عرض فيلم «إنشاالله» الكندي في مهرجاني تورونتو في كندا وبرلين في
ألمانيا قبل أن يصل إلى صالات السينما العالمية. وهو يروي حكاية إمرأة
كندية شابة إسمها كلويه تعمل طبيبة مولّدة وتمارس نشاطها في المخيمات
الفلسطينية، الأمر الذي يدفع بها في طبيعة الحال إلى نسج علاقات مع
الفلسطينيين، خصوصاً مع فلسطينية تدعى رند. لكن كلويه تقيم في الجانب
الإسرائيلي حيث تتعرف إلى جارة إسرائيلية تصبح مع الأيام صديقة مزعومة، إلا
أنها لا تشارك كلويه موقفها حيال وضع الفلسطينيين في المخيمات والبؤس الذي
يعانونه. أخرجت الفيلم الكندية أناييس باربو لافاليت التي سبق لها أن نفذت
أفلاماً تسجيلية، اضافة الى كونها روائية وأحدث كتاب لها عنوانه «تقبيل
ياسر عرفات» Embrasser Yasser Arafat
الصادر عام 2011، ويروي صفات الشجاعة والحنان والحس العائلي التي
يتميز بها الفلسطينيون، طبقاً لما عاشته معهم خلال زياراتها إلى المنطقة.
أتت باربو لافاليت إلى باريس للترويج لفيلمها فالتقتها «الحياة»
وحاورتها.
·
من أين يأتي اهتمامك بفلسطين؟
-
سافرت للمرة الأولى إلى فلسطين لأخرج فيلمي التسجيلي «ليتني
أملك قبعة»، وجرى التصوير في المخيمات بصحبة أطفال. والذي حدث هو وقوعي في
غرام هؤلاء الصغار، فهم سحروني وأثاروا فضولي وفتحوا شهيتي على العودة إلى
هذا المكان بهدف التعرف أكثر إليهم وإلى أهلهم وإلى الظروف التي يعيشون
فيها. فعدت إلى المخيمات من دون أن أصور أي شيء بل لمجرد الاحتكاك بهؤلاء
الناس، ورحت أتعلم اللغة العربية حتى أقترب منهم في شكل أكبر وأتبادل
الحديث معهم بلغتهم، وكوّنت لنفسي صداقات مع عائلات خصوصاً مع نساء
فلسطينيات، وكم من مرة سألت نفسي عما يغريني في المجتمع الفلسطيني البعيد
كل البعد عن ذاك الذي كبرت فيه في كندا. واكتشفت أن كلمة الحرية هي التي
تصنع الرباط بيني وبين الفلسطينيين، بمعنى أننا في الغرب ننادي بحرية نتمتع
بها إلى حد كبير، في الوقت الذي يحرم الاحتلال أهل فلسطين من هذه الحرية.
عدت مرات كثيرة إلى المنطقة، وفي كل مرة كنت أقضي فترة أطول من أجل أن أدرك
الأمور، وكلما بدا الإدراك صعباً كنت أعود وأنغمس في حياة هؤلاء الناس حتى
أشاركهم أحاسيسهم من دون أن أكون متأكدة بالمرة من أن هذا الشيء يدخل في
إطار الممكن، فمن أنا حتى أشعر بما يشعرون هم به، ومهما فعلت فأنا لا أعيش
ظروفهم نفسها.
·
هل تشعرين بأن العالم الغربي
يسيء فهم ما يحدث في هذه المنطقة؟
-
كلياً، وحتى أنا شخصياً على رغم زياراتي المتعددة الى المنطقة
لا أستطيع الادعاء أنني صرت خبيرة في النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي من
الناحية السياسية. وفلسطين بالنسبة إليّ لا تمثل الحرب، بل ترمز إلى وجوه
بشرية، إنسانية، وإلى أماكن وروائح وعواطف وأحاسيس وصداقات ورجال ونساء
وأطفال. وأعيب على المجتمع الغربي تصنيفه العرب في خانة الإرهاب في كثير من
الأحيان، الأمر الذي يدفع بالكثير من الأشخاص إلى الابتعاد عن هذا الجزء من
العالم في شكل عام وإجمالي، وهذا خطأ سببه الإعلام أساساً.
·
لكن فيلمك يتضمن عنصر الإرهاب،
لماذا؟
-
لقد تعمدت تصوير شخصية تثير تعاطف المتفرج معها طوال سير أحداث
الفيلم وترتكب تصرفاً إرهابياً في لحظة ما بسبب كل ما يقع فوق رأسها من
مصائب. أردت أن أسلّط الضوء على وجه إنساني يقع في فخ الفعل غير الإنساني
بالمرة، من دون أن أبرر هذا الفعل على الإطلاق في طبيعة الحال. وعلى العكس،
فأنا أدينه تماماً، لكنني لا أوافق على فكرة الاعتقاد بأن الشخص الذي يصل
به المدى إلى الإرهاب هو في الأساس عبارة عن وحش مجرد من أبسط المشاعر
الإنسانية. إنه موقف حساس أتمنى أن يحسن المتفرج إدراكه.
·
تصورين في الفيلم الوضع
الفلسطيني من خلال نظرة إمرأة كندية تعيش وتعمل هناك، لماذا اللجوء إلى هذه
الحيلة؟
-
إنها ليست حيلة، بل كانت الوسيلة الوحيدة الممكنة بالنسبة إليّ
كي أحكي عن الوضع الفلسطيني. لا أتخيل نفسي صاحبة حق كأجنبية ومهما كان
ارتباطي بفلسطين قوياً، في سرد حياة هذا الشعب وكأنني خبيرة في أموره أو
كأنني فلسطينية حقيقية. أنا مستوردة، وكان لا بد إذاً من أن تكون بطلة
فيلمي مستوردة بدورها وتمثلني، بمعنى أنها تلقي على فلسطين نظرتي الشخصية.
في فيلم هوليوودي
·
أين دار تصوير الفيلم؟
-
صورنا في رام الله أساساً وفي مخيمين في عمان وبعض اللقطات في
تل أبيب. أما السور فنحن بنيناه خصيصاً من أجل الفيلم، مثلما ابتكرنا نقاط
التفتيش بدقة متناهية وكأننا في فيلم هوليوودي ضخم الإمكانات، على رغم
الموازنة الضئيلة للفيلم. ولم يكن ممكناً أن نصور في نقاط التفتيش الحقيقية
أو أمام السور.
·
ماذا عن الممثلين الذين يظهرون
في الأدوار الثانية، فهل هم من المحترفين؟
-
لا، إن المحترفين الوحيدين هم أصحاب الأدوار الرئيسة، بينما
استعنّا بفلسطينيين حقيقيين من المخيمات من أجل الأدوار الثانية، حالهم حال
الأطفال الكثيرين جداً الذين يظهرون في الفيلم.
·
هل كان من السهل إدارة الأطفال
أمام الكاميرا، علماً أنهم يمثلون أدوارهم بصدق مدهش؟
-
لا أستطيع القول إن إدارة الصغار كانت من الأمور البسيطة،
لكنني أحب الأطفال وبالتالي سمحت لنفسي بتخصيص الوقت اللازم كي أتعرف إليهم
وأتكلم معهم وأفسر لهم ما الذي كنت أنتظره منهم أمام الكاميرا بالتحديد،
ووجدتهم في النهاية وعلى طريقتهم طبعاً، أكثر فاعلية من بعض الممثلين
المحترفين.
·
حدثينا عن الممثلة إيفلين بروشو
التي تؤدي شخصية كلويه في الفيلم؟
-
إنها ممثلة صاعدة في كندا ظهرت في أفلام ومسرحيات ووجدتها
مثالية بالنسبة الى دور كلويه فعرضته عليها، لكنها لم تتمتع في الأساس
بمعرفة محددة بالمنطقة العربية أو بفلسطين. وبالتالي اضطررت إلى تربيتها من
هذه الناحية، فسافرت في صحبتها إلى المخيمات من أجل أن ترى بنفسها الظروف
التي يعيش فيها الناس هناك، إضافة إلى كوني تكلمت معها كثيراً ورويت لها
تفاصيل رحلاتي السابقة إلى فلسطين وكل ما رأيته وعشته شخصياً إلى جوار
الفلسطينيين، مسلطة الضوء على أنني لم أزر أبداً هذه المنطقة كسائحة بل
كإمرأة ترغب في مشاركة الناس حياتهم هناك. وطلبت من بروشو أن تتعلم العربية
لأنها تتكلم في مواقف عدة من الفيلم هذه اللغة.
·
وماذا عن صابرينا وزاني التي
تمثل دور الفلسطينية رند؟
-
صابرينا وزاني ممثلة صاعدة في فرنسا، وهي من أصل جزائري، وكنت
قد رأيتها في فيلم «منبع النساء» للسينمائي رادو ميخايلانو ووجدتها تتمتع
بشخصية قوية فوق الشاشة وقدرة كبيرة على التعبير عن المشاعر المختلفة من
خلال نظراتها مثلاً أو حركات خفيفة لكن كافية لإيصال الرسالة المطلوبة إلى
المتفرج. لقد عرضت عليها دور رند، لكنها بصفتها جزائرية لم تكن تتكلم
العربية نفسها التي يتكلمها الفلسطينيون، وبالتالي دبرنا لها الحصص
الخصوصية وأبدت من جانبها رغبة ملحّة في التعلم بسرعة، وعزيمة قوية من أجل
إتقان اللكنة المطلوبة وفعلت. انني فخورة بها.
·
وكيف تأكدت من أنها فعلت مثلما
تقولين؟
-
أنا أتكلم العربية، خصوصاً اللكنة الفلسطينية، وعلى العموم
لولا هذه النقطة لما جعلت شخصيات الفيلم تتفوه بلغة لا أسيطر أنا عليها،
فلا أحب أن يفلت مني أي جانب من جوانب الفيلم الذي أصوره وذلك مهما كان
الآخر جديراً بثقتي.
·
تواجه كلويه بطلة فيلمك الاتهام
بكونها دخيلة على القضية الفلسطينية، فهل واجهت أنت شخصياً مثل هذا الموقف
يوماً ما؟
-
نعم، وإلا لما وضعتها في الفيلم. أنا أفهم رد الفعل هذا وأعرف
أنني دخيلة وأن النزاع هناك ليس نزاعي الشخصي، وذلك مهما قلت وفعلت. ومع
ذلك أؤكد أنني لا أسلب شيئاً من أي شخص وأنا رغماً عن أنفي صرت أشعر بأن
النزاع يخصني، وبأنني التقيته وهو التقاني وقد أصبح جزءاً مني.
·
هل لديك مشاريع سينمائية جديدة
في فلسطين؟
-
لا ليس في المستقبل القريب، لكنني أنوي العودة إلى فلسطين من
جديد مثلما أفعل في شكل دوري، بصرف النظر عن المشاريع الفنية.
عامر علوان:
إنتاج فيلم في العراق دليل شفاء قاطع
بغداد – عبدالعليم البناء
جاء
اختيار بغداد عاصمة للثقافة العربية 2013، ليعيد الدوران لعجلة السينما
العراقية بعد رصد ملايين الدولارات لإنتاج أكثر من عشرين فيلماً روائياً
وقصيراً ووثائقياً، كان من بينها الفيلم الروائي «نجم البقال» للمخرج عامر
علوان، الذي يعد من المخرجين الطليعيين في العراق. ومن المعروف ان علوان
بدأ مساره بدراسة الفن السينمائي على أسس علمية، حين حصل على شهادة
الدكتوراه في السينما من جامعة السوربورن في فرنسا حيث عاد وكتب وأخرج
عدداً من الافلام القصيرة والوثائقية، وحصل على جوائز متنوعة في مهرجانات
عدة. وهو كتب وأخرج الفيلم الروائي الطويل «زمان رجل القصب».
طاهر علوان يعكف حالياً على وضع اللمسات الاخيرة على فيلمه الروائي
الجديد «نجم البقال» عن سيناريو للكاتب سلام حربة، ومن بطولة الفنان سامي
قفطان مع مجموعة من الفنانين العراقيين والبريطانيين... وللمناسبة كان لنا
معه هذا الحوار:
·
ها أنت تخوض وللمرة الثانية
تجربة الاخراج داخل العراق بالفيلم الروائي الطويل «نجم البقال» بعد فيلمك
«زمان رجل القصب» ما الذي دفعك التى ذلك بعد ما عانيته في تجربتك الاولى؟
-
ما عانيته في تجربتي الأولى، كان أحد أهم الأسباب التي دفعتني
لعمل فيلم «نجم البقال»، فمحنة عراقنا اليوم تحتاج الى من يزرع شجرة، ويعلم
طفلاً، ويؤلف كتاباً، ويخرج فيلماً... إنتاج فيلم سينمائي اليوم في العراق،
هو دليل شفاء على رغم كل الاعتبارات...
من الماضي الى الراهن
·
مقاربة فيلم «نجم البقال» تنطوي
على معالجة سينمائية لحدث مضى عليه أكثر من قرن.. فما دلالات هذا الفيلم في
هذه المرحلة؟
-
يتناول موضوع «نجم البقال»، ما يعيشه العراق الآن من أحداث...
فما أحداث ثورة النجف ضد الاحتلال البريطاني عام 1918، والتي كان أحد
قادتها الثائر «نجم البقال»، إلا انعكاس حي في مرآة الزمن لما يدور الآن في
العراق. وهنا تكمن الرؤية والمعالجة السينمائية للفيلم، حيث تُخلق مقارنة
واقعية تستند على حقائق تاريخية، بين الاحتلال الاميركي المعاصر والاحتلال
البريطاني في الماضي. والفيلم يروي قصة «نجم البقال» الرجل البسيط، كما
يتحدث عن انتمائه لوطنيته ونضاله ضد المحتل. وذلك بخاصة من خلال حفيدته
ناديا العائدة الى العراق من اوروبا، وهي لا تعرف عن العراق وجدّ أبيها نجم
البقال إلا القليل، لذا ستكون نظرتها شاهداً وراصداً لما يعيشه العراق
المعاصر، وهي في الوقت ذاته، تستمع إلى ما يروى لها عن جدها الكبير، وما
تقرأه من مصادر ووثائق عن تأريخ ووطنية هذا الثائر، لتكون قريبة من حقيقة
ثورة النجف عام 1918، والتي سميت بثورة «نجم البقال»
...
·
يندر أن تتعامل على صعيد
التقنيات السينمائية ولا سيما التصوير مع خبرات عراقية مفضلاً الخبرة
الاجنبية... لماذا؟
-
لقد عاش العراق ولسنين طويلة حروباً وحصاراً شديد القسوة،
وبالذات في مجال العمل السينمائي... هذا يعني حرمان التقني السينمائي
العراقي، من مواكبة التطور البالغ السرعة، في تقنيات العمل السينمائي
العالمي. ما لاحظته ومن خلال تجربتي في فيلم «زمان رجل القصب» وفيلم «نجم
البقال»، أن الكوادر العراقية تمتلك مهارة عالية وحباً للمهنة، ولكن ينقصها
الخبرة في العمل السينمائي، لأن اكثرهم يمتلكون خبرة تقليدية في العمل
التلفزيوني، إن أكثر التقنيين عندنا في العراق قادر على التنفيذ في معنى
انهم نادراً ما يكونون مؤهلين للمشاركة في عملية الإبداع نفسها، أي كسر
المألوف وما هو تقليدي في رسم الكوادر والإنارة، أي تكون حركة الممثل
والكاميرا وتصميم إنارة اللقطات، مبنية على أبعاد نفسية ومفاهيم جمالية.
والأمر الأهم من ذلك هو أن يلتقي التقني العراقي والأوروبي، في عمل سينمائي
مشترك ويتم تبادل الخبرات...
·
وماذا عن اختيارك للممثلين
والتقنيين الاجانب في الفيلم...؟
-
لقد طلبوا مني في البداية، أن أختار بعض الممثلين العراقيين،
لدور الجنرال لجمن، أو الرائد سمث، وكذلك الماريشال... رفضت طبعاً، لأنها
شخصيات لها فعل مهم وحوارات مؤثرة، وتلعب دوراً رئيسياً في البناء الدرامي.
والممثلون الأجانب الذين اخترتهم هم إنكليز. (كولن ريس) بدور الجنرال لجمن
(وهاري ليستر) بدور الماريشال و (سكوت ميكائيل) بدور الرائد سمث. فقط
الكادر التقني هو فرنسي، وللحقيقة فإن مدير التصوير هو من أصل بولندي ويعيش
في فرنسا.
الممثل والشخصية
·
وخياراتك على صعيد الممثلين
العراقيين لا سيما بالنسبة الى بطل الفيلم الفنان سامي قفطان؟
-
في السينما يجب على الممثل أن لا يمثل بل يعيش الشخصية، وقدرة
الفنان الكبير سامي قفطان، تكمن في انتمائه للشخصية التي يعيشها في الفيلم،
والعملية عنده تأخذ مراحل وزمناً كأي قصة حب أفلاطونية تبدأ، بالنسبة اليه،
بقراءة السيناريو والتحضيرات حتى لحظة وقوفه أمام الكاميرا، لتصوير اللقطة
الأولى. وحين ينتهي من تصوير اللقطة الأولى تشعر، ومن خلال أدائه، أن
الشخصية تعيش فيه وليس العكس. أي أن «نجم البقال» يرتسم أمامك، وليس سامي
قفطان الانسان. وأقولها بفخر واعتزاز، أن لي الشرف بالعمل معه، ومع فنانين
كبار بروحهم وأدائهم.
·
اختيارك لمواقع التصوير امتدَ من
البصرة إلى الحلة (بابل) بما فيها الكفل والنجف الاشرف... كيف تفسر ذلك؟
وهل واجهت صعوبات تذكر في هذه الجزئية؟
-
لم يكن اختيار مواقع التصوير محض مصادفة، إذ سبق لي أن صورت
فيلم «زمان رجل القصب» في ناحية الكفل جنوب مدينة بابل، وربطتني بأهلها
علاقة حميمة. وبمساعدة المؤلف الدكتور سلام حربة عثرنا على خان قديم،
ومعزول بعض الشيء لنواحٍ أمنية، بخاصة بوجود كادر من الأجانب. حين أذهب
لأرى موقع تصوير للمرة الاولى، أول ما ألاحظه هو أن يمتلك المكان روحاً
وحياة نابضة، لكي تسمو وتتحول إلى عشق إبداعي خلال أيام التصوير. وكذلك
الحال بالنسبة الى مدينة البصرة والنجف، لم تواجهنا صعوبات حقيقية.
·
وما الرسالة التي ينطوي عليها
الفيلم أو التي تريد إيصالها عبره؟
-
رسالة الفيلم تطرح موضوع صدق الانتماء، لقيم الحياة الروحية
والعقائدية والنضالية، أمام الجنون الذي يلم ببلدنا في هذا الزمن، وتشويه
نبل رسالة ديننا. وهو كذلك إدانة لمفهوم الاحتلال بريطانياً كان أم
أميركياً...
·
لقد حقق فيلمك السابق «زمان رجل
القصب» على رغم تصويره في ظروف معقدة، نجاحات وجوائز غير مسبوقة قياساً
لأفلام عراقية أخرى أنتجت في الظروف ذاتها فما الذي تتوقعه لفيلم «نجم
البقال»؟
-
نجاحات وجوائز اخرى، وأن يعرض في صالات السينما العالمية
ومهرجاناتها الدولية، وأن يرفع اسم السينما العراقية عالياً، وهي أمنيتي
لكل فيلم عراقي. ولكن الأهم بالنسبة الي، أن تصل رسالة الفيلم الى الجمهور،
هنا في العراق والخارج، وأن ينتمي اليها...
·
وكيف تنظر الى الدعم المادي
الكبير الذي تحقق للسينما العراقية في إطار مشروع بغداد عاصمة الثقافة
العربية 2013؟
-
أتمنى أن تكون بغداد عاصمة الثقافة العربية دائماً وأبداً، كي
تستمر عملية بناء السينما العراقية الواعية والصادقة، وترفع اسم العراق
عالياً في المحافل الدولية. وأن تثبت للإعلام العالمي أن العراق، ليس فقط
مشاهد القتل والتفجير. أما بالنسبة للدعم المادي الذي تحقق هذا العام
للسينما العراقية، فهو خطوة ومنجز رائع بلا شك.
·
في ضوء ذلك كله ما المطلوب إذاً
للنهوض بالسينما العراقية إسوة بسينمات المنطقة كحد أدنى؟
-
أن يكون للفنان العراقي دوره الحقيقي في مواكبة ما يجري في
العالم. أن تتحقق دورات تدريبية لمهن السينما التقنية الحديثة كافة، فهنالك
كوادر تقنيون ومدرسون فنيون عرب وأجانب، ممن أثبتوا كفاءتهم في أعمال
سينمائية مشهورة، على استعداد لأن يقيموا ورشاً لأحدث تقنيات العمل
السينمائي ولتجاربهم. وأن تكون للممثل قيمته الفنية، وللمؤلف حقوق واحتضان،
لأن العمل السينمائي يعتمد على السيناريو، لأنه الحجر الأساس.
«حنين»
...
بيروت مخيّم كبير
بيروت - محمد غندور
تفتح حنين النافذة وتنظر إلى البعيد. البعيد هو أمل ترجوه وهروب
تتمناه ومغامرة قد تغيّر حياتها. ما خلف قضبان النافذة زنزانة واسعة
وكبيرة، لكنها مختلفة عن زنازين السجن. المخيم هنا هو الزنزانة التي تحكمها
عادات وتقاليد لا تتغير أو تتبدّل، فحتى الهواء يصعب وصوله إلى الرئتين
بسهولة. نافذة حنين المطلة على بيروت، هي شباك الزنزانة المطل على الحرية
والابتعاد عن الأحكام المعلبة والجاهزة.
يسعى المخرج الفلسطيني المقيم في بيروت فادي دباجة في فيلمه «حنين»
(40 دقيقة) إلى الابتعاد عن مآسي اللاجئين الفلسطينيين في لبنان داخل
المخيمات، وإهمال الدولة أبسط حقوقهم، والغوص في مشاكل داخلية وشخصية
ونفسية تحدث داخل المخيم - الزنزانة.
حنين فتاة جميلة تطلقت بعدما عجزت عن الإنجاب، وبما أن المطلقة في
غالبية الدول العربية تعود إلى منزل أهلها، كانت عودة حنين بداية لقصة ضياع
جديدة، وواجبات لا تنتهي، ومحاولة للبحث عن الذات واستكشافها مجدداً.
محاولة قتل الروتين
لم تستطع الفتاة قتل الروتين إلا بالرسم والنظر إلى البعيد،
والاستلقاء على سرير واسع فارغ من الحنان والعاطفة. ولكن زيارة مفاجئة من
ابن عمها وفرقته المسرحية ولقائها بأحد أصدقائه غيّرت حياتها. الزيارة كانت
الأولى لبعض الشبان اللبنانيين إلى مخيم فلسطيني.
تبحث المجموعة عن مكان لعرض عمل مسرحي في بيروت، لكن إيجاد مكان
للتمارين كان أمراً صعباً، فيقترح شاب فلسطيني استعمال مسرح المخيم وتقديم
العمل هناك بمشاركة حنين وطفل فلسطيني سيلعب دور الراوي. تنال الفكرة
التأييد وتُنفّذ المسرحية وتنشأ علاقة حب صامتة بين حنين وأحد شباب الفرقة.
تعجب الفتيات بحياة المخيم وطريقة العيش فيه، لكن حنين تخبرهم أنها تعمل
على مغادرته.
واقعتان قد تكونان مقصودتين من قبل المخرج، بيّنتا بيروت على أنها
مخيم كبير شبيه بمخيم برج البراجنة حيث تدور أحداث العمل. فالمسرح وجد
بسهولة داخل المخيم، في وقت لم تستطع الفرقة تأمين مثله في المدينة
الكبيرة. وفتيات الفرقة أعجبن بطريقة العيش داخله والفرح الذي يغمر قاطنيه،
وقرب المنازل من بعضها، في حين أن حنين تعيش كبتاً اجتماعياً قبل أن يكون
عاطفياً.
ويظهر الفيلم علاقة اللبناني الملتبسة مع المخيمات. قصة الحب التي
نشأت بين حنين والشاب، هي صراع دائم للمقيمين داخل المخيم للخروج منه
والانفتاح على العالم، وما علاقة الشاب والفتاة، إلا سعي المخيم على أن
يتمدد ويصبح مدينة بمداخل ومخارج كثيرة.
مهما يكن من أمر فإن الفيلم على أهمية موضوعه وبعض جرأة في طروحاته،
يعاني من بعض مبالغة في التمثيل والانفعالات، وسوء إخراج لبعض الكادرات،
إضافة إلى ضعف الحوارات بين المؤدين وانتقال من مشهد إلى آخر من دون أي
رابط.
ومع هذا يمكن الإشارة في هذه المناسبة إلى أن موضوع المخيمات لا زال
يغري كثيراً من المخرجين خصوصاً الفلسطينيين منهم، لكن المشكلة تكمن في أن
المواضيع ذاتها تتكرر بصور ومشاهد مختلفة بين فيلم وآخر ما يدفعنا إلى
الافتراض بأن من يريد عملاً سينمائياً داخل المخيم عليه البحث أولاً عن
فرادة الفكرة ومن ثم التفكير بطريقة لإخراجها من دون الاستعانة أكثر من
اللازم بزواريب ضيقة أو كادرات معتمة أو مشاهد لشبان يتحدثون أو يتلاقون
صدفة في الشارع فيتحدثون بعفوية مصطنعة.
بات التعاطي مع أوضاع اللاجئين الفلسطينيين سينمائياً يشوبه نوع من
الملل والتكرار، وعدم الجدية في التفاعل مع الأحداث.
مهرجان لندنيّ يحتفي بالمخرجات العربيات
القاهرة - نيرمين سامي
ست عشرة مخرجة عربية من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يجتمعن في
المملكة المتحدة في الفترة من 3 إلى 10 نيسان (أبريل) الجاري بدعوة من
المجلس الثقافي البريطاني للمشاركة في مهرجان الأفلام السنوي
Birds Eye View
لدورته للعام 2013. المهرجان يحتفي بإنجازات صانعات السينما
والمخرجات ودعم أعمالهن على مستوى العالم، حيث تشارك هذا العام نخبة من
رائدات صناعة السينما في الوطن العربي من بينهن: عائشة المقلة ونورا كمال
من البحرين، وحنان عبدالله من مصر، وداليا الكوري وسوسن دروزة وكارلا دعيبس
من الأردن، ومينياتور ماليكبور ودانة المعجل من الكويت، ومروى خليفة ونسرين
راشد من ليبيا، وبثينة خوري وديمة أبو غوش من فلسطين، ونايلة الخاجة ونجوم
الغانم ومنى العلي وأمل العقروبي من الإمارات العربية المتحدة.
رقابة تتزايد
وتقول حنان عبدالله، المخرجة المصرية المشاركة: «تتعلق المشكلة
الرئيسية التي نواجهها كصناع سينما، بغض النظر عن الجنس، بالتهميش والرقابة
المفروضة على السينما المستقلة في مصر، وهذا هو التحدي الأكبر الذي نواجهه
جميعاً. الحصول على فرصة لعرض أفلامنا في مهرجانات دولية يساعدنا كصناع
سينما على بناء شبكات للتواصل وعلى إعطاء ملمح عن السينما في المنطقة وهو
أمر شديد الأهمية لتطوير هذه الصناعة وأيضاً لبناء علاقات إنسانية مع هذا
الجزء من العالم. لذلك أنا متحمسة جداً ويشرفني في شكلٍ خاص أن أشارك من
خلال المجلس الثقافي البريطاني في مهرجان الأفلام Birds Eye View
لهذا العام».
عرض المهرجان أحدث أعمال المخرجات العربيات اللواتي تصدرن العناوين في
أكبر مهرجانات الأفلام في العالم، ومشهور عن المهرجان تكريمه ومناصرته
للمخرجات النساء على مستوى العالم منذ أكثر من عقد من الزمان. كما يتيح
المهرجان هذا العام فرصة فريدة من نوعها لتسليط الضوء على الأصوات
السينمائية المتعددة والقوية والغنية للنساء الأكثر إلهاماً وتأثيراً في
العالم العربي.
وفي هذا الصدد، تقول مديرة برنامج الفنون على المستوى الإقليمي لمنطقة
الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى المجلس الثقافي البريطاني آلما سالم:
«ارتفعت الأصوات النسائية في عالم الأفلام والسينما خلال العامين الماضيين
في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ونحن نفخر بأن ينعكس هذا الحضور في
حجم الوفد النسائي المشارك في المهرجان». أما مؤسسة المهرجان ومديرته،
ريتشيل ميلوورد فتقول: «في حين تتصدر النساء العربيات العناوين في أرقى
وأهم مهرجانات الأفلام في العالم، هذا هو الوقت المناسب لتسليط الضوء على
تلك الأصوات السينمائية التي تتميز بالتعددية والأهمية المتزايدة».
وفضلاً عن البرنامج العام الذي يقدمه المهرجان، يتم تقديم برنامج خاص
عن صناعة السينما لعدد من المشاركين الدوليين، إذ يستهدف البرنامج مخرجات
وصانعات أفلام وممثلات من القطاع السينمائي من أنحاء منطقة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا كافة. ويشمل برنامج المهرجان ورش عمل وندوات وفعاليات بناء
شبكات العلاقات، إضافة إلى عروض الأفلام في المهرجان.
ويستضيف المهرجان هذا العام فيلم «في ظل راجل» للمخرجة حنان عبدالله
الحاصلة على جائزة أفضل مخرجة لفيلم وثائقي في مهرجان الدوحة تريبيكا
السينمائي لعام 2012، والفيلم الروائي «لمّا شفتك» للمخرجة الفلسطينية آن
ماري جاسر الحاصلة على جائزة الشبكة لدعم السينما الآسيوية
NETPAC
في مهرجان برلين السينمائي لعام 2013، وفيلم «حبيبي راسك خربان»
للمخرجة سوزان يوسف الحاصلة على جائزة أفضل فيلم في مهرجان دبي السينمائي
لعام 2011، وفيلم «الخروج للنهار» للمخرجة هالة لطفي الحاصلة على جائزة
أفضل مخرجة في مهرجان أبو ظبي السينمائي لعام 2012، وفيلم «يما» للمخرجة
جميلة صحراوي الحاصلة على جائزة لجنة تحكيم الاتحاد الدولي لنقاد السينما (فيبريسكي)
عن أفضل فيلم في مهرجان أبو ظبي السينمائي لعام 2012، وفيلم «قصة سوريتين»
للمخرجة ياسمين فدا، وفيلم «النادي اللبناني للصواريخ» للمخرجين جوانا حاجي
توما وخليل جريح الحاصل على أفضل فيلم وثائقي في مهرجان الدوحة تريبيكا
السينمائي لعام 2012، وفيلم «غزة تنادي» للمخرجة ناهد عواد، وفيلم «بيت
الصور» للمخرجة رانيا استيفان الحاصلة على جائزة أفضل فيلم وثائقي في
مهرجان الدوحة تريبيكا السينمائي لعام 2011.
وللموضة حصتها...
ويتضمن مهرجان هذا العام عرض أفلام روائية ووثائقية وقصيرة مؤثرة،
إضافة إلى استضافة فعاليات وجلسات حصرية للأسئلة والأجوبة وموسيقى عصرية
حية، ونسخة خاصة من برنامج «الموضة تحب الأفلام» إلى جانب تقديم الجوائز
والمعارض وغيرها الكثير. وتهدف مشاركة النساء العربيات في المهرجان تعزيز
خبرتهن الدولية وزيادة التعاون الدولي في صناعة الأفلام والتبادل من خلال
إضافة بُعد دولي لبرامج المملكة المتحدة.
يأتي المهرجان بدعم من شركات عدة عبر منطقة الشرق الأوسط وشمال
أفريقيا من بينها مؤسسة الدوحة للأفلام كجزء من مبادرة قطر المملكة
المتحدة، وقناة الجزيرة الوثائقية، والصندوق العربي للفنون والثقافة
(AFAC).
«طول
الأبجدية»
مسيرة كاتب في المهجر
مونتريال - «الحياة»
اختتم
مهرجان الفيلم العالمي للفنون Fifa
في مونتريال فعالياته التي استمرت عشرة أيام وتمثلت بمشاركة 248 فيلماً من
28 بلداً بينها أسماء لامعة من محترفي الأدب والفن والسينما. وفي إطار
المنافسة العالمية للآداب شهد المهرجان عرضاً أول لفيلم «طول الأبجدية»
Longueur de l,Alphabet
للمخرج الكندي العراقي جو بالاس الذي يرسم فيه
مسيرة الكاتب اليهودي الفرنكوفوني نعيم قطان (مواليد 1928 كندي من أصل
عراقي) من خلال معاصرته لفسيفساء الثقافات والأعراق في العراق وكندا وفرنسا.
الفيلم وثائقي أدبي ثقافي بامتياز. وهو ناطق بالفرنسية ومدته 52
دقيقة. ويتضمن أبرز المحطات التاريخية من حياة قطان الموثقة بالصور
والكتابات والأحاديث والمقابلات الشخصية والتي تستعرض أمجاد بغداد بتراثها
الإنساني والحضاري وعصر السوريالية في باريس ومونتريال حاضنة التعايش
الفكري والتنوع الإتني.
كما يتحدث الفيلم عن هجرة قطان إلى كيبك عام 1954 واندماجه السريع في
حياتها الاجتماعية والثقافية، ومساهمته بنقلها من مجتمع مغلق إلى مقاطعة
منفتحة على التعايش مع الآخر وبناء الجسور مع المجموعات الإتنو - ثقافية
التي تعيش فيها. ويكشف الفيلم أيضاً عن جانب واسع من نشاط قطان المهني
ككاتب وروائي وناقد أدبي ومسرحي وصحافي وأستاذ جامعي تمكن أثناء توليه
إدارة مركز كندا للفنون والثقافة من بناء شبكة واسعة مع نخبة من مشاهير
عصره، مثقفين وفنانين وسياسيين، من أمثال أندريه جيد ورينه ليفيك وأندريه
لورندو وجاك غوجبو وفرناند أوليت وجاك آلار وآن غولدمان وغيرهم. كما ينوه
بعض الوثائق حماسته الشديدة وولعه الكبير بلغة موليير التي خلف فيها ما
يربو على 40 كتاباً، فضلاً عن عشرات المقالات والأبحاث والدراسات شكلت
جزءاً من الذاكرة الجمعية للحياة الفكرية والثقافية والأدبية في كيبك.
ووفاء لعطاءاته وإنجازاته الفرانكوفونية كرمته «المقاطعة الجميلة» بجائزة
أدبية قدمت له في احتفال رسمي في الجمعية الوطنية (البرلمان) وبحضور رئيس
الوزراء، ودوّن على الصورة التذكارية عبارة وفاء وتقدير جاء فيها «أنا
مولود في بغداد يهودياً وحين حضرت إلى مونتريال لم أكن أعرف أي شخص وصارت
هذه المدينة موطني لأنها فتحت أمامي بوابات العالم الأخرى».
وبعد انتهاء العرض جرى لقاء وحوار بين قطان ونخبة من المثقفين العرب
واليهود والكنديين حضره المخرج بالاس واعتبره جزءاً لا يتجزأ من الفيلم.
وتمحور حول تطور بعض الحركات الفكرية الأكثر تأثيراً في العقود الأخيرة
وحول علاقته كيهودي باللغة العربية التي كان يحلم بأن يكون كاتباً بها
عوضاً عن الفرنسية وانفتاحه على الإسلام والمسيحية «بعيداً من الطائفية
المقيتة» واعتززاه بكل ما كتب وفكر كمواطن عراقي يهودي شرقي غربي كندي في
آن. واختتم اللقاء بعرض من الصور التراثية للأحياء والشوارع القديمة من
بغداد ومونتريال.
سينما القضايا وتجليات الصورة المشاكسة
زاكورة (المغرب) – مبارك حسني
هي
مدينة ترتمي في الهامش المضيء للجنوب الشرقي الصحراوي من المغرب... مدينة
يخيّل للمرء فوراً أنه يُنشد فيها شعر الطبيعة، حيث يتعملق النخيل في تمازج
مع سماء رحبة وأراض مترامية تغري بالسياحة والتأمل. وهي أيضاً مكان تٌنظم
فيه منذ سنتين تظاهرة سينمائية مخصصة للفيلم الوثائقي، كما لو أنها بما
توفره من جغرافيا وخليط سكاني وسلوكات وفتنة طبيعية، تبدو الأقدر على منح
هذا النوع السينمائي مجال التعبير والنقاش المعرفي والمنافسة على التميز.
وهو اختيار موفق حين يكون الإنساني وجاذبية الواقع كما تمنحهما المدينة
مُعطى يدفع الكثيرين للاهتمام بها والاستزادة مما تقدمه من فرادة، وذلك من
أجل سينما أخرى مغايرة لتلك التي تنتج في رديفتها وجارتها مدينة ورزازات.
جثث الضحايا
هذه التظاهرة وعلى رغم عمرها القصير، استطاعت في الدورة الثانية التي
انعقدت أواخر الأسبوع الماضي أن تلم شمل مجموعة من المخرجين القادمين
بجديدهم من المغرب وفرنسا وفلسطين ومصر البلد الذي تم تكريمه وتكريم بعض
مُنتجه الوثائقي. وقد تراوحت مواضيع الأشرطة ما بين الهم الوطني والعربي
والإقليمي والإنساني. فحضرت القضية الفلسطينية في «الأقصى يسكن الأقصى»
للمغربي عبد الرحمن العوان وفي «مرمرة تحت النار» للتركي دافيد سيكارا (حول
السفينة التركية التي حاولت اختراق حصار غزة)، وحالة العراق ما بعد الغزو
الأميركي في شريط فرنسي عراقي هو «الأطفال ضحايا الفلوجة»، وذلك بما أنهما
الحدثان العربيان الأكبران في مجال الأخبار، ولهما تأثير يُغري العديد من
المخرجين العرب بالحديث عنهما.
وحضرت قضية إسلامية عبر قضية نساء يكدن في البحث عن جثت ضحايا مجزرة «سبرينيتشا»
التي ارتكبت من طرف الصرب في شريط «نساء يرفضن الموت» لإيطالي ذي جذور
مصرية هو محمد قناوي. أما مغربياً فقد عُرض فيلم للمخرجة دنيا نيوف للتعريف
بالسكان الموريسكيين الذين طردوا من الأندلس وسكنوا الرباط وكونوا أسطول
القراصنة المغاربة المعروفين في القرنين السابع عشر والثامن عشر، وفيلم
أحمد بايدو عن ملحمة «بوكافر» التي عرفت انتصار القائد الأمازيغي عسو
أوبسلام على الجنرال الفرنسي بورنازيل إبان عصر الحماية، ومشكلة الماء في
الصحراء بعد بناء سد على وادي درعة الأكبر في المغرب.
لقد كان المجموع أفلاماً تتباين قيمتها الفنية من عمل إلى آخر، فبعضها
مهني متقن لكونه من إنتاج تلفزي كبير، وبعضها إنتاج فردي خالص من دون
إمكانات ولا رهانات قوية. وهذا ما يطرح وجوب وجود آلية للبرمجة مستقبلاً
تمكن من اختيار أفلام ذات قيمة متقاربة، أو مُبدعة من طرف أشخاص لهم تصور
وطموح إخراجي، أو المزج بينهما في بوتقة تجعل للكل ثيمة موحدة، الأمر الذي
سيسم المهرجان بطابع خاص ومميز. وحبذا لو تم استيحاء ذلك من مميزات المنطقة.
مصر المكرمة قدمت فيلمين، الأول هو بورتريه عن رسام معروف يدعى حسن
الشرق، والثاني يتناول أسطورة النداهة. وهما عملان لشابين يحاولان مساءلة
مواضيع كتجربة في السينما الوثائقية أكثر منها كإبداع مكرس ومتقن. ومصر
مُثلت أيضاً عبر رئيسة لجنة التحكيم المخرجة شرين غيث المتخصصة في الشريط
الوثائقي والأستاذة بمعهد السينما. وضمت اللجنة كلا من المخرج الغزاوي
الفلسطيني فايق جرادة، والباحث الدكتور لحبيب الناصري، والدكتور والناقد
بوشعيب المسعودي. كما ارتأى المنظمون إيجاد لجنة للنقد ضمت كلاً من الناقد
حسن وهبي والناقد الفني عبد الله الشيخ والكاتب مبارك حسني.
الفوز للجذور
وقد حاز على جائزة زاكورة الكبرى وجائزة النقد الفيلم الفرنسي «جذور»
للمخرجة سيسيل كورو. وهي مخرجة متخصصة في الفيلم الوثائقي، والتي حازت
العديد عن الجوائز عن أعمالها. وعملها الفائز هنا يتميز باحترامه مقومات
هذا النوع السينمائي. فهو يتضمن قضية شائكة ذات بعد إنساني تمس الجفاف الذي
يحدثه تشييد سد. الشيء الذي قضى على جزء كبير من البدو الرحل الذي يتعيشون
من الترحال الدائم والبحث عن الماء والكلأ. وكل ذلك مقدم في صورة تم
تأطيرها وإبداعها بدقة. فالمخرجة لا تكتفي بعرض الموضوع، ولكن بتغليفه
أيضاً في حلة من التأثيث بمكونات الفضاء من حيوانات وأجواء متخيرة ووجوه.
لقطات كبيرة متأنية لامعة تجعل المشاهد يطالع قطعاً فنياً ويتابع قضية في
ذات الوقت. إلى جانب العروض السينمائية بدار الثقافة النشيطة، عقدت على
هامش المهرجان، ندوة مهمة تناولت «المرأة والفيلم الوثائقي» ساهم فيها
بمداخلات متنوعة بعض الأساتذة والنقاد أعضاء لجنتي التحكيم ومن خارجها، وقد
حاولوا ملامسة الحضور النسوي في إخراج الجنس الوثائقي عربياً على العموم
ومغربياً على الخصوص. والملاحظة الأساسية التي خلص إليها المشاركون
والجمهور الحاضر أشرت على أن الموضوع واسع وتجب مقاربته من جهة التخصيص
أكثر.
كتاب -
«أسرار النقد السينمائي.. أصول وكواليس» كما يراها وليد سيف
القاهرة - سعيد ياسين
«كانت لدي رغبة عارمة في نقل خبراتي وتجاربي بأمانة في هذا المجال إلى
قرائي من المهتمين بالنقد، من دارسين وهواة وشباب في مقتبل عملهم في هذا
التخصص»، ما سبق كان ملخصاً لدوافع الناقد الدكتور وليد سيف التي حدت به
الى الشروع في انجاز كتابه «أسرار النقد السينمائي .. أصول وكواليس» الذي
صدر أخيراً عن سلسلة آفاق السينما في القاهرة، والذي ضم خلاصة تجاربه في
الكتابة النقدية التي بدأت في شكل عملي من خلال نشرة «جمعية الفيلم» في
منتصف الثمانينات، وتواصلت مع نشرة نادي سينما القاهرة. كذلك يخصص الكاتب
جزءاً من كتابه للحديث عن الأفلام التي صنعها، والكتب التي ألفها، والرحلات
التي قام بها في مهام ثقافية إلى موسكو والعراق وليبيا وقطر، إلى جانب
اشتراكه في لجان التحكيم والمشاهدة في عدد من المهرجانات الدولية والمحلية،
إضافة إلى تجربة إدارته لمهرجاني جمعية الفيلم والإسكندرية، والتي أثمرت
إصدارات وندوات ومؤتمرات وأبحاثاً خطط لها وأشرف عليها.
مفاهيم وخلافات
احتوى الكتاب على ثمانية فصول، حمل الأول منها عنوان «مفهوم النقد
الفني» وركز فيه سيف على ما يكتنف مفهوم النقد من خلاف أو اختلاف وجهات
النظر «المفاهيم والآراء تتعدد حول تعريف محدد للنقد الفني كما اختلفت
مناهجه، وتنوعت اتجاهاته، بل يمكن التأكيد على ان لكل ناقد منظوره ورؤيته
وأسلوبه، فالنقاد يختلفون تبعاً لاختلاف العلوم والفنون والمناهج التي
أفادوا منها في دراستهم وفي تكوين ثقافتهم، ولا شك في أن الظروف السياسية
والدينية والبيئية والتاريخية تلعب دورها في تشكيل المفاهيم، فقد لعبت ظروف
الإنغلاق وأيضاً الانفتاح الديني دورها سلباً وإيجاباً في حركة النقد
والفلسفة عموماً، كما تسببت الظروف والوقائع التاريخية المهمة في صياغة
الأفكار والأيديولوجيات، والنقد علم يجمع ذاتية رأي الكاتب ونظرته للعمل
الفني معبراً عن وجهة نظره، وموضوعيته في إبداء رأيه بكل صدق وأمانة بعيداً
من أي أغراض شخصية أو تعصب ضد أو مع اتجاه معين».
وتوقف الكاتب في الفصل الثاني للحديث عن عدد «من مدارس النقد والفن»
مستعرضاً المدارس النقدية «منذ زمن بعيد»، موضحاً أن النقد «يبدو نشاطاً
غريزياً يمارسه الإنسان منذ الأزل، وأن الناقد حتى يومنا هذا قد يمارس
العملية النقدية بانتماء واضح ومحدد إلى مدرسة بعينها من دون أن يدرك هو
ذلك، وأنه عبر مسيرته النقدية قد ينتقل من أساليب مدرسة انطباعية يغلب
عليها طابع الاستجابة التأثيرية والعاطفية، إلى مدرسة موضوعية لها أدواتها
ومناهجها المختلفة، وأن تحديد الانتماء إلى مدرسة نقدية هو هدف يجب ألا
يشغل الناقد كثيراً أثناء تصديه للعمل الفني».
ويفترض سيف في الفصل الثالث والمعنون «في النقد السينمائي» أن تخضع
عملية النقد إلى مقاييس علمية وأن تستند إلى دراسة متأنية، وتحليل عميق
للعمل الفني اعتماداً على الخلفية الثقافية للناقد، وما يلزمه من امتلاك
قدرات واستعداد من نوع خاص بداية من قدرته الفطرية على التذوق الذي يخضع
لعناصر اجتماعية وبيئية وتربوية، بل وتثقيفية متخصصة.
ما بعد الحداثة
أما في الفصل الرابع «النقد وتحليل الأفلام»، فيؤكد سيف أن العلاقة
بين النقد والتحليل «ليست بالبساطة التي يتصورها البعض»، وأن الحدود
الفاصلة بينهما ليست بالوضوح الكافي قائلاً ان «كل عملية تحليل تشمل في
محتواها جانباً نقدياً، وكل عملية نقدية هي بالتأكيد ناتجة من نظرة تحليلية
للعمل الفني، وإذا كان البعض يستريح إلى اعتبار أن أي تجربة تحليل لفيلم هي
الخطوة السابقة لإجراء العملية النقدية تجاهه، فأي ناقد سينمائي عليه أن
يحلل عناصر الفيلم، ويختبر مدى جودتها وقدرتها على خدمة الرؤية التي يسعي
السينمائي إلى طرحها، وهكذا فإن عملية التحليل ذاتها تبدأ من نقطة إنطلاق
نابعة من مفهوم أو مفتاح نقدي أيضاً لفهم النص، وأن عناصر الفيلم لا يمكن
تقويمها في شكل منفصل أو بمعزل عن فهم عام لرؤيته وأغراضه الدرامية».
ويوضح الكاتب في الفصل الخامس وعنوانه «السينما وما بعد الحداثة» كيف
أن مصطلح ما بعد الحداثة، جاء ليعبّر عن مرحلة جديدة في تاريخ الحضارة
الغربية نتجت من الشعور بالإحباط من الحداثة، وتوازت مع محاولة نقدها كفكر
ومنهج من أجل البحث عن خيارات جديدة، وأنه أمكن للسينما أن تحقق طفرات
سريعة في عناصر الانتقال اعتماداً على الذاكرة البصرية وخبرة المشاهد التي
تتشكل من عمل إلى آخر، حيث أصبح بإمكان الجمهور أن يتقبل في كل عمل مزيداً
من التحرر من قيود الزمان والمكان، بل والأسلوب أيضاً».
اما الفصل السادس «النقد وفنون الدراما» فقد كرّسه المؤلف لفنون
«درامية أخرى»، وهي المسرح والإذاعة والتلفزيون، وكلها تتلاقى في رأيه
كثيراً مع فن السينما وتتفق معه في توظيف عناصر تعبيرية مشتركة. ثم في
الفصل السابع «نحن وثقافة الفيلم الأجنبي» يوضح كيف أن ثقافة الناقد
السينمائية تتشكل بالدرجة الأولى من مخزون مشاهدته من الأفلام، وأنه كلما
اتسع مجال هذه المشاهدة كلما زادت قدرات هذا الناقد وتفتح وعيه وتعمق فهمه
للغة السينمائية وأساليب الفيلم ومعالجاته، ويصبح بهذا الرصيد قادراً على
التحليل والتقويم والحكم على الأفلام في شكل واعٍ وسليم.
وفي الثامن والأخير المعنون «نحو خطاب نقدي جديد» يتحدث وليد سيف عما
يعتبره مستقبل النقد السينمائي في مصر بعد ثورة 25 يناير، واصلاً الى
استخلاص إيجابيات وسلبيات التجربة النقدية في مصر ووضع الخطوط العريضة حول
قيمتها وأهميتها وجوانبها المضيئة، والنظر إلى الآفاق التي نتطلع إليها
والمطالب التي نرجو لها أن تتحقق.
وأخيراً خصص سيف جزءاً من الكتاب لعرض مقالاته عن عدد من الأفلام
المصرية والعالمية ومنها «حياة رائعة» و «معركة
الشاي» و «عين شمس» و «الطريق
الثوري» و «المليونير المتشرد» و «أنادون
جوفاني» و «بنتين من مصر» و «شرلوك
هولمز» و «خزانة الألم» و «رسائل
البحر» و «ميكروفون».
الحياة اللندنية في
05/04/2013
إلهام شاهين:
الأحداث الجارية أصابت الشعب بــ مرض نفسي
ناهد خيري
قالت إلهام شاهين والتي تستعد خلال أيام لتصوير مسلسلها الذي تدخل به
السباق الرمضاني هذا العام أيامنا الحلوة إن المسلسل يتكون من جزءين كل
جزء من15 حلقة الأول يحمل عنوان نظرية الجوافة تأليف وإخراج مدحت السباعي
والثاني بعنوان أمنا الغولة تأليف وإخراج محمد أبو سيف.
وأوضحت أن العلاقة الوحيدة تكمن في أن الأحداث تدور في كل منهما في
مستشفي الأمراض العقلية ولكن الأول أجسد من خلاله دور طبيبة في أحد
المستشفيات النفسية بينما الثاني أجسد فيه دور مريضة في المستشفي أما عن
اختيارها لهذا العمل فأشارت إلي أن الموضوع جديد علي الشاشة ويحاكي واقعا
نعيشه مؤكدة أن الظروف التي تمر بها مصر والأحداث التي مرت علي المصريين من
قيام الثورة وإلي الآن سواء كانت اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية أصابت
الكثير من أبناء مصر بالعديد من الأمراض النفسية فاصبح كل واحد منا يعبر عن
هذا الضغط النفسي بطريقته, وقد رأينا ذلك في زيادة نسبة الاعتداءات
والسرقات والعدوانية التي أصابت الكثير من الناس في التعامل اليومي مع
بعضهم البعض وهناك من عبر عن نفسه بالانطواء والحزن ومن أصابهم الاكتئاب
وأعتقدالدراما أولي بها الآن أن تعبر عن واقعنا الذي نعيشه فالمواضيع لابد
وأن تفرض نفسها وبقوة في الفترة المقبلة لنري كيف نخرج من أزمتنا
الطاحنة.
وأشارت إلي أن السخرية في هذا العمل هي السمة السائدة التي يستخدمها
الشعب المصري للتعبير عن أحواله ونحن في أصعب الظروف وأهم المواقف نستقبل
ألامنا بالسخرية ونحن في العمل لانرصد واقعا بل نتحدث عن الإنسان المصري
وما وصل اليه بعد كل الظروف التي مرت به وكما يقال شر البلية مايضحك.
وعن الرسالة التي تريد توصيلها من خلال الجزء الثاني للعمل والذي حمل
عنوان أمنا الغولة فقالت أجسد من خلاله دور مريضة نفسية وهذه شخصية تتعرض
للكثير من الضغوط وتدعو للرثاء وأريد أن أقول من خلال الدور أن الشر
الموجود في الحياة والتقلبات التي نعيشها أثرت علينا جميعا وأصبحنا علي وشك
الانهيار والجنون.
وأعربت إلهام شاهين عن سعادتها بكون العمل15 حلقة وقالت أفضل أعمالي
التي حققت نجاحا كبيرة كانت15 حلقة مثل نصف ربيع الآخر وامرأة في ورطة
ونعم مازلت أنسة وأستمتعت جدا بهذه الأعمال والمشاهد ايضا يستمتع بها لأن
الأحداث تكون سريعة ومتلاحقة بشكل متناغم وأغلبها يهرب من المط والتطويل
الذي يكون في أغلب الأعمال.
وأضافت أتصور أن هذا العام سوف يشهد عددا كبيرا من المسلسلات بعكس
مايقال لأن كل عام نقول نفس الكلام ونفاجأ بأعمال كثيرة وعلي كل الأحوال
المشاهد لايمكنه إلا متابعة أربعة أو خمسة أعمال فقط في رمضان وباقي
الأعمال يتم متابعتها علي مدار العام.
الأهرام المسائي في
05/04/2013
مهرجان سينمائي بريطاني يحتفي بمخرجات عربيات
لندن- رويترز
يعرض مهرجان سينمائي في لندن مجموعة من قصص الحب، منها قصة صبي يتوق
للعودة إلى منزله، وقصة أم حزينة على ابنها، وأمّ أخرى تعتني بوالدها
المريض، والقاسم المشترك الوحيد بين هذه القصص أنها تقدم من خلال أفلام
لمخرجات عربيات. ويسلط مهرجان «منظور عين الطائر»، الذي يحتفي بالأعمال
السينمائية النسائية، الضوء هذا العام على المنطقة العربية. وكانت المشاركة
في مهرجان يركز على أعمال المخرجات العربيات سابقة جديدة لبعض تلك الفنانات.
وقالت المخرجة الفلسطينية، آن ماري جاسر «حضرت الكثير من المهرجانات
السينمائية العربية، وذهبت إلى الكثير من مهرجانات السينما النسائية، لكن
لم أشارك قط في مهرجان لسينما المرأة العربية، لذلك من الجيد حقاً أن يوجد
الكثير من النساء هنا لا يعرضن أفلاماً في المهرجان بالضرورة، وإنما وُجهت
إليهن الدعوة للمشاركة في النشاطات كلها، وهذا أمر رائع بالفعل». ويحكي
فيلم «لما شفتك» لآن ماري، الذي افتتح به المهرجان، أول من أمس، قصة صاغها
الصراع في مسقط رأسها بالأراضي الفلسطينية.
وقالت المخرجة في إشارة إلى تشريد آلاف الفلسطينيين بعد حرب عام
1967 «ركزت على
1967، وهو عام مهم أيضاً لعائلتي بشكل شخصي، لأننا فلسطينيون من بيت
لحم، وكان هذا هو العام الذي احتلت فيه بيت لحم».
وقال رجل من الجمهور «استمتعت كثيراً بتناول الفيلم لحياة طفل، وليس
القضايا السياسية العادية التي تناقش في أفلام مثل هذا». وكان فيلم آن ماري
جاسر السابق «ملح البحر» أول فيلم روائي طويل لمخرجة فلسطينية، وقالت
المخرجة «نحن نسوة ونحن عربيات،
لكن لن تجد فكرة مشتركة أو أسلوباً مشتركاً بين الأفلام في المهرجان»،
وتشارك في المهرجان خمسة أفلام روائية طويلة وتسعة أفلام وثائقية والعديد
من الأفلام القصيرة. ويقول المسؤولون عن المهرجان إن الكثير من المواهب
الجديدة ظهرت في المنطقة العربية في السنوات القليلة الماضية.
وقالت مديرة المهرجان، كيت جيروفا «هناك توسع حقيقي في الأعمال من هذه
المنطقة في السنوات القليلة الماضية، من مجموعة مختلفة من المخرجين، لأن
هناك أكثر من جهة تمثل المخرجات، إنهن يفزن بجوائز في مهرجانات مرموقة، لذا
هناك ثروة من الأعمال أردنا الاحتفال بها». وأضافت أن اختيار الأفلام سيتيح
للجمهور التعرف إلى منطقة يعرفها الكثيرون من نشرات الأخبار فقط، وقالت
«معرفتي بالمنطقة العربية ترجع كثيراً إلى التقارير الصحافية على سبيل
المثال، يتيح هذا المهرجان لقاء أشخاص على الشاشة ربما لن تقابلهم أبداً في
الحياة، أعتقد أنه سيصل إلى عقول وقلوب الناس».
ويستمر المهرجان حتى يوم
10 ابريل الجاري، وينتهي بإعلان الجوائز.
وتعرض أفلام لمخرجات من الجزائر ومصر والمغرب في المهرجان.
الإمارات اليوم في
05/04/2013 |