ادت المرأة العاملة دوراً بارزاً فى حياة المصريين، خاصة فى القرن
العشرين، وخرجت إلى جانب الرجل تعمل فى أغلب مجالات العمل، تبحث عن رزقها
الخاص، لاعالة بيتها، سواء كان الرجل موجوداً، أو غادر حياتها إلى الأبد.
والحديث عن مكانة المرأة العاملة يثير الاهتمام، فى مجتمعات أغلقت
أبواب العمل فى وجه المرأة، فى مجتمعات رجولية فى المقام الأول، فبدأت
المرأة فى هذه العقود، تسبح ضد تياراجتماعى شديد التحفظ، فكافحت، واجتهدت،
وصار لديها عملان أساسيان، يتمثل الأول فى دورها المنزلى الذى لم تتخل عنه
قط، بالاضافة إلى وظيفتها التى تذهب اليها، إما لتدبير الحياة والمال
للأسرة، وإما لتكون لها مكانة اجتماعية ملحوظة.
وقد انعكس دخول المرأة المصرية إلى معترك الحياة فى تاريخ ومسيرة
الأفلام المصرية حتى العقد الثانى من القرن الحالى، فسوف نلاحظ أن كافة
مجالات العمل، وأنواع الوظائف، التىك انت عصية على المرأة فى بداية صناعة
السينما، صارت الآن متاحة أمام المرأة، حيث نافست الرجل فى الحصول على
العمل، وتفوقت عليه، وفى بعض الأحيان صارت مديرة عليه، ترأسه، وتأمره كما
أنها صارت وزيرة فى الحياة، وفى السينما.
وفى الأفلام المصرية، مثلما فى الواقع فإن المرأة ذهبت مع الرجل إلى
المصنع، ورافقته إلى المزارع، وعملت موظفة، وطبيبة، ومهندسة، ومدرسة،
وصحفية، وفنانة بكافة أشكاالها فى التمثيل والاخراج، والموسيقى، والغناء
وغيرها، بل أن المرأة مارست بعض المهن التى ارتبطت بها من أجل أن تعول
أسرة، أو أن تهرب من براثن الفقر، والحاجة، ومنها مهنة “الدعارة” التى هى
مصدر رزق للكثير من النساء.
نزلت المرأة إلى العمل الصعب سينمائيا فى عام 1940، من خلال فيلم
“الورشة” التى كتبته عزيزة أمير وشاركت بطولته مع محمود ذو الفقار، أى أن
ذلك حدث بشكل مبكر، وذلك من خلال الزوجة زينب التى اختفى زوجها عندما هبت
عاصفة عليه فى الصحراء، وتصور الجميع أن الزوج قد مات، ويحاول شفيق الزوج
أن يدير الورشة فيفشل، ويتوقف العمل، وتصبح الزوجة مديونة للعمال بأجورهم،
ومن أجل مسئولية أسرتها، فإنها تنزل للعمل فى الورشة، وترتدى ملابس العمال
“الافرول”، وتبدو أقرب إلى الرجال، وذلك لقسوة هذا النوع من العمل، أى أن
المرأة هنا مارست العمل اليدوى الشاق، وحاولت التصدى لكافة الاغراءات من
حولها، وقد سعت الى اثبات أن المرأة أكثر قدرة على تحمل المسئولية، وانجاح
المشاريع الانتاجية، فهذه ورشة لاصلاح السيارات، تحتاج إلى عزيمة قوية،
وايد رجولية، لكن زينب تخترق حاجز الفشل، ويمكنها النجاح.
وهناك أفلام عديدة دخلت فيها امرأة إلى عنابرالمصانع الكبرى، منها على
سبيل المثال فيلم “النظارة السوداء” الذى تدور أحداث نصفه الأخير فى إحدى
الشركات، وقد رأينا النساء يدخلن مثل هذه المصانع فى أفلام عديدة، سواء
كعاملة، أو مهندسة مثل الدور الذى جسدته هدى رمزى فى فيلم “لست شيطانا ولا
ملاكا” لبركات عام 1980.
ومن المرأة العاملة ذات الافرول، إلى الموظفة التى تجلس أمام مكتب
تمارس عملا روتينيا، وتتعرض لاغراءات الفساد، من أجل أن تقوم بتيسير مهام
بعض رجال الاعمال الفاسدين، ولعل أشهر مثال على ذلك هو الموظفة فى فيلم
“العيب” لجلال الشرقاوى عام 1967، فحسب الرواية التى كتبها يوسف ادريس، فإن
الموظفات الجدد، فى مصلحة حكومية لم تشهد امرأة عاملة من قبل، قد قبلن
الرشوة بعد ضغوط عديدة، وصرن مثل الرجال، أما السينما فقد اضفت طهارة على
الموظفات، ونجحت احداهن أن تجعل زميلها محمد يغير
من سلوكه، ويرفض الرشوة.
تعددت أشكال الموظفات فى السينما المصرية، ولكنها بشكل عام هى المرأة
التى تعمل فى وظيفة محدودة الأجر. تقبض راتبها فى آخر الشهر، أيا كان طبيعة
الوظيفة التى تمارسها، وهى فى أغلب هذه الافلام اجيرة لدى طرف آخر، قد يكون
الجهاز الحكومى، أو صاحب مؤسسة خاصة.
وعندما يذكر مصطلح “موظفة” فى السينما المصرية، فانها تعنى عدة أشياء،
منها أن الشخص هنا حاصل على مؤهل دراسى، على الأقل متوسط، أى أنه اجتهد
وحصل على درجة من العلم، وأن دخله المادى من هذه الوظيفة التى يعمل بها قد
لا يكفيه، كما أن الموظف ظل يعنى مستوى أفضل من الثقافة، مع تطلع وطموح
لتحقيق حلم خاص، قد يصطدم فى الكثير من الأحيان مع الأعراف الاجتماعية.
والموظفة المصرية، قد تكون فى الغالب هى التى تمارس عملها أمام مكتب
ادارى، وفى الكثير من الأحيان قد تكون سكرتيرة حسناء، أو عاملة تحويلة أو
ممرضة فى مستشفى، أو موظفة استقبال فى فندق، وقد تترقى فى بعض هذه الوظائف
لتصير مسئولة، أو مدير عام، وفى بعض الأحيان وزيرة.
ومن المهم الاشارة فى البداية الى شكل المرأة كمديرة، من خلال مجموع
أفلام قليلة، فالمرأة المديرة فى العديد من الأفلام هى العانس التى فاتها
قطار الزواج، ترتدى نظارة على عينيها، وتتعامل بقسوة واضحة خاصة مع البنات
اللاتى يعملن تحت ادارتها، وقد بدا هذا واضحا فى افلام منها “بيت الطالبات”
لأحمد ضياء الدين 1967، و”بيت القاصرات” لأحمد فؤاد عام 1984، و”الارهاب
والكباب”لشريف عرفة 1992، فالمرأة الأولى بالغة القسوة والصرامة ضد
التلميذات المقيمات فى بيت الطالبات، هى عانس فاتها القطار، ولم تستطع
الحصول على زوج، وترى البنات يعشن قصص حب متعددة الأشكال، ضد كل منهن بحجة
الالتزام بقواعد الاقامة فى البيت.
والمديرة ايضا بالغة القسوة فى “بيت القاصرات” ليس فقط تجاه البنات،
ولكن ايضا مع الموظفين الذين يعملون تحت قمة ادارتها، وهى كما صورها
الفيلم، لا تهنأ بحياتها الزوجية وقد تكررت هذه الصورة فى أفلام عديدة
كنموذج لامرأة تعمل مدير عام، مثل فيلم “صباح الخير يا زوجتى العزيزة”،
لعبدالمنعم شكرى، ولكن هناك بعض الاستثناءات، فليست المديرة امرأة قاسية
بحكم وظيفتها فقط، ولكن ايضا تبعا لطبيعة العمل الذى تمارسه فهى امرأة
حازمة يعمل تحت ادراتها الكثير من العاملين والموظفين، ذكورا واناثا، مثلما
كانت المديرة تفعل فى فيلم “مع تحياتى لاستاذى العزيز” لأحمد ياسين
1981، ومن دواعى الوظيفة مراقبة سلوك البنات، والمرور عليهن فى العنابر
أثناء ساعات الليل من أجل الاطمئنان على سير الأمور.
وقد قدمت السينما هذا النوع من المرأة العاملة بشكل منفر، فهن يغلقن
أبواب العاطفة أمام البنات، حين يتبعن القوانين بصرامة، مثلما تصرفت
المديرة بقسوة وهى تدخل نعيمة الاصلاحية فى “بيت القاصرات” وايضا مثلما
فعلت المديرة مع بنات الاصلاحية فى “4 بنات وضابط” لانور وجدى 1954.
وقد ارتبطت المرأة العاملة كمديرة بالخشونة والتشبه بالرجال حماية
لنفسها، وتبعا لطبيعة الوظيفة، مثلما رأينا فى “بنات حواء” لنيازى مصطفى
1954، و”مراتى مدير عام” لفطين عبدالوهاب 1966، فالمرأة فى الفيلمين تحمل
اسما رجوليا، تتعرض لغزل الرجال، بينما هى جادة للغاية، وعصمت فى “مراتى
مدير عام” متزوجة من موظف يعمل مهندسا فى المصلحة نفسها، تبدو فى البيت
أنثى عاشقة.. وفى العمل ترتدى ثوب الخشونة، وتضع نظارة على عينيها، وهى تقف
أمام حماقات رجولية من قبل بعض الموظفين بالمرصاد. لكنها لا تقطع كل
الأحبال بينها وبين موظفيها.
وإذا عدنا إلى فيلم “العيب” فإن الموظفات تجلسن فى غرف مشتركة تجمع كل
واحدة من هذه الغرف الكثير من الموظفين والموظفات فيبدو الاحتكاك المهنى
والانسانى وجوبيا، ومن هؤلاء الموظفات، فإن سكرتيرة المدير تحظى بمكانة
ادارية فائقة، شابة تلف أنوثتها حول المدير كعادة كافة السكرتيرات فى
السينما المصرية، خاصة أحلام فى فيلم “خيوط العنكبوت” لعبداللطيف زكى 1985،
حيث نرى كيف تتغلغل موظفة فى حياة رئيسها، وكيف تسلبه مقاومته فالرجل هنا
متزوج وسعيد فى حياته وبعد أن يتم اكتشاف فساده الادارى، فإن أحلام تبقى فى
وظيفتها وتستقبل رئيس الادارة الجديد وتكون معه التجربة.
صارت المرأة العاملة، الموظفة،
فى الكثير من الافلام بمثابة سلعة عاطفية، سواء لزملائها فى
المصلحة نفسها، أو المترددين على المكان، وفى فيلم “المنسى” لشريف عرفة عام
1992، حاول المدير دفع سكرتيرته الحسناء كى تقضى ليلة عاطفية مع أحد رجال
الأعمال من أجل تحقيق صفقة اقتصادية مربحة، لكن الموظفة ترفض، وتهرب من
الحقل، وتلجأ إلى التحويلة القريبة من دار صاحب المؤسسة التى تعمل فيها.
وقد تباين ظهور المرأة العاملة فى الكثير من الافلام، ومنها فيلم
“أحلام البنات” ليوسف معلوف 1959، الذى تم انتاجه مرة أخرى فى “عندما يغنى
الحب” لنيازى مصطفى، فالبنات الثلاث صاحبات أحلام متناقضة، الأولى تحلم
بالثراء السريع، والثانية تحلم بالمجد الفنى، أما هدى فهى تصبو إلى الحب
الشريف، وهناك أفلام كثيرة وصفت ما يحدث فى عالم المحلات الكبرى، حيث تبدو
المرأة العاملة فقيرة، تسعى للاقتران من شاب ميسور، مثلما رأينا فى “يا
حلاوة الحب” لحسين فوزى عام 1952.
هؤلاء البنات العاملات يعشن حياة متواضعة، جئن من خارج العاصمة لتحقيق
أحلامهن، وقد لجأت الموظفة سهام التى تعمل فى مكتب بريد فى “أهل القمة”
لعلى بدرخان 1981، إلى أن تتزوج من لص سابق، لجأ إلى الأعمال الحرة، هذه
الموظفة تعانى الكثير من المتاعب فى بيتها. فقد سبق أن فشلت فى حب عميق مع
حبيب اختار السفر إلى الخارج دون أن يعود، ووجدت نفسها تستجيب لمن يطلب
حبها، والمرأة العاملة هنا تعيش فى أفضل ظروف الفقر، تسكن وأمها مع خالها
ضابط الشرطة، صاحب عائلة متعددة الأفراد، وتخشى أن يفوت بها قطار العمر دون
أن تتزوج، لذا تقرر الزواج بأى رجل يتقدم لها، حتى وان كان لصا سابقا.
ومثلما اشرنا، فإن هناك صورا متعددة للمرأة العاملة فى السينما
المصرية، لكن الملاحظ أن مصر قد تحولت فى غالبها إلى مصلحة حكومية واسعة،
مليئة بالعاملين والعاملات بكافة الاشكال، فالمرأة تعمل فى تحويلة التليفون
فى “المليونير الفقير” لحسن الصيفى 1959 و”أمواج بلا شاطىء” لأشرف فهمى
1970، والعاملة الأولى تعيش مع أمها فى غرفة واحدة تتشاركا الفراش نفسه،
تخلو حياتها من طموح حقيقى، وليس فى حياتها سوى الفقير الذى جاء من الريف،
فسرق اللصوص أمواله، ونزلت عليه ثروة من السماء.
ومن بين النساء العاملات فى قصص السينما، الفتاة فى فيلم “الحب فوق
هضبة الهرم” لعاطف الطيب 1986، فهناك موظفة جديدة، سرعان ما تكتشف بعد أن
تسلمت الوظيفة، أن العمل يعنى أن تذهب للجلوس فى كافيه قريب من المصلحة
ساعات عديدة تثرثر مع زميلها “على” بداية من الحبس للثرثرة فى المصلحة،
العمل هنا لم يعد حلما، انه مكان لتسمية اجتماعية ليس أكثر، باعتبار أنها
ابنة وحيدة لوكيل وزارة.
ومثلما فى الحياة، فإن المرأة العاملة فى الافلام المصرية تعيش حياتين
مزدوجتين، الاولى فى الوظيفة، والثانية فى البيت، هى امرأة لديها وظيفتان:
التدريس، والأمومة، وذلك فى فيلم “صباح الخير يا زوجتى العزيزة” هى موظفة
متزوجة من رجل يعمل رئيساً لقسم به مجموعة من الموظفات، تأتى أغلبهن بعد
المواعيد المقررة، تعانى زوجته بعد الولادة، من المتاعب نفسها التى يرفض
الاعتراف بها حين تقوم بها مرؤوساته، سامية هنا عليها أن تواءم بين مهام
وظيفتها وبين رعاية وليدها، وقد بدت المرأة العاملة هنا فى حاجة إلى
الوظيفة بسبب المال. وبالتالى فهى لا يمكنها أخذ اجازة للرعاية، فى فترة لم
تكن شهور الرعاية قد وصلت إلى عدة سنوات بنصف أجر أو بدون أجر.
المرأة العاملة فى هذه السينما لا تمارس العمل حباً فيه أو رغبة فى
تطويره، بل هى تفعل ذلك لأنها تريد اقامة السعادة والأمن الاقتصادى فى
بيتها، وبالتالى فإن هذا البيت هو محرابها، ووظيفتها الاولى.
ومن المهم أن نشير إلى نموذج المرأة العاملة كما رأيناه فى “ملف فى
الآداب” لعاطف الطيب 1986، فنحن أمام ثلاث عاملات فى وظائف متعددة، الأولى
تعمل فى مكتب، والثانية فى محل تجارى، ويجمع الثلاثة معاً أن عملهن يتم على
فترتين: صباحية ومسائية، ولذا فإن كل منهن عليها أن تقضى فترة الظهيرة فى
أحد مطاعم منتصف المدينة، ونحن لا نتعرف على الحياة الخاصة لكل عاملة منهن،
باعتبار أن أغلب ساعات النهار يقضونها خارج البيوت، احداهن سبق لها الزاج،
والأخرى مرت بتجبرة عاطفية فاشلة، وهؤلاء العاملات يمثلن عشرات الألوف من
مثيلتهن اللائى يعملن فى المحلات، أو فى مكاتب فى وسط المدينة.
هؤلاء الموظفات يجدن انفسهن فى مأزق خلقى، حين يذهبن الى شقة
المدير رشاد، وبحجة دعوتهن على الغداء من أجل اتمام مراسيم الاتفاق على
خبطة بين واحدة منهن وزميل لها، والفيلم كما نرى يؤكد أن مثل هؤلاء
العاملات المطحونات اجتماعياً، هن أول من يتعرضن للمتاعب والشبهات من قبل
رجال الشرطة الباحثين عن فرصة لاثبات البراعة فى العثور على قضايا ساخنة.
المرأة العاملة فى السينما المصرية تعددت صورها، وإن كانت هذه المرأة
قد قامت الأفلام بتسطيح صورتها فى أفلام السنوات الأخيرة حيث اتجهت هذه
المرأة للعمل فى مجال الأزياء، والسياحة، والكمبيوتر، وبدا كأنما العبء قد
خف عن المرأة، لكنها فى الواقع تعانى من ازدياد فى المتاعب المالية،
والاجتماعية.
*ناقد وروائي من مصر، رائد في أدب الأطفال،
تولى مسئوليات صحفية عديدة في مؤسسة دار الهلال، كتب عشرات الموسوعات
السينمائية والأدبية، فضلا عن ترجمته لعدد من روائع الأدب الفرنسي.
موقع "آسيا إن" في
28/04/2013
حواديت أمريكانى شعارها:
إن كنت ناســـى أفكـــرك
محمود عبدالشكور
أفلام الخيال العلمى الأمريكية لها جمهورها الواسع، ولكن من الصعب
حقًا أن تجد منها فيلمًا يقدم فكرة عميقة توازى ما يقدمه من إبهار بصرى
باستخدام عالم الخدع والمؤثرات، يبدو أن هدف صُناع هذه الأفلام هو
الاستعراض التقنى، وفيلم «النسيان» الذى قام ببطولته توم كروز وأخرجه جوزيف
كوزينسكى لا يختلف كثيرًا عن هذه الأفلام السائدة التى تقوم على الإمكانيات
الضخمة (تكلَّف 120 مليون دولار) وبعد أن تشاهد على مدار أكثر من ساعتين ما
يقترب من عروض الفيديو جيم، تخرج من السينما وفى ذهنك أقل القليل، وكأن داء
النسيان قد تسرب إليك من الفيلم الذى يعتبر أن الذاكرة تساوى الإنسان نفسه،
وكأنه يقدم بذلك فتحًا مبينًا فى تاريخ المعانى والأفكار!
الفيلم مقتبس عن رواية غير منشورة كتبها المخرج نفسه، وبينما تبدو
الحبكة معقدة نسبيًا، إلا أن الفكرة بسيطة للغاية، ويمكن أن تعتبر فيلم
«النسيان» تقليديًا تمامًا فى تكرار استخدام فكرة الاستنساخ التى استهلكت
فى كثير من الأفلام السابقة، تتعرف فى المشاهد الأولى عن زمن الفيلم
المستقبلى وهو عام 2077، يظهر بطلنا جاك هاربر «توم كروز» داخل برج
للمراقبة بجوار صديقته الجميلة فيكتوريا «أندريا ريسبوردج» يحكى لنا «جاك»
ما يعرفه عن تدمير القمر الخاص بالأرض، وتدمير الأرض من خلال هجوم من
كائنات فضائية يُطلق عليها اسم «آكلو الجيف» وقد أدى ذلك كما يقول جاك إلى
حرب انتصر فيها الإنسان ولكنه خسر فيها الأرض، هاجر البشر إلى قمر اسمه «تايتان»
يدور حول زُحل، ولكن ظلت هناك جيوش مقاومة لآكلى الجيف على الأرض، وقد قرر
جاك أن يساهم من خلال عمله فى هذا البرج فى إعداد وبرمجة المركبات الفضائية
اللازمة، للقضاء على ما تبقى من كائنات الفضاء، وذلك من خلال إشراف وتوجيه
«سالى» التى تقيم فى محطة للمقاومة يطلق عليها «التت» وتنقل رسائلها إلى
فيكتوريا مساعدة جاك عبر الشاشة فقط.
نعرف أيضًا معلومة مهمة جدًا هى أن سالى قد مسحت ذاكرة جاك، حتى إذا
وقع فى أيدى كائنات الفضاء لا يستطيعون الحصول منه على أى معلومات خطيرة،
ومع ذلك نجد أن جاك يتذكر لقطات بالأبيض والأسود له فى مدينة نيويورك مع
فتاة مجهولة، ولا أدرى كيف ياذكر رغم مسح ذاكرته، المهم أن رحلات جاك
بالمركبة الخارقة تؤدى فى إحدى جولات تنظيف الأرض من بقايا الغزاة، إلى
اكتشاف كبسولة بها امرأة نائمة تشبه تلك المرأة التى تظهر له فى الحلم،
يعرف أنها رائدة فضاء اسمها «جوليا» يعود معها إلى مكان تحطم مركبتها فيتم
أسر جاك، ولدهشته يكتشف أنه وقع فى أيدى مجموعة من البشر بينما كان يتصور
أنه سيقع فى أيدى كائنات فضائية من فصيلة آكلى الجيف، يكشف زعيم المجموعة «فالكوم»
(موجان فريمان) حقيقة تقلب مسار الأحداث رأسًا على عقب، ينفى تمامًا وجود
شىء اسمه كائنات فضائية، ويخبر جاك أنه فى حاجة إليه لبرمجة مركبة فضائية
ليتم مهاجمة «التت» الذى يضم سالى، إنها هى التى تدير عملية إفناء البشر،
والحصول على المياه من كوكب الأرض، وقد استخدمت جاك وفيكتوريا لهذا الغرض.
يقوم مالكوم بإطلاق سراح جاك هاربر الذى يلتقى من جديد مع جوليا
وتعترف له بأنها زوجته التى رافقته فى جسم غريب فى الفضاء هو «التت»، ويزيد
الأمر غموضًا مع ظهور رجل يشبه شكل وهيئة جاك هاربر، يتصارع معه جاك ويتغلب
عليه، وفى الوقت الذى تشعر فيه فيكتوريا بالغيرة الشديدة من ظهور جوليا،
زوجة جاك، تتكامل أبعاد الصورة ليكتشف جاك الحكاية كلها، بل ويتذكر
التفاصيل التى نسيها.
أصل القصة هى أن رحلة سفينة الفضاء عام 2017 كانت تضم كلًا من جاك
وفكتوريا وجوليا التى وضعت فى كبسولة للنوم والاحتفاظ بالجسد لسنوات طويلة،
عندما وجد جاك أن الجسم الغريب المسمى بـ «التت» سيدمر السفينة، قرر أن
يطلق كبسولة النوم الخاصة بزوجته جوليا فى الفضاء، وقد نجحت سالى فى
استنساخ جاك وفيكتوريا، ومسحت ذاكرتيهما، واستخدامتهما فى استنزاف ثروات
الأرض، بعد أن أوهمت جاك أنه يحارب الكائنات الفضائية، ولكنه اكتشف أن
المركبات الفضائية التى يقوم بإصلاحها تقتل البشر وليست تلك الكائنات
المزعومة!
يتحالف جاك مع مالكوم للانتقام للبشرية، مرددًا أبيات لشاعر رومانى عن
أن أفضل ميتة هى تلك التى يتحدى بها الإنسان خوفه انتقاما للأجداد، ينجح فى
نقل مالكوم إلى الكبسولة وصولًا إلى التت، وباستخدام قنابل نووية، يقومان
بالتضحية بنفسيهما، ويدمران التت، ولكن بعد ثلاث سنوات، وفى منزل جاك
القديم، ووسط الخضرة اليانعة، تظهر جوليا زوجة جاك ومعها طفلته الجميلة،
ثمرة لقاء عاطفى سريع، وفجأة نشاهد جاك نفسه يطل عليهما من جديد، لا تسألنى
عن هذا البعث بعد انفجار التت، فالأخ جاك كما علمتم من المستنسخين، وليس
على المستنسخ حرج وكل عام وأنتم بخير، المهم الإبهار وشغل السيما، والأهم
أن جاك يؤمن بشعار هدى سلطان «إن كنت ناسى أفكرك».
الصناعة الصامتة تنعش السينما الفرنسية بعبق الماضى
سمر شافعي
كانت ومازالت السينما الفرنسية العجين المناسبة التى استطاع بها صناع
السينما اليهود تشكيلها كما يريدون واحتكارها، فى سبيل التعبير عن قضاياهم
وعن حياتهم داخل وخارج إسرائيل، الأمر الذى أعطى لهم الفضل ليكونوا منذ
بدايتها حتى الآن هم صناع السينما الفرنسية منذ عهد الأخوين لوميير وممثل
السينما الصامتة اليهودى الشهير «شارل شابلن» الذى أحيا ذكراه
The artist الذى عرض كفيلم أبيض وأسود مقلدا للسينما الصامتة التى كانت تعرض ما
بين العشرينيات والثلاثينيات، والتى استطاع بها اليهود غزو صناعة السينما
الفرنسية حينها، كان لهذا الفيلم الذى عاد بالجمهور الفرنسى إلى الماضى دور
فى إحياء سينما هوليوود بأثرها الفترة الماضية، مما جلب على فرنسا فرصة
لتقديم أكبر حفل توزيع لجوائز الأوسكار حدث على مر التاريخ، الذى كان من
نصيب أرتيست فيه ما لايقل عن خمس جوائز للأوسكار، من بينها جائزة أحلى
جرافتى، وأحسن مخرج وأحسن دور بطولة.
أنتج هذا الفيلم منتج يهودى يدعى «توماس لنجمان» الذى كان أحد أكبر
المنتجين الفرنسيين اليهود، كما أخرجه اليهودى «ميشيل هزنفيتشيوس» وهو من
نسل عائلة يهودية أتت من ليتوانيا إلى باريس قبل الحرب العالمية الثانية،
وهو من أحد المخرجين اليهود فى فرنسا المهتمين بقضايا الشأن اليهودى
والإسرائيلى على حد سواء.
منذ ذلك الحين اجتاح فرنسا العديد من الأفلام المحلية من بينها فيلم
آخر يدعى
the intouchable
أو «المنبوذون» الذى حقق نجاحا ساحقا وحصل على إٌقبال كبير بلغ أكثر من 20
مليون مشاهد كانوا يتوافدون يوما بعد يوم إلى دور السينما لمشاهدته، وحقق
حينها طفرة كبيرة فى صناعة السينما الفرنسية منذ طفرة الأخوين المشهورين
اليهوديين لوميير صناع السينما المتحركة.
أنتج هذا الفيلم اليهوديان الكوميديانان أرييك توليدانو والمخرجه
أوليفييا ناكش التى كانت دائما تهتم فى أفلامها بالقضايا اليهودية
والسياسات الإسرائيلية وعرضها بطريقة كوميدية، حيث جاءت هى وتوليدانو فى
هذا الفيلم متحدثة عن القيم اليهودية، وعملا على إثبات أن اليهود قادرون
على التأقلم مع مختلف قطاعات الشعوب والتمكن من العيش معهم، متحدثه عن قضية
المهاجرين الأفارقة من اليهود والعرب بفرنسا التى يمثلها الخادم الشاب على
بوهيمى الأسود وعلاقتهم بالطبقة الأرستقراطية التى يمثلها لارجل المشلول
الذى قام بدوره الممثل الفرنسى الشهير «فرانسو كلوزيه» الذى عادت إليه
السعادة بسبب خادمه.
بعد «الأرتيست» و«العالقون فى الحياه» بدأ يطفو على سطح السينما
الفرنسية الكثير من صناع السينما من اليهود من بينهم كان الكاتبة
السينمائية «دانيال تومسون» التى أخرجت أشهر ثلاثة أفلام فى تاريخ السينما
الفرنسية الكوميدية من بينهم فيلما «المغامرة العظيمة» و«ربى يعقوب» الذى
كان يناقش حياة اليهود المتطرفين المتناقضة، حيث كان يرتدون لباسهم اليهودى
الأسود المتشدد ويذهبون إلى للرقص فى حانات حواريهم فى باريس.
وتعتبر حرب يوم الغفران أو حرب 73 التى كانت شاهدًا كبيرًا على هزيمة
مصرية ساحقة لليهود، إنطلاقة كبيرة للصناعة اليهودية بالسينما الفرنسية،
فقد كانت سببا كبيرا وراء صناعها، حيث قامت الكاتبة تومسون بكتابة فيلم
أخرجه والدها تتحدث فيه عن هزيمة شعب إسرائيل أمام الجيش المصرى، فى إطار
سيناريو جنونى خلق نهاية مأساوية لطيار إسرائيلى فى القاهرة الذى لقى حتفه
بنيران الشرطة المصرية بعد أن استولت على طائرته.
وإذا نظرنا إلى الصناعة اليهودية للسينما الفرنسية الآن لن نجدها
تختلف كثيرا عما مضى، ولكن يحاول صناع السينما الفرنسية من اليهود الآن
الابتعاد عن السياسة بقدر المستطاع والتوجه بأفلامهم للتركيز أكثر على وصف
الحياة الاجتماعية اليهودية أكثر من أى شىء، والتى يقوم بتمثيلها وإخراجها
وإنتاجها مجموعة من الفنانين اليهود.
أكتوبر المصرية في
28/04/2013
روبرت ردفورد يفكر في التخلي عن إدارة مهرجان صندانس
صرح الممثل والمخرج الأمريكي ر وبرت ريدفورد لصحيفة الجارديان
البريطانية، بأنه يفكر حاليا في التخلي عن منصب مدير مهرجان صندانس
السينمائي الذي أسسه وهو في قمة تألقه ونجوميته عام 1981.
النجم الكبير ريدفورد البالغ من العمر 76 عاما موجود حاليا في العاصمة
البريطانية لحضور الدورة الثانية لمهرجان صندانس في لندن. وقال ريدفورد إن
المهرجان الكبير لم يعد في حاجة إليه بعد أن نضج. وأضاف أنه سيترك المهرجان
تدريجيا وفي هدوء.
ويجذب المهرجان الذي أقيم لدعم السينما الأمريكية المستقلة في مواجهة
هوليوود والذي يقام في شهر يناير من كل عام، نحو 50 ألف زائر إلى قاعدته في
بارك سيتي في ولاية أوتا الأمريكية.
وتساهم التظاهرة التي تقام في لندن في دعم مهرجان صندانس والترويج له
عالميا. وتستمر التظاهرة أربعة ايام.
وقال ريدفورد لصحيفة الجارديان البريطانية متسائلا: هل أصبح المهرجان
كبيرا؟ هذا متروك للآخرين لكي يقررونه. هل أصبح كبيرا علي؟ ربما.. بمعنى
أنني أشعر بأنني أغرق فيه. لذلك فإنني أعتزم الابتعاد عنه تدريجيا بحيث
أضمن بقاءه مخلصا لهدفه الأصلي الذي أقيم من أجله وأضمن أيضا ألا يضيع وقتا
طويلا في البحث عن تمويل له.
ومؤسسة صندانس مؤسسة غير ربحية، وهدفها دعم السينمائيين المستقلين
الذين لا يملكون فرصة لصنع أفلامهم. ويقول ريدفورد: ينبغي أن نحيي هذه
القيم.. لا يجب أن نترك المهرجان يصبح مثل بيفرلي هيلز!
وكان ريدفورد يتمتع بالنجومية وكان يعد واحدا من أغلى الممثلين في
العالم عندما أسس المهرجان مقتبسا إسمه من إسم الفيلم الذي شارك في بطولته
عام 1969 وهو فيلم "باتش كاسيدي وصندانس كيد" Butch
Cassidy and the Sundance Kid
وهو يتذكر البدايات فيقول: "في العام الأول أخذناه إلى بارك سيتي حيث
لم يكن هناك سوى دار عرض سينمائي واحدة فقط وكنت أقف خارج دار العرض وأدعو
الناس للدخول لمشاهدة أفلام المهرجان. ثم نجح المهرجان وتجاوز في نجاحه كل
ما كنت أحلم به.
وخلال العقود الثلاثة الأخيرة نجح المهرجان في دعم عدد من السينمائيين
وهم يبداون أفلامهم الأولى مثل ستيفن سودربيرج وكونتين تارانتينو وبول
توماس أندرسون.
تعرض تظاهرة صندانس في لندن 31 فيلما من الأفلام التي عرضت هذا العام
في مهرجان صندانس الأمريكي، وتستمر من 25 إلى 28 أبريل كما تقدم 15 حفلا
موسيقيا.
عين على السينما في
28/04/2013
منتج «تتح»:
محمد سعد لا يخشى مواجهة أحمد مكى
كتب ــ عربى السيد وماجدة تغيان
قرر المنتج أحمد السبكى بشكل نهائى طرح فيلم «تتح» للفنان محمد سعد
يوم الأحد المقبل ليدخل فى منافسة مباشرة مع فيلم «سمير أبوالنيل» للفنان
أحمد مكى الذى طرح بدور العرض قبل أسبوع.
السبكى عبر عن ثقته فى قدرة الفيلم على المنافسة وجذب الجمهور، وقال
إن محمد سعد لا يخشى مواجهة أى فنان، معربا عن أمله فى أن يجد «تتح» فرصة
أفضل من الأفلام الخيرة لسعد وأن يعود بشكله وطريقته المحببة للجمهور.
وأضاف أنه يظهر بأسلوب جديد من خلال شخصية «تتح»، مخاطبا الجمهور
بالقول: «لا تتسرعوا فى الحكم على محمد سعد قبل عرض الفيلم».
ووصف توقيت عرض الفيلم بأنه «مناسب جدا للعرض ولن يتأثر فيلم تتح بأى
فيلم آخر معروض معه»، مشيرا إلى أنه لا يزال يعتبر الصيف هو الموسم الأساسى
لعرض الأفلام.
وعن تخوفه من تسريب فيلم «تتح» لمحمد سعد، كما حدث مع أكثر من فيلم
مؤخرا، أضاف أنه اتخذ جميع الاحتياطات اللازمة، ويتمنى ألا تتكرر واقعة
التسريب مع الفيلم لأنها تؤدى إلى خسائر كبرى للمنتجين.
من جانبه، قال المخرج سامح عبدالعزيز: إنه يثق فى محمد سعد لأنه فنان
ذو موهبة عاليه، كما أنه يراهن على فيلم «تتح» لأنه يناقش قضايا موجودة فى
المجتمع المصرى بالفعل، ويمكن اعتبار الفيلم بداية جديدة للفنان محمد سعد،
ويتناول شيئا لم تتناوله السينما من قبل.
وتدور قصة الفيلم حول شاب فقير يعمل بائع صحف فى منطقة شعبية، وله ابن
أخته الذى يعيش معه فى نفس المنزل ويقوم الأخير بتعليمه التعامل مع
الكمبيوتر وتصفح الإنترنت ويتواصل مع الآخرين، ومن خلال المحادثات على
الإنترنت يتعرف على فتاة (دوللى شاهين)، وبعد أن يتقابلا سويا تتصاعد
الأحداث وتتعرض الفتاة للاختطاف من جانب عصابة، ويحاول «تتح» أن ينقذها.
وتشارك فى الفيلم كذلك الفنانة اللبنانية مروى التى تحاول إغواء
«تتح»، لكنه يرفض بشدة، ويشارك فى بطولة الفيلم هياتم، لطفى لبيب، سامى
مغاورى.
وكما اعتاد الجمهور من سعد فى معظم أفلامه فسيقدم أغنية جديدة دويتو
مع الفنانة الشعبية بوسى تحت عنوان «السلك لمس».
الشروق المصرية في
28/04/2013
صيف سينمائى ساخن جدا..
"سمير أبوالنيل"يفتح باب الأمل بين "أهل الوسط" للخروج من
ركود المواسم
أ ش أ : أثار طرح فيلم "سمير أبوالنيل" بدور العرض قبل أيام حالة من
التفاؤل بين السينمائيين الذي يأملون في موسم سينمائي ساخن خلال الصيف
المقبل، يعوضهم عن حالة الركود التي عانوا منها أخيرا.
وزاد من حالة التفاؤل الهدوء الذي يسود أغلب المدن المصرية حاليا،
وتراجع حدة الاحتجاجات والمظاهرات وقطع الطرق، وهو ما من شأنه أن يفتح
الباب أمام عودة الجمهور إلى ارتياد السينما مرة أخرى.
حالة التفاؤل تلك دفعت بالكثير من المنتجين والموزعين إلى التفكير في
طرح أفلامهم خلال الأسابيع القليلة المقبلة، لا سيما وأن بعض تلك الأفلام
جاهزة للعرض منذ فترة طويلة، ولكن تأجل عرضها أكثر من مرة بسبب عدم استقرار
الحالة الأمنية والسياسية في البلاد.
واستقبلت شاشات العرض يوم الأربعاء الماضي باكورة أفلام موسم الصيف
السينمائي "سمير أبو النيل"، بطولة الفنان أحمد مكي، ليكون بمثابة افتتاح
للسباق السينمائي لموسم صيف 2013.
ويسعى أحمد مكي والمنتج محمد السبكي إلى الانفراد بالساحة مبكرا، أملا
في تحقيق إيرادات طيبة تنعش قطاع الإنتاج السينمائي وشباك التذاكر الذي
افتقد الأرقام العالية منذ فترة طويلة.
ويراهن مكي على الفيلم للعودة إلى النجاح الكبير الذي حققته أفلامه
أخيرا قبل إخفاق فيلمه الأخير "سيما علي بابا" في تحقيق إيرادات طيبة.
وتدور قصة الفيلم حول شاب يقطن منطقة شعبية ويتصف بالبخل الشديد، يعيش
حياته متسولا على أهل منطقته، حتى يتحولون إلى عدائه والهروب منه، فتحدث
معه عدة تطورات أدت إلى تحوله إلى مليونير بعد إتمامه عملية غسيل أموال
بمساعدة ابن عمه، ليمتلك بعدها قناة فضائية خاصة به، ويقدم جميع برامجها
بطريقة ساخرة من العديد من الإعلاميين البارزين في مصر.
ويشارك مكي البطولة للمرة الأولى الفنانة اللبنانية نيكول سابا التي
تقوم بدور مديرة أعماله بعد تحوله إلى رجل ثري، كما يقوم الفنان محمد لطفي
بدور ضابط شرطة، ويتحول للعمل كمساعد شخصي لمكي، وتقوم الفنانة الشابة دينا
الشربيني بدور صحفية ثورية تحارب فساد مكي وسياسته الإعلامية المضللة،
وتظهر الفنانة منة شلبي كضيف شرف في الفيلم الذي قام بكتابته الشاعر
والمؤلف أيمن بهجت قمر، ومن إخراج عمرو عرفة.
أما الفيلم الثاني الذي تأكد خوضه سباق الصيف السينمائي فهو "تتح"
لمحمد سعد الذي يطرح بالتزامن مع عيد شم النسيم ، ويتوقع أن يتخلى محمد سعد
من خلال الفيلم عن عباءة اللمبي، حيث يقدم شخصية تحمل نفس الاسم وإن كانت
لها مظاهرها الخاصة.
وتكمن مشكلة بطل الفيلم في علاقته بجيرانه من خلال المنطقة الشعبية
التي يعيش فيها ويسعى إلى تعلم الإنترنت ويتعرف من خلاله على فتاة يقع في
غرامها قبل أن تتعرض للاختطاف على يد عصابة مسلحة ويسعى إلى إنقاذها.
وطرحت الشركة المنتجة للفيلم "برومو إعلاني" استعدادا لعرضه في دور
السينما يوم 5 مايو المقبل، ويظهر فيه النجم سمير غانم ورجاء الجداوي وهما
ضيفا شرف بالفيلم.
ويشارك محمد سعد بطولة فيلم "تتح" مروى، دوللي شاهين، هياتم، لطفي
لبيب، وسامي مغاوري، وإخراج سامح عبد العزيز، وإنتاج أحمد السبكي.
كما ينافس في موسم الصيف المقبل خالد الصاوي وخالد صالح من خلال فيلم
"الحرامي والعبيط"حيث يلعب خالد الصاوي دور "صلاح روستي" وهو الحرامي الذي
يمارس البلطجة في منطقته، أما خالد صالح فهو "فتحي" العبيط الذي يظهر بمظهر
مختلف للغاية من خلال شعر ولحية طويلة للغاية، كما أنه يتحدث بشكل مختلف
وغريب.
ويحاول أحد رجال الأعمال في الفيلم الاستيلاء على عينه، ويدور الفيلم
من خلال الصداقة التي ستجمع الخالدين، بالإضافة إلى وجود روبي التي تقدم
دور "ناهد" حبيبة خالد الصاوي.
وطرحت أسرة فيلم "بوسي كات"، وهو من بطولة راندا البحيري وخالد حمزاوي
والراقصة صوفيا، تريللر الفيلم تمهيدا لعرضه في سباق الصيف أيضا، ويدور حول
فتاة من منطقة شعبية تمتلك مركز تجميل بالمنطقة، وظهر من تريللر الفيلم
الطابع الكوميدي والاستعراضي من خلال مشاركة صوفيا للمرة الأولى بالسينما،
والذي جعل الانتقادات تنهال على الفيلم مبكرا قبل عرضه.
وينافس كذلك الفنان محمد رمضان بفيلم "قلب الأسد"وهو من إنتاج أحمد
السبكي، ويسابق رمضان الزمن للانتهاء من تصوير مشاهد الفيلم حيث انتهى من
تصوير بعض المشاهد في فيلا بمدينة العبور، كما قام بالاستعانة بخبراء
ومصممي معارك من جنوب إفريقيا، ليقوموا بتصميم المعارك ومشاهد الأكشن
باستخدام أحدث التقنيات العالمية كي تظهر أجواء المعارك بطريقه احترافية.
فيلم " قلب الأسد "بطولة محمد رمضان، حورية فرغلي، عايدة رياض، عفاف
رشاد، وسيد رجب، تأليف حسام موسى وإخراج كريم السبكي.
الفيلم السادس الذي يخوض سباق الصيف هو "متعب وشادية"،وتقرر عرضه أول
يونيو المقبل وهو تأليف علياء كيبالي التي تقوم ببطولته أيضا مع أشرف
مصيلحي، وإخراج أحمد شاهين،وتدور قصته حول شاب اسمه "متعب" وفتاة تدعى
"شادية" يخرجان من قاع المجتمع ليواجهان ظروف الحياة القاسية بعد رحلة
معاناة مريرة، ويلتقيا فى أحد الموالد الكبيرة، وتنشأ بينهما قصة حب.
ولا يزال الغموض يسود مصير عرض أكثر من فيلم آخر بينها "كلبي
دليلي"لسامح حسين والذي انتهى تصويره منذ 5 أشهر وتأجل عرضه أكثر من مرة،
وكذلك فيلم "فارس أحلامي"بطولة هاني عادل ودرة ومي سليم، وانتهى تصوير
الفيلم منذ ثلاثة أشهر.
بوابة الأهرام في
28/04/2013
المهرجان المغاربي للفيلم الروائي القصير بوجدة
وسيم القربي - المغرب
احتضنت مدينة وجدة، "عاصمة الشرق" المغربي، الدورة الثانية للمهرجان
المغاربي للفيلم الروائي القصير. وقد عاشت وجدة من 18 إلى 21 أفريل على وقع
هذا الحدث السينمائي الذي جعلنا نكتشف مدينة حركية نهارا والتي تمتاز بهدوء
سريالي ليلا من خلال رقصات الصورة داخل قاعات السينما. وإذا كان الفنّ
فطريا في عاصمة الشرق، فإنّ هذا الحدث السينمائي قد جمع بين مختلف الفنانين
من مختلف اختصاصاتهم والذين قدموا من كامل أنحاء المغرب، كما كان هذا
المهرجان فرصة لمتساكني المدينة للقاء نجوم السينما المغاربية.
وجدة... اللفيف الجمالي
شهدت مدينة وجدة حركية دؤوبة بفضل احتضانها لهذا الحدث الثقافي الذي
اختار إطلاق اسم محمد مجد على هذه الدورة تكريما للممثل الراحل. وباعتبار
خصوصية هذا المهرجان الذي اختار أن يتخصص في توجهه للسينما المغربية، فقد
انقسمت المسابقات إلى مسابقة ذهبية تهتم بالأفلام القصيرة المحترفة شارك
فيها 18 فيلم محترف ، في ما اهتمّت المسابقة الفضية بأفلام الهواة التي
أمّت 16 فيلم.
كان المهرجان فرصة لتنشيط ورشات تكوينية للشباب في مجال الإخراج
والكتابة الفيلمية والمونتاج... خاصة في ظلّ قدوم العديد من الهواة ومحبّي
السينما من كامل أنحاء المغرب.
وقد تمّ تكريم العديد من الوجوه الفنية المغاربية مثل الشعيبية
العدراوي وأسماء الخمليشي من المغرب والفنان المتألق أحمد بن عيسى من
الجزائر... كما حضرت العديد من الوجوه الفنية ونذكر بالخصوص الممثل
الجزائري القدير حسان كشاش.
تكونت لجنة التحكيم من المخرج المغربي كمال كمال والممثلة المغربية
فاطمة خير والصحفي المصري أحمد فايق والطاهر العجرودي من تونس وسليم هقار
من الجزائر، وقد توزعت الجوائز كالتالي:
الجائزة الذهبية:
-
الجائزة الكبرى للفيلم الجزائري "الجزيرة" لمخرجه أمين سيدي
مومن
-
جائزة لجنة التحكيم الخاصة للفيلم المغربي"فوهة" لعمر مول
الدويرة
-
جائزة أحسن إخراج للفيلم المغربي "الشقة 9" لمحمد إسماعيل
-
جائزة أحسن سيناريو للفيلم التونسي "بابا نويل" لوليد مطار
-
تنويه خاص من لجنة التحكيم للفيلم التونسي الموريتاني "أزهار
تيويليت" لوسيم القربي
-
جائزة أحسن ممثلة لابتسام زمرة عن دورها في فيلم "اللعنة"
لفيصل بوليفة
-
جائزة أحسن ممثل لمحمد خيّي عن دوره في فيلم "اليد اليسرى"
لفاضل شويكة
أما جوائز المسابقة الفضية فتوزعت كما يلي:
-
جائزة أحسن عمل متكامل لفيلم "الطابق السابع" لعبد الإله
العلوي
-
جائزة أحسن إخراج لفيلم "أمان" لسيرين ولّوت
-
جائزة أحسن سيناريو لفيلم"مرآة شبابي" لنادية التازي
-
جائزة أحسن ممثلة لرباب البقالي القاسمي عن دورها في فيلم" قليل من الكذب"
لخالد أقلعي
-
جائزة أحسن ممثل لزيواني صادق عن دوره في فيلم "التغيير" أحمد رفيق.
لقد شكّل المهرجان احتفاء بالسينما المغاربية حيث حضرت أحدث الأعمال
السينمائية في المنطقة كانعكاس للحركية الفيلمية وتشجيع الإبداعية
السينمائية، وترسيخ روح المنافسة الإقليمية. وفي هذا الإطار يقول مدير
المهرجان الأستاذ خالد سلي أنّ "المهرجان المغاربي للفيلم الروائي بوجدة هو
بمثابة الفضاء الذي يحتفي بالسينما المغاربية باعتبار أنّ وجدة تحمل في
بعدها رمزا للوحدة المغاربية، والمهرجان بدوره هو انفتاح على سينما الشعوب،
نحاول من خلال أن يكون الشرق المغربي فضاء للاحتفال بالإنتاجات السنوية في
المنطقة المغاربية وتكريم أسماء فنية بارزة بالإضافة إلى الدور التكويني
الذي يحمله المهرجان على عاتقه من أجل إفادة الناشئة".
الجسر الجمالي وبناء الوحدة المغاربية
لطالما ارتسمت مدينة وجدة بالمخيّلة نظرا لرمزيتها المعبّرة باعتبارها
مدينة حدودية مع الجزائر. هناك تقبع الحدود الجزائرية المغربية مغلقة منذ
سنة 1994 نظرا لأسباب سياسية تفرّقت بسببها العائلات وتقطعت أكبادها بين
الحدود. في هذا الإطار كان شعار هذه الدورة "السينما جسر جمالي من أجل بناء
الوحدة المغاربية"، ففي ظل الأزمات المتفاقمة والحلم المغاربي تلوح السينما
وسيطا ثقافيا يمكن أن يساهم في دغدغة عواطف المسئولين الذين حرمت خلافاتهم
حق شعوب المنطقة من التنقل. وقد كان موضوع الندوة الدولية في المهرجان
"المشترك الجمالي والسياسي في السينما المغاربية" وقد شارك فيها كل من حميد
تباتو من المغرب والطاهر العجرودي ووسيم القربي من تونس وسعيد هادف من
الجزائر. أجمع المشاركون أنّ السينما نقلت قلق الهوية موازاة مع ذلك القلق
الإيديولوجي، حيث عكست السينما وجودا ثقافيا موحدا وهوية إبداعية مغاربية
تجتمع في مفهومها العام وهو ما يجعل فتح الحدود بمثابة الأمل القائم
باعتبار أنّ الشعوب المغاربية تنطلق من وجود مشترك وانتساب محفور في
الذاكرة التاريخية.
وجدة... الرمز والرهانات... مهرجان مغاربي أمّنه أعضاء جمعية سيني
مغرب وثلة من المولعين بالفنّ السينمائي والمؤمنين بذلك المصير المشترك على
غرار قاسم مير وخالد سلي وفريد بوجيدة وعبد الإله الجوهري ومراد الفكيكي
وبنيونس بوشعيب وميلود بوعمامة والقائمة تطول... جمعتهم حُرقة العشق
السينمائي وجغرافية الإحساس. ولعلّ هذا المهرجان من خلال نجاح باهر لهذه
الدورة يؤشر لدورة قادمة ستنافس حتما مهرجانات عالمية خاصة من خلال
اجتماعات أفرزت ضرورة تخصيص حيّز هامّ للفيلم الوثائقي.
وجدة... الرمز والرهانات... تأملات ودعوات إنسانية في انتظار... فتح
الحدود.
الجزيرة الوثائقية في
28/04/2013 |