فرنسا بحاجة إلى الجزائر
كشف المخرج السينمائي الفرنسي، من أصول يونانية، كوستا غافراس، عن
خصوصية العلاقة التي تربطه بالجزائر، مشيرا إلى أنه تشرّف بإهدائها أول
جائزة أوسكار، بفضل الفيلم ''زاد''، الذي أنجزه عام 1969 وتبنّته الجزائر،
بينما رفضته باريس، مؤكّدا أن السينما هي مرآة عاكسة لأي بلد، وأن تطوّرها
مرتبط بوجود إرادة سياسية فعلية. معربا عن أسفه لتراجع السينما الجزائرية
في الآونة الأخيرة، بعد أن عرفت أوجّ عطائها خلال الستينيات والسبعينيات
وحتى الثمانينيات.
·
كيف تصفون علاقتكم بالجزائر،
وكيف بدأ التواصل؟
علاقاتي بالجزائر لم تنقطع أبدا، كان أول تواصل بيننا بفضل جاك
بيران. حينما شرعنا في إنتاج فيلم ''زاد''، حيث جمعنا الممثلين، وكنا نعاني
من نقص في الموارد المالية الضرورية، ولم يكن بالإمكان إنجازه في صقلية
بإيطاليا. وبينما كنا بصدد إلغائه، أشار علينا بيران بتصويره في الجزائر،
وسألني يومها هل تعرف الجزائر؟ وأجبت بالسلب. وحينما قمنا بزيارة الجزائر،
وتفقّدنا عديد الأحياء اكتشفت الشبه الكبير بينها وبين مدينة سالونيك
اليونانية، في عدة مناحي. قمت بعدها بتقديم سيناريو الفيلم لمحمد الصديق بن
يحيى، وأعتقد أنه تحدث عنه للرئيس هواري بومدين، حيث عاد إلينا حاملا
موافقة الجزائر على تصوير الفيلم، لكن دون أن تموّله مباشرة، فقط تضع
السلطات الجزائرية تحت تصرفنا الوسائل والفرق والممثلين. وقد سمح لي
التصوير بأن اكتشف الجزائر، بداية بساحة ''أودان'' التي قررت أن تكون أول
مشاهد الفيلم المصوّرة به، والتقيت يومها مع مدير الأمن، الهادي الخضيري،
لترتيب الأمر.
وقد حصلت معنا عدة مفارقات خلال التصوير، من بينها تداول عدد من
المسؤولين بصورة عادية على الموقع، من بينهم بن يحيى، حيث فاجأنا يوما
بحضوره إلى الموقع راجلا، دون حماية خاصة، فاستوقفه رجل الأمن الذي لم
يتعرف عليه، ومنعه من المرور، وحينما قال له أنا الوزير بن يحيى، رد عليه
وأنا الرئيس بومدين.. كان المسؤول يومها يأتي بصورة عادية.
·
هل قُدّم الفيلم في مسابقة جائزة
الأوسكار ''زاد'' على أنه جزائري؟
لقد عرضنا ذلك على الجزائر وقبلت دون تردد، بأن يوضع الفيلم
تحت الشارة الجزائرية، بعد أن رفضت فرنسا. كان الفرنسيون متحفظون على
الفيلم وفضلوا أن يشاركوا بأفلام أخرى لمانو شمعون وغيرها. قررنا خوض
المغامرة، رغم أننا كنا نعلم أن الأفلام التقدمية لا يستوعبها الأمريكيون
كثيرا، وبالتالي لا تثير اهتمامهم، ومع ذلك أكد لنا الموزع الأمريكي، بكل
ثقة، ''سننال أوسكار على الأقل، أنا واثق من ذلك''.
·
وهل حصل فعلا ما كان متوقعا؟
نعم بالتأكيد، بل حصلنا على جائزتين. بفضل هذا الفيلم تحصلت
الجزائر على أول جائزة ''أوسكار'' لها، والوحيدة إلى الآن. لقد أثير نقاش
حول من يمثل الفيلم، فخلال تقديم الجوائز طُلب مني الحضور، لكنني حرصت على
أن يكون التمثيل جزائريا، وتسلم يومها أحمد راشدي الأوسكار بحضور جزائري.
لقد نال الفيلم إعجاب كثيرين، لذا تحصل على أوسكار أفضل فيلم أجنبي وأفضل
تركيب.
·
هل انقطعت علاقتكم مع الجزائر أو
ظلت متواصلة؟
لم تنقطع علاقتي مع الجزائر أبدا، حتى بعد أن اضطربت وساءت
العلاقات بين باريس والجزائر على المستوى السياسي. كنت أردد دوما أن
الجزائريين أصدقائي وهم أحرار بأن يفعلوا ما يرونه مناسبا لهم، أنا أدعمهم
دائما، كما ظلت علاقاتي وثيقة بمخرجين وسينمائيين، من بينهم مهدي شارف الذي
قدم أعمالا سينمائية جميلة.
·
بصفتكم رئيسا على السينماتيك في
فرنسا كيف تنظرون إلى واقع السينما حاليا؟
بداية، أرى أن القاعات المغلقة أكثـر من القاعات الجديدة، ومع
ذلك هناك حركية بفعل التطور الحاصل في مجال السينما، وهو ما يدفع إلى
ارتفاع الإقبال عليها، ففي سنوات الثمانينيات كانت سينماتيك ''شاليون''
تستقطب ما بين 100 ألف إلى 120 ألف مشاهد، والآن، بعد تغيير الموقع، نسجّل
إقبالا أكبر بكثير، بـ400 ألف ووصلنا إلى 700 ألف متفرج، فالجيل الشاب يهوى
اكتشاف الأفلام على الشاشة الكبيرة. كان أحد الزملاء يقول لي دائما هذه
صورنا وواقعنا، ولهذا توجد السينما.. وأؤكد هنا أن السينما لا يمكن أن تكون
دون إرادة سياسية فعلية من الدولة. في فرنسا مثلا، يحرص القائمون على هذا
القطاع على أن تكون حصة الفيلم الفرنسي مهمة، إلى جانب الأمريكي، على عكس
دول أوروبية أخرى كثيرة، تشهد سيطرة الفيلم الأمريكي بنسبة تصل إلى 80
بالمائة، منها ألمانيا وإيطاليا.
·
هل هناك علاقة بين السينما وسمعة
الدول وصورتها بالخارج، على غرار ما قامت به كوريا وتركيا مثلا؟
بطبيعة الحال، يتعين على كل بلد أن يقدم صورته. وكان صديق
برازيلي يردّد دوما: كل دولة يجب أن تصيغ صورتها، لأن ذلك سيشكل ذاكرتها،
ولذلك أضحى للكوريين والأتراك صورة حسنة، لأنهم عمدوا إلى تطوير سينما تعكس
واقعهم، وأرى أنه يجب أن يكون لكل بلد سينما وطنية خاصة به، مع الانفتاح
على الآخر من خلال تبادل الثقافات المستمرة. لاحظت بعد وصولنا إلى الجزائر،
بعد ست سنوات من الاستقلال، وجود سينما قائمة، وكانت ناتجة عن إرادة سياسية
في تلك المرحلة. فقد تم إنتاج أعمال سينمائية كبيرة وافتكاك جوائز دولية.
وانتشرت هذه الأعمال عبر العالم، ثم فجأة تم التخلي عن السينما، وتراجعت
بصورة كبيرة للأسف، ربما كان ذلك بتأثير الوضع السائد، كما وجدنا، أيضا، أن
قاعات العرض أهملت. ونحن نعلم، يقينا، بأنه لا يمكن أن تتطور السينما دون
وجود قاعات عرض.
·
سيقوم الرئيس الفرنسي، فرانسوا
هولاند، بزيارة إلى الجزائر. ما هي الرسالة التي يمكن أن يوجهها مخرج ملتزم
تبناه الجزائريون، أيضا، للجانبين الجزائري والفرنسي؟
أنتظر من الزيارة أن تساهم في تطبيع العلاقات بين البلدين، وأن
تساهم في التقريب أكثـر بين الطرفين، ففرنسا بحاجة إلى الجزائر. أتمنى
ترسيخ مبادئ الصداقة وتطوير المبادلات على المستوى الاقتصادي، لكن أيضا
الإنساني.
يجب تجاوز الأمور، لا يجب أن ننسى، ولكن أن نضع جانبا الماضي القديم،
والتركيز على التفكير في الحاضر والمستقبل. أدرك تماما أن هناك قوى في
فرنسا تبحث عن نبش الماضي، والتعلق به من باب الحنين إليه وتكريس الكراهية
بين الطرفين، وهذا ما يجب وضع حد له. هناك العديد من الجزائريين الذين
يعيشون في فرنسا، والعكس أيضا صحيح، لذا يجب المضي قدما وجعل العلاقات
طبيعية، ثم لمَ لا نوثقها لتصبح أكثـر كثافة.
الخبر الجزائرية في
16/12/2012
نور الدين زرهوني ''نجم'' مهرجان الفيلم العربي
وهران: لحسن بوربيع
جلب الحفل الافتتاحي الذي احتضنته قاعة العروض الكبيرة بمركز
الاتفاقيات لسوناطراك، جمهورا غفيرا بقي عدد كبير منه في الشارع، مثلما صار
تقليدا في كل الطبعات السابقة لهذا المهرجان الذي قالت محافظته إن لجنة
اختيار الأفلام تلقت 117 طلب للمشاركة، رفضتها بمختلف الحجج الفنية
والزمنية وغيرها. وأضافت أن اللجنة ذاتها وضعت شرطا، ألا يكون عمر الفيلم
يتجاوز السنة، لاختياره في المسابقة الرسمية. لكن واقع الحال أن أفلاما من
بين الـ13 المدرجة في مسابقة الفيلم الطويل، فاق عمرها السنتين، ومنها ما
شارك في مهرجانات عديدة، على غرار ''الشوق'' للمخرج المصري خالد الحجر
و''الخروج إلى النهار'' للمخرجة المصرية هالة صدقي.
ومعروف أن مهرجان وهران للفيلم العربي، انطلق بفضل المشاركة المصرية
التي تعتبر الدولة العربية الأكثر إنتاجا في هذا المجال. وبعد أزمة ''أم
درمان''، تم تعويضها بالسينما السورية التي تعذر على نجومها الحضور هذه
السنة، بسبب ما يعانيه الشعب السوري هذه الأيام. ويبدو أن حبال التواصل بين
منظمي المهرجان وصناع السينما في مصر، تقطعت في هذه الطبعة السادسة، ولم
يستطيعوا استقدام من النجوم سوى رانية فريد شوقي، التي تعرضت للإهانة على
لسان منشطة الحفل الافتتاحي، عندما نادت عليها باسم غيرها، وطلبت من
''رانية '' الصعود إلى الخشبة. وقبل ذلك كان أعضاء العديد من الوفود
الأجنبية، قد غادروا القاعة قبل بداية الحفل، عندما وجدوا الأماكن المخصصة
لهم مشغولة من طرف أشخاص آخرين، رفضوا تحريرها لأنهم برلمانيون أو منتخبون
محليون. ومنهم من التصق بوزير الداخلية السابق نور الدين يزيد زرهوني
''الذي لا يمكن أن يجلس في غير المقاعد الأمامية''. وتميّز الحفل أيضا
بتخليه عن تقاليد مثل هذه المناسبات، والذي كان معمولا به في الطبعات
الخمسة السابقة، والمتمثل في تقديم عرض فني، حيث استهل ببث النشيط الوطني،
واقتصر البث على أربع مقاطع منه فقط لأسباب مازالت مبهمة. ليليه شريط من 40
دقيقة كاملة، يروي تاريخ السينما الجزائرية. لتنطلق بعدها منشطة الحفل في
''الخلط'' بين الأسماء، وكأنها نزلت من السماء مباشرة إلى قاعة مركز
الاتفاقيات لسوناطراك ودعمها في مهامها رئيس لجنة تحكيم الأفلام القصيرة،
عندما دعته للصعود إلى الخشبة لتقدمه للجمهور، فعندما طلبت منه أن ينادي
على زملائه في اللجنة، قال لها لا أعرفهم، أمام دهشة الجمهور.
وكان من المفروض أن يحظى الوزير الأسبق للثقافة والرئيس السابق للمجلس
الدستوري، بوعلام بسايح، بتكريم، إلا أنه لم يحضر إطلاقا إلى وهران وبقيت
شقيقته السيدة ربيعة بسايح موساوي، محافظة المهرجان ومديرة الثقافة لولاية
وهران، مرتبكة. كما بحث الناس بأنظارهم في ربوع القاعة عن المجاهدة وعضو
مجلس الأمة زهرة ظريف التي كررت منشطة الحفل اسمها عدة مرات من ضمن
المكرمين، إلا أنه لم يظهر لها أثر، وعوضتها الفنانة الكبيرة فريدة صابونجي،
واستلمت بدلها شهادة التكريم.
ومن كثرة ما نال من ''فكاهة'' في هذا الحفل، غادر الجمهور الغفير
القاعة في الظلام الذي سادها خلال بداية عرض الفيلم الافتتاحي للمخرج رشيد
بوشارب ''امرأة فقط'' والذي لم يتنقل هو الآخر مع فيلمه إلى وهران. وكثر
الضجيج والتعاليق في بهو مركز الاتفاقيات، في الوقت الذي بقي الرسميون
يتابعون وحدهم العرض.
هكذا بدأت الطبعة السادسة لمهرجان وهران للفيلم العربي، ولا أحد يعرف
كيف ستنتهي.
الخبر الجزائرية في
17/12/2012
افتتاح مهرجان وهران للفيلم العربي
دفء التكريمات أنسى الحضور برودة الحفل
وهران: جعفر بن صالح
أعلن، أول أمس، عن افتتاح الطبعة السادسة لمهرجان وهران للفيلم العربي،
بتكريم شقيقة الفقيد رشيد فارس ومخرج ''معركة الجزائر'' جيلو بونتيكورفو،
حيث تسلمت عنه التكريم أرملته سيمون، بالإضافة إلى المخرج روني فوتيي،
بينما اختير ''فقط كامرأة'' للمخرج العالمي رشيد بوشارب، فيلم الافتتاح
والذي تقمّصت فيه شافية بوذراع دور الأم.
اتسم
حفل افتتاح مهرجان وهران للفيلم العربي، مساء أول أمس، بالفتور بالنظر
لبرودة البرنامج المعد للطبعة السادسة، ولحسن الحظ أن دفء التكريمات التي
تخللتها دموع شقيقة الفقيد رشيد فارس وإطلالة سيمون أرملة مخرج ''معركة
الجزائر'' جيلو بونتيكورفو، عوضت جمهور قاعة مركز الاتفاقيات أحمد بن أحمد.
كانت الساعة تشير إلى السادسة مساء، عندما أخذ الفرسان أماكنهم، أمام مدخل
مركز الاتفاقيات، في مشهد اعتاد عليه مرتادو المهرجان، الذين توافدوا بقوة
لمشاهدة نجوم الفن السابع، يسيرون فوق البساط الأحمر، الممتد إلى غاية قاعة
العرض، تحت أضواء الكاميرات وآلات التصوير. وفي داخل القاعة عرف التنظيم
بعض الاختلالات، بعد أن تعذر على بعض الفنانين المدعوين العثور على مكان
للجلوس في الصفوف الأولى، من بينهم رانيا فريد شوقي وممثلون آخرون، وهي
الأماكن التي احتلها كالعادة أشخاص لا علاقة لهم بالحدث. تحت أعين مجسم ''الوهر
الذهبي''، رمز المهرجان، شرعت منشطة الحفل في دعوة محافظة المهرجان ربيعة
موساوي والرئيس الشرفي أحمد بجاوي ووالي وهران، للصعود تباعا فوق الخشبة
لإلقاء كلمة، قبل إعلان الافتتاح. ومقارنة بالطبعات السابقة، غاب الديوان
الوطني للثقافة والإعلام عن تحضير المهرجان، بعد الانتقادات التي وجّهت له
في الطبعة السابقة.
وحظي في الطبعة السادسة كل من المجاهدة زهرة ظريف بيطاط، رفقة رئيس المجلس
الدستوري الأسبق بوعلام بسايح شقيق محافظة المهرجان ربيعة موساوي بتكريم
خاص. كما شملت التكريمات عديد الوجوه الفنية، على غرار المخرجين روني فوتيي
والراحل جيلو بونتيكورفو، كما حظيت الفقيدة '' كلثوم'' وسيراط بومدين ورشيد
فارس بالتكريم. وكرّم المهرجان من الأحياء الإخوة محمد والحاج بن صالح
لمسارهما الطويل في خدمة السينما، والممثلة نورية قصدرلي التي تعذّر عليها
الحضور للمهرجان بسبب تقدمها في السن. وكعادتهما، خلال كل الطبعات السابقة،
برز كل من فريدة صابونجي وشافية بوذراع فوق الخشبة رفقة سعيد حلمي وحمزة
فغولي. وبعد تقديم أعضاء لجنة تحكيم الأفلام القصيرة التي يرأسها مؤنس خمار
وكذلك لجنة تحكيم الأفلام الطويلة، برئاسة الأستاذ الجامعي والباحث الحاج
ملياني، تم عرض فيلم الافتتاح ''فقط كامرأة'' للمخرج العالمي رشيد بوشارب
الذي تقمّصت فيه شافية بوذراع دور الأم.
مختصرات
حنا مينة يتسابق على ''الوهر الذهبي''
دخل الروائي السوري حنا مينة السباق من أجل افتكاك الجائزة الأولى، من خلال
قصته المقتبسة في فيلم ''الشراع والعاصفة'' للمخرج غسان شميط، في مدة 100
دقيقة، من بطولة وفيق يوسف وغسان شميط.
مرزاق علواش الحاضر الغائب
أثار غياب فيلم ''التائب'' لمرزاق علواش في المسابقة عدة تساؤلات بخصوص
إقصائه من المهرجان بسبب انتقاداته اللاذعة للنظام، لكن أحمد بجاوي اعترف
بكل احترافية بأن الفيلم ذو جودة فنية عالية، لكن علواش لم يبد رغبة في
المشاركة.
إذا حضر ''لعلوي'' غاب ''زبانة''
أدت مشاركة ياسين لعلوي في تنظيم المهرجان كمسؤول فني إلى عدم مشاركة فيلم
''زبانة'' في المسابقة لتفادي التأويلات، بحكم أن ياسين لعلوي هو مدير
مؤسسة ''ليث ميديا'' المنتجة للفيلم، الذي أخرجه سعيد ولد خليفة.
الخبر الجزائرية في
17/12/2012
غسان شميط في حوار مقتضب مع ''الخبر''
لا توجد مقاطعة عربية للفيلم لأننا عرضناه فقط على مهرجان
وهران
وهران: حاوره جعفر بن صالح
·
ما حقيقة ما يشاع عن مقاطعة
المهرجانات العربية لفيلم ''الشراع والعاصفة''؟
لا أساس لها من الصحة، لأننا ببساطة لم نعرض الفيلم على أي مهرجان كان
حتى يُرفض، وفضلنا عرضه بمهرجان وهران لأول مرة أمام الجمهور، بعد عرض أول
أمام النقاد في سوريا، لتعذّر عرض فيلم في الوقت الحالي بالقاعات في سوريا
بسبب الأحداث الجارية.
·
بخصوص ما يجري في سوريا، هل يمكن
إسقاط أحداث القصة المقتبسة من رواية حنا مينا على الوضعية الحالية؟
الفيلم لا علاقة له بما يحدث، لأننا شرعنا في التصوير قبل اندلاع
الأحداث، وحتى قصة حنا مينا التي كتبها منذ 35 سنة، تحاكي واقعا آخر يعود
للحرب العالمية الثانية.
·
كيف استطعت إقناع الكاتب الكبير
حنا مينا حتى يسمح لك باقتباس روايته في عمل سينمائي؟
هذا صحيح.. لأن الكاتب تلقى عدة عروض من مخرجين أرادوا تحويل القصة
إلى عمل سينمائي، لكن في النهاية منحني موافقته لتجسيد ''الشراع والعاصفة''
في عمل سينمائي.
الخبر الجزائرية في
18/12/2012
عرض فيلم ''الشراع والعاصفة''
الفاجعة السورية تلقي بظلالها أمام الجمهور
وهران: جعفر بن صالح
استهل مهرجان وهران للفيلم العربي، أول أيامه، بالعرض الأول للفيلم
السوري ''الشراع والعاصفة''، سيناريو غسان شميط ووفيق يوسف، مقتبس عن قصة
للكاتب السوري الكبير حنا مينا، ويعتبر فيلما استشرافيا لما تعرفه سوريا
اليوم من أحداث، رغم أنه صوّر قبل انطلاقها.
تدور أحداث الفيلم بميناء اللاذقية بسوريا على وقع أحداث الحرب
العالمية الثانية وانتظار السكان قدوم ''الحاج علي'' (هتلر)، لتخليصهم من
الاستعمار القديم فرنسا والإنجليز وأذنابهم الممثلين في رؤساء المخفر
والميناء. لكن الجدير بالذكر، أن المخرج نجح في تصوير مشهد العاصفة الذي تم
بأوكرانيا. وتضمن الفيلم مشاهد رائعة للبحر والأسواق الشعبية، وبرزت عبقرية
حنا مينا من خلال الحوارات الجيدة. وفضّل غسان شميط ترك نهاية فيلم
''الشراع والعاصفة'' (100 دقيقة) مفتوحة، لكن جملة ''هكذا الرياس ولا
بلاها''، للإشادة بشجاعة البطل جهاد سعد في دور ''الأطروسي''، في مواجهة
العاصفة والتغلب عليها، تحمل في ثناياها أكثر من دلالة، على الواقع الحالي
في سوريا والصراعات الجارية بين نظام الأسد والجيش الحر، رغم تأكيد المخرج
بأن أحداث قصة الكاتب الكبير حنا منيا لا علاقة لها بما يحدث حاليا في
سوريا. حجة من الصعب تجرعها، عندما نعلم أن وزارة الثقافة موّلت إنجاز
الفيلم الذي كلف 800 ألف دولار. يبقى المهم أن مخرج ''الطحين الأسود''
وأفلام أخرى، رسا ''بشراعه'' على شاطئ وهران، للمشاركة في مهرجان الفيلم
العربي واستعادة أنفاسه بعد ''عاصفة'' المقاطعة غير المعلنة للسينما
السورية من طرف المهرجانات العربية، وهو ما فنّده المخرج قائلا: ''وهران
أول عرض للفيلم أمام الجمهور، ولم نحاول المشاركة في أي مهرجان آخر''.
ج. ب
أكد المخرج غسان شميط أن فيلم ''الشراع والعاصفة'' يعرض لأول مرة في
الجزائر، بعد عرض أول أمام النقاد في سوريا، مشيرا إلى أن قصة الفيلم لا
علاقة لها بما يحدث الآن في سوريا، لأنه شرع في التصوير قبل اندلاع الأحداث.
الخبر الجزائرية في
18/12/2012
المخرجة سهيلة باتو:
«صباح الخير يا مصر»أعطاني الشرعية المصرية
كتب الخبر: هند
موسى
مخرجة جزائرية النشأة، عربية الهوى، جذبتها ثورة
25 يناير للمشاركة فيها، فجاءت وقررت توثيقها في فيلم يعبر عن معاناة الشعب
المصري في ثورته على النظام، معتبرة أنه كان تحدياً شخصياً لها من خلال
التغلب على الخوف وتنفيذ مهمتها الصعبة في الميدان. إنها الكاتبة الصحافية
والمخرجة سهيلة باتو التي شاركت بفيلم «صباح الخير يا مصر» في الدورة الـ
35 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي. عن أسباب تقديمها له وشعورها
كجزائرية بالرغبة في توثيق ال...
·
لماذا اخترت «صباح الخير يا مصر»
عنواناً للفيلم؟
أردت من خلاله بث روح التفاؤل على المشاهدين بأن
ثمة صباحاً مليئاً بالخير سيأتي على الشعب المصري كله، وإن كنت أفضل أن
يكون اسمه «سلمية»، لأني رأيت الثوار يحاولون تفادي الاصطدام بقدر المستطاع
مستعينين بإرادة التغيير، وأردت أن أؤكد أن اتهامهم بأنهم بلطجية كانت في
حوزتهم أسلحة أو ارتكبوا أعمالاً تخريبية ادعاء ليس له أي أساس من الصحة.
لكن فريق العمل أجمع على أن الاسم الأول أكثر جذباً للجمهور.
·
كيف جاءت لك فكرته؟
كنت في البداية أريد تصوير مقتطفات من الثورة
المصرية والتونسية ومزجهما معاً، لكن اقترحت عليّ إحدى صديقاتي الاكتفاء
بتصوير أحداث مصر ثم السفر إلى تونس، وعرض كل منهما بشكل منفرد.
·
لماذا اخترت يوم 28 يناير ليكون
موضوعاً لفيلمك؟
صوّرت 18 يوماً من الثورة في 26 ساعة، لكني اكتفيت
بهذا اليوم لأنه في رأيي نقطة انطلاقة الثورة المصرية، فلا أحد يستطيع ذكر
هذا الحدث من دون التوقف عنده، وباقي المادة سأستغلها في أعمال فنية مقبلة.
المهم أن نتذكر كيف كانت البداية وماذا كان شعورنا وقتها ومن كان عدونا.
·
يكون السيناريو عادة في الأفلام
الوثائقية مكتوباً، إلى أي مدى تمكنت من العمل في ظل غيابه؟
كان الأمر صعباً، خصوصاً أنني لا أعلم الخطوات
المقبلة، فأذهب يومياً إلى مواقع مختلفة ولا أدري النهاية. لكني أعتقد أن
هذا الأمر قد أضفى عفوية وتلقائية على العمل.
·
كيف استطعت الانتقال من مكان إلى
آخر للتصوير؟
كنت على علاقة ببعض الشباب الذين ينزلون إلى
الميدان يومياً فيأخذونني معهم، لكن بعد انقطاع شبكات المحمول فقدنا بعضنا،
ولحسن الحظ قابلت سائق تاكسي وطنياً ساعدني في الذهاب إلى الأماكن التي
سمعت من الناس بأنها مليئة بالتظاهرات.
·
لماذا صورت داخل مكتب قناة
«الجزيرة»؟
لأنني كنت أسمع من بعض الثوار أن هذه القناة تعمل
ليلاً نهاراً ضد مصلحة البلد، فرغبت في دخولها للتعرف إلى الأجواء فيها
وعندما ذهبت إليهم رحبوا بي وشاهدت معهم أحد بيانات الرئاسة وسجلت ذلك
وعرضته ضمن أحداث الفيلم.
·
ما أكثر شيء أثر فيك أثناء
التصوير؟
شعارات المصريين، تحديدا «يا عسكري قول الحق أنت
مصري ولا لاء»، بمعنى أنا مصري مثلك لا أريد الاصطدام بك ولكنني فقط أريد
حقي، وهذا ما يبين تحضر المواطن المصري وجبروت السُلطة. كذلك تأثرت
بالأطفال الذين كانوا يصابون ويعودون مجدداً إلى ميدان التحرير، ولا أنسى
الشاب الذي أعطاني «خرطوشة» منتهية الصلاحية قائلاً: ألهذا الحد المواطن
المصري رخيص.
·
كيف كان شعورك كجزائرية توثق
الثورة المصرية؟
وسط الأحداث الملتهبة، ينسى الفرد من هو وما
جنسيته ومن أين أتى وماذا يفعل في حياته، فقد وجدت أفراداً لهم حقوق وحريات
لم يحصلوا عليها ويريدونها. هنا دفعتني عاطفتي نحو المشاركة الإيجابية،
فضلاً عن أنه لا خلاف على أن مصر ساعدت العرب كلهم في تشكيل خيالهم
بثقافتها وفنها، وهذا أمر يُشعرهم بأنهم جزء منها، لذا يشرفني توثيق الثورة
المصرية.
·
هل خطر في بالك أثناء التصوير
أنك تسجلين حدثاً مهماً في تاريخ مصر؟
كنت متأكدة من ذلك لأنني رأيت في عيون نساء ورجال
حلماً بالتغيير تقوده إرادة مصرية، والآن أيضاً ليس لدي أي شك في أننا سنصل
إلى ما نريد، وأقول نحن لأنني اعتبر ذاتي مصرية، وأرى أن «صباح الخير يا
مصر» أعطاني الشرعية المصرية، لذا كثيراً ما أنزل إلى الميدان وأشارك في
التظاهرات لأعبر عن رأيي.
·
ما الصعوبات التي واجهتِها خلال
التصوير؟
محاولة بعض الأشخاص منعي من التصوير لمعرفة الجهة
التي تمولني، كذلك القنابل المسيلة للدموع التي كانت تمنعني من الرؤية.
·
عُرض الفيلم في أكثر من دولة
عربية، ما الاختلاف بين ردود الأفعال المصرية والعربية؟
وجدت في الخارج انبهارا بالجانب السلمي، فمنذ عام
2001 أصبح معروفاً أن المسلم عنيف. ولكن عندما شاهدوا مشهد رش المتظاهرين
بالمياه أثناء صلاتهم اندهشوا من هذا الظلم، وأظن أنها إحدى أفضل الصور
التي أهدتها مصر للأمة الإسلامية، خصوصاً ونحن نعيش عصر حرب الصورة، فهي
مشهد سينمائي جميل ومتكامل إلى أقصى درجة؛ صلاة على كوبري أسفله النيل
وفوقه حمام يطير، بل إنه إذا عُرض ضمن أحداث فيلم سينمائي لأنصرف عنه
المشاهدون بحجة مبالغته. عندما شاهدت هذا الحدث مباشرة رددت: «سبحانك...
سبحانك». لا يستطيع أي مخرج عرض ذلك إلا ربنا المخرج الكبير.
·
هل تتوقعين نجاحه جماهيرياً إذا
تم عرضه في السينما؟
لا؛ لأن الجمهور في الوقت الحالي غير مؤهل نفسياً
لمشاهدة ما يعيشه في الشارع المصري في قاعات السينما. لكن أعتقد أنه بعدما
تهدأ الأوضاع يمكن أن يحدث هذا الإقبال ليتذكر الناس الأحداث، وهو يفيد
المصريين المقيمين في الخارج. فعندما عرضته على المصريين الموجودين في
الجزائر والذين تابعوا الثورة فقط عبر النشرات الإخبارية، خرجوا متأثرين
وقالوا لي إنهم شعروا كما لو كانوا عاشوا هذه الثورة.
·
هل هذه هي التجربة الإخراجية
الأولى لك؟
هي الأولى في أفلام الحروب، لكن سبق وقدمت أعمالاً
سينمائية كثيرة، من بينها بورتريه عن المخرج العالمي يوسف شاهين وآخر عن
الفنانة الراحلة وردة لأنهما كانا همزة الوصل بين البلدين الجزائر ومصر.
كذلك قدمت أعمالاً تلفزيونية من بينها تجربة «سيت كوم». إلا أن هذا الفيلم
هو اختياري ونابع عن رغبة شخصية في التوثيق، بغض النظر عن توقيت عرضه
والعائد من ورائه، فالأهم هو أن يكون في تاريخي الفني تقديمي له.
الجريدة الكويتية في
17/12/2012
بعد تدخلها في بعض السيناريوهات ورفضها البعض الآخر
متى سترفع الرقابة يدها عن الإبداع؟
كتب الخبر: أمين
خيرالله
بين الرقيب والمبدع علاقة تشبه علاقة القط والفأر، فكثيراً ما تحدث
مشادات واتهامات متبادلة على صفحات الجرائد وعبر المواقع الإخبارية
والقنوات الفضائية، يتهم المبدع عبرها الرقيب بمحاربة الفن والتدخل في كل
صغيرة وكبيرة، فيما يتّهم الرقيب المبدع باختراق المحاذير في مقدمها
التابوهات الثلاثة (السياسة، الدين، الجنس).
بعدما رفض جهاز الرقابة على المصنفات الفنية سيناريو فيلم «شمس التلت»
أولى بطولاته السينمائية المطلقة، ندّد الفنان الشاب أحمد فلوكس بهذا الرفض
الذي برره جهاز الرقابة بتضمن السيناريو مشاهد جنسية وإيحاءات لفظية لا
يمكن تمريرها ولا يجوز عرضها أمام الجمهور.
يؤكد فلوكس أن هذه التبريرات غير صحيحة وأن الفيلم يتضمن مشاهد غير
فجة وشبيهة بالأعمال التي قُدمت في ثمانينيات القرن الماضي وتسعينياته، وهو
من تأليف مجموعة من الشباب كوّنوا في ما بينهم ورشة سيناريو، ويدركون جيداً
ما يمكن تقديمه من دون ابتذال أو إسفاف، وبدلاً من أن يشجعهم الرقيب ويأخذ
بيديهم رفض العمل شكلاً ومضموناً.
يهاجم فلوكس تعنّت جهاز الرقابة إزاء الأعمال التي يقدمها الشباب
وتحمل فكرة جديدة يمكن أن تغيّر مسار السينما المصرية، موضحاً أن مؤسسات
الدولة ما زالت تفكر بالطريقة القديمة نفسها التي عفا عنها الزمن.
تدخل في التفاصيل
يوضح المؤلف والسيناريست أيمن سلامة ألا صحة لما أثير حول رفض الرقابة
لفيلمه «ضد الشريعة» الذي تغيّر اسمه إلى «زواية انحراف»، وأنه قرأ هذه
الأخبار عبر وسائل الإعلام، مشيراً إلى أن الموضوع لم يتعدَّ كونه مشروع
فيلم نوقش داخل الغرف المغلقة ولم يتقدم به إلى الرقابة على المصنفات
الفنية، كاشفاً أنه فوجئ بتسريب أخبار أن الرقابة رفضته لتضمنه مشاهد زنا
محرم.
بعدما وافقت الرقابة على فيلمه «تحت النقاب»، أعلن المخرج والسيناريست
هاني جرجس فوزي أنه سيعيد كتابته لأنه خرج من يد الرقباء مهلهلاً، بعدما
طالبوا بحذف مشاهد وتغيير خط سير العمل من الأساس، موضحاً أن الرقابة عندما
تجيز أحد الأعمال فإنها تتدخل في تفاصيل كثيرة بالتالي يحتاج إلى إعادة
الكتابة.
يضيف: «رغم تشددها وتدخلها في معظم الأعمال، إلا أن الرقابة شهدت في
السنوات الأخيرة تحسناً بعدما ترأسها سيد خطاب وهي تعمل بمبدأ «المساواة في
الظلم عدل»، مشيراً إلى أن علي أبو شادي (الرئيس الأسبق للجهاز) كان يكيل
بمكيالين ويمرر أفلاماً لأشخاص معينين ويرفض أفلاماً لآخرين.
يرحب هاني جرجس فوزي بالرقيب الجديد عبد الستار فتحي، مؤكداً أنه
عندما كان يعمل مديراً عاماً للجهاز كان يتفهم مشاكل المبدعين ويتحدث مع
باقي الرقباء كوسيط لحل المشاكل المعقّدة والتوصّل إلى حلول لتمرير الفيلم،
باعتبار أنه في الأصل مبدع وفنان وسيناريست معروف.
مهام الرقابة
يرى المخرج محمد خان الذي طالب مراراً وتكراراً بإلغاء جهاز الرقابة
على المصنفات الفنية، أن السينما المصرية أسيرة قيود تحدّ من انطلاقها
لتحقيق نجاحات، لا سيما أن قانون الرقابة المصري ينصّ في أحد بنوده:
«الحفاظ على الآداب العامة والنظام ومصالح الدولة العليا»، وهي مصطلحات
مطاطة تفتح باب التأويلات من قبل الرقباء الذين لا يصحّ أن يكونوا مفتشين
لضمير الفنان أو رقباء على إبداعه.
يضيف خان أن أهم الأفلام المصرية التي حصلت على جوائز عالمية منعتها
الرقابة من العرض في الصالات المصرية، كذلك منعت الأفلام التي تناقش قضايا
التعذيب والفساد السياسي والاقتصادي ومشاكل العشوائيات الحقيقية وأمراض
المجتمع، تحت مظلة الحفاظ على مصالح الدولة العليا، «وهو السبب الذي أوصلنا
إلى مرحلة التدهور الفني الذي نعيش فيه حالياً»، حسب تعبيره.
بدورها تحدد الناقدة خيرية البشلاوي المهام التي يجب أن يلتزم بها
الرقيب وهي التصنيف الفني للأعمال وليس منع عرضها، مشيرة إلى أنه في الدول
الغربية المتقدمة سينمائياً لا يمكن للرقيب أن يمنع أي فيلم من العرض بل
يصنّفه حسب السن، لافتة إلى أن الفن المصري مسؤول ولا داعي لعمل رقابة عليه.
تضيف البشلاوي أن الأعمال الهابطة لا تلقى إقبالا لأنها تنتهي ذاتياً
حتى وإن حققت إيرادات في بادئ الأمر. من هنا ترى أن «الجمهور هو الذي يحكم
على العمل، ويشكل جمهور الأفلام الهابطة نسبة صغيرة من رواد دور العرض.
لدينا أعمال كثيرة كل عام، وإذا حسبنا نسبة متابعة الجمهور الأعمال الهابطة
سنجدها غير مؤثرة، ما يعني أن جمهور الأعمال الجيدة والأفلام الأجنبية
الراقية كبير».
وجهة نظر فنية
يؤكد الرئيس الجديد لجهاز الرقابة على المصنفات الفنية عبد الستار
فتحي أنه فتح الملفات والسيناريوهات المحفوظة في الأدراج المغلقة وأجاز ما
أمكن إجازته، موضحاً أنه يحكم على الأعمال من وجهة نظر فنية، خصوصاً أن ثمة
أفلاماً معطلة منذ سنوات من دون سبب واضح أو عائق فني يستلزم ذلك.
يضيف: «أعدت النظر في أفلام «الاستغُماية» تأليف محمد الدريني، «هابي
فلانتاين» إخراج منال الصيفي، «الخروج» لهشام العيسوي، «قلب واحد» لهاني
سامي، التي رفضت منذ حوالي ثلاثة أعوام، وبدأت الاتصال بصانيعها لتمرير ما
يمكن تمريره منها وحل المشاكل المعقدة التي تعوق البعض الآخر». أما بالنسبة
إلى فيلم «شمس التلت» فيؤكد أن «شركة السبكي المسؤولة عن إنتاجه سحبته
وتقدمت بسيناريو آخر، ولولا ذلك لكنا تحدثنا سوياً وتوصلنا إلى حل فوري».
يوضح فتحي أن المصنفات جهاز غير تابع لأي تيار سياسي أو فصيل سواء
ديني أو علماني أو ليبرالي، «لدينا قوانين وأسس وقيم مجتمعية وفنية نعمل من
خلالها»، كاشفاً أنه يفكر في الدعوة لمؤتمر عام يحضره فنانون ومبدعون
وإعلاميون لعمل ميثاق شرف إلى أن تتم إجازة الدستور المصري الجديد. كذلك
يتمنى تغيير المسمى الوظيفي للرقيب، بعدما أصبح هذا الاسم سيئ السمعة
ويقترن عند المبدعين والجمهور بالجلاد.
يتعهد فتحي بأنه سيكون دافعاً ومحفزاً للفن وليس عائقاً في طريقه،
وأنه على استعداد للموافقة على أي عمل، مهما كانت فكرته، لأن الموضوعات
كافة قابلة للنقاش والتفاوض ما دامت معالجتها الدرامية جيدة.
الجريدة الكويتية في
17/12/2012
فنانو مصر:
نرفض «دستور الإخوان» والتسلط والدكتاتورية
كتب الخبر: فايزة
هنداوي
يرفض الفنانون في مصر الاستفتاء على الدستور متهمين الرئيس محمد مرسي
بالدكتاتورية والتسلط والعمل على إرضاء جماعة الإخوان المسلمين، فضلاً عن
التنصّل من تعهداته التي أطلقها خلال حملته الانتخابية للفوز برئاسة
الجمهورية. وبما أنهم جزء من الشعب فهم يستمدون قوتهم منه ويعلنون موقفهم
وبالفم الملآن وأكثر من ذلك يطالبون بإسقاط نظام الإخوان.
يوضح الممثل خالد أبو النجا أن الدستور المصري الجديد غير شرعي لعدم
توافق الشعب المصري عليه، مشيراً إلى أن الرئيس محمد مرسي تجاهل رفض الشارع
المصري الإعلان الدستوري والدستور، وأصرّ على الاستفتاء متنصلا من وعده
بعدم إجراء الاستفتاء في حال لم يتوافق عليه الجميع، «لذا فقد مرسي شرعيته
بإصدار القرارات الأخيرة التي لم يحترم فيها الشرعية ولا الدستور»، على حد
تعبيره.
يرى المخرج خالد يوسف بدوره أن محمد مرسي هو رئيس لجماعته فحسب، «من
هنا إصراره على استكمال وضع الدستور رغم انسحاب التيارات المدنية من
الجمعية التأسيسية»، مطالباً بضرورة إسقاط النظام الذي يعتبره استكمالا
لنظام مبارك، ولا علاقة له بثورة 25 يناير التي قامت لأجل الحرية
والديمقراطية والعدالة.
جمع الأعداء
«ثمة هوايات متعددة من بينها جمع الطوابع والعملات القديمة فيما هواية
الإخوان جمع الأعداء»، يقول المخرج داود عبد السيد، لافتاً إلى أن إصرار
مرسي على إجراء الاستفتاء على الدستور الذي رفضه الشعب هو خطوة نحو
الاستبداد والسيطرة والديكتاتورية التي تنتهجها جماعة «الإخوان المسلمين».
بدوره يستغرب النجم نور الشريف قرارات مرسي التي تهدف إلى إرضاء
الإخوان فحسب، وتراجعه عن وعوده التي أطلقها خلال مرحلة ترشحه للانتخابات،
مثل وجود نائب قبطي ونائب من شباب الثورة ونائب امرأة، إلى جانب حديثه عن
حق الشعب في الثورة عليه. كذلك يحذر الشريف من خطورة الاستفتاء على
الدستور الذي رفضته القوى المدنية الحريصة على مستقبل مصر وأمنها.
أما منة شلبي فتلفت إلى أن طرح الدستور للاستفتاء قسّم مصر بين معارض
ومؤيد، وتسبب ببحر من الدماء، مشيرة إلى أن الجمعية التأسيسية للدستور قدمت
للمصريين دستوراً يلائم أفكار جماعة «الإخوان المسلمين» ولا يناسب المصريين
الذين رفضوا الجمعية التأسيسية، لذا انسحبت منها القوى المدنية، وأن مرسي
يحقق أهداف الجماعة ورغباتها.
استبداد وديكتاتورية
تلاحظ هالة صدقي أن مرسي أصبح رئيساً للإخوان فحسب، ويعمل على تمكينهم
من السلطة في مصر بمزيد من الاستبداد والدكتاتورية والانقلاب على وعوده
السابقة، والإصرار على طرح مشروع الدستور للاستفتاء رغم علمه أن المصريين
يرفضونه بعدما انسحبت القوى المدنية من الجمعية التأسيسية.
أما الممثل عمرو واكد فيؤكد على ضرورة «عدم تكرار الخطأ الذي وقعنا
فيه عند موافقتنا على إجراء الاستفتاء على التعديلات الدستورية بعد ثورة 25
يناير، وكانت أحد الأسباب للانقلاب على الثورة. لذلك لا بد من رفض
الاستفتاء هذه المرة، لأنه على دستور يرضي فصيل واحد من المجتمع هو
«الإخوان المسلمين»، وضعه إسلاميون بعد انسحاب التيارات المدنية من الجمعية
التأسيسية}.
«الأسلوب الذي يستخدمه مرسي في فرض الدستور بالقوة سيؤدي بالبلاد إلى
فوضى عارمة»، تذكر إلهام شاهين، مشيرة إلى أن مصر تعيش أسوأ فتراتها
الاقتصادية بسبب التخوف من سيطرة تيارات ظلامية على المجتمع. وتتساءل: «كيف
يطرح الرئيس مرسي مشروع الدستور للاستفتاء رغم خلو الجمعية التأسيسية التي
وضعته من أساتذة في القانون من التيارات المدنية إلا إذا كان يهتم بجماعته
فحسب وليس بالشعب المصري؟».
دستور الإخوان
يرى الدكتور محمد العدل أن مرسي يسطر نهايته بالإصرار على الاستفتاء
على دستور يرفضه الشعب المصري، مؤكداً أنه لن يشارك فيه كي لا يعطيه شرعية،
«لأن الإخوان سيزوّرونه لتكون النتيجة نعم ويفرضونه علينا، وهو ما سيرفضه
الشعب المصري بكل قوته».
كذلك يرفض مجدي أحمد علي «هذا الاستفتاء الذي جاء على دماء المصريين
التي أريقت أمام قصر الاتحادية، وتعامل الرئيس مرسي وجماعته بمنطق البلطجة
وفرض أفكارهم بالقوة.»
يرفض خالد صالح أيضاً هذا الاستفتاء «لأنه محاولة لإعادة الشعب المصري
إلى عصور الاستبداد والديكتاتورية التي ثار الشعب المصري للقضاء عليها»،
حسب تعبيره. وتشاركه أنوشكا رفض هذا الاستفتاء لأنه تجاهل قطاعات واسعة من
الشعب من بينها: المسيحيون والقوى المدنية التي انسحبت من الجمعية
التأسيسية.
أخيراً، ترى تيسير فهمي أن الطريق الوحيد الذي يفيد المصريين الآن هو
التخلص من محمد مرسي وإسقاط النظام الذي يحاول فرض الدستور بالقوة، «ففي
حال تمرير هذا الدستور ستدخل مصر عهد الظلام والإرهاب»، على حدّ تعبيرها.
الجريدة الكويتية في
17/12/2012 |