يرى الناقد د. وليد سيف أن الأفلام التي عُرضت خلال عام 2012 لم تكن
على المستوى المطلوب وتفتقد أمورا عدة، مما جعل عملية اختيار الأفضل منها
صعبة، مؤكداً أن السينما لم تشهد هذا الهبوط سابقاً في السنوات الماضية،
وهو ما ترتب عليه ضعف الإيرادات. حول تقييمه لهذه الأفلام وأبرز النجوم
الذين شاركوا فيها كان اللقاء التالي.
·
ما تقييمك لمستوى الأفلام التي
تم عرضها العام الماضي؟
للأسف، المستوى العام في حالة هبوط، وشهدت المواسم كافة أفلاماً
ضعيفة، والجيد منها قليل وتتخلله مشاكل كثيرة على مستوى الأفكار ولغة
السينما.
·
وهل كانت كثرة عدد الأفلام
المعروضة في صالح السينما؟
على العكس. من بين 29 فيلماً تم عرضها في 2012 لا أجد فيلماً يصلح
للفوز كأحسن فيلم؛ فقد وصلني اليوم خطاب من «جمعية الفيلم» لترشيح سبعة
أفلام لتدخل في المسابقة الرسمية ووجدت صعوبة في هذا الأمر، وهي السنة
الأولى التي أشعر فيها بذلك؛ فالمعروف عني أنني متفائل وأشجع الأفلام
والفنانين الذين يستحقون ذلك، لذا سيُحجب الكثير من الأفلام لعدم توافر
فيلم كامل العناصر.
·
وما الأفلام التي كانت دون
المستوى؟
لم تكن أفلاماً ولكن فضائح من بينها «جيم أوفر»، و{مستر آند ميسز عويس»،
و{على واحدة ونص»، فجميعها أفلام صعبة ومشاهدتها مهمة شاقة.
·
وفي توقعاتك ما الأفلام التي
ستفوز في الاستفتاءات؟
«بعد الموقعة» و{ساعة ونص» رغم أنني أرى الأخير فاشلاً لأن القيمين على
فكرته لديهم فكرة مغلوطة عن الفن والإيقاع؛ فقد فكروا في جمع 10 نجوم في
عمل واحد وتطعيمه بجرعة من الحزن الذي يبكي المشاهدين، ثم 20 نجماً إلى أن
وصلوا إلى 30 نجماً. لا يُدار الفن بهذه الطريقة، يضاف إلى ذلك أن البعض
يظن أنه كلما زادت سرعة الإيقاع تأثر الناس رغم أن هذا الإيقاع له سرعات
معينة، وتكون النهاية خروج المشاهد منه جاهلاً بالأحداث وارتباطاتها.
·
ومن النجوم الذين نجحوا في سينما
2012؟
على المستوى الجماهيري محمد رمضان؛ شئنا أم أبينا نجح رمضان في تحقيق
أعلى إيرادات من خلال فيلمه «عبده موتة» الذي يليه فيلم «المصلحة» لبطليه
أحمد السقا وأحمد عز، ما يدل على نجاح فيلم رمضان وتصاعد أسهمه كنجم رغم
عدم نجاح فيلمه السابق «الألماني»، ما يشير إلى أنه نجح عندما تم توظيفه في
عمل جيد. كذلك أرى في طارق الإبياري مشروع نجم كوميدي له مستقبل، وأتوقع أن
يكون إياد نصار من خلال فيلمه الأخير «مصور قتيل» أحد الأوراق الرابحة في
العام الجديد لأنه ممثل قوي، يعيش الشخصية وله أداء تمثيلي متقدم بعيداً عن
المسرحي المبالغ فيه، وهذا الفيلم سيكون بداية انطلاقة كبيرة له وسيتقدم
فنياً.
·
ومن الفنانون الذين أخفقوا؟
مصدوم في أحمد عيد رغم أنني متحيز له بشكل كبير؛ فقد رأيته في تظاهرات
التحرير يُضرب ويُسحل ويتعرض للإهانة وسط الناس رغم كونه نجماً كبيراً، فهو
إنسانياً من النجوم الذين يعتبرون مثلاً فريداً للفنان الثائر. ولكن ما
فعله إنسانياً لم يحققه فنياً؛ ففيلم «حظ سعيد» يسيء إلى الثورة ولم يعرضها
كما يجب ويتضمن مغالطات كثيرة تؤكد أن الصانعين لم يفهموا الأحداث.
·
وكيف وجدت مشاركة كبار النجوم في
العام الماضي؟
لن يخلو أي موسم سينمائي من عودة الكبار؛ منذ أعوام رجع أحمد رمزي ثم
محمود عبد العزيز، ولا أرى في مشاركة محمود ياسين في فيلم «جدو حبيبي»
ظاهرة تستحق الانتباه، كذلك سميحة أيوب فهي لم تكن نجمة سينما في يوم من
الأيام.
·
وكيف وجدت الإنتاج السينمائي؟
ثمة تقدم في الإنتاج التلفزيوني على حساب السينما، بل إنه يزداد في
شهر رمضان حيث وجدنا 70 مسلسلا. عموماً، التقدم ليس في الكم فحسب إنما
أيضاً في أجور نجوم السينما الذين انتقلوا إلى الفيديو، فضلاً عن تكلفة
الانتقال والسفر وبناء الديكورات، ولأنني سافرت إلى دول عدة اكتشفت أنه لا
توجد دولة تقدم هذا المستوى الإنتاجي وفنها ضعيف. حتى الدراما لا نجد إلا
مسلسلات قليلة نجحت.
·
وما أبرز الظواهر التي لفتت
انتباهك؟
خروج مجموعة من الأفلام «المخزنة في العلب» للعرض في ظل الكساد
الاقتصادي وقلة الأفلام المعروضة مثل «لمح البصر» الذي عُرض في مهرجان
الإسكندرية عام 2009 وطُرح مع نهاية العام الماضي، و{بنطلون جولييت» وهو
مشروع تخرج بطله طارق الإبياري، إلى جانب احتكار آل السبكي لمعظم أفلام
الموسم، ما يجعلنا نسأل أين نجوم زمن الفن الجميل والسينما الجماهيرية،
وأين أصبح المنتجون القدامى ليساعدوا السينما في الخروج من هذه المرحلة؟
·
ماذا عن السينما المستقلة؟
في الحقيقة، لم نرَ إلا نسبة ضئيلة منها رغم أنها تواجدت الأعوام
الماضية بكثرة وكان لها الفضل في تقديم أفلام جماهيرية وتجارية جيدة.
·
في رأيك ما هو الحل لمواجهة هذه
الأزمات التي تمر بها السينما؟
البطولات الجماعية والضغط على الفنانين لتخفيض أجورهم، فهل يُعقل أن
يكون أجر الممثل 13 مليون في فيلم ميزانيته 15 مليون.
·
وما أسباب انخفاض الإيرادات؟
لا نملك في مصر مقياساً صحيحاً للإيرادات؛ الشركات لا تصرح بالمعلومات
الحقيقية وغرفة صناعة السينما تتكتمها. ولكن لا شك في أن دور العرض شهدت
إقبالاً ضعيفاً ملحوظاً على الأفلام بسبب حالة المشاهد العربي النفسية
والاقتصادية السيئة، وربما يرجع السبب أيضاً إلى ضعف مستواها، ولا يمكن
اعتبار نجاح «عبده موتة» حالة عامة ولكنها استثنائية تكمن أسباب نجاحه في
داخلها؛ فالبطل ليس بلطجياً ولا شخصاً عشوائياً، والفيلم مقدم بدرجة عالية
من النضج بعيداً عن الأحياء الشعبية، ولغة الحوار فيه تستحق التحية
والسيناريو أيضاً. بغض النظر عن المشاهد التي استفزت البعض عند عرض الإعلان.
·
هل كان لغياب أحمد مكي وأحمد
حلمي تأثير على هذه الإيرادات؟
بالطبع لأنهما نجما الصف الأول في السينما ومعهما عادل إمام، بالتالي
كان غيابهما مؤثراً، فرغم أن «المصلحة» كان الفيلم الذي جمع أكبر عدد من
نجوم الشباك إلا أن حضور هؤلاء لم يغط غياب الآخرين.
·
ماذا عن نشاط سلسلة «آفاق
السينما» التي تشرف عليها؟
توليت منصبي فيها كرئيس تحرير منذ أشهر قليلة، وأستكمل فيها مشوار
زملائي أحمد الحضري وكمال رمزي اللذين عملا فيها قبلي، وهي سلسلة نصف شهرية.
·
وما أبرز خططك فيها؟
ألغيت بعض الشروط الموجودة في السلسلة منها أن تكون مقصورة على
المصريين، وفتحت المجال للكتّاب العرب مثل قيص الزبيدي من الأردن وحسن
الحداد من البحرين، كذلك أرفض أن تكون الكتب خاصة بالسينما المصرية فحسب
لذا وسعت النطاق لتشمل السينما في العالم كله، وأصدرنا بالفعل كتاب
«السينما كما رأيتها» للكاتب والناقد رفيق الصبان الذي اختزل سنوات
سينمائية في رؤية حساسة وثاقبة. كذلك طالبت بإجراء دراسة بين السيناريو
والفيلم قبل نشره؛ فالسيناريو هو رسالة موجهة إلى المخرج لا الجمهور.
فجر يوم جديد: مخرج يعشق التمرد
كتب الخبر:
مجدي الطيب
هل يرضخ المبدع السينمائي لضغوط المتلقي ويُقدم قطعته الفنية» بناء
على طلب الجمهور» أم يمضي في طريقه، ويتشبث بوجهة نظره ورؤيته الشخصية،
ويقدم ما يحلو له حتى لو كانت النتيجة صادمة أو محكوماً عليها بالفشل
الجماهيري؟
خيري بشارة مخرج يعشق التمرد، ويُصر على أن يكون مختلفاً، لذا فاجأ
الجميع في الدورة التاسعة لمهرجان دبي السينمائي الدولي (9ـ 16 ديسمبر
2012) بفيلم روائي طويل يعود به إلى جمهوره ومحبي سينماه بعد 11 سنة من
الغياب، يحمل عنواناً غير مألوف هو «موندوغ»، الذي يعني في ترجمته الحرفية
«كلب القمر»، لكنه يعني حسب المعنى الذي يرتاح له بشارة «صعاليك الشوارع»،
وهي الصفة التي تنطبق بدرجة كبيرة على المخرج نفسه، الذي يحلو له أن يُسمي
نفسه «صعلوكاً، بمعناها الإيجابي.
لا يكتفي «بشارة» بالعنوان الصادم، الذي ترك للجمهور فك طلاسمه، وإنما
قدم فيلماً ناطقاً بالإنكليزية، وهو ما فسره لي في المؤتمر الصحافي، الذي
أعقب عرض الفيلم بأنه يكرس «الغربة» التي عاشها أثناء زيارته للولايات
المتحدة الأميركية، وفي شطحة من شطحاته المعتادة، يتخيل أنه استيقظ ذات
صباح ليجد نفسه «كلباً»، وطوال مشاهد الفيلم ترك العنان لمشاعره ليتحدث عن
عائلته، وأشياء داخل عالمه الخاص وخارجه، والمعنى من وراء وجوده في الحياة،
وتعمد أن يُشرك المشاهد في فك طلاسمه، ويربط الأحداث مع بعضها البعض.
«موندوغ»
ليس فيلماً ينتمي إلى السيرة الذاتية بالشكل الذي اعتدناه، لكنه «فيلم حر»
يصنعه المبدع من دون أن يتقيد بالقواعد والمسلمات التي تفرض عليه أن يصنع
قطعته الفنية حسب الأسس المتعارف عليها، فبدا وكأنه يحاكي طريقة الفنان
التشكيلي في إبداع اللوحة الفنية التي تتضح ملامحها مع كل ضربة ريشة
لمبدعها، الذي لا يُخطط مُسبقاً لما يفعله، ولا يملك إجابة بالتالي لسؤال
يُطالبه بتفسير السبب وراء اختيارهذا اللون أو ذاك.
في إطار هذه «الفوضى الخلاقة» لم يلتزم «بشارة» بقواعد زمنية من أي
نوع، وبدأ تصوير الفيلم عام 2000 وأنهاه عام 2011، وساعده على هذا أن
الفيلم من إنتاجه وبطولته مع أفراد عائلته (ابنه وابنته وزوجته وشقيقته
التي تعيش في أميركا)، وخلط في الأحداث بين ما هو ذاتي (وضع عائلته في
أميركا)، وما له علاقة بالخيال، ونظرته الفلسفية التي تفرز مسارات عدة
يحددها «الكلب» الذي يتنقل بين العالمين. في هذا السياق المتمرد، قام خيري
بشارة أثناء التصوير بتجريب أنواع مختلفة من كاميرات الفيديو، من بينها
الحديث والقديم والضعيف والجيد، مما منح الفيلم خصوصية وبريقاً لا يمكن
تجاهلهما، فالكاميرا الضعيفة أضفت طابعاً أرشيفياً بينما منحت الكاميرات
المتطورة حداثة على الفيلم، الذي تأرجح بين الواقع والخيال، وقدم رؤية
طازجة للشارع الأميركي، ووظف ببراعة أغاني فرق الأندرغراوند»، وبين ما جرى
في مصر أثناء الثورة التي لم يشهدها بشارة بل سمع عنها وهو في أميركا،
وبادر بتقديم التحية إلى الشباب الذين قاموا بها، وأعرب عن إيمانه
بالانتصار على الذين سرقوها.
أراد خيري بشارة، من خلال فيلمه «المجنون» و»الشبابي» جداً، وفي تجربة
متطورة كثيرة مقارنة بفيلميه «كابوريا» و»أيس كريم في جليم»، أن يبتكر
علاقة جدلية مع المشاهد، يدعوه خلالها إلى تأمل الحياة وماهية الوجود،
ويحفز ملكاته في التفكير مثلما يُثري خياله، ولم يأبه مُطلقاً بالقواعد
التي ينبغي أن يلتزم بها المخرج، وراعاها هو نفسه في فيلميه «يوم مر ويوم
حلو» و»أميركا شيكا بيكا». كذلك تحرر من كل القيود التي يمكن أن تُكبله،
وحلق في عوالم عدة تاركاً لنفسه العنان في التطرق إليها من دون حساب.
بالطبع سيدفع خيري بشارة ثمن تجربته، التي تجسد التمرد في أبهى صوره،
وسيجد صعوبة كبيرة في عرض الفيلم تجارياً، حتى لو لجأ إلى ترجمته إلى
العربية، حيث سيواجه تمرداً من نوع آخر من الجمهور، الذي سيقابل التجربة
بانصراف وربما غضب، لكن يكفيه أنه صنع في النهاية الفيلم الذي يريد ويتمنى،
وحقق السينما التي تحمل قبساً من روحه وجنونه، ووضع قواعد جديدة للسينما
الذاتية كما يراها، بعدما تحدث عن أفكاره وهواجسه بالشكل الذي يحلو له،
وعبر عن رؤيته للحياة وفلسفته في التمتع بها، وإن بدا من المؤكد أنه سيدفع
الثمن وحده يوم يجد نفسه مستمتعاً بمشاهدة الفيلم هو وعائلته... فقط.
مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية...
دعم الشباب وجائزة «أبو ضيف» لأفلام الحريات
كتب الخبر: فايزة
هنداوي
بين 15 و24 مارس المقبل تنطلق فعاليات الدورة الثانية لـ «مهرجان
الأقصر للسينما الإفريقية» بمشاركة 18 فيلماً من دول إفريقية مختلفة.
اللافت أن المهرجان يخصص جائزة باسم الحسيني أبو ضيف، شهيد أحداث
الاتحادية، لأفضل فيلم يتمحور حول الحريات.
أوضح رئيس «مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية» سيد فؤاد أن الطريقة
الوحيدة للتغلب على المتشددين تكمن في إقامة فعاليات فنية وثقافية، مضيفًا
أن خروج المهرجان إلى النور رافقته صعوبات في التحضير، خصوصًا في المفاوضات
مع وزارة الثقافة، وأكد أن الفن والثقافة لا بد من أن يكون لهما حق في
موازنة الدولة لأنهما لا يقلان أهمية عن الخبز، «إذا كانت الثقافة مكلفة،
فإن غيابها مكلف أكثر»، على حدّ تعبيره.
كذلك كشف أن المهرجان سيكرم شخصيات سينمائية مصرية وإفريقية ساهمت في
إثراء السينما من بينها: يسرا، الناقد سمير فريد، المخرج المالي سيايمان
سيسية، ومخرجة الرسوم المتحركة شويكار خليفة.
بدوره قال عضو لجنة المشاهدة أحمد رشوان إن اللجنة شاهدت 350 فيلمًا
من الدول الإفريقية كافة، اختارت منها 18 فيلمًا للمشاركة في المسابقة
الرسمية من بينها «الخروج للنهار» للمخرجة المصرية هالة لطفي الذي نال
جوائز في مهرجانات دولية.
أشار سفير إثيوبيا في مصر محمود دردير غيدي إلى أن بلاده تشارك بثلاثة
أفلام، يرصد أحدها التحديات والصعوبات التي تواجه المرأة في المجتمعات
الإفريقية لتحقيق ذاتها.
تضم لجنة تحكيم الأفلام الطويلة: ليلى علوي، المخرجة مفيدة تلالي
(تونس)، المخرج يسري نصر الله، أومي تندور (السنغال)، الناقد بيتر روفريك
(جنوب إفريقيا)، خالد الصاوي وكاملة أبو ذكري.
فضيحة
أكد الناقد سمير فريد أن هذا المهرجان ينهي فضيحة عدم عرض أي فيلم
إفريقي على شاشات السينما أو التلفزيون المصري، مشيرًا إلى أن السينما
الإفريقية تطورت بشكل سريع رغم أنها لم تنطلق إلا مع سنوات التحرر في
الخمسينيات، وقدمت مخرجين مهمين إضافة إلى مخرجي المهجر الذين سيشاركون
أيضًا.
بدورها أبدت يسرا سعادتها لتكريمها في هذا المهرجان في وقت يسعى فيه
المتشددون إلى تكميم الأفواه والقضاء على الفن المصري. من جهتها أعربت
لبلبة عن تقديرها للقيمين على المهرجان لأنهم أهدوه إلى روح المخرج الراحل
عاطف الطيب الذي تعتبره أحد أهم مخرجي مصر، وقدمت معه «ضد الحكومة» مع أحمد
زكي و»ليلة ساخنة» مع نور الشريف.
أما المخرج خالد يوسف فاعترف بأنه أخطأ مع زملائه من الفنانين عندما
ابتعدوا عن الفن وانخرطوا في الثورة والأحداث السياسية بهدف حسم الصراع
السياسي لصالح الثورة، مشيرًا إلى أن الفن أحد أهم الأدوات التي قد تحسم
هذا الصراع لأنه من القوى الناعمة ولأن الصراع ليس سياسيًا فحسب، بل حضاري
ضد قوى التخلف والرجعية التي انتشرت في المجتمع.
أضاف يوسف أن الفنانين أدركوا أهمية عمق مصر الإفريقي سواء على
المستوى التاريخي أو الجغرافي أو المستقبلي، إلا أن النظام السابق أهمل هذا
الجانب، وهو ما يجب تداركه اليوم.
دعم الشباب
أعلنت مديرة المهرجان الفنية عزة الحسيني أن الأيام الثلاثة الأولى من
المهرجان ستشهد مؤتمرًا لصانعي السينما الإفريقية هدفه إيجاد صندوق لدعم
سينما الشباب.
بدوره رأى حسن الرداد أن هذا المهرجان يأتي في إطار الرد على الأصوات
التي تسيء إلى الفن المصري وتحاول القضاء عليه، مرحبًا بوجود مسابقة للرسوم
المتحركة.
أما رئيس قطاع الإنتاج الثقافي في وزارة الثقافة خالد عبد الجليل،
فأوضح أن دور الوزارة ليس الإنتاج الثقافي إنما دعمه من دون أي تدخل فيه،
كي لا تكون المهرجانات تحت مقصلة أي نظام.
أضاف: «لا بد من أن تكون وزارة الثقافة ملكًا للمثقفين والمبدعين وليس
ملكًا للدولة، وعلى المثقفين التعامل كأن الوزارة ملك لهم. المسؤولون إلى
زوال وستبقى الثقافة، ولن يستطيع أي فصيل سياسي تهميشها وستكون لمصر
الجديدة ثقافة جيدة».
أخيرًا، اعتبرت جيهان فاضل أن الحرية أعظم مطالب الإنسان وحق لا يجب
انتزاعه، مضيفة أن الثقافة بالنسبة إلى الفنان ليست رفاهية، لذلك ستخصص
الدورة الثانية من المهرجان مساحة لأفلام الحريات.
الجريدة الكويتية في
18/01/2013
يتنافس فيها حلمي وصالح وعز ويغلب عليها مفارقات الكوميديا
«مصر
تحتاج للضحك».. شعار 4 أفلام في إجازة منتصف العام الدراسي
القاهرة: سها الشرقاوي
«مصر تحتاج للضحك».. شعار اتفقت عليه ضمنيا أربعة أفلام تستقبلها دور
العرض السينمائي المصري لموسم نصف العام ويغلب على هذه الأعمال الطابع
الكوميدي، بجانب فيلمين تم طرحهما خلال الفترة الماضية، هما «سبوبة» و«حفلة
منتصف الليل» ولم يحققا الإيرادات المرجوة. بدأ الموسم بعرض الفيلم
الكوميدي «على جثتي» للفنان أحمد حلمي، ويدور العمل في إطار كوميدي ويعرض
الفيلم بـ150 نسخة في قاعات العرض كما يعرض في الدول العربية. وتعتبر أفلام
حلمي «الحصان الرابح» لدور العرض السينمائي، نظرا لتحقيقها إيرادات كبيرة،
حيث يتميز بذكاء في اختيارات توليفة العمل، بداية من فكرة الفيلم والفريق
الذي يشاركه وأيضا طبيعة الشخصية.
يظهر حلمي في فيلم «على جثتي» في هذا العمل بشارب ونظارة سوداء، حيث
يجسد شخصية رءوف مهندس الديكور البخيل الذي يقرر في يوم أن يعطي للعاملين
بمعرضه مكافأة مالية وعندما يخرج يتعرض لحادث ويقال إنه مات، لكنه ينجو
بصعوبة، وتظل حياته معلقة، وفي شكل مفارقات كوميدية موجعة، ليعرف رأي أهله
وحبيبته وأصدقائه فيه، وبالفعل يفاجأ بأن الجميع كان يكرهه، ويتهمونه
بالبخل، ويكتشف أخطاءه ويعود في نهاية الفيلم. شارك حلمي في العمل الفنانة
غادة عادل وحسن حسني وإخراج محمد بكير، وتأليف تامر إبراهيم.
ويشهد الموسم عرض فيلم «فبراير الأسود» الذي تم تأجيله أكثر من مرة،
ومقرر عرضه الأسبوع المقبل، بعدد نسخ 50 نسخة، وهو من بطولة خالد صالح
وطارق عبد العزيز وسليمان عيد وميار الغيطي، وضيوف الشرف أحمد زاهر، ومن
تأليف وإخراج محمد أمين الذي قدم من قبل أفلام «ليلة سقوط بغداد» و«فيلم
ثقافي» و«بنتين من مصر». وتدور أحداث الفيلم بشكل كوميدي حول دور وقيمة
العلم والعلماء وتجاهل الوطن لهم.
ويجسد خالد صالح شخصية مختلفة عن أدواره السابقة، حيث يلعب دور عالم
ذرة يعمل بالخارج ويأتي إلى مصر ليفاجأ بإساءة الدولة التعامل مع العلماء،
مقارنة بأميركا التي كانت تهتم بهم، إلا أنه عندما يكتشف أن الأمل انتهى في
مصر يقول جملته الشهيرة «إن أي حديث عن الأمل في مصر وقاحة».
ويدخل المنافسة بعد أيام قليلة الفنان أحمد عز بفيلم «الحفلة» والذي
يجسد فيه دور شريف الذي يعمل في مجال البورصة وتختفي زوجته أثناء دخولها
أحد المحال التجارية، فيقرر أن يبلغ الشرطة، وفي إطار من الإثارة يبدأ في
البحث عن زوجته مع الضابط المكلف وتتوالى الأحداث في مصادفات يغلب عليها
روح الفانتازيا. تشارك عز العمل السورية جومانة مراد وروبي وأحمد السعدني
ودينا الشربيني، والفيلم من تأليف وائل عبد الله، وإخراج أحمد علاء.
وفي نفس التوقيت يعرض فيلم «كلبي دليلي» والذي يظهر خلاله سامح حسين
في دور ضابط صعيدي غبي، يعيش في مجتمع منغلق، حتى يتم نقله إلى المنتجع
السياحي مارينا فتحدث له صدمة، حيث يواجه العلاقات المفتوحة، ويقع في حب
بنت ويكون كلبها هو الطريق الوحيد إلى قلبها، فينشغل بتربيته. الطريف أن
اسم الفيلم يتقاطع بشكل كوميدي مع أغنية «أنا قلبي دليلي» للمطربة الشهيرة
ليلى مراد. يشارك في الفيلم المطربة مي كساب، وأحمد زاهر، وعزت أبو عوف،
ومن تأليف سيد السبكي، وإخراج إسماعيل فاروق.
وحول «اللطشة» الكوميدية التي تلعب عليها هذه الأفلام وتوقعات إقبال
الجمهور على دور العرض في ظل العديد من الأحداث المؤلمة التي تعيشها
البلاد، أعرب المنتج والموزع محمد حسن رمزي عن عدم تفاؤله بتحقيق موسم
منتصف العام أي إيرادات على الرغم من وجود نجوم من الصف الأول، مؤكدا
لـ«الشرق الأوسط» أن الأحداث السياسية المتلاحقة التي يعيشها الجمهور بشكل
يومي أصابته بالاكتئاب، وأضاف أنه على الرغم من جرعة الكوميديا في هذه
الأفلام فإن المواطن لا يهتم بالترفيه، بل يبحث عن لقمة العيش، مضيفا أن
قطاع السينما في انحدار منذ أكثر من عامين بل انهيار تام، وسخر رمزي من
كثرة ظهور السياسيين على شاشات التلفاز ووجه لهم نصيحة أن يحلوا محل
الفنانين بالظهور في الأعمال السينمائية.
وخالف رمزي في الرأي هاني رشاد المدير التنفيذي لشركة إنتاج «الماسة»،
وقال إنه يتوقع تحقيق إيرادات لموسم منتصف العام، ويساعد على ذلك وجود نجوم
الصف الأول وأيضا روح الكوميديا التي تسود هذه الأفلام.
وأكد رشاد أن السينما في تقدم وأعطى مثلا بدور عرض «المجموعة الفنية
المتحدة»، مشيرا إلى أن عدد روادها بلغ خلال العام الماضي 4 ملايين و800
ألف بزيادة 200 ألف عن عام 2010. وأضاف رشاد أن السينما لم تتأثر بالأحداث
السياسية بالسلب إلا تأثيرا قليلا، موضحا أن السينما هي الوحيدة متنفس
الجمهور، مدللا على ذلك بأنه في ظل اشتعال الأحداث حقق فيلم «عبده موته»
إيرادات كبيرة.
الشرق الأوسط في
18/01/2013
أسامة الشاذلي يكتب :
عندما تشاهد فيلماً وتصرخ
"السينما
مستمرة"
- أباء الجميع يموتون....
- ليس أبي
الأب مريض بسرطان الدم، وعلى وشك الموت، يرغب في أن يتولى غيره حياة
أفضل لابنته على أرضه وهي ترفض أن تتركه وحيدا....الابنة عمرها 5 سنوات.
****
عاصفة ضارية تهاجم الأكواخ الخشبية التي يسكنها أهل "حوض الاستحمام" ،
الصغيرة تخاف، فيخرج الاب ليطلق الرصاص على السحب، ليثبت لابنته أن الإنسان
أكثر قوة حتى من الطبيعة.
****
الكل مجتمعون يحتفلون بصيد جديد من أسراب الكابوريا، يطالب الأب
صغيرته أن تكسر الكابوريا بيدها العارية، تكسرها وتصرخ مستنفرة عضلاتها،
الكل يرقص في سعادة وعيون الأب لامعة في فخر.
****
تخوض الصغيرة بصحبة رفيقاتها غمار البحر، لينقلهم قارب إلى سفينة،
تقابل فيها من تشبه والدتها، تحلم بالبقاء ترفض المرأة في ظل المدنية
الحديثة تحمل مسئوليتها، تعود الإبنة لوالدها بعد أن تكسر حاجز الخوف
وتواجه حيوانات مخاوفها الوحشية التي تطيعها وتنسحب، ليموت الأب فخوراً.
*****
هذا ليس فيلماً تقليدياً، بل هو واقع شديد السحرية والجمال، يستعرض
فيه المخرج بين زيلتين الحياة في لويزيانا بايو التي أوشكت على أن تكون
مغمورة تحت الماء بالكامل بسبب ذوبان القمم الجليدية والسد المقلم بمعرفة
الحكومة، حيث يعتبر الفيلم هؤلاء البشر المتمسكين بديارهم وعاداتهم
وتقاليدهم البدائية التي لم تلوثها الحضارة المدنية مثل تلك الوحوش البرية
التي انقرضت منذ ألاف السنين، حيث تعاملهم الحكومة بنفس الطريقة وتحاول
تهجيرهم وتسكينهم في معسكرات يرفضونها ويهربون.
الخط الدرامي في الفيلم جديد للغاية لا يعتمد على السرد التقليدي، بل
أسرف المخرج أيضاً في اللقطات المتحركة والغائمة غير الواضحة ليزيد ارتباك
المتفرج أمام بكارة الحياة التي تنتهكها المدينة.
نجح المخرج في صناعة فيلم عظيم بميزانية لم تتجاوز 2 مليون دولار، فقط
لأنه لم يصنع سينما بل دون الحياة على الشاشة.
*****
الافلام التي تجبرك على تشغيل عقلك، والبحث داخل كل مشاهدها عن جديد
يشكل وعيك بالفيلم ككل، قليلة، كذلك تماماً تلك الأفلام التي تصلح لأكثر من
نوع من التلقي، تستطيع أن تخرج من الفيلم بغير ما خرج به جارك على المقعد
المجاور، ستتفقان فقط ان الفيلم مدهش، وأن الطفلة (Quvenzhané Wallis ) ذات السنوات الخمس ممثلة موهوبة للغاية، لذلك لن تندهش من ترشيحها
لأوسكار أحسن ممثلة لأنها تستحق.
الفيلم ككل عبارة عن مجموعة من المشاعر والخيالات التي تعبر عن براءة
الإنسانية وعدوان المدنية عليها، الذي يؤدي إلى خروج الإنسان من الجنة من
اجل لاشيء، كذلك تلك العلاقة الحميمة شديدة الدفء بين الأب وابنته، التي
يتمناها ملكة متوجة على المدينة الغارقة، ويحلم بأن تعمر لـ100 عام، بينما
تغضب منه هي أحيانا وتكرهه، لكنها تهرع لإحضار دوائه بمجرد انحسار الماء.
فيلم (Beasts Of The Southern Wild) ثورة في عالم السينما العالمية، تكسر العديد من القواعد، وكأننا
نشاهد واقعاً حقيقياً في برامج الواقع، بأداء يرقى للحقيقة دون بريق
التمثيل، فيلم يجعلنا نحتفظ بالأمل أن "السينما مستمرة"، لن تهزمها سطوة
رأس المال، ولا فقر الخيال.
البداية المصرية في
18/01/2013
جود لو: حان وقت الإعجاب بأدواري لا بشكلي
الياس توما/ براغ:
ظهر الممثل البريطاني الشهير جود لو في فيلم آنا كارنينا المقتبس عن
رواية الكاتب الروسي الكبير ليو تولستوي بشكل مغاير لمعظم الأدوار التي
شارك فيها في السابق حيث لم يلعب دور الشاب الجميل الذي يثير إعجاب النساء
وإنما دور الرجل العجوز البيروقراطي كارنين الذي تخونه زوجته غير انه قام
بهذا الدور بشكل رائع.
أكد الممثل البريطاني جود لو أن الوقت قد حان كي يتم الإعجاب به بسبب
الأدوار التي يقوم بها في مختلف الأفلام وليس بسبب شكله مشيرا إلى أن
سعادته كبيرة كانت بإسناد دور البيروقراطي العجوز كارنين إلى جانب الممثلة
كييرا نايتلي في فيلم آنا كارنين لأنه مكنه من إظهار موهبته دون الاستناد
إلى موضوع جاذبيته الشخصية.
ويضيف انه سعيد الآن بأنه تخلص أخيرا من صورة الشاب الجميل المتورط في
العديد من القضايا الغرامية التي كانت تلاحقه أي هذه الصورة منذ فترة طويلة
مشيرا إلى أن الدورين الذين جسدهما مؤخرا لشخصيتي كارنين ودوم همنغواي ليس
لهما أي علاقة بالشاب الجميل المثير للإعجاب بل على العكس من ذلك.
ويوضح بان شخصية كارنين معاكسة تماما لما سبق له أن مثله في الأفلام
وانه كان من الممتع بحث جوانب رجل لم يسبق له أن مثل شخصية مشابهة له مشيرا
إلى أن المشهد الذي يظهره وهو يتحضر لممارسة الحب مع زوجته آنا على سبيل
المثال كان على الأرجح من أكثر الأدوار انعداما للجاذبية الجنسية يمكن خلقه.
ويضيف بأنه ظهر بشكل بشع أيضا في شخصية دوم همنفواي حيث توجب علبه
زيادة وزنه وتصفيف شعره بشكل ملتصق ووضع قناع على وجه لإظهار جرح عليه
مؤكدا انه يريد القيام بمثل هذه الأدوار ليس فقط لأنها مختلفة عن أدواره
السابقة وإنما أيضا لأنها تمنحه شعورا كبيرا بالارتياح كما أنها حسب رأيه
هي أيضا اقرب إلى الفن.
الفن يصحبه منذ المدرسة الابتدائية
يؤكد النقاد أن لا احد يستطيع التشكيك بموهبة جود لو فهو منذ صغره
يقوم بالتمثيل وقد أصبح وهو في المدرسة الابتدائية عضوا في المسرح الوطني
للشباب وقام في السابعة عشرة من عمره بتمثيل أول فيلم تلفزيوني له وهو "
خياط من غلوسيستر " كما حصل على دور في المسلسل البريطاني العائلات.
وعلى الرغم من أن ذلك لم يشكل منعطفا هاما في حياته إلا انه ساعده في
التقدم على طريق التمثيل الذي قرر السير فيه بعد أن تخلي عن الدراسة وهو في
المرحلة المتوسطة غير انه عاد إلى التمثيل في المسرح بعد 14 شهرا حيث اثبت
حضورا متميزا أوصله إلى خشبات المسارح في ايطاليا ولندن ونيويورك.
نجم في السابعة والعشرين
تحول جود لو إلى نجم سينمائي معروف عندما كان عمره 27 عاما بعد أن أدى
دور رجل البلاي بوي في فيلم الرعب " السيد الموهوب ريبلي " الذي أنجز في
عام 1999 حيث رشح عن أدائه لهذا الدور لنيل جائزة الاوسكار كما تم اختياره
من بين أجمل الناس في العالم في استطلاع أجرته مجلة " الناس " الاجتماعية.
وقد لفت الأنظار إليه بعد ذلك بشكل كبير من خلال مختلف الأفلام التي
شارك فيها مثل فيلم ذكاء اصطناعي وفيلم جبل بارد وفيلم العدو على الأبواب
وفيلم عطلة....
ويقول المخرج كينيث برانغ عن جود بأنه ممثل رائع بحجم كبير داعيا إلى
تذكر بعض أدواره الكبيرة التي قام بها مثل دور قناص روسي في فيلم العدو
وراء الأبواب ودور الإنسان الاصطناعي في فيلم الذكاء الاصطناعي.
ولا ينفي جود انه كان بالامكان أن يحقق أشياء أكثر مما حققه الآن في
التمثيل لو انه منذ فترة شبابه اهتم بشكل اكبر باختيار أدواره قائلا " لقد
عملت بشكل مستمر غير أنني لم أولي الاهتمام الكافي للاتجاه الذي كانت تسير
عليه تسير حرفيتي وارتقائي المهني " معترفا أن الأمر الرئيسي بالنسبة له
أنذلك كان إعاشة العائلة الكبيرة وان التمثيل كان بالنسبة له آنذاك عملا
قبل أي شيء أخر.
مساعدة الدول النامية
يقول المقربون من جود بأنه كريم جدا وانه يساعد بنشاط العديد من
المنظمات التي تساعد المحتاجين ومنها على سبيل المثال مشروع للدول النامية
يحمل عنوان " لنحول الجوع إلى تاريخ " كما انه يترأس جمعية موسيقا المستقبل
التي قامت بمساعدة نيو اولينز بعد تعرضها لإعصار كاترين كما انه يحمل لقب
سفير جمعية الأمير وليام للأطفال والفنون ويدعم المنظمات والجمعيات الناشطة
في مجال مكافحة سرطان الثدي وقد سبق له أن زار أفغانستان حيث ساعد في إنجاز
فيلم لصالح اليونسيف وحيث قام بتصوير حوارات مع الأطفال والموظفين
الحكوميين ومع مثلي الحركات الأفغانية في مناطق خطرة.
ويعتبر جود من أفضل الرجال في موضوع أناقة اللباس ولهذا تم البحث عنه
من قبل كبار مصممي الموضة كما انه يعتبر وجه ماركة دينهيل البريطانية
واختارته شركة ديور الفرنسية كممثل للرائحة الرياضية الرجالية ديور هوم
سبورت.
إيلاف في
18/01/2013
رسالة التسامح في قرطبة الإسلامية تدحض نظرية صدام الحضارات
''الخروج من قرطبة'': فيلم وثائقي للمخرج اليهودي جاكوب
بندر
لويس غروب* ـ تحرير: علي المخلافي
من أعظم مفكري الأندلس، إسبانيا الإسلامية، وجهابذة الطب والفلسفة في
القرن الثاني عشر: المسلم ابن رشد واليهودي ابن ميمون، وما زال صدى
أنموذجهما في التعايش المشترك يتردد وبقوة حتى اليوم داحضاً نظرية صراع
الحضارات، كما يبرز فيلم جاكوب بندر الوثائقي "الخروج من قرطبة"، الذي
يطلعنا عليه لويس غروب.
الخروج من قرطبة" فيلم وثائقي عن فصل كبير ومجهول من فصول التاريخ
الأوروبي، ألا وهو: تاريخ إسبانيا المسلمة.
ولمدة تزيد على 800 سنة كانت أجزاء واسعة من شبه جزيرة أيبيريا،
إسبانيا حالياً، تحت الحكم الإسلامي. وحتى يومنا هذا يعتبر زمن الأندلس،
كما يسميها المسلمون، حقبة سادها التسامح، وعاش فيها اليهود والمسيحيون
والمسلمون معظم الوقت بسلام معاً تحت لواء "العيش المشترك" (Convivencia).
عاصمة الأندلس كانت مدينة قرطبة، التي شكّلت مركزاً ثقافياً
واقتصادياً رائداً للبحر الأبيض المتوسط والعالم الإسلامي ككل.
يشرح بندر في بداية فيلمه ويقول إنه بعد الهجمات الإرهابية على مدينة
نيويورك شعر بالحاجة إلى اكتشاف أمل ومثالية جديدين كأسلوب لدحض نظرية
الصِدام.
وفي فيلم "الخروج من قرطبة "
Out of Córdoba، الذي أُطلِق عام 2010، ويمكن شراؤه في مؤسسات
تعليمية عبر الولايات المتحدة، يدحض جاكوب بندر، مخرج الأفلام الوثائقية،
اليهودي الأمريكي، فكرة صدام الحضارات من خلال إبراز روح التسامح في قرطبة
ومتابعة حياة فيلسوفين من القرن الثاني عشر: المسلم ابن رشد واليهودي موسى
بن ميمون.
استذكار التاريخ
قداس "جمعة الآلام" في جامع قرطبة: حين استعاد الإسبان سيطرتهم على
مدينة قرطبة من جديد انتهت حقبة التسامح في الأندلس، في ذلك الوقت.
وكما يشرح بندر في بداية فيلمه، بعد الهجمات الإرهابية على مدينة
نيويورك، شعر بالحاجة إلى اكتشاف أمل ومثالية جديدين كأسلوب لدحض نظرية
الصِدام.
ومن خلال استذكار التاريخ بروح ابن رشد وموسى بن ميمون، تُظهر رحلة
بندر الشخصية، المفعمة إلى درجة ما بالأمل، أن التسامح والفكر الحر،
تاريخياً وحديثاً، يمكنهما المساعدة على رأب حتى الفجوات الأكثر عمقاً بين
الناس.
كان موسى بن ميمون وابن رشد فيلسوفين وعالمين قانونيين وطبيبين ومن
أتباع أفكار أرسطو طاليس والمدافعين عن الفكر المنطقي الحر.
في الفيلم الوثائقي يذهب المخرج بندر إلى قرطبة الحديثة، ويقتفي
الفيلم أثر بندر وهو يقابل أناساً ألهمتهم روحا الرجلين، ومنهم إمام يقرأ
فتوى ضد أسامة بن لادن، تصفه بالكفر بسبب جرائمه العنفية.
ويتحدث بندر كذلك إلى وزير الخارجية الإسباني ميغيل أنجيل موراتينوس،
الذي يقول إن موسى بن ميمون وابن رشد يشكلان تعبيراً عن عمله كدبلوماسي.
فهاتان الشخصيتان تمثلان مثالين تاريخيين، كما يشرح موراتينوس، على أن
تعايش اليهودية والمسيحية والإسلام لا يؤدّي في نهاية المطاف إلى النزاع
والمواجهة، وإنما يمكن أن يكون إلهاماً متبادلاً لبلوغ إنجازات ثقافية
متميزة.
المشاهد للفيلم يتتبع بندر وهو يستذكر الرحلات التاريخية لموسى بن
ميمون وابن رشد عبر منطقة البحر الأبيض المتوسط، ويتجه بندر إلى المغرب حيث
يقابل أندريه أزولي، وهو مواطن يهودي ومستشار كبير لملك المغرب.
الدين كجزء من حل النزاعات
يتكلم أزولي عن الحوار الثقافي ويؤكد على الحاجة الملحّة لأن ننصت إلى
رسالة التسامح لكلا هذين الشخصين من قرطبة. "علّمنا موسى بن ميمون، نحن
اليهود، أن نجعل يهوديتنا وسيلة للتسامح، وليس أداة عقائدية تجد الأصولية
فيها ملجأ لها"، يقول أزولي. ويضيف: "يمثل ابن رشد في العالم الإسلامي نفس
هذا المنطق وهذه العقلانية".
إحدى أكثر اللحظات عاطفية في الفيلم هي عندما يقوم بندر بمقابلة
الحاخام أريك أشرمان في القدس. يقول بندر إنه في البداية لم يرَ أي مناسبة
يُدخِل من خلالها السياسة المعاصرة في فيلم عن موسى بن ميمون، لكنه يضيف:
"إلا أن جهود الحاخام أشرمان لتحقيق المصالحة اليهودية الإسلامية، عن طريق
العودة إلى التقاليد الدينية اليهودية وموسى بن ميمون، بدت وكأنها تقترح
غير ذلك".
السير على خطى ابن رشد وابن ميمون
رحلة الأمل: في الفيلم الوثائقي "الخروج من قرطبة" يقابل مخرج الفيلم
بندر أناساً من العصر الحديث ألهمتهم روحا ابن رشد وموسى بن ميمون، من خلال
استذكار التاريخ.
"أحد الأشياء التي علّمنا إياها موسى ابن ميمون هو أنك لا تستطيع دفن
رأسك في الرمل. لا تستطيع تجنب القضايا الصعبة"، كما يقول الحاخام أشرمان.
ويضيف: "يتوجب عليك مواجهتها وجهاً لوجه. يتوجب علينا حل النزاعات التي
تواجهنا. ويتوجب علينا إيجاد طريقة لرؤية صورة الله تعالى في إخواننا
وأخواتنا المسلمين".
تتلخص وجهة نظر الحاخام أشرمان في أنه يتوجب قلب الوضع الراهن رأساً
على عقب، وجعل الدين جزءاً من الحل في النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.
يصف الحاخام، بصوت يرتعش من الغضب والهيجان، الظلم والعنف الذي يسلَّط
على العديد من الفلسطينيين حين تدمِّر الجرافات منازلهم في المناطق
المحتلة، مثلاً.
كما يصف منظمته "حاخامات من أجل حقوق الإنسان" على أنها "ضمير
إسرائيل"، ومكان يقوم فيه الحاخامات بالعمل من أجل حقوق مواطنيهم
الفلسطينيين في إسرائيل والفلسطينيين في الأراضي المحتلة.
الكلمة الأخيرة في الفيلم تذهب إلى ديفيد بارِل وهو أستاذ دين مسيحي،
يؤكد أن ابن رشد وموسى بن ميمون كانا رائدين في بحثهما الناقد لعقيدتيهما،
وانخرطا في تقاليد دينية لم تكن لهما أصلاً.
في نهاية المطاف، وبعد السير على خطى ابن رشد وموسى بن ميمون، ورؤية
أولئك الناس في عصرنا الحاضر الذين ما زالوا مُلهَمين إلى حد بعيد بهاتين
الشخصيتين، ينظر بندر إلى صورة القدس، تلك المدينة التي أصبح اسمها مرادفاً
للخلاف الإنساني، ويقول إنه في نهاية رحلته، لا يسعه إلا أن يواصل تلقي
الإلهام ليبقى مؤمناً بوجود بدائل لصدام الحضارات وبإمكانية المصالحة بين
الديانات.
حقوق النشر: كومون غراوند نيوز 2011
*صحفي من مدينة كولونيا في ألمانيا.
موقع "قنطرة" في
18/01/2013 |