والمذيعة في حقيقة الأمر لم يكن لديها رغبة في الاستماع، ولكنها
كانت تملأ
فراغ الهواء، فلم يكن باقيا علي نهاية برنامجها إلا دقائق معدودات! كل
الملابسات
كانت تحتم عليّ رفض عمل المداخلة، إلا أني فكرت أنها قد تكون
فرصة، للحديث عن أحمد
صالح كما عرفته، حتي لو جاء هذا في أقل عدد من الكلمات!
كان "رحمه الله" حكاء من الدرجة الأولي،
ولو جلست معه ساعة زمن،
فسوف تستمتع خلالها بحكايات لاحصر لها، قد يعيدها علي مسامعك مرة أو مرات،
فهناك
ذكريات لايمكن أن تسقط من ذاكرة الإنسان ويستهويه أن ينقلها للناس حتي
يستعيد
جمالها في كل مرة يرويها،
ومن هذه الحكايات التي رواها لي اكثر من مرة،
ولم أفكر
يوما أن أحرمه من إعادتها علي مسامعي،
لأنه كان يرويها وتنتهي بدموع تتساقط رغم
عنه،
ومن العجب أن الحكاية لا تحمل أي ذكري أليمة،
بل علي العكس،
علاقته الأولي
بالصحافة،
التي جاءت وهو لايزال طالباً في كلية الحقوق،
عندما كان أحمد بهاء
الدين هو نجم نجوم تلك المرحلة،
ورئيس تحرير واحدة من كبري المطبوعات الصحفية،
في
حركة اندفاع مصحوبة بطموح شاب حاول أحمد صالح أن يلتقي الرجل الذي كان
ملهما لجيل
من الشباب،
كل منهم يطمح أن يدخل عالم الصحافة من بوابة أحمد بهاء الدين،
وذهب
أحمد صالح للقائه، فلم يجده في مكتبه،
وأخبره فراش المكتب، أنه لو كان يريد أن
يترك له شيئا مكتوبا، فما عليه إلا أن يتركه له من تحت فتحه عتبه الباب!!
مذيله
باسمه، ولم يكذب أحمد صالح خبرا، وكتب مقالة صغيرة، وتركها في اليوم التالي
تحت
عتبة باب مكتب أحمد بهاء الدين، وعاد إلي منزله وهو يحمل بعض
الإحباط ، لأنه لم
يتمكن من لقاء الرجل الذي حلم كثيرا بلقائه، ولشدة دهشته"ودهشتي أيضا" أنه
بعد
يومين فقط ، وجد مقالته منشورة ومذيلة باسمه، في المطبوعة التي كان يرأس
تحريرها
أحمد بهاء الدين، لحظتها بكي من شدة الفرحة، وبكي وهو يستعيد
الذكري! وعندما سمحت
الظروف له بلقاء أستاذه كان لابد أن يسأله..عن السبب الذي دفعه لنشر مقالة
لشخص
لايعرفه، ولم يلتقه ، ولا يعرف عنه شيئا، فكانت إجابة الأستاذ لاتقل عظمة
ولاقيمة
عن مكانته"وما الذي يعنيني في كل ماطرحته، أنت مين ؟؟ وماذا
تدرس ؟ وعمرك قد إيه؟؟
أنا لم أنظر إلا في قيمه الكلمات ومدي صلاحيتها للنشر، اعجبتني وهذا يكفي"
إنه جيل
من الكبار تساقط من علي شجرة الحياة خلال العشرين عاما الماضية وتركها
جدباء في
انتظار ربيع قادم ، لانعرف متي يأتي؟ أول مرة التقيت فيها
بالأستاذ أحمد صالح"رحمه
الله" كانت في كواليس فيلم "برج المدابغ" وهو فيلم غريب حقا، مأخوذ عن
مسرحية
لنعمان عاشور، حولها أحمد صالح إلي سيناريو سينمائي وكانت ثاني أفلام
المخرج أحمد
السبعاوي.. وضم الفيلم كلا من الكبير قوي عادل أدهم وصلاح
السعدني وفاروق الفيشاوي
ورغده ويسرا، والغريب أن الفيلم كان من إنتاج أحمد رمزي مع آخرين، ومع ذك
فلم يلعب
فيه دورا ولاحرص حتي علي المشاركة بأي شكل إلا بتدعيمه للتجربة! وهو الأمر
الذي كان
له مردود سلبي علي الفيلم بعد ذلك، لأن خلافا دب بين من ساهموا
في الإنتاج، أدي إلي
عدم بيعه إلي القنوات الفضائية وحرم الجمهور من مشاهدة كل هذا الفريق من
الممثلين
في فيلم واحد، أثناء فترة الاستراحة من التصوير، تبادلت مع أحمد صالح بعض
الآراء ،
وأخبرته عن رأيي فيما شاهدته من لقطات أثناء تصويرها وسألته عن الأسباب
التي دفعته
لتحويل مسرحية نعمان عاشور إلي السينما؟؟ وبعد الحوار قال لي
.. إن معلوماتك
السينمائية تفوق بعض المحترفين، واعتبرت هذا ثناء ومجاملة ، ولكنه أراد أن
يؤكد لي
رأيه فطلب مني أن أكتب في صفحته بابا أسبوعيا عن السينما العالمية، ففعلت
لمده ما
يزيد عن عام، ونصحني خلالها بضرورة دراسته السينما، فتقدمت إلي
امتحانات معهد
السينما، والتحقت به، وحصلت علي بكالوريوس من قسم السيناريو، وانقطعت
علاقتي بصفحة
السينما، نتيجه سفري للخارج، ولكني عدت للقاء احمد صالح خلال مهرجان »كان«
السينمائي، وعدت للقاهرة أسـتأنف حياتي الصحفية!
وكنت من حين لآخر أفاجأ بمحادثاته التليفونية، نتبادل فيها بعض
الأخبار والآراء..وكان يشعر بسعادة تشبه سعادة الأطفال بالحكايات، عندما
أخبره بأني
أول مرة أسمع اسمه كان من خلال المسلسل الإذاعي »نحن لانزرع
الشوك«، وغالبا ماكان
يجد في ذلك فرصته ليحكي ذكرياته مع كل عمل فني قدمه سواء للإذاعة أو
السينما!
كنت في كل مرة أستمع فيها إلي ذكرياته عن أفلامه ومع النجوم الكبار
الذين التقاهم في حياته، أرجوه أن يسجلها في كتاب لأنها ذكريات شديدة
الأهمية
بالإضافة لكونها ممتعة وهي شهادة علي عصر كامل من الإبداع
الفني!
كتب أحمد صالح السيناريو لعشرات الأفلام السينمائية، معظمها مأخوذ
عن قصص لكبار كتاب الرواية في مصر، منها: كفاني ياقلب، وخطيئة بلاخطاة
ورحلة
النسيان لموسي صبري، والشيطان يعظ لنجيب محفوظ، ولكن شيئا ما
يبقي لفتحي أبوالفضل،
وسنة أولي حب "مصطفي أمين".
وقدم برؤية إبداعية بعض الأفلام المقتبسة من السينما الأمريكية،
أهمها عصابة حمادة وتوتو عن فيلم مرح مع "جان وديك " بطولة جين فوندا،
وجورج سيجال،
وكانت النسخة المصرية من بطولة عادل إمام ولبلبلة، وفيلم شوارع من نار لنور
الشريف
ومديحة كامل، وهو مأخوذ عن "إيرما لادوس"بطولة شيرلي ماكلين،
وجاك ليمون، والدوامة
بطولة نيللي ومحمود يس وهو مأخوذ عن فيرتيجو للمخرج الإنجليزي »الفلتة«
ألفريد
هيتشكوك.
لم يستهوه العمل التليفزيوني مطلقا، فلم يقدم إلا مسلسلا واحدا هو »نحن لانزرع الشوك«، إخراج حسين كمال، وقبله
قدم مسلسلا تم تصويره بكاميرا السينما
عن رواية دموع صاحبة الجلالة لمصطفي أمين وإخراج حسن الإمام،
وكان من بطولة نبيلة
عبيد وحسين فهمي، وحمدي غيث وشهيرة، وقد تدخلت إحدي الجهات السيادية لوقف
المسلسل
أثناء عرضه، رغم أن أحداثه كانت تدور أثناء حرب
48
ولكن البعض اعتقد أنها تحمل
نقدا لاذعا للواقع "كان ذلك فترة حكم أنور السادات".. وكان
برنامجه الشهير »زووم«
من أول البرامج التليفزيونية التي تقدم تغطية لأخبار السينما المحلية
والعالمية مع
طرح لأهم القضايا عن مشاكل السينما، وتغطيته للمهرجات العالمية وكانت
كاميرا الزووم
أول كاميرا تنقل وقائع مهرجان كان السينمائي، بعدها أصبح هناك استنساخ
لفكره الزووم
في عشرات البرامج المماثلة، وفي السنوات الخمس الاخيرة كان
أحمد صالح قد أدرك أن
المناخ العام قد تغيرتماما، فانسحب من الحياة الفنية بالتدريج، وتوقف عن
تقديم
البرنامج، كما توقف عن كتابة السيناريوهات للأفلام بعد فشل آخر تجاربه مع
فيلم
قبلات مسروقة، واكتفي بكتابه مقاله عن السينما يوم الأربعاء في
جريدة الأخبار، ورغم
أن حالته الصحية كانت تسير من سيئ إلي أسوأ وبدأ يعاني من ضعف الذاكرة، إلا
أنه كان
حريصا علي لقاء قرائه بانتظام، حتي ذهب في رحلة النهاية للقاء ربه .. رحمه
الله
وأسكنه فسيح جناته
آخر ساعة المصرية في
10/09/2012
مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بين الوهم .. والحقيقة!
نعمــــــة اللــه
حســــــــين
مهرجان القاهرة السينمائي الدولي صرح ثقافي كبير..
يتمتع بسمعة
دولية محترمة وسط المهرجانات الأربعة عشر العالمية..
استطاع أن يكتسبها ويحققها
من خلال دوراته السابقة، التي كانت تزداد نضجا وثراء فنيا عاما بعد عام.
هذا المهرجان الذي يحمل اسم
(المحروسة) أصبح الخلاف عليه..
وأحقية القائمين علي تنفيذه يحتل مساحة في الصحف ووسائل الإعلام. وبادئ ذي
بدء
كنت لا أنوي الكتابة علي الإطلاق في هذا الموضوع..
فقد كنت أحد أطرافه..
وأكن
للأساتذة والزملاء أعضاء (مؤسسة مهرجان القاهرة السينمائي)
كل إعزاز وتقدير
واحترام..
والبعض منهم أصدقاء أعتز بصداقتهم..
وأحفظ لهم الود لكن تم رفع هذا
الحرج بعد المؤتمر الصحفي الذي عقده أعضاء المؤسسة في نقابة الصحفيين
وتدوولت فيه
الأوراق والمستندات بينهم وبين وزارة الثقافة..
والمركز القومي للسينما..
والاتحاد الدولي للمنتجين والمهرجانات..
لتنهال بعد ذلك الهجمات الشرسة علي
وزارة الثقافة ووزيرها د.صابر عرب وبالمناسبة أنا لا أعرفه شخصيا ولم يسبق
لي حتي
أن التقيت به.
وطوال حياتي الصحفية -
وهو ما أعتز به وافتخر
- عرف عني أنني
لم أسع إلي من يحتلون المناصب مهما كانت أهميتها..
وقيمتهم..
وكثير من الأصدقاء
احتفظت بصداقتهم معلقة بعيدا عن مناصب تولوها..
فلما ابتعدوا وتركوا كرسي
السلطة..
عادت الصداقة بيننا من جديد.
لكن تبقي مصر هذا البلد الذي لا أعرف وطنا
غيره بناسه الطيبين
البسطاء.. وكذلك يبقي مهرجان القاهرة السينمائي عزيزا علي القلب، فقد
ارتبطت به
منذ دخلت العمل الصحفي محررة صغيرة..
من أجل ذلك كان لابد من كتابة كلمة حق لأنه
يعز عليّ كثيرا أن يظل أعضاء المؤسسة يهاجمون ويهددون كل من يعمل مع
المهرجان وهو
ماحدث بالفعل مع (ماريان
خوري) المديرة الفنية للمهرجان.
أعود للبداية التي كانت في الأصل خطأ كبيرا عندما جاءت فكرة أن
تترك المهرجانات لمؤسسات أو جمعيات ليست لها أي موارد مالية أو مادية وتدعم
بالكامل
من وزارة الثقافة..
وبالفعل تم تشكيل مجلس إدارة للمركز القومي ليضع شروطا..
وكأنها كانت مهمة تفكيك لكيان المهرجانات..
فبعد إرساء العطاء تقدم الجميع
باستقالاتهم .. لأن معظمهم كان يشارك في مهرجان أو أكثر.
أما عن مؤسسة مهرجان القاهرة فقد كان اقتراح الوزارة بأن تشكل من
المكتب الفني للمهرجان.. وسعي للانضمام إليها البعض بإلحاح شديد..
كما تم ضم
أسماء أخري فقط لكي تعطي صوتها لأشخاص بأعينهم..
وحصلت المؤسسة حتي قبل أن يتم
إشهارها علي الموافقة لدعمها.
لتبدأ عملها بميزانية لاتزيد بأي حال من الأحوال عن ثلاثين ألف
جنيه هي مادفعه المؤسسون وهي قيمة الاشتراكات أن لم تكن أقل بكثير.. كما
حصلت
علي (مقر) المهرجان بكل مافيه من أثاث ..
وأجهزة كمبيوتر ..
وموظفين
بالإضافة إلي (الداتا) المتوفرة عن المهرجان وحصيلة عمل
34
عاما..
وميزانية تم توفيرها من آخر مهرجان تصل إلي
2 مليون جنيه أو أكثر صرفت منها
المؤسسة (600.000
ألف جنيه)
منها مائة ألف بدل سفر إلي (كان)
وكارلو
فيفاري.
والحقيقة أنا لست ضد أن تقوم مؤسسة بعمل مهرجان..
لكن لابد أن
تتوفر في هذه المؤسسة شروط وهي أن تملك مقومات الاعتماد علي ذاتها وقادرة
علي الصرف
علي نشاطها.. وفي ذلك مؤسسة الدوحة التي تقيم مهرجان الدوحة..
والعديد من
الأنشطة وأنتجت فيلمين أحدهما كان افتتاح مهرجان فينيسيا لهذه العام.
أما عن
مؤسسة مهرجان القاهرة فرغم الميزانية الهزيلة إلا أنه تم
تعيين مدير لها بخمسة آلاف جنيه..
وسكرتيرة بمبلغ ثلاثة آلاف جنيه..
وبالمناسبة فهذا المدير أمر بإلقاء أرشيف مهرجان الطفل في الزبالة.. وهو ما
يجب
أن يحقق فيه وزير الثقافة لأن هذا الأرشيف قد تدفع فيه دول أخري ملايين..
وهو
ترجمة لجهد سنوات طويلة هي عمر المهرجان الوحيد للطفل في منطقة الشرق
الأوسط..،
ويحتاج إلي إعادة النظر فيه والتحقيق فيما جري في دورته الأخيرة.
وصدر حكم قضائي بعدم أحقية
المؤسسة في إقامة المهرجان،
بعد
الدعوي التي رفعها (ممدوح الليثي).. ورفض الاستشكال أيضا المقدم من المؤسسة
التي بالفعل أسندوا إليها من قبل المهرجان قبل إشهارها.. وبالتالي لاتستطيع
أن
تتعامل وزارة الثقافة مع المؤسسة في إقامة المهرجان..
لكن مع ذلك رحب وزير
الثقافة د. صابر عرب بالتعاون مع أفرادها..
وبالفعل وافق الأستاذ الكبير يوسف
شريف رزق الله وطلب أن يكون نائبا للرئيس للشئون الفنية..
وذلك بعد عودة د.
عزت
أبو عوف رئيسا للمهرجان.. وسهير عبدالقادر نائبا للرئيس..
لكن بعض أفراد
المؤسسة الذين سعوا للانضمام إليها انتقدوا بعنف شديد موقف
يوسف شريف رزق الله
وطالبوه بأن يتم التعامل معهم ككيان موحد..
وهو ما يمثل استحالة بعد حكم محكمة
القضاء الإداري.
وهنا أقول إن المصحلة العامة أهم بكثير من المصالح الشخصية..
وإن
اسم
المهرجان أكبر بكثير من كل المسميات..
فكان من الطبيعي أن تتضافر الجهود
مع الوزارة بدلا من الهجوم عليها.
وفي المؤتمر الصحفي أعلنت العزيزة
(هالة خليل) عن اعتزازها
بلجنة التحكيم التي انسحبت معهم وشكرتهم علي ذلك..
هذه اللجنة التي رفضت
بالإجماع أحد الأفلام..
بالإضافة إلي رئيسها د.
رفيق الصبان والناقدة خيرية
البشلاوي.. لكن أحدا ماصمم علي اشتراك هذا الفيلم والمشاركة في المهرجان..
ربما
مجاملة لأحد منتجيه المشاركين في المؤسسة.
ومن واقع الأوراق التي قدمت أقول
:كيف هان عليهم المهرجان حتي
يرصدوا جوائز مالية بحجة تشجيع الأفلام وأصحابها علي الاشتراك فهذا لا يحدث
في أي
مهرجان من فئة (أ) كما أنهم كانوا سيسمحون بأن يقوم الرعاة بتقديم
الجوائز!
والغريب أن المؤسسة
برأسمالها الفقير رصدت ميزانية تصل إلي
مليون وستمائة ألف جنيه لإيجار قاعات سينمائية في حين أن دخل السينما لن
يزيد عن
مائة وخمسين ألف جنيه!
الميزانية المقترحة بها أشياء كثيرة أقل ما يقال فيها إنه عيب فعلي
سبيل المثال أن إيجار قاعات الفندق (مائة وثلاثون ألف جنيه)!
أما بالنسبة للحديث أنه تم إنجاز مايزيد عن الـ
80٪ من نشاط
المهرجان فياليت المؤسسة تخرج كشفا بهذا الإنجاز..
مثلما فعلت مع المراسلات..
وعلي سبيل المثال فإن المسابقة التي أصبحت بجوائز تتعدي المليون جنيه.. كان
بها
فيلمان فقط.. أحتفظ بالأسماء..
ولجنة التحكيم الدولية كان بها ثلاث ممثلات من
أوروبا الشرقية واعتذرت إحداهن لتصبحا اثنتين!
تفاصيل كثيرة بأرقام لاتكذب..
لقد كنت أتمني أن يكون بعض أعضاء المؤسسة موضوعيين وألا يكون اللقب
والعناد محرضا لهم علي المكابرة في حكم محكمة يقولون إنهم يحترمون قضاتها..
لكن
أفعالهم تدل علي غير ذلك.
أما عن د.
عزت أبو عوف..
وسهير عبدالقادر فقد كانا طويا صفحة
المهرجان وقبلا بالعودة إنقاذا لسمعة مهرجان دولي ساهما في نجاحه كثيرا
ويكفي أنه
لأول مرة منذ سنوات طويلة كان هناك فائض وصل إلي أكثر من
2 مليون جنيه..
تركاها قبل تقديم استقالتيهما..
دون أن ينسي أحد خبرة سهير عبدالقادر وعلاقاتها
بالمحافل السينمائية الدولية..
وأنا أعلم جيدا أنه يوم أن
غادرت المهرجان لم
تأخذ معها ورقة واحدة..
وهذه المادة بما تحويه من اتصالات كانت في خدمة
المهرجان.
وأخيرا أقول لوزير الثقافة د.
صابر عرب ولرئيس الوزراء د.هشام
قنديل لابد أن يعود مهرجان القاهرة
لإشراف وزارة الثقافة بالتعاون مع السياحة
والآثار.. وأن تتم هيكلته بما يليق فعلا بسمعة هذا المهرجان واسم مصر.. حتي
لايظل نهبا للصراعات والأطماع الشخصية.
ولنتق الله جميعا في بلدنا..
آخر ساعة المصرية في
10/09/2012
فــي لقــاء كان شــعاره إزالـــــــــــــة الخـــوف :
الفنانون يتحدثون عن
اللقاء المهم مع الرئيس
شــرىف
عبدالفهيم
أمل وتفاؤل وطمأنينة، ذلك ما عبر عنه الفنانون بعد لقائهم الرئيس محمد
مرسي ، خرج الفنانون يملؤهم الرجاء والأمل في مستقبل أفضل للفن،
كلمات الرئيس مرسي لهم كانت مطمئنة إلي أبعد الحدود كما أكد الذين حضروا
اللقاء.
ضم وفد الفنانين عادل إمام ومحمد صبحي وخالد يوسف ونقيب الممثلين أشرف
عبد الغفور ونقيب الموسيقيين إيمان البحر درويش ومحمود ياسين وعزت العلايلي
ومديحة يسري وصابرين وسهير البابلي ومحمد رياض ومحمد منير ومصطفي شعبان
وفتحي عبد الوهاب وشريف منير وعلي الحجار بينما اعتذر نور الشريف ويحيي
الفخراني عن هذا اللقاء لوجودهما خارج مصر، واعتذرت فاتن حمامة وسهير المرشدي بسبب ظروفهما
الصحية.
دار الحوار بين نجوم الفن والرئيس مرسي مخترقا نقاطا كثيرة منها ما
يخص الفن ومنها ما لا يخصه، طلب خالد يوسف الإفراج عن كل المعتقلين السياسيين
منذ اندلاع الثورة،
وتحدث عادل إمام في مشاكل الفن دون التطرق إلي
مشكلته الخاصة وهي التهمة الموجهة إليه بازدراء الدين الإسلامي والمحكوم
فيها ضده بالحبس وينتظر حكم الاستئناف، وعرض محمد صبحي المشاكل والتخوفات
التي تواجه الفنانين بعد صعود الإخوان المسلمين إلي سدة الحكم.
وسط اللقاء سأل الرئيس عن الفنانة إلهام شاهين مؤكداً
أنه طلب توجيه الدعوة إليها لكن المخرج جلال الشرقاوي أكد عدم تلقيها أي
دعوة للحضور وهو ما أغضب الرئيس وأكد أنه سوف يحقق في هذا الأمر ولو ثبتت
صحته فسوف يتصل شخصيا بإلهام علي خلفية ما جاء علي لسان أحد الدعاة يتهمها
بالزني والفجور علي الهواء مباشرة.
وبعد انتهاء اللقاء أبدي جميع الفنانين سعادتهم بما وجدوه من الرئيس
محمد مرسي ووصف الفنان محمد منير اللقاء بحسن النية،
وأن علي الفنانين أن يمدوا يدهم للرئيس مرسي مثلما مد يده للفن ، حتي يستمر
دورهم الإيجابي في نهضة مصر، لكن منير تحفظ علي اللقاء مؤكدا أنه كان يتمني أن
يخرج أكثر تنظيما مما حدث وكان يجب علي الفنانين الاتفاق علي نقاط محددة
تخص المشكلات التي تواجه الفن للتحدث حولها حتي لا تكون الأمور الشخصية هي
المتصدرة للمشهد.
وانتقد الفنان محمود ياسين قصر الفترة التي التقي فيها الفنانون
بالرئيس مرسي مؤكدا أن اللقاء كان جيدا ومثمرا لكنه لم يغط كل الأمور التي
يعاني منها الفنانون.
وأكد الفنان عادل إمام أن اللقاء جاء لطمأنة الجميع،
مشيراً إلي أنه لم يتطرق إلي اتهامه من قبل أحد السلفيين بازدراء الدين
الإسلامي، وذلك لأن اللقاء يعتبر لقاء للفن ومشاكله عامة وليس للأمور
الشخصية، برغم عدم تطرقه لمشكلات صناعة السينما وإنما لبث الطمأنينة بين
الفنانين.
بينما أعرب أشرف عبد الباقي عن تفاؤله بلقاء الرئيس،
موضحاً أن الرئيس أكد احترامه للفن والثقافة اللذين تنبع منهما نهضة
الدولة.
آخر ساعة المصرية في
10/09/2012
لقاء الرئيس اعتراف رسمى من الفنانين بحكم الإخوان
وحيد حامد: منع «الجماعة» فى التليفزيون المصرى لن يوقف عرض
المسلسل
حاتم جمال الدين
«الفنانون الذين ذهبوا للقاء الرئيس هم نفسهم الذين ذهبوا للقاءات
السادات ومبارك، ومع احترامى الشديد لهم جميعا، خرج الحوار عاما، ولم يثمر
عن شىء يمكن اعتباره مكسبا للفن والفنانين، لأن اللقاء لم يكن له خطة
محددة، وكان ينبغى على النقابات الفنية أن تجلس قبل اللقاء لتوحيد الخطاب
الذى يمكن أن يديره الفنانون مع رئيس الجمهورية».. بهذه الكلمات علق الكاتب
والسيناريست وحيد حامد على لقاء الفنانين والمثقفين مع الرئيس محمد مرسى،
الخميس الماضى.وقال إن من يدعو إلى لقاء ما هو من يحدد مسبقا ما يريد
تحقيقه من وراء هذا اللقاء، وزيارة الفنانين لقصر الرئاسة جاء بدعوة من
الرئيس، وأعتقد انه حقق غرضه منه، والمتمثل فى الحصول على اعترافهم بحكم
الإخوان، وبذلك تحسب هذه الزيارة فى سياق دخول الفنانين لحظيرة دولة
الجماعة.
ونفى حامد أن يكون قد تلقى دعوة لهذا اللقاء، وقال لو دعيت للقاء بهذا
الشكل الذى يفتقد لتنظيم صفوف الفنانين ما كنت لأذهب، لأننى أعلم مسبقا أنه
لن يحقق شيئا لهم.
وعن تصريحات وزير الإعلام صلاح عبد المقصود بشأن منع عرض الجزء الثانى
من مسلسل الجماعة على التليفزيون المصرى، قال وحيد حامد إنه تصريح غير
مقبول لعدة أسباب أولها أنه برر منع عرض المسلسل لأنه يسىء لجماعة الإخوان
المسلمين، وهو تصريح لا يمكن أن يصدر عن عبدالمقصود لأنه وزير لإعلام مصر،
وليس وزيرا لإعلام الجماعة، وأن قنوات التليفزيون ملك للشعب المصرى كله.
وتساءل حامد عن المعايير التى على أساسها قطع وزير الإعلام بأن
المسلسل يسىء للجماعة، وضرب مثلا بواقعة يرصدها المسلسل عن وجود معاملات
تجارية بين بعض أعضاء فى الجماعة مع عناصر يهودية، وهى واقعة ثابتة لديه
بوثائق، وهو يراها تخدم الدراما والاحداث فى العمل، ولكن قد يراها الاخوان
المسلمون مسيئة لتاريخ الجماعة، ومن هنا يكون الخلاف على حساب حرية
الإبداع.
وقال إن أساليب القمع فى مواجهة الفنانين والكتاب لن تثمر عن شىء، ولو
منعوا عرض الجزء الثانى من الجماعة فى التليفزيون المصرى ستعرضه القنوات
الخاصة.
واستشهد بالأعمال التى اعترض عليها التليفزيون وحققت انتشارا ضخما فى
القنوات الفضائية.
وعن خططه لتصوير الجزء الثانى من مسلسل «الجماعة» قال حامد: «أنا الآن
فى مرحلة الكتابة، ولم أنته بعد من كتابة النص، ولا أفكر فى الخطوة التالية
إلا بعد أن تكتمل الصورة النهائية لأوراق المسلسل، ولكن لو تعرض المسلسل
لمحاولات لعرقلة تصويره، سنصوره خارج مصر، ولو منعوه من العرض فى داخل مصر،
فهناك مئات القنوات الفضائية العربية التى ستعرضه، وفى النهاية الناس
هتتفرج على المسلسل، لأن الفن لا يمكن أن يحاصره أحد».
ونقى وحيد حامد أن قيامه بنشر ملخص المسلسل فى إحدى الصحف خطوة
استباقية للمعركة المتوقعة بينه وبين جماعة الإخوان.
الشروق المصرية في
10/09/2012
ويؤكد: قلت لمرسى من 11 سنة: "أنت شيخ جامع"..
حامد : حديث وزير الإعلام عن منع الجزء الثانى من الجماعة
"كلام فارغ"
كتب - العباس السكرى
وصف الكاتب الكبير وحيد حامد، حديث صلاح عبدالمقصود وزير الإعلام حول
منع عرض الجزء الثانى من مسلسل «الجماعة» الذى يعكف حامد حاليا على كتابته
بـ«الكلام الفارغ»، لافتا إلى أن هذا منطق غير مقبول، ويدلل على أن الوزير
يتعامل مع تليفزيون الدولة وكأنه «عزبته الخاصة» التى يتصرف فيها كما يشاء
ويمنع ويعرض بداخلها ما يشاء.
وأضاف الكاتب فى تصريحاته لـ«اليوم السابع» أن وزير الإعلام ليس من
حقه التحكم فيما تعرضه وتبثه القنوات الفضائية الخاصة، حتى يعطى لنفسه حق
المنع المطلق، مؤكداً أن الفنان والإبداع المصرى مازالا يلاقيان اضطهادات
عديدة من قبل جماعة الإخوان المسلمين.
وأبدى وحيد حامد عدم تعجبه من تصريحات صلاح عبدالمقصود، قائلا: «طالما
هو وزير إخوانى فكيف يقوم بعرض مسلسل يحكى عن جماعة الإخوان»، ناصحا وزير
الإعلام باستعادة جمهور التليفزيون المصرى، بعدما هرب لمتابعة جميع الأعمال
على شاشة الفضائيات المختلفة، بدلا من أن يجتهد فى منع عرض الأعمال
الدرامية.
ويوضح حامد أنه يواصل حاليا كتابة سيناريو أحداث الجزء الثانى من
مسلسل «الجماعة» الذى يترقب الإخوان ما سيتضمنه من وقائع وأحداث، قائلاً:
«أرصد حقائق ووقائع ثابتة على مدار التاريخ، غير مشوهة أو محرفة، ولا
يشغلنى سرعة الانتهاء من كتابة الأحداث بقدر ما يشغلنى مضمون الحدث الذى
أتوخى فى كتابته الدقة، وذلك بكثرة الاطلاع وبالصبر حتى لا توجه إلىّ
اتهامات بتشويه صورة أحد».
وأشار حامد إلى أنه من الممكن كتابة جزء ثالث ورابع من مسلسل
«الجماعة» إذا مد القدر فى عمره، حتى يؤرخ لمرحلة مهمة فى تاريخ مصر
السياسى.
ولم يخش وحيد حامد مقص الرقيب عند عرض سيناريو المسلسل، على جهاز
الرقابة الخاص بالمصنفات الفنية، معتمدا على قانون حق المؤلف الذى يجرم أى
رقيب يقوم بالاعتداء على المصنف بدون إذن المؤلف أو الرجوع إليه.
وحول اللقاء الأخير الذى جمع بين الفنانين ومحمد مرسى رئيس الجمهورية،
أكد الكاتب أنه لم يحضر ولم يتلق دعوات لمقابلة مرسى، ضمن وفد الفنانين،
قائلاً: «لو كانت وجهت إلى دعوة سأرفضها مباشرة ولن أحضر، والجميع يعلم
موقفى تجاه جماعة الإخوان، وأرسلت لى من قبل دعوات من جماعة الإخوان لحضور
بعض الحفلات التى ينظمونها وكنت لا أذهب إليها».
وكشف وحيد حامد عن مناظرة كان قد أجراها مع محمد مرسى منذ 11 عاما
بحضور الكاتب الكبير الراحل أسامة أنور عكاشة والصحفى صلاح عيسى، وكانا
يمثلان جبهة التيار المدنى وكان من الطرف الآخر د. محمد مرسى وعصام العريان
وجمال حشمت ويمثلون التيار الدينى، وكان على دكة الاحتياطى للإخوان الصحفى
محمد عبدالقدوس، ودارت رحى المعركة وقتها بينهم، وواجه فيها حامد ممثلى
جماعة الإخوان بأفكارهم ورؤيتهم، وعما إذا كانوا جماعة دينية دعوية أو
سياسية، وأثناء المناظرة قال وحيد حامد مخاطبا مرسى: «كلامك مثل شيخ الجامع».
وأوضح وحيد أن ما تم طرحه خلال المناظرة، من رؤى وأفكار، هو ما تنفذه
جماعة الإخوان المسلمين الآن، بعدما وصلت إلى سدة الحكم.
يشار إلى أن الكاتب الكبير وحيد حامد قدم الجزء الأول من مسلسل
«الجماعة» رمضان قبل الماضى، وأخرجه للتليفزيون محمد ياسين، وقام ببطولته
مجموعة كبيرة من الفنانين، وجسد الفنان الأردنى إياد نصار شخصية الإمام
«حسن البنا» مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، واستحوذ المسلسل على نسبة
المتابعة الأولى فى الوطن العربى، وحصد العمل أعلى نسبة إعلانات
بالتليفزيون المصرى وقت عرضه.
اليوم السابع المصرية في
10/09/2012 |