لم يختر المخرج المغربي الشاب عبدالسلام الكلاعي، الذي سبق ان حقق
أفلاماً قصيرة متميزة، السهولة واليسر حين اشتغل على شريطه المطول الأول
«ملاك». بل آثر ان ينزل إلى قعر حجيم برفقة ملاك مغرر به، هي تلميذة جملية
جداً ومثيرة الملامح. هذه الأخيرة اكتشفت ذات يوم أنها حامل إثر علاقة مع
رجل ناضج يكبرها سناً بكثير. وحين يكتشف الأمر يشتمها الرجل ويتخلى عنها.
هو أمر من النوع الذي قد يقع ومما تعودنا على سماع أخباره بحيث لا يثير
كثير اهتمام في حد ذاته. لكن المهم يقع جهة ردة فعل وآثار هذا الحمل على
الفتاة في مجتمع يُصارع ذاته ما بين الالتزام بالطابع المحافظ المُلزم
والرضوخ للرياح العصرية الطاغية من كل جانب. الفتاة ذات وجه بريء، من دون
تجربة في الحياة، تضطر للعيش تحت وطأة المشكل الثقيل النازل عليها في لحظة
عدم انتباه طيلة أيام وليال، من دون وجود حل ممكن، ومن دون نتيجة مُخلصة.
لا منقذ ولا من تعوّل عليه في الأصدقاء ولا العائلة ولا العلاقات العابرة
ولا المجتمع بكامله. إنها العزلة التامة.
مسار
من هنا يحكي الشريط المسار المأسوي للصبية وهي تبحث عن مبلغ المال
اللازم للإجهاض، ما ينتج فيلماً درامياً مكثفاً مسوداً تصاعدياً بإضافات
منتقاة من الحياة المعيشة كل يوم، هذا اليومي الجاثم على حركات الناس
والنساء، في المدينة وعبر مشاكلها المتعددة، هذا الاجتماعي في جانبه القاسي
والحزين والبائس، والذي لا يدع إلا بعض المخارج. ويضطر المشاهد إلى تتبع
خطى الفتاة المراهقة ليلاً ونهاراً، وهي تذرع الأزقة الوسخة البعيدة
المظلمة، حيث تضطرها حالتها اليائسة إلى الذهاب والمخاطرة.
الشيء الذي يجعل الفيلم يتذبذب ويحار حول أي مسار يتخذ: الالتصاق
بمصير الفتاة ومحاصرتها، أم سرد قصة مدينة وبلد، ومنح صورة عنهما، أي
الشهادة؟ موقف يجد كل مخرج نفسه أمامه: أن يكون مخرجاً واقعياً بتضمين
العمل مكوناً تسجيلياً، أو أن يكون مخرجاً راوياً لقصص مصورة في ذات الوقت.
وبالتالي نحصل على شريط سلس يُشاهد بكل يسر وتشوق في حالة النجاح، أو
نتواجد إزاء عمل مفارق بخطين لا يلتقيان إلا لماماً ما يؤدي إلى فيلم قد
يشتت الانتباه. فأي شريط سينمائي يجب أن يشد العين أولاً؟
«ملاك» لعب على تكثير اللقطات والإيحاءات والتقابلات، أغلبها مرحب به
ويخلق الإثارة. يجعلنا نعايش بعاطفة جياشة دقائق حياة الفتاة المحاصرة
بلقطات كبرى حنينية وملموسة (مدير التصوير وُفّق في نتيجة عمله). من ناحية
الفتاة من الواضح ان المخرج لا يملك سوى التعاطف معها بعمق وتفهم مأساتها،
لكن حين يُلقي بها المخرج في جحيم مدينة طنجة يُزيح فيلمه عنها ويفتقدها
أحياناً. وطبعاً هذا راجع لرسالة الشريط التي تود بنفس القدر أن تحكي عن
مدينة كما عن فتاة. لكن هل يحصل التطابق؟ الجواب في فيلم يراوح في أحداثه
ما بين الأمرين. بنجاح مرة وبغيره في مرات أخرى.
طنجة الدولية من جديد تتبدى بكل صورها المتخيلة كما الواقعية، وكل
أسطورتها التاريخية كما المُصنعة يومياً. نراها عبر عين المخرج عبدالسلام
لكلاعي مدينة ليلية، حيث تنتعش كل مهاوي مجتمع صغير: الدعارة، الإجرام،
الهجرة السرية، الشرطة القاسية... حالات وشهادات وحقائق ممتزجة. لكن هذا
مشترك ما بين كل المدن الكبرى في العالم بأجمعه، وليس الحقيقة الوحيدة التي
تسم كل عوالمها. ونظن أن هذا الالحاح على العالم الخارجي بكثرة، يضيّق
الخناق على «ملاك «الفتاة البطلة وعلى «ملاك» الفيلم.
وجوه المدينة
مهما يكن تضطر الفتاة إلى تحمل رغبة المخرج. ففي محاولات الهرب التي
جربتها، وعند كل محطة خيبة، تقف مُجبرة أمام وجه قبيح من وجوه المدينة، هذه
الجدران التي لا تحل عقدة، ولا تمنح مساحة حرية انطلاق. تقطن غرفة وسخة من
دون ماء ولا كهرباء في عمارة بغاء، مثلاً، تُجرب أن تبيع جسدها من دون أجر
كافٍ، أو تقيم علاقة عاطفية تنتهي باكتشاف حقيقتها وطردها شر طردة.
مراحل متعددة، في بعضها تنحاز للواقع وترتخي، في البعض الآخر تنتفض
وتقاوم وتأخذ مصيرها بيديها. يفرض المخرج على الفتاة علاقاتها، يُغرقها
لينقذها في ما بعد، يرميها يميناً ويساراً، ثم يقيم عودها للمواجهة في كل
مرة.
تلتقي مهاجرة من إفريقيا جنوب الصحراء التي تقاسم معها الأكل، حارس
سيارات ليلية ينقذها من لصوص شارع عنيفين، يساري حالم يواسيها بكلام وشعر
بلا تأثير، صورة طبيبة بكرسي متحرك بهدف وضع الأمر في وضع طبيعي هو وضعه
الصحيح... طبعاً نحمد للمخرج استغلال الشريط وما يمنحه من مساحة تعبير كي
يزرع همه الشخصي وعشقه الأدبي وحنينه اليساري والحياتي ليلبسهما بطلته
الجميلة وفيلمه الأول. فالمبدع يخلق الشخوص وبواسطتهم يقدم ما يرى وما يفكر
فيه وما يشغل باله... وفي هذا نجح عبدالسلام لكلاعي. لقد رسم شخصية خاصة
وقدمها بألق حين تكون هي المركز والأساسي.
وعلى سبيل الخاتمة يمكن القول إن «ملاك» يترك في دواخلنا صورة فتاة
هشة لكن واثقة، ذات جمال أخاذ وطبع متحدّ عند الحواجز الحياتية اليومية.
وأن ينتهي الشريط من دون نهاية من أجمل ما يمكن تصوره لحالة مستعصية في
مجتمع يتردد في حل مشاكله المجتمعية.
«كايروغرافي»
الخوف من اللمس
بيروت - محمد غندور
في نهاية العام 2010، وقبل انطلاق الثورة المصرية، قدّم المخرج المصري
محمد دياب فيلمه الروائي الأول الطويل «678» عن قضية التحرش الجنسي في
بلده، مستنداً إلى أحداث واقعية. طرح الفيلم ما تتعرض له الفتيات في
الأماكن العامة والضيقة من إهانات يومية، وعجزهن عن المقاومة.
كان من أهم النقاط التي عالجها الفيلم، عجز المتحرَّش بها عن تقديم
بلاغ إلى الشرطة، خوفاً من الفضيحة. أثار العمل يومَها الرأيَ العام في
مصر، وطالبت جهات بمنع عرضه، لتشجيعه المتحرَّش بهن على استعمال العنف ضد
المتحرشين. ويبقى الأهم أن «678» فتح نقاشاً جدياً حول أزمة تؤرق الفتيات،
وتجعلهن أسيرات ملابس فضفاضة خوفاً من لفت الأنظار، ما ساهم في تأسيس وفي
تشكيل مبادرات ضد التحرش وكيفية مكافحته.
تنطلق المخرجتان اللبنانيتان دالية نعوس وكندة حسن في فيلمهما «كايروغرافي»
مما بدأه دياب، ولكنهما تبتعدان عن المباشر والحبكة السردية لتغوصا في
الألم النفسي الذي يتركه التحرش في نفس الفتاة. ينقسم العمل فعلياً إلى
مشهدين طويلين، واللافت أن قضية التحرش الجنسي بأبعادها الاجتماعية
والسياسية تشغل اليوم واجهة الاهتمامات والنقاشات والتحركات في المجتمع
المصري بعد ثورة 25 يناير.
يبدأ الفيلم برقصة ضمن مساحة ضيقة على إحدى الشرف المطلة على زحمة
مباني القاهرة. تنتفض الراقصتان وتبدو ملامح خوف على وجهيهما. ثمة دمع
يستعد للانطلاق، أيد خفية تلامس الجسدين، ذعر وقلة تدبير، لا تعرف الفتاتان
كيف تتصرفان، تهربان من مكان إلى آخر ولكنّ ضِيقَ المساحة لا يسمح لهما
بالفرار. وسيتبين لنا أن الرقصة التعبيرية في بداية الفيلم تنتمي أصلاً إلى
ردود الفعل التلقائية التي تصدر عن فتيات خائفات عندما يتعرضن للتحرش في
الشارع، على وقع موسيقى ومؤثرات صوتية وأنفاس ثقيلة منتشية.
الرقصة على الشرفة، هي اختصار لما تتعرض له الفتيات في وسائل النقل
والميادين العامة والشوارع الضيقة. حيث لا يقتصر التحرش على الملامسة، بل
يتعداه إلى النظر والكلام والإهانة بذكر صفات وتعبيرات جنسية.
تُظهر المخرجتان أن المتحرش يبحث عن فريسة تكون ذات شخصية ضعيفة، وغير
قادرة على طلب المساعدة، أو أن خجلها من الفضيحة يمنعها من الصراخ مثلاً.
في حين أن الفتاة القوية والجريئة تقل احتمالات تعرضها للتحرش. وصوّرت حسن
ونعوس، على طريقة الكاميرا الخفية، فتاة في ميدان عام تطلب سيجارة وتدخنها،
لرصد ردود فعل الشارع من الفتيات الجريئات.
توجهت الفتاة إلى مجموعة شبان تسأل عن سيجارة، فذهل أفراد المجموعة من
جرأتها، لكنهم استجابوا لطلبها وانصرفوا من دون أن يصدر عنهم أي تصرف مزعج
لها. تقف الفتاة لتدخن السيجارة وسط الميدان العام، فيما ترصد الكاميرا حال
استغراب من المارة وانكفاء شباب الشوارع عن توجيه أي كلمة أو مضايقة لها.
وفي مشهد ثاني، تتمدد فتاة على سور حديقة في القاهرة، وهي حركة قد تبدو
جنونية في مصر.
ما أرادت المخرجتان قوله من خلال المشهدين، أن المرأة الخائفة
والمرتبكة والخجولة، هي أكثر تعرضاً للتحرش والاستفزاز، في حين أن الفتاة
التي تتصرف بثقة وقوة، تُبعد عنها المتحرشين، وقد تثير حالاً من الاستغراب
والارتباك لدى المتحرشين.
وبالتالي يقدّم الفيلم للفتيات بعض الإرشادات بطريقة غير مباشرة، من
خلال مشاهده المتنقلة في المدينة، وما تضمنه من تجارب مصورة في الشارع، إذ
ثمة -كما يوحي- سلوك معين يجب اتباعه لإرباك المتحرش وتخويفه بدلاً من أن
يفعل هو العكس.
ولا تقتصر المضايقات في شوارع القاهرة على النساء، بل إن ثمة رجالاً
أيضاً يعانون «من انتهاك مساحتهم الخاصة» وسط الحشود، على رغم عدم ارتباط
ذلك بقضية التحرش الجنسي.
وفي هذا السياق ترصد الكاميرات الخفية أيضاً شاباً يقوم بإبعاد كل من
يقترب منه ليلتصق به، وتصديه بجسمه للباص الذي كاد يطيح مجموعة من المارة
ليركن إلى جانب الرصيف، وفيما يبتعد الناس الموجودون في المكان عن مسار
الباص، يقف هذا الشاب متحدياً له ويجبره على تخفيف السرعة شيئاً فشيئاً.
تبدو القاهرة من خلال «كايروغرافي» (كلمة تجمع بين القاهرة وتصميم
الرقص باللغة الإنكليزية)، مدينة ضيقة لا مساحة فيها لتنقل الأجساد بحرية،
فالرقابة الذاتية تبدو فعلاً لاإرادياً في هذه المدينة المكتظة. الرقابة من
ملامسة عابرة، وخوف من يد طائشة تتلمس ما لا يعنيها، أو نظرة مغتصبة. وفي
خضمّ ذلك ومن خلال متابعة العمل، يظهر كثير من الأسئلة عن الحرية والرقابة
وقيود المجتمع وما هو المسموح وغير المسموح في القاهرة اليوم!
أفلام عنا... تختلف كثيراً عن التي ننتجها
غوتنبرغ (السويد) - قيس قاسم
ليست التقنية وحدها هي التي تختلف حين يتناول سينمائي أجنبي، في
الغالب، موضوعاً ذا صلة مباشرة بمنطقتنا ومشكلاتها، بل عمق الرؤيا يختلف
كذلك، ويتبلور هذا الاستنتاج ويتكرر كلما شاهدنا حزمة من الأفلام دفعة
واحدة كما حدث في الدورة 15 لمهرجان تسالونيكي للأفلام الوثائقية، لتطرح
بدورها أسئلة تبرر الاستنتاج الذي قد يبدو بديهياً ليس ثمة من حاجة للتذكير
به. لكن وبسبب من ديمومة السينما نفسها وحيوتها، ولأن نقاط الاختلاف في
المقارنة بين المنتج المحلي والأجنبي ما انكفأت تتعمق، ما يمنح الأسئلة
مبررات طرحها، على الأقل حتى حدوث تغيير جدي تضيق بفعله الهوّة بين منتجي
«البضاعة» السينمائية الواحدة وحينها، وحينها فقط، يمكن الحديث عن مستويات
فيلمية وليس عن تباينات تقنية وأكاديمية واسعة تجعل جزءاً غير قليل من
المنتج المحلي، على ما فيه من استثناءات جيدة لا يمكن تجاهلها، فقيراً
وأصحابه والمشتغلين فيه بخاصة في حقل الوثائقي، بحاجة الى إلمام بأدوات
انتاجهم ومن ثم بتطوير مستوى ابداعهم السينمائي!
عودة
للتطبيقات العملية على الفكرة قد يصلح أخذ فيلم «عودة الى الساحة»
لبيتر لوم، مثالاً، فهو عاد الى ساحة التحرير القاهرية بعد أسابيع من
انتصار «ثورة يناير» المصرية ليقرأ مقدار التغييرات الحقيقية التي طرأت على
هيكيلية المجتمع والمؤسسات الأمنية، حتى يصح تسميتها «ثورة» أو على الأقل،
حدثاً تاريخياً يحمل في نواته عوامل تغيير ثوري واعد. ولعل أول ما يلفت
الانتباه في هذا الفيلم، حاله حال الأفلام المنتجة بحرفية سينمائية عادية
وليس تلفزيونية، هو وضوح وجمال الصورة المأخوذة للمكان نفسه وللأحداث نفسها
التي سبق أن أخذها من قبل مخرجون محليون. وعلى مستويات فنية أخرى كالمونتاج
والصوت، سيتجلى الفرق كبيراً ومعه يتعمق الاستنتاج العام السابق حول مشكلة
سينماتنا العربية المتمثلة بالدرجة الأولى في التصوير وفي شكل أكثر تحديداً
في التصوير الخارجي ومعه وعلى المستوى نفسه سيظهر الصوت كمشكلة مصاحبة
ومزمنة، ناهيك أصلاً عن طبيعة الشغل نفسه. ففي حين اتسم معظم الأفلام
الوثائقية التي تناولت أحداث يناير في مصر بطابع تلفزيوني، تقنياً وحتى
معالجةً، على مستوى اختيار الموضوع وتنفيذه وفق ما يستلزمه العمل
التلفزيوني نفسه من سرعة وآنية، تتجلى فوارق أخرى تتعدى التقني الى الفكري
وفهم المادة المطروحة للبحث البصري. وقد يفيدنا هنا التذكير بفيلم «2/1
ثورة» للدنماركي العربي الأصل عمر الشرقاوي الذي صوره بكاميرا ديجيتال،
لكنه جاء عميقاً لعمق رؤية صاحبه الى ما كان يجري يومها أمام شقته في
القاهرة. و «عودة الى الساحة» هو الآخر يتضمن فهماً لافتاً يحمل في طياته
نبوءة السينمائي القارئ جيداً للمادة الخام التي تسجلها كاميرته ليخرج
بعدها مشاهده وكأنه قد رأى للتو فيلماً مستقبلياً الى ما سيؤول اليه
«الربيع العربي» ويغدو الربيع، للشواهد التي وثّقها من انتهاكات لحقوق
الناس وظلم وتكرار لآية القمع البوليسي، شتاءً حزيناً.
من ليبيا وعنها
إذا كانت أحداث مصر قد غُطيت وثائقياً لدرجة كبيرة، فإن غيرها من
مناطق «التغيير» لم يلتفت اليها السينمائيون في شكل كاف حتى الساعة، وليبيا
مثالاً واضحاً، فجلّ ما اشتغله السينمائيون عنها لم يتعد الريبورتاجات
التلفزيونية، وحتى فيلم «بنغازي: خلف جبهة القتال» للكولومبية ناتاليا
أوروزكو الذي لا يخلو من تلك السمات، فإنه وفي ناحية البحث عن غير السائد
والمروّج إعلامياً، يستحق ذكره كنموذج يبيّن الفرق الملموس بين السهولة في
التناول كالذهاب الى ساحات المعارك أو إجراء المقابلات المطولة وزيارة قصور
القذافي... الخ، وبين البحث عما هو أعمق وله صلة بالسؤال المقلق عن قدرة
المجتمع على التغيير والانتقال الى مرحلة جديدة، أم ان الأمر برمته لا
يتعدى انتصاراً عسكرياً؟ في فيلمها، يبدو الانحياز الى الجانب المدني،
المستقبلي، من بنغازي هو الغالب كغلبة جماليات العمل السينمائي فيه.
في الجانب الفلسطيني، ثمة شبه اتفاق بين النقاد، عدا العرب منهم، على
أن الأفلام التي انتجها سينمائيون اسرائيليون عن صراع مجتمعهم، خدمت الطرف
الثاني على مستوى التعريف بقضيته والحاجة الى حلّها ورفع كل ظلم يمارسه
جيشهم وقادتهم السياسيون ضد الفلسطينيين. وفي هذه الدورة من مهرجان
تسالونيكي الكثير مما يؤكد هذا التصور أو الانطباع العام، ويؤكد ما نذهب
اليه في اختلاف مستوى التناول السينمائي لقضايانا، ومشاكلنا معها والتي
عالجت واحدة منها المخرجة اريت غال في فيلمها «ليل أبيض» عندما رافقت بعض
الفلسطينيات في رحلتهن اليومية «العجيبة» من مناطقهن المعزولة بجدار الى
داخل الحدود الاسرائيلية، سراً، في بحث عن عمل يعيل عوائلهن ويسد فراغ
العطالة التي يعاني منها أزواجهن وأغلب رجال الطرف المغضوب عليهم. مرافقة
المخرجة الإسرائيلية لنساء يفقن في منتصف الليل ويجازفن بأرواحهن لعبورهن
الأسلاك الشائكة الفاصلة بين الطرفين للوصول فجراً الى «أرض موعودة» جعلت
من فيلمها وثيقة حية عميقة وغاية في المتانة التقنية والاسلوبية كشفت درجة
الإذلال الذي تمارسه سلطات بلادها ضد أناس كل ما كانوا يحلمون به هو تأمين
رغيف خبزهم وربما في أحسن الأحوال توفير مستلزمات دراسة أطفالهم كحلم
يدفعهن لخوض المغامرة يومياً من دون كلل يمضين في طريق الموت وهن يثرثرن في
ما بينهن من دون تركيز طرداً للخوف الذي يعتريهن وتنفيساً، حين يأخذ منحى
جدياً، عن بؤس يعشنه في طرف ثان معزول من البلاد. «ليل أبيض» تحفة وثائقية
عن أمهات فلسطينيات شجاعات، نفذت بأدوات سينمائية متماسكة، هي قطعاً غير
أدواتنا الفقيرة.
ضمامة من الأحلام على صدر الرجل الممزق
دمشق – فجر يعقوب
كانت هووليود تخلّت تقريباً عن أورسون ويلز عندما قارب الناقد
السينمائي الفرنسي أندريه بازان فيلمه «دونكيشوت» في محاولة منه انهاء
السيرة النقدية الحافلة التي كان يكتبها عنه. لم يكن ممكناً تجاوز هذا الفن
الجديد الذي يجمع «بين الصحافة والاذاعة والسينما والمسرح». يقول بازان إنه
لم يكن ممكناً الحديث عن هذا الفيلم إلا بالطريقة التي تحدث بها ويلز نفسه
عنه. لقد وجد مخرج فيلم «المواطن كين» في التلفزيون طريقة للتعبير عن نفسه
بعد أن حرمته هوليوود من الأموال. وسيبدو واضحاً أن قلة التكاليف والتوفير
الذي يمثله هذا الفن الجديد ستسمح له بإكمال هذا الفيلم بالاعتماد على
الأموال التي جناها لنفسه من عمله كممثل في المسرح والتلفزيون.
ربما تبدو هذه مقدمة نافلة للحديث عن «مخرج ملعون» مثل أورسون ويلز،
اذ تبدو أحلامه الموقرة ببناء قبة زجاجية في سماء هوليوود مطعونة في
الصميم، حتى من بعد الفتوحات التي أمنّها لنفسه في فيلم «المواطن كين».
ليست المسألة في الانقلاب الذي أحدثه الفيلم في تاريخ السينما.
ويلز كان في عصره المخرج السينمائي المعاصر الأكثر تأثيراً، وكان
لزاماً كما يفترض بيتر بوغدانوفيتش في حديثه عن الكتاب الصادر حديثاً عن
مؤسسة السينما السورية بترجمة نوال لايقة، أن يكتب عنه الناقد الأكثر
تأثيراً في عصره. لا أحد يمكنه بالتأكيد أن يطلب أكثر من ذلك. كان الناقد
الفرنسي بازان في الثامنة والعشرين من عمره حين عُرض «المواطن كين» في
باريس، وبعد أربع سنوات قام بكتابة «أورسون ويلز».
وقبيل وفاته بوقت قصير قام بتنقيحه، وقدم له المخرج الفرنسي فرنسوا
تروفو، وقام جان كوكتو في الوقت نفسه باستعراض حياة المخرج «الذي يقف على
المسرح قبالة جمهور قليل ليقول إنه بضخامته رجل كثير في مواجهة قلة قليلة».
ومهما قيل في الكتاب أو في اورسون ويلز نفسه يبقى ما كتبه بازان أمراً
مختلفاً. لقد كانت تجربة مميزة ونادرة بحسب «نيويورك تايمز بوك ريفيو». حتى
أن البعض اعتبر هذه المقاربة النقدية موازية لـ «نار بازان» باعتبارها
مقالة موسوعية. لم يكن مبالغة أن يكون العمل ملهماً لجيل كامل من النقاد،
ولم يكن ممكناً لهذه النظرة المتفحصة والثاقبة إلا أن تعجب عشاق فن ويلز.
لم يكن مقدراً لهذا المخرج المشاغب أن يصبح، وفق مقدمة تروفو، مخرج
أفلام أميركياً خالصاً، وذلك لسبب وجيه جداً، وهو أنه لم يكن طفلاً
أميركياً خالصاً.
اورسون ويلز مثل هنري جيمس، سيفيد من ثقافة عالمية، وسيدفع ثمن هذا
الامتياز من خلال شعوره بعدم الانتماء لأي مكان. فهو الأميركي في أوروبا،
والأوروبي في أميركا. وسيشعر دوماً بأنه منقسم على نفسه، إن لم نقل رجلاً
ممزقاً. هل صحيح أن الفيلم السينمائي كان بالنسبة إلى هذا الرجل الممزق «ضمامة
من الأحلام»؟ يرتبط اسم اورسون ويلز – للمفارقة – بحماسة اعادة اكتشاف
السينما الأميركية نفسها. فقد ساد بين النقاد الشباب في تلك الفترة أن «ثمة
ثورة في الشكل واللغة في هوليوود» وسيعجب المرء «ما إذا كان ويلز يستحق
بالفعل أن يوضع في مصاف غريفيث وشابلن وشتروهايم وأيزنشتاين في تاريخ
السينما». ربما بدا ويلز عملاقاً له مظهر طفل، أو شجرة مليئة بالعصافير
والظلال، أو حتى «كلباً قطع سلسلته واستلقى فوق مسكبة الزهور». ومع ذلك
يمكن القول إنه حتى لو لم يخرج سوى «المواطن كين» و«آل امبرسون الرائعون»،
فإن ويلز كان سيحتل مكانة رائدة، ولن ينتقص من أهميتها الأفلام التي أخرجها
لاحقاً، فقد أكد الفيلمان على أن جوهر ما قدمه ويلز للسينما على مستوى
الشكل على الأقل، موجود فيهما حتى أنه يمكن القول بعد التحليل والتأمل
إنهما يكشفان وحدة الأسلوب، اذ يشكل الفيلمان مساحة جمالية هائلة تستحق
جيولوجيتها وتضاريسها الدراسة المتزامنة، وهما يدينان بأهميتهما التاريخية
وتأثيرهما الحاسم على السينما في كل أنحاء العالم لأصالة التعبير الهائلة
ولروعتهما الشكلية أكثر مما يدينان بذلك إلى الرسالة الأخلاقية والفكرية
التي حملاها.
عموماً لم تغفر هوليوود لابنها المبذر هذه السيرة الحافلة والمشاغبة
والملعونة، وتعاملت معه بحذر، وفي الظروف التي عاد فيها إلى تلك القلعة لم
يكن ممكناً الوقوع مجدداً على ظروف مناسبة لاخراج فيلم بمستوى «المواطن كين».
وصارت حالته تذكر من جوانب كثيرة بحالة شتروهايم، فقد قتله تمرده على
قوانين الحظيرة، حتى أنه صار يشبه بدرجة كبيرة بطله أركادين احد هؤلاء
المغامرين: إنه مذنب بارتكاب خطيئة ميتافيزيقية، لا خطيئة أخلاقية كما قد
توحي أخلاق الحظيرة من حوله.
حجب جوائز النجوم
القاهرة - ماجدة موريس
قد تكون نتائج تحكيم دورة هذا العام لمهرجان السينما المصرية، معبرة –
أشد تعبير – عن أزمة هذه السينما، الى درجة لم تجد لجنة التحكيم فيها دوراً
رجالياً يستحق جائزة الممثل الأول ولا دوراً نسائياً يستحق أيضاً جائزة
الدور الأول، التي تذهب عادة للنجوم والنجمات. والحكاية أن «جمعية الفيلم»
أقدم وأعرق جمعيات الثقافة السينمائية في مصر (تأسست عام 1960 على يد
الكاتب الكبير يحيى حقي) أقامت مهرجانها السنوي التاسع والثلاثين لتقييم
أفلام عام 2012 ومنح جوائزها لأفضل هذه الأفلام، وكما هي عادة الجمعية التي
يرأسها الفنان محمود عبدالسميع مدير التصوير السينمائي ولها جمهور حقيقي،
قامت الخطوة الأولى في مهرجانها السنوي بطرح قائمة الأفلام المصرية التي
عرضت في دور السينما خلال العام الماضي لاختيار خمسة عشر فيلماً منها. كان
العدد الكلي 31 فيلماً اختار الجمهور منها القائمة الأصغر التي ذهبت إلى
لجنة تصفية من النقاد والسينمائيين (من غير المشاركين في القائمة) لاختيار
سبعة أفلام شريطة أن يحصل كل منها على 50 في المئة من الأصوات، مع إمكانية
التحكيم في فروع متميزة في الأفلام الأخرى.
وبعدها ذهبت هذه الإفلام إلى الجمهور من جديد من خلال استفتاء عام
جديد يجري أثناء عرضها يومياً في المهرجان (ومناقشتها) ليختار الجمهور أفضل
فيلم من بينها، في الوقت ذاته الذي تجتمع لجنة تحكيم حرفية للمهرجان لمنح
الجوائز السنوية. وما حدث هو أن عدد الأفلام التي ارتقت للتصفية الأخيرة
أصبح خمسة وليس سبعة، هي «المصلحة» من إخراج سندرا نشأت، و «ساعة ونصف»
لوائل إحسان، و «بعد الموقعة» ليسري نصر الله، و «واحد صحيح» لهادي
الباجوري، ثم «مصور قتيل» لكريم العدل، بينما دخل فيلم «حلم عزيز» لعمرو
عرفة ملحق العرض التحكيمي في الفروع المتميزة فقط... وفي لجنة برئاسة علي
أبو شادي ضمت أربعة نقاد غيره هم خيرية البشلاوي وعصام زكريا وحسن عطية
وكاتبة هذه السطور إضافة الى الفنانة آثار الحكيم وأستاذ الصوت في معهد
السينما الدكتور إبراهيم عبدالمجيد وأستاذ المونتاج الدكتور يوسف الملاخ.
جاء حكم اللجنة متفقاً مع اختيار الجمهور للفيلم الفائز بالأفضلية عن
عام 2012، وهو «ساعة ونصف» الذي حصل على 5 جوائز مهمة تؤكد جدارته، هي
جوائز السيناريو (أحمد عبدالله)، والإخراج (وائل إحسان)، والصوت (أحمد
جابر)، والمونتاج (شريف عابدين)، وكذلك جائزة أفضل ممثل للدور الثاني التي
ذهبت لماجد الكدواني. أما أفضل ممثلة للدور الثاني أيضاً فقد اقتنصتها
النجمة الصاعدة ناهد السباعي عن فيلم «بعد الموقعة»، الذي حصل على جائزة
لجنة التحكيم الخاصة لمخرجه يسري نصر الله وعلى جائزة الديكور لمحمد عطية.
اما الحصان الأسود في المسابقة فكان فيلم «مصور قتيل» للمخرج الشاب كريم
العدل وهو ثاني أفلامه بعد فيلمه الأول «ولد وبنت» عام 2009 والذي حصد
جوائز: التصوير عبدالسلام موسى، والموسيقى هاني عادل، وأيضاً الأفيش، بينما
حجبت جوائز الماكياج والعمل الأول في الإخراج، ولأول مرة، ممثل وممثلة
الدور الأول، وحيث لاحظت اللجنة ضعف الأدوار النسائية عامة إلى جانب عدم
توفيق ممثلات أقوى هذه الأدوار.
أما في الأدوار الرجالي فقد نافس إياد ناصر نفسه في فيلميه «مصور
قتيل» و «ساعة ونصف» وبذل باسم سمرة جهداً خارقاً في «بعد الموقعة» وكذلك
فعل أحمد السقا وأحمد عز في «المصلحة». لكنهم جميعاً لم يقدموا ما يقنع
اللجنة، التي رأت أيضاً في الأداء الجماعي لأبطال «ساعة ونصف» لمحات
تعبيرية رائعة، ولكن كيف يمكن إعطاء جائزة فردية لمجموعة؟ وكيف يمكن وضع
الجميع في المستوى نفسه بينما هم متفاوتون بالفعل على رغم هذه الحالة من
الانسجام الجماعي التي وصلوا إليها خلال قيادة مخرج واع وعناصر إبداعية
مميزة؟
ولعل اللفتة الأكثر إثارة في حفل توزيع الجوائز على الفائزين مع حجب
جوائز النجوم، هي أن من قدمتها إليهم كانت النجمة آثار الحكيم باعتبارها
أيضاً ضيف شرف المهرجان هذا العام والذي كرم كعادته بعض السينمائيين الكبار
مثل الكاتب بشير الديك والمونتير أحمد متولي والممثل عبدالرحمن أبو زهرة
ومساعد أول الإخراج إبراهيم فتحي الذين حصلوا على تقدير الجميعة، الأهم كما
قالوا. أما أكثر اللقطات طرافة فقد كانت للمنتج أحمد السبكي الذي حمل
جائزتي الأفضل لفيلمه وسعادته غامرة بعد الهجوم الكبير الذي يتعرض له
دائماً من نقاد السينما في مصر بسبب أفلامه التجارية. ذهب السبكي ليصافح
أعضاء لجنة الحكم ويقول لهم .. «أشكركم وما تزعلوش من أفلامي التانية أنا
لازم أعمل كل الأنواع... وكله يشيل بعضه» ويا لها من حكمة!
أفلام واحتفال وكتاب في ذكرى بغدادي
بيروت - «الحياة»
خلال الفصل الأخير من هذا العام سيكون عشرون عاماً قد مرت على الرحيل
المبكر والمحزن للسينمائي اللبناني مارون بغدادي. ومن الواضح ان مثل هذه
الذكرى الأليمة ما كان لها ان تمرّ من دون ان يحتفل السينمائيون اللبنانيون
وزملاء عرب وأوروبيون لهم بها... وعلى هذا النحو، وباكراً بعض الشيء - كما
كان الحال مع بغدادي في حياته ومساره المهني هو الذي كان يركض دائماً
سابقاً زمنه - تقرر أن تقام احتفالية اساسية للمناسبة في مدينة «كان»
الفرنسية خلال عقد دورة هذا العام لمهرجانها السينمائي في أيار (مايو)
المقبل، وذلك بمبادرة من مؤسسة «لبنان سينما» التي تديرها مايا دو فريج،
وبالتعاون مع «نادي لكل الناس» بإدارة نجا الأشقر صاحب الفكرة والذي يشتغل
منذ سنوات على اصدار مجموعة الأفلام الرئيسة للمخرج الراحل في اسطوانات
مدمجة يؤمل ان تكون جاهزة للتوزيع مع عقد لقاء في «كان» وُجّهت الدعوات
لحضوره الى عدد كبير من النقاد والسينمائيين اللبنانيين والعرب والفرنسيين
من الذين عرفوا بغدادي وسينماه، او اشتغلوا معه في افلامه.
اما لماذا «كان»، فسؤال يجيب عليه القائمون بالمشروع مذكّرين بأن
الراحل بغدادي كان فاز في دورة المهرجان لعام 1991 بجائزة لجنة تحكيم
المهرجان الخاصة - شراكة مع فيلم «اوروبا» للارس فون تراير - محققاً يومها
اول انتصار عالمي كبير للسينما اللبنانية في تاريخها، وواحداً من انتصارات
عربية نادرة في مهرجان «كان» نفسه، وهي انتصارات نعرف ان العرب الذين
حققوها، إضافة إلى المخرج اللبناني الراحل، هم الجزائري محمد الأخضر حامينا
والمصري يوسف شاهين والفلسطيني ايليا سليمان. ونذكر أخيراً ان نادي «لكل
الناس» الذي سبق له ان أصدر مجموعة تضم الأفلام الرئيسة للمخرج برهان علوية
- شريك بغدادي وآخرين في التأسيس للسينما اللبنانية المعاصرة - يرفق مجموعة
افلام بغدادي بطبعة جديدة وخاصة من الكتاب الذي اصدره الناقد ابراهيم
العريس عن مارون بغدادي بعنوان «الحلم المعلق» خلال العام التالي لرحيل هذا
المبدع اللبناني الكبير (1993).
الحياة اللندنية في
12/04/2013
نجوم الفن في ورطة
البعض يقاوم وينتج لنفسه والآخرون في صفوف المتفرجين
غادة وإلهام في المقدمة وسميرة تمتنع وعادل إمام الأكثر
حظاً
سحر صلاح الدين
أصبح حال نجوم الفن يبكي بعد أن عزفت أغلب القنوات عن شراء أعمال
جديدة خاصة وثمن الأعمال التي عرفتها القنوات العام الماضي لم يسدد حتي
الآن الأمر الذي وضع أغلب المنتجين في مأزق وفضل أغلبهم الهروب من إنتاج
أعمال جديدة وهو ما أدي إلي دخول معظم النجوم إنتاج أعمالهم بأنفسهم أو
التنازل عن نصف الأجر أو الانتظار لحين عرض العمل وبيعه.
في مقدمة النجوم التي أنتجت لنفسها غادة عبدالرازق والتي تصور حالياً
مسلسل "حكاية حياة" وتشاركها بطولته رزان مغربي وروجينا وإن كانت غادة لا
تريد أن تعلن عن ذلك مكتفية بأنها تنازلت بجزء من الأجر.
أما الفنانة إلهام شاهين فقد قررت أن تنتج لنفسها مسلسلي "نظرية
الجوافة" و"أمنا الغولة" وقالت إلهام قررت الإنتاج التليفزيوني لأنه مستحيل
أن تتوقف عجلة الإنتاج وعلينا كفنانين في مثل هذه الظروف أن يكون لنا موقف
وقد قررت اتخاذ هذه الخطوة حتي دون أن أقوم بتسويق العمل وأعلم أنها مخاطرة
كبيرة ولكنني قررت أن أخوضها.
أما الفنانة سميرة أحمد فتقول مستحيل أن أقف في ظل هذه الظروف أمام
الكاميرا وظروفي النفسية سيئة وحتي العمل الذي قررت أن أدخله وهو "قلب أم"
من إنتاج صفوت غطاس.. وللأسف فضلنا تأجيل كل شيء لإعادة النظر في كل شيء.
ويقول "صفوت غطاس" نقوم حالياً بعمل استعدادات لعمل مسلسلات مشتركة مع
تركيا وبنجوم أتراك مع مصريين لكن هذا العام فضلنا الانتظار.
ونفس الحال للمخرج محمد ياسين الذي يخوض بنفسه تجربة الإنتاج
التليفزيوني من خلال مسلسل "حار جاف صيفاً" المأخوذ عن رواية "منخفض الهند
الموسمي" بطولة معالي زايد وإياد نصار ودرة.
أما باقي نجوم الفن فقد فضلوا تخفيض نسبة من الأجر ومنهم يسرا التي
خفضت ما يقرب من نصف أجرها من أجل الاستمرار وتصوير مسلسل "الخرشوف".
أما الفنانة "سهير رمزي" التي عادت للدراما التليفزيونية بعد توقف
أكثر من خمس سنوات عن آخر أعمالها "حبيب الروح" فقررت تخفيض أجرها من أجل
بطولة مسلسل "جداول" بطولة محمود قابيل من إنتاج صوت القاهرة وإن كانت سهير
ترغب في أن تنتج بنفسها أعمالها القادمة.
أما النجمة نادية الجندي والتي كانت تستعد بمسلسل "الحب والحرب" وكان
أول إنتاج تليفزيوني للمنتج محمد مختار فقرر تأجيل البدء في العمل حيث إن
مشاكل التسويق تقف شبحاً مخيفاً أمام الجميع.
أما مسلسل "ضرب نار" والذي استقرت بطولته علي الفنان محمد رجب ونرمين
الفقي فحتي الآن لم تتضح الرؤية إذا كان سيصور لرمضان أم يتم تأجيله حيث
إنه لم يتبق علي رمضان غير شهرين ونصف الشهر ولم تتضح الرؤية له.
أما باقي النجوم الكبار فقد قرر أغلبهم الجلوس في مقاعد المتفرجين بعد
أن تأجلت أغلب أعمالهم وفضلن الانتظار.
ويعتبر أكثر النجوم حظاً هو النجم عادل إمام الذي باع مسلسله حصرياً
لإحدي القنوات العربية بمبلغ قارب الخمسين مليون جنيه حصل منهما عادل علي
ثلاثين مليوناً أجراً له دون أي تخفيض في أجره.
الجمهورية المصرية في
13/04/2013
مع بدء محمد شكري جميل تصوير فيلمه
سرقة الكاميرا السينمائية الوحيدة في العراق!
عبدالجبار العتابي/ بغداد
:
تعرضت الكاميرا السينمائية الوحيدة في العراق الى السرقة من قبل
مجهول، ولا زالت التحقيقات جارية لمعرفة السارق، وقد تم توجيه الاتهام الى
العديد من الاشخاص !!، فيما يؤكد البعض ان ما تمت سرقته هو جزء مهم منها.
سرقت الكاميرا السينمائية الوحيدة التي يملكها العراق والتي من نوع arri 535B (آري) والمودعة في (منتدى المسرح) حيث يستعد المخرج محمد شكري جميل
لبدء بتصوير فيلمه السينمائي الطويل (الاوجاع والمسرات) عن رواية للكاتب
فؤاد التكرلي ضمن مشروع بغداد عاصمة للثقافة العربية، ويؤكد البعض ان سعر
هذه الكاميرا يقدر بمبلغ (800) الف دولار !!!، وبهذا اصبحت الكاميرا عاطلة
عن العمل مثلما توقف عمل المخرج الذي قال ان من قام بهذه الفعلة يحاول
محاربة السينما العراقية ولا يريد لها الخير، إضافة إلى انه لا يريد ان
يمتلك العراق هكذا كاميرا مهمة.
وأكد بعض العاملين في الفيلم انهم فوجئوا بالسرقة
مع بدء تصوير اول مشهد من الفيلم، بعد ان كانت الكاميرا موجودة خلال الايام
السابقة بكامل عدتها، وقد كان المخرج يستعملها في تصوير بعض المشاهد
للتجربة، بعد ان تم نقلها من مبنى دائرة السينما والمسرح، وقال احد
العاملين ان التحضيرات انتهت للبدء بالتصوير فطلب المخرج الكاميرا الموجودة
في مخزن في بناية منتدى المسرح، وهذا المخزن عبارة عن غرفة محكمة الإغلاق،
وموضوعة في صندوقها الاعتيادي، ولكن عندما تم فتح الصندوق كانت المفاجأة
الصدمة، وهي اختفاء الكاميرا، وحينما تمت معاينة الباب لم يجدوا اية آثار
تدل على كسر في باب المخزن، وهذا ما دعانا الى القول ان السارق هو من اهل
البيت، اي انه لم يأت من الخارج، وليس لا يعرف بمكان الكاميرا، علما ان
منتدى المسرح ليس من السهل الدخول اليه لوجود حراسات نهارية وليلية.
واضاف المصدر : السرقة ليست عفوية بل من المؤكد انها مخطط
لها،والغاية منها.. تعطيل عمل المخرج لاسباب غير معروفة، لكن يبدو انها
شخصية، وهذا يعني أن السارق لم يجد صعوبة في فتح الباب وأخرجها، علما ان
الكاميرا كبيرة الحجم وثقيلة جداً، يقدر وزنها بأربعين كيلوغراما.
ولكن البعض يؤكد ان ما سرق منها جزء مهم يمثل (المحرك) الخاص، وان
الدائرة ارسلت في طلب الجزء المسروق من الجهة المصنعة، وان كان اخرون
يؤكدون ان الكاميرا كلها سرقت، ولكن دون الاكسسوارات التابعة لها والمعدات
الاخرى التي تعمل معها مثل الاضاءة وغير ذلك، مشيرين الى ان الامر لا يتعدى
خلافا مع المخرج الذي تعرض قبل هذا الوقت الى هجومات لانقطاعه عن السينما
لسنوات طويلة وعدم فسحه المجال للشباب.
وقال المخرج هادي ماهود : للاسف الكاميرا سرقت كلها ولكن من غير
العدسات، ونحن على الرغم من إعتراضنا لمنح فرصنا لشخصيات شبعت فرص في زمن
النظام السابق لكننا نستنكر سرقة الكاميرا لأنها كاميرا السينما العراقية
وليست كاميرا محمد شكري جميل والذي سرقها لتعطيل العمل سيجد صعوبة ربما في
إعادتها، وعليه فأن أحلامنا بالعمل بها قد تلاشت..
واضاف : اعتقد أن السارق من الدائرة ذاتها وهناك تواطئ من قبل الحراس
لأن منتدى المسرح محمي من قبل حماية المنشآت فكيف تخرج من البناية كاميرا
ثقيلة من دون علمهم ثم أن الباب فتح بالمفتاح ولم يكسر وهذا يعني أن السارق
من أهل الدار وعنده نسخة من المفتاح.
من جهة اخرى اكدت مصادر في دائرة السينما والمسرح ان هذه
الكاميرا سرقت مرتين الأولى عندما كانت تحتفظ بها وزارة الثقافة في دار
الأزياء العراقية، حيث سرق بعض إكسسواراتها وتضررت وتعطلت عن العمل، وعندما
تم شراء الأجزاء المسروقة من ميزانية محمد شكري جميل سرقوا الكاميرا كلها !!!.
الى ذلك تحدث البعض عن امكانية معرفة السارق من قبل الشركة
المصنعة، وقال : ان شركة (اري) لديها (كود) خاص يمكنها الوصول الى اجهزتها
في اي دولة في العالم، وحدث ذلك مع احد الشركات الفرنسية المالكة لمجموعة
من كاميرات اري وملحقاتها، وان المجموعة قبل عامين استاجرت كاميرا
وملحقاتها للتصوير في ايرلندا، وبعد ايام اختفت الاجهزة من ايرلندا وبعد
التحقق وجدت الكاميرا في دبي، اوقفت في مطار دبي وتم الاتصال بشركة اري
للتعرف على المالك الاصلي.
يذكر ان هذه الكاميرا هي الوحيدة التي استوردها العراق من
اتفاقية "النفط مقابل الغذاء" لانعاش السينما ابان التسعينيات لكنها لم تصل
العراق الا قبل سنوات.
إيلاف في
13/04/2013
فيلم «خميس عشية» لمحمد دمق في قاعات السينما...
شهادة عن سنوات الأسى والقمع
نور الدين بالطيب/ تونس ـ «الشروق»
أراد محمد دمق لشريطه الجديد «عشية خميس» الذي عرض مساء الخميس
للجمهور في قاعة الكوليزي أن ينتهي بمشهد انتحار فنان الراب وشقيق زهرة
خريج الجامعة العاطل عن العمل.
هذه النهاية الفاجعة التي اختارها دمق لشريطه تأتي في سياق متناغم مع
الشريط الذي يمثل شهادة على الاحباط الذي خيم على الشارع التونسي عشية 14
جانفي عندما كانت العائلات المتصاهرة تتحكم في مصير البلاد وعندما لم تكن
هناك أي معالجة مع الاحتجاجات الشعبية وقضايا الرأي والتعبير إلا القمع.
هذا الشريط يصور من خلاله محمد دمق المناخ السائد في تونس الذي أدى
إلى انفجار 14 جانفي وذلك بتصوير حياة عائلة مصطفى الزغلامي (فتحي الهداوي)
رجل الأعمال الأرمل الذي يفقد قربه من السلطة السياسية بسبب ما تم نقله عنه
في احدى السهرات عن السيدة الأولى في العهد السابق وقد كلفته هذه الوشاية
التي تبرأ منها ونسبها لرجل أعمال آخر موقعه في المشهد السياسي والاقتصادي
الذي يحاول ان يستعيده عبر علاقته بجلال (سهيل عبد الجواد) الذي تربطه
علاقات «بزنس» تجاري مع بعض أصهار الرئيس السابق.
هذا السيناريو كان سائدا قبل 14 جانفي فعدد من رجال الأعمال فقدوا
مواقعهم بسبب كلمة نقلت عنهم في سهرة أو حفل استقبال، وتكشف شخصية مصطفى
الذي يتاجر في كل شيء دون الالتزام بحقوق الضمان الاجتماعي والضرائب بغطاء
قانوني يوفره محاميه المتحيل الزغيدي (فرحات هنانة) عن فئة من رجال الأعمال
الذين ظهروا في العهد السابق بتشجيع من السلطة دون أن تكون لهم أي جهود
حقيقية في الاستثمار أو خلق موارد الرزق وقد نسج ابنه الطيب (خالد هويسة)
على منواله في توريد البضائع من تركيا دون احترام التراتيب القانونية
والتعويل على علاقته بمحيط الرئيس الأسبق الذين كانوا يوفرون غطاء للكثير
من رجال الأعمال الصاعدين.
وبعد حادث المرور الذي ينجو منه مصطفى يواجه أبناءه مصيرهم، فمنية
(سوسن معالج) تواجه مشاكل مع زوجها (مهذب الرميلي) الذي عرفته في الجامعة
ضمن الحراك الطلابي في فصائل اليسار وينتهي زوجها إلى إلياس بالغرق في
الادمان أما ابنته الثانية هندة (نادية بوستة) فتتزوج في باريس من أوروبي
اعتنق الاسلام وتحول إلى متطرف يفتي في الإسلام دون أن يكون له أي إلمام به
ويواجه ابنه الأصغر مختار (محمد أمين الحمزاوي) قمع السلطة بسبب أغاني
الراب التي ينتقد فيها السيدة الأولى فينتهي إلى الانتحار في نفس الوقت
الذي ينتحر فيه شقيق زهرة (عائشة بن حمادي) ممرضة والده بعد أن أصيب
بالإحباط واليأس.
سنوات الأسى
الشريط يحيلنا على السنوات الحزينة التي غابت فيها حرية التعبير
وارتفع فيها عدد العاطلين عن العمل من حاملي الشهائد العليا وانتشر فيها
الفساد والتهرب من دفع الضرائب والأداءات الجمركية في التجارة الموازية
التي خربت الاقتصاد إلى جانب وضع الحريات وقد تضمن الشريط جلسة لمجموعة من
الناشطين والحقوقيين الذين واجهوا القمع مثل ليلى بن دبة ولينا بن مهني
والناصر العويني.
هذا الشريط غابت عنه المشاهد الجنسية الساخنة التي طالما اتهمت بها
السينما التونسية رغم ما في ذلك من مبالغة لكنه شريط أفكار وشهادة على
مرحلة مهمة من تاريخنا مازالت لم تفتح كل ملفاتها.
الشروق التونسية في
13/04/2013 |