بعد غياب عن الساحة الفنية يعود الفنان الشاب هانى سلامة إلى
البلاتوهات لتصوير مشاهد فيلمه الجديد «الراهب» فالتقيناه لمعرفة أحدث
تفاصيل فيلمه الجديد وعن سبب ابتعاده عن الساحة الفنية لأكثر من عام وعن
رفضه للمشاركة فى الدراما فى هذه السطور..
·
ماذا عن أحدث تجاربك السينمائية
فيلم «الراهب»؟
** نحن بدأنا التصوير فى دير سانت كاترين بسيناء، ورغم قسوة الجو إلا
أن التجربة كانت ممتعة، و«اللوكيشن» جديد تماماً على السينما المصرية،
كالفكرة، ونحن حالياً متوقفون قليلاً بسبب التطورات السياسية، على أن
نستأنف التصوير قريباً جداً.
·
أليست مغامرة أن تقدم شخصية راهب
مسيحى؟
** الفيلم يرصد حياة شاب مصرى يجد نفسه عاجزاً عن التوافق مع الصراعات
الرهيبة فى العالم، فيلجأ للدير بحثاً عن السكينة والسلام النفسى، والأحداث
تتناول الجانب الإنسانى للشخصية وليس الجانب الدينى أو الكهنوتى.
·
ألن تخشى الانتقادات التى نالت
فيلم «الراهبة» لهند رستم أن تنال فيلمك؟
** التجربتان مختلفتان تماماً، بحكم فرق التوقيت والرؤية والتناول،
فنحن نرصد التفاصيل اليومية لحياة الراهب، وكيف يعيش ويتعايش مع واقعه، ولا
نقدم الرهبنة هنا كحل أو تكفير عن ماضٍ يؤذى ضمير صاحبه.
·
هل من الممكن أن يلحق الفيلم
الموسم الصيفى القادم؟
** حتى الآن لم نتكلم على موعد عرض الفيلم، وما يهمنا كفريق عمل خروجه
للنور فى أفضل صورة ممكنة، ويبقى الأمر مرهوناً بعوامل عدة تحددها الجهة
المنتجة.
·
وهل تجد صعوبة فى التعاون مع
المخرجة هالة خليل كونها مرأة، خاصة أن تصوير المشاهد صعب ومعظمه فى
الجبال؟
** أولا عملت من قبل مع كاملة أبو ذكرى، وصنعنا معاً فيلماً مميزاً
أعتز به، هو فيلم «واحد صحيح» لذا لا أجد مشكلة مع التعاون مع المخرجات،
وأنا من النوع الذى لا يلتفت لمثل هذه الأمور، فالمخرج سواء كان رجلاً أو
سيدة لديه أدوات ورؤية هى محك التفاهم والاختلاف لذا لا أجد صعوبة مع
المخرجة هالة خليل فهى مخرجة مميزة جداً، وأنا تابعت أعمالها السابقة
وأعجبتنى جداً، ونحن نعمل معاً بتفاهم وانسجام شديدين، خاصة أنها من النوع
الذى يمنح فى عمله الكثير من الوقت والمجهود من أجل متابعة كل التفاصيل
مهما كانت صغيرة.
·
ما سر غيابك عن الساحة الفنية
لهذه الفترة الطويلة؟
** سبب غيابى الوحيد هو عدم وجود عمل يرضى طموحات جمهورى وما ينتظره
منى، وأنا متذكر جيداً درس المخرج العظيم يوسف شاهين الذى قال لى «احذر فخ
الانتشار»، وشدد على ألا أقبل عملاً إلا إذا كان سيضيف إلى حتى لو جلست
سنوات فى البيت، كما جلس هو أحياناً.
·
كثير من أبناء جيلك من الفنانين
اتجه إلى الدراما.. هل ترفض المشاركة فى الأعمال الدرامية؟
** أنا لست رافضاً لفكرة العمل فى التلفزيون، بل بالعكس، ولكنى ضد
«التواجد» بأى عمل والسلام، ولابد حين أذهب إلى جمهور التلفزيون أن أذهب
إليهم بعمل يحترم عقولهم ويقدِّم لهم هانى سلامة الذى عرفوه وأحبوه فى
السينما.
أكتوبر المصرية في
17/03/2013
فيلم «حياة باى» تجربة روحية ومغامرة بصرية ممتعة
محمود عبدالشكور
يمتلك فيلم «life of pi»
أو «حياة باى» الذى أخرجه «أنج لى» مظهرًا بسيطًا يشبه أفلام ديزنى، ولكنه
فى الحقيقة يعبّر عن طموح فنى كبير فى الحديث عن قضية الإيمان، وحاجة
الإنسان إلى الله، وما بين بساطة الشكل والحدوتة المدعومة بالإبهار البصرى
وخدع الجرافيك، والمعنى العميق الروحى، يقطع الفيلم شوطًا كبيرًا فى طريق
الإتقان والإقناع.
يمكن تلخيص الحكاية بصورة سطحية بأنها مجرد تفاصيل إنقاذ صبى هندى من
الموت غرقًا بمساعدة نمر بنغالى، إذا فعلنا ذلك فإننا نكتب عن الفيلم
بسطحية، إذ أن الرحلة والمغامرة بأكملها ليست فى الواقع سوى تجسيد لحاجة
الإنسان إلى قوة خفية تدعمه وتمنحه الأمل فى النجاة، تجعله يتنفس من جديد
فى الوقت الذى يتصور فيه أن اليأس يحيط به من كل جانب، سيكون خطأ كبيرًا فى
قراءة هذا الفيلم الممتع إذا اكتفى مشاهده بمتابعة الحكاية والمغامرة دون
أن يتأمل معناها ودون أن يكتشف أننا أمام رحلة روحية داخلية، بقدرما هى
أيضًا مغامرة مثيرة فى قلب المحيط الهادى.
بطل الفيلم اسمه «باى»، نراه وهو يحكى حياته لمؤلف يريد أن يكتب عنها،
كان المؤلف قد التقى بمدرب السباحة «ماما جى» الذى تولى تدريب «باى» فى
طفولته، قال المدرب للكاتب إن لدىّ «باى» حكاية ستجعل المؤلف يؤمن بالله.
يحكى «باى» قضيته من البداية، هو ابن لرجل أعمال هندى كان يمتلك حديقة
للحيوان فى منطقة بوند تشيرى التى كانت تحتلها فرنسا ثم تنازلت عنها، «باى»
نفسه ولد فى الحديقة على يد طبيب بيطرى، والده كان معجبًا باسم حمّام سباحة
فى فرنسا، فأطلق على ابنه أسمًا غريبًا «بليسين باتل» مما جعله موضوعًا
لسخرية زملائه، نشأ «باى» وهذا اسم شهرته، وسط عائلة منفتحة، والده لا يؤمن
بالأديان، ويؤمن فقط بالعقل والعلم والمنطق، أمه تمتلك أيضًا نظرة متحررة،
ولكنها تعتقد أن الدين هو الصلة الوحيدة التى تربطها بالوطن أما «رافى»
شقيق باى الأكبر، فهو يسخر من محاولات شقيقه بالجمع بين الهندوسية
والمسيحية والإسلام كان «باى» منذ طفولته مهتمًا بالبحث فى الجوانب الروحية
للأديان، وكان أيضًا مهتمًا بالنمر البنغالى الذى أطلق عليه اسم «ريتشارد
باركر»، قرر ذات يوم أن يمنحه قطعة من اللحوم، ولكن الأب جاء فى الوقت
المناسب، قال باى إنه يشاهد روحًا وراء عيون النمر بينما أخبره الأب أنه
كاد يقتل نفسه بتقديم لحوم إلى حيوان متوحش، ثم ألقى الأب فريسة للنمر لكى
يثبت وحشيته.
عندما تسوء أحوال المنطقة الاقتصادية، يقرر الأب أن يصطحب أسرته إلى
كندا، على أن يحمل حيواناته فى سفينة شحن يابانية لكى يبيع هذه الحيوانات
فى الولايات المتحدة، ويضطر «باى» إلى مرافقة أسرته رغم ارتباطه بقصة حب مع
الجميلة «آناندى»، وسط المحيط، وفى منطقة «ماريانا» تهب عاصفة شديدة تغرق
السفينة، ويقفز «باى» إلى أحد قوارب الإنقاذ، ثم يكتشف أن القارب به عدة
حيوانات نجت من الموت هى النمر «ريتشارد باركر»، وقرد ضخم، وحمار وحشى،
وأحد الضباغ المتوحشة، يضطر بذلك إلى الهروب إلى عوامة صغيرة، ويحاول أن
يعود إلى القارب الذى توجد به مئونة كبيرة من الطعام والشراب، وكتاب صغير
عن خطط الإنقاذ وقت الغرق.
تتطور الأحداث إلى صراع شرس بين الحيوانات، الضبع يقتل القرد والنمر
يقتل الضبع والحمار الوحشى، يطلب «باى» المساعدة من السماء، يحاول ترويض
النمر وبعد صراع مرير معه، يكتشف أن وجود النمر هو الذى أنقذ حياته لولاه
ما ظل مستيقظًا، ولولاه ما نجح فى قراءة الكتاب، وابتكار طرق للتحايل على
الحياة، وسط المحيط تهّب عاصفة جديدة قاسية وقاتلة يستسلم «باى» لمصيره،
ينتظر الموت القادم، ولكنه يستيقظ فجأة وقد وجد نفسه على سطح جزيرة كبيرة
يأكل من أعشابها، ويكتشف مع «ريتشارد باركر» وجود بحيرة مائية عذبة تلتف
حولها أعداد هائلة من السناجب، ثم يكتشف بالمصادفة وجود بقايا أسنان بشرية
فى قلب زهرة برية، يعرف أنه فى جزيرة سحرية يتغير ماؤها فى المساء ويصبح
مسمومًا، فيهرب مع «باركر».
بعد كفاح طويل، يصل «باى» منهكًا وجائعًا إلى شاطىء فى المكسيك، ينظر
من بعيد فيجد النمر «ريتشارد باركر» يتقدم فى اتجاه غابة من الأشجار لا
ينظر إليه النمر على الإطلاق عندما ينقلون «باى» يبكى بشدة لأنه لم تتحح له
فرصة توديع النمر، فى المستشفى يحضر اثنان من الشركة اليابانية التى تمتلك
السفينة الغارقة يسألونه عن كيفية غرق السفينة لا يصدقونه عندما يحكى قصته
مع النمر، فيقرر أن يحكى لهم قصة أخرى، يقول إنه نجح فى النزول إلى قارب مع
أمه وطباخ السفينة الشرس وأحد البحارة، وأن الطباخ تشاجر مع أمه ومع
البحار، وأنه قتلهما لكى يوفر الطعام، وفى النهاية استطاع «باى» الهروب
بمفرده إلى المحيط!
يتساءل المؤلف وهو يسمع قصة «باى» عن نهاية الحكاية، فيسأله «باى»:أيهما
تفضل القصة التى حكيتها عن النمر، أم القصة التى حكيتها لممثلى الشركة
اليابانية؟ يقول المؤلف «إننى أفضل القصة التى يوجد فيها النمر»، فيرد «باى»
بلهجة انتصار:«إنها القصة التى يوجد فيها الله» تظهر أسرة «باى» الجديدة،
زوجته وطفلاه، من الواضح أن نجاته جعلته يبنى حياة جديدة رغم أنه فقد
حبيبته الهندية، وفقد أمه ووالده وشقيقه، ينتهى الفيلم بمشهد النمر
«ريتشارد باركر» وهو يختفى وراء الأشجار دون أن يلتفت إلى الخلف.
يقول الفيلم الجميل، الذى يمكن اعتبار كل مشهد فيه لوحة تشكيلية إن
الإنسان لا يستطيع أن يعيش دون دعم روحى، خصوصًا فى أوقات الخطر، فقد غرق
الأب الذى لم يؤمن إلا بالعقل والمنطق، وعاش الابن الذى اكتشف الروح وراء
عيون النمر ربما لم يقتنع المؤلف بالفكرة، ولكنه اكتشف بالتأكيد أن الحياة
بدون إله تكاد تحول الإنسان إلى وحوش مفترسة كما حكى «باى» فى قصته الجديدة
عن الطباخ الشرس وأمه والبحّار، تسخير وحش مثل النمر لإنقاذ صبى صغير أمر
يقترب من المعجزة والسحر، كما أن ما حدث فى الجزيرة الصغيرة واكتشاف الفخ
الذى يوجد بها، كل ذلك لا يجد تفسيراً عقليًا، ولكنه يمكن أن يجد تفسيراً
روحيًا، طريق المعرفة لدى «باى» هو طريق روحى بالأساس وكان الأمر لا يخلو
من مساعدة عقلية يمثلها الكتاب الصغير الذى احتفظ به لحماية نفسه من الموت
والغرق.
تم تنفيذ الفيلم بتقنية البُعد الثالث مما أكسب التجربة البصرية طاقة
هائلة على التأثير، نجح «آنج لى» فى اختيار ممثليه وخصوصًا الذين لعبوا دور
«باى» فى مراحله السنية المختلفة، كانت هناك أيضًا الكثير من اللمسات
الساخرة الذكية، وكان لافتًا أيضًا مشاركة النجم الفرنسى المخضرم «جيرار
ديبارديو» بمشهد واحد فقط فى الفيلم، دون أن يحتاج الفيلم أو الدور العادى،
وهو دور الطباخ، إلى ممثل بهذا الحجم الفنى أو الجسدى لابد من الإشارة
بالموسيقى التصويرية التى أبرزت الجوانب الروحية للحكاية، وبفريق المؤثرات
البصرية وخدع الجرافيك الذين قدموا مشاهد مذهلة فى الدمج بين الحيوانات
الحقيقية والبشر، دون أن يلتقى الطرفان فى الحقيقة.
أكتوبر المصرية في
17/03/2013
محمود ياسين :
بورسعيد تحتكر الإبداع وثلاثة جيوش لم تستطع كسر شوكتها
محمد الدوى
هو ابن مدينة بورسعيد الذى شارك فى طرد الاحتلال، وتفوق فى المسرح،
وقدم أعمالا أضافت إلى تراثنا السينمائى الكثير.. قال إن القراءة هى الطاقة
التى منحته النفس الطويل للتمسك بالقيم الجميلة ونصح المصريين أن يعلموا
أطفالهم حب بلدهم ويتعرفوا على تاريخها العظيم.. إنه الفنان الكبير محمود
ياسين الذى لم ينس أن يكثف الضوء على بورسعيد ويستمد من ذكرياتها طوق
النجاة لما تشهده الآن من وضع صعب.
وفى بداية حديثه أكد أن وطننا الغالى حافل بتاريخ عريق فى القيم
الإبداعية والأخلاقية والعلمية نتفاخر به أمام كل العالم.
وذكر أن مصر تتفاخر ببورسعيد أمام العالم بما قدمته من قيم غاية فى
النبل عبر تاريخها الممتد بداية من تعرضها للعدوان الثلاثى الغادر من
إنجلترا وفرنسا والكيان الصهيونى، وقال أعظم دولتين فى العالم وقتها أرسلتا
أساطيل مسلحة تسليحا كبيرا استخدمتهما بوحشية غير مسبوقة ليس لها تسمية
أخرى غير أنها إجرام قذر وكان يشاركهما الفعل كيان صهيونى يوظف عصاباته
لتدمير الإنسانية ورفض ياسين إطلاق اسم الدولة على ما يسمى بإسرائيل، وأوضح
أن العدوان القبيح استهدف مدينة لا يزيد عددها السكانى على نصف مليون نسمة
وكان الهدف الحقيقى احتلال الممر المائى العظيم العالمى لقناة السويس الذى
حفر بدماء المصريين من أبناء بورسعيد.
وأضاف: كان الواجب يحتم على المواطن المصرى أن يحمى ميناء بورسعيد
العظيم المملوك للشعب وسخر مما فعلته إنجلترا وفرنسا والكيان الصهيونى
لكونهم ظنوا أنهم يمكنهم الحصول على امتيازات فى قناة السويس.
وبرومانسية يتحدث محمود ياسين عن بورسعيد فينعتها بالمدينة الهادئة
الجميلة التى لا يوجد لها مثيل فى العالم والتى صنعت طموحها وتفوقها وأوجدت
بداخله الرغبة فى دخول حلبة النجاح، مؤكدًا أن المصريين أصروا على مواجهة
العدو الذى يريد إهدار دماء أبنائهم الطاهرة ونجحوا فى تطهير بلادهم من
العدو الغاشم. وافتخر الفنان الكبير بأنه يشرف بالانتماء إلى مدينة قدمت
للوطن حزمة من المبدعين والمثقفين على مدار تاريخها.
وكشف ياسين أنه بعد مشاركته فى طرد العدو كان عليه استئناف رحلة عمله
وتحقيق حلمه الذى طالما راوده وهو التمثيل.
ولفت إلى أن بورسعيد هى المدينة الوحيدة على مستوى العالم التى لديها
ميل فطرى للآداب والفنون والقيم المعرفية وبها «نادى المسرح» بأرقى
مناطقها، هذا النادى الذى لا يوجد مثيله حتى فى الدول المتقدمة فى المسرح
كإنجلترا وينتظم فى عضويته أبناء المدينة الباسلة وهو ما يضيف للمسرح
المصرى العبقرى فى صناعة تجاوزت المائة وثلاثين عاما، فلا يوجد بلد فى
العالم يمتلك تلك الإمكانيات البشرية من مبدعين فى الكتابة المسرحية أمثال:
يوسف إدريس وإحسان عبد القدوس، ويوسف السباعى، وسعد الدين وهبة وعبد الرحمن
الشرقاوى، ونعمان عاشور وأيضا ممثلين عباقرة مثل نجيب الريحانى الذى ليس له
نظير فى الدنيا ويوسف وهبى العظيم الذى كتب وأخرج ومثل للسينما والمسرح
وقدم أعمالا جبارة صنعت تاريخا وهى تاريخ المسرح العربى.
وحث ياسين الأطفال فى فترة العطلة على أن يتعرفوا إلى هذه الرموز
العملاقة وأن يستفيدوا من تاريخنا العظيم الشديد الثراء غير المسبوق فى
العالمين العربى والإسلامى.
وعن جمعية فنانى وكتابى وإعلامى الجيزة قال إن الجمعية تخضع لوزارة
الشئون الاجتماعية فى المحافظة وشرفت برئاسة مجلس إدارتها سبعة وعشرين
عاما، ونشاطها غير محدود ولا يقتصر على الجيزة فقط ومهتمة بالأنشطة
الإنسانية والإبداعية وكانت تغطى بعض نشاطات النقابات فى حدود إمكانياتها
ويقدم الفنانون من خلالها خدمات للمجتمع لا نظير لها فى دول العالم أجمع؛
وتقبل الجمعية عضوية كل الفنانين والفنانات المصريين وتقبل العضوية الشرفية
للفنانين العرب فضلا عن أن وجود الجمعية أهم دليل على دور الفنان المصرى فى
خدمة مجتمعة.
وتحدث ياسين عن طموحه فى الوقوف على خشبة المسرح وخاصة القومى الذى
كان واحدا من أهم أحلامه ويعتبر من أفضل مسارح العالم وينافس المسرح
الإنجليزى بكل إمكانياته وكان المسرح القومى من الشوامخ ولكنه الآن فى
إجازة منذ أكثر من خمس سنوات.
وتذكر ياسين عمله بالمسرح القومى والاختبارات التى مر بها وقال: بدأت
بالتمثيل باللغة العربية الفصحى وبعد شهرين من التمثيل بالعامية تم امتحانى
فى الأدب والثقافة فى فن المسرح عبر التاريخ من الإغريق إلى وقت الامتحان
وظهرت النتيجة وحققت المركز الأول وساعدنى فى ذلك حب القراءة والولع بالأدب
العالمى مثل تشيكوف الذى يعد واحدا من أعظم من كتب فى الأدب وتعادل أعمال
شكسبير وأيضا إبسن الذى يعد من أرقى من كتبوا للمسرح وأضاف: كنت حريصا على
القراءة لمبدعينا ليوسف إدريس ولطفى الخولى ورشاد رشدى أستاذ الأدب
وإبداعات المسرح.
وانحاز ياسين إلى مصر التى تمتلك صرحًا مهمًا جدا وهو أكاديمية الفنون
التى تعد من أعظم الأكاديميات فى الشرق الأوسط إنْ لم يكن فى العالم أجمع .
وعن سؤاله حول عدم إنتاج أفلام وطنية قال إن صناعة السينما نظام رأس
مالى وهى صناعة مصابة بالشلل، ويحتاج تنفيذ هذه الأفلام ميزانيات ضخمة فى
حين كان الفيلم فى الماضى يتكلف نصف مليون جنيه أو أقل وتذكر فيلم «نحن لا
نزرع الشوك» الذى تكلف قرابة الـ 400 ألف جنيه وشاركته بطولته الرائعة
شادية.
وكشف ياسين عن زياراته المتكررة لسور الأزبكية أسبوعيا وقال إنه يقدر
هذا المكان الملىء بالكنوز الفكرية. وأشاد بالدور الكبير للكاتب عبد الرحيم
الزرقانى فى مشواره الفنى فهو معلمه الأول وأسند إليه أولى بطولاته وهى
مسرحية «الحلم» التى حققت نجاحا كبيرا.
واختتم ياسين قوله بأن مصر ستظل لها السيادة رغم أنف أى أحد وأنه فخور
بكل أعماله السينمائية (176 فيلما) وهو أمر مسبوق فى أبناء جيله ويتحدى أى
أحد أن يجد فيلما واحدا دون المستوى.
وأضاف أنه عمل أول مسلسل يتكلم عن القضية الفلسطينية وهو «القدس».
أكتوبر المصرية في
17/03/2013
حسن الرداد:
لست بديلًا لـ «هيفاء وهبى» .. وأستعد لدور المذيع
ريهام بسيوني
يستعد الفنان الشاب حسن الرداد للتحضير لمشاريعه الفنية الجديدة، وفى
مقدمتها فيلم «نظرية عمتى»، التقيناه وسألناه عن كواليس الفيلم فقال عنها:
هذا العمل يجمعنى بحورية فرغلى ولبلبة التى أعشقها، وكان من المفترض أن
تجمعنى بها تجربة سينمائية من قبل، لكنها لم تكتمل، وجاءت هذه الأيام لتشهد
على تعاونى مع هذه الفنانة الجميلة، وعن الشخصية التى يقدمها خلال أحداث
الفيلم استكمل قائلا: أجسد شخصية مذيع يقدم برنامج توك شو سياسى بشكل
كوميدى، وهنا أحب أن أوضح أن هذه الشخصية لن تتشابه مع أى كاركتر مذيع يقدم
برامج توك شو «رغم أنى بحب أداء عمرو أديب وإبراهيم عيسى جدا».
وحول الأزمات التى تلاحق مسلسله «مولد وصاحبه غايب» والتى دفعت فريق
العمل مؤخرا وكما تردد إلى إيقاف التصوير، علق قائلا: كل ما يتردد عن وجود
أزمات تعرقل هذه التجربة هى مجرد شائعات، فالتصوير توقف لمرض أمينة، وخلال
أيام سنعود لاستئناف التصوير من جديد، وسوف أعمل خلال هذه الفترة على وضع
جدول محدد للتصوير، حتى لا يتعارض تصوير هذا المسلسل مع تصوير مسلسل «آدم
وجميلة» الذى أشارك فيه مع يسرا اللوزى، وهو مسلسل اجتماعى أجسد خلاله
شخصية «آدم المهندس»، المسئول عن عدد من الشركات والمصانع، والذى يتحمل
مسئولية رعاية أشقائه، وبمرور الأحداث نتعرف إلى قصة الحب التى تجمعه بـ
«جميلة» يسرا اللوزى، إلى جانب الكم الهائل من المشكلات، التى تبدأ فى
ملاحقته، ليبدأ هو فى البحث عن حلول لها، وسوف يعرض المسلسل خارج السباق
الرمضانى المقبل، وعن مشاركته فى تجربة برنامج ديو المشاهير اللبنانى قال
إن ما شجعنى على المشاركة فى البرنامج هو أنه لا يقتصر على الترفيه ويمتد
به الأمر إلى دعم المشاريع الخيرية، حيث يتبرع الثنائى الفائز فى النهاية
بقيمة الجائزة لإحدى الجهات الخيرية، وهنا اسمحوا لى أن أنفى من خلالكم كل
ما أشيع مؤخرا عن كونى وافقت على الترشح لهذه التجربة لأكون بديلا لهيفاء
وهبى، حيث جاء انضمامى للبرنامج بناءً على طلب الشركة المنتجة، ولم أكن
أعلم أننى بديل لها!
أكتوبر المصرية في
17/03/2013
«أرض أوز» أحدث أفلام «ديزنى لاند» لنصرة اليهود
سمر شافعي
اهتمت سينما هوليوود الأمريكية فى السنوات الأخيرة بمجموعة كبيرة من
الأفلام السينمائية المناصرة لإسرائيل ولليهودية، اتضح من خلالها أنها لن
تجرؤ على اختيار أبطال لهذه الأفلام لا يحملون الديانة اليهودية أو أصولاً
إسرائيلية، وأصبحت حاجة كبيرة للاستعانة بالممثلين اليهود والإنتاج اليهودى
للتحدث بحرية أكثر عما يعبر عنهم معتقدة أن هذا يكسبها المزيد من
المصداقية، فبالاستعانة ببطولة نجم المسلسل الأمريكى الكوميدى الشهير
Scrubs
زئيف براف أنتجت شركة ديزنى الأمريكية مؤخراً فيلم يدعى «أرض أوز»
Oz: The Great and Powerful
كواحد من أضخم أفلامها الأمريكية التى سيتم عرضها خلال الأيام القادمة فى
لندن والتى تهدف من ورائها نصرة اليهودية فى إسرائيل وجميع أنحاء العالم
بزعم أنها ديانة تعانى من مرض التوحد والعزله وسط الأديان والشعوب الأخرى
فى جميع أنحاء العالم.
وشارك براف بطولة الفيلم نجم فيلم سبيدر مان جيمس فرانكو، وكونيس
ميلة، راشيل وايز، ميشيل وليامز، و ذكر موقع صحيفة هآرتس الإسرائيليه أن
الخيال الذى يعتمد عليه فيلم «أرض أوز» بنى أوله عن آخره على الأفكار
الخيالية اللامعة التى اعتمد عليها اليهود فى كتابهم «العهد القديم»، لهذا
إختار الممثل الأمريكى «زئيف براف» فى أول بطولة سينمائية له كبطل لأرض أوز،
باعتباره نجماً أمريكياً يهودياً يدعى فى حقيقة الأمر «زاكارى يسرائيل براف»
هو إسرائيلى الأصل تربى فى بيت يهودي متدين يحافظ على الشريعة اليهودية
والكوشير بها «المحلل» وغير الكوشير «المحرم».
وبإلقاء التحية اليهودية بالعبرية «شالوم عليخم» ظهرت علامات الفخر
والاعتزاز على نجم هوليوود الأمريكى ذى الأصول الإسرائيلية اليهودية خلال
المؤتمر الصحفى الذى عقد معه مؤخراً فى لندن حول فيلمه الجديد، حيث تبين
أمام كاميرات الصحفيين الذين كانوا يلتفون حوله أنه يهودى ساخن من الدرجة
الأولى يستعد فعل أى شىء لنصرة ديانته وشعبه بإسرائيل ونشله من الوحدة
والعزلة والغربة والشتات التى يعانى منها طوال حياته.
يذكر أن فيلم «أرض أوز» تدور أحداثه فى عام 1900، وهو مستوحى من قصة
كتاب صدر عام 1939 تحت عنوان «ساحر من أرض أوز»، وهو من أكبر أفلام ديزنى
التى ستصدر الصيف القادم ثلاثية الأبعاد بإمكانية الـ
IMAX مدته أكثر من ساعتين، يدور حول مغامرة خيالية تعطى خيالًا أكثر بكثير
مما هو متوقع، بوقوع منطاد ساحر من ولاية تكساس خلال رحلته إثر رياح عاصفة
فى دوامة تنقله إلى كوكب عوز لإنقاذه من عناصر الشر الملىء بالسحر والخيال
وشخصيات وعناصر مركبة، فأحد أبطال الفيلم هو قرد بجناحين، معتمداً فى هذا
العنصر على العودة إلى الأفلام الكلاسيكيه الأسطورية القديمة.
ومن خلال فيلم «أرض أوز» يمكن أن نتفهم لماذا بدأت سينما هوليوود
التوجه بقوة فى هذا الاتجاه الكلاسيكى القديم كصناعة تخاف من الأفكار
الأصلية مثل النار والسحق والكتب المصورة وألعاب الكمبيوتر، وحكايات الخيال
العلمى التى مل منها الجميع، وأصبحت كتب الأجداد والأفلام القديمة التى
تعود إلى الثلاثينيات وما قبل هذا هى الأرض الخصبة لهوليوود فى أفلامها
القادمة، فى «أرض أوز» سيتم استخدام عالم مألوف، يألفه الأطفال والكبار
يخلق قصة جديدة من شأنها أن تجعل الجمهور يأتى متلهفاً إلى قاعات السينما.
أكتوبر المصرية في
17/03/2013
فـبراير الأسـود مغزي العنوان ودلالات الفشل تجاريا وفنيا
خيرية البشلاوى
لم يحضر أحد.. ألغيت حفل الساعة الثالثة لعدم وجود متفرجين.. حفل
الواحدة ظهرا شاهده نفر قليل جدا لا يزيد علي أصابع اليد الواحدة.. وبدون
الجمهور لا تتم الفرجة.
غاب أحد أهم طرفي المعادلة في هذه العملية الفيلم « الجمهور يعني ان
الفيلم موجود باختصار بدون جمهور لا يوجد فيلم.
السؤال: ما السبب في انصراف جمهور السينما عن فيلم مصري مهم مثل
"فبراير الأسود" "2013" واختفائه في واحدة من أهم دور العرض داخل مجمع
سينمائي وسط العاصمة؟!!
السبب الأول في هذه الحالة ان ثمة كساد عام يطغي علي سوق الاستهلاك
التجاري في هذه الفترة الحالكة من تاريخ التطور الاجتماعي في مسيرة الشعب
المصري.. فالأفلام عموما لا تحقق ايرادات ومجموع الايرادات في هذا "المجمع"
لجميع الأفلام المعروضة في الصالات المتجاورة هزيل جدا. هكذا أكد مدير
المجمع السينمائي.
الأسبوع الماضي أشرت إلي عدم وجود جمهور في السينما التي كانت تعرض
فيلم "لنكولن" واحد من أهم الأفلام هذا العام الذي حصل علي جوائز الأوسكار
ومنها أحسن فيلم فضلا عن كونه من إخراج أحد أهم المخرجين الموجودين علي قيد
الحياة "ستيفن سبلبرج" الفيلم كان معروضا في مجمع سينمائي آخر.
وهناك سبب آخر إلي جانب الكساد العام لسوق الفيلم وبالإضافة للأسباب
الموضوعية التي ذكرتها وهو المزاج السائد للجمهور وللشباب بشكل خاص الذي لم
يعد يشده إلي حيث الصالات المظلمة بعيدا عن الميادين المفتوحة إلا عمل
ترفيهي "جامد" يلهيه مؤقتا عن الأمور الحياتية المعقدة والتي تزداد تعقيدا
وتفرض نفسها علي نحو متواصل.. يغلب علي المرحلة الآتية لون الدم وطعم
الدموع.
سواد بلا ضحك
وفيلم المخرج محمد أمين ليس العمل السينمائي الجماهيري الجامد الذي
يغري المتفرج من الوهلة الأولي رغم أهمية موضوعه.. ولا يملك مقومات الجذب
القوية.
أبطال "فبراير..." ويتقدمهم خالد صالح ليسوا ممن "يشيلون" فيلم حسب ما
قال أحد العاملين في دار العرض والمقولة ليست صحيحة لأن الممثل كان بطلا
لأفلام ناجحة حديثة مثل "هي فوضي" و"الريس عمر حرب" لكن العرض تم في زمن
آخر وسياق اجتماعي ومزاجي مختلف!
محمد أمين مؤلف الفيلم ومخرجه لا يدخل ضمن صناع التوليفة التجارية
الشعبية مثل خالد يوسف ووائل احسان.. إلخ.. انه مخرج من نوعية مختلفة جاد
أخرج أربعة أفلام متميزة ومتفاوتة القيمة فنيا وتطرح جميعا موضوعات
اجتماعية مهمة وان ظل أكثرها لمعانا وقيمة فنية فيلمه الأول "فيلم ثقافي"
"2000" الذي يناقش مسألة الكوابح الجنسية وتداعياتها علي الشباب الصغير في
مجتمع محافظ ومنافق أيضا.. واختار كأسلوب للطرح نوعية الكوميديا العميقة
التي يختلط فيها الضحك بالمرارة والسخرية اللاذعة دون أن يصل المزاج في
الفيلم إلي درجة السواد ومن دون أن ينحرف عن سمة الطرافة والدعابة الخفيفة
التي تكرس ما يريد ايصاله من صور وأفكار ومفارقات كاشفة بطريقة ليست
تقليدية.
وفي فيلمه الثاني "ليلة سقوط بغداد" "2005" أضاف للمشكلة الاجتماعية
جرعة من الهموم السياسية المستجدة ومنها الهم القومي الذي يطول المنطقة
العربية بأسرها. كما يشير العنوان ولكن من دون أن يتواري الهاجس الجنسي مع
لجوء إلي المباشرة في لغة التخاطب للتنبيه إلي خطورة الغزو الأمريكي للعراق
وحتمية المواجهة.
ولم يخفت الحس الكوميدي وانما تراجع نسبيا المستوي الفني عن العمل
الأول ولكن زاد اللون الكوميدي درجة واقترب من السواد ولكن من دون تجهم.
ويعتبر الطابع الجاد سمة واضحة في تناول محمد أمين للمشكلات التي
يطرحها والتي تفرض في معالجتها هذا اللون من الكوميديا الذهنية التي تستفز
التفكير وتستدعي المشكلات التي يجدها المخرج صانع الفيلم ملحة حتي تطغي
أحيانا علي الجانب الترفيهي.
في فيلم "بنتين من مصر" "2010" يتواري الضحك إلي حد البهتان وتغرب
البهجة اللازمة لتمرير المرارة المرافقة لحكاية بطلتيه وتصبح اللزوعة بطعم
العلقم!
قضية "العنوسة" وتزايد معدلاتها تفرض المزاج العابس وتزيد الهم
الاجتماعي وطأة والعنوان الذي عادة ما يكون دالا وموحيا يشير إلي أزمة
البطلتين اللتين يواجهان حالة مستعصية من الخلل المجتمعي تجعل الأمل في
الحصول علي عريس مناسب دربا من المستحيل بالنسبة لبنات عاديات لا يملكن
امتيازا استثنائيا "الثروة ـ والجاه".. والقضية حسب التناول تتجاوز الشخصي
إلي العام انها محنة مجتمع ناله ما ناله من أوجاع فعجز أفراده عن تحقيق
"سنة الحياة" أي زواج وحياة أسرية طبيعية رغم الاستعداد لتقديم تنازلات.
فالبنات أصحاب المشكلة لا يفتقدن الوسامة ولا الأخلاق القويمة لأن المشكلة
أعمق وأكثر تجذرا ومن ثم تعبر عند معالجتها سينمائيا حدود الملهاة السوداء
إلي أرض المأساة.
وفي هذا الفيلم الأخير "فبراير الأسود" نلاحظ ان المخرج لجأ إلي
"خصخصة" المشكلة العامة واختار أفراد دون غيرهم من فئة حملة الدكتوراة.
العلماء أساتذة الجامعة واختار من بينهم أقل النماذج تمثيلا لها.. وهما حسن
"خالد صالح" العالم الاجتماعي واستاذ الجامعة وشقيقه صلاح "طارق عبدالعزيز"
عالم الكيمياء.. الاثنان يفتقدان الأمن والأمان في دولة لا تعترف إلا
بأصحاب النفوذ المباشر الذي يحقق مصالحها وهؤلاء هم ضباط أمن الدولة.
والقضاة وأصحاب الثروات "رجال الأعمال" أما أمثال حسن وصلاح فعليهم إما أن
يهجروا الوطن كما هجرهم أو يبحثوا عن وسيلة تقربهم من الفئات المحظوظة وقد
جرب "حسن" أن يختار لابنته الشابة الجميلة "ميار الغيطي" عريسا من أهل
الحظوة وكذلك جرب فكرة الهجرة من الوطن بالسعي إلي الحصول علي جنسية بلد
"محترم" من خلال مولود جديد يتم ميلاده في وطن يمنحه جنسية أخري.
أما الشقيق الثاني "صلاح" فقد اختار هو وزوجته أن يفتح محل طرشي أسماه
"طرشي نيوتن" إمعانا في السخرية من اسم العالم نيوتن وما يمثله من علم ودور
للعلم في النهوض بالمجتمع.
اختار علماء "فبراير الأسود" الطريق الانتهازي لتحقيق طموحهم أن يبيع
حسن الابنة طلبا للنسب والمصاهرة مع الفئة المحظوظة وأن ينقل الابن طالب
المدرسة من مكانة الطالب المجتهد الحريص علي العلم إلي فئة لاعبي كرة القدم
حتي يحقق الشهرة والثروة ومن ثم النفوذ أي انه كفر بالعلم والاجتهاد سبيلا
للأمن والأمان وبحث عن الطرق الأخري.
الأسرة المصرية المتوسطة شهدت تطورا مزاجيا غريبا في أفلام محمد أمين
حتي وصل علماؤها إلي منحدر فكري وعملي رديء والسبب حادث كارثي مفتعل جرت
وقائعه في شهر فبراير عام 2010 أي قبل ثورة 25 يناير بعام واحد.. فالعنوان
يشير إلي تاريخ رحلة الشقيقين "حسن وصلاح" وأسرتيهما وأصدقائهما إلي
الصحراء لاكتشاف جمال الطبيعة المصرية وتعرض الجميع لعاصفة ترابية شديدة
أثناء الرحلة حتي كادوا يغرقون في بحور الرمال التي غطتهم.. وعندما وصلت
استغاثتهم إلي المسئولين لم يتم انقاذ العلماء وانما أصحاب النفوذ والحظوة
فقط. أما العلماء فقد تم هجرهم لمصير مجهول ولم ينقذهم سوي جماعة من الكلاب
العملاقة.
ولا تسأل كيف ظهر وكيف تجمعت هذه الحيوانات وقامت بجرهم إلي مكان آخر.
فالمشهد نفسه تم تنفيذه بطريقة جيدة ولكنه مفروض وخارج السياق ولا يعدو
"اسكتش" طريف يحمل معاني رمزية ساخرة.
الأفكار العادية لا تثير
ان تحويل الأفكار العادية التي يطرحها الناس في جلساتهم إلي دراما
سينمائية غير عادية تثير الاهتمام يتطلب صياغة فنية متكاملة وجذابة من حيث
الشكل والجوهر وبحيث تكتسي الأفكار بلحم ودم أي بشخصيات قادرة علي توصيلها
إلي الناس من دون ملك.
وفي الأفلام السينمائية يعتبر "الترفيه" عنصرا أساسيا للجمهور دافع
التذكرة وكذلك تمثل المتعة الفنية للمتلقي المتذوق ناهيك عن النقاد. ضرورة
حتمية تمنح العمل قيمة ومعني يستحق الوقت والجهد في المتابعة.
و"فبراير الأسود" لن يرضي الجمهور الباحث عن الترفيه ولا النقاد الذين
يتوقعون من المخرج الجاد تطورا علي المستوي الفني خصوصا لو كان يقدم عملا
كل خمس سنوات. العمل الأخير يأتي بعد ثلاث سنوات فقط في إشارة حميدة تبعث
علي التفاؤل.. ولكنه للأسف يعتبر أقل الأعمال الأربعة توفيقا في تحقيق رضا
الطرفين "الجمهور والنقاد".
فالفيلم محروم من المقومات الفنية المثيرة وأيضا!
انه يفتقد التماسك علي مستوي الحبكة. كثير الثرثرة. خال من الحرارة
شعوريا والضحك التلقائي المتولد عن موقف أو إفيه معدوم تقريبا!
بعض المشاهد "الضاحكة" مصطنعة ومكررة وغليظة الذوق أشير إلي مشهد
عيادة الطبيب برمته. شخصية الطبيب "نبيل الهجرسي" والممرضة "أمينة ..."
والزبائن وهما عالما الاجتماع والكيمياء. هنا الحوار والأداء التمثيلي
والمحتوي الموضوعي في قمة الابتذال يكرس "الآفة" المزمنة التي لا يخلو منها
الفيلم المصري وأعني الإلحاح علي الإيحاءات الجنسية والمعالجات المباشرة
لموضوع "الذكورة" وما يتبعها من حوارات والمشهد يذكر بأجزاء من فيلم "بابا"
إنتاج .2012
هناك بعض المشاهد الذي تم تنفيذها بطريقة جيدة مثل مشهد الغرق في
الرمال وجماعة الكلاب "من انتاج الكمبيوتر".
وهناك مطبات أساسية علي المستوي الفكري تكسر حالة التواصل الضرورية مع
ما يريد المخرج المؤلف طرحه. فالأفكار يتم ايصالها عبر نماذج "مرفوضة" قلبا
وقالبا لأنها هي نفسها تعاني من انتهازية وفساد وبراجماتية كريهة. بدءا من
حسن وصلاح وريم وحتي نزهي مدرب الكرة "سليمان عيد" ومن ثم يخلو الفيلم من
شخصية واحدة يمكن تمثلها أو التعاطف معها أو حتي الاقتناع بها علي مستوي
التشخيص وفكرة "طرد الوطن" الذي يطرد هذه الشخصيات وتمثيلها بأغنيات وطنية
تذكر بالأغنيات التي أذيعت بكثرة عند سقوط مبارك يحولها إلي لغو استهلاكي
أو إلي سخرية من "11 فبراير" باعتباره تاريخاً أسود وليس انتصارا ولو جزئيا
لثورة 25 يناير.. ومن الآفات الفنية القاتلة تسلل الإحساس بالملل أثناء عرض
العمل الفني ومن بين أعراض القبول عنصر "الاندماج" مع الأحداث وتطورها
والوصول إلي نهايات مقنعة أو التلويح بنهايات ترضي توقعات المستقبل للفيلم.
لماذا "فبراير الأسود" وما هو المغزي. وما المقصود بالنهاية؟؟ ومن
"فبراير" في هذا السياق؟؟!!
رنات
الإسلام والسينما العالمية
خيرية البشلاوى
الموضوعات الدينية ظلت وسوف تظل مادة مثيرة جدا للجدل وساحة للصراع
الأيدولوجي استخدمها صناع السينما الغربية. الأمريكية والبريطانية بصفة
خاصة منذ عشرات السنين.
وتزداد ساحات الجدل اشتعالا عندما تحاول بعض المؤسسات العبث بمعتقدات
الآخرين.. بعض الأفلام أثارت غضبا عارما وتسببت في مصرع من قاموا بإنتاجها.
نتذكر حادثة اغتيال المخرج الهولندي نيوفان جوخ الذي أخرج فيلما عن
الاسلام بعنوان "submission"
بمعني "إذعان" أو "خضوع" التي استخدمها المخرج كترجمة لكلمة "إسلام Islam"
والفيلم يوجه إهانة بالغة للاسلام والمسلمين وحين عرض عبر شبكة الإذاعة
الهولندية في 29 أغسطس 2004 اجتاحت موجة من الغضب ملايين المسلمين الذين
اعتبروا الفيلم إهانة لا يمكن السكوت عليها.. ورغم ان مدة الفيلم لا تزيد
علي عشر دقائق إلا انه تسبب في ثورة ممتدة لم تتوقف حتي بعد اغتيال مخرجه
في 4 نوفمبر 2004 علي يد مسلم مهاجر من أصل مغربي اسمه محمد بديري قام بغرس
سكين في صدر صانع الفيلم وترك خطابا مرشوقا في نفس السلاح يربط عملية
الاغتيال بموقف المخرج وآرائه عن الاسلام وعلي أثر الجريمة تجمع عشرات
الآلاف من الهولنديين في العاصمة أمستردام للتنديد بالقاتل والتعبير عن
حزنهم علي القتيل وتسببت الحادثة في حرق بعض الجوامع والمدارس الخاصة
بالمسلمين وكذلك تعرضت بعض الكنائس للهجوم كعمل مضاد ونوع من الانتقام.
القائمة التي تضم الأفلام التي لعبت علي الوتر الديني تتسع لمئات
الأفلام. بعض هذه الأفلام مازالت ممنوعة في كثير من البلدان مثل فيلم
"الغواية الأخيرة للمسيح" وفيلم "دافنشي كود" وأفلام أخري لا يتسع لها هذا
المكان المحدود.
ونلاحظ وسط القوائم الطويلة للأفلام التي عالجت أمورا دينية أو
استخدمت الدين في حبكات الحكايات التي يدور حولها الفيلم ان الدين تم
توظيفه في كل أنواع الأفلام ومنها نوعية أفلام الرعب التي اشتهر من بينها
فيلم "Excorsist"
بمعني "طرد الأرواح الشريرة" الذي أعيد انتاجه أكثر من مرة وفيلم "ابن روز
ماري" وأفلام الجريمة والملاحم التاريخية.
وتتضمن القوائم عددا من الأعمال التي تناولت التاريخ الاسلامي الذي
نعرف منها فيلم "الرسالة" لمصطفي العقاد وهو بالمناسبة انتاج أمريكي
بريطاني وهذه القائمة تضم مسلسلا تسجيليا من ثلاثة أجزاء بعنوان "الاسلام
امبراطورية الإيمان" "2000" وهو انتاج بريطاني قام بإخراجه روبرت جاردنر عن
سيناريو ل "جوناثان جرابر" والأسماء كما تري أجنبية قح والممثل الذي يحكي
التاريخ بصوته هو "بن كنجسلي" أحد أشهر الممثلين في بريطانيا ويتناول هذا
العمل الناطق بالانجليزية والذي ربما لا يعرفه المهتمون بعلاقة السينما
والدراما التليفزيونية في الغرب بالدين الاسلامي. يتناول ميلاد الرسول عليه
الصلاة والسلام والخلفاء الراشدين والحروب الصليبية والغزو المغولي ويمتد
حتي حكم الامبراطورية العثمانية ومن المهم جدا أن يلم المتخصصون بمضمونه.
وهناك عدد ليس قليلا من الأفلام الغربية التي تناولت حياة محمد
والمدهش ان الأفلام في بلاد المسلمين ومنطقة الشرق الأوسط التي عالجت
الموضوعات الدينية تعتبر قليلة جدا ولا يبرز وسطها غير فيلم تركي أنتج عام
2006 بعنوان فهم الاسلام "understanding islam".
عناوين بعض هذه الأعمال مثيرة جدا للاهتمام ومنها فيلم أمريكي بعنوان "محمد
آخر الرسل" "2004" من انتاج "فاين ميديا جروب" وفيلم "محمد.. ميراث الرسول"
"2002" من انتاج قناة "PBS"
وفيلم بريطاني بعنوان "حياة محمد" وأمريكي "قصة الاسلام".
*
ان التحول في هذا المجال بحثا عن دور الميديا ووسائط التواصل
الاجتماعي والترفيه الجماهيري في فهم الاسلام يضع المرء أمام فيض غامر من
مشاعر الدهشة وتساؤل محير حول كم الإهمال والغفلة لدي "الغيورين" علي الدين
الذين يملأون الدنيا صخبا وضجيجا عند دفاعهم عن الاسلام وتركيزهم في خضم
معاركهم علي "المرأة" وبصورة معيبة تسيء إلي الاسلام.
نحن في حاجة ماسة إلي أولاً الفرجة علي هذه الأعمال وأولا مكرر
لدراستها.
المساء المصرية في
17/03/2013 |