د فقط كانت بمثابة جواز مروره إلي قلوب
المصريين الذين شاهدوه لأول مرة من خلال مشاركته في فيلم' المصلحة'
بطولة أحمد
عز وأحمد السقا, والذي رشحه للعمل معه بعد ذلك في مسلسل' خطوط حمرا'.
واليوم يشارك في مهرجان القاهرة السينمائي بفيلمه
الجديد' مملكة النمل' الذي يشاركة البطولة' صبا مبارك وجوليت عواد' ومن
إخراج شوقي
الماجري. إنه الفنان الأردني منذر رياحنة الذي سرعان ما أصبح ضيفا عزيزا
علي العديد
من الفضائيات التي كشفت عن عمق شخصيته وخفة ظله وبراعته في الحديث العفوي
الذي يعكس
وعيه وينبيء بمستقبل واعد في العالم السينما, بعد رحلة نجاحه في الدراما من
تجربته'
الاجتياح' وحتي وصوله إلي البلاتوه في مصر خلال شهر رمضان الماضي. حول
أعماله التي
برز فيها خلال الشهور القليلة الماضية وآفاق المستقبل القادم علي جناح
السينما
والدراما كان لـ' نجوم وفنون' معه الحوار التالي.
·
مشاركتك في مهرجان القاهرة
السينمائي ماذا تمثل لك ؟
منذ بدأت مشواري الفني وأنا أضع نصب عيني التواجد أمام
الجمهور المصري لأن مصر هي هوليوود الشرق وهي جواز مرور أي فنان إلي عالم
الشهرة,
لذلك عندما أخبرني المخرج شوقي الماجري بأن الفيلم سيشارك في مهرجان
القاهرة لم
أتمالك نفسي من الفرحة, نظرا لاسم المهرجان الكبير ومكانته بين المهرجانات
العالمية,.
·
الجمهور أشاد بالفيلم رغم وجود
بعض مشاهد التطويل؟
أي فيلم يخضع
لوجهات نظر مختلفة, وعن نفسي أحترم جميع
وجهات النظر, لكن لو دققت في السيناريو تجد
أن القضية الفلسطينية تحتاج بطبيعة تعقيداتها وقتا طويلا لمناقشاتها, لذلك
جاء
الفيلم طويلا من وجهة نظر البعض, خاصة أننا نغطي فترة زمنية طويلة نسبيا
وبها أحداث
كثيرة ربما احتاجت لذلك.
·
كيف تعاملت مع شخصية' طارق' ؟
سأبوح لك بسر: بحكم
أنني كنت قريبا من المخرج شوقي الماجري منذ
كان هذا الفيلم مشروع صغير في مرحلة
الكتابة, وعشت رحلة البحث عن جهة تمويل للفيلم منذ أكثر من ثماني سنوات,
لذلك
تناقشنا في خلفيات هذه الشخصية وثقلها داخل الأحداث رغم مشاهدها القليلة
نسبيا,
وعندما بدأنا التحضير للفيلم وجدت أن' طارق' يحمل بداخلة إصرارا غريبا علي
الحياة
فالتحدي الذي بداخله يجعلة قادرا علي الحياة فوق الأرض, ولو ضاقت به الأرض
يستطيع
أن يعيش بداخلها في الكهوف والأنفاق حتي يحقق رسالته التي خلق من أجلها,
فهو إنسان
مطارد من سلطات الاحتلال ورغم ذلك تزوج وقبض عليه بعد ايام قليلة ليقضي
سنوات طويلة
داخل سجون الاحتلال, لكنه لم يفقد الأمل واستطاع الهروب ليواصل دافعه عن
قضيته
وقضية الشعب الفلسطيني بأكمله,.
·
رغم الظروف الصعبة التي عاشها'
طارق' مابين
السجون والكهوف إلا أننا وجدنا بعض اللمحات الرومانسية, تري
ماهو الهدف من
ذلك؟
الإنسان يحمل بداخله عددا من الأحاسيس المختلفة ويحتاج في بعض الأوقات
العصيبة للحظة يشعر معها بالسعادة حتي وإن كانت منقوصة, لذلك
تجد أن' طارق' التقي
بـ' جليلة' حبيبته داخل أحد الكهوف وهو
مكان لا يصلح للعيش الآدمي, ومع ذلك عاش
معها لحظة غاية في الرومانسية, فهو يجد فيها الحب والملاذ, وقد ساعد في رسم
هذه
اللحظة المخرج شوقي الماجري باستعمال الإضاءة الخافته واللقطات القريبة وهو
ما يشعر
معها المشاهد بسعادة, لكن من وجهة نظري كان المشهد الأصعب بعد هروب' طارق'
من السجن
بعد12 عاما عندما التقي حبيبته في نفس المكان, لكنه في هذه المرة كان
بداخله أشياء
عديدة وينتابه شعور غريب هل يضمها إلي صدره من أول نظرة أم ينظر إلي وجهها
الذي غاب
عنه سنوات طويلة وهو يشتاق إليه, لذلك كان مرتبكا حتي تلمست هي جسده
فانهمرت الدموع
وتساءل عن ابنه الذي لم يره مرة واحدة في حياته, هذا الحوار البسيط يعبر
تعبيرا
حقيقيا عن رحلة كفاح أبناء الشعب الفلسطيني الذين لايستطيعون ممارسة حياتهم
بشكل
طبيعي فيسرقون من الزمن لحظات قد لا تتكرر مرة أخري.
·
لكن' طارق' يذهب مرة أخري
للمقاومة مع أقرانه دون أن يملي عينيه من ابنه ؟
المتابع لشباب فلسطين يجد أن
أهم ما يفكرون فيه هو حصول شعبهم علي الحرية, ولو كان الثمن هو دماء هؤلاء
الشباب,
فالنداء الداخلي للشخصية تجبره علي مواصلة النضال, فهو لم يهرب من السجن
ليعيش مع
زوجته وابنه بشكل طبيعي في ظل ضياع قضيته, وإنما هرب ليكمل المشوار خاصة
أنه من
عائلة نضالية, فجده مناضل كبير وهو يمارس ذات النضال ويريد لابنه استكمال
المسيرة
حتي تتحرر الأرض, لكن القدر لم يمهل الفتي الصغير ويستشهد في ساحة القدس
كما
شاهدنا.
·
هل نجاحك في فيلمي' المصلحة
ومملكة النمل' يجعل تركيزك علي السينما في
الفترة القادمة ؟
أنا ممثل محترف أعمل في السينما والتليفزيون معا, كنا نسمع في
الفترات السابقة أن السينما هي التاريخ, لأن الفيلم يعاد عشرات المرات أما
المسلسل
لا يذاع سوي مرة واحدة فقط, لكن الوضع تغير خلال السنوات العشر الماضية بعد
انتشار
الفضائيات وأصبح يعاد المسلسل الواحد بحلقاته الثلاثين أكثر من خمس أو ست
مرات في
السنة, وهو ما يجعل الممثل متواجدا داخل البيوت العربية باستمرار, لذلك لم
يعد هذا
التصنيف موجودا, بدليل أن معظم نجوم السينما يقدمون الآن علي تقديم الدراما
التليفزيونية, ولكن أستطيع القول إن ما يشغلني بالدرجة الأولي هو الورق
المكتوب
جيدا, سواء في كان السينما أم التليفزيون, وأقولها صراحة إن حجم الدور لا
يثير
انتباهي ويبقي الأهم عندي هو تأثير الشخصية في الأحداث.
·
بعض المخرجين يصنفون
الممثل ويرسمون له الدور سواء شريرا أم رومانسيا.. ما رأيك ؟
لا أنكر أن الجانب
الفيزيائي للممثل قد يرشحه لبعض الأدوار
التي تتطلب مواصفات جسمانية بملامح معينه
أو طول معين, لكن يتوقف ذلك علي الممثل نفسه, هل يستسلم للمعروض عليه ويصبح
شخصية
نمطية يمل منها الجمهور بعد عمل أو اثنين, أم يريد لنفسه أن يعيش أطول فترة
ممكنة
بأداء مختلف ومتجدد من عمل لآخر؟, لذلك كل فترة أسأل نفسي ماذا سأقدم
جديدا, لأني
بطبيعي متمردا ولا أحب البقاء في منطقة واحدة, فعندما قدمت مسلسل'
الاجتياح' منذ
سنوات وكان شديد الصعوبة وبه دراما عالية تعمدت بعده أن أقدم عملا كوميديا
حتي لا
أكرر نفسي, وهذا هو مبدئي في الحياة: عدم التكرار والبعد عن النمطية والبحث
عن كل
ماهو جديد في الشخصيات التي أقوم بتجسيدها علي الشاشة.
·
لماذا بكيت وأنت تتسلم
جائزة أفضل ممثل من مهرجان' تايكي' وأهديتها لفناني مصر الذين جئت معهم علي
نفس
الطائرة ؟
الحقيقة هو شعور غريب لم يحدث لي من قبل, وبالمصادفة كنت في القاهرة
وسافرت للأردن علي نفس الطائرة التي تقل فناني مصر, وهناك شعرت بأن الجميع
ضيوفي,
ويجب أن أسهر علي راحتهم, وعندما أعلنت مذيعة الحفل فوزي بجائزة أحسن ممثل
باختيار
الجمهور وجدت الفنان أحمد راتب يحتضني بقوة ويهنأني وسمعت أحمد بدير يقول
أملنا فيك
يا منذر, بالإضافة لجميع فناني مصر الجالسين بجواري وهم يدعون لي بالتوفيق
فلم
أتمالك نفسي وبكيت وأنا أتسلم الجائزة وودت من اللائق أن أهديها لهؤلاء
الفنانين
الذين تمنوا لي الفوز ووضعوا في ثقتهم الكبيرة.
·
شاهدناك في ميدان التحرير
الأسبوع الماضي, هل يعني لل أنك من مؤيدي ثورات الربيع العربي ؟
من أغرب
المفارقات الموجودة حاليا في الشارع العربي
ذلك التشابه الذي يصل إلي حد التطابق في
المطالب التي تنزع نحو الحرية, ففي كل بلد تجد أن هناك أعدادا قليلة لا
تتعدي أصابع
اليد الواحدة تقود الشعب الذي يريد أن يبني وطنه ويثور علي الظلم والقهر,
وهي ظاهرة
صحية جدا, فمن حقنا كشعوب وأمم عربية أن نتقدم ونعيش عيشة كريمة, ولم نخلق
لنكون
عبيدا يتحكم فينا أصحاب النفوذ فقط, ومن حق الشعوب أيضا أن تغير الأنظمة
التي
تتعارض معها, أو تقف حجر عثرة في طريقها, لذلك تضامنت مع الفنانين المصريين
ونزلت
إلي ميدان التحرير وعلي استعداد أن أنزل كل الشوارع العربية التي تبحث عن
الحرية.
الأهرام اليومي في
13/12/2012
ممكلة النمل ..
قضية مهمة تاهت في زحمة التفاصيل
تحقيق: علا الشافعي:
تظل القضية
الفلسطينية محور اهتمام كثير من المخرجين العرب, وجرح لا أحد يعرف حتي
اليوم
كيفية شفائه, فالفلسطينيون مازلوا يعانون من الانقسام,
ويعيشون تحت وطأة احتلال لا يرحم, ولا تتوقف المحاولات الساعية
للنيل من الحق
الفلسطيني وطمس هوية تراب الأرض التي راحت علي أثر النكبة عام1948, وعلي
الرغم من
السعي الدءوب مرات بالتفاوض وأخري بالكفاح و رغم تبدل أشكال المقاومة إلا
أننا
مازلنا أمام عدو لا يعرف الرحمة, ومع ذلك فهناك شعب ينبض
بالحياة و يرفض كل محاولات
القمع والقهر, لأنهم يدركون أن هناك معني لتلك الحياة التي تعاش علي أرض
يجب أن يتم
استردادها.
حول هذه المعاني جاءت الكثير من الأفلام التي تناولت القضية
الفلسطينية وكيف يعيش أهل فلسطين تحت وطأة الاحتلال, سواء قدمها مخرجون عرب
أو تلك
الأفلام التي قدمها مخرجون فلسطينيون, وآخر' مملكة النمل'
لمخرج الدراما المتميز
شوقي الماجري والذي يأتي عرضه متزامنا مع حصول فلسطين علي عضوية مراقب في
الأمم
المتحدة بعد عناء ورفض من جانب واشنطن.
المفروض أن كثير من مخرجي السينما تأتي
أعمالهم علي نفس مستوي وطموح ما يحاول أهل فلسطين فعله علي أرض
الواقع, وفي هذا
الإطار انتظر جمهور مهرجان القاهرة أن يري فيلم المخرج التونسي شوقي
الماجري والذي
عرض في إطار المسابقة العربية والدولية للمهرجان بدورته الـ35, وجاء مخيبا
للآمال,
خاصة أن الماجري يعد واحدا من أهم مخرجي الدراما العربية, وكان متوقعا أن
يقدم
بفيلمه' مملكة النمل' تجربة سينمائية متميزة في هذه اللحظات الفاصلة من عمر
القضية.
صحيح أن الماجري قام بعمل رصد حي للمعاناة التي يتعرض لها الشعب
الفلسطيني- إلي حد ما- من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي, وحملنا عبر متاهات
الكهوف
التي تحمل سحرا خاصا وتكشف أسرار تراب فلسطين لنشاهد قصة حب
تجمع بين' طارق' منذر
رياحنة, و'جليلة' صبا مبارك ويتمخض عنها إنجاب ابنهما' سالم' في غياهب
السجون
المظلمة,
بعد أن عاشت' جليلة' مع زوجها المناضل والمطارد والمطلوب من قوات
الاحتلال أقل من9 أشهر داخل أحد الكهوف قبل أن يدخل طارق السجن, ويعيش سالم
مع
والدته محروما من رؤية والده الذي ينشغل بالمقاومة ضد
الإسرائيليين قبل أن
يهرب.
يشهد الطفل سالم اعتداء المروحيات العسكرية علي المدارس والشوارع
والمقابر
واستشهاد صديقه' محمد', ليأتي دوره في ما بعد في ساحة المسجد الاقصي أثناء
ذهابه
لصلاة العيد دون أن يعرف قصة تعارف أمه علي أبيه, ودون أن يكمل حكاية حلمه
الذي
أصبح فيه' ختيار', وحتي أن يري صورة أبيه الذي غاب12 عاما خلف
القطبان.
رغم كل
المعاني النبيلة التي حاول مخرج الفيلم التركيز عليها ومعه كاتب السيناريو
خالد
الطريفي, ومنها التمسك بالتراب مهما كان الثمن ومهما دفع أهل فلسطين من
دماء
أبنائهم فلا يتزعزع إيمانهم في حق العودة, والتأكيد علي أن هذا
الشعب يحاول العيش
والحياة رغم الظروف القاسية إلا أن طموح المخرج ورغبته في تقديم فيلم عن
القضية
الفلسطينية جاء متواضعا للغاية, بل مخيبا للآمال قياسا إلي أعمال مخرجين
مثل' إيليا
سليمان' صاحب النصوص السينمائية البديعة والأكثر شاعرية في
تاريخ السينما
الفلسطينية, و'ميشيل خليفي' و'رشيد مشهرواي' و'هاني أبو أسعد', و'يسري
نصرالله مع
إلياس خوري' في فيلم' باب الشمس' بجزئيه, وكذلك' آن ماري جاسر, و'نجوي
النجار',
والحقيقة أن تجارب كل هؤلاء تؤكد أن شوقي لم يكن موفقا للغاية, في فيلمه,
حيث جاء
مكدسا' بالكليشهات' التي تجاوزتها السينما الفلسطينة, ويبدو بحكم خبرته
الدرامية
أنه انشغل أكثر بوضع رموز في العمل الفني أكثر من الشغل علي
صياغة نص سينمائي
متماسك, يحمل وجهة نظر مختلفة أو رؤية شاعرية عن القضية الفلسطينية علي
الأقل,
ولكنه- للأسف- انشغل بتفاصيل كثيرة بأسلوب
المط والتطويل ليقدم كل أنواع القهر الذي
يمارسه الاحتلال الإسرائيلي, لدرجة أن المشهد الواحد كان يتضمن
كافة أنواع الهجوم
المسلح بالأسلحة الخفيفة والثقيلة والطيران في آن واحد, إضافة الي تكرار
كثير من
المشاهد بلامعني- وإن كان هذا علي مايبدو بسبب تأثير عمل شوقي بالدراما
التليفزيونية, خاصة أن المشاهد التليفزيونية تقوم بالأساس علي
فكرة التكثيف,أكثر من
التكرار, مثال ذلك' مشهد القصف في المدرسة والمقابر' و'العرس أو الزفاف','
مشهد
الحصان-8 لقطات مكررة'.
لاشك أن ضعف النص وانشغال المخرج بحشد كل المعاني
والرموز التي يرغب في حشدها سينمائيا جعلته ينشغل عن أداء الممثلين والذي
جاء
مبالغا فيه, بل أقرب إلي الأداء المسرحي, وتحديدا الفنانة صبا
مبارك التي عرفت دوما
بالأداء السلسل الناعم جدا في أعمالها السينمائية السابقة, فقد كانت تبالغ
في ردة
فعلها إلي حد التشنج, ونفس الملاحظة تبدو في أداء النجم عابد فهد رغم أنه
واحد من
أصحاب الأداء التمثيلي الرفيع.
وملاحظة الأداء المتشنج تنسحب أيضا في كثير من
المواقف علي النجم المتميز منذر رياحنة, والمفارقة أن قصة الحب
التي من المفترض أن
السيناريو قائم عليها جاءت باردة جدا وتاهت وسط الحشو الدرامي والمبالغات
الفنية.
الأهرام اليومي في
13/12/2012
زياد دويري:
فيلم
الهجوم لا يدعم إسرائيل وإنما رسالة حب للقضية الفلسطينية
حوار اجراه في مراكش- محمود
موسي:
أثار فيلم'الهجوم' للمخرج اللبناني زياد دويري ضجة كبيرة فور حصوله
علي الجائزة الكبري من مهرجان مراكش السينمائي الدولي في دورتة الثانية
عشرة,
والمأخوذ عن رواية' الصدمة' للجزائري' محمد مولسهول' والشهير باسم'
ياسمينة
خضرا', وتم تصويره ما بين نابلس وتل أبيب وبلجيكا, وشارك في بطولته عدد من
الممثلين
الإسرائيليين وانتاج لبنان وفرنسا وقطر ومصر وبلجيكا, فقد اتهمه البعض
بانحيازه
لإسرائيل علي حساب القضية الفلسطينية.
وتدور أحداث الفيلم حول قصة أمين جعفري
طبيب فلسطيني ناجح يعيش في تل أبيب وكرمته السلطات الإسرائيلية
لتميزه ويعيش وسط
مجتمعه في أمان وسلام وتقدير ولديه أصدقاء يهود ويتزوج فتاة مسيحية عن حب
ووسط حالة
الابداع المهني والتقدير الذي يلاقيه من الإسرائيليين يحدث الانفجار أو
الصدمة,
وذلك عندما تحدث عملية في اسرائيل ويروح ضحيتها17 من بينهم أطفال, وتكون
المفاجأة
أن زوجته هي من فجرت نفسها وقامت بالعملية الانتحارية وتنطلق الأحداث بحثا
عن أجوبة
وطرح أسئلة عن الحل, هل هو في التفجيرات أم الحوار والتعايش؟, ويعيش الطبيب
حالة من
التفكير خصوصا بعد أن يقررالبحث عن الذين جندوا زوجته وفهم
الأسباب التي حولت
الزوجة إلي قنبلة, وهناك في نابلس يفاجأ بجبروت وتعنت شيوخ القتل الذين
رفضوا وجوده
بينهم أو حتي إجابته عن أسئلته, ويكشتف أن زوجته فعلت ذلك انتقاما لمجزرة
جنين,
وربما أثار الفيلم جدلا كبيرا علي أثر انتقاده بشدة في إحدي جمله الحوارية'
حماس'
والجهاد وكتائب الأقصي ووصفهم بالمجانين.
أما الصدمة الأخري من وجهة نظر البعض
أن معظم أبطال الفيلم من الممثلين الإسرائيليين باستثناء النجم
العالمي الفلسطيني'
علي سليمان' الذي لعب الشخصية الرئيسية للفيلم وهم من الإسرائيليين وعرب48,
وهم'
ريموند المسيليم إيفجينيا دودينا, كريم
صالح, ويوري كافرييل ودفير يينيديك ريا
سلامة, ورمزي مقديري'. ولتوضيح الصورة أكثر اختص المخرج زياد
دويري الأهرام بهذا
الحوار الجريء:
·
مبروك حصولك علي الجائزة الكبري
واسمح لي بأن اقول ان حصولك علي
الجائزة من مهرجان عربي كبير يعني الكثير لان الفيلم اثار جدلا حول موضوعه؟
كلمة
أولي أحب أن أقولها: أي شك من أن الفيلم سيثير الحوار والجدل ونحن نعرف ذلك
من
بداية الطريق, لم يجعلني أتردد أوأتراجع عن مواقفي التي اتخذته, فالفيلم
يفسر بأية
طريقة تشاء, وطبعا هناك من سيقول انني عرضت وجهة نظر
الاسرائيليين أو انحزت لوجهة
نظرهم, وأقول أن هذا عار تماما عن الصحة بل هو كذب, لانك عندما تريد أن
تطرح وجهة
نظر لابد أن تطرح بقوة وجهة النظر الأخري, ولذلك كنت حريصا أن تكون وجهة
نظر
الشخصية الفلسطينية قوية, فاذا اصطدم اتوبيس مع نملة لا يحدث
شئ, وإنما اذا استصدم
قطار بقطار أو اتوبيس بأتوبيس ساعتها سيحدث انفجار, و لهذاعرضت وجهات نظر
الطرفين
بقوة, وهو قرار اتخذته منذ زمن وسأدافع عنه.
·
لكن الفيلم جاء مغايرا في الطرح,
بمعني أنك لم ترفع شعارات وهتافات تدغدغ
مشاعر العرب؟
اخي لقد ولدت في عام1963
وعمري الآن49 سنة, ووعيت طوال حياتي علي خطابات وشعارات
وهتافات, ومع ذلك لست ضد
الشعارات والهتافات, ولكن هذا الشئ أصبح الآن جزءا منا يجري في دمنا, كنت
أمام خيار
أن أفعل نفس الشئ وأردد هتافات وشعارات, ولذلك كان من السهل أن نكتب
سيناريو يرضي
كثيرا من الناس, ولكن لست مهتما بعمل فيلم فقط, إنما أردت
فيلما يجعلك تفكر,
والمؤكد أنني لا أؤيد الاحتلال الإسرائيلي, وأتحدي أي شخص يقول ان فيلمي
يدعم
الاحتلال, وإنما عرضت وجهة النظر الأخري, وكوني عرضت وجه نظر الإسرائيليين
فليس
معناه انني مع الاحتلال.
·
ألست معي أن إنتاج الفيلم وعرضه
ليس وقته الآن خصوصا مع
صعود تيار الإسلام السياسي علي سلطات الدول ؟
-
في الشرق الاوسط سيكون دائما
هناك أسباب تقول فيها كنت لابد أن تنتظر كي تصنع فيلما, نحن يا
صديقي في حالة صراع
من عام1948 حتي اليوم,' ما فيك تختار' أو تنتظر يوما حتي يكون الشرق الأوسط
هادئا
ومسالم كل عالمنا حروب, وربما القادم أصعب, ولهذا عندما تصبح ناضجا' ما فيك
تنتظر
ان الأوضاع الخارجية والسياسية والاجتماعية والعسكرية' لتري أن
هذا الوضع أصبح الآن
أفضل فنحن في حالة صراع دائم, إن كان مع العدو الإسرائيلي أو مع أنفسنا.
·
اخشي
شخصيا بعد حواري معك أن أتهم بالتطبيع وخصوصا في ظل مايسمي
الآن الوطنية الكاذبة
التي لها إعلامها وشوارعها ؟
لاتخف, نحن نمر الآن بفترة يتغير فيها العالم, فترة
انتقاضة ثورية, وهذه الانتقاضة ليست فقط علي الديكتاتوريات وإنما أيضا علي
مفاهيمنا, وهذا أهم شيء فالثورة لابد أن تأتي من الداخل, ولهذا
أقول لمن يتهمني
بالتاطؤ مع اسرائيل كذبت واتحدي أي شخص شاهد الفيلم يقول أني متواطئ, وانما
هناك
رسالة حب ودعم للقضية االفلسطينية.
·
وماذا عن التطبيع سواء بالتصوير
في تل أبيب
أو الاستعانة بممثلين من إسرائيل ؟
-
هل لاني صورت هناك أو استعنت بممثلين يعني
ذلك تطبيعا, لا ليس هذا تطبيعا, دعنا نتحدث بصراحة أكثر, المقاطعة لن تفيد
العرب
وإنما تربح وتكسب العدو,' أنت إذا كل مرة تشوف' فيها اسرائيلي
في منتدي أو محاضرة
وتقول لا أريد المشاركة, وأنا منسحب فانت بفعلتك لا تريد أن تخبر العالم
بقضيتك
وقصتك, أنت هنا الخاسر, وهو من سيكسب لأنه ساعتها هو من سينفرد بعرض قضيته
علي
العالم, نحن بهذه التصرفات لن نربح الحرب وانما سنخسرها, ومثال
اذا كان فيه فريق
كرة قدم عربي وفي مباراة نهائية مع فريق إسرائيلي, اذا انسحب الفريق العربي
تذهب
الميدالية إلي الإسرائيلي, اذن أنت خسرت وهو ربح,.
الأهرام المسائي في
13/12/2012
المـتــفـــــرّج أمـــــــام نجــمــــــــه
المـفــضّــــــل
محمد بنعزيز
في ساحة «جامع الفْنا» وسط مراكش، وقف عشرات آلاف المتفرجين أمام
المنصة المشادة للاحتفال بنجوم السينما الهندية الذين جاؤوا للمغرب بمناسبة
المهرجان الدولي للفيلم، في دورة 2012. كانت الأجواء باردة جداً، بل وممطرة
أحيانا. ومع ذلك وقف عشاق الأفلام الهندية لساعات بصبر وحماس. ما الذي
يجعلهم يتحملون كل هذه المشقة؟
قبيل الإجابة، ضبطتُ نفسي متلبسا بتراجع إعجابي بالسينما الهندية مع
تقدمي في السن، بينما كنت أنوي الكتابة عنها كما شاهدتها أول مرة، حين بكيت
أثناء متابعة فيلم «دوستي» (صداقة). أريد أن أكون وفيا لمرحلة مراهقتي.
لذا، وقبل توجهي لمتابعة الاحتفاء بالسينما الهندية، وضعت وعيي النقدي في
الخزانة الحديدية في الغرفة الفاخرة بفندق يعقوب المنصور الذهبي. بذلك
تخلصت من وعيي الشقي الذي اكتسبته بسبب مطالعتي لأساتذة الشك مثل ماركس
ونيتشه وفرويد. ما أن أودعته الخزانة وأغلقت عليه برقم سري، حتى استعدتُ
فرحي الرومانسي كما في الأفلام الهندية، وصار بإمكاني أن أرى بمنظارعشاق
شاروخان... وأؤمن بأن المشاهير هم آلهة العصر.
وقفت قرب المنصة لفحص صفات النجم ودوره حين يظهر لعشرات آلاف معجبيه،
الذين قدموا من مدن بعيدة ومن أحياء متوسطة وفقيرة، ووقفوا ينتظرون في جو
ممطر لا تتجاوز حرارته الست درجات. ينتظرون أن يهل عليهم نجمهم. يتبادلون
التعليقات عن أفلامه. كثيرون يربطون الدخول لقاعة السينما بأول موعد غرامي
لهم. ومنذ ذلك الحين تماهى الشاب مع شاروخان وتماهت الشابة مع البطلة. ومع
هكذا مزاج، فمن السهل أن ترتفع صرخات الإعجاب حين ظهر الممثل الكبير على
المنصة.
يرونه محبوبا كريما متواضعا... تنسب للنجم صفات تقرِّبه من الكمال.
وهو قدوة مربحة، فعندما يشتهر شخص، يصير نجما يتوفر له فائض قوة يمكّنه من
التأثير. حينها تتقدم الشركات لتشتري تأثيره. تعمد الهيئات السياسية
لاستخدام النجوم في دعايتها الانتخابية لأنهم يتمتعون بما يسميه الناس
«القبول». وقد شكلت توبة فضل شاكر إنجازا إعلاميا للسلفيين. حتى المنظمات
الدولية توظف سحر النجوم، كثيرون لم يعرفوا موقع اللاجئين السوريين إلا بعد
أن زارتهم أنجيلا جولي وبكت.
هكذا صارت صناعة النجوم مدرة للربح، ويحظى لبنان بالسبَق في هذا
المجال رغم توقف أنجح برنامج وهو «هزي يا نواعم خصرك الحرير». وقد اخترع
التلفزيون برامج المسابقات بكثافة وهي تحظى بدعم قوي من الشركات. عادة
يَصنعُ العمل الطويل الشهرة: غنت أم كلثوم سنوات طويلة قبل أن تصير مشهورة،
وكتب نجيب محفوظ سنوات أطول. الآن تُسرّع المسابقات صناعة النجوم. مسابقات
الاستعراض والغناء هي الأكثر فعالية. عيب هذه الشهرة أن نجومها يلمعون
بسرعة وينطفئون بسرعة. هكذا ظهر النجم الذي تفرزه المسابقات المتتابعة
والذي يستخدم لمرة (لو صح التعبير، أي «jetable»
أو
«disposable»).
وهو يكاد يجن حين تتوقف وسائل الإعلام عن متابعته.
وهذا التجديد مفيد للتلفزيون، وقد أدرك معدو الخطوط التحريرية في
القنوات الفضائية أن الناس تعبوا من أخبار الحروب، وهم يحتاجون للطراوة،
للحب والرقة. وهذا ما يجدونه لدى النجوم الحساسين. ودخلت شركات الاتصال على
الخط تطرح صور الفنانين مرفقة بأسئلة غبية مثل «مَن صاحب الصورة؟»، وتتم
الإجابة عن تلك الأسئلة برسائل نصية ثمنها مضاعف. هكذا يخضع النجم لقانون
السوق ويصير معجبوه زبائن يدفعون لإشباع شوقهم. وكلما دخل النجم السوق
وزادت أرباحه، فسِّر ذلك بأنه متفوق وموهوب يستحق «البريستيج». صارت الشهرة
تطابق الموهبة... بمعنى أن كل مغمور لا موهبة له.
غير أن لهذه الشهرة ثمنا، فالنجم نجح وصار قدوة بعد تحمله لمصاعب
الطريق الذي قاد للشهرة. وهي مصاعب تطلبت تدمير الصحة والحياة الشخصية.
فللحفاظ على قوامها، تؤخر النجمة الإنجاب لكي لا يتدلى بطنها. وتجري عشرات
عمليات التجميل ليتناسب أنفها مع معيار الجمال السائد. ويقال أن هيفاء
تطلقت بسبب «نجوميتها» داخل البيت... وبسبب هوس النجومية في العصور
الحديثة، صارت ولادة النجم عسيرة. فبما أن الأماكن على المنصة قليلة،
فالمنافسة شرسة للحصول على الموقع الأول. ليس في السماء قمران، وكذلك ليس
في عرض البطولة إلا دور واحد، سيحصل عليه الأفضل، الذي يدفع أقصى ما يستطيع
من لحمه وروحه. وعليه ليحتفظ بالنجومية أن يغذي المروية (Storytelling)
خاصته بشكل دوري: فكل شهر خبر جديد عن حبه وزواجه وإشاعة طلاقه
ثم عن طلاقه الفعلي وتفاصيل أخرى عن حياته بأفراحها وأتراحها. الشهرة هي أن
تمنع الناس من نسيانك، وتوفير ذلك ليس سهلا.
يدرك عشاق النجم أنه ضحى ليصبح شهيرا، وهم يتعاطفون معه من اجل
التضحية التي قدمها من أجلهم. لقد فعل ما لا يستطيعون، فهو معروف وهم
نكرات، هم عاديون وهو متميز. هم ناقصون بينما النجم كامل. هم عابرون بينما
هو دائم، فمن يشتهر يدوم، يخلد. والشهرة هي المرحلة العليا للسعادة والنجاح.
من يريد أن يكون عاديا ونكرة اليوم؟ لا أحد. وكل من يحصل على صورة أو
توقيع من نجمه المفضل يكون قد نال من قبس النجومية، وعبر من العادي إلى
الاستثنائي.
لتحقيق ذلك، يتزاحم المعجبون للمس يد شاروخان. يد النجم المطلق الذي
دافع عن الإسلام في فيلم «إسمي خان»، وهو ناجح نظرا لمميزات الوصفة التي
تقدمها الأفلام الهندية، رومانسية متخففة من لعنة أساتذة الشك، يتماهى فيها
المتفرج مع بطل الفيلم العاشق المنحدر من وسط فقير، ومع ذلك يحصل على أجمل
فتاة. وصفة تحقق العدل في آخر الفيلم. فالأشرار يُهزمون. وهذا يرضي تعطش
المتفرج للعدالة في واقع ظالم... يبدو أن وعيي النقدي هرب من خزانة الفندق.
وقبل أن يفسد بهجتي، فإليكم هذا التمرين في التفاهم والحب في الموعد
الغرامي الأول لأي شابين: يمثِّل الموقف النقدي من فيلم معين، إشارة
لمستقبل علاقة عاشقين يضربان أول موعد لهما في السينما. فإن اتفقا في
موقفهما من الفيلم، وفي تفسير أحداثه، فمستقبل العلاقة العاطفية سيكون
زاهرا!
السفير اللبنانية في
13/12/2012
أفلام الثورة...
الرغبة في التوثيق وتحقيق إيرادات
كتب الخبر: هند
موسى
شكلت ثورة 25 يناير محور أفلام اختلفت في طريقة تناولها الأحداث،
فبينما ركّز بعضها على أسباب قيامها وتداعياتها، اكتفى بعضها الآخر بتسليط
الضوء على الأحداث أو تناول يوم منها، وركزت فئة ثالثة على قضية معينة أدّت
إلى غليان الشارع.
ما الهدف من تقديم أفلام عن ثورة 25 يناير، وما الذي ينقصها لتحقيق
نجاح جماهيري؟
إضافة إلى إنتاجها الضعيف، يسيطر على الأفلام المصرية كافة التي
تتناول ثورة يناير غياب السيناريو المحدد لها، إلا أنها تختلف في نقاط عدة
أهمها العرض الجماهيري.
يعكس «صرخة نملة» حالة المواطنين في المناطق العشوائية عبر تصوير حياة
شاب يسكن فيها. أما «بعد الموقعة»، الذي يؤكد بطله باسم سمرة أنه لن يمحى
من ذاكرة المشاهدين، فيوثق «موقعة الجمل» التي راح ضحيتها شباب كثر وأساءت
إلى أهالي نزلة السمان واعتبرتهم بلطجية.
يضيف سمرة أن التصوير استغرق وقتاً طويلا لأن فريق العمل كان يصوّر
يوماً تلو آخر تبعاً لتطور الأحداث، ولم يتوافر سيناريو معين أو جدول محدد
بمواعيد التصوير.
أفلام كثيرة حول الثورة اقتصر عرضها على مهرجانات عربية ودولية ولم
تنل حظها في العرض الجماهيري، من بينها: «18 يوم» بطولة أحمد حلمي، هند
صبري، منى زكي، آسر ياسين ومجموعة من النجوم، ويتضمن عشرة أفلام قصيرة تطرح
قصصاً مختلفة عن الثورة التي استمرت 18 يوماً (25 يناير إلى 11 فبراير
عندما تنحى الرئيس مبارك عن الحكم).
كذلك ما زلنا في انتظار عرض «الشتا اللي فات» تجارياً، وقد أوضح مخرجه
ابراهيم البطوط أن ميدان التحرير كان سبباً في اجتماع الأبطال وقرارهم
تقديم عمل عن الثورة، لذا يحتوي على قصص حقيقية، مع إضافة درامية للأحداث
لتتماشى مع العرض السينمائي الذي يستمدّ روحه من الواقع ولا ينقله كما هو.
أفلام وثائقية
أنتجت أفلام وثائقية عن الثورة المصرية، من بينها «تحت السيطرة»
(إنتاج 2011) الذي تبدأ أحداثه في سنة سابقة للثورة في الإسكندرية، كما
يحدّد مخرجه هاني فوزي، من خلال عرض أحوال الطبقتين الفقيرة والمتوسطة
والأزمات الاجتماعية التي عصفت بهما وأدت إلى ثورة الشعب.
يضيف فوزي أن عبارة «تحت السيطرة» يرددها المسؤولون في الإعلام عند
سؤالهم عن الأحداث الجارية في البلد، للتأكيد على أن الوضع تحت السيطرة وكل
شيء هادئ، بينما الحقيقة عكس ذلك.
بدوره يرصد «عيون الحرية... شارع الموت» المعركة بين الشرطة والثوار
في شارع محمد محمود على مدى خمسة أيام، وقد جاء العنوان مركباً نظراً إلى
المصطلحات التي أطلقها الثوار على هذا الشارع، يوضح مؤلفه ومخرجه رمضان
سوني ويضيف: «بعدما تعرض البعض للإصابات وفقد البعض الآخر نظره أثناء
مطالبتهم بحقوقهم، في مقدمهم أحمد حرارة، أصبح معروفاً لديهم أن في هذا
المكان يفقد الأحرار عيونهم. أما «شارع الموت» فيرمز إلى شراسة المعركة
لدرجة أن ظلال الموت خيمت على هذا الشارع».
ويلفت سوني إلى أن «شارع محمد محمود هو صاحب الفضل في ما وصلنا
إليه الآن مهما اختلفنا أو اتفقنا على السُلطة الحاكمة».
يؤكد سوني أن مشاركته في التظاهرات أفادته في تغطية الأحداث وتصويرها،
فظهرت المشاهد حية، عدا اللقطة الأرشيفية المأخوذة للشهيد الذي أُلقيت جثته
في سلة القمامة، وأنه ركز على فكرة حقوق الإنسان من خلال تصوير حالات
إنسانية تعرضت لإصابات متنوعة خلال الثورة، أكثر من التركيز على معارك محمد
محمود.
سبق أن قدم سوني فيلماً عن الثورة بعنوان «18 يوم في مصر» ونال جوائز،
والآن يعكف على تقديم فيلم آخر بعنوان «بروفة ثورة» حول أحداث ما قبل ثورة
25 يناير، وكان يفترض أن تكون نهايته مع الانتخابات الرئاسية، لكن بعد
الأحداث الأخيرة قرر فريق العمل وضع النهاية قيد ما ستؤول إليه الأحداث،
باعتبار أن الثورة مستمرة، ولتوثيق التاريخ المصري لتتعرف الأجيال المقبلة
إليه.
عن رأيه في الأفلام الروائية والتسجيلية حول الثورة يقول: «تاجر بعضها
بالثورة واستغلها لتحقيق أرباح مادية، ولم يتمكن بعضها الآخر من الإمساك
بخيوطها بحكمة؛ فثمة أحداث مغلقة في الثورة على غرار تلك التي وقعت في شارع
محمود، وأخرى مفتوحة على غرار الثورة ذاتها، والنوع الثاني يصعب على البعض
عرضه بشكل كاف، لذا لا أعتبر أن هذه الأعمال تناولت الثورة كما يجب».
كذلك يرى سوني أن من الضروري مشاهدة الثورة بعيون السينمائيين الشباب
الذين شاركوا فيها لأنهم خير من يتحدث عنها، «فوجودهم أهم ما يميز ثورتنا
لأننا في الثورات الماضية اعتدنا غياب الفنان».
تقول مخرجة فيلم «صباح الخير يا مصر» سهيلة باتو إنها كانت تود عرض
الثورتين المصرية والتونسية في عمل واحد، لكن إحدى صديقاتها اقترحت عليها
عرض كل واحدة منهما بشكل منفرد. فحضرت إلى مصر ونزلت إلى ميدان التحرير
وتجولت في سيارة أجرة، حيث استطاعت أن تصوّر 18 يوماً في 26 ساعة فقط. تقول
في هذا المجال: «لا أحد يستطيع ذكر هذا الحدث من دون التوقف عنده. المهم أن
نتذكر كيف كانت البداية وشعورنا وقتها ومن كان عدونا»، وباقي المادة
الفيلمية ستستغلها في أعمال سينمائية مقبلة.
تضيف أن عدم توافر سيناريو مكتوب جعل العمل أكثر صعوبة لأنها لا تعرف
خطواتها المقبلة؛ فكانت تذهب يومياً إلى مواقع مختلفة من دون أن ترسم أي
نهاية، ما أضفى عفوية وتلقائية على الفيلم.
يُذكر أن مجموعة من الأفلام الثورية يتم التجهيز لها حاليا مثل
«الميدان» للمخرج مجدي أحمد علي، «شوارع الجنة» للمخرج خالد الحجر، «حظر
تجول» للمخرج سامح عبد العزيز.
نجاح متفاوت
يرى الناقد رفيق الصبان أنه رغم المجهود المبذول في الأفلام التي
تناولت ثورات الربيع العربي ومشاركتها في مهرجانات وحصولها على جوائز، إلا
أنها لم تحقق إيرادات عند عرضها في دور العرض، من بينها فيلم «بعد الموقعة»
ليسري نصر الله الذي رُفع بعد مرور أسبوع على عرضه لهذا السبب، ما جعل
صانعي السينما يتخوفون من إنتاج مثل هذه الأفلام.
يتوقع الصبّان أن يحقق «الشتا اللي فات» نجاحاً جماهيرياً في حال عرضه
لأنه يوازن بين العاطفة والواقعية والقومية، ويتضمن نسبة كبيرة من الصدق،
ويضيف: «هذه التجارب وغيرها أمام المنتجين وعليهم أن يختاروا الطريق الصحيح
لتوثيق الثورة وتحقيق الأرباح في آن».
الجريدة الكويتية في
14/12/2012 |