يرى المخرج السينمائي خالد يوسف، الذي يقف في صفوف المعارضة منذ عهد
النظام السابق، أن ثورة 25 يناير لم تحقق أهدافها والسلطة لا تحترم مبادئها
ولا من قاموا بها، ورغم عضويته في التيار الشعبي فإنه رفض ترشيحه لمقعد
مجلس النواب في دورته المقبلة.
عن السينما التي غاب عنها ورأيه في الوضع السياسي المصري وتوقعاته
للمستقبل كان معه هذا اللقاء.
·
لماذا رفضت عضوية مجلس النواب؟
فعلاً، رشحتني جبهة الإنقاذ لخوض الانتخابات المقبلة عن مسقط رأسي
«دائرة كفر شكر» في محافظة القليوبية، وكنت مقتنعاً بالفكرة تماماً كنوع من
المقاومة والوقوف ضد سيطرة النظام على الحكم. غير أنني مقتنع أن كل إنسان
مهيأ لما خلق له، والدور الذي قمت به في الشارع السياسي منذ قيام ثورة 25
يناير 2011 وحتى الآن هو استثنائي، فنحن لا نقوم بثورة كل يوم. لكنني لم
أصور مشهداً ولم أدخل الأستوديو منذ فترة طويلة، لذا قررت ألا أبتعد عن فني
أكثر من ذلك، ورفضت أن أنضم إلى عضوية البرلمان كي لا أبتعد عن عملي طوال
مدة دورة البرلمان (خمس سنوات)، وقررت أن أحارب الفساد وأكشف عنه عبر
مهنتي، أي عن طريق أعمالي الفنية كما كان الوضع مع النظام السابق.
·
هل ثمة فرق بين مواجهة النظام
السابق والنظام الحالي عبر الفن؟
بالتأكيد؛ فمهاجمة نظام فاسد وتأثيره السلبي على المجتمع كانت تتطلب
تقديم نوعية معينة من الأفلام مثل المناطق العشوائية والتدهور الحاصل فيها
باستمرار، لكن مهاجمة تيار وفكر متطرف تحتاج إلى نوعية مختلفة من الأفلام
تفضح مخططات التيار ومؤامراته على مصالح الوطن لأجل مصالحه.
·
وهل ترى أن الثورة قد حققت ما
قامت لأجله؟
لا؛ فنحن لم نفز بأي شيء من إنجازات الثورة التي يتحدث عنها المسؤولون
الآن، والمشروعات التي يخطط البعض لتنفيذها قد تعود بنا خطوات عدة إلى
الوراء.
·
كيف ترى مستوى حرية الإبداع؟
حرية الإبداع هي مرآة الوطن ووجه النضال الحقيقي لأجله، فمثلما يتعرض
الوطن للحصار سيتأثر الإبداع؛ وعندما يتحرر الوطن ستكون حرية الإبداع في
أعلى مستوياتها، وحينما يعود إلى الخلف ستتراجع هذه الحريات كثيراً، وحينما
يواجه أزمات ستقف مرتبكة... ولعل الارتباك الراهن في سوق الإنتاج السينمائي
الدليل الأكبر على ذلك، ففي ظل عدم انضباط الأوضاع السياسية في البلاد
يتأثر الإبداع بالتبعية.
·
ألاحظ دفاعك عن الإبداع بحماسة!
الفن هو الشيء المميز في حياتنا منذ 7000 سنة، ومنه خرج فن العمارة
والهندسة الذي ساعد قدماء المصريين في بناء الأهرامات التي نفتخر بها حتى
الآن ونعدها أحد أهم الأماكن التاريخية السياحية، ولدينا الكثير من أوجه
الإبداع التي توجب علينا الدفاع عنها وتدعيمها وليس القضاء عليها أو
محاربتها.
·
معروف عنك تأييدك للرئيس الراحل
جمال عبد الناصر، لماذا؟
لأن حياة هذه الشخصية زاخرة بالكفاح والنضال الوطني، والسعي إلى إعطاء
الفقراء حقوقهم المهدورة.
·
ما رأيك في طباعة سيناريو فيلم
«ناصر 56»؟
خطوة متأخرة من الأديب محفوظ عبد الرحمن المنحاز إلى التجربة الناصرية
بكل ما فيها ولكل ما أنجبته ثورة يوليو 1952، وإن كان قد وفق في اختيار
موعد توقيع هذا الكتاب في ذكرى ميلاد ناصر الذي لا يحتاج إلى كتاب أو فيلم
فقط عن حياته، بل إلى العشرات من المؤلفات والأعمال السينمائية.
·
ما توقعاتك للمستقبل السياسي
خلال السنوات المقبلة؟
أستشرف قيام ثورة جياع على المدى القريب وهو ما تنبأت به عبر أفلامي
أيضاً وأبرزها «حين ميسرة» و»دكان شحاتة»، وما يزيد من احتمال قيامها أن
«الإخوان» لا ينحازون إلى الفقراء من الأساس، وهم يعتبرونهم مجرد أداة يتم
تطويعها وقت الانتخابات لتحقيق مصالحهم الخاصة، وأتوقع أيضاً حصول صراع
ثقافي لافتراض أن أفكار الثوار والوطنيين خاطئة وللتضليل على مبادئ الثورة
التي قامت على أساسها.
·
كيف يمكن مواجهة هذا الصراع عبر
الإبداع؟
هنا يكمن دور قوى التنوير التي يجب أن تعمل وتفكر في كيفية التصدي
ومنع مثل هذه الأفكار الرجعية التي تنتمي إلى الماضي، ونظرا إلى ما تقوم به
السينما من تثقيف وتنوير فسأقوم بهذه المهمة بحكم عملي كمخرج من خلال
أعمالي التي سأقدمها في المرحلة المقبلة.
·
حدثنا عن مشاركتك في مهرجان
الأقصر للسينما الإفريقية؟
سعيد بإقامة الدورة الثانية من المهرجان المخصص للسينما الإفريقية
والذي سيقام خلال مارس المقبل، خصوصاً أن إفريقيا كانت مهمشة طوال السنوات
الماضية بالنسبة إلى مصر، لذا أرى أن مهرجان الأقصر فرصة كي تتقارب الثقافة
الإفريقية مع المصرية، ومهمة المثقفين والمبدعين هنا هي الحفاظ على السينما
بصفتها الإنجاز البشري الذي يجمع بين الفنون كافة.
·
ما هي آخر أخبارك الفنية؟
نظراً إلى عدم انتهاء محفوظ عبد الرحمن من كتابة السيناريو، تأجَّل
مسلسل «سره الباتع» المأخوذ عن قصة قصيرة تحمل الاسم نفسه للأديب الراحل
الكبير يوسف إدريس.
·
ما الذي شجعك على تقديم هذه
القصة تحديداً؟
لأنها تواكب الأحداث وتنمي روح الانتماء والوطنية بعد الفرقة التي
انتشرت بين المصريين، وهي محاولة لتذكير الناس بالوطنية الحقيقية ونبذ
العنف والتطرف. أتمنى من زملاء الوسط التركيز على هذه الرسالة في أعمالهم
التي سيقدمونها في هذه المرحلة.
فجر يوم جديد: بالمال وحده تنجح المهرجانات!
كتب الخبر:
مجدي الطيب
أُعلن أخيراً إطلاق مهرجان جديد باسم «أبوظبي الدولي لأفلام البيئة»،
من المزمع أن تبدأ أعماله في 20 أبريل المقبل ويستمر حتى 25 من الشهر نفسه.
ورغم تنوع مهرجانات السينما في العالم العربي، واتخاذها أشكالاً عدة، من
بينها العام الذي يرحب بالإنتاجات الفيلمية كافة، والمتخصص الذي يهتم بـ
«سينما المرأة» أو «سينما المؤلف»، كذلك المعني بالسينما الإفريقية،
وغيرها. إلا أن مهرجانات «سينما البيئة» لا تلقى، لأسباب مجهولة، الاهتمام
نفسه الذي تجده مهرجانات الأفلام الروائية الطويلة، كذلك الأفلام القصيرة
(تسجيلية وروائية)، من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة!
دليلنا على هذا أن ثمة مهرجانات أخرى أبرزها: مهرجان سينما البيئة
الدولي، الذي تنظمه «جمعية الفن السابع»، وتحتضنه مدينة القيروان التونسية
تحت إشراف ورعاية خاصة من وزارة البيئة ووزارة الثقافة والسلط الجهوية،
ومهرجان العالم العربي للفيلم القصير، الذي تحتضنه مدينتا إفران و آزرو
المغربيتان، ويركز في محوره على «سينما البيئة»، فضلاً عن «مهرجان النيل
الدولي لأفلام البيئة»، الذي نظمته «جمعية الارتقاء بالذوق الفني وتنمية
البيئة» بدعم ورعاية وزارة الدولة لشؤون البيئة في مصر... تبذل جهوداً
مستميتة للاستمرار، والبقاء على قيد الحياة، لكنها تواجه في المقابل
تجاهلاً إعلامياً وجماهيرياً عجيباً، ما تسبب في إصابة «مهرجان النيل
الدولي لأفلام البيئة»، الذي ترأسه فنان الكاريكاتور المعروف مصطفى حسين،
بالسكتة الدماغية، وتوقف بعد دورتين تقريباً!
في الأحوال كافة، لا تتوقف مهرجانات سينما البيئة، عن القول إنها
تستهدف «تنشيط حركة سينمائية جادة تخدم البيئة، وتحافظ عليها، وتعمل على
تجميلها، وتعالج قضاياها»، فضلاً عن «تشجيع المنتجين السينمائيين للاهتمام
بدعم الموضوعات التي تخدم قضايا البيئة»، ويصل بعضها به الطموح إلى درجة
«السعي إلى تحقيق الاحتكاك والتواصل بين العاملين في مجال حماية البيئة
وبين السينمائيين للتعرف إلى مفردات شؤون البيئة، وصولاً إلى تشكيل سينما
هادفة تخدم قضايا البيئة وتحميها»، وهو ما يؤكده أيضاً مهرجان أبوظبي
الدولي لأفلام البيئة، لكن التجاوب الضعيف مع هذه النوعية من المهرجانات
يثير أكثر من علامة استفهام، مثلما يطرح تساؤلاً مهماً حول جدوى استمرارها،
والمضي قُدماً في تدشين مهرجانات جديدة، مادامت لا تحقق الهدف منها، ومن ثم
العائد أيضاً؟
لقد أعلنت إدارة «مهرجان أبوظبي الدولي لأفلام البيئة» عن تمديد فترة
قبول مشاركات الفئات المدرجة في المسابقات الرئيسة للدورة الأولى للمهرجان
حتى 20 فبراير المقبل، بدلاً من يناير الجاري الذي حددته سابقاً كآخر موعد
لقبول الطلبات، وبررت التعديل المفاجئ بأن الإقبال كثيف من الأفراد والجهات
المنتجة للأفلام ذات الصلة بالبيئة على المشاركة، فيما أصاب التمديد جموع
المراقبين والمتابعين بشيء من الهلع خشية أن يكون الإقبال فاتراً وضعيفاً
الأمر الذي اضطر إدارة المهرجان إلى اتخاذ قرار التمديد، بعدما انتهت
بالفعل من تحديد الشروط اللازمة للمشاركة، وعلى رأسها أن تكون الأفلام
المتقدمة للمسابقات قد أنتجت خلال عامي 2011 و2012، وأن تكون مترجمة إلى
اللغتين العربية أو الإنكليزية، وبقية الشروط التي تضمنتها لائحة المهرجان.
الخلاصة أن هاجس الخوف تسرب إلى النفوس، ووضع البعض الأيدي على
القلوب، خشية أن يتعثر «مهرجان أبوظبي الدولي لأفلام البيئة»، ويلحق
بالمأسوف على شبابه «مهرجان النيل الدولي لأفلام البيئة»، ومن ثم يتولد
يقين لدى الجميع أن هذه المهرجانات التي تستهدف الترويج لحماية البيئة
والحفاظ عليها من خطر التلوث، لا تلقى هوى ولا استحساناً في منطقتنا
العربية، وأن الجمهور يلهث وراء النجوم والحسناوات فحسب، لكن الأمل يحدونا
في أن تختلف الحال مع «مهرجان أبوظبي الدولي لأفلام البيئة»، بعد أن رصد
للأفلام المشاركة في مسابقته الرسمية جوائز مالية تزيد في مجملها عن مئة
ألف دولار أميركي، تمنحها لجنة التحكيم مناصفة بين المنتج وبين المخرج، في
شكل جائزة الغزال الذهبي لأحسن فيلم طويل وتبلغ قيمتها 40 ألف دولار
أميركي، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة لأفضل فيلم طويل وتبلغ قيمتها 30 ألف
دولار أميركي، وجائزة الغزال الذهبي لأحسن فيلم قصير، وتبلغ قيمتها 20 ألف
دولار أميركي، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة لأحسن فيلم قصير، وتُقدر بعشرة
آلاف دولار أميركي، وهي جوائز جاذبة للغاية، وربما تُصبح سبباً كبيراً في
نجاح المهرجان، وتخطيه عقبات وعثرات المهرجانات ذات الصلة التي سبقته، ولم
لا وقد فاقت جوائزه المالية في قيمتها ما يمنحه مهرجان القاهرة السينمائي،
الذي يُعد واحداً من 11 مهرجاناً مُعترفاً بشرعيتها الدولية؟
الأفلام الأجنبية تنتصر على السينما المصرية؟
كتب الخبر: رولا
عسران
يبدو أن فشل صانعي السينما في تقديم وجبة مميزة للمشاهد دفع الأخير
إلى تفضيل السينما الأجنبية، بعدما استورد الموزعون أفلامًا حديثة لعرضها
في مصر، غطت على إيرادات الأفلام العربية خلال 2012، في حين لم يفلح سوى
بعض الأفلام في تحقيق إيرادات جيدة من بينها «عبده موتة» لمحمد رمضان، من
إنتاج أحمد السبكي وعرض في موسم عيد الأضحى.
دفعت حال السينما المتردية الصانعين إلى مطالبة غرفة صناعة السينما
باتخاذ قرار بعدم عرض أفلام أجنبية في موسم نصف العام كي لا تتأثر إيرادات
الأفلام المصرية التي تعاني فتوراً في الأساس فاستجابت الغرفة، إذ أكد
الدكتور سيد خطاب الذي كان رقيبًا على المصنفات الفنية أن الغرفة اجتمعت
بكامل أعضائها وقرروا وقف عرض أفلام أجنبية في المواسم السينمائية المصرية
حفاظًا على الصناعة بعدما تخطت إيراداتها الأفلام المصرية.
منافسة قوية
اللافت أن الفيلمين
The HobbitوThe
Dark Knight Rises
اللذين
عرضا في الفترة الماضية حلا في الصدارة ونافسا الأفلام العربية، بسبب
انخفاض مستوى الأخيرة وتخوف المنتجين من اقتحام السوق، وتوقف الشركات
الإنتاجية الخاصة عن الإنتاج أو على الأقل تأجيل عرض أفلامها. في المقابل،
يبدو أن للأفلام الأجنبية جمهورها العريض الذي يواظب على متابعة فن مميز.
ترى رشا الحامولي (مسؤولة عن الإنتاج في شركة «نيوسينشري») أن الفترة
الحالية مقلقة، ورغم أن شركتها تستمرّ في الإنتاج ولم تستسلم للإحباط، إلا
أنه من الظلم أن تتكبّد أفلامها خسارة أو تحقق مكسبًا قليلاً بسبب سوء
الأوضاع وعدم الاستقرار والافتقار إلى توقيت ملائم لطرحها، لذلك يفضل
الصانعون الانتظار، أو المجازفة بالإنتاج وتحقيق مكاسب متوسطة أو أقل من
المتوسط بفعل الأحداث التي تؤثر سلبًا على الإنتاج.
رقابة متساهلة
«لا شك في أن تساهل الرقابة في ما يتعلق بالأفلام الأجنبية وعدم حذف
مشاهد منها سوى ما يخصّ الآداب العامة ساهما في انتشارها»، في رأي عبد
الستار فتحي، القائم بتيسير أعمال الرقيب، مؤكدًا عدم جواز حذف أحداث تؤثر
على سياق الفيلم الدرامي.
كذلك ساهم هروب النجوم إلى شاشة التلفزيون وتفضيلهم إياها على السينما
في إضعاف الفن السابع، وأفسح في المجال أمام الأفلام الأجنبية التي لم تشغل
الأوضاع القائمة بال موزعيها، خصوصًا أنهم يطرحون الأفلام التي تنتجتها
الشركات التي يتعاقدون معها في الخارج، وتضم نجومًا عالميين، ما يضمن
تسويقها في مصر وإقبال الجمهور المصري على متابعة نجومه المفضلين مهما كانت
الظروف.
لهذه الأسباب وغيرها احتلت الأفلام الأجنبية الصدارة على حساب الأفلام
العربية التي يتم إنتاجها، مع قلتها وفشلها في مجاراة الأفلام الأجنبية.
لورين قديح:
تسويق فيلمي حدث بطريقة غير لائقة
كتب الخبر: مايا
الخوري
ما إن بدأ إعلان فيلمها السينمائي الأول
my last valentine in Beirut
حتى ألصقت بها تهم بالإباحية والإيحاء الجنسي،
فالتزمت الصمت كردّ معبّر عما قيل في حقها بعدما دفعت والمخرج ثمن التسويق
الاعلاني المشوّه للفيلم، على حدّ قولها.
أحلام الممثلة اللبنانية لورين قديح غير محدودة ولم تتأثر سلباً
بالتجربة التي مرّت بها ولم تتقوقع، بل أنهت تصوير فيلم سينمائي جديد يُعرض
قريباً فضلا عن قراءة نص فيلم ثالث.
عن الحملة التي تعرّض لها فيل...
·
هل هدأت موجة الاعتراضات التي
رافقت عرض فيلمك my last valentine in Beirut؟
أصبحت الاعتراضات في لبنان موضة، وثمة من أبدى رأيه صراحة، سلباً
وإيجاباً، وهذا أمر طبيعي وحق مشروع في بلد ديمقراطي يعبّر فيه كل شخص عن
رأيه بحرية.
·
ما سبب حصر المخرج عرض الفيلم
في صالة واحدة؟
لأنه يرفض أن تطلق إشاعة بأنه يستغلّ ما يحصل للاعلان عن الفيلم، وهذا
القرار برأيي فيه حكمة وجرأة.
·
حققت جماهرية واسعة في فترة
قياسية، كيف حصدت نتائجها؟
شخصياً أفضّل الخصوصية في الحياة لذلك ابتعدت، في المرحلة التي رافقت
انطلاقة الفيلم، عن المجتمع ولم أنشئ صفحة خاصة بي عبر الـ«فايسبوك»، لكن
دخولي المجال الفني يحتّم عليّ التواصل الدائم مع الجمهور وليس الانطواء
على الذات.
·
وماذا عن ردود الفعل في الشارع؟
عندما ألتقي الناس في الأماكن العامة ينادونني باسم {جولييت} بطلة
الفيلم وليس {لورين}، لذلك أدين لجولييت بهذه الشعبية وللمخرج سليم الترك
لأنه اختارني.
·
ألا تخشين انطباع صورتك بجولييت
في العروض التمثيلية المقبلة؟
أبداً، لأن المحيط الذي أعمل معه يعرفني جيداً ويدرك قدراتي الفنية.
من جهة أخرى لو عرض الفيلم بنسخته القديمة غير المعدّلة لتغيّرت ردود الفعل
تجاه جولييت لأن صورتها في الحقيقة ليست كما بدت عليه في نسخة الفيلم التي
عرضت في صالاتنا. إلى ذلك اعتبر أن مرحلة «جولييت» انتهت مع انتهاء الفيلم
لتبدأ مرحلة الأعمال الجديدة.
·
ألم تكن الشخصية برأيك جريئة؟
لم أقدم فيلماً جريئاً بالصور إنما بالاحساس الذي ذهبت به إلى
النهاية، ليست الجرأة بإظهار المفاتن والدليل أنه لا يحوي قبلة واحدة. لكن
للأسف صنّفه البعض بطريقة بشعة وسوّق له بشكل لا يليق به أو بسليم الترك أو
بي، ظناً منه أن هذه الوسيلة تدرّ المال وتجذب الجمهور، لكنني أرفض هذا
الأمر.
·
ألن يكلفك ما حصل ثمناً لا سيما
أننا نعيش في مجتمع محافظ؟
أبداً، لأننا شعب ينسى بسرعة، ولا يحاسب المواطن اللبناني الحاكم
والمجرم والفنان كما يحصل في الخارج. أشكر الناس على ردود فعلهم المحترمة
تجاه الفيلم رغم أنهم وقعوا ضحية التسويق المشوّه.
·
من يتحمّل مسؤولية تشويه الفيلم،
ألم يكن المخرج موافقاً عليه؟
لم يشوّه الفيلم وهو حاصل على موافقة المخرج، إنما سوّق كفيلم جنسي
إيحائي، فحصلت هذه البلبلة، خصوصاً أن الجمهور كوّن أحكاماً مسبقة مشبعة
بالإعلان التسويقي، فحللّ المشاهد التي رآها على ذوقه.
نحن لم نكذب على الجمهور وأعلنّا أن القصّة تتمحور حول بائعة هوى، لكن
ما قدّمته ليس أداء جنسياً إيحائياً بل تمثيل نظيف بعيد عن الصورة المتعارف
عليها لبائعات الهوى في التلفزيون والمسلسلات، لذلك لم يسئ أحد إليّ في ما
يتعلق بأدائي الصادق والمقنع، كما لا يحق لأي شخص الحكم على شخص آخر يؤدي
مهنته بصدق.
·
هل صحيح أنك استُدعيتِ إلى
التحقيق في الدعوى المرفوعة من نقابة الممرضين؟
لم يرد اسمي في الدعوى المرفوعة ضد المنتج والمخرج، فاقتصر استدعائي
على تقديم إفادتي بشأن ارتدائي ثياب ممرضة، فأوضحت أنني لم أرتدِ زي
الممرضة بل ثياب يمكن شراؤها من أي محل خاص بالألبسة الداخلية. لذلك أدعو
إلى عدم الاستخفاف بذكاء الناس، خصوصاً أننا حصلنا على موافقة الأمن العام
اللبناني قبل عرض الفيلم، وهو يشكل مرجعيتي في هذا الاطار.
أتوجه إلى الجميع بالقول إن التمثيل مهنة مشرّفة ولا يحق لأي كان وصف
المهن والممثلين بصفات غير لائقة، لأننا نحمل شهادات من معهد الفنون
الجميلة في الجامعة اللبنانية.
·
أي نسخة للفيلم عُرضت في
المهرجانات السينمائية الاجنبية؟
عرضنا النسخة القديمة الأساسية، فتفاعل الجمهور مع الشخصية وتعاطف
معها وقد رأيت أناساً يبكون من شدة التأثر.
·
لماذا لم تُعرض هذه النسخة عندنا
أيضاً؟
ارتأت الجهة المنتجة مع المخرج حذف أربعين دقيقة من الفيلم بناء على
طلب من المستشارين في الصالات السينمائية، بحجة أن الجمهور لا يستطيع
استيعاب هذا الكم من الدراما ومن المشاهد التفصيلية عن معاناة جولييت.
·
عدم عرض الفيلم في الصالات
العربية، ألم يحدّ من انتشارك عربياً؟
أولا، لا يحتوي الفيلم مادة يتخطى مضمونها ما يُعرض راهناً في الصالات
العربية. أما بالنسبة إلى انتشاري، فأقصى ما تتمناه أي ممثلة الظهور في
نشرات الأخبار المسائية المحلية، وقد حققت ذلك وتعرّف الجمهور اليّ.
·
برأيك هل من الضروري أن تؤدي
الممثلة الأدوار كافة بغض النظر عن ماهيتها؟
طبعاً، لا يمكن أن تكون الممثلة انتقائية، خصوصاً أن مضمون امتحان
الدخول إلى معهد الفنون الجميلة أقوى أحياناً من الأدوار المعروضة علينا
في الأفلام والمسلسلات. فقد طلب منّي في إمتحان الدخول إلى المعهد أداء
المشهد الذي تتحدث فيه الراقصة هيروديا مع رأس يوحنا المعمدان المقطوع
وتقول: «سأقبّل فمك بيدي وسأطبق على هاتين الشفتين»، أليس هذا الدور أكثر
جرأة من جولييت؟
·
كيف تردين على الانتقادات التي
وجهت إلى الفيلم؟
ينمّ الانتقاد أحياناً عن قلة ثقافة واطلاع واحتقار لمن كرّس حياته
لمهنته، لذلك أسأل المنتقدين: هل اطلعتم على التقنيات العالمية في التمثيل
قبل توجيه سهامكم واستخدام تعابير مثل البعد الدرامي والايحاءات؟
·
ألم يفتح هذا الفيلم المجال أمام
حرية أكبر على صعيد مواضيع الأفلام اللبنانية؟
صُوّر بعض الأفلام قبل عرض فيلمنا مثل «بيترويت» لعادل سرحان، وأدعو
في هذه المناسبة الجميع الى مشاهدته، أما بالنسبة إلى الأفلام الأخرى التي
ستصوّر في المستقبل فأرى أن my last valentine in Beirut
غيّر المعادلة عبر رفعه مستوى تقنيات السينما والمواضيع المطروحة، فلم
يعد جائزاً استغلال العلاقة الطائفية التي تحكم المواطنين اللبنانيين
والحديث عن حرب أهلية.
·
تعرضت جولييت للاغتصاب، فهل من
رسالة توجهينها في هذا الاطار؟
أدعو الرب ألا تقع أي فتاة فريسة الاغتصاب وأن يقي أي انسان من هذه
الجريمة التي أصبحت للأسف موضة في المجتمع، يستخفون بنتائجها التي ترافق
الضحية طيلة حياتها، فتعيش من دون شعور بالأمان والحب والحرية. برأيي يجب
اعدام المغتصب ليكون درساً لسواه عندها تخفّ نسبة هذه الجرائم.
·
لماذا تغيبين عن الدراما رغم أنك
تحملين شهادة دراسات عليا في التمثيل؟
أنا مديرة إعلانات في اذاعة «صوت الغد» ولا أسعى إلى التمثيل بهدف
الكسب المادي وتأمين سبل العيش، ما يفسح في المجال أمامي لأكون أكثر حرصاً
على مسيرتي المهنية والفنية وعدم الإقدام على خطوة ناقصة، لذلك أنا بعيدة
راهناً عن التمثيل الدرامي من دون شعور بخسارة فرص مهمة.
·
ماذا عن العروض التي تتلقينها؟
من المعيب الإعلان عن تلقي العروض لأن الحديث عنها يتم في إطار
المجالس بالأمانات، والأكثر عيباً إعلان ممثلة ما عن تلقيها عرضاً من فلان
ورفضها عرضاً من آخر، خصوصاً إذا كانت مبتدئة في المهنة، فمن هي في الأساس
لتُكتب لها الأدوار وتُخصص لها الأعمال، أعظم ممثلات هوليوود يخضعن للكاست
ولا تكتب أدوار لهن.
·
هل تتابعين الدراما اللبنانية
الراهنة؟
أنا بعيدة عن الدراما اللبنانية، ولا أتابعها. مع احترامي ودعمي للشعب
الأرمني في قضيته، أشاهد راهناً مسلسلات تركية حديثة أرى فيها تمثيلا
حقيقياً لا وجوهاً منفوخة وشفاهاً مملوءة بالبوتوكس وأداء كاذباً. فضلا عن
ذلك كيف يصدّق الجمهور أداء ممثلة يراها قبل الظهر عبر شاشة وبعد الظهر عبر
شاشة أخرى، وفي فترة العصر في أحد البرامج؟
·
أي دور تنتظرين؟
أحب الأدوار المركبة والمجنونة التي تتطلّب جهداً وابتكاراً، وهي
شخصيات أستمدها من المحيطين بي ومن الأشخاص الذين أتعرف إليهم في المجتمع.
فضلا عن ذلك أحب أداء دور الخرساء لأعبّر بنظراتي وحركات جسمي.
·
هل تشاركين الآخرين معاناتهم من
خلال هذه الادوار؟
طبعاً، لأن التمثيل بنظري ليس عرض مفاتن بل مشاركة الآخرين وجعهم
وألمهم واحترام مرضهم، عبر تعبير صادق واحساسٍ عميق في العمل.
·
ما جديدك؟
أقرأ سيناريو لفيلم بعدما انتهيت من تصوير فيلم سينمائي جديد سيعرض
في الاشهر المقبلة، وأؤدي فيه شخصية حقيقية سيحفظ الجمهور حركاتها وكلماتها
وتصرفاتها بسبب خفّة ظلها. أما التفاصيل فستكشفها شركة الإنتاج في الوقت
المناسب.
·
هل ثمة عمل جديد يجمعك مع
المخرج سليم الترك؟
لا، رغم أننا نحلم معاً كثيراً، برأيي بمقدار ما نرفع سقف حلمنا في
الحياة نحقق المزيد.
·
هل من رسالة توجهينها إلى
زملائك؟
لست ضدّ تمثيل غير المتخرجين من معاهد الفنون لأنه لا يمكن التحكم
بالموهبة، إنما أنزعج ممن يفتقدون إلى الثقافة المرتبطة أولا باكتساب
أخلاقية المهنة، أي احترام توقيت التصوير والاستماع إلى نصائح المخرج وتعلم
التقنيات ومعاملة الآخرين كفريق عمل.
جميل أن نؤمن بأنه يمكن لهذه المهنة توفير مدخول مادي للبلد، فنتثقف
ونقرأ للنقاد الأجانب ونطلع على تقنيات التمثيل والإخراج، من دون أن تُهان
مهنتنا عبر الشاشات المحلية، لأن ما نراه راهناً ليس لبنان فيليب عقيقي
الذي تربينا عليه.
·
ما مستوى العروض التي تتلقينها؟
عندما نرفع مستوى الأداء نتلقى عروضاً توازي أداءنا، أقرأ راهناً
مجموعة من النصوص، لكنني لن اظهر إلا في أعمال تحترم جمهوري أولا. من جهة
أخرى أحلم بالتمثيل في مصر، وأسعى إلى الانتشار في الخليج خصوصاً أنني
اتابع عبر الفضائيات العربية مسلسلات كويتية راقية.
·
ما رأيك بكليب أغنية اليسا «أسعد
واحدة» مع المخرج سليم الترك؟
سجّل في غضون أربعة أيام أكثر من مليون مشاهد، لذلك ادعو من اتهم
المخرج بنسخه إلى تقديم عمل مستنسخ يوازيه نجاحاً. أرفض التنظير لمجرد
التنظير، ولا يجوز للبعض اخفاء فشله بالحديث عن أعمال سواه.
·
يشبّهك البعض بصوفيا لورين، ما
رأيك؟
أعشق هذه الممثلة منذ طفولتي، وقد شاهدت أفلامها من دون أن أعرف أننا
مولودتان في اليوم نفسه، أي 20 سبتمبر.
أما بالنسبة إلى الشبه الخارجي، فقد أسرّ لي أحدهم أن ثمة تشابهاً في
ملامح الوجه بيننا. شخصياً أعتبر صوفيا لورين ملهمتي في الأداء والتمثيل،
وهي أول ممثلة أجنبية حصدت أوسكاراً في أميركا، لذلك تأثرت بطريقة حديثها
ووقوفها وتصرفاتها وأحلم بلقائها يوماً ما.
الجريدة الكويتية في
21/01/2013
زوم
أفلام الطلبة تكسر عزلتهم وتضعهم في الواجهة...
بقلم محمد حجازي
إنّ الأمم التي لا تهتم بكبارها العابرين، ولا تلتفت إلى مواهبها الشابة
غير جديرة بالثقافة والفن، ونحن الذين أنجبت أرضنا جبران وصولاً إلى أمين
معلوف، وعرفنا الفنون الجميلة المرئية منذ اختراعها ندرك تماماً أهمية
إيلاء البراعم الاهتمام والرعاية حتى يصلب العود ويشتد القوام ونحصل على
أفضل أنواع الأفلام.
نقول هذا بسعادة ونحن نواكب مبادرة إدارة صالات «غراند سينما» بإفساح
المجال أمام أفلام الطلبة المميّزين والفائزين واللافتين في آخر دورات
مهرجان أفلام الطلبة السادس الذي اعتادت تنظيم دوراته بنجاح، إدارة جامعة
سيدة اللويزة (NDU)
سنوياً، مع فريق نشيط وديناميكي من خيرة الشباب وبالتعاون مع عاملين في
الميدان أمام وخلف الكاميرا وفي مجال النقد، ولأنّنا شاركنا في عدّة لجان
تحكيم من دورات المهرجان نتحدّث بثقة عن هذا المناخ الإيجابي المهني
الشفّاف والعميق في آن، بما يؤمِّن خليطاً من الأكاديمي والاحترافي عند
المواهب الواعدة في هذه الجامعة أو تلك.
16
فيلماً قصيراً وروائياً ووثائقياً على شاشة جماهيرية، يعني 16 عنواناً:
Look at me،
Lebanon Tape, Once upon a scent،
The Prisoner،
Pip Pip،
Tu sers ce vert،
Night Shifts،
A Tempo،
Un Jour ou l`autre،
His Name is a long story، يا هيك يما بلا،
Plasticine، تجلّي، ناستبونا، والفيلمان الباقيان هما:
- (Filmmakers)
الذي يتناول فكرة مجموعة مهرّبين يقرّرون تهريب ممنوعات في علب الأفلام بعد
التصوير، لأنّهم عرفوا أنّ أجهزة الأمن في المطار لا تفتح هذه العلب مخافة
احتراق المادة المصوّرة، وبالتالي تكون الأمور سهلة للتهريب المضمون، وهو
ما أكده في موقف له المخرج المخضرم جورج نصر، لكن المهرّبين لم ينتبهوا إلى
تتمة كلامه بأنّ هذا كان سابقاً، أما اليوم فإنّ الأمر اختلف وبات مؤكداً
تمرير كل الحقائب على السكانر من دون الخوف والحذر، وبالتالي فإمكانية ضبط
التهريبات ستكون سهلة.
-
خلفي شجر الزيتون، هو الفيلم السادس عشر في المجموعة الطلابية، الذي حاز
تنويهاً من لجنة التحكيم، في غياب مخرجته التي لم تكن موجودة في بيروت
يومها وتُدعى باسكال أبو جمرة، وعدنا التقيناها في مهرجان دبي السينمائي،
وعرفنا منها أنّها تعمل في الدوحة عاصمة قطر، وفيلمها هنا يتناول مشكلة
عائلات العملاء الذين هربوا إلى إسرائيل، وعندما حاول أولادهم العودة إلى
قراهم في جنوب لبنان وجدوا مَنْ لا يرحِّب بهم فاختاروا العودة مجدداً إلى
إسرائيل.
فيلمان فيهما الكثير جداً من الاحتراف، وكانا أرفع من مستوى الطلبة،
وهذا حق جيل من الشباب علينا أنْ نقول لهم القول الحق والشفاف للفوز بأفضل
ما يمكن من النتائج لاحقاً.
ليس أروع من فتح الآفاق أمام أجيالنا، هم يريدون تجارب وفرصاً
ومحاولات ونحن نريد أنْ نعيش السينما، ونعرف رؤى هذا الجيل المنكب على
العالمي قبل العربي، وعلى الجاد قبل الكوميدي، وعلى السينما أكثر من كل
الفنون، وما تفعله سلسلة صالات تجارية نعتبره باباً نموذجياً يفتح لهؤلاء
الشباب كي يقولوا ما عندهم، حتى لا تظل تجاربهم حبيسة جدران الجامعة،
بانتظار أنْ يجدوا الفرصة السانحة.
أفكار متنوعة، نابضة بالحياة والشباب والآفاق والتطلّعات، لكنها
أفكارهم، هم يقولون ما يختلج في صدورهم ويريدون من الناس أنْ تهتم، فلا
يُعقل أن يحمل الواحد من المخرجين من سادة الأكاديميات الحاضرة أفلامهم من
كان إلى آخر للعثور على متفرّجين، الآن وجدوا المنبر، وهو يذكّرنا بحقبة
كانت فيها صالات بيروت تفرد مساحة كافية قبل بث الفيلم الأميركي الطويل،
للأشرطة الكوميدية والكرتونية، وكانت تحظى بردّة فعل بالغة الإيجابية،
وانتظرنا طويلاً حتى إعادة الكرة الآن، فكل ما تضج به الساحة الفنية من
ابتكارات ومواهب ومبادرات، يستأهل تطعيمه بجديد الشباب من الأشرطة القصيرة
والوثائقية المميّزة.
عرض
«تارانتينو»
في عصر العبيد ساخراً و«شولز» رائع في دور صائد الجوائز
تتلاحق أشرطة السباق إلى الأوسكار على شاشاتنا تباعاً، ما يعطي فرصة
لجمهورنا كي يواكب هذا الحدث ويدرك أنّ مَنْ يتم ترشيحه بقوة هو قيمة
الفيلم المعني، وبعدما واكبنا «البؤساء» لـ توم هوبر، و«آرغوا» لـ بن أفلك،
ها نحن نضيء على ثالث الثلاثة وهو العمل الذي وقّعه المخرج والسيناريست
المختلف عن أبناء جيله كوانتين تارانتينو، بينما يدخل على خط العروض شريط
كوميدي من السياق الجماهيري مع بيل موراي (Hyde park on hudson)
للمخرج روجر ميتشل، بينما نتابع حضور لورا لنياي وصموئيل ويست، وأوليفيا
كولمان، والفيلم يتناول علاقة الحب الكبيرة التي عاشها الرئيس الأميركي
فرانكلين روزفلت (مواري) مع الجميلة دايزي (لورا لنياي).
أما (Ojango unchained)
لـ تارانتينو فيقع في 165 دقيقة عن نص له يرصد حال العبودية في أميركا
بدءاً من العام 1958، ويعرض لكيفية امتهان السود وبيعهم والتجوال بهم في
أرجاء أميركا للمتاجرة بهم، ويصادف أنّ صائد جوائز يدعى الدكتور كينغ
(كريستوف كنغ) يحرّرهم كي يفوز بأحدهم فقط وهو دجانغو (جيمي فوكس) الذي
يرفض الإذعان لأحد، ويخدم شولز بأنّه يكون على معرفة بشقيقين يبحث عنهما
هذا القاتل، فيوصله إليهما كي ينتقم منهما ويحمل جثتيهما كي يقبض عنهما.
تتوالى الأحداث، والمواجهات، والسمسار صائد الجوائز يقوم بواجبه في
البحث عن رزقه بين العبيد.
الشريط هو الثاني مع «لنكولن» الذي يتناول قضية العبيد وتحريرهم،
والذي صوّره سبيلبرغ ولم يكن محظوظاً في الجوائز والتقديرات باستثناء
دانيال داي لويس لاعب الدور الرئيسي.
جوائز
«Argo»
يتقدَّم جميع المتسابقين و«البؤساء» منافس قوي ووحيد...
لم تكن جوائز الغولدن غلوب في دورتها السبعين مختلفة في تقديرات
نقّادها الأجانب في لوس أنجلوس عن جوائز النقّاد الأميركيين في نيويورك
لجهة الخيارات.
الأولى توّجت
(Argo)
لـ بن آفلك أفضل فيلم درامي، ومنحت مخرجه جائزة أفضل مخرج، بينما
اهتمّت بالشريط الجميل جداً
(Les Miserables)
لـ توم هوبر، واعتبرته أفضل شريط موسيقي وحاز بطله جائزة أفضل
ممثل (هيو جاكمان) وبطلته آن هاثاواي جائزة أفضل ممثلة دور ثانٍ في شريط
درامي، والثالث هو فيلم كوانتين تارانتينو بعنوان
(Ojango unchained)
فحاز كريستوف والتز جائزة أفضل ممثل دور ثانٍ، وأفضل سيناريو
لـ تارانتينو، والغريب أنّ
(Lincoln)
لـ سبيلبرغ لم ينل من النقّاد والأجانب سوى جائزة أفضل ممثل لـ دانيال
داي لويس، بينما ذهبت جائزة التمثيل النسائي إلى بطلة كاترين بيغولو في
فيلم نصف ساعة بعد منتصف الليل، جيسيكا شاستاين، ونال
(Amour)
لـ مايكل هانيكيه جائزة أفضل فيلم أجنبي غير ناطق بالإنكليزية، وتم
الاهتمام بالعيد الخمسين لشخصية جيمس بوند فمُنِحَتْ أديل جائزة أفضل أغنية
عن (SkyFall)
لـ سام مانديس.
وفضّل النقّاد الأميركيون
Argo
أيضاً على تسعة أفلام نافسته على الجائزة، وهم اتفقوا مع الأجانب في
ثلاث جوائز تمثيلية (داي لويس، شاستاين، وهاثاواي) واختلفوا على واحدة وهي
أفضل دورتان، واختاروا له هنا: فيليب سايمور هوفمان عن دوره في
(The Master)، وفي جائزة الإخراج (آفلك) وذهبت جائزتا
السيناريو الأصلي (تارانتينو) والمقتبس (لـ لينكولن - ثولي كوشنر) وتُوِّج
«سكاي فول» بجائزاتَيْ أفضل أكشن وأفضل ممثل أكشن (دانيال كريغر) ومُنِحَتْ
الممثلة الجديدة والجميلة جنيفر لورانس،جائزة أفضل ممثلة عن (The hunger Game)
ونال شريط (Silver Lining`s playbook)
ثلاث جوائز أفضل فيلم كوميدي، وأفضل ممثلين (جنيفر لورانس، وبرادلي كوبر)،
واتفق النقّاد هنا على اختيار (Amour)
أيضاً كأفضل أجنبي.
تكريم
رينيه في متروبوليس
لمناسبة الذكرى التسعين لولادة السينمائي الكبير والراحل آلان رينيه،
يتعاون المركز الثقافي الفرنسي في لبنان مع متروبوليس لتكريم واحد من معالم
السينما الحديثة في عصره، الذي قدّم على الدوام سينما جديدة ومختلفة، من
خلال تظاهرة تمتد من 20 إلى 30 كانون الثاني/يناير الجاري وتُعرض خلالها
تسعة أفلام بينها شريطه: هيروشيما حبي (59) أول أفلامه على الإطلاق، مع
شريطين قصيرين: التماثيل تموت أيضاً، ليل وضجيج.
لم يقدم رينيه أفلاماً متشابهة أبداً، هو صاحب: أحبك أحبك، عمي
الأميركي، العام الماضي في ماريانباد، ميلو، قلوب، نعرف الأغنية.
وستكون مناسبة جيدة لمشاهدة آخر أفلامه الذي تبارى به في آخر دورات
مهرجان كان السينمائي الدولي بعنوان: أنت لم تعد ترى شيئاً.
كما يُعرض شريط للمخرج ميشال غوندري اقتبسه عن شريط رينيه: «أحبك
أحبك» ويحمل عنوان: (Eternal sunshine of the spoless
Mind).
اللواء اللبنانية في
21/01/2013 |