على وجهة ترتسم ابتسامة خفيفة تمحوللحظات علامات الدهر، وفي عينيه
بريق، أما النكتة فتكاد تلون ذكريات كثيرة في حياته، وهوصاحب الرصيد الكبير
من الأعمال الفنية (سينما ومسرح وتلفزيون) يمتد إلى خمسة وأربعين عاماً،
منذ ظهوره في أول دور رئيسي في فيلم الكوميديا السوداء “الخريج” في ،1967
الذي ترشح عنه لجائزة الأوسكار حين اختاره المخرج مايك نيكولز . في تلك
الآونة كان داستن هوفمان مجهولاً في عالم الفن على المستوى العالمي، قبل أن
يصبح من أشهر النجوم وعلى استعداد تام للمغامرة، لذا يعود إلى الإخراج بعد
أكثر من ثلاثين عاماً على إخراجه فيلم “خريج السجون”، ليقدم اليوم فيلم
“الرباعية” حيث يتابع أربعة من مغني الأوبرا السابقين . داستن هوفمان في
الخامسة والسبعين من عمره، وعلى الرغم من أنه لم يعد يظهر في أعلى الملصقات
فإنه لم يعلن التقاعد بعد، وفيلم “الرباعية” الذي أخرجه خير دليل على ذلك .
وفي هذه السطور ما قاله هوفمان عن هذه التجربة لمجلة “إكسبرس” الفرنسية من
خلال المقابلة التي أجريت معه في لوس أنجلوس .
·
“الرباعية” فيلم يستحضر الشيخوخة، وخصوصاً شيخوخة الفنانين الذين مازالوا
يحلمون بمهنتهم، فهل لأجل هذا السبب قمت بإخراج الفيلم؟
- نعم، وأنا أدرك تماماً القيود التي يفرضها العمر على مسيرتي الفنية أوعلى
بعض الممثلين المشاركين في هذا الفيلم مثل ماغي سميث وتوم كورتيناي، وعلينا
أن ندرك أننا وصلنا إلى اللحظة التي لم يعد فيها بمقدورنا الحصول على
الأدوار القيادية، خاصة أنه لم يعد لدينا سلاح فتاك كأيام الشباب، وهذا أمر
لا يزعجني في حد ذاته ولذا قلت للزملاء الممثلين: نحن جميعاً في القارب
نفسه، وعلينا أن نقبل بما نشعر به عندما نشاهد فيلماً نود جميعاً تمثيل
الدور الرئيس فيه، مع العلم أن شخصاً أربعينياً يقوم بالدور، فضلاً عن ذلك
أعدّ هذا العمل تكريماً للفنانين المشاركين فيه .
·
“الرباعية” يضعنا في جوالموسيقا، والمعروف أنك كنت تحلم وأنت في سن
المراهقة أن تكون موسيقياً، فهل هذا حنين لتلك الفترة؟
- نعم، على الأرجح، وأنا أشعر بالأسى لذلك، فقد نشأت على دراسة الموسيقا
الكلاسيكية لأن والديّ كانا يحلمان بأن يشاهداني أعزف الموسيقا في قاعة
كارنيغي، وذات يوم عاد أخي الذي كان يكبرني بسبع سنوات من الحرب الكورية مع
بعض الأسطوانات لفنان مجهول يسمى ديف بروبيك، ومنذ تلك اللحظة تغير كل شيء
بالنسبة لي، وأردت بأي وسيلة أن أعزف موسيقا الجاز ما لم يعجب والديّ
أبداً، وفي تلك الآونة انضممت إلى ثلاثي الجاز في المدرسة الثانوية، لكنني
كنت الأسوأ بينهم، وأعتقد أن إخراج فيلم “الرباعية” قد أحيا في نفسي ما لم
أتمكن من تحقيقه في حياتي، والآن أريد أن أعود إلى البيانو .
·
كيف غدا الشاب الذي كان يحلم أن
يكون موسيقياً ممثلاً؟
- كنت طالباً سيئاً للغاية، والمكان الوحيد الذي تم قبولي فيه هومدرسة في
سانتا مونيكا، وقيل لي إنه بتسجيلي في صفوف المسرح يمكنني أن أحصل على
درجات جيدة . والغريب أنه حدث شيء مدهش، فلقد مثلت مشهداً من مسرحية
“الوحوش الزجاجية” لتينيسي وليامز مع طالبة، وقبل أن أستوعب ما حدث لي مر
اليوم بسرعة كبيرة، فأنا الذي كنت غير قادر أبداً على التركيز، أمضيت ست
ساعات وأنا أمثل! لذلك تابعت في هذا المجال دون التفكير أبداً بأنه يمكنني
تحقيق النجاح، بل ذهبت إلى نيويورك لأفشل كل مشاريع والدي وأحلامهما .
·
هبطت عليك الشهرة مرة واحدة بعد
الإعلان عن فوزك بالأوسكار عن فيلم “الخريج” في أواخر ،1970 إلى درجة أن
جميع الأفلام التي مثلتها أصبحت تقريباً من الكلاسيكيات مثل “كاوبوي منتصف
الليل”، “الرجل الكبير الصغير”، “رجال الرئيس” وغيرها، فكيف عشت تلك
اللحظات؟
- حقاً؟ الشيء الوحيد الذي أحدث به نفسي اليوم هو: لماذا توقف كل هذا؟ فقد
كان سيناريو”الخريج” ممتازاً وبعد نجاح الفيلم، عرضت علي أفضل السيناريوهات
وأستطيع أن أقول لكم إن معظمها لم تكن أفضل منه، والحقيقة كنت متطلباً،
خاصة أن رداءة السيناريوهات مقارنة مع ما قرأت من مسرحيات صدمتني، وبما
أنني كنت مطلوباً للغاية، فقد كنت أتحكم بالاختيارات .
·
هل كان لديك المزيد من التقدير
للمسرح؟
- بالأصل جئت من المسرح مثل معظم الممثلين في ذلك الوقت، وكنت قريباً جداً
من جين هاكمان، وروبرت دوفال، والمهم بالنسبة لنا كان الوصول ولكن ليس
بالمعنى الحديث للمصطلح، فاليوم “الوصول” يعني أن تصبح من الأثرياء
والمشاهير، أما بالنسبة لنا، فكان يتمثل في كسب لقمة عيشنا من التمثيل. لقد
ناضلت لعشر سنوات على المسرح، وبعد ذلك مررت باختبار فيلم “الخريج” وقد طلب
مني الاستوديوالتوقيع على عقد يقول: “إذا نجحت فستمثل ثلاثة أفلام مع
المخرج مايك نيكولز” فقلت له: “أبداً! لا أحد يمكنه أن يقول لي ما يجب علي
أن أقوم به، والمال يهمني”! وعندها انتقدتني الصحافة واعتقدت أن حياتي
المهنية انتهت، ولذا عدت إلى نيويورك للبحث عن أدوار، ثم ظهر فيلم “كاوبوي
منتصف الليل” وهكذا . .
·
إنه فيلم عظيم . .
- أذكر أن المخرج جون شليزنغر كان يسخر من التصوير مع النجوم ولم يكن
يريدني، وبناء على طلبي، أقنعه وكيل أعمالي بمقابلتي في الكافتيريا التي
نراها في الفيلم . ذهبت إلى الموعد غير حليق الذقن، وكنت أرتدي ثياباً رثة،
وبعد بضع كلمات بيننا، نظر جون إلى الحشد من حوله، وقال: أعتقد أن الأمر
يسير على مايرام “وبهذه الطريقة حصلت على الدور .
·
منذ عام 2000 ، أصبحت تميل إلى
أدوار “البرستيج” الثانية أوالأفلام الصغيرة القوية، فهل هذا التغيير
متعمد؟
- لا ليس متعمداً، فبعد ظهوري في فيلمين أوثلاثة لم أكن سعيداً جداً، وقررت
أن أتحول للعمل في مشاريعي الخاصة، ومرت أربع سنوات ووافقت فقط أن أحل محل
جاك نيكلسون في فيلم “جان دارك” ل لوك بيسون لمدة أسبوع من العمل وبأجر
جيد، وهنا يجب أن نتذكر هذا الدرس: فحتى لوكنت نجماً كبيراً، عندما تهبط عن
المستوى المعتاد لبعض الوقت، سريعاً ما تصبح طي النسيان في هوليوود، لذا
وجدت نفسي ألعب الأدوار الثانية، وأنا أعتقد أن الحصول على عمل ليس سهلاً،
وهذا هوأحد الجوانب المهمة التي أردت أن أعالجها في فيلم “الرباعية”، إذ
كيف يصبح أحدنا في سن معينة وكأنه لم يكن، بغض النظر عن موهبته؟
·
لكنك لم تزل تتحلى بروح الدعابة،
فهل هذا مهم بالنسبة لك؟
- ماذا يمكنك أن تفعل إلا أن تضحك؟ لقد قال لي ميل بروكس إنه كان يطلب
أثناء الاستماع إلى اختبارات التمثيل، ممثلين يروون له قصصاً مضحكة، وذات
يوم سئلت: “هل تفكر في الموت؟” فقلت: “نعم كل يوم لكنني أفضّل أن أفكر بأمر
يفرحني ثم بالموت؟”، وأنا أعتقد أن النكتة هي وسيلة دفاعية فعالة ضد مشاكل
كثيرة في الحياة .
الخليج الإماراتية في
11/05/2013
خلطة باسم يوسف لم تنقذ «تتح»
كتب : طارق مرسي
يبدو أن عام 2013 هو عام سقوط نجوم الكوميديا.. فبعد أيام قليلة من
السقوط الكبير لأحمد مكى فى فيلمه «سمير أبوالنيل»، يتداخل معه فى المشهد
النجم الذى هوى «محمد سعد» بفيلمه «تتح» فى ثانى تجربة على «التوالى» يكشف
فيها فساد أفلامه وفقدانه التركيز والاتزان رغم قدراته الكوميدية العريضة
وجماهيرته الضخمة.
سعد الشهير «باللمبى» يدفع للمرة الثانية فاتورة الاستعجال بعد تجربة
«تك بوم» الذى قدمه بعد الثورة ولم يضف لمشواره الكوميدى فى فيلم يفتقد
العمق والمنطق،ولا يرضى طموح جماهيره التى بدأت بالانصراف عنه فى شباك
التذاكر.
فى فيلم «تتح» يقدم سعد فاصلا من الأداء الهزيل وغير المدروس يعكس
اهتزاز عرشه وعدم احترامه وتقديره للجمهور الكبير الذى أعلنه نجما من
الطراز السوبر، وبالتالى يحقق بنبؤة خبراء السينما بأنه مجرد «ظاهرة»
كوميدية لها عمر افتراضى ومدة صلاحية، ترتكز على «كاركتر» واحد.. سعد فى
«تتح» تمسح فى كل ما هو متاح.. فى التجربة «اللمباوية» وقدم أحد أشكالها
المستهلكة فى دور شاب غير متزن ومعوق ذهنيا وعقليا يتحول إلى مليونير بقدرة
وعبقرية كاتبا الفيلم أو «الاستاند كوميدى» الذى قدماه إن جاز التعبير فى
أحداث ملفقة ومشاهد مختلقة «وإفيهات» مستهلكة وفقيرة.
فأحداث الفيلم المفككة تدور حول «تتح» المصاب بباقة من العاهات الذى
يعمل ويعول ابن شقيقته الطالب «عمر مصطفى متولى» ويستسلم نتيجة بلاهته
لطمع صاحب الشقة التى يسكن بها «سيد رجب» ويحاول اقتناصها منه لتجهيزها
لابنته فلة «مروى» بينما يتعاطف جاره «فكرى» «سامى مغاورى» الذى يواجه
عقوبة السجن لاتهامه بممارسة الشذوذ بعد اعترافه له باسمه الحقيقى «سلطان
الدهشورى» ونشاطه فى البورصة نتيجة تعاملاته مع الأمراء العرب وأنه يملك
ثروة موجودة كوديعة فى أحد البنوك وأن رقم الحساب لا يعرفه سوى أميرة أو
دوللى شاهين ابنة شريكه ومعها تفاصيل الثروة ويبلغه بضرورة الوصول إليها..
ويكتشف «تتح» أنه كان على اتصال بها من خلال الشات عبر الإنترنت عندما يذهب
شقة «مغاورى» ولكنها تعانى من مطاردة الطامعين فى الثروة من أسرتها
ومحاولتهم الوصول إليها قبل أن يحصل عليها «مغاورى».. لكنه وعده بالحصول
على 2 مليون جنيه منها فى حالة الوصول إلى الوديعة التى تبلغ 7 ملايين جنيه.
يحاول «تتح» المتخلف عقليا من خلال مواقف كوميدية ساذجة الوصول إلى
أميرة التى تعانى من حصار أفراد أسرتها وينجح فى الوصول إليها معتمدا على
رقم تليفون غير مكتمل يتبين بعدها أنه نفسه الرقم السرى لحساب الوديعة بعد
الالتجاء إلى إكمال الرقم الناقص فى التليفون للوصول إليها وبعد مفارقات
غريبة ومطاردات مفتعلة ينجح «تتح» فى الوصول إلى الثروة، ويتحول بالتالى
إلى «مليونير» يستثمر بها «سعد» بائع الصحف الفاشل فى مشروع إصدرات صحيفة
يومية وأسبوعية! سيناريو الفيلم مثله مثل الأعمال المسلوقة التى تحاول
القفز على أحداث الثورة وتوابعها وأزماتها قدمتها السينما.. ومن هنا لم يجد
سعد أو مؤلف الفيلم سوى الإسقاط السياسى لمجرد الإضحاك مثل اللجنة
التأسيسية لوضع الدستور وأزمة السولار والبنزين والخبز وغيرها من الأزمات
التى تملأ الشارع السياسى.. لعل أبرزها الاستغلال السينمائى لنجاح «باسم
يوسف» فى برنامجه الساخر، وخصوصا فى اللقطة التى عرضها فى إحدى الحلقات
لأحد المؤتمرات الانتخابية التى ضمت المرشد العام د. محمد بديع مع الرئيس
محمد مرسى وتداولتها مواقع التواصل الاجتماعى ويبدو فيها المرشد وهو يلقن
الرئيس مرسى جملة: قول «القصاص».. واستعان فيها الفيلم بنجم الكوميديا سمير
غانم كضيف شرف ومجسدا لشخصية المرشد بينما «تتح» هو الرئيس المنتخب!!
وبأسلوب سينمائى رخيص يستعرض الفيلم أزمات المجتمع المصرى بعد الثورة
مثل أزمة زواج القاصرات فى الريف وهى الإشكالية التى أشعلها أئمة الفتاوى
على القنوات الإسلامية وتبريرها شرعا وفقا لنصوص لا يعرفها أحد غيرهم..
ومعها ظلم «سعد» النجمة القاصر «منة عرفة» فى بداية دخول مرحلة جديدة لها.
«سعد» فى الفيلم لم يستحل أزمات المصريين فى خلق مواقف كوميدية والتسلق
على نجاح الآخرين فقط، بل وصل لحد إهانة رموز الغناء عندما ادعى وبدون مبرر
درامى أو كوميدى أو إبداعى أنه «تتح عبدالحليم حافظ» فى سقوط جديد ورخيص
ويبدو أنه سخرية من المطربة الشعبية التى حاول الفيلم استغلال شعبيتها
بأغنية «السلك لمس» التى قدمتها مع «تتح» والتى قدمت نفسها فجأة بأنها تمت
بصلة قرابة بالمطرب الأسطورى من جد خالها واستغلال صمت ورثة حليم فى الرد
عليها.
فى قائمة الإهانة والسخرية الرخيصة يتنازل نجم كوميدى بحجم «سمير
غانم» بتاريخه مقابل مشهد لا يضيف له بينما تمثل أعماله مدرسة مستقلة فى
الكوميديا فى نفس المصيدة وقعت «مروى» ودوللى شاهين ومعهم هياتم فى أدوار
لن تضيف لهن، بل تسحب من الشعبية التى تحظى بها كل منهن عن إمكانياتهن
الحقيقية، أما أخطر فصول الإهانة والتشويه فهو لجوء منتج الفيلم إلى التخلص
من فنانة بحجم رجاء الجداوى والاستغناء عن حضورها ودورها نهائيا فى نسخ دور
عرض الدرجة الثانية ترشيدا للنفقات والخسائر فى واقعة يجب عدم السكوت
عنها.. فرجاء الجداوى فى سينمات وسط البلد غير موجودة فى الفيلم وهذا ما
يلخص الحالة المتردية التى وصلت إليها السينما والأعمال المقدمة حاليا..
وتترجم حالة الطمع والاستغلال والتشويه.
محمد سعد فى مشهد الأحداث المفككة قال: «مصر ماشية بالبركة» ولا يعلم
أنها تلخص أيضا التجارب السينمائية المقدمة مؤخرا وأعماله الأخيرة أيضا
وعليه إعادة ترتيب أوراقه إن وجدت قبل أن يسقط السقوط الأخير.إذ لم يكن
«تتح» هو السقوط نفسه.
على أبوشادى:
رجال «العادلى» اتهمونى بقلب نظام مبارك!
كتب : شيماء سليم
مناصب عديدة وبصمات بالجملة تشهد على أنه ليس مجرد اسم عادى، فهذا
الرجل يعد من أهم الشخصيات التى ساندت السينما المصرية للخروج من كبوتها،
وتوسيع سقف الحرية والإبداع فيها.
على أبوشادى ترك - قبل عامين - كل مناصبه من رئاسة قطاع الإنتاج
الثقافى ورئيس لهيئة قصور الثقافة، وأمين عام المجلس الأعلى للثقافة ورئيس
الرقابة ورئيس المركز القومى للسينما ورئيس مهرجان الإسماعيلية الدولى
والمهرجان القومى ليتفرغ النقد السينمائى عشقه الأول.سيرة ومسيرة «أبوشادى»
القيادية والنقدية جعلته يتصدر مشهد المرشحين لحمل حقيبة وزارة الثقافة
وإنقاذها من الانهيار قبل أن تفاجئ الرئاسة الجميع بالوزير الجديد.المفاجأة
أن أبوشادى عندما سألناه عن الوزير الجديد قال: لا أعرفه وفوجئت به.
والآن جاءت لحظة تكريمه فى واحد من الفعاليات السينمائية التى استطاع
أن يحقق لها شأنا فى مصر. وهو المهرجان القومى للسينما الذى يقام لأول مرة
منذ عام 1998 بدون على أبوشادى رئيسا، ولكنه سيصعد على المسرح مكرما. وعن
هذا التكريم بدأ أبوشادى حديثه معنا قائلا:
-
من الأشياء التى أسعدتنى تولى سمير سيف رئاسة المهرجان لأننى
أقدر هذا الفنان وأحترمه جدا وأحبه على المستوى الشخصى، كما أعتبره أفضل
اختيار لتولى رئاسة المهرجان، لأنه لا خلاف عليه ويحظى باحترام الجميع.
وأنا متأكد من أنه سوف يحافظ على ما بنيته فى السنوات الماضية من شكل ونظام
للمهرجان.. وهو - مشكورا - قرر أن يتم تكريمى وأصر على ذلك.
·
∎
أثناء فترة عملك توليت العديد من المناصب فى نفس الوقت لدرجة أنك كنت فى
وقت من الأوقات رئيس نفسك، كيف ترى هذا الأمر الآن؟
-
الجميع يعلم أننى كنت أكلف بهذه المناصب ولم أسع إليها أبدا،
لقد كانت عبئا أكثر منها رفاهية ولولا أننى كنت أقوم بوضع نظام معين فى كل
مكان أتولى رئاسته لما استطعت على تحمل مسئولية هذه المناصب.. الآن أنظر
للأمر بشكل مختلف. ما حدث جاء على حساب عملى بالكتابة، صحيح أننى حققت
إنجازا وأعلم أن المصلحة العامة أهم من المجد الشخصى.. لكن فى النهاية
المناصب التى توليتها لم تكن برغبة منى، لكننى عملت بإخلاص قدر استطاعتى،
والآن أنا سعيد جدا لأننى تخلصت من هذا العبء وعدت للكتابة من جديد وأفضل
ما حدث لى أننى حققت صداقات كثيرة وزملائى الذين عملوا معى مازالوا
يتواصلون معى حتى الآن.
·
∎
وماذا عن العداءات التى سببتها لك هذه المناصب؟
-
ليس لدىّ أعداء، بل هناك خصومات مفتعلة من البعض، ومن اتهمنى
بأننى أتعاون مع بعض الأسماء وأساندها. يكون ردى عليه دائما بأن العمل
الفنى أكبر من على أبو شادى وأكبر من الرقابة. وأى فنان شجاع يقدم عملا
فنيا جيدا كنت أقف بجواره ولا أتردد أبدا فى مساعدته والدفاع عن عمله.. أما
عن الأزمات القليلة التى واجهتها مع بعض شباب السينمائيين كانت فى تصرفهم
المسبق دون الرجوع إلى، وهم لا يعلمون أننى كنت أحاول مساعدتهم لكنى كنت
ملتزما بقانون من شأنه أن يمرر جملا ولا يمرر نملة، فكنت طوال الوقت أحاول
التحايل لتمرير أعمال من الصعب إيجازها.
·
∎
البعض انتقد أنك من المنادين بالحرية فى الفن ومع ذلك ترأس جهازا يقف
بالمرصاد لهذه الحرية؟
-
أنا مقتنع تماما بما فعلته وسعيد به. ومن الداعمين لفكرة وضع
واحد من الداعمين للحرية على رأس هذا الجهاز. أعتقد أن هذا فى مصلحة العمل
الفنى وأفضل بكثير من تولى شخص عادى لا يهتم بدعم الحريات.
·
∎
أثناء توليك لرئاسة الرقابة فى النظام السابق اصطدمت بدولة أمنية، كيف
استطعت أن تتعامل معها؟
-
مؤكد أنها كانت فاشية أمنية حمقاء، لكن كان من الممكن التواصل
معها بالحوار، لأنها كانت تدعى حرصها على مصلحة الوطن، الآن فاشية أمنية لا
تقبل الحوار وتقوم بتكفير من يتحدث معها، ومصلحتها أهم من أى مصلحة أخرى
حتى مصلحة الوطن. وكانت دائما تقع بينى وبين النظام الأمنى المتشدد فى
السابق مشاجرات، كنت أفوز بها فى النهاية لأن النظام السابق كان يريد أن
يظهر كنظام مؤيد للحريات، وعلى الرغم من ذلك فقد تم إرسال تقرير لفاروق
حسنى سرى للغاية من مكتب حبيب العادلى يتهمنى فيه - كرئيس للرقابة - أننى
أوافق على أفلام «إثارية» بها تحريض على قلب نظام الحكم.. فأدائى لم يكن
على هواهم وكانوا يشتكون منى. ولكن فاروق حسنى لم يعبأ بذلك ولم يوجه لى أى
تعليمات وكان راضيا عما أفعله.. وبالنسبة لى كنت أساند دائما الأعمال التى
أجدها تستحق الدفاع عنها وأقوم بعمل مواءمات لتمريرها وأضع دائما أسبابا
للموافقة عليها. وأذكر أننى قلت مرة للواء أمن دولة - أثناء مناقشة فيلم «هى
فوضى» - أن الأفلام لا تفعل ثورات ولكن الثورات هى التى تصنع أفلاما..
ولكنه أصر أن أحذف مشهدا لوكيل النيابة والذى يمثل وزارة العدل فى الفيلم
وهو يضرب ضابط الشرطة الذى يمثل الداخلية فقبلت وحذفت المشهد من خمس نسخ
فقط وتركته فى باقى النسخ حتى أمرر الفيلم، والأفلام عامة بعد تنفيذها كنت
أجيزها حتى لو كانت هناك ملاحظات فى السيناريو إلا أننى كنت أقول لصناع
الفيلم افعلوا ما تريدون ولا تلتزموا بالملاحظات لأننا نضعها فقط لتمرير
السيناريو والتعامل مع النسخة المصورة له شأن آخر.
·
∎
واجهت أيضا أزمات من الشارع ومن بعض الجماعات الدينية وليس من الأمن فقط ؟
-
أقيمت ضدى دعوات قضائية كثيرة أحيانا من الجماعات الإسلامية
وأحيانا من مواطنين عاديين، فمثلا جمال حشمت كان السبب فى أزمة الروايات
التى تسببت فى إقالتى من منصبى فى هيئة قصور الثقافة. فالشارع كان صوته
أعلى من صوت الرقابة والأمر أصبح متناقضا مع التقدم التكنولوجى من فضائيات
وإنترنت، وهناك من يرفض الرقابة كشكل متخلف، وهناك من يريدون من الرقابة
مزيدا من التعنت. وهؤلاء هم من يحطمون التماثيل ويقولون على الآثار أصناما،
فالرقيب هو الشخص المراقب من كل الجهات.. فسلطة الشارع مسيطرة وخاصة الآن،
ولكن الرقابة ليس لها رؤية واضحة بالرغم من أن الظرف تساعدها. والحالة
الثورية من شأنها أن تمرر أى عمل إبداعى إلا أن هذا الموقف لم يستغل حتى
الآن.
·
∎
ما رأيك فى التغيرات العديدة التى حصلت فى منصب وزير الثقافة فى الفترة
السابقة والوزير الجديد فى التغيير الجديد؟
-
كل الوزراء الذين تولوا الوزارة فى الفترة السابقة جاءوا فى
ظروف سيئة، كلهم مخلصون فى عملهم وأنا أعرفهم جيدا فهم زملائى. ولكن من
الصعب على أى إنسان العمل فى ظل هذه الظروف المتردية، ووزارة الثقافة وزارة
صعبة وملتصقة بالشارع ولا يمكن تقييم أداء أحد بعيدا عن المرحلة التى
يتواجد بها، أما الوزير الجديد فأنا لا أعرفه وفوجئت بوجوده فى قائمة
التغيير.
·
∎
كونك ناقدا سينمائيا فى الأساس، هل ترى أن المشهد السينمائى الحالى يعبر عن
المرحلة التى تعيشها مصر؟
-
إطلاقا، السينما فن هلوع وخواف، لأنها صناعة وتجارة والظرف غير
مهيأ لا للتجار ولا للفنانين، والتجار يعملون فى حدود تضمن لهم أموالهم،
وهذا مختلف مثلا عن مرحلة ما بعد 67 مثلا لأن القطاع العام هو الذى كان
ينتج الأفلام السينمائية. والأفلام التى صنعت عن الثورة لم تعبر عنها لسبب
بسيط أن الثورة لم تكتمل بعد فكيف يظهر عنها فيلم مكتمل؟
مجلة روز اليوسف في
11/05/2013
الأيــدى الناعمـة وجـــزار السينما!
محمد رفعت
رغم أن الأديان كلها تشجع العمل اليدوى وتحترم صاحبه وتبشره بالجنة إن
هو أحسن عمله، وصدق فى تعامله مع الناس، فإن السينما المصرية لا تعترف بتلك
البديهية، ومعها بعض العذر.. فلقد تربينا على احتقار العمل اليدوى والتقليل
من شأنه، منذ كنا صغارا سواء فى البيت أو المدرسة. فإذا حصل الولد على
درجات ضعيفة فى مادة من المواد، قال له الأب.. انت مش نافع وبكره تطلع
ميكانيكى.. وإذا تقدم سباك أو حلاق أو نجار أو صاحب أى مهنة شريفة لبنت
متعلمة وأبوها موظف.. قالوا.. «الجوازة دى مش ممكن تتم.. مافيش تكافؤ
اجتماعى..» وإذا شاهدت مسلسلاً أو فيلما يتناول شخصية من تلك الشخصيات،
وجدتهم إما يبالغون فى إظهاره بمظهر صاحب الذوق الفاسد والطريقة غير
المهذبة فى الكلام والتعامل، وهذه هى الصورة الغالبة فى معظم أعمالنا
الفنية، وإما يبالغون فى إظهاره بمظهر المتحذلق، الذى يحمل الحقيبة
السامسونيت، ويعمل بالساعة وكأنه خبير مثمن أو طبيب جراح، وطبعا هذه صورة
كاريكاتيرية ساخرة، لا وجود لها فى الواقع، بالضبط كالصورة الأولى، فلا
الحرفى أو الصنايعى ظل مظهره كمظهر اللصوص وقطاع الطرق والشحاذين كما
يصورونه فى الأفلام، ولا هو يرتدى الملابس الفاخرة، ويضع السيجار فى فمه،
كما يصورونه فى أعمال أخرى.. وكثير من الحرفيين الآن حاصلون على شهادات
عليا ومتوسطة، وانضموا إلى سوق الأعمال اليدوية لأنهم لم يفلحوا فى الحصول
على وظيفة.
وليس الحرفيون فقط هم الذين تظلمهم السينما والتليفزيون والأعمال
الفنية.. فأولاد البلد، أو ما يصطلحون على تسميتهم بهذا الاسم، مظلومون
أيضا.. فتاجر الفاكهة أو الخضار وبائع الحلويات والبقال وغيرهم لم يعودوا
يرتدون الجلاليب، وكثير منهم أيضا الآن متعلمون، وورثوا المهنة عن آبائهم
والجزارون أيضا ليسوا كما نراهم فى السينما، يرتدون الجلاليب البيضاء
ويضعون السكاكين والسواطير فى خواصرهم ويهددون الناس ويفرضون الإتاوات..
والمثير للسخرية أن أحد هؤلاء الجزارين هو الآن واحد من أهم منتجى السينما،
ومع ذلك لم يفكر فى تصحيح تلك الصورة المغلوطة عن مهنته الأصلية.
والمطلوب بعد أن احتفلنا بعيد العمال أن نتخلص من تلك النظرة الضيقة
والميل إلى التنميط وتكرار نفس النماذج الإنسانية بنفس الوصف والمظهر
وطريقة الحديث فى أعمال فنية مسلوقة، وخالية من الجهد والصدق والإبداع.
اللبنانيات يقتحمن الموسم السينمائى الصيفى!
ريهام بسيوني
تخوض النجمات اللبنانيات أفلام مارثون الموسم السينمائى الصيفى بجانب
عنصر الرجال الذى يستحوذ عليها بشكل كبير، فيما تراجعت البطولة النسائية إذ
ليس ثمة فنانة تحتل صورتها الأفيش وحدها، كما برزت ظاهرة اقتحام الممثلات
اللبنانيات للموسم السينمائى الصيفى!
فالفنان الكوميدى محمد سعد يشارك فى مارثون الموسم الصيفى من خلال
فيلم «تتح» بمشاركة الفنانتين اللبنانيتين دوللى شاهين ومروى وتقاضت كل
منهما 100 ألف جنيه والفيلم من تأليف محمد نبوى وسامح سر الختم، إخراج سامح
عبد العزيز، وإنتاج أحمد السبكى ويعرض فى 60 دار عرض وبلغت ميزانية إنتاجه
12 مليون جنيه.
يخوض كذلك سباق موسم الصيف الفنان أحمد مكى، بمشاركة الفنانة
اللبنانية نيكول سابا عبر فيلم «سمير أبو النيل» وتقاضت نيكول عن دورها فى
الفيلم 300 ألف جنيه، ويعد فيلمه الجديد أول تعاون له مع المؤلف أيمن بهجت
قمر ومن اخراج عمرو عرفة وتبلغ ميزانية انتاجه 15 مليون جنيه ويعرض فى 70
دار عرض.
أما عن فيلم «متعب وشادية» والذى يشارك فيه كل من الفنانين أشرف
مصيلحى وعمرو يسرى وأشرف طلبة واللبنانية تاتيانا والتى تقاضت عن دورها فى
الفيلم 100 ألف جنيه وبلغت ميزانية إنتاجه 5 ملايين جنيه ويعرض فى 25 دار
عرض.
«سمير أبو النيل» ..
الفضائيات والفيلم يضحكان على الجمهور!
محمود عبدالشكور
بدأ الموسم السينمائى الصيفى بعرض فيلم أحمد مكى الجديد (سمير أبو
النيل) من تأليف أيمن بهجت قمر وإخراج عمرو عرفة، والمؤسف حقًا أنها بداية
محبطة، فالفيلم الذى يتناول موضوع استخدام القنوات الفضائية فى الضحك على
الناس، لم يستطع أبدًا أن يتقن صناعته، وظلت مشكلته الأساسية فى السيناريو
الذى يمتلئ بمواطن الاستخفاف والفبركة، فكأنه أيضًا يمارس ضحكه الخاص على
جمهوره بثغراته وقفزاته وانتقالاته غير المبررة، ثم يأتى أبطاله - بموافقة
المخرج طبعًا - فيقدمون طريقة أداء مليئة بالمبالغة، فيظهر مكى فى النهاية
تراجعًا جديدًا فى مسيرته بعد تراجعه السابق فى فيلم (سيما على بابا)،
وربما يظل أفضل وأظرف ما قدمه حتى الآن هو فيلم (لا تراجع ولا استسلام).
يحمل الفيلم اسم بطله العجيب الشاب البسيط سمير أبو النيل - مكى طبعًا
- الذى يقيم فى حى المنيل تخرّج فى معهد الخدمة الاجتماعية، وظل متعطلًا
يعيش فى حجرة على السطوح، ويقوم بتأجير شقة ورثها عن أسرته، يقدمه الفيلم
كإنسان مكروه من أقاربه وجيرانه، لأنه نموذج للشخص المتطفل ثقيل الظل،
علاقاته محدودة، وتدور فى فلك شخصيتين هما أشرف (محمد لطفى) وهو أمين شرطة
أقرب إلى البلطجى المرتشى، والشيخ شكرى (علاء مرسى) وهو شقيق سمير الذى
يعيش فى القرية، يرتزق من بيع الكتب، ويبدو متدينًا وبسيطًا، ثم يدخل فى
حياته سمير ابن عمه الثرى حسين (حسين الإمام) الذى يمثل نموذجًا انتهازيًا،
حيث نراه فى مشاهد الفيلم الأولى، وهو يقوم بتطليق زوجته من أجل الحصول على
المال.
تبدو المسافة بين سمير البخيل العاطل المكروه، وحسين الناجح المحبوب
واسعة جدًا، بل إن سمير يكره وبشكل صريح ابن عمه، ومع ذلك يصّر الفيلم على
افتعال حبكة ساذجة من علاقة حسين مع سمير إذ يعرض رجل الأعمال الثرى على
ابن عمه أن ينقل إليه أمواله السائلة كلها (550 مليون جنيه مصرى) لتوضع تحت
رعايته فى شقة سمير البائسة بالمنيل! ويسمح له بأن يستثمر فيها - وهو الشاب
العاطل الفاشل البخيل - مقابل اقتسام الربح، أما سبب كل ذلك فهو إدعاء حسين
أنه فى انتظار الموت لإصابته بمرض خطير، ويخشى من عدم حصول ابنته - التى لم
تبلغ سن الرشد - على حقها بسبب المحيطين بها، ستعرف فى النهاية أن السبب
الحقيقى فى نقل هذا المبلغ الضخم، يتمثل فى استخدام سمير لكى يغسل أموال
ابن عمه التى جمعها من عمليات مشبوهة!
ومع ذلك فإن كل هذه التفصيلات اللامعقولة، وكل خطوط علاقة سمير بابن
عمه حسين ليست هى حبكة الفيلم الأصلية، ولا هى حتى موضوعه، لأن الحبكة
ببساطة، وكما ذكرنا من قبل هو النصب على الجمهور من خلال برامج الفضائيات،
أى أن هدف كل هذه المقدمة أن يصل المال إلى سمير العاطل فيستخدمه أولًا فى
عمل مشروع فاشل لمستحضرات التجميل، ثم نصل أخيرًا إلى هدف الفيلم، وهو
استثمار 50 مليونا من الجنيهات التى تركها حسين فى شقة سمير من أجل إنشاء
قناة فضائية يملكها ويديرها ويقدم برامجها - كل برامجها - الشاب الألمعى
سمير، فى إسقاط واضح على قناة فضائية يملكها رجل سوبر أصبح ملهاة المجتمع
المصرى بتعليقاته، وبرامجه التى تشبه جلسات المصاطب، وبإدعائه فهم كل شىء
فى السياسة والاقتصاد والاستراتيجية.
تظهر مساعدة حسن الحسناء (نيكول سابا) ويظهر المحامى الخاص به،
ويقومان بتحويل سمير إلى صاحب قناة فضائية ويستغرق الفيلم فى تقديم
استكتشات متتالية، يقدم من خلالها سمير برامج رياضية وفنية وسياسية
ومسابقات يضحك بها على الناس بمساعدة صديقه أشرف الذى استقال من عمله
بالشرطة بعد تطهيرها!
وفجأة تظهر صحفية اسمها عبلة (دنيا الشربينى) لا تختلف عن الصورة
العبيطة التى يظهر بها الصحفى فى الأفلام المصرية، حيث نراها وهى متنكرة فى
شكل شحاذة، ثم نكتشف أنها تريد أن تعرف سر صعود سمير أبو النيل السريع،
وبدلًا من أن تجمع الوثائق والمستندات والمعلومات من حى المنيل أو حتى من
شقيقه الشيخ شكرى فإنها تلجأ إلى تسجيل بعض اعترافاته، فينتقم منها بإرسال
سيدات تضرب الصحفية فى الطريق العام.
لن تعرف بالضبط هل سمير سيىء أم أنه تائه، ولكن السيناريو الذى فبرك
علاقة سمير وحسين من البداية لن يعدم فبركة لقاء سيعيد سمير إلى الصواب،
تظهر فجأة الفتاة التى كان يحبها سمير - قامت بدورها منة شلبى فى مشاهد
قليلة وكنا نسمع صوتها فقط على الهاتف كفتاة مصرية تعيش فى استراليا.
فى أول لقاء بينهما بعد العودة،تلوم الفتاة سمير على خداع المتفرجين،
وعلى ضرب الصحفية المسكينة، فيستيقظ ضميره (على طول)، ويعتزل العمل
الإعلامى على الهواء، ويعود فقيرًا وبخيلًا من جديد، ولكنه يفوز بقلب
الفتاة، ويكشف حسين عن سر لعبته من أجل غسيل الأموال، ويسترد كل الملايين
التى تركها عند سمير، وفى المشاهد الأخيرة، يظهر نصاب فضائى جديد هو هذه
المرة الشيخ شكرى - شقيق سمير - الذى يعظ المشاهدين فى برنامج دينى،
ويساعده أشرف أمين الشرطة المستقيل!
يمتلئ السيناريو بالثغرات مثل العلاقة التى لا يمكن تصديقها بين حسين
وسمير، ومثل عدم لجوء حسين إلى مساعدته الناجحة بدلًا من اللجوء إلى شخص
عاطل وفاشل، ومثل تنازل شخص بخيل مثل سمير عن مشروعه الفضائى الناجح رغم
أنه لا يمتلك أى بدائل، بل إنه من العجيب أصلًا أن يقوم شخص بخيل مثل سمير
بإنشاء محطة فضائية تتكلف 50 مليون جنيه مرة واحدة لا يملك منها جنيهًا
واحدًا ولكنها مجرد أمانة سيتم استردادها، ومسجلة فى أوراق قام بتوقيعها.
أراد فيلم (سمير أبو النيل) أن ينتقد ضحك الفضائيات على الجمهور، فقام
الفيلم نفسه بالضحك على المتفرجين، وهذا هو مأزق الفن المتواضع عندما يناقش
القضايا الهامة بسذاجة واستخفاف.
سرقة «سمير أبو النيل» تفتح ملف قرصنة الأفلام ..
والسبكى: ولا يهمنى!
محمد الدوى
يفتح تسريب فيلم «سمير أبو النيل» بطولة نجم الكوميديا أحمد مكى من
جديد قضية قرصنة الأفلام على الإنترنت، التى تزيد من معاناة صناعة السينما
المصرية، التى قل إنتاجها بشدة خلال السنوات الأخيرة، وخصوصاً بعد ثورة 25
يناير.
ووصف محمد السبكى منتج الفيلم ما حدث بأنه «قلة أدب»، و قرصنة ممنهجة
لكن رغم ذلك أنا لست متأثرا، وفى كل الأحوال ضمنت الربح المادى لفيلمى قبل
طرحه، حيث تم بالفعل بيعه لأكثر من قناة مصرية وعربية.
وفسر السبكى عدم اهتمامه بتسريب الفيلم بثقته فى حب الناس لأحمد مكى،
قائلًا:«الناس تحب دخول السينما، ومكى نجم محبوب، ورغم تسريب الفيلم سيحرص
الجمهور على حضوره فى السينما، وحتى لو سرقوا أفلامى القادمة قبل صناعتها
لن أتوقف أيضا عن تلك المهنة التى تجرى فى دمى».
وجاء تسريب الفيلم عقب بضعة ساعات من بداية عرضه فى قاعات العرض
السينمائية بالقاهرة والمحافظات، وتداول متابعين عبر شبكات التواصل
الاجتماعى روابط لتحميل الفيلم، بالإضافة لروابط أخرى عبر موقع اليوتيوب.
وفيلم «سمير أبو النيل» من تأليف أيمن بهجت قمر، وإنتاج محمد السبكى،
وإخراج عمرو عرفة، ومن بطولة أحمد مكى، نيكول سابا، محمد لطفى، وحسين
الإمام، ودينا الشربينى.
من جانبها، أعلنت غرفة صناعة السينما أنها بصدد اتخاذ إجراءات ضد
القنوات التى تقوم بقرصنة الأفلام السينمائية المصرية، مؤكدة وجود 15 قناة
تقوم بعملية القرصنة غير معروف هوياتها حتى الآن.
وقال سيد فتحى مدير عام الغرفة:«ندرس إجراءات لاتخاذها ضد القنوات
التى تقوم بالقرصنة على الأفلام ونحاول البحث عن وسيلة فعالة للتصرف معها».
وبشأن هذه الاجراءات قال: هناك إجراءات قانونية سيتم اتخاذها بالاضافة
إلى تفعيل الحوار مع هذه القنوات واستخدام كل الأساليب المتاحة، مؤكدا أن
كل الافلام المصرية يجرى قرصنتها حاليا.
وعن هوية القنوات التى تقوم بقرصنة الافلام أوضح أنه تم رصد حوالى 15
قناة تقوم بقرصنة الأفلام غير معروف هويتها,بعضها يظهر على أنه قناة مصرية
ولكن لم نتأكد من ذلك وهذا سيتضح قريبا.
وأشار إلى أن الاتحاد الدولى للمنتجين بباريس وضع موضوع قرصنة الأفلام
المصرية على أجندة اجتماعه الذى جرى يوم 10 فبراير الماضى بناء على طلب
إدارة الغرفة، فضلا عن مناقشة الموضوع خلال اجتماع مجلس إدارة الغرفة
الاسبوع الماضى لاتخاذ إجراءات فعالة لوقف هذه القرصنة.
وأكد أن موسم نصف العام السينمائى هذا العام كان ضعيفا للغاية لتأثره
بشكل كبير بالأحداث والاضطرابات السياسة التى شهدتها مصر فى هذه الفترة وهو
ما عبرت عنه الايرادات الضعيفة لكل الأفلام، مشيرا إلى أن صناعة السينما
تتأثر لأنها جزء من هذا البلد وتعبر عن الحالة النفسية للشارع المصرى.
وأوضح أن الغرفة كثفت جهودها لعرض كل الأفلام فى كل الدول العربية
للاستفادة من موسم إجازة نصف العام فى هذه الدول ولكن ذلك لا يعوض النجاح
الذى يتحقق من العرض بالداخل.
أكتوبر المصرية في
12/05/2013
محمد عبد الرحمن يكتب:
خمسة أسباب تشجعك على مشاهدة تتح
إذا كنت من الذين رموا طوبة الممثل الكوميدي محمد سعد بشكل نهائي
واعتبر أن إعلان فيلمه الأخير تتح تأكيدا لموقفه فهذا المقال غير موجه لك،
أما إذا كنت ممن لازلوا يضحكون على أفلامه الأولى وظنوا أنه لن يعود مرة
أخرى لمستواه فهذا المقال من أجل أنت .
1. فيلم تتح ملئ بالمواقف والايفيهات المضحكة بحق، لسببين أقلهما
أهمية أنها جديدة وغير مستهلكة، والأهم أنها مستوحاة في معظمها مما يعانيه
الشعب المصري الآن في ظل حكم الإخوان المسلمين، جملة مثل "يا رب عدي الستين
سبعين سنة دول على خير" ليست ايفيه لفظي يسمعه الجمهور ويضحك في الفيلم حتى
لا يندم على ثمن التذكرة لكنها تعبر بحق عن ما يشعر به المصريون لهذا ستعيش
طويلاً مثل ايفيهات فيلم "اللي بالي بالك" التي لايزال شباب فيسبوك
يستخدمونها للتعليق على الأحداث الجارية رغم مرور 10 سنوات على انتاج
الفيلم.
2. تتح ربما يكون أول عمل متماسك دراميا لمحمد سعد، ربما أكثر من
فيلمي اللمبي واللي بالي بالك، هل تتذكر أن سعد في أحد أفلامه قدم مشهداً
في الاعلان ولم يراه الجمهور عندما دخلوا قاعة العرض، هذه الثغرات شبه
منعدمة في تتح بعدما سلم سعد دماغه للمخرج سامح عبد العزيز، حتى أغنية
المطربة الشعبية بوسي لا يمكن اعتبارها مقحمة على الدراما، بالمقارنة مثلا
بأغنية سعد ومي عز الدين في "اللمبي 8 جيجا" .
3. هل غضبت من الطريقة التي تناول بها سعد أحداث الثورة في "تك تك
بووم"، أنا أيضا كذلك لكن مشهد الشرطة في تتح (اللواء جسده سامح أبو الغار
والعميد جسده ماجد عبد العظيم) وحده كفيل بأن يجعلك تقدر هذا الفيلم، وجه
سعد ممثلا للبسطاء في مصر لطمة قوية للداخلية منذ الثورة وحتى الآن، حادث
سطو مسلح على مول تجاري والشرطة تطلب من تتح أن يتصرف لأنها لا تمتلك خطة،
بينما اللواء يطلب في نهاية المشهد تناول كافيه لاتيه وبين هذا وذاك رد
"تتح" على كل الأكاذيب التي تستخدمها الداخلية بعد الثورة لخداع المصريين.
4. هل ترى أن فكرة اتصاله برقم المحمول الناقص مستهلكة وقدمها أحمد
حلمي في مشهد شهير بفيلم "عسل أسود" وأن مشاهده مع أصحاب الأرقام مقحمة على
الفيلم، أنا عكسك تماما، لأن سعد حاول في هذا الفيلم أن ينتقد الجميع، لم
ينحاز لطرف ضد أخر في الشعب المصري، ومن خلال هذه الحيلة الدرامية التي قد
تراها ساذجة رصد تغير أخلاق المصريين بشكل يؤثر في جمهور الفيلم خارج
المولات، بيع الأعراض، وعقوق الوالدين، والسياسيين الذين يرددون كلاما
محفوظا (مشهد القصاص مع سمير غانم) وغيرها من المواقف التي تعرض لها البطل
بحثا عن صاحب رقم المحمول الناقص كلها قضايا أراد سعد من خلال التركيز على
ما حدث للمصريين، ويثبت ذلك من تكرار مشهد مروره على المقهي دون أن يفكر
القهوجي في دعوته لشرب كوب شاي .
5. الفيلم هو الأول الذي يعبر عن معاناة البسطاء بعد الثورة، عن ما
يجري داخل الحواري الشعبية، يقول له هاني (عمر مصطفى متولي) نروح اسكندرية
فيرد تتح :مظاهرات، طب نروح الاسماعيلية :عصيان، وعندما دخل الجامعة لأول
مرة وجاوب على سؤال المحاضر ماذا يحتاج المصريون، كان رده مختلفا عن الطلاب
قال تتح : سولار، بنزين، عيش والدائري بليل، المكان الذي يشهد تثبيت عشرات
المصريين كل يوم، وعندما طرده المحاضر (خالد طلعت) كانت رسالة المشهد
واضحة، النخبة ترفض الطريقة التي يعبر بها البسطاء عن أنفسهم .
أخيراً : بالطبع كان الفيلم سيكون أفضل لو لم يبالغ سعد في استخدام
ملامح الشخص المتأخر عقليا، خصوصا أنها تتناقض مع تصرفات الشخصية طوال
الوقت، وكان سيكون أفضل لو قلل من الإيحاءات الجنسية وكأنه مصمم على ارضاء
الفئة من الجمهور التي تفضل هذه النكات، والأهم أن هذا المقال ليس تمجيدا
في النجم الذي قد يعود للأسف لمستوى أقل لو لم يفهم الأسباب التي أدت لنجاح
تتح ليؤذي نفسه كما فعل في كركر وتك تك بووم، هذا المقال محاولة فقط
للتأكيد على أننا يجب ان نتخلص من الأحكام المطلقة في السياسة والحياة
والسينما أيضا، لا يوجد شخص ناجح باستمرار أو فاشل باستمرار وفرصة العودة
مفتوحة أمام الجميع.
للتواصل مع الكاتب عبر تويتر
twitter.com/MhmdAbdelRahman
البداية المصرية في
12/05/2013
السينما "الله يكون في عونها".. حالها من حال البلد
كتب - محمد فتحي عبدالمقصود:
أكد الفنان صبري فواز أن القنوات الفضائية سبب من اسباب الأزمة التي
تمر بها الدراما هذا العام لعدم تسديدها مستحقات المنتجين الذين اشترت منهم
مسلسلات العام الماضي حتي الآن وهو ما حال دون دخول العديد من المنتتجين
هذا العام في أعمال جديدة "عن ظهوره في رمضان المقبل ليقول أشارك في مسلسل
"نيران صديقة" بطولة منة شلبي ورانيا يوسف وكنده علوش وسلوي خطاب وباسم
خياط من تأليف محمد أمين راضي وإخراج خالد مرعي وأجسد فيه شخصية سليم عثمان
ضابط في جهة سيادية.
قال اعتبر تعاوني الأول مع خالد مرعي مكسبا من هذا المسلسل فهو إنسان
طيب ومخرج طيب ايضا وهي صفة أصبحت نادرة أن يجمع الشخص بين الموهبة
والمستوي الفني العالمي هذا إلي جانب مسلسل "فرعون" بطولة خالد صالح
وجومانا مراد وسامي مغاوري ومن تأليف عمرو الشامي وياسر عبدالمجيد ومن
إخراج صديق محمد علي في أول تعاون بيننا علي المستوي الفني بعد فترة صداقة
والعب شخصية ضابط مباحث مسئول عن قضية فرعون.
عن تكراره لشخصية الضابط يقول إنني لو لم أجد اختلافا بين الشخصيتين
لكنت اعتذرت فانا اعتذرت عن خمسة أعمال هذا العام قبل أن استقر علي العملين
والشخصيتين تختلفان تماما عن بعضهما.
بالنسبة للمقارنة بين الدراما المصرية والتركية يقول إن الدراما
المصرية حال والتركية حال مختلف فالجمهور المصري يتابع الدراما التركية من
"بره" علي عالم ومجتمع مختلف يريد الاطلاع عليه أما الدراما المصرية
فالمشاهدون يرون فيها انفسهم وتنقل لهم مشاكلهم والواقع الذي يعيشون فيه.
عن أزمة السينما يقول: السنيما الله يكون في عونها لان أزمتها مرتبطة
باستقرار حال البلد أمنيا وسياسيا طقس اجتماعي وهي تحتاج لظروف اجتماعية
وأمنية مستقرة وأمن وأمان للشارع يستطيع الجمهور النزول لمشاهدة الافلام في
دور العرض ولهذا فإن الجمهور الذي ينزل الآن لمشاهدة السينما هو جمهور عبده
موته بالنسبة لمشروعه المسرحي وسبب توقفه يقول إن وزارة الثقافة والبيت
الفني للمسرح سبب التوقف لأنهم أعجز من أن ينتجوا عرضا مسرحيا رغم المرتبات
والحوافز التي يحصلون عليها شهريا بدون إنتاج فني وعن وزير الثقافة الجديد
علاء عبدالعزيز يقول بكل صراحة انا لا أعرفه حتي أحكم عليه وكل ما يصلني
عنه من معلومات تأتي من "أبناء" فاروق حسني وهم ليسوا أهل ثقة.
الجمهورية المصرية في
12/05/2013 |