أحد أكثر احتفاءات مهرجان فينيسيا في دورته الماضية إقبالاً كان العرض
الخاص الذي أقيم لرائعة المخرج مايكل تشيمينو المسمّاة ب “بوابة الجنّة” .
النسخة المرممة صوتاً وصورة التي عرضها المهرجان تفتح للنقاش تاريخاً
مثيراً حول فيلم لايزال الغموض يكتنف بعض أسراره من ناحية إنتاجه كما من
ناحية استقباله .
إنه فيلم “وسترن”، حسب تصنيف النوع القصصي، كتبه وأخرجه مايكل تشيمينو
من إنتاج جوان كاريللي وتصوير فيلموز زيغموند وموسيقا ديفيد مانسفيلد،
وبطولته توزّعت على عدد كبير من الممثلين بينهم كريس كريستوفرسون وكريس
ووكن وجون هيرت وبراد دوريف وإيزابيل أوبيرت وجوزف كوتون من بين آخرين .
إنه عن محاولة شريف بلدة منع الأذى عن مهاجرين جدد من قِبل فيهم مجموعة
نافذين اقتصاديين يريدون الاتجار فيهم وإبعادهم عن الأراضي التي حطوا فيها
. محاولاته هذه تثمر عن بضع معارك يتداخل فيها ما هو خاص، فالشريف (كريستوفرسون)
يحب المرأة ذاتها (أوبيرت) التي يحبها زعيم الأشرار (ووكن) .
كملخص، يوعز الفيلم بأنه مجرّد “وسترن” عادي حول حق وباطل ونزاعات،
لكن غاية تشيمينو لم تكن بالسهولة ذاتها، فهو أراد فيلماً عن الغرب
الأمريكي كما رآه: فترة تاريخية مملوءة بالشرور والآثام المرتكبة من دون
كثير اهتمام بالمعايير الإنسانية . وهو في ذلك شبيه ببضعة أفلام أصغر
حجماً، لكنها في السياق نفسه ما يصح معها تسميتها بأفلام
Anti- Westerns
من بينها، “ماكاب ومسز ميلر” و”بافالو بيل
والهنود” وكلاهما للراحل روبرت ألتمان .
الممثل كريس كريستوفرسون وضع النقاط على الحروف حين قال: “هوليوود
أرادت لهذا الفيلم أن يفشل لكي تضع نهاية لهيمنة المخرجين على السينما” .
وهذا صحيح من حيث إن فترتي الستينات والسبعينات من القرن الماضي شهدتا سطوع
نجم المخرج كصاحب القرار بالنسبة للفيلم قبل سواه . المخرج- المؤلف هنا
والمخرج الفني هناك والمخرج الذي على الاستوديو أن يرضخ لمشيئته في كل
الأحوال . وهذا كان مرهقاً لهوليوود التي وجد منتجوها أنفسهم في الصف
الثاني غير قادرين على التدخّل لممارسة عملهم على نحو جماهيري كامل .
صاحب ذلك تعرض الاستوديو الذي موّل مشروع تشيمينو (كما مشاريع فنيّة
عديدة من بينها فيلم سكورسيزي وفيلم كوبولا “سفر الرؤياة الآن”) لأزمة
إدارية قويّة رغم نجاحاته (من بين أكثر أعماله نجاحاً سلسلة أفلام جيمس
بوند الشهيرة)، والأعين استدارت إلى مشروع تشيمينو الذي كان بدأ بميزانية
من نحو ثمانية ملايين دولار وانتهى إلى ميزانية قدرها، حسب أوساط 44
مليوناً وحسب أخرى إلى أكثر من ذلك . القفزة المالية كان سببها أن تشيمينو
لم يعد يتعامل مع تصوّره الأول للفيلم، بل سمح لنفسه بالعمل على تضخيم
متطلّباته محوّلاً المشروع، وعن حق، من مجرّد فيلم “وسترن” إلى ملحمة كبيرة
ورائعة . وكان يعلم أن شركة “يونايتد آرتستس” لن تستطع إلا أن توافق على
رفع الميزانية .
كيف استطاع مخرج لم يكن معروفاً قبل سنوات قليلة من أن يمتلك مثل هذه
السُلطة؟
سنة 1973 كتب تشيمينو فيلم “ماغنوم فورس” أحد أجزاء سلسلة “ديرتي
هاري” بطولة كلينت ايستوود ثم وقف وراء الكاميرا لفيلمه الأول في العام
التالي لإخراج “ثندربولت ولايتفوت” الذي كان من بطولة كلينت ايستوود أيضاً
. كان فيلماً جيّداً، لكن النجاح النقدي والتجاري الأكبر له حتى ذلك الحين
كان “صائد الغزلان” مع كريس وولكن، وروبرت دي نيرو، وميريل ستريب وجون
سافاج الذي ناله أوسكار أفضل فيلم .
الفيلم كان لشركة “يونيفرسال”، لكن “يونايتد ارتستس” كانت مبهورة به
وسألت المخرج عما إذا كان لديه مشروع لها، فقدّم حينها “بوابة الجنة”
المقتبس عن أحداث حقيقية وقبلت به .
حين بوشر التصوير أدرك الاستوديو أنه سقط في الفخ . كانت الأنباء من
أرض التصوير مخيفة . في إحدى المرّات وبتكلفة تزيد على مليون دولار، أمر
تشيمينو بهدم ديكور بيوت على صفّي الشارع تم بناؤها لأنه وجد الشارع ضيّقاً
. وهو حين انتهى من التصوير استأجر مسلّحين لكي يحرسوا الفيلم مخافة أن
تستولي “يونايتد آرتستس” عليه .
بعد مشاق كثيرة انتهى المخرج من توليف نسخته الأولى التي بلغت مدّتها
خمس ساعات و15 دقيقة، وبعد معارضات من ثلاث ساعات وربع . حين عرض الفيلم
انهالت عليه مطارق معظم النقاد ومع أن الأسبوع الأول كان ناجحاً بمقاييس
السوق آنذاك، إلا أن الفيلم لم يُمنح الفرصة الكافية وتم سحبه من العروض
واعتباره أكبر خسارة سجّلها استوديو سينمائي من أيام “كليوباترا” لجوزف
مانكيفيتز (1963) .
حياة تشيمينو السينمائية بعد ذلك قصيرة . أنجز فيلماً بوليسياً رائعاً
بعد ذلك هو “عام التنين” مع ميكي رورك، وأتبعه بفيلمين متباعدين هما
“الصقلي” (1987) مع كريستوفر لامبرت وترنس ستامب و”ساعات يائسة” مع رورك
وأنطوني هوبكنز (1990) ثم اختفى ست سنوات قبل أن يعود بفيلم لا يزال الأخير
لليوم وهو “مطارد الشمس” .
شاشة الناقد
آنا كارنينا من جديد
Anna Karenina
***
آنا كارنينا
إخراج: جو رايت .
تمثيل: كايرا نايتلي، آرون تايلور-جونسون، كيلي مكدونالد، جود لو .
دراما تاريخية (اقتباس أدبي) بريطانيا
في اقتباسه رواية ليو تولستوي الضخمة، عمد المخرج جو رايت عن سيناريو
للمسرحي توم ستوبارد، إلى الالتزام بالأحداث الدرامية ذاتها، المكان هو
نفسه (روسيا في العصر القيصري) والزمن لم يتغيّر عن ذاك الذي في الرواية
(1870)، لكن حريّته تكمن في التفاصيل وتلخيص ما شكّل عملاً لا يخون الأصل
في نحو ساعتين وعشر دقائق .
سيناريو مكتوب بحب واحترام ويتضمّن تعميقاً مناسباً لذلك الوارد في
الرواية الأصلية كما اشتهر عن شخصيات تولستوي، وابتعاد عما اعترى أحدث نسخة
تم تصويرها للسينما عن تلك الرواية الكلاسيكية وهي نسخة المخرج برنارد روز
التي قامت ببطولتها صوفي مارسو سنة 1997 .
آنا كارنينا (نايتلي) متزوّجة من الموظف الحكومي كارينن (لو) عندما
يستنجد بها شقيقها أبلونسكي (ماثيو ماكفايدن) لتحل إشكالاً عالقاً بينه
وبين زوجته دوللي (مكدونالد) . خلال الرحلة في القطار المنطلق من سانت
بيترسبورغ إلى موسكو، تتعرّف إلى الكونتيسة فرونسكي (أوليفيا وليامز) ومن
خلالها تتعرف على ابنها الشاب الضابط (تايلور-جونسون) . إنه حب من أوّل
نظرة ولو أن الضابط يبدو متردداً بادئ الأمر عندما يتعرّف أيضاً إلى شقيقة
دوللي (أليسا فيكاندر) .
لمن لا يزال يجد في الروايات الأدبية الكبيرة التي لديها الكثير مما
تتولّى الإفصاح عنه من خلال رصد الشخصيات في محيط تاريخي بعيد وخاص، هذا
الفيلم يمثّل نقطة مهمّة ومناسبة يجب عدم تفويتها . هذا النوع من
الرومانسيات لم يعد متوفّراً حتى في الحياة العادية، ويبدو في بعض الحالات
هنا، كما لو أنه “فانتازيا”، رغم أنه ليس كذلك . الحب من أول نظرة يقود إلى
علاقة وفضيحة تتحدّث عنها سانت بيترسبورغ عندما تعود الزوجة ويلحق بها
الضابط لتأكيد حبّه .
الفيلم منقسم، من دون قصد، إلى نصفين، ونقطة الفصل عودة آنا كارنينا
إلى مدينتها معتقدة أنها ستستعيد هدوء حياتها السابقة . هذا النصف يحمل
إيقاعاً متواصلا ورغبة المخرج تزين ما يعرضه بحركات فنية ملائمة . أما
النصف الثاني فهو أكثر هدوءاً، لكن المشكلة الأكبر هي أنه في حين يبذل
المخرج جهده لتقديم عمل يحترم الأصل ويساويه مكانة، كان تحقيق هذه الغاية
يتطلّب فيلماً بحجم أكبر . يحاول المخرج تغطية النقص بما لديه من عناصر
فنية (بما فيها تمثيل جيّد من الجميع)، لكن البصريات لا تكفي لتجسيد المكان
والزمان والصلب الأدبي الذي للرواية الأصلية .
الجندي المجهول في هذا الاقتباس هو سيدي لعربي شرقاوي مصمم
الاستعراضات الراقصة ومدير التصوير سيموس ماكارفي هو نفسه الذي صوّر
“المنتقمون”، لكنه يغير وجهته هنا 180 درجة .
أوراق ومشاهد
العودة إلى فيتنام ومنها
(1978) ****
Coming Home
المخرج الراحل هال آشبي لم ينل عربياً الشهرة التي حظى بها في الغرب
في السبعينات من القرن العشرين عندما أطلق عدداً متميّزاً من الأفلام
واحداً إثر الآخر: “هارولد ومود”، و”التفصيلة الأخيرة”، و”شامبو” و”جدير
بالمجد” . لكن هذا لا يغير الواقع على الإطلاق، فهو شخصية سينمائية من أكثر
مخرجي أمريكا موهبة وتوغلاً في النقد السياسي في تلك الفترة ضمن أعمال هي
فنيّة صلبة قبل أي شيء آخر .
“العودة للوطن” (وكلمة
Home
تعني أيضاً البيت وفي الفيلم كلا المعنيين صالح) يتميّز عن أعماله السابقة
بأنه دراما عن الحرب الفيتنامية . ليس كموقع أو مواقع حرب، فالفيلم ليس
حربياً، يدور فقط في رحى الجبهة الداخلية ذاتها . قصّته تقع في الولايات
المتحدة حول رجلين أحدهما زوج متوجّه إلى الحرب الفيتنامية والثاني مجنّد
عائد كسيحاً من تلك الحرب . واحد ذاهب لخدمة العلم والدفاع عن “قضيّة”
والثاني كان مثله يوماً والآن هو حطام غاضب مما حدث له ومملوء بالآلام
النفسية والبدنية .
وهناك امرأة في الوسط بين الرجلين: إنها سالي (جين فوندا) التي يبدأ
الفيلم بها وهي تؤيد الواجب الذي يدعو زوجها (بروس ديرن) للتوجه إلى الحرب،
تقع في حب ذلك المجنّد المعذّب الذي عاد من رحى المعارك (جون فويت) . في
وسط تلك العاصفة العاطفية تكمن سالي المتحوّلة من الإيمان ب “القضية” إلى
المتسائلة ثم المناهضة التي تعيش مأساة أمريكا الكبيرة بكل حساسيّتها إلى
أن يعود زوجها ويكتشف علاقتها بالمجنّد الذي تبنّت غضبه وألمه . إنها حالة
انهيار شامل تسببها حرب يناوئها الفيلم وينتقدها في الوقت الذي يتعامل فيه
مع جبهتها الداخلية مصوّراً انهيار الكيان العائلي .
اختيار جين فوندا كان مناسباً للغاية، فهي كانت مناهضة للحرب وبشكل
واضح . وبروس ديرن وجون فويت وجهان متعاكسان عاطفياً منسجمان في مفهوم
تقليدي حيال الحرب، لكن إذا ما كان جون فويت عاد منها كسيحاً ومملوءاً
بالمهانة الشخصية، كونه عاجزاً أمام زوجته، فإن عودة الزوج تنتهي به إلى
غضب وشعور بالمهانة من دون إصابة جسدية . لقد عاد بطلاً ليكتشف أن امرأته
خانته .
آشبي يُعالج الفيلم برقّة شديدة وبدراية وجرأة وهو أكثر ذكاءً من
تحويل القصّة إلى دراما عاطفية من النوع السهل أو الميلودرامي . آنذاك، جاء
“العودة للوطن” عملاً مختلفاً ولا يزال .
ر .م
ten .knilhtrae@4044icrem
الخليج الإماراتية في
16/09/2012
الفيلم الفرنسي الأكثر مشاهدة في العالم
«المنبوذون"
يحقق أرقاما
قياسية
ندى
الأزهري- باريس
لم تمر سنة بعد على ظهوره، لكنه يحقق أرقاما قياسية
في نسبة المشاهدة لم يسبقه إليها أي
فيلم فرنسي ليس في فرنسا وحدها بل في أنحاء
عديدة من العالم.
حين بدأ عرض الفيلم الفرنسي" المنبوذون"
Les intouchables (
الترجمة الحرفية هي: غير القابلين للمس ) للمخرجين الفرنسيين
أوليفييه نقاش وإيريك
توليدانو في نوفمبر الماضي، ساهم
تهافت الفرنسيين على مشاهدته والذي تعدى ال 16
مليون بطاقة دخول خلال شهرين، في
وصول نسبة الإقبال على الفيلم الفرنسي خلال العام
الماضي إلى رقم قياسي وإلى تحقيق السينما الفرنسية افضل انجاز لها في السوق
منذ
سبعة وعشرين عاما. ثم ارتفع الرقم في مطلع السنة الحالية وقارب
العشرين مليون شخصا
في فرنسا وحدها، دون حسبان النجاح الضخم الذي حققه بيع اسطوانات الفيلم
محققا
إيرادات قياسية لم يصل إليها فيلم فرنسي آخر ما جعله على رأس قائمة الافلام
الخمسة
الاكثر مشاهدة في تاريخ السينما الفرنسية
قبل "اهلا وسهلا
في ضيافة التشي(2008) ,
و"الطواف الكبير"(1966)، وأستريكس
واوبيليكس: مهمة كليوباترا" (2002) و"الزوار"
(1993).
وبحسب جريدة
"جورنال دي ديمانش" الأسبوعية، فإن الفيلم حقق منذ أسبوع رقما قياسيا
جديدا بحيث
أمسى الفيلم الفرنسي الأكثر مشاهدة في العالم بعد أن تخطى عدد مشاهديه في
كافة
أنحاء المعمورة إلى الآن الخمسة وعشرين مليونا، منزلا
بذلك عن العرش " المصير
الرائع لأميلي بولان" للمخرج جان بيار جونيه والممثلة أودري تاتو، الذي كان
لغاية
اليوم الفيلم الفرنسي الأكثر مشاهدة عالميا.
وكان " المنبوذون" قد بدأ جولة
عالمية ونال إقبالا لا قبيل له ولاسيما في ألمانيا إذ تهافت
على
دور العرض 8.6
مليون ألماني, كما حقق في اسبانيا وإيطاليا إقبالا منقطع النظير( مليونا
مشاهد ونصف
لكل منهما) وعرض في تركيا واليابان... ووصل إلى كوريا الجنوبية
حيث تابعه هناك أكثر
من مليون شخص. وهو بانتظار العرض في انكلترا واستراليا ونيوزلانده.
اما في
الولايات المتحدة فلم يتمتع أي فيلم فرنسي آخر بهذه التغطية
باستثناء "اهلا وسهلا
لدى التشي" و"الفنان" بحسب موقع "بيور ميديا" الفرنسي، مع ملاحظة أن عدد
متابعيه
لم يزد عن المليون وأرجع ذلك إلى عدد الصالات المحدود(194) الذي كرس لعرضه.
ولكن
شركة أمريكية تستعد على ما يبدو لاعادة إنتاجه بنسخة أمريكية. وخلاصة القول
يتمتع
"المنبوذون" اليوم بالنجاح الأكبر في التاريخ لفيلم غير ناطق باللغة
الأنكليزية.
الفيلم
في بداية عرض الفيلم في الصالات الفرنسية
نوفمبر من العام الفائت، بدا كفيلم فكاهي بسيط
من تلك الأفلام الفرنسية التي تحقق
بميزانية صغيرة و بأسماء
معروفة في فرنسا ولكنها غير معروفة خارج حدودها، ثم ما
لبث الإقبال عليه أن فاق حدود كل التوقعات بحيث اعتبر " ظاهرة"
بحق
في السينما
الفرنسية.
"المنبوذون" مأخوذ عن كتاب "الرمق..الثاني" وهو قصة حقيقية، و
يصور
حياة نبيل غني"(فرنسوا كلوزيه) اصيب بالشلل الرباعي نتيجة حادث سيارة،
فيقرر توظيف
أحدهم ليساعده في تدبير أموره وشؤون حياته اليومية، ويقع اختياره من ضمن
مرشحين كثر
على "ادريس"( عمر سي الذي نال جائزة السيزار الفرنسية لأفضل
ممثل) ، وهو شاب أسود
من الضواحي كان قد خرج لتوه من السجن. سيقلب هذا اللقاء حياته
وسيكون مبعثا لعديد
من المواقف المضحكة والعاطفية بسبب الاختلاف الكامل بين هاتين الشخصيتين
المهمشتين
من المجتمع والآتيتين من عالمين متباعدين بالكامل في المعرفة والثقافة
والذوق
والمظهر ونمط السلوك ولكن... برغم كل ذلك تنشأ بينهما علاقة
صداقة فريدة.
الفيلم
كان حافلا بالأحداث "المتوقعة" والخطاب النمطي والمواقف المكررة في هذا
النوع من
الأفلام، إلا أن ذلك لم يمنعه من مس قلوب الفرنسيين ومن بعدهم كثيرين في
شتى ارجاء
الأرض. فما الذي دعا هؤلاء لرؤية الفيلم؟ بل ماالذي اثارهم
فيه؟
الفيلم يتناسب
مع العصر ومقولاته، مع الأفكار السائدة والخطاب اللائق، الخطاب "الإنساني"
الرقيق
والسطحي وربما الساذج الذي يحب أن يتناسى شرور الإنسان فالحرب"غير جميلة"
و"التعايش
ما أحلاه"... إذ
يبين أن الصداقة تستطيع التغلب على الحواجز الاجتماعية
والاقتصادية والدينية والعرقية (كل هذا معا!). في فرنسا قوبل الفيلم
باستحسان
النقاد دون أن يعني هذا أنه حظي باجماعهم، إذ ارتفعت أصوات تنتقد فيه
مسايرته
للسائد فكريا واعتبرته جريدة ليبراسيون مثلا كوميديا"لائقة
فكريا" وعابت عليه
شخصياته النمطية(ستيريو تيب). كما اعتبره آخرون مائعا كالحساء.
وفي الولايات
المتحدة الأمريكية، رأت فيه مجلة فاريتي المتخصصة فيلما "عنصريا". وفي
مقالة، نشرت
مقاطع منها في موقع بيور ميديا الفرنسي،, نقل عن المجلة ما كتبته بخصوص
"شعور بعدم
الارتياح يصاحب المشاهد حين يرى هذا الممثل الموهوب والمرح(عمر) وهو يجسد
دورا ليس
بعيدا عن كليشيه "العبد" الذي يسلي سيده مجسدا كل النمطيات
المتعلقة بالطبقات
والعرق.".
ورغم كل الانتقادات فالفيلم يتابع مسيرته بنجاح استثنائي.
الجزيرة الوثائقية في
17/09/2012
الوثائقية في مهرجان الساقية الثامن
الوثائقية - خاص
بدأ حفل توزيع جوائز مهرجان
الساقية الثامن للأفلام التسجسلسة بكلمة المهندس عبد المنعم
الصاوى التى قدم فيها
شكر خاص لـ أ.أحمد محفوظ مدير قناة الجزيرة الوثائقية وأهداه درع وشهادة
تقدير
لقناة الجزيرة الوثائقية, وشكر خاص للجنة تحكيم المهرجان التى قامت بجهد
كبير جداً
لأن تميز الأفلام المقدمة حيرهم فى إختيار الأفلام الفائزة وأهدى أعضاء
اللجنة كلاً
من د.غادة جبارة, ود.هشام جمال, والمخرج .سعد هنداوى درع المهرجان وشهادة
تقدير من
ساقية الصاوى .
وقدم شكر خاص لفريق العمل بالساقية سالى سليم وأسماء صابر وحسام
حلمى وأضاف أن الساقية ستخصص أياماً للأفلام التسجيلية طوال العام بدلاً من
مهرجان
واحد فى العام لبكون عادة من عادات الجمهور تستحق الإهتمام لأن
صناعه يبذلون جهداً
كبيرا ويقدمون رسالة ذات معنى كبير وواجبنا نحوهم مساعدتهم فى عرض تلك
الأفلام .
وقال "
الصاوى " إن لجنة التحكيم رأت أن تعطى فيلمين شهادة التميز لقربهم من الفوز
وهما
فيلم " حركة " للمخرجة الشابة " سارة رزيق " والتى صرحت لـ " صدى البلد " "
أنها
طالبة فى المعهد العالى للسينما وهى سعيدة جداً بهذه الجائزة لأنها أول
جائزة
للفيلم, وعن فكرة الفيلم قالت أمى وأخواتى راقصى باليه ودرست الموسيقى
فالفكرة من
المنزل وإلتحقت بمدرسة الرقص المعاصر بالأوبرا لمدة 4 شهور
وإكتشفت نماذج حركية
جميلة رأيت ان أترجمها لفيلم ".
والفيلم الثانى هو فيلم " غضب الصحراء " للمخرج
الشاب " حسن رضا " والذى قال " أنها أسعد لحظة مر بها وأنى اجتهد كثيراً فى
ذلك
الفيلم وأنه شعر إن إختياره للموضوع سيجعله يفوز بجائزة لأنه يتحدث عن
الثورة فى
ليبيا ولفت إنتباه ناس كثيرة"
وبدأ فى تويع جوائز المهرجان لمسابقة الأفلام
القصيرة الأقل من 20 دقيقية وفاز بجائزة لجنة التحكيم فيلم "
على الحدود " للمخرج
"
محمد الأشهب "والذى قال " سعيد جداً بالجائزة فالفيلم يتحدث عن تهريب
الأسماك من
أسوان إلى السودان الذى يعتبر مثل تجارة المخدرات والسلاح ولكنى اكتشف أنهم
يريدون
فقط كسب العيش ورفضوا فى البداية التصوير ولكن بعض أصدقائه أصحاب الفكرة من
النوبة
طمأنوهم و لم يخافوا من ذلك
"
وفاز بجائزة أفضل فيلم قصير أقل من 20 دقيقة فيلم "
متر مكعب " للمخرج الشاب " يوسف محمود طاهر " والذى قال " لم أكن أتوقع
الفوز
بالجائزة فيوجد أفلام كثيرة ذات مستوى فنى عال فى المهرجان والمنافسة شديدة
هذا
العام
"
ونال جائزة لجنة التحكيم فيلم " الطريق إلى ميدان التحرير " للمخرج "
عمرو حسين عبد الغنى " والذى قال لـ " صدى البلد " "أود أن أهدى الجائزة
إلى
الأبطال الحقيقيين وهم شهداء الثورة وأهالى مدينة الحلة الكبرى وأخص بالذكر
أسرة
الشهيد أحمد على مبروك
".
ونال جائزة أفضل فيلم للأفلام التسجيلية الطويلة ما
بين 20 و60 دقيقة فيلم " هنرى أمين عوض راهب الآثار الإسلامية " للمخرج "
طارق
الميرغني " الذى قال " الفيلم فاز بجائزة قبل ذلك من إدارة الشئون المعنوية
فى عيد
الثورة الأول وهذه هى الجائزة الثانية والتى أعتبرها شديدة الخصوصية
والجمال لأنها
من جهة شهد لها بكفائتها وهى الساقية مدعومة من الجزيرة
الوثائقية, والفيلم عرض فى
نفس التوقيت المسىء للرسول صلى الله عليه وسلم
".
ثم قام مدير قناة الجزيرة
الوثائقية أ .محمد محفوظ بتقديم درع قناة الجزيرة الوثائقية
لأفضل فيلم قصير أقل من
20
دقيقة " متر مكعب ", ولأفضل فيلم طويل " راهب الآثار الإسلامية " .
وعبر
مدير الجزيرة الوثائقية " محمد محفوظ "عن إمتنان قناة الجزيرة الوثائقية
لوجودها فى
ختام مهرجان الساقية لخدمة العاملين فى مجال إنتاج الأفلام الوثائقية وخدمة
شباب
مبدع قدم أفلام فيه االكثير من الجهد والأفكار التى تهتم وتعيد
الإعتبار لكنز
الثقافة المصيرة والعربية .
وقام نيابة عن شبكة الجزيرة العالمية وقناة الجزيرة
الوثائقية من القناة إلى المهندس .عبدد المنعم الصاوى كرمز من رموز الثقافة
المصرية, وكداعم وناشط للحركة الثقافية فى مصر من خلال ساقية
الصاوى .
وقال "
محفوظ " " أن المهرجان فى عامه الثامن تشاركه الجزيرة الوثائقية يثبت أنه
مهرجان
هام لأنه به زخم وكثير من الأفكار ويهتم بالشباب المنوطين بالعمل سواء فى
إدارة
المهرجان أو المشاهدين أو الأفلام المقدمة وبالتالى فهو مهرجان
معبر جداً عن نبض
قطاع كبير على مستوى الشارع المصري وبالتالى إهتمت الجزيرة الوثائقية به
فهو يخدم
فكرة صناعة الفيلم الوثائقى ويخدم بعض الأفكار التى تخدم بشكل أو بآخر تعبر
عن نبض
الشارع المصرى التى تعبر عن قطاه مهم من الشعب المصرى
.
وقال المهندس .عبد
المنعم الصاوى أشعر أن المهرجان فى عامه الثامن يتقدم ومنذ صغرى وأنا أحب
الأفلام
التسجيلية فالفيلم التسجيلى مقال له عناصر تعبيرية جذابة قادرة على توضيح
الفكرة
أكثر ويستخدم كل العناصر فأتمنى أن يكون وسيلة لنهضة الأمم وأتمنى أن يشاهد
الناس
الأفلام التسجيلية ويعرض الفيلم الروائى على هامشها وأضاف "
أنه يعمل على تحويل
المهرجان إلى مهرجان دولى ".
الجزيرة الوثائقية في
16/09/2012
مبدعون:
مصر مستهدفة من الداخل والخارج
.. وينبغي مقاضاة صناع الفيلم المسيء للإسلام
القاهرة- أ ش أ : دعا عدد كبير من الفنانين والمبدعين إلى ضرورة توحيد
صفوف المصريين في كيان واحد، في مواجهة المحاولات المستمرة للنيل من أمنها
واستقرارها، محذرين من خطورة بعض ردود الأفعال غير المسئولة التي تستهدف
سمعة البلاد، وتشويه صورة المسلمين.
واستنكر الدكتور سيد خطاب، رئيس هيئة الرقابة على المصنفات الفنية،
إنتاج بعض أقباط المهجر للفيلم المسيء إلى الإسلام وشخصية الرسول الكريم
محمد (صلى الله عليه وسلم)، مؤكدا رفض جموع المصريين كافة الأفكار التي
تعتدي على الأفكار والمعتقدات.
وأوضح أن مصر هي المستهدف الأول من الترويج للفيلم المسيء للإسلام،
نتيجة استغلال اثنين من الأقباط المنزوع عنهم الجنسية لإشعال الفتنة
الطائفية في مصر، وزعزعة استقرارها.
وقال: إن الفيلم يحتوى على قدر كبير من "البذاءة"، وأنه كما وصفه بعض
المسئولين الأمريكيين "تافه ومثير للاشمئزاز".
ووصفت الفنانة تيسير فهمي، الفيلم المسيء للنبي محمد صلى الله عليه
وسلم، بأنه تافه ويعبر عن سلوك همجي وغير سوي، مؤكدة في الوقت ذاته ضرورة
التعامل مع التطاول على الإسلام بمنتهى الحزم، بعيدا عن العنف وأعمال
التخريب.
وقالت: إن عرض وترويج هذا الفيلم في هذا التوقيت أمر متعمد، خاصة وأنه
تم تنفيذه منذ فترة طويلة كما أشيع، مشيرة إلى أن تسليط الضوء عليه لم يكن
من قبيل الصدفة، أمر يثير الريبة.
من جانبه، يرى الناقد الفني نادر عدلي، أنه من الخطأ أن يتم وصف
الفيلم بأنه عمل فني، مشيرا إلى أنه لا يحتوي على أي رؤية أو فكرة، وقال:
إنه من ضمن عشرات الأفلام التي أنتجت في العالم لا تجد مخرج يصنع فيلم من
أجل كراهية الآخر، واصفا مستواه بأنه شديد الرداءة.
وشدد على ضرورة إقامة دعاوى قضائية أمام المحاكم الأمريكية ضد صناع
الفيلم، مشيرا إلى أنه بعد أحداث 11 سبتمبر صدرت قوانين لمواجهة الإرهاب في
أمريكا، من بينها قانون ضد ازدراء الأديان وكراهية الآخر، مما يجعل هذه
القضية مضمونة.
وطالبت الناقدة ماجدة موريس بضرورة الرد على التطاول على الإسلام من
خلال اتباع الأساليب التي تعبر عن حضارة المصريين وسماحة رسالة الإسلام، من
خلال توضيح العلماء المسلمين عبر صفحات الجرائد في الخارج سماحة وعظمة
الإسلام، وإغداق مواقع الإنترنت بالرسائل العصرية المستنيرة للدفاع عن
الدين.
وأعربت عن أملها في أن يتم التفكير جديا في إنتاج فيلم سينمائي ضخم
يتحدث بشكل أكثر عمقا عن سماحة الدين الإسلامي والمسيحي والوحدة الوطنية
بين المصريين، يتم عرضه في الخارج، ونشره على صفحات الإنترنت.
الشروق المصرية في
16/09/2012 |