ربما تظن عند الحديث معه أنك أمام ناقد عربي يعرف تفاصيل عن السينما
العربية فهو يرسم لك خريطة سينمائية عربية من حيث التطور، ويغوص في دقائق
أمور السينما الفلسطينية. الدكتور "بطال أوداباش" أستاذ السينما السياسية
والسينما الثالثة في جامعة اسطنبول، ومتخصص في سينما العالم الثالث، التقته
الجزيرة الوثائقية في مكتبه في جامعة اسطنبول، وكان لها الحوار التالي معه
تحدث فيه عن رؤيته ونظرته للسينما العربية:
·
أين تجد السينما العربية على
خارطة السينما العالمية ؟
السينما العربية لا تعد من السينماهات المتطورة، ولا تملك موقع مهم،
لكن السينما المصرية تعد من أكثر السينمات العربية تطوراً، حيث تملك موقع
جيد منذ بداياتها، وبالتحديد المخرج يوسف شاهين، الذي لعب دور في رفع
مستواها حيث استطاع الحصول على العديد من الجوائز العالمية، والجدير بذكره
هنا أن السينما التركية تأثرت بالسينما المصرية بين فترة الأربعينات
والخمسينيات في الفترة التي تلت الحرب العالمية الثانية، لأنه لم يكن هناك
أو تصدير للأفلام من الغرب فإن تركيا كانت تحصل على بعض الافلام من الشرق
الوسط وبالتحديد من مصر، وهناك بعض الأفلام المصرية تم انتاجها في تركيا
وتسمى أرابيسك. وتعد السينما الفلسطينية جيدة إلى حد ما، لكن من وجهة نظري
أن السينما المغاربية تعد متطورةً.
·
برأيك ما سبب تطور السينما في
دول المغرب العربي؟
ذلك يعود لقربهم من الغرب، وتأثرهم إلى حد كبير بالثقافة الفرنسية،
وكما تعرفون أن اللغة الأم بجانب العربية هي اللغة الفرنسية، فالاحتلال
الفرنسي أثر بشكل كبير على ثقافة وطريقة حياة الشعب في المغرب العربي وكذلك
على طريقة تفكيرهم فقدمت فرنسا الثقافة الفرنسية وضخت العديد من الأفكار
هناك وضمن هذا التأثر الثقافي خرجت سينما بروح فرنسية وغربية لذلك من
الطبيعي أن تكون متطورة لها مكانتها وموقعها على الخارطة، وذكر بعض
المخرجين في المغرب العربي الذين وضعوا بصماتهم منهم المخرج الجزائري رشيد
بوشارب، وهناك الكثير من الأفلام التونسية والجزائرية تحدثت عن الاحتلال
الفرنسي وكيف أثر على الشعوب هناك. ويوجد أيضاً أفلام ملفتة للنظر منها "كوسكوس"
و "لافرانسيز".
·
السينما العربية تحتوي على
العديد من نقاط الضعف برأيك ما هي؟وما سببها؟
برأي سبب نقاط الضعف في السينما العربية هي الثقافة العربية، و من
الأسباب أيضاً هو التعصب الديني و التمسك بالعادات و التقاليد كثيراً، وهي
سبب ضعف السينما العربية، فمثلاً المخرج يوسف شاهين سبب شهرته وتقدمه هو
تأثره بالغرب، وكذلك تلقيه لعلمه من الغرب، ولا أعرف كيف سيتلقى القارئ
تقييم لأسباب الضعف لكن هذه هي الحقيقة التعصب الديني والتمسك الكبير
بالعادات والتقاليد هو سبب ضعف السينما العربية.
وذلك لا ينطبق فقط على السينما إنما على باقي الفنون كرسم والنحت، لكن
مصر مختلفة تماماً عن باقي دول المشرق العربي لذلك دائماً أضعها في موقع
لوحدها فهي متأثرة بحضارتهم الفرعونية وكذلك تأثروا بالعثمانيين وخاصة في
فترة قدوم محمد علي باشا الذي أدخل المطبعة وأصدرت حينها أول جريدة.
·
لك كتابات عدة عن السينما
الفلسطينية كيف تُقيم السينما الفلسطينية ؟
السينما الفلسطينية تعد السينما المنفية فهي تحت الاحتلال، فهي ليست
صاحبة دولة ذات حدود معترف فيها فهي على الدوام دولة تصارع لاثبات حقها في
الوجود لذلك السينما الفلسطينينة تحاول أن تتطور لكن داخل محيطها،
والمخرجين الفلسطينيين الذين يخرجون أفلام عن فلسطين يعيشون خارج فلسطين
فيحاولون معالجة مشاكل فلسطين لكن من الخارج. لكن شاهدنا في بدايات منظمة
التحرير الفلسطينية عدة أفلام حيث تم تأسيس مؤسسة سينمائية تابعة للمنظمة،
وغلب على تلك الأفلام الطابع الوثائقي الذي يتحدث عن القضية الفلسطينية
ومعاناة الشعب الفلسطيني، وهنا لابد من ذكر اسم المخرج الفلسطينيي مصطفى
أبو علي الذي قدم عديد الأفلام من أهمها "بالروح بالدم". ورغم الظروف
المحيطة بالقضية الفلسطينية عمل المخرجون الفلسطينيون ضمن اطار خاص بهم حيث
قدموا أفلامهم من خلال هذا الإطار، ومن عدة اعوام إلى وقتنا هذا تطورت
الأفلام الفلسطينية وخصوصاً الوثائقية التي تحدثت عن المخيمات وأطفال
الحجارة وبرز هنا المخرج "محمد بكري" بفيلمه "جنين جنين" الذي يتحدث عن
كارثة مخيم جنين حيث كان له منطلق عاطفي، وفي نفس السياق يبرز فيلم "صبرا
شاتيلا" للمخرجة "مي مصري"، وهناك أيضاً بعض المخرجين البارزين في السينما
الفلسطينية مثل ميشيل خليفة الذي قدم فيلم "عرس الجليل". وطبعاً لابد من
ذكر فيلم "الجنة الآن" للمخرج "هاني أبو أسعد".
وأريد التعريج على مجموعة "شاشات" وهي مجموعة نسائية تقدم أفلام عن
المرأة الفلسطينية والجدير بذكره أن المراة الفلسطينية مرأة متطورة وقوية
الشخصية تختلف عن باقي النساء في
البلدان العربية.
وهناك بعض الأفلام عن فلسطين لكن بكاميرا غير فلسطينية ومنها فيلم
"أولاد آرنا" وهو فيلم للمخرج الاسرائيلي " جوليانو مير خميس" وهو يتحدث عن
اطفال في مخيم جنين.
·
برأيك أيهما أكثر تأثيراً فيلم
جنين جنين أم فيلم ولاد آرنا
جنين جنين أكثر تأثيراً لأنه يُبين وجه اسرائيل الحقيقي.
·
ما رأيك بالمخرجات العربيات ؟
من المخرجات المتألقات والبارزات حالياً المرخجة اللبنانية نادين
لبكي، حيث قدمت فيلمين الأول "كراميل" هو فيلم نسائي بحت لكن فيلمها
الثاني "هلأ لوين" هو فيلم مهم و له رسالة مهمة و بطابع كوميدي وعاطفي،
وبرأي أن تجربة نادين متطورة ومتأثرة بالسينما الغربية لها مستقبل مهم اذا
أملت كملت على هذه الشاكلة.
·
برأيك كيف أثرت السينما البديلة
على أحداث الربيع العربي ؟
الانترنت و السينما البديلة لها تأثير لا بأس به بشكل عام، يوجد
العديد من الأفلام عن الربيع العربي لا أذكر اسماءها حالياً، و لكن الربيع
العربي ذو مشكلة لأنه ليس واضح كيف سينتهي وهذه السينما البديلة كا
اليوتيوب و الفيسبوك و التويتر و كغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي لم
تأثر فقط في البلاد العربية بل ايضا بأيران، وعمليات الاتساع في التأثير
سيشجع الجمهور على الاقبال على هذا النوع من السينما.
·
بالخروج من السينما، ما سبب
اجتياح الدراما التركية للعالم العربي، برأيك؟
في تركيا مثلاً الجميع يتابع المسلسلات الأمريكية، ويتأثر المجتمع
بالغرب من خلال متابعتها، و هذا الشيء نفسه بالنسبة للعالم العربي، و
الدراما التركية، و تأثر العالم العربي فيها، فالمسلسلات التركية ليست
واقعية جداً، ولا تمثل المجتمع التركي، و لكنها قصص خيالية و شخصيات خيالية
عن الحب والعشق، وهذا الشيء يُلاقي اقبال في العالم العربي، وخصوصاً النساء
العربيات، حيث يتابعن المسلسلات بسبب وضعهم المنزلي والعادات و التقاليد و
يقربهم من خيالهن، حيث تتدفع المسلسلات العديد من العائلات للقدوم لتركيا
للتشبه بطريقة معيشة أبطال المسلسلات حيث يقومون بشراء من الماركات التي
يشتري منها أبطال المسلسلات. وهناك مسلسل "حريم السلطان" مسلسل تاريخي ولكن
أقرب للخيال، وهو مسلسل ميديا أكثر من مسلسل تاريخي، حيث يتكلم عن الحرملك،
والنساء العربيات قسم كبير منهن يعيشن الحرملك في حياتهم العادية.
·
وبرأيك استاذ بطال هل ستستمر هذه
الظاهرة ؟
برأي ستستمر هذه الظاهرة طالما تركيا تنتج مسلسلات، ولكن هذه الظاهرة
تتعلق أيضا بالسياسة بين هذه الدول.
الجزيرة الوثائقية في
20/02/2013
هل الفيلم الوثائقي يكذب؟
أمير العمري
هناك اتفاق غير مكتوب بين صناع الأفلام الوثائقية على أن الفيلم
الوثائقي "لا يكذب"، وذلك بحكم طبيعته ونوعية القضايا والمواضيع التي
يتناولها ويكون الهدف منها عادة توصيل رسالة معينة، من خلال تقديم صورة
للحقيقة، وللواقع، أي لما يدور في العالم على ساحة الحقيقة وليس على مستوى
الخيال.
هنا يكون الإخلاص للحقيقة هو الهاجس الأساسي لدى صناع الفيلم
الوثائقي، والصدق مع المشاهدين في تقديم الحقيقة من جوانبها المختلفة بقدر
الإمكان. ومهما بلغت "رؤية" مخرج الفيلم الوثائقي من جرأة في الطرح والعرض
والبيان، فمن الصعب كثيرا القول إنه "لا يصور الحقيقة" أو يلوي عنق الحقائق
ويضلل المتفرج عمدا.
ولكن ماذا يحدث إذا ما خالف مخرج الفيلم الوثائقي هذه القاعدة، أي
قاعدة الصدق والإخلاص للحقيقة؟
يتساءل البعض عن حق: هل هناك التزام أخلاقي أو معايير أخلاقية محددة سلفا
لا يجوز الخروج عليها؟ ومن الذي يملك فرض وتطبيق هذه المعايير ومحاسبة من
يخرجون عليها؟ وما الذي يتعين على السينمائي أن يفعله لكي يبتعد عن تشويه
الحقائق أو التلاعب بها وما مدى مسؤوليته عن استخدام الوسائل السينمائية
المختلفة من أجل إقناع المشاهدين بأنه يقدم لهم الحقيقة ولا شيء سواها، لن
يقوده للخروج عن المباديء الأخلاقية للمهنة؟
أسئلة كثيرة تبدو مشروعة، يدور النقاش حولها بين المتخصصين في مجال
الفيلم الوثائقي، وتحمل في طياتها الكثير من المطبات والتحديات وتحتاج
بالتأكيد إلى مزيد من التعمق في الكتابة والتنظير من أجل التوصل إلى إجابات
عليها. لكننا نود أن نتوقف هنا أمام السؤال الجوهري التالي:
إذا كان الفيلم الوثائقي يتعلق أساسا، بتصوير الواقع وتقديم الحقيقة
للمشاهدين، فهل من الممكن أن يكون ما يقدمه كذبا؟
إذا كان البعض يعتبر أن مخرج الفيلم السينمائي (ومؤلفه وصاحب فكرته
والمسؤول الأول والأخير عنه من شتى الجوانب) هو "ديكتاتور".. له مطلق
الحرية في تقديم ما يشاء والتركيز على ما يشاء من خلال استخدام وسيلة
المونتاج، فكيف يمكننا أن نطالبه بالالتزام الأخلاقي بالحقيقة والصدق وعدم
الانحراف وراء "تزييف" الوعي باللجوء إلى "الكذب" سواء في الصورة أو فيما
يقال – صوتيا- على سطح الصورة؟
يبقى الأمر مجرد مناشدة عامة، ويظل الحكم على أي فيلم وثائقي، متوقفا
على ما يثيره من جدل بعد عرضه ثم انتشاره، أي بعد أن يكون قد حقق تأثيرا
مباشرا على الجمهور. هنا إذن يكون التأثير قد وقع ولم يعد من الممكن منعه
أو وقفه إلا بتطبيق الرقابة أي التدخل المباشر من جانب سلطة الرقابة عليه.
أما عن احتمالية كذب الفيلم الوثائقي، فالإجابة عن السؤال هي بـ"نعم"
التي قد تصدم البعض بالطبع!
إن الجمهور يقبل عادة كل أشكال الخدع والمؤثرات في الفيلم الروائي أو
القصصي "الخيالي"، في حين أنه يرفض مثل هذه الوسائل في الفيلم الوثائقي
تماما. ولكن ماذا سيقول المشاهدون إذا ما اكتشفوا، على سبيل المثال، كذب
وتضليل تلك اللقطة الشهيرة التي هزت العالم كلها بعد الحرب العالمية
الثانية، لبلدوزر أو جرافة، يقودها جندي تجرف عشرات الجثث التي تبدو أقرب
إلى الهياكل العظمية، لتلقي بها في حفرة في معسكر بيرجن بيلزن للاعتقال
الجماعي المقام داخل الأراضي الألمانية؟
هذه اللقطة تكرر ظهورها في عشرات الأفلام الوثائقية التي عرضت وظلت
تعرض في دور العرض ثم فيما بعد، على شاشات التليفزيون، تأكيدا على
"الوحشية" النازية وارتباطها بعمليات "الإبادة" الجماعية لليهود خلال ما
عرف بـ"الهولوكوست". ولعل أشهر هذه الأفلام الفيلم الوثائقي "ليل وضباب"
للمخرج الفرنسي الشهير آلان رينيه الذي أخرجه عام 1955.
إن السياق الذي وضعت فيه هذه اللقطة من الفيلم إلى جانب التعليق
الصوتي المصاحب للفيلم من بدايته، يقود الجمهور إلى تصديق أن الجرافة التي
يراها هي بالضرورة "ألمانية" غير مدركين أن الجندي الذي يقودها هو جندي
بريطاني (من شكل القبعة العسكرية التي يرتديها) وإن اللقطة صورت بعد تحرير
القوات البريطانية للمعسكر وعثورها على جثث لنزلاء قضوا نحبهم على الأغلب
كما ثبت فيما بعد، بفعل الضربات الجوية العنيفة التي شنتها طائرات الحلفاء
على المعسكر، وأيضا جراء الجوع والعطش وانتشار الأوبئة الفتاكة بسبب انقطاع
طرق المواصلات خلال الأشهر الأخيرة من الحرب وندرة الطعام وانتقال الكثير
من الجنود الألمان الذين هربوا من المناطق الشرقية أمام تقدم القوات
السوفيتية، ولجوء الكثيرين منهم إلى المعسكر، مما أدى إلى انتشار مزيد من
الأوبئة والأمراض الفتاكة التي نقلوها معهم مثل التيفود والدوسنتاريا
والكوليرا، وما ثبت فيما بعد، من أن معظم الوفيات وقعت بعد تحرير المعسكر
ووقوعه في أيدي القوات البريطانية!
والطريف أن خبراء الدعاية الغربيين انتبهوا فيما بعد، إلى التزييف
الذي يمكن أن تكشفه قبعة الجندي فقاموا بإخفاء طرفها من اللقطة!
ولعل من أكثر اللقطات (وأشهرها أيضا) تلك لقطة لمجموعة من الجنود
الأمريكيين خارج ما قدم للعالم عبر مجلة "تايم" الشهيرة كما وصف بأنه "غرفة
الغاز" في معسكر داخاو الشهير في ألمانيا، رغم اعتراف السلطات الالمانية
نفسها فيما بعد، أي في عام 1960، بأن "داخاو" لم يعرف وجود ما يسمى بغرف
الغاز على الإطلاق، بل جاء مدير معهد ميونيخ للتاريخ المعاصر عام 1960، أي
بعد نهاية الحرب بخمسة عشر عاما، لكي يؤكد في وثيقة مكتوبة أن الأراضي
الألمانية لم تعرف وجود "غرف الغاز" بل أقيمت كلها خارج أراضي ألمانيا في
أوكرانيا وبولندا!
عادة ما تصنع الموسيقى المؤثرة والمؤثرات والتعليق الصوتي إيحاء قويا
بأن ما نشاهده هو الحقيقة بعينها، في حين أن "السياق" السينمائي المصنوع
صنعا، هو الذي يوصل رسالة معينة قد تكون كاذبة تماما. فقد كان يكفي، على
سبيل المثال، أن نشاهد في الكثير من الأفلام الوثائقية التي ظهرت عن
الهولوكوست، كومة من الأحذية، وكومة أخرى من النظارات، ثم كومة ثالثة من
الشعر، في لقطات مقتصدة تصاحبها موسيقى جنائزية وتعليق صوتي رخيم يقول لنا
إنه "هنا لقي عشرات الآلاف من اليهود مصيرهم المحتوم بالقتل في غرف الغاز"
وذلك دون أن نعرف طبيعة المكان على وجه التحديد وكيف يمكن أن تكون غرفة مثل
التي نشاهدها، قد استخدمت في قتل مئات الآلاف على مدى سنتين ونصف بوتيرة
يومية متواصلة!
تقول لناالدعاية التي سبقت عرض الفيلم الوثائقي الشهير "الأيام
الأخيرة"
The Last Days
الذي أنتجه ستيفن سبيلبرج وأخرجه جيمس مول
عام 1999 إنه "الحقيقة المجردة كما يرويها الناجون من الهولوكوست".
وعندما شاهدنا الفيلم اتضح أن معظم الذين يظهرون فيه من شخصيات هم
مجموعة من "الممثلين" غير المحترفين، الذين يؤدون أودارا معينة بزعم أنهم
يروون شهاداتهم الحقيقية عن فترة وجودهم في معسكرات الاعتقال النازية.
هناك- على سبيل المثال، سيدة تدعى "إيرين" تروي كيف تمكنت من الهرب من
داخل غرفة الغاز بفعل قوة "أسطورية" لا تدرك كنهها. فهي تقول إنها سيقت مع
غيرها الكثيرين، إلى داخل غرفة الغاز لكنها فجأة وبعد ان اصبحت محشورة داخل
الغرفة، وجدت قوة تدفعها للخلف (بظهرها) إلى أن خرجت من الغرفة وتمكنت من
الفرار!.
ومن أكثر الاشياء مدعاة للسخرية في فيلم سبيلبرج الذي أنتجه لحساب
مؤسسة "شوا" (أي الإبادة) التي وهبت نفسها لتوثيق تاريخ الهولوكوست، أن هذه
المرأة، وهي ضمن خمس نساء يقول لنا التعليق إن صناع الفيلم عادوا بهن من
الولايات المتحدة إلى بلدهن الأصلي أي المجر، لكي يتذكرن ما جرى لهن أثناء
الحرب العالمية الثانية على أيدي الألمان.
إيرين لا يبدو أنها تتجاوز الخمسين من عمرها على أكثر تقدير، وقد سجلت
شهاداتها عام 1995 أي بعد خمسين عاما على نهاية الحرب العالمية الثانية،
فكم كان عمرها عندما كانت داخل معسكرات الاعتقال النازية التي تروي عنها
وتتذكر الكثير من التفاصيل "الخرافية" المتناقضة كما لو كانت قد وقعت
بالأمس القريب فقط!
من ضمن ما ترويه أيرين مثلا أن الكثير من النزلاء كانوا يلقون بأنفسهم
على الأسلاك الشائكة المحيطة بالمعسكر وكانت مكهربة، كوسيلة للخلاص بالموت،
إلا أن الألمان- حسب ما تقول- لم يعجبهم أن يتخلص اليهود من حياتهم بأنفسهم
بل كانوا فقط "يريدون أن يقتلوهم وقتما يشاءون لا وقتما يقررون هم أن
يموتوا"- حسب نص عبارتها في الفيلم، لذلك فقد كانوا يقومون بتعذيب خمسة من
المعتقلين حتى الموت مقابل كل واحد لجأ إلى الانتحار بهذه الطريقة. وعندما
تعود أيرين لرواية القصة مرة أخرى في موضع آخر من الفيلم تقول إن الألمان
كانوا يقومون بتعذيب 100 شخص حتى الموت مقابل كل شخص يختار نهايته بنفسه
قبل الموعد المحدد من قبل الألمان!
أي ان الرواية تتناقض بوضوح ما بين 5 إلى 100 أي أن "الشاهدة الحية
الناجية من الهولوكوست" تعود لتضاعف العدد خمس مرات!
وتقول أيرين أيضا إنها كانت من بين من وقع عليهن الاختيار لكي يجري
الأطباء الألمان عليهن التجارب لاستخلاص جلودهن واستخدامها في صنع عواكس
المصابيح المعلقة
lampshades
والقفازات (وهي إحدى الأفكار الخرافية التي لم
يثبت وجودها في أي وقت!) وعندما تسألها المحاورة عما إذا كانت تتذكر إسم
الطبيب تقول لها: إنه قد يكون أيخمان أو "منجلر"، في خلط واضح مشوش بين
الدكتور جوزيف منجلز (وليس منجلر كما تقول!) المعروف بإجرائه تجارب طبية
على الأحياء في معسكرات الاعتقال، وبين أدولف أيخمان ضابط الإس إس المسؤول
عن خطة ترحيل اليهود والذي اتهم بقتل اليهود بشكل جماعي واختفطته المخابرات
الإسرائيلية عام 1960 وحوكم وأعدم في إسرائيل!
إن الخلط بين الحقائق وأنصاف الحقائق والقصص المختلقة سيبرز كثيرا في
الفترة من 1968 حتى يومنا هذا في الكثير من الأفلام الوثائقية التي ظهرت في
الغرب عن "الهولوكوست" بوجه خاص. وهو نموذج بارز لاستخدام الوثائقي في
التضليل. ولعل أشهر هذه الأفلام فيلم "شوا" (1984) لكلود لانزمان الفرنسي
الذي احتفي به كثيرا في الغرب رغم أنه لم يقدم وثيقة واحدة تدلل على ما
يزعمه مخرجه بل اكتفى بشهادات شهود تتناقض مع بعضها البعض بشكل مخجل لكن
هذا موضوع آخر!
الجزيرة الوثائقية في
20/02/2013
«لودفيغ»
لفيسكونتي:
قلق الفنبين فاغنر الانتهازي والإمبراطور المجنون
إبراهيم العريس
هواة السينما الكبيرة، كما المولعون حقاً بموسيقى فاغنر، يعرفون طبعاً
أن السينما اهتمت بالموسيقي الألماني الكبير منذ أزمان مبكرة، ولا سيما حين
حقق فريتز لانغ غير فيلم مقتبس من أساطير أوبرات فاغنر. غير أن السينما
أوصلت الاهتمام بفاغنر إلى الذروة مع الفيلم الذي حققه الإيطالي الكبير
الراحل لوكينو فيسكونتي عن لودفيغ إمبراطور بافاريا وعلاقته بفاغنر والتي
انطلاقاً منها كانت كتابة هذا الأخير لبعض أروع أوبراته وكذلك تأسيسه مسرح
ومهرجان مدينة بايرت الألمانية.
>
مهما يكن فإن «لودفيغ» (أو «غروب الآلهة») ليس أشهر أفلام
فيسكونتي, ولا هو أفضلها، لكنه بالتأكيد واحد من أكثر الأفلام تعبيراً عن
هذا المخرج الذي يمكن القول إن أفلامه في معظمها كانت ذاتية. الأهم في هذا
الفيلم هو أن فيسكونتي الذي كان اعتاد أن يجعل من شخصية محورية في فيلم من
أفلامه، شخصية تعبّر عنه (الأمير في «الفهد»، أو البروفسور آينشباخ في «موت
في البندقية») وزع ذاته في «لودفيغ» في شكل أساسي على شخصيتين محوريتين. إذ
نراه هنا من خلال شخصية لودفيغ «أمبراطور» بافاريا نفسه، كما من خلال شخصية
فاغنر، الذي كان لودفيغ، لفترة طويلة من حياته، راعيه وصديقه. ومن هنا، فإن
معظم المشاهد التي تجمع بين فاغنر ولودفيغ في الفيلم، تبدو حواراتها وكأنها
حوارات داخل فيسكونتي نفسه. علماً أن موضوع الفيلم، والذي يلوح من خلال
سيرة ملك بافاريا وسقوطه المدوي و «جنونه» وحبه للفن وزهده بالسلطة،
وعذريته مع حبه الأفلاطوني الكبير لابنة عمه إليزابيث (سيسي)، موضوع الفيلم
هو سقوط الأرستقراطية أمام هجمة الأزمان الحديثة... وهو الموضوع نفسه الذي
يهيمن على الأفلام التي حققها فيسكونتي، خلال النصف الثاني من حياته ومساره
المهني الذي امتد من أواسط سنوات الستين من القرن العشرين، حتى رحيله عام
1976. ومن يسقط في هذا الفيلم هو طبعاً «لودفيغ»، الذي صوره فيسكونتي في
شكل عام، في صورة متعاطفة تماماً مع أن التاريخ يتهمه بالتبذير وسوء
الإدارة إلى حد إفلاس الدولة.
>
يقول لنا فيسكونتي في هذا الفيلم، إن الإفلاس لم يكن بسبب
تبذير الملك على ملذاته، أو بسبب مغامرات عسكرية قام بها، بل إن التبذير
نتج من ولعه بالفنون والعمران... إذ، في الفيلم كما في الواقع التاريخي،
إلى حد بعيد، ينفق لودفيغ ثروة هائلة على بناء أربعة أو خمسة قصور ضخمة
فخمة، لا تزال قائمة حتى اليوم، ما يشكل فخراً لألمانيا كلها، كما انه ينفق
أموالاً مدهشة على الفنانين، ولا سيما على الموسيقيين فرانز ليست وريتشارد
فاغنر. واللافت أن فيسكونتي، الذي طالما دافع عن الفن والفنانين في أفلامه،
يقدم فاغنر وابنة ليست هنا انتهازيين، لا يتورعان عن التلاعب بالملك للحصول
على المال، الذي كان هذا الأخير يغدقه عليهما من دون حساب.غير أن هذا
الجانب من الفيلم لا يشكل سوى جزء يسير من زمنه، أو بالأحرى زمن نسخته
الأطول، والأقرب إلى العمل الذي كان في بال فيسكونتي حين أخرج هذا الفيلم.
ونقول هذا، لأن ثمة ما لا يقل عن أربع نسخ نهائية من «لودفيغ أو غروب
الآلهة» أشهرها النسخة الأقصر، التي بالكاد تتعدى الساعتين عرضاً، والتي لم
يرض فيسكونتي عنها أبداً. فهي نسخة أنتجها ممولو الفيلم من دون معرفته، إذ
أدركوا استحالة عرض النسخة الطويلة في الصالات. ولعل في إمكاننا أن نقول إن
هذا كلام محق، ذلك أن النسخة الفيسكونتية يصل زمن عرضها إلى أربع ساعات،
فإذا أضفنا إلى هذا، بطء حركة الفيلم حتى في نسخته الأقصر، نقول إن الفيلم
الذي حقق في نسخته القصيرة فشلاً تجارياً كبيراً، كان من شأن عرض نسخته
الأطول أن يسفر عن كارثة لو عرضت. وهذه النسخة الأطول موجـــودة الآن في
أسطوانات مدمجة، لها معجبون كثر تدهشهم تلك المشاهد النهائية التي تخلو
منها النسخ الأخرى، والتي تتناول الأيام الأخيرة من حياة لودفيغ ثم مقتله
والتحقيقات حول ذلك.
>
إذاً، نحن هنا، إزاء فيلم تاريخي ينتمي إلى نوع «أفلام
السيرة». ومن هنا، فإن لودفيغ هو الشخص الحاضر أكثر من غيره على الشاشة
طوال زمن العرض. غير أن حضور الشخصيات الأخرى لم يكن أقل أهمية، ولا سيما
شخصية إليزابيث، التي قامت بدورها رومي شنايدر بتألق مدهش. وهنا قد يكون من
المفيد أن نذكر أن رومي شنايدر بدأت حياتها السينمائية وشهرتها - قبل أن
تنتقل إلى فرنسا لتعمل فيها - عبر لعبها شخصية إليزابيث نفسها، في سلسلة
أفلام «سيسي». وحسب المرء اليوم أن يقارن بين «سيسي» في هذه الأفلام، و «سيسي»
في «لودفيغ» حتى يدرك الفارق بين السينما الصغيرة والسينما الكبيرة.
السينما الكبيرة التي يمكن اعتبار «لودفيغ «خير تعبير عنها. ذلك أنه، حتى
وإن كان الموضوع حميمياً يدور حول حياة أرستقراطي كبير يفضل الفن على
الحرب، والحب الأفلاطوني على الجنس. لقد تعامل فيسكونتي مع فيلمه هذا،
تعامله مع أوبرات فاغنر، التي كان يخرجها بنفسه على المسارح. وفي إمكاننا
أن نقول إن فيسكونتي جعل لفاغنر حضوراً طاغياً - على قصره - في الفيلم (قام
بدوره في شكل مدهـــش الأميركي تريفور هاوارد). وقد كان استخدام الفيلم
موسيقى فاغنر (ولا سيما افــتتاحيات «تانهاوزر» و «تريستان وايزولت»)
كموسيقى تصويرية، إضافة إلى بعض أعمال شومان، عنصراً أساسياً في إضفاء
الطابع الأوبرالي على العمل ككل.
>
من ناحية السرد، لم يخرج فيسكونتي في سياق الفيلم، كثيراً، عن
حكاية الملك لودفيغ المعروفة، هو الذي أجبر على قبول العرش، وما كان في
إمكانه أن يتزوج إليزابيث لإنجاب وريث، إضافة إلى شغفه ببناء القصور
الضخمة، وصولاً في النهاية إلى الحكم عليه بالسجن، إذ قرر مجلس العائلة
والحكم ذلك، لوضع حد لتبذيره وإيصال بافاريا إلى الإفلاس، حتى الحكم
بجنونه، وصولاً إلى لحظة النهاية التي في الفيلم ما يقول لنا إنها كانت
نتيجة جريمة اغتيال، أو لعله انتحار، أو أي شيء من هذا القبيل. هذا السياق
هو الذي صوّره فيسكونتي في هذا الفيلم الذي حققه عام 1972، مباشرة بعد
النجاح الكبير الذي كان حققه في «موت في البندقية».
>
حين حقق لوكينو فيسكونتي هذا الفيلم كان يعيش سنوات حياته
الأخيرة، ويبدو هذا واضحاً، ليس فقط من خلال بطء حركة إخراج الفيلم عن
سيناريو يبدو لقارئه أكثر ديناميكية (شاركته في كتابته سوزي تشيكي داميكو)،
بل كذلك من خلال طابع الوصية الذي يهيمن على موضوع الفيلم وأفكاره. ومن هنا
ذلك التبجيل الذي يهيمن على الفيلم ككل، للطبقات العليا في المجتمع، وللذوق
الرفيع في نمط الحياة، وفي الأذواق الفنية وفي تصرفات الشخصيات ككل، ولا
سيما منها لودفيغ نفسه، الذي تشف مشاهده مع فاغنر عن ذلك التضارب في السلوك
ومقاربة الفنون والأصالة والحداثة، عن كبرياء الأرستقراطية في أروع
تجلياتها، كما تشف مشاهده الأخيرة، التي تبدو في روحها متوائمة مع «ابتذالية»
فاغنر وتكالبه على المال وانتهازيته، عن سقوط تلك الكبرياء أمام الواقع
المتغير.
>
ولعل علينا هنا أن نذكّر بأن فيسكونتي ركز على هذا البعد في «لودفيغ»
كما في «موت في البندقية» و «عنف وعاطفة» - وهي أفلام حققها تباعاً في آخر
مسيرته التي ختمها بفيلم «البريء» عن دانونزيو-. ففي الأفلام الثلاثة، ينزل
الإنسان إلى الجحيم، عبر طريق مفروشة بالجمال والجنس والحب. بهذا المعنى
كانت أفلام فيسكونتي ما قبل الأخيرة هي الفن ومشكلة الفن في آن معاً. أو
لنقل بالأحرى كانت نقطة التصادم بين تصورنا للجميل بوصفه السامي في الوقت
نفسه (كانط)، وحقيقة الجميل بوصفه أكثر ميلاً للتعبير عن الواقع بصرف النظر
عن السمو والمثالية (لوكاتش).
alariss@alhayat.com
الحياة اللندنية في
20/02/2013
جمال عبد جاسم :
الكرافيك لأول مرّة في السينما العراقية
بغداد / المدى
بعد انجازه لافلام وثائقية وتسجيلية ومسلسلات درامية للتليفزيون ،
يخوض المخرج جمال عبد جاسم اول تجاربة السينمائية في فيلم بعنوان( قاع
المدينة )
بغداد عاصمة للثقافة العربية عام 2013 وقد استخدم فيه جمال تقنيات
جديدة على السينما العراقية
وجمال عرفناه مخرجا دراميا لمئات المسلسلات التلفزيونية مثل الدرس الاول
وحب وحرب وقبلها هوى وكبرياء وارجوحة النار . وهو اول من نزل الى الشارع
العراقي ليصور مسلسله حب وحرب بعد التغيير في عام 2003
ويكاد يكون جمال عبد جاسم انشط المخرجين في الدراما التليفزيونية
وكذلك اخراج الافلام التليفزيونية اذ شكل ثنائيت مع الفنان الراحل قاسم
الجنابي .
*
جمال حدثنا عن فيلمه الجديد فقال :
-
فيلم( قاع المدينة ) من تاليفي واخراجي وانتاج
وزارة الثقافة والمنتج المنفذ دائرة السينما والمسرح . وهومن افلام مشروع
بغداد عاصمة للثقافة العربية عام 2013 وقد تم تصويره في مناطق متفرقة من
بغداد .
·
من يجسد شخصياته من الفنانين ؟
-
هناك مجموعة جيدة من الممثلين يشاركون بطل الرواية الفنان عبد
الستار البصري وهم طه علوان وخلف ضيدان ومحمود حسين ومهند الامين وهم
يشكلون ضيوفا يكملون شخصيات واحداث الفيلم الى مجموعة الفنيين حيدر زهراوي
للاضاءة والمصور محمدرحيم وللصوت الفتلاوي والكرافيك وسام جعفر والمونتاج
حيدر محمد علي .
·
ماهي حكاية الفيلم ؟
-
تدور احداث الفيلم في بغداد ، لاسيما في منطقة الشواكة ، وهي
من المناطق الشعبية القديمة في بغداد وماتزال متمسكة بطابعها الشعبي.
·
لماذا اخترت هذه المنطقة ؟
-
اخترتها لانها تعبر عن الطراز البغدادي الاصيل واظهار قاع
المدينة الموجود فيها . وكذلك لاظهار العديد من التقاليد والعادات الاصيلة
لاهل هذه المنطقة الجميلة
.
·
ماذا عن الاحداث ؟
-
احداث الفيلم تدور في زمن مابعد التغيير عام 2003 وسقوط اول
صاروخ امريكي على بغداد الى يومنا هذا ، مرورا بجميع التطورات والاحداث
التي مر بها العراق من خلال منطقة الشواكة . وقد اختزلت الاحداث بفيلم من
اربعين دقيقة . وسيشاهد المشاهد الكريم تاريخ العراق والاحداث التي مرت بنا
خلال الفترة 2003 - 2012
·
ما الجديد فيه ؟
-
الجديد هو استخدامي طريقة جديدة في السينما العراقية ولي الفخر
بأستخدامه لاول مرة فيها وهي قضية ( الكرافيك في السينما ) .
·
وما هو الاسلوب الذي اتبعته
الاخراج ؟
-
حاولت ان اقدم في الفيلم اسلوب عمل ( الغريم ) وهو صعب للغاية
فأنا اعمل الكومبوز شيء اي الموسيقى والكاميرا والاضاءة في آن واحد قبل ان
افكر ان اقدم حدثا اوحوارا .. اي تقديم المشهد المتكامل وهو شيء اقدمه
لاول مرة ويختلف عندما قدمته سابقا في اعمالي التليفزيونية .. وعملت بدقة
متناهية لانجاز الفيلم كي يكون مؤثرا ويستقطب اهتمام المشاهدين .
·
كيف تتعامل مع الممثل ؟
-
حاولت ان اجعل الممثلين ان لايمثلون بل ان يكونوا طبيعيين
ويتصرفون على ( سجيتهم ) بدون ام يمثل . لذا سنشاهد مجموعة ممثلي الفيلم
بأداء راق غيرالاداء الذي عرف عنهم من قبل
.
·
انت تحب السينما وتقدم اعمالك
التلفزيونية بطريقة السينما ومع ذلك لم تتجه الى السينما وتقدم افلاما فيها
من قبل ؟
-
اعتقد انك تتذكر اني اخرجت افلاما تليفزيونية كثيرة في فترة
التسعينات لكن تلك الافلام تطغى عليها صبغة التليفزيون اكثر من السينما .
لان الافكار والتقنيات الموجودة آنذاك غير كافية للوصول اوانجاز فيلم
سينمائي كما اليوم حيث التقنيات تغيرت ودخلت الكثير من التفاصيل . كذلك في
المونتاج استخدمت حاسبة جديدة فيها اربعين تراك للصوت وهو غير موجود
سابقا .
·
هل يتوفر الفيلم الخام للسينما
العراقية اليوم ؟
-
لا توفر الفيلم الخام لعملنا سينما قبل هذا الوقت لكن لعدم
وجوده نضطر الى التوجه الى الديجتال ثم يحول الى شريط سينمائي خارج العراق
وهو يضاهي الفيلم السينمائي من ناحية التقنية والكوالتي ولا يتلف منه شيئا .
·
اين يعرض الفيلم ونحن لانمتلك
دور عرض سينمائية ؟
-
انه سؤال مهم وقد سألته عندما كلفت بأنجاز الفيلم لوزارة
الثقافة واجابوني بأن هناك نية لافتتاح العديد من صالات العرض المتوقفة عن
العمل مثل قاعات ساحة الاحتفالات وسينما سمير اميس بالاضافة الى قاعة
المسرح الوطني لان المشروع يخص وزارة الثقافة
.
·
الا تعرضه الفضائيات؟
-
الانتاج يخص وزارة الثقافة ولا اعتقد انها ستعطي الافلام
للفضائيات لاسيما ان موضوعات الافلام ليست تجارية ولا تشجع الفضائيات
العراقية على عرضها
.
·
هل هي التجربة السينمائية
الاولى او الاهم في حياتك ؟
-
نعم واطمح ان اقدم فيلما روائيا طويلا وقد كلفت احد كتاب
النصوص لكتابة الفيلم واود ان اشارك فيه بالمهرجانات السينمائية . وسأقدمه
لوزارة الثقافة لانتاجه
.
المدى العراقية في
20/02/2013
قضايا الشباب اليوم في المدينة و الريف
ترجمة / عادل العامل
استقبلت السينما الهندية هذا العام بعدد من الأفلام، التي تتناول
جملةً من القضايا الاجتماعية المختلفة و خاصة ما يتعلق منها بالشباب، مثل
الصداقة، و تطلعات الفتيان القادمين من الريف إلى المدينة، و علاقات الحب
بين أبناء و بنات العوائل المتخاصمة في القرى، و غيرها.
من هذه الأفلام
(Adhu Vera… Idhu Vera )،
من إخراج م. ثيلاكراجا. و تدور قصة الفيلم حول فكرة أن معظم الفتيان يأتون
من المناطق الريفية إلى المدينة ( و هي تشيناي هنا ) مع هدفين : أن يصبح
نجماً سينمائياً و يصير غنياً بسرعة. " غير أن البطل في هذا الفيلم له هدف
واحد فقط ــ أن يُصبح دون جواناً. فيقع في الحب، و تكون الكيفية التي تغير
بها هذه العلاقة العاطفية حياته مدار قصة الفيلم "، كما يقول ثيلاكراجا.
أما المخرج أيزهل فمعروف بأفلام مثل ( ثالادا ماناموم ثالوم )، (
بوفالام أون فاسام )، ( ديبافالي ) وغيرها. و قد أطلق فيلمه التالي (
ديسينغو راجا )، الذي يقوم بدوريه الرئيسين فايمال و بيندو مَدهافي. و تجري
أحداث الفيلم في قريتين متجاورتين، حيث يكون الاحترام و التبجيل وفقاً
للعلاقات العائلية. وبالطبع، هناك عداوة و تنافس بين العائلات، التي يحتفظ
رؤساؤها بالسلطة فيها للتأثير في معيشة أفرادها. و تدور قصة الفيلم حول
الكيفية التي يقع بها في الحب أبناء الأجيال الأصغر سناً من العوائل
المتشاحنة ــ و هي كيفية يمكن أن تزيد النار اشتعالاً بينها أو تؤدي إلى
تقوية العلاقات الجديدة بينها.
وهناك فيلم
(Kanyadaan )،
من إخراج سوبرمانيان جاناردانان، المعروف في أوساط بوليود باسم راجو
سوبرمانيان، و الذي أنجز مؤخراً فيلمين هما ( احتكار ) و
(Kanyadaan ).
و يدور الأخير حول جريمة قتل غامضة، بحضور وجهين جديدين. و يقول
المخرج " لقد قمت، مؤخراً، باشتراك في إخراج فيلمين. ثم صادفتني قصة من
تأليف تارون تاكشَي من مومباي، و قررت عندئذٍ أن أكتب السيناريو و إخراج ( Kanyadaan )، الذي يجري تصويره في تاميل و تيلوغو بصورة متزامنة ".
وأخيراً، و بعد عدد من المغامرات الإخراجية، يقوم راسو مَديورافان
أيضاً بإنتاج فيلمه السابع
( Sogusu Perundhu ). "
و تحدث القصة خلال رحلة بالحافلة من تشيناي
إلى مادوراي. و أحد بطلي الفيلم ولد ناشئ
في المدينة بينما الآخر قادم من الريف. و يصبحان صديقين خلال
الرحلة، و يكونان في نهايتها أشبه بأخوين. و مع أن الفيلم معبَّأ
بالكوميديا، فإنه لا يخلو من الرومانس أيضاً "، كما يقول راسو.
المدى العراقية في
20/02/2013 |