شاهدت أخيرا الفيلم التسجيلي المصري الطويل "عن يهود مصر" للمخرج
المتميزالمجتهد أمير رمسيس. هذا الفيلم أثار جدلا كبيرا حوله بعد أن كانت
السلطات، أو بالأحرى، بعض السلطات في مصر، قد أوقفت عرضه. وهنا ثارت
الأصوات الحرة في أجهزة الإعلام وأرغمت تلك السلطات على التراجع عن قرارها،
خصوصا وأن جهاز الرقابة الرسمي على الفنون (التي يطلقون عليها "المصنفات
الفنية") في مصر كان قد تبرأ من قرار المنع.
الفيلم يقدم الكثير من الشهادات المصورة لعدد من اليهود الذين غادروا
مصر في الخمسينيات، بعضهم أرغم على المغادرة أو تم ترحيله قسرا ورفضت
السلطات عودته لسنوات طويلة وربما حتى اليوم، حتى لو على سبيل الزيارة،
والبعض الآخر اضطرته المتغيرات السياسية خاصة بعد عداون 1956 الثلاثي الذي
قامت فيه إسرائيل بدور رئيسي، إلى الرحيل عن الوطن الذي نشأوا فيه وارتبطوا
به ورفضوا بشكل قاطع التخلي عنه أو الهجرة إلى الدولة اليهودية التي أقيمت
قسرا، على أرض فلسطين العربية.
يصور الفيلم أيضا شهادات عدد من الباحثين والمؤرخين منهم من ارتبط
بشكل مباشر، ببعض اليهود المصريين الذين نشطوا في صفوف الحركة الشيوعية في
مصر.
ولست هنا بصدد تقديم تحليل فني للفيلم، فقد قام غيري بذلك وقدم قراءة
نقدية للفيلم، لكن يكفي القول إنه فيلم يشي بالجهد الكبير المبذول فيه سواء
من ناحية تجميع المادة (النظرية والمصورة) أو إستخدامه المؤثر للكثير من
اللقطات القديمة النادرة، وإن كنت أرى أنه بمادته الغزيرة يمكن أن يمتد على
استقامته، فيفتح الطريق أمام عمل سلسلة من الأفلام (أرجو أن يخرجها أمير
رمسيس وفريقه) تسبر أغوار المواضيع المهمة التي فتحها في فيلمه، فموضوع
علاقة اليهود بالتنظيمات الشيوعية في مصر يصلح لفيلم مستقل خاصة وأن الكثير
من الوثائق والشهادات موجودة، كذلك يصلح لعمل فيلم مستقل موضوع هنري كورييل،
مؤسس تنظيم "الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني" اليهودي المصري، الذي أرغم
على مغادرة مصر بالترحيل قسرا عام 1950 ورفض جمال عبد الناصر عودته رغم
وقوفه إلى جانب مصر والقضايا العربية، وقد اغتيل كورييل في باريس عام 1978
وظل البعض حتى يومنا هذا يعتبره صهيونيا مواليا لإسرائيل (من هؤلاء محمد
حسنين هيكل الذي شكك خلال أحاديثه التليفزيونية لقناة الجزيرة، في ولاء
كورييل الوطني مشيرا إلى علاقته بالموساد دون دليل على ذلك!) في حين أن
هناك من يعتبرونه بطلا وطنيا قدم للرئيس جمال عبد الناصر خطة العدون
الثلاثي على مصر في 1956، كما أيد الثورة الجزائرية وساعدها، ودعم نضال
نيلسون مانديلا في جنوب إفريقيا، وقيل إنه دفع حياته ثمنا لنضاله ضد
العنصرية.
أما ما أريد تناوله هنا فهي الأسباب التي قد تكون وراء "فزع" البعض من
الذين شاهدوا الفيلم أو السبب الذي حدا بتلك السلطة المصرية التي وصفت
بأنها "جهة سيادية"، إلى وقف عرض الفيلم قبل أن تعود في قرارها هذا ربما
أيضا بسبب ما تعرض له قرار المنع من انتقادات شديدة في الغرب.
السبب الأول ربما يعود إلى أن الفيلم يفتح بابا تصور كثيرون أنه قد
أغلق وإنتهى الأمر، أي خروج اليهود المصريين من مصر، وعلاقتهم بمصر حتى بعد
خروجهم وكيف أن أثرياء اليهود المصريين الذي كانوا يلعبون دورا بارزا في
الاقتصاد المصري، لم يذهب أي منهم إلى إسرائيل، بل رفضوا تماما الفكرة
وتفرقوا في بلدان مختلفة، في افريقيا وأوروبا- كما يؤكد الدكتور محمد أبو
الغار في الفيلم.
ولاشك أن الفيلم يقدم نماذج من اليهود المصريين الذين أرغموا على
الرحيل في فترة المد الوطني والمواجهة مع إسرائيل والنظر إلى اليهود
المصريين باعتبارهم "جواسيس محتملين"، ويقدمهم الفيلم في صورة دافئة،
محببة، تتمتع بالتلقائية والحب الشديد الذي يبدونه لمصر حتى من لا يتكلم
منهم اللغة العربية، وهي صورة قد تدفع المشاهدين إلى التعاطف معهم، والشعور
بالغضب إزاء قرارات السلطة السابقة "العسكرية" التي جاءت مع ضباط يوليو،
خصوصا وأن عرض الفيلم تزامن مع التصريحات التي أطلقها عصام العريان، أحد
قيادات الإخوان المسلمين، والتي رحب فيها بعودة اليهود المصريين منتقدا
موقف النظام الناصري الذي إتهمه بـطترحيل اليهود" في حين نفت الصحافة
"الناصرية" تماما حدوث ذلك. وقد تسببت تلك التصريحات في رد فعل، أقل ما
يمكن أن يوصف به، أنه "مصدوم"!
السبب الثاني قد يعود إلى ذلك الخوف "الغامض" من "اليهود": كيف يمكن
أن يكون هناك يهود مصريون، يتكلمون مثلنا ويشعرون بما نشعر، في حين أنهم
يجب أن يكونوا مرتبطين بدولتهم التي تقف منا موقف العداء منذ نشاتها بالقوة
المسلحة؟ وكيف نقبل فكرة وجود يهود مصريين بينما الدين الإسلامي يحضنا على
محاربتهم وعدم الثقة بهم أبدا، وهو ما يتضح من اللقطات الأولى في الفيلم
التي يستطلع خلالها المخرج آراء عدد من المصريين البسطاء!
إن هذا الخوف الغامض من "اليهود" يدفع الكثيرين خاصة مع صعود تيار
الإسلام السياسي، إلى رفض فكرة منح قطاع من اليهود المصريين مساحة للتعبير
عن آرائهم، والحديث عن الماضي وما تعرضوا له خلاله من "إضطهاد" في وقت
تضطهد دولة إسرائيل الفلسطينيين وتعتدي عليهم يوميا، وتقيم الحواجز والسدود
بينها وبينهم، وتعتقلهم داخل أراضيهم!
كان هناك خوف أيضا في ظل الأوضاع السياسية المتوترة في الشارع المصري،
من أن ينعكس هذا التوتر على عرض الفيلم عروضا عامة مما قد يؤدي إلى ردود
فعل قد يشوبها العنف.
والسبب الثالث أن الفيلم يتبنى انتقادات واضحة يوجهها عدد من الشخصيات
التي تظهر فيه مثل الدكتور رفعت السعيد، الناشط اليساري البارز مثلا،
والدكتور محد أبو الغار، والصحفي أحمد حمروش وغيرهم حتى من جانب الشخصيات
اليهودية التي تظهر بالفيلم، لجماعة الإخوان المسلمين، وهو ما يدفع المخرج
إلى فتح ملفات ما حدث عام 1947 ثم 1948 من تفجيرات للمحلات اليهودية
والاعتداء على "حارة اليهود" وعمليات الترويع التي تعرضت لها الأسر
اليهودية التي كانت تملك الكثير من المصالح التجارية في مصر التي تعرضت
للهجوم والحرق والتفجيرات، مما دفعها للهجرة. وهو أمر لاشك أنه يسبب "عدم
الارتياح" للجماعة التي تحكم الآن في مصر.
السبب الرابع أن هناك نغمة واضحة في الفيلم تشير إلى غياب مجتمع
التسامح الذي كان قائما في الماضي قبل أن تتحل مصر إلى "جمهورية"، خصوصا في
مدينة الاسكندرية، وهي فكرة لا يرحب بها كثير من المسؤولين الرسميين
الموجودين في بعض الأجهزة التي يطلق عليها "السيادية" فهي فكرة تتناقض مع
الرغبة في الترويج-كذبا- لمصر كبلد منفتح على كل العقائد والأجناس في حين
أن الحقيقة العارية تقول لنا إنها لم تعد كذلك بكل أسف!
أخيرا، يثير الحديث عن اضطرار العائلات اليهودية الكبرى التي كانت
تدير وتملك العديد من المصالح التجارية في مصر إلى التخلي عن ممتلكاتها
ومغادرة البلاد بعد تنامي الصراع العربي الإسرائيلي، وتصاعد الرفض لها من
داخل المجتمع – كما يتردد في الفيلم، يثير مجددا قضية التعويضات اليهودية
التي يطالب بها اليهود المصريون الذين يقيمون في فرنسا، وليس فقط إسرائيل
التي استقرت فيها أيضا آلاف الأسر اليهودية الفقيرة التي هاجرت من مصر في
الخمسينيات والستينيات.
ربما أيضا يكون غياب "طرف آخر" يناقض روايات وشهادات اليهود ويطرح
وجهة النظر الرسمية المصرية في هذا الموضوع، جعل الفيلم يبدو ميالا إلى جهة
واحدة متعاطفة من البداية مع اليهود رغم ما جاء في الفيلم بالطبع من مبررات
تتعلق بتنامي عمليات التجسس والتخريب في مصر وقيام المخابرات الإسرائيلية
بتجنيد بعض العناصر اليهودية كما تبدى فيما عرف بـ"عملية سوزانا" أو "فضيحة
لافون" التي كانت تهدف إلى الوقيعة بين نظام عبد الناصر والولايات المتحدة
بتفجير عدد من المنشآت الأمريكية في مصر.
لكن الفيلم عرض، وعرض عروضا عامة أيضا في سابقة هي الثانية من نوعها
في مصر منذ أكثر من أربعة عقود، ونجح عرضه وأقبل عليه الشباب لمشاهدة جانب
من تاريخ مصر، دون أن يتسبب هذا في اي اضطرابات سياسية أو أعمال عنف أو
ردود فعل من الخارج والداخل كما كان متصورا!
الأسباب التي أشعلت الضجة حول الفيلم تعود أساسا، إلى أمور وتصورات
لاعلاقة لها برؤية الفيلم ولا بمستواه الفني ولا حتى بصدقيته وقدرته
علىالتوثيق الموضوعي، بل إلى ما يمكن أن تولده الصور من ردود فعل قد تساهم
في تأجيج بعض المواقف هنا أو من هناك. وهذه بلاشك إحدى بقايا المجتمع
الشمولي الذي يريد أن يضع كل أشكال الفنون "تحت السيطرة".
هذه الشمولية التي لاتزال قائمة حتى بعد نمو حركة الوعي ووصولها إلى
الذروة في 25 يناير 2011، بل إن الهاجس المسيطر حاليا على السلطة يتلخص في
ضرورة إحكام السيطرة على كل مؤسسات الدولة خصوصا الإعلام.
وطالما ظل الوضع على ما هو عليه حاليا، فلا مجال للحديث عن اجتياز
مظاهر التخلف الدولة القمعية!
عين على السينما في
30/04/2013
أنطوني كوين:
أتمنى أن أغدو وليمة للنسور
لينا هويان الحسن
«أنا
هنا ما دمتُ حياً، ومع ذلك عندما يحين أجلي أتمنى أن أرحل بفخامة. لن أقبل
بتابوت من خشب الصنوبر يُلقى على عمق ستة أقدام تحت الأرض، ولا مرمدة توضع
على رف حجري وتُنسى. لا لقد تفكرت بكل ذلك. أريد أن يحملني أبنائي الاثنا
عشر إلى قمة تل في «تشي واوا» ويتركوني هناك لأتعفن تحت الشمس الحارة».
بهذه الكلمات المؤثرة يختم انطوني كوين مذكرات حياته الصاخبة.
تصلح حياة أنطوني كوين أن تكون فيلماً شاملاً لكل أنواع الأفلام
تقريباً، فيه الميلودراما والعواصف العاطفية والنجاح الباهر، والفشل الذي
فيه الكثير من المكابرة أحياناً، ونقد الذات الحقيقي. حياةٌ إنسانية شاقةٌ،
وحياة مهنية متقلبة، صعود القمة وهبوط وفترات قلقة وفجأة وميض جديد مدهش..
حاز أوسكارين لأفضل دور ثانوي «فيفا زاباتا، بدور أوفميو زاباتا»
للمخرج إيليا كازان، 1952، و«شهوة للحياة» للمخرج فينسان مينيلي لدور لا
يتعدى بضع دقائق، العام 1956 في دور المصور غوغان. ورشح لأوسكار أفضل ممثل
في «الريح الوحشية» لجورج كيكور، 1957، و«زوربا اليوناني» لميكائيل
كاكويانيس 1964.
في هذا الكتاب سيرة ممثل كانت بداية طريقه طويلة، دور الهندي الأحمر
الشرير، الشيخ العربي الطاغية، المكسيكي الدموي. وقف أول مرة أمام الكاميرا
مع الكومبارس في مشهد في فيلم « طريق الحب» بطولة هارولد لويد، ظهر بعدها
في فيلم صامت «وعد شرف» في لقطة لا تتجاوز خمساً وأربعين ثانية حيث يُطعن
ويهوي بعدها ويموت وهو يضحك. وأول فيلم نطق فيه بسطر كان فيلم «رجل السهول»
من إخراج سيسيل دي ميل.
انطوني كوين الذي اختاره ايليا كازان ليحل محل مارلون براندو في
مسرحية «عربة اسمها الرغبة» أدى الدور بنجاح كبير. وفي سيرته يأتي على ذكر
مارلون براندو في أكثر من عشرة أماكن فيقول: «كم تمنيت أن أكون حرّاً مثل
براندو». ويذكر أيضاً: «طورت في عقلي شكلاً من التنافس الداخلي مع مارلون
لم يتغير أبداً. وأظنه نوعاً من الحسد قد تلبَّسني. يا إلهي كم رغبت في
امتلاك موهبته! واستقلاليته!».
انطوني كوين يسرد مذكراته بينما يقود الدراجة. ومع كل دورة لعجلات
دراجته يدوّر ذاكرة أخرى، الدراجة التي يقودها عبر مذكراته بسرعة متوازنة
منتبهاً إلى عدم زيادة سرعته: (إذا ما سرت أسرع فإنني ربما أتجاوز أمراً ما
مهماً، وإذا ما أبطأت فإن حياتي يمكن أن تتجاوزني).
المذكرات التي كتبها انطوني كوين بالاشتراك مع دانييل بيسنر، تقدم
عالماً متنوعاً ومتحركاً ومدهشاً لقارئ شاهد انطوني كوين في أدوار شهيرة.
يروي كوين حياته في استوديوهات التمثيل وحقائق فن السينما وتحدياته إضافة
إلى حياته العائلية بمآسيها وأفراحها حتى تأتي تلك اللحظة الأخيرة بعد أكثر
من أربعمئة صفحة فيحكي كوين لنا بثقة نهائية كيف حدد التل على الخريطة
لأوصيائه، حيث يتمنى أن يدفن فيقول: «سأُمدد لأرتاح على قمة التل، متحولاً
وليمة للنسور. يعود أبنائي ليعيشوا حياتهم، وستحاول الطيور أن تنقذ ما تبقى
مني. ستحلق بي وتذرفني فوق الريف بكامله، معيدة إياي إلى الأرض التي نشأت
منها، حيث سأصير جزءاً من كامل المكسيك وللأبد».
الكتاب انطوني كوين راقص التانغو، سيرة شخصية، ترجمه: عبد الرزاق
العلي، صادر حديثاً عن وزارة الثقافة دمشق.
السفير اللبنانية في
30/04/2013
من توقيع المخرج وانج كاروي
«المعلم
الكبير».. السينما الصينية تضرب بقوة!
عبدالستار ناجي
حينما تذكر السينما الصينية الجديدة، لابد من التوقف امام مجموعة
بارزة من الاسماء، التي استطاعت ان تحلق بعيداً بالسينما الصينية، ومن تلك
الاسماء، يأتي اسم وانج كاروي الذي يعتبر احد اهم اساتذة الفن السابع في
الصين والعالم، والذي استطاع ان يلفت الانتباه، ومن خلال مهرجان كان
السينمائي الدولي عام 2000 عبر فيلمه الرائع «مزاج للحب» و«ليالي البلوبري
2007» و«فيلم 2046» و«شانج كنج السريع» واليوم تأتي النقلة السينمائية
الجديدة، للذهاب الى عالم المغامرات من خلال فيلم «المعلم الكبير» وهو بذلك
يسير على خطى كثير من الصناع الكبار، الذين بدأوا مع السينما العامرة
بقضايا الانسان، ليتجهوا لاحقاً الى افلام المغامرات، وكمثال لذلك المخرج
الصيني الكبير زانغ ييمو.
في هذا الفيلم، يذهب وانج كاروي، الى حكاية أحد ابطال فنون الدفاع عن
النفس والقتال المباشر، تلك الشخصية الفذة، التي وصلت الى مرحلة قام خلالها
بتدريب اهم نجوم افلام الدفاع عن النفس الصيني «بروس لي».
حيث تدرب بروس لي ولاكثر من خمسة اعوام على يد ذلك المدرب والبطل
الفذ، الذي علمه فنون القتال، وصنع منه بطلاً اسطوريا حقيقياً.
رحلة سينمائية، ترصد تاريخ وسيرة وانجازات «وانج شون» اول من بات في
تاريخ الرياضات القتالية يحمل لقب «المعلم الكبير» «اي. ب» - مان، في
الفترة من 1990 في مدينة «فوشان» حتى وفاته، مروراً بمشاركته في الحرب ضد
اليابانيين في هونغ كونغ.
كمية من المواجهات، وقد حرص المخرج وانج كاروي» على ابتكار لغة بصرية
في تصوير تلك المشاهد، والمواجهات القتالية، حيث جملة مشاهد القتال مقرونة
بالامطار، مما يضيف مشهدية اضافية، لتعمل على تصعيد ايقاع المشهد والفيلم،
وبالذات في مواجهة «العلم الكبير» واكثر من «12» مقاتلاً من اشهر المقاتلين
في فنون الدفاع عن النفس، والذي ينتهي بهزيمتهم جميعاً.
بدأ مشواره في السابعة من عمره، حيث راح يتعلم كافة انواع الفنون
القتالية.. لتمضي الرحلة في مواجهات مع الاشرار والمجرمين.
اهمية الفيلم واهمية المخرج ترسخت من خلال اختياره ليقدم في حفل
افتتاح مهرجان برلين السينمائي في دوريته الماضية في فبراير 2013.
يشتغل «وانج كاروي» على منهجية التحليل، وأيضاً الالم النفسي، رغم
انشغاله بالفنون القتالية، الا ان يظل حاضراً قصة الحب الحزبية، التي تشكل
محوراً اساسياً لاحداثيات الفيلم.
وانغ كاري يصنع فيلما صينيا كامل المواصفات، وهو يقول في هذا الاطار
«سينما بلادي» هي الشيء الذي ينتمي الى الشعب الصيني ككل، وانه لا ينبغي ان
يقتصر على مجر منطقة جغرافية معينة في حقبة تاريخية معينة».
لهذا يأتي فيلمه ذو بعد شمولي.. صيني.
لهذا حينما عرض الفيلم في الاسواق الصينية جمع عوائد تجاوزت الـ «45»
مليون دولار. وهو انجاز بالنسبة لعوائد السينما الصينية.
في الفيلم عدد بارز من النجوم بينهم توني لونج زانج زيي وشانج شون
وزانج جين.
وخلق فريق النجوم كماً من الحرفيين والمبدعين الصينيين على صعيد
التصوير والديكورات والاضاءة والموسيقى والمؤثرات والفنون القتالية
والرفيعة المستوى، وايضاً الازياء.
ونشير هنا، الى ان عدداً من النقاد الاميركان، بالذات في «فاريتي»
و«هوليوود ريبورتر» اشاروا في مقالاتهم الى ان السينما الصينية تذهب الى
الاسواق الاميركية، كما حدث مع جملة ما تقدمه من نتاجات وبضائع باتت البديل
في كل موقع.. وهذا ما يجعل نقاد السينما «يحذرون» من هذه الخطوة من حضور
السينما الصينية في الاسواق الاميركية.. ومزاحمة الانتاج والمنتج الاميركي.
وهذا ما يجعلنا نقول.. بان السينما الصينية تضرب بقوة!
anaji_kuwait@hotmail.com
النهار الكويتية في
30/04/2013
هل يمكن «أخونة» الفن في مصر ما بعد الثورة؟
بعد ظهور فرق وأفلام ومسرحيات «إخوانية»..
أي مستقبل للإبداع والمبدعين في زمن «الجماعة»!
القاهرة: صفاء عزب
«أخونة الدولة المصرية» مصطلح بات شائعا على ألسنة المثقفين والعامة
في مصر ممن يتخوفون من اختراق جماعة الإخوان المسلمين المؤسسات وسيطرتها
على مفاصل الدولة المصرية بعد انتشار كوادر «الإخوان» في مختلف المناصب
المهمة. وإذا كان هذا متوقعا على المستوى السياسي، فهل يمكن «أخونة الفن
والإبداع»؟! سؤال يطرح نفسه بإلحاح بعد ظهور فرق مسرحية وشركات إنتاج
إخوانية بدأت تمارس عملها على الساحة الفنية بأعمال لها خصوصية مختلفة عن
الأعمال الفنية المألوفة في الفن المصري. فعلى سبيل المثال، قدمت فرقة
«يناير تياترو» الإخوانية بعد ثورة «يناير (كانون الثاني)» مجموعة من
المسرحيات منها «كفر الأخضر» و«وسع طريق» بمشاركة فنانين هواة. كما بث
«الإخوان» على قناتهم الخاصة على «يوتيوب» عددا من الأفلام القصيرة التي
أنتجوها مؤخرا منها أفلام «المتحولون»، و«محتاجين لك»، و«متمضيش». هذا،
ويعتبر الإخوان المسلمون هم أكثر التيارات الإسلامية جاهزية واستعدادا لخوض
تجارب فنية، سيما أنهم ينفردون عن باقي الإسلاميين بتخصيص أجندة ثقافية
فنية داخل برنامجهم أو دعوتهم الإخوانية، وهو ما يؤكده تاريخهم حيث إن
الشيخ عبد الرحمن البنا أحد أشقاء مؤسس الإخوان كان قد أسس مسرح الإخوان
عام 1934 وقدم من خلاله العديد من الأعمال المسرحية الشهيرة منها «صلاح
الدين الأيوبي» و«غزوة بدر». وقد يندهش البعض من أن «الإخوان» تعاونوا في
مسرحهم مع مشاهير الفن آنذاك على رأسهم رائد المسرح العربي الفنان والمخرج
القبطي جورج أبيض والفنان عبد المنعم مدبولي بالإضافة إلى سارة برنار الشرق
وقتها الفنانة فاطمة رشدي!!
* ولا يتوقف النشاط الفني الإخواني على المسرح،
فقد تم الإعلان مؤخرا عن أعمال سينمائية قريبة؛ منها إنتاج فيلم عن مؤسس
جماعة الإخوان الشيخ حسن البنا الذي يعكف على كتابته حاليا السيناريست أيمن
سلامة ويشرف عليه المحامي أحمد سيف الإسلام حسن البنا، ومن المتوقع أن يجسد
شخصية مؤسس «الإخوان» الفنان السوري رشيد العساف، وقد رصدت خمسة ملايين
دولار ميزانية للفيلم. كما أعلن سيف الإسلام البنا أنه سيتم إعادة عرض
مسرحيات الجماعة القديمة من جديد، مؤكدا أن الفن ليس بغريب على «الإخوان»
وأنه شخصيا كان يمسك ببنطلون والده الشيخ حسن البنا وهو يذهب معه لمشاهدة
أعمال مسرحية بدار الأوبرا.
إذن دخول التيار الإسلامي المجال الفني والإبداعي ممثلا في الإخوان
المسلمين أصبح أمرا مؤكدا وواقعيا، ولكن يبقى السؤال المهم: إلى أي مدى
يؤثر ذلك على مستقبل توجهات الفن المصري وظهور جيل جديد من الفنانين
«المتأسلمين»؟ وهل يمكن حدوث صدام بينهم وبين جيل الرواد والمشاهير من نجوم
الفن الحاليين؟ وهل تتغير خريطة الأعمال الفنية لتتخذ منحى دعويا إرشاديا
وفقا لأجندة الإخوان المسلمين؟
أسئلة طرحناها على العديد من الفنانين والنقاد والمسؤولين المصريين في
الحقل الفني لاستشراف الأمر ومعرفة مواقفهم من دخول التيارات الإسلامية إلى
المحافل الفنية.
* سيطرة وانتهازية
* الفنان القدير محمود ياسين بدا صلبا ونحن نسأله عن ظاهرة الإسلاميين
في مصر ومحاولة اختراقهم الفن، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «أدعي أنني أرى
الصورة بشكل دقيق، وهي واضحة للعالم كله، والقضية أننا وجدنا أنفسنا فجأة
في مصر وقد ضاعت كل أحلام وطموحات هذا الوطن، وكل شيء أصبح يسير في الاتجاه
المضاد، حيث انعدم الاقتراب من وحدة الرؤية، ونحن في حالة مفزعة من
التناقضات، وهذا التناقض تصنعه خطط بعيدة المدى بديناميكية لتبلغ مبلغ
السيطرة وفرض توجهات ورؤى فكرية وانتهازية تريد أن تصنع لنفسها مكانة تنبني
بالأساس على أسس لها قداستها لدى كل مصري عبر تاريخ طويل، والحقيقة أن
دعاواهم زائفة وغير صادقة، وهم ليسوا واعين بما يصنعونه لأنهم غير قادرين
على تحقيق أي مكسب على الأرض بشكل واقعي. ولا نريد أن يصدروا لنا مفاهيمهم
ونحن لن نستخدمها. فمصر دائما تصدر الفكر والحضارة والثقافة، والفنانون
المصريون يصنعون خطى التقدم في كثير من الأوطان العربية.. وإذا كان الفن
المصري سيتأثر بعض الشيء بهذه الموجات، فإننا نتكلم عن واقع مصري مؤلم من
قبل ثورة 25 يناير، فالسينما المصرية متوقفة تقريبا منذ أكثر من خمس سنوات،
وهبط الإنتاج السينمائي فيها من 120 فيلما سنويا إلى بضعة أفلام تعد على
الأصابع، رغم أهميتها بوصفها صناعة كبرى تنطوي على مجموعة من الصناعات
الأخرى الجزئية التي يخدم بعضها بعضا مع الاعتراف بأن السينما كانت بها
إيجابيات وسلبيات، وهذه هي الحال في العالم كله، وكانت لدينا أفلام شديدة
الرقي وتشارك في المهرجانات الكبرى. ومع ذلك ورغم تدهور الأحوال لدينا
حاليا، فسنجد لدينا أكاديمية فنون عريقة يتخرج منها عبر سنوات طويلة مبدعون
في شتى المجالات الفنية. أما بالنسبة لهذه التيارات، فلن تقدم فنا أو
سينما، وأموالهم لن تعوضهم نقص خبراتهم. وأنا عن نفسي قدمت أعمالا تاريخية
نقية نظيفة شديدة الأهمية أفاخر بها؛ منها مسلسل «جوهرة القدس» من 40 حلقة،
وقد سبقنا به الجميع، كما قدمت الجزء الرابع من «محمد رسول الله»، وكانت من
الأعمال الضخمة والعملاقة بالتلفزيون المصري. يعني (محدش يقدر يضحك علينا)،
ونحن لسنا أغبياء، ونفهم جيدا ما يدور، والفن المصري لن يموت، وسيبقى حتى
تنضبط الأمور بشكل علمي ودقيق ويعود أفضل مما كان».
* وضع شاذ
* الفنانة الكبيرة مديحة يسري أعربت عن حزنها العميق لدرجة المرض بسبب
الأحوال في مصر وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «لست متفائلة على الإطلاق بخصوص كل
شيء بما في ذلك الفن، لأني (عمري ما شفت مصر بهذا الوضع الشاذ في أي عصر من
العصور الماضية)، فالوضع الحالي وضع شاذ في كل الاتجاهات؛ وكل المجالات بما
فيها الفن والصحافة، والسبب يرجع إلى أن هناك مجموعة دخلت الساحة واخترقت
شباب مصر ورجالها لتحويلها إلى هذا الموقف وسيطرة الإسلاميين الذين أخذوا
مصر في طريق آخر لم نكن نريده، وربنا يستر لأننا لا نعلم إلى أين ستصل بنا
الحال. ومع ذلك، أتوقع أن ينكشح هذا الواقع في أسرع وقت، الذي أصابني بمرض
في الأعصاب مؤخرا جراء تأثري بما أراه يحدث على الساحة لبلدنا وشبابنا».
المخرج الدكتور محمد كامل القليوبي الأستاذ بأكاديمية الفنون المصرية
قال لـ«الشرق الأوسط»: «لا أرى أن التيار الإسلامي يشكل قوة حقيقية حاليا،
ولا يمكن أن نحكم الآن على الأمر، فهم مجرد صورة ظهرت في غفلة من الزمن،
ولكن شعبيتهم انخفضت جدا، وأنا واثق جدا أن الإبداع المصري لن يتوقف، ولن
يستطيع أحد أن يحاصره أو أن يكتم صوتا لمبدع مصري بعد الثورة، والدليل أن
الحرية اليوم تمارس بشكل كامل. أما بالنسبة لشركات الإنتاج الإخوانية، فلا
بأس لنجعلهم يصنعون كارثة مالية لأنهم سيعملون بعيدا عن مواصفات السينما
ولن يرى أعمالهم أحد، وهذا سيسقطهم، فهم قدموا مؤخرا فيلم (التقرير) وفشلوا
في عرضه. كما أن الشعوب الإنسانية، والشعب المصري بالذات، شعب محب للحياة
ولا يمكن أن نفرض عليه ثقافة الموت، وأي قانون سيصدرونه فليطبقوه على
أنفسهم، لأننا لن نعمل به، ويجب أن يعلموا أن البساط يسحب منهم، بدليل
نتائج انتخابات بعض النقابات واتحادات الطلاب المصرية، وأنا واثق من جمهور
الإبداع المصري أنه سيتصدى لهم كما تصدى من قبل لمن أرادوا لمصر في فترة
الخمسينات تجييش الفن، لكنهم فشلوا، وأؤكد أنه لن يقدر أحد على فناني مصر
ولا على المصريين».
* ليس رئيسنا
* مخرجة الجوائز السينمائية كاملة أبو ذكري بدت أكثر تحديا للإسلاميين
بما تمتلكه من روح الشباب الثوري، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «بصراحة ليس لدى
أي قلق على الفن في ظل الوضع الحالي.. ربما كنت أشعر بالقلق في البداية،
ولكن الآن لم يعد موجودا لأنني أدركت أن هذا القلق لم يكن مستحقا، بل
بالعكس أنا أرى أن هذا الوقت هو الوقت الذي سنكسر فيه القيود، فهناك كثير
من المبدعين لديهم طاقة حاليا لكسر كل القيود حتى لو كانت قيودا دينية، ففي
الماضي كانت هناك أشياء أو أفكار لم نكن نستطيع الكلام عنها أو كشفها خوفا
من التعرض لتهمة التهكم على الدين، لكن الناس العادية الآن مثل سائق
التاكسي والبائع في المحل هي التي أصبحت تقول الكلام الذي كنا نخشى أن
نقوله مثل موضوع فصل الدين عن الدولة، وطبعا الفضل في كل ذلك للثورة التي
قادت التغيير، فالمصريون أصبح عندهم طاقة للكلام في أي موضوع».
وعن تقديرها للموقف في ظل القوانين المحتمل صدورها في ظل حكم
«الإخوان» وسيطرة الإسلاميين المتوقعة على البرلمان المقبل، قالت أبو ذكري:
«هم يريدون تكبيل الناس، ولكن الناس لا تتجاوب معهم، بدليل أنه عندما فرض
الرئيس مرسي حظر تجول، خرق الناس هذا الحظر وخرجوا للعب الكرة ليلا، ونحن
الشعب المصري نحب أن نحترم رئيسنا ونراه المثل الأعلى وكبير البلد، ولكن
نحن نعرف أنه ليس رئيسنا الفعلي، لأنه يتلقى أوامره من مكتب الإرشاد وليس
هو المسول عن حكم البلد». أما عن خطر سيطرة الإسلاميين على مؤسسات فنية
لمقاومة الفن في مصر، فقالت إن «الفن منذ وقت ما قبل (الإخوان) وهو يعاني
من كم غير طبيعي من القيود، وأعتقد أننا الآن في الفترة التي نحاول فيها أن
نحرر قيودنا، وكلنا نعلم التهديدات التي صدرت ضد عادل إمام وغيره من
الفنانين، وأعتقد أنه لو فكر أحدهم في حرق سينما مثلا أو الهجوم على أي
مكان له علاقة بالفن، فلن يسكت المصريون وسيتصدون لهم بكل قوة، لأن فكرة
الخوف والسكوت انتهت من حياة المصريين، والناس لم تعد لديهم قدرة الاستمرار
في تلقي الأوامر وتنفيذها دون أن تكون فاهمة أو حاصلة على حقها».
المخرج توفيق صالح أحد مؤسسي جماعة «حرافيش الأديب نجيب محفوظ» وصديقه
عمره المقرب، له رؤية مختلفة، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «الفن في مصر سيتقدم
ويبحث في بدائل غير موجودة في السينما المصرية وذلك على المدى البعيد، لأن
من ينتجون أفلاما ليست لديهم أموال حاليا». وعن تأثير وجود الإسلاميين في
الحقل وتأثيره على التراجع في الفن المصري، قال إن «التلفزيون المصري يعرض
أعمالا حاليا، أنا شخصيا أعتبرها حراما، وسيدخل الإسلاميون لعبة الإنتاج،
ولكنهم يحتاجون لدراسة من يقومون بالعمل ما دام أنهم يقومون بأعمال مختلفة
عن التقاليد المصرية في اللغة السينمائية، علما بأن (الإخوان) قدموا في
الماضي البعيد فيلم (بلال بن رباح مؤذن الرسول) الذي قام ببطولته الفنان
المصري يحيى شاهين ونجح الفيلم.. يعني هم قادرون على النجاح، ولكنهم لن
يقودوا السينما؛ بل سيجدون من يعمل معهم من أجل أموالهم. والصدام المتوقع
في مصر حاليا ليس مع المنتجين؛ بل إنه بدأ بالفعل مع المخرجين لأن الدولة
وعدتهم أن تعطيهم إعانات ولكنها لا تملك الأموال، بينما يمتلك (الإخوان)
الفلوس. وبالنسبة لحرية الإبداع، لا أخشى عليها في زمن الإسلاميين في ظل
إمكانية التحايل على طريقة الكتابة وتقديم العمل دون صدام معهم. ولكن
بالنسبة للأفلام العارية والاستعراضية، ستتوقف ليس بقانون رقابة وإنما من
الشعب نفسه، لأنه هو الذي يرفضه بعد أن أصبح يفكر في أسلوب مختلف عما كان.
ومع ذلك، فإن خريطة الفن المصري مستقبلا لن تتغير كثيرا، ولو كان صديق عمري
نجيب محفوظ موجودا بيننا الآن للعب دورا كبيرا في اتجاه حرية الرأي، فنجيب
كان مبدعا كبيرا، وأول شخص كتب نقدا عنه كان القيادي الإخواني سيد قطب».
وقال صالح: «أتوقع أن يتراجع الإسلاميون سريعا في مصر، إلا لو ساعدتهم
البلاد العربية بالمال فإنهم سيستمرون».
الأديبة والكاتبة الصحافية سكينة فؤاد مستشار الرئيس المصري للشؤون
الثقافية سابقا، قالت لـ«الشرق الأوسط»: «المبدعون ومن يقدمون الفنون هم
منحة من الله، لأنني كمبدعة لن أبدع لولا أن منحني الله إياها، فالفنون سمو
بالروح وتكشف أجمل ما في الإنسان، ونحن هنا لا نتكلم عن الإسفاف، لأنه ليس
فنا؛ بل نقصد الفنون الراقية التي ترتقي بالإنسان. ولكن للأسف هناك من يرفض
الفنون بسبب مفاهيم خاطئة لا تدرك ولا تستبطن الأبعاد الجميلة والمعاني
الإنسانية للفن، وهؤلاء؛ أصحاب الرؤى المخالفة، هم بالطبع خطر على الفن.
وكثير من الإساءات تحدث للإسلام من تطرف وممارسات خاطئة لهم لأنها فكر بشري
لا علاقة له بالقيم الإسلامية العظيمة؛ بل تسهم في تشويه الإسلام بإلحاق
تلك الرؤى القاصرة به.. إن الأمر ليس هينا، ويحتاج إلى وقفة صلبة من
المبدعين لمنع اجتياح هذا الفكر، وتنوير الفكر المحروم من النور وتبصيره
بالمخاطر المحدقة به.. وسنمر بمشكلات كثيرة، لكن ما أؤمن به حضارة وفن
وإبداع وتجليات أكثر من 7000 سنة كان أهم جواهرها البحث عن الخالق، فنحن
أمة إيمانية في تكوينها، وهذا لم يتعارض مع الإبداع، بل كان إيمانها دائما
دافعا لهذا الإبداع عبر التاريخ، وبالتالي إقامة التناقض بينهما خطير جدا،
وهو ما لم نره بهذا القدر الذي نراه حاليا».
الناقد الفني والمؤرخ السينمائي سمير فريد قال لـ«الشرق الأوسط»:
«إنهم يتعاملون مع الفن على أنه وظيفة، ولا يعرفون أن الفن إبداع، وليس له
علاقة بالإرشادات الدعائية المباشرة الموجهة، وما يفعلونه ليس فنا، ولكن لا
شك أنهم وهم في السلطة سيؤثرون بالتأكيد على الفن لينتهي وليس مجرد تغييره،
ليأخذ ذلك الجانب الإرشادي على طريقة الدول الشيوعية والشمولية التي تسخر
الفن للتوجيه. وسيحدث صدام مع المبدعين الحقيقيين، لكنهم في الوقت نفسه
سيجدون كثيرا من الذين يقبلون التعاون معهم. وبقدر استمرارهم في السياسة
ستستمر هذه المخاوف». ويؤكد فريد أن تأثير التيارات الإسلامية سيظهر بسرعة
جدا، مشيرا إلى أنه «ظهرت بالفعل (شركة الإخوان المسلمين للإنتاج السينمائي
والمسرحي)».
الكاتبة الصحافية والمؤلفة والطبيبة الدكتورة لميس جابر، بادرت ساخرة
بسؤال استهجاني قائلة: «هو فيه مستقبل لمصر أصلا؟»، وقالت لـ«الشرق
الأوسط»: «هذا النظام الحالي لن يعيش، وإذا عاش، فلن تستمر مصر، وستسقط
ويسقط معها الفن. ففي ظل الإسلاميين و(الإخوان) لن نرى فنا، لأنهم لا
يجيدون الإدارة، بدليل ما تردد عن قيامهم ببيع مبني التلفزيون المصري
التاريخي العريق لقطر رغم أنه أقدم مبني إعلامي في الشرق الأوسط والمنطقة
العربية وذلك بحجة عدم وجود أموال. فللأسف الشديد، لم تعد هناك أركان دولة
من الأساس حتى نستطيع أن نتكلم عن مستقبل الفن فيها!! وأعتقد أن الإسلاميين
سيسقطون، ولو قدر لهم أن يتحكموا، فلن يستطيعوا لأنهم يعيشون خارج الزمن،
وهم يحاولون الآن تقليد ما كان يحدث عام 1952، متناسين أن الأوضاع اختلفت
وأن قمع الحريات والرأي في الماضي كان يحدث في ظل وجود إذاعة و3 صحف قومية
فقط، أما اليوم فالسموات المفتوحة جعلت الواقع مختلفا تماما، ولا يمكن أن
يمارسوا هذا القمع حاليا. ولو استطاعوا السيطرة على تلفزيون مصر، فلن
يستطيعوا فرض سيطرتهم على القنوات الخاصة التي يطلقون عليها (القنوات
الفاسدة)، التي سيشاهد العالم الفن المصري من خلالها، وحتى لو أغلقوها هي
أيضا، فهناك الإنترنت.. يعني باختصار لن يستطيع أحد وقف أو تغيير الفن
المصري».
إلى ذلك، قال الفنان أشرف عبد الغفور نقيب الممثلين المصريين لـ«الشرق
الأوسط»: «سوء الأوضاع الذي نمر به، جعلنا نخجل من الحديث عن مخاوفنا على
الفن المصري في هذا الموقف الخطير الذي أصبح خوفنا فيه على البلد والوطن هو
الخوف الأكبر والمسيطر علينا بشكل يجعلنا نحن الفنانين لا نسمح لأنفسنا بأن
نتحدث في قضية مهنية، لأن هم البلد أخطر وأعظم في ظل ضبابية الأوضاع
والقوانين وحالة الغموض والانفلات الأمني التي نعيشها، وهى أمور تنعكس كلها
في الوقت ذاته على أحوال الفن، فنحن نعيش في حالة تخبط منذ يوم 12 فبراير
(شباط) 2011 حتى الآن، ومنذ ذلك الوقت ومصر تشهد مآسي متتالية واتجاهات
مضادة. صحيح نحن نعلم جيدا وقرأنا أن الثورات تتبعها حالات عدم استقرار
وفترات انتقالية، وهذا يمكن تحمله لو كنا نسير في الاتجاه الصحيح، ولكن
المشكلة عندنا أننا نسير في اتجاهات مضادة وخاطئة ولا نعلم إلى أين نذهب.
وأنا لا أدين أحدا؛ إنما الجميع على كل المستويات مسؤولون عما يحدث بمن
فيهم القوى الثورية والسياسية والوطنية».
وقال عبد الغفور إن «مصر لم تشهد هذه الحالة في التاريخ المعاصر،
وفترة الستينات التي شهدت بعض حالات التضييق على الإبداع تختلف عن العصر
الحالي، لأنه كان هناك حلم كبير كنا جميعا نحاول تحقيقه، وكان الفن مرآة
تعكس ذلك الحلم في مختلف الأعمال الفنية، لكن ما هو الحلم الذي نلتف حوله
الآن؟!! للأسف لا شيء. فلا يوجد مشروع ولا رؤية، والفن لا بد أن يعكس
الأوضاع، فماذا سيعكس الفن في الفترة الحالية؟! ولو عكس الفن ما يحدث في
الشارع المصري بما فيه من فوضى وانفلات وتخبط لظلم المصريين، لأن مصر التي
نعرفها ليست بهذا الشكل. وفي ظل هذا الواقع، لا يمكننا توقع أو استشراف أي
مستقبل للفن المصري وتوجهاته، لأننا أصبحنا نعيش حياتنا ساعة بساعة، خاصة
أن السياحة والفن هما أكثر القطاعات تأثرا وتضررا من هذه الأوضاع».
وقال نقيب الفنانين المصريين إن سوء الإدارة هو السبب، «لأن أساس نجاح
أي مشروع هو الإدارة الجيدة، والنفس البشرية فيها إيجابيات وسلبيات، و(من
أمن العقوبة أساء الأدب)، ومن ثم، كان لا بد على الإدارة التي تولت البلاد
وتعي جيدا سمات هذا الشعب ومعاناته أن تعي أيضا ما سوف يجرى وتتقيه، لأن
الوقاية خير من العلاج. فأنا أول نقيب بعد (ثورة يناير) وما كنا نحلم أبدا
أن يصادفنا هذا الوقع المرير، ونحن لدينا طموحات في التغيير للأفضل، ولكن
للأسف كل شيء وارد في ظل هذا الواقع بما في ذلك التأثير السلبي على الفن
والفنانين».
* المسرح النظيف
* وإذا كان هذا هو رأي الفنانين المصريين، فلا بد أن نعرف رأى الطرف
الآخر، لذا توجهنا بالسؤال للمؤلف والكاتب علي الغريب عضو جماعة الإخوان
المسلمين رئيس مجلس إدارة «الجمعية المصرية لتنمية المسرح» مدير فرقة
«يناير تياترو» المسرحية التي ظهرت مؤخرا، فقال لـ«الشرق الأوسط»: «صحيح
أنا (إخواني)، ولكن الجمعية والفرقة لا تعبران عن جماعة الإخوان المسلمين،
ونحن نختلف عن الفرق المسرحية الأخرى في أننا ننطلق وفق رؤية الإسلام
للإنسان والكون والحياة، دون محاذير ولا رقابة، ونرفع شعار (متعة الفن
وروعة القيم)، ونتفق مع كل الفنانين الآخرين في أننا نحترم الأشكال
والتقاليد الفنية المتعارف عليها منذ أرسطو وحتى يومنا هذا. والفن ليس
غريبا عن (الإخوان)، فهم يمارسونه منذ بدايات القرن الماضي، وقاموا بتأسيس
(فرقة عبد الرحمن البنا) – أحد أشقاء الشيخ حسن البنا – عام 1934 وكان لها
إسهام كبير بالمسرح العربي كله وليس الإسلامي. وفي الوقت الذي لم يكن نضج
فيه المسرح بشكل كبير آنذاك، كان (الإخوان) يقدمون أعمالا مسرحية على مستوى
عال؛ منها: مسرحيات «غزوة بدر» و«صلاح الدين الأيوبي» و«جميل وبثينة».
ولكنهم توقفوا عندما حدثت خصومة مع الأنظمة السابقة حيث تقلص عملهم بشكل
عام بما في ذلك النشاط الفني والثقافي». وعن الدور المحتمل للإسلاميين في
تغيير ملامح خارطة الفن المصرية، قال الغريب إن «الاختلاف الوحيد الذي
سيحدث هو تزايد مساحة الحرية للجميع وليس للإسلاميين وحدهم، وسيأتي
الإسلاميون بشكل جديد يحظى بقبول يتضمن طرح رؤية جديدة مختلفة عن الطرح
الذي عشنا عليه لسنوات طويلة ويتركز على مساحة واحدة، بينما يركز الطرح
الجديد على التراث الحضاري والعربي الذي، للأسف الشديد، لم يمسه المثقف
والفنان الحالي لأنه كان منقطعا عن حضارته أو حتى كان يستحى أن يجاهر بما
يتوافق مع تراثه العربي. وأتوقع أن تكون المنافسة طيبة، وأنا متفائل،
وسنعود للذات المصرية العربية الإسلامية. وعلى المتخوف من الإسلاميين أن
يختبر الواقع بنفسه ويمد يده لنا نحن الإسلاميين وأن لا يحكم علينا من واقع
انطباعات وصور ذهنية مغلوطة أربأ بهم أن يقعوا فيها، ولو حدث ذلك، فسيكون
إما متحاملا أو مخطئا لا يعلم، وهذا أمر يعيب المثقف».
* رقابة الشارع!
* إذا كان الأمر كذلك في رأى الفنانين والنقاد والكتاب، فماذا عن جهاز
الرقابة على المصنفات الفنية في مصر، وهل تشهد الفترة المقبلة دورا أكبر له
في التضييق على الفنانين المصريين بناء على قوانين يتم إقرارها من قبل
الأغلبية الإسلامية في البرلمان المصري؟ أسئلة طرحناها على الدكتور عبد
الستار فتحي رئيس الرقابة على المصنفات الفنية بمصر الذي قال لـ«الشرق
الأوسط»: «في إطار الوضع الحالي، فإننا بصفتنا جهازا رقابيا لم يصلنا أي
تأثير للنظام الحاكم ولا لأي نظام سابق، لأننا ليس لنا علاقة بالنظام
السياسي فنحن (نشتغل فن)، ونحترم كل الاتجاهات، ولدينا قوانيننا الخاصة
التي نسعى أيضا لتطويرها من الداخل دونما أي تأثير للتيارات السياسية
المحيطة. وأعتقد أن الإسلاميين لم ينتبهوا إلينا بعد ونتمنى أن يظلوا
كذلك!! وكنت أتمنى أن تكون هذه الفترة التي أعقبت صدور الدستور وحتى ترجمته
في صورة قوانين.. كنت أتمني أن تكون هناك ورقة عمل منظمة للأمر. فنحن لدينا
قوانين ظالمة ونسعى لتغييرها وتطويرها، وهو ما يضطرني للعمل بروح القانون.
وأنا بصفتي سيناريست بالأساس قبل أن أكون رئيسا لجهاز الرقابة، أتمني إلغاء
كلمة (رقابة) ليحل محلها اسم (الإدارة المركزية للمتابعة) مثلا، لأن كلمة
رقابة خانقة لكل مبدع ومؤذية سيكولوجيا لأي نفس بشرية. والتطوير الذي نبغيه
في اتجاه التوسيع وليس التضييق، بحيث تكون الرقابة الأكبر للشارع. وعندما
توليت مسؤوليتي مؤخرا طلبت أن تعرض علي جميع الأعمال الفنية المعطلة، وقمت
بإجازتها بالفعل، فأنا إن لم أترك أثرا في هذا المجال لصالح الفن والفنانين
وتعرضت لأي صدام، فسأنجو بشخصي نحو عملي كمبدع، لأنه لا بد أن نهتم بالفن،
والسينما تحديدا، بعد أن تقلص الإنتاج من 800 فيلم سنويا إلى 8 أفلام، وهى
كارثة كبرى!».
* لا تراجع
* الفنانة رانيا فريد شوقى صرحت لـ«الشرق الأوسط» قائلة: أنا متفائلة
جدا ولست قلقة على الإطلاق فنحن نعمل بصورة طبيعية ولا يتدخل أحد في عملنا
بغض النظر عن المهاترات التي حدثت مع فنانات مثل إلهام شاهين وغيرها لكنها
مجرد أحداث فردية والمشكلة الوحيدة التي تؤثر على الفن حاليا هي الأزمة
الاقتصادية التي تؤثر على المنظومة الفنية والاقتصادية ككل وهو ما أدى إلى
حالة الركود التي نعاني منها في المجال الفني. ولكن بالنسبة للموضوعات
وتوجهات الأعمال الفنية فلا تراجع فيها ولا يوجد أي تأثير للتيارات
الإسلامية لأن الفن ليس من أهدافهم حاليا فهم مشغولون الآن بالتمكين
والسيطرة على كل الدولة على أساس أن يفكروا فيما بعد في الفن لكنهم لن
يستطيعوا لأنهم لن يستمروا في الحكم وغدا لناظره قريب وأرى أن الدراما
الربانية تسير في اتجاه متصاعد وهي حكمة من ربنا أن يأتوا للحكم ويفشلوا،
ثم يمحون من التاريخ لأنهم انكشفوا.
فنحن شعب طيب جدا لكن عندما يفيض به فإنه لا يسكت وطالما ظل القضاء
المصري بخير ظلت مصر وفنانوها بخير ولو وقع وقعت مصر كلها فالقضاء هو الذي
يضبط رمانة الميزان.
أما الفنانة التونسية الشابة والمتألقة في مصر حاليا فريال يوسف فقد
أعربت عن بعض القلق من المشاكل الأمنية أكثر من خوفها من تأثير الإسلاميين
على الفن وقالت لـ«الشرق الأوسط» يحزنني ما أشعر به من أن مصر أصابتها حالة
من الاكتئاب أثرت بالسلب على صناعة الفن التي أتمنى ككل فنان أن تكون
منتعشة لكن الظروف صعبة وأخشى من المستقبل لأنه «مفيش حاجة مضمونة» وكل شيء
وارد فيما يتعلق بالمنعطف الذي يمر به الفن المصري حاليا في ظل تأثير
التيارات الإسلامية لكن على العموم اعتدنا كفنانين على وجود الرقابة من
زمان واعتدنا وجود المحظورات ومع ذلك كانت هناك موضوعات شائكة تطرح لكني لا
أستطيع تحديد مدى هذا المحظور وتأثيره على الفن في ظل سيطرة الإسلاميين.
إلا أنني رغم ذلك متفائلة لأن الفن له أجنحة ولا يمكن حبسه في قفص كما أن
صناعة الفن في مصر لها رجالها الذين لن يسكتوا أو يرضخوا للأمور غير
المقبولة وغير العقلانية.
مسرحية «كيوريوس انسيدنت» تحصد 7 «جوائز أوليفيير»
هيلين ميرين تتوج للمرة الرابعة في تجسيدها شخصية ملكة
بريطانيا
لندن: «الشرق الأوسط»
توجت الممثلة البريطانية الشهيرة هيلين ميرين للمرة الرابعة كأفضل
ممثلة عن دورها في تجسيد الملكة إليزابيث الثانية، لكن هذه المرة بجائزة
أوليفيير المسرحية. حفل توزيع جوائز أوليفيير للأعمال المسرحية نظم مساء
الأحد في دار الأوبرا بوسط لندن وحصلت خلاله مسرحية «كيوريوس انسيدنت» التي
تتناول قصة طفل يعاني من مرض التوحد على 7 جوائز تحمل اسم عملاق المسرح
البريطاني الراحل لورنس أوليفيير.
كتب الكثير من نقاد المسرح بإعجاب عن هيلين ميرين، 67 عاما، ودورها في
مسرحية «ذي اوديانس» (اللقاءات) الأسبوعية بين ملكة بريطانيا إليزابيث
الثانية ورؤساء وزراء بريطانيا والذي وصل عددهم إلى 12 منذ اعتلائها العرش
في بداية الخمسينات من القرن الماضي.
حصلت ميرين على جائزة الأوسكار وغولدن غلوب وبافتا عن دورها في تجسيد
الملكة إليزابيث الثانية في فيلم «ذي كوين» الذي أخرج عام 2006 وكتبه بيتر
مورغان، والذي كتب سيناريو المسرحية أيضا. وقالت ميرين عندما كرمتها مؤسسة
«البافتا» هذا الشهر على دعمها للأعمال الثقافية في التلفزيون والمسرح إن
الملكة تستحق أن تكرم بجائزة أوليفيير. جوائز أوليفيير البريطانية توازي
جوائز «توني» التي تمنحها المؤسسة الأميركية عن الأعمال المسرحية (برودوي
في نيويورك) في الولايات المتحدة.
الملكة إليزابيث الثانية، 87 عاما، أظهرت دعمها للفنون في بريطانيا
بشكل عام عندما اشتركت العام الماضي «كفتاة بوند» مع دانيال كريغ الممثل
الذي يجسد دور العميل (007) في أفلام جيمس بوند الجاسوسية وذلك خلال افتتاح
دورة الألعاب الأولمبية. وقالت ميرين خلال تسلمها جائزة أوليفيير من زميلها
الممثل دانيال رادكليف (هاري بوتر) «أشعر أن الناس يتجاوبون معها (أي
الملكة الحقيقية) في كل مرة أجسد دورها».
وأضافت ميرين التي رشحت لجائزة أوليفيير للمسرح 3 مرات سابقا «أشعر
أنني فقط أمشي على الهامش عندما يتجاوب الناس معها. إنهم يعبرون عن حبهم
واحترامهم لها».
وتنافست ميرين على جائزة أفضل ممثلة مع هاتي مورهان في مسرحية «بيت
الروس» وبيلي بايبر في مسرحية «التأثير» وكريستين سكوت توماس عن مسرحية
«سنين مضت». أما الممثل البريطاني ريتشارد مكابي، الذي جسد دور رئيس
الوزراء هارولد ويلسون، أمام ميرين في نفس المسرحية فقد حصل على جائزة أفضل
ممثل في دور ثانوي.
أما أكثر الرابحين في حفل جوائز أوليفيير الـ37 مساء أول من أمس فقد
كانت مسرحية «كيوريوس انسيدنت» التي عرضت أولا على المسرح الوطني في لندن
قبل أن تنتقل إلى وسط لندن، أي منطقة المسارح، هذا العام.
المسرحية المأخوذة من رواية الكاتب مارك هادون التي كتبت عام 2003
وبيع منها أكثر من مليوني نسخة في بريطانيا، حصلت على عدد من الجوائز يساوي
تلك التي حصلت عليها العام الماضي المسرحية الموسيقية «ماتيلدا». وحصلت
المسرحية على جائزة أفضل عمل مسرحي، وحصل الممثل الشاب لوك تريداوي على
جائزة أفضل ممثل عن دوره كمراهق عمره 15 عاما، النابغ في الرياضيات لكنه
يعاني من ملازمة التوحد، والذي يحاول حل لغز مقتل كلب جيرانهم. أما الممثلة
نيكولا وولكر والدة الطفل في المسرحية فحصلت على جائزة أفضل ممثلة في دور
مساعد. كما حصلت ماريان اليوت على جائزة أفضل مخرجة لمسرحية «كيوريوس
انسيدنت».
الشرق الأوسط في
30/04/2013 |