أخيراً استطاع الممثل محمد سعد أن يستعيد جزءاً من شعبيته المفقودة
على مدى الأعوام الماضية، مؤكداً أن العمل بصحبة مخرج متميز هو مفتاح
النجاح. عن « تتح» تجربته الجديدة كان هذا اللقاء.
·
هل ترى أنك فعلاً نجحت في
الابتعاد بـ «تتح» عن الشخصيات النمطية؟
كان لدي رهان مهم في الفيلم، وهو أن أخرج من الشخصيات الكوميدية
النمطية كافة التي قدمتها في الفترة الماضية، سواء بوحة أو كركر أو غيرهما،
ولكني من خلال العمل راهنت مع المخرج سامح عبد العزيز على كوميديا الموقف،
وذلك من خلال القصة التي أقدمها. بالتالي، فالعمل كان مجازفة ولكن إيجابية،
واستطعت من خلالها أن أقدم عملا جيداً أتصور أنه سيضاف إلى رصيدي.
·
كيف تقيم تجربتك مع المخرج سامح
عبد العزيز؟
انبهرت بالعمل مع سامح عبد العزيز، لأنه استطاع بناء الفيلم درامي
بشكل مميز للغاية، كذلك طريقته في تناول جوانب الشخصية ومفرداتها، فضلاً عن
أنه مخرج لديه حس كوميدي عال للغاية، وأعتقد أن الجميع لاحظ ما يقدمه سامح
عبد العزيز في الفيلم، وأتمنى أن يجمعنا أكثر من عمل في الفترة المقبلة.
·
هل يرجع سر نجاح الفيلم لتعاونك
معه؟
يكمن السر في أنني وللمرة الأولى أستمع إلى تعليمات المخرج وأسلمه
مفاتيح شخصيتي كاملة، وأطلب منه أن يهتم بالأمور كافة.
·
لماذا لم تتعاون معه سابقاً؟
لم أكن أستطيع ترك نفسي لمخرج لا يعرف تفاصيل العمل. كان عليّ أن
أساعد كل مخرج تعاملت معه خوفاً من الفشل.
·
كيف وافق سامح عبد العزيز على
إخراج الفيلم؟
جاء ذلك بعدما طلبت منه أن يخرج الفيلم ووعدته بأنني لن أتدخل في أي
من تفاصيل عمله كمخرج. وفعلاً، كنت أركز في عملي كممثل ولم أتدخل في أي شيء
ولم أدخل غرفة المونتاج، بل كنت أحضر لتصوير مشاهدي وأنصرف. وفي الأيام
التي لم تكن لي مشاهد فيها كنت أسافر في إجازة قصيرة أعود بعدها لاستئناف
التصوير.
·
لماذا ابتعدت عن إلقاء الإيفيهات
في «تتح»؟
لأن موضوع الفيلم ببساطة يعتمد على نوع كوميديا آخر بعيد تماماً عن
كوميديا الإيفيهات التي كنت أستخدمها في أعمالي السابقه، فالفيلم يقوم على
كوميديا الموقف، وللعلم أنا أفضل هذا النوع من الكوميديا كونه يجعل الممثل
ينفعل في تقديم العمل والمشهد الفني. للحقيقة، الكاتبان سامح سر الختم
ومحمد نبوي كتبا نصاً رائعاً وجيداً جداً ولم أتدخل فيه على الإطلاق، فهو
مليء بالكوميديا الخاصة بالموقف، وقد استطاع المخرج سامح عبد العزيز أن
يوظف تلك المشاهد ببراعة شديدة. أتمنى أن يكون العمل قد نال إعجاب الجمهور
بأكمله، ولكن ذلك أيضاً لا يمنع من إضافة «إفيه» في العمل من دون المبالغة
فيه.
·
لماذا قررت الابتعاد عن الواقع
السياسي في العمل؟
من قال هذا؟ ليس من الضروري أن يكون العمل سياسياً بشكل مباشر، وفيلمي
مبني على أحداث حقيقية ومباشرة، أي أنه يعرض للواقع السياسي على طريقة «شر
البلية ما يضحك»، وأحداثه تعكس الواقع على أرض مصر.
·
كان الانفلات الأمني عائقاً أمام
كثير من الأعمال الفنية، فماذا عن «تتح»؟
صحيح. تشهد هذه الفترة من تاريخ مصر انفلاتا أمنياً بشكل كبير، لكن
خلال تصوير الفيلم لم نقابل هذه الصعوبات، وكل ما تعرضت له حادثة حينما كنت
أقود دراجة هوائية وفقدت السيطرة عليها فسقطت قبل أن أصطدم بالكاميرا،
وأصبت بذراعي بجرح استلزم أن أظل في المنزل لفترة طويلة، قبل أن أعود إلى
تصوير باقي المشاهد. الحمدلله، كان الحظ حليفنا ولم نتعرض لمشاكل الانفلات
الأمني على رغم أن غالبية المشاهد كانت خارجية.
·
هل أزعجتك التعليقات السلبية
التي طاولت الملصق؟
وصلتني الآراء كافة، وللعلم أحترمها سواء كانت إيجابية أو سلبية،
وحينما أجد رأياً إيجابياً ينتقدني بناء على معايير واضحة لا أتردد إطلاقاً
في الأخذ به. ولكل من انتقدوا الملصق وقالوا إنني أشبه شخصية اللمبي، أؤكد
لهم أن نجوماً كبار في الكوميديا تشابهت الإطلالة التي ظهروا بها في
أعمالهم كافة، وفي مقدمهم إسماعيل ياسين. فهل يعني ذلك ألا أفكار لديهم
أفكار أو أن بإمكانهم التخلي عن مظهرهم الذي عرفوا به؟ يضاف لذلك أنني
شخصية ملامحها معروفة للجميع ولن أغيرها.
·
ألا تخشى المنافسة مع باقي
الأعمال المطروحة؟
لا أخشى المنافسة ولكن الأمر ليس بيدي، فثمة منتج وهو أحمد السبكي
يقوم باختيار التوقيت المناسب لطرح فيلمه، وهو الأقدر على تحديد الموعد
الأنسب لعرضه. أعتقد أنه ذكي للغاية ويستطيع تحديد الوقت المناسب لطرح
فيلمه وهو ما حدث فعلاً، وأنا سعيد للغاية بالعمل معه لأنه منتج قادر على
تفهم احتياجات السوق، وأرى أنه اختار توقيتاً مناسباً.
فجر يوم جديد: «بوبي» و«الحبلة»!
كتب الخبر:
مجدي الطيب
{بوبي} و{الحبلة} فيلمان قصيران من تونس ولبنان شاهدتهما، وأعجبت بهما
كثيراً لما يتسمان به من طرافة في الفكرة وجرأة بالطرح.
الفيلم التونسي «بوبي» (18 دقيقة/ إنتاج 2013)، الذي كتبه مهدي برصاوي
وأخرجه، يرصد
علاقة صداقة نشأت بين الطفل «فارس»، الذي لم يتجاوز الثامنة من عمره وكلب
ضال، وتوطدت نتيجة عطف «فارس» على «الكلب» وإصراره على إطعامه بمصروفه
اليومي البسيط، وبدوره يرد «الكلب» على هذا الحنو البالغ بانتظاره عقب
انتهاء اليوم الدراسي ومرافقته في طريق العودة إلى منزله. لكن الطفل، الذي
لا يبخل على «بوبي» بالخيرات التي يحملها في حقيبته المدرسية، كقطعة الحلوى
وثمرة التفاح، يُفاجأ بأن والده، الذي يواظب على أداء فروض الصلاة الخمسة،
يرفض بشكل قاطع مبدأ بقاء «الكلب» في المنزل، منطلقاً في ذلك من وجهة نظر
دينية بحتة، ويحتدم «الصراع اللطيف» بين الطفل والأب؛ حيث ينتهز الطفل فرصة
خروج الأب إلى عمله ليكسر قرار الحظر، ويسمح للكلب بالدخول إلى البيت
بموافقة الأم التي تتواطأ معه، وفي موقف طريف يعود الأب مبكراً عن موعده
فيضطر «فارس» إلى الاحتفاظ بالكلب «بوبي» في «الغسالة الأتوماتيكية»،
وينتهي الموقف على خير. لكن الكلب لا يرضى بغير الدخول إلى المنزل والبقاء
بجوار صديقه في كل الأوقات، الأمر الذي يثير غضب الأب فيتحفظ عليه في
سيارته، ويذهب به إلى مقلب النفايات، لكن الكلب يستثمر حاسة الشم القوية
لديه، ويعود إلى منزل صديقه، ويتسبب في ضجة هائلة تدفع الأب إلى الانتقام
منه بقتله رمياً بالرصاص.
تمثلت جرأة المخرج التونسي الشاب مهدي البرصاوي في جدة الفكرة، التي
ربطت بين رغبة طفل بريء في اتخاذ «كلب» صديقاً له، ودعاوى تحريم تربية
الكلاب في منازل المسلمين، بحجة أن «الملائكة لا تدخل بيتاً فيه كلب أو
صورة» بينما اعتمد كثيرون على ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه بأنَّ
النَّبيَّ (صلى الله عليه وسلم) قال: «مَنِ اتَّخَذَ كَلْباً إِلاَّ كَلْبَ
مَاشِيَةٍ أوْ صَيْدٍ أوْ زَرْعٍ انْتُقِصَ مِنْ أجْرِهِ كُلَّ يَوْمٍ
قِيرَاطٌ» (رواه مسلم)، وفسروا ذلك بأنَّ اتخاذها، أي الكلاب، ليس
بمُحرَّمٍ، لما فيه من تغليب للمصلحة الراجحة على المفسدة، غير أن المخرج
الشاب لم يقطع شوط الجرأة حتى نهايته، وفاجأنا بإقحام مشهد زائد يختم فيه
الأب صلاته، ويلتفت يساره فنكتشف أن الكلب «بوبي» باسط ذراعيه، بعد أن
ضمدوا جراحه الناتجة من إطلاق النار عليه، والطفل يحتضنه سعيداً بينما الأب
ينظر مبتسماً ومباركاً ما يحدث من دون أن يبرر الفيلم التحول المفاجئ في
قناعاته!
«الحبلة» (21 دقيقة/ إنتاج 2013) هو الفيلم الثاني الذي أعجبت بفكرته،
من كتابة وإخراج اللبنانية هبة طواجي، وقدمت من خلاله واقعة خيالية عن
المعلم «يوسف» القانع بمتجره المتواضع ورزقه البسيط وحياته العائلية
السعيدة، وجلسة المقهى التي يمارس فيها هوايته في لعب الطاولة مع أصدقائه.
لكن حياته تنقلب فجأة عقب ظهور حبل متدلٍ في الهواء أمام متجره، وحيال هذه
الظاهرة العجيبة؛ حيث لا تؤثر النار في «الحبلة» التي تمتد جذورها إلى
السماء، يتوافد الناس من كل صوب وحدب إلى المتجر الذي ينتعش ويبيع «يوسف»
في يوم ما لم يبعه طوال حياته، ويُصبح محور اهتمام المسؤولين الذين يطمعون
في شراكته وتوظيف الحدث تبعاً لميولهم الحزبية، بينما يجاهد رجال الدين
لتفسير المعجزة الإلهية حسب معتقداتهم، وتسعى الفضائيات ووسائل الإعلام
للتربح من الظاهرة. لكن الثروة تُنسي المعلم «يوسف» تواضعه وأصدقاءه، بينما
تُطيح الشهرة بعقل زوجته وولديه وتنهار العائلة بعد انحراف الأم وإصابة
الأب بالجنون، ولا يجد أمامه مفراً من اللجوء إلى «الحبلة»، التي يرى فيها
«طوق نجاته»!
إذا كانت الإشادة واجبة بموسيقى قيس السلامي في الفيلم التونسي
«بوبي»، لإضافتها بعداً مرحاً على الأحداث، ونجاحها في التعبير عن أجواء
البراءة التي أشاعها الطفل؛ فإن فادي السمرة مدير تصوير الفيلم اللبناني «الحبلة»
يستحق التحية لنجاحه في توصيل الفكرة بلقطات امتزجت فيها الواقعية
بالفانتازيا، وبراعته، مع المخرجة هبة طواجي، في تنفيذ الخدعة البصرية التي
أوحت بأن الحبل يتدلى بالفعل من السماء، بينما نجحت المخرجة في إحكام
سيطرتها على طاقم التمثيل (أسعد حداد، كريم الرحباني، مالك الرحباني، مايا
يمين، ميشال اضباشي ونزيه يوسف)، واستخرجت أفضل ما في جعبتهم، فأجادوا
جميعاً تجسيد أدوارهم، ورسم انفعالاتهم، وردود أفعالهم، على رغم تناقض
شخصياتهم، وهنا مكمن الصعوبة والاختبار الذي نجحوا، ومعهم المخرجة الواعدة،
في اجتيازه.
«بوبي» و»الحبلة» فيلمان روائيان لا تتجاوز مدة عرضهما على الشاشة
الأربعين دقيقة، لكنهما يضعان أيدينا على موهبتين ناضجتين لشاب تونسي وفتاة
لبنانية لم يستعرضا عضلاتهما الفنية، لكنهما وظفا الموهبة في الاقتراب من
الواقع، والتواصل مع همومه، ببساطة أخاذة، وسحر جدير بالإعجاب.
السينما المصريَّة مهدّدة بالانهيار
كتب الخبر: فايزة
هنداوي
بعدما تسرب فيلما {سمير أبو النيل} لأحمد مكي و{تتح} لمحمد السعد الذي
حقق في ثاني أيام عرضه إيرادات بلغت مليوناً و300 ألف جنيه، ثم تراجع إلى
200 ألف جنيه فقط بعد سرقته، دقّ القيمون على صناعة السينما جرس الإنذار
إثر ازدياد ظاهرة قرصنة الأفلام بعد ساعات من عرضها في الصالات، وطرحها
مجاناً على شبكة الإنترنت أو طبعها على أسطوانات مدمجة وبيعها بأبخس
الأسعار.
يؤكد مؤلف فيلم {تتح} سامح سر الختم أن النسخة التي يتم تداولها عبر
الإنترنت جودتها عالية، كذلك تباع نسخ على {سي دي} على الرصيف بأسعار
زهيدة، ما يؤثر سلباً على إيرادات الفيلم كما حدث مع {أبو النيل}.
يضيف سامح أن تسريب الأفلام يتم بشكل منظم غير مفهوم ما يثير علامات
استفهام حول الجهات المستفيدة من هذه التسريبات، هل هي تابعة للنظام
الحاكم الذي يعادي الفن والفنانين ويعمل على القضاء عليه بشتى السبل؟ أو قد
تكون تابعة لموزعي الأفلام الأجنبية للقضاء على الفيلم المصري وإعطاء فرصة
للأفلام الأميركية؟
يحذر سر الختم من أن التهاون في هذه القضية قد يوقف صناعة
السينما نهائياً، مطالباً بالتدخل السريع {كي لا يأتي يوم نجد فيه دور
العرض خاوية من الأفلام أو الجمهور}.
بدوره يوضح مؤلف فيلم {سمير أبو النيل} أيمن بهجت قمر أن تسريب الفيلم
عبر الإنترنت أثر على إيراداته، وأن السرقة تتم بعد عرضه بيوم في الأقاليم
لأنها تكون غير مراقبة، وكثيراً ما يساعد موظف في دار العرض في سرقة الفيلم
بعد حصوله على مقابل مادي، لذا يطالب قمر غرفة صناعة السينما بتعيين شخص
لمراقبة الصالات، كي لا تتعرض الأفلام للسرقة، ووزارة الداخلية بأداء دورها
في حماية المنتج السينمائي من السرقة وملاحقة اللصوص. كذلك وجه رسالة إلى
الجمهور طالبه فيها بعدم مشاهدة الأفلام عبر الإنترنت أو الأقراص المدمجة
المسروقة، لأنه بذلك يشارك في عملية السرقة ويساعد على القضاء على الصناعة
من دون أن يقصد.
تنامي السرقة
يؤكد المخرج مجدي أحمد علي أن سرقة الأفلام موجودة منذ فترة طويلة،
إلا أنها ازدادت أخيراً بعد تولي حكومة {الإخوان المسلمين}، كونها لا تخفي
عداءها للفن والثقافة والسينما، ما شجع اللصوص على سرقة الأفلام، في ظل
تهاون مؤسسات الدولة المنوط بها القضاء على هذه الظاهرة، مثل وزارة
الداخلية، لقناعتها بأن النظام الحاكم لا يهتم بالسينما ويتمنى القضاء
عليها.
لا يجد المخرج محمد حمدي صعوبة في القضاء على هذه الظاهرة، {ثمة موقع
معروف يسرق الأفلام ويضعها على الإنترنت، لكن يوجد تهاون واضح في حق
السينما والسينمائيين، يدلّ على نية مبيتة للقضاء على الفن المصري، بما
يتماشى مع التوجهات الجديدة للنظام الحاكم الذي يعادي الفن والفنانين}.
من جهته يعتقد الناقد مصطفى درويش أن سرقة الأفلام عملية مقصودة من
أشخاص يعملون على انهيار صناعة السينما، ثم إغلاق القنوات التلفزونية،
لتبقى قنواتهم التي يطلقون عليها {إسلامية}.
يضيف: {من المنطقي أن يقبل الجمهور على مشاهدة الأفلام في منزله بدلا
من تكبد عناء النزول إلى السينما، في ظل الأوضاع الأمنية غير المستقرة، ما
يعود بالجهد على الدولة لتمارس دورها الطبيعي في حماية الفن والإبداع}.
Star Trek Into Darkness
تجاوز التحديات
كتب الخبر: رينيه
رودريغيز
يقول المخرج جي جي أبرامز، معبّراً عن ارتياحه: {أفرحتني كثيراً}. فقد
أُبلغ أن سلسلة من مشاهد الحركة في فيلمه الجديد
Star Trek Into Darkness
أثارت حماسة ناقد مخضرم. توقف أبرامز لحظات عن
التكلم عن العمل المضني والتفاصيل الدقيقة التي تطلبها إعداد فيلم يتمتع
بقاعدة شعبية متشددة (لا تتردد في التعبير عن رأيها) ليتحدث عن
Into Darkness
كفيلم عملاق صُوّر بكاميرات
IMAX
ثم حُوّل إلى فيلم ثلاثي الأبعاد.
يوضح المخرج جي جي أبرامز: {كان همنا الأول إعداد فيلم يُشكّل في
المقام الأول جولة حماسية، ممتعة، ومسلية. سبق أن قمنا بكل العمل المضني
(في فيلم Star Trek
عام 2009)، صغنا نظرتنا إلى الشخصيات، وحددنا جدولنا الزمني الذي يحترم كل
ما سبق ويأخذه في الاعتبار. لكننا حرصنا في الوقت عينه على التفلّت منه
لنسير في اتجاهنا الخاص. كان بإمكاننا أن نختار ما نشاء من السلسلة
الأصلية، متجاهلين التفاصيل الأخرى. وتعمدنا تصميمه كفيلم مستقل. فلا داعي
لأن تشاهد الفيلم الأول أو السلسلة الأصلية لتستمتع به. لا تحتاج إلى
الاطلاع على القصة مسبقاً. ولكن إن كنت أيضاً من عشاق هذه السلسلة، فستجد
فيه ما يمتعك}.
صحيح أن Into Darkness
يتلاعب بأسس سلسلة Star Trek
بطريقة ذكية (قد يعتبرها البعض مرفوضة)، لكن هدفه الأول يبقى إمتاع المشاهد
بمجموعة من مشاهد الحركة الضخمة التي تثير الحماسة.
فيذكر سيمون بيغ، الذي يؤدي دور المهند سكوتي: {نجح جي جي في الحفاظ
على حس الفكاهة في أجزاء الفيلم كلها. من الضروري أن يتذكر مخرج كبير مثله
غاية ما يعدّه، فلا يقع في شرك الادعاء أنه يقدّم فنّاً راقياً. لا يعني
ذلك أن الفيلم لا ينتمي إلى هذه الفئة. لكننا نرى اليوم ميلاً متزايداً إلى
المبالغة في الجدية، في حين أن الموادّ المقدّمة مخصصة للأولاد. يحاول بعض
صانعي الأفلام جعل القصص المصوَّرة والخيالية والأبطال الخارقين أكثر جيدة.
إلا أنني أعتقد أحياناً أن هذا خطأ لأنه يسلب هذا النوع من الأعمال مزاياه
وخصائصه. لم يفقد جي جي بعد علاقته بالصبي الصغير في داخله، فما زال يعرف
ما تعنيه تجربة أن يكون الإنسان متحمساً وسعيداً إلى أقصى الحدود».
يتتبع Star Trek Into Darkness
قصة طاقم السفينة الفضائية
USS Enterprise
فيما ينطلق بتردد في مهمة عسكرية لاعتقال إرهابي يُدعى جون
هاريسون (بنديكت كومبرباتش) زرع قنبلة قتلت المئات في لندن، ثم اختبأ في
كوكب كلينغون، الذي لا يحق للكابتن جيمس تي. كريك (كريس باين) وطاقمه دخوله
بحكم القانون.
بما أن الفيلم الأول (الذي حصد 385 مليون دولار حول العالم) شمل ذلك
العمل المضني كله، من تحديد الحبكات الأصلية إلى التعريف بالشخصيات، فقد
نفترض أن كتابة جزء ثانٍ ستكون أكثر سهولة، وستمنح المعدين فرصةً لابتكار
أفكار مجنونة. إلا أن روبرتو أوركي، الذي شارك ألكس كورتزمان ودايمن لندلوف
في كتابة الفيلم، يؤكد العكس.
يقول أوركي: «لم تكن التوقعات عالية خلال الفيلم الأول، ما أتاح لنا
العمل بحرية أكبر. فمن أين نأتي بممثلين يبرعون في أداء شخصيات مثل كيرك
وسبوك؟ لم نعتقد أن هذا أمر ممكن. ولكن مع الفيلم الثاني، كنا قد تخطينا
العقبات وصار باستطاعتنا أن نفعل ما نشاء. وهذا مخيف ومقلق لأن المشاهدين
يطالبون بأن نفاجئهم. لذلك كانت توقعاتهم بشأن الفيلم الثاني عالية».
منذ البدء بالتصوير، كثرت الإشاعات على شبكة الإنترنت: هل الإرهابي في
الفيلم هو حقّاً خان، ذلك الشرير الغني عن التعريف (أدى الدور سابقاً
ريكاردو مونتالبان)، إلا أنه متنكر؟ هل لقطة اليدين اللتين تحاولان التلامس
عبر الزجاج في إعلان الفيلم الياباني تكريماً لنهاية فيلم
Star Trek II: The Wrath of Khan؟
وإن كان ذلك صحيحاً، يدا مَن هاتان؟ وهل يحتوي الفيلم حقّاً على شخصية
تريبل؟
يذكر الكاتب لاري نيميسيك، مرجع في أفلام
Star Trek
وصاحب المدونة الشهيرة
treklandblog.com، أنه هو أيضاً تفاجأ ببعض التطورات
والأحداث في
Into Darkness.
يوضح: «تبدأ القصة بمهمة عادية. ولكن سرعان ما يواجه الكثير من
الشخصيات عقبات كبيرة. كذلك تفاجأتُ بكثرة اللقطات التي تكرّم السلسلة
الأصلية. هكذا نجح معدّو الفيلم في الجمع بين هدفَين: إرضاء معجبي السلسلة
المتشددين والمشاهدين العاديين. خلال الجزء الأخير، رحت أفكّر: لا أصدّق
أنهم سينجحون، إلا أنهم نجحوا».
رموز عصرنا
ما يجعل Into Darkness
ينضم بنجاح إلى سلسلة أفلام Star Trek (بنجاح
أكبر من الفيلم السابق) أن قصته تحفل بإشارات ورموز تحاكي عصرنا، ما يُعتبر
تكريماً للهدف الذي سعى إليه جين رودنبيري، عندما ابتكر المسلسل التلفزيوني
في ستينيات القرن الماضي.
يذكر البروفسور أنتوني روتولو، الذي يدرّس مادةً {Star Trek
وعصر المعلوماتية} في جامعة سيراكيوز: {عندما تفكّر في الخيال العلمي
عموماً، تُلاحظ أن غالبية السيناريوهات التي تتناول المستقبل قاتمة جدّاً.
ترى الناس يناضلون دوماً ضد إمبراطورية مستبدة ما. كان رودنبيري أول مَن
قدّم رؤية عن الإنسانية فيها أمل. فقد تغلبت الأرض على عناصر الحرب كافة
وعادت إلى استكشاف الكون، ما يذكّرنا بالشعور الذي عمّ خلال سباقنا إلى
القمر. طرح رؤية إنسانية عن المستقبل، مشدّداً على أهمية معرفة الإنسان قدر
نفسه، تثقيفه ذاته، وإظهار ذلك في تعاطيه مع الآخرين. لذلك أعطى أسلحة Phaser
القدرة على شل الحركة. أوَليس رائعاً أن نصنع أسلحة تشل العدو وتتيح لنا
التحدث إليه لاحقاً؟ تتمثل هذه الفكرة اليوم بسلاح تازر (الصاعق الكهربائي)}.
حرص أبرامز على تكريم إرث رودنبيري في
Into Darkness، خصوصاً عندما قدّم للمشاهدين قصة تحمل
الكثير من الروابط بحياتنا العصرية.
يقول أبرامز: «لا تدور أحداث
Star Trek
في الماضي البعيد في مجرة في أقاصي الكون، بل في المستقبل. وسيحلّ هذا
المستقبل في وقت أقرب مما تتوقعون. من الضروري ألا يكون الفيلم مثيراً
للجدل أو يحتوي على الوعظ والنصح. ولكن عليه أن يتناول في المقابل مسائل
مهمة وملائمة نواجهها اليوم. صحيح أنه لا يركز على قضية واحدة بالغة
الأهمية، إلا أننا حرصنا على تناول عناصر ترتبط بحياتنا ويمكننا التفاعل
معها. فإذا لم يشعر
المشاهد برابط يجمعه بمحاور الفيلم وأحداثه وقصة الشرير، نكون قد أعددنا
فيلماً نظريّاً يشاهده الناس إلا أنهم لا يتفاعلون معه، بل يعتبرون أنه لا
يعنيهم}.
يضيف أبرامز: {لذلك ندع الشخصيات تخوض جدالاً فلسفيّاً بشأن بعض
المشاكل الأخلاقية من دون أن نلجأ إلى الوعظ والنصح. ماذا يحدث عندما تكون
السلطة مخطئة؟ ما العمل عندما يعني اتباع الأوامر القيام بأمر منافٍ
للأخلاق؟ ماذا يحدث عندما تظن أنك ستُهاجم فتتحول إلى معتدٍ؟ وما الحواجز
التي قد تكسرها لتحمي عائلتك؟ لكن هذه الأسئلة كافة لم تسلب الفيلم طابعه
الحماسي المثير. على العكس، منحته روحاً ولمسة واقعية. يكمن سرّ نجاح
الفيلم في تعاطف المشاهد مع الشخصيات. فإن لم تكترث بها، إن لم تجعلك تضحك
وتتعاطف معها، فلن تهتم بمشاهد الحركة، وهي كثيرة في Into Darkness».
أول قبلة
يشير كاتب السيناريو أوركي: «في هذا يكمن إرث
Star Trek.
يمثّل كابتن كيرك نوعاً ما جون كينيدي والملازم أوهورا حقوق الإنسان.
أما الروسي تشيكوف، أحد أعضاء الطاقم، فيذكّر بالحرب الباردة. كذلك تشاهد
أول قبلة بين عرقَين مختلفَين. تشتهر سلسلة
Star Trek
بقدرتها على عكس الزمن الذي تدور فيه الأحداث. وهذه ليست بالمهمة
السهلة. شعرنا بعدما أعددنا الفيلم الأول، الذي يشكّل عودة إلى الجذور، أن
علينا الحفاظ على ميزة Star Trek:
أن نعكس ما يحدث في أيامنا. ولكن ماذا يحدث في أيامنا؟ حرب، إرهاب، رغبة في
الانتقام... ألا ينتهك كل هذا قيمنا؟ نطرح هذه المحاور كأسئلة لا نقدّم
الجواب عنها. كان فيلم Star Trek
سيفشل لو لم يعكس العالم الذي نحيا فيه}.
تؤكد ليندا ويتزل، بروفسورة في جامعة جورجتاون تدرّس مادة {الفلسفة وStar
Trek}، أن هذا النوع من المعضلات الأخلاقية شكّل دوماً جوهر ابتكارات
رودنبيري.
تتابع ويتزل موضحةً: {تحمل سلسلة
Star Trek
محاور مهمة. فهي ليست مجرد سلسلة أفلام حركة تدور أحداثها في الفضاء.
لربما كانت كذلك في البداية، إلا أنها سرعان ما بدأت تطرح التخمينات. وهذا
هو جوهر الفلسفة: استكشاف الاحتمالات. لنتأمل في السفر عبر الزمن، مثلاً.
تحتوي السلسلة على الكثير من الحلقات عن السفر عبر الزمن. ويبدو بعضها
متقناً جدّاً ويتناول تفاصيل هذه المسألة بدقة بالغة، في حين بدا بعضها
الآخر ممتعاً من دون أن يفقد تسلسله المنطقي. تتطرق السلسلة أيضاً إلى
مسائل الإرادة الحرة. فعندما سيطر بورغ على الكابتن بيكارد (في السلسلة
التلفزيونية الأخيرة
Star Trek: The Next Generation)،
ارتكب أعمالاً بشعة. ولكن عندما تخلص من بورغ، سامحه الجميع لأنه لم يكن
مسؤولاً عن تصرفاته. ما كان يتمتع بالإرادة الحرة. فماذا يجعل الإنسان
مسؤولاً أخلاقيّاً؟ يرتبط الجواب بما إذا كنت تقوم بما تريده أو أنك تُرغم
على ذلك. تعالج حلقات كثيرة من Star Trek
مسائل مشابهة}.
على نحو مماثل، يدفع فيلم
Star Trek Into Darkness
الشخصيات إلى مواقف تُرغمهم على اتخاذ قرارات
سريعة قد تبدو، عند التفكير فيها، غير سديدة. رغم الصعاب كلها، حقق الفيلم
النجاح على كل الأصعدة. وهكذا يقدّم أبرامز مثالاً إضافيّاً على أنه يستطيع
تجاوز التحديات كافة، مبدعاً في مشاريع صعبة، ومتخطيّاً التوقعات.
الجريدة الكويتية في
20/05/2013
زوم
استفتاء «دبي 10» لأفضل مئة فيلم
عربي في تاريخ السينما
بقلم محمد حجازي
باشر مهرجان دبي السينمائي الدولي في دورته العاشرة، استفتاءً واسعاً
شاملاً بين نقّاد ومثقّفين عرب، بغية اختيار أفضل مئة فيلم عربي في تاريخ
السينما، على أنْ يختار كل من تم اعتمادهم عشرة أفلام، من دون تحديد أيُّها
الأول أو الأخير في السياق، وعلى أنْ تكون اللائحة مؤمّنة قبل العاشر من
حزيران/يونيو المقبل عبر خط تواصل إلكتروني يحتوي معلومات وفقرات لضبط
العملية مئة في المئة بإشراف الأستاذ زياد عبدالله المسؤول عن تطوير
المحتوى في المهرجان.
هذا التدقيق يسمح للدورة العاشرة من المهرجان بأنْ تُصدِر مجلّداً
يتضمّن أفضل مئة فيلم اختيرت، في وقت انعقاد الدورة المُقبِلة بدءاً من
السادس من كانون الأول/ديسمبر 2013.
هي مبادرة جِدُّ مهمة وتُعتبر أشمل من اللائحة التي سبق لمهرجان
القاهرة السينمائي أنْ لجأ إليها لاختيار أفضل مئة فيلم في تاريخ السينما
المصرية فقط، على اعتبار أنّ هناك تيّاراً نقدياً ضيّق الأفق ما زال يعتبر
أنّه لا توجد سينما عربية خارج نطاق مصر، ومثل هذا الاستفتاء سيكشف عن
مفاجآت، وعندما اخترنا الأفلام العربية العشرة الأفضل في تاريخ السينما، لم
يأخذ الأمر معنى أكثر من دقائق رفعنا خلالها أسماء للبنانيين، مغاربة،
سوريين وفلسطينيين إضافة إلى مصريين كبار، يعني كانت الخيارات العربية
ناضجة، وموثّقة لها قيمتها وتكريماتها المحلية الإقليمية والدولية.
إنّ ما يحصل هو جانب من حفظ الذاكرة العربية في مجال السينما، فأكثر
ما ينقصنا هو التوثيق.. فقط هناك مبادرات فردية خجولة في تثبيت حوادث
وعلامات سينمائية فارقة، وقد ورد في لائحتنا عملان مصريان فقط هما:
-
المواطن مصري، لـ صلاح أبو سيف في أهم مواجهة أمام الكاميرا بين ممثلين
(عزت العلايلي وعمر الشريف) (1990).
-
زوجة رجل مهم، لـ محمد خان، في رصد لحقبة مهمة من تاريخ مصر عبد الناصر
وعبد الحليم حافظ (أحمد زكي، ميرفت أمين) (1987).
والأفلام الثمانية الباقية كانت عربية، هكذا شاء الخيار، ربما يعني
أنّ هناك فنّاً سابعاً، ولاحِظوا الأفلام الجيدة التي نحترمها أكثر من
غيرها:
-
بيروت اللقاء، لـ برهان علوية (82).
-
وهلأ لوين؟!، لـ نادين لبكي (2012).
-
شاطئ الأطفال الضائعين، لـ جيلالي فرحاني (المغرب - 1991).
-
أحلام المدينة لـ محمد ملص (1993 - سوريا).
-
الجنة الآن، لـ هاني أبو أسعد (2005 - فلسطين).
-
صفائح من ذهب (نوري بوزيد (1988 - تونس).
-
عرس الجليل لـ ميشيل خليفي (فلسطين).
-
صمت القصور، لـ مفيدة تلاتلي (1994 - تونس).
وهذا دليل على وجود أعمال لها وزنها وقيمتها وفعاليتها الجماهيرية
والنقدية، خصوصاً عندما تعرف أنّ أوّل من حاز سعفة ذهبية من مهرجان كان
السينمائي كان الجزائري محمد لخضر حامنيا عن فيلمه: وقائع سنوات الجمر،
وأنّ أوّل من نال أوسكاراً في تاريخ الجائزة هو اللبناني غبريال يارد عن
أفضل موسيقى لفيلم: المريض الإنكليزي.
إنّ الإبداعات العربية موجودة لكن يجب رصدها ومتابعتها ودراسة ظروفها،
ومن ثم الاقتداء بها.
وفي السادس من كانون الأول/ ديسمبر المقبل سيكون لدى القارى العربي سواء
كان متخصّصاً في السينما، أو مواطناً عادياً لوائح إسمية بالأفلام العربية
التي يؤشر إليها زملاء آخرون، أو مثّقفون في مجالات مختلفة، بحيث يحضر
الغنى وسعة الأفق ولا يظل الإطار الذي يدل على السينما العربية ضيّقاً،
ورهناً بقِطر عربي دون آخر، في وقت نحن أسعد ما نكون لهذا التمدُّد
السرطاني الحميد والإيجابي جداً في الاهتمام بهذا الفن أمام وخلف الكاميرا،
وفي كواليس الإنتاج، وهذا الحراك لا بد من أنْ يثمر أفلاماً مختلفة وحاملة
لجزء كبير من قضايانا.
عروض
«غاتسبي
العظيم» شاهدته بيروت في وقت واحد مع «كان»
«ستارتراك»: سيادة كاملة للتقنية والمؤثّرات... والنص..
لم يكن غريباً على بيروت، وموزّعي أفلام السينما فيها أنْ يحقّقوا
خطوة نوعية ليل الأربعاء في الخامس عشر من أيار/مايو الجاري، فقد تزامن عرض
فيلم الافتتاح في الدورة 66 من مهرجان كان السينمائي الدولي عند السابعة
مساء بتوقيت غرينتش، مع عرضه في اللحظة إياها عند التاسعة تماماً بتوقيت
بيروت الشتوي في إحدى صالات الـ (VIP)
الأربع التابعة لسلسلة (VOX)
في مجمّع كارفور الجديد.
«غاتسبي
العظيم» للأسترالي باز لورمان مع ليوناردو دي كابريو وغاري موليغان وتوبي
ماغواير في الأدوار الرئيسية الأولى لشريط مدّته 143 دقيقة تكلّف إنتاجه
127 مليون دولار وصُوِّر في عدة مناطق من أستراليا، بقيادة مخرج «مولان روج».
الشخصية لعبها دي كابريو بكثير من التركيز والهدوء، حيث كان صاحبها
يعيش في نيويورك أوائل العشرينات، وقد عُرِفَ عنه ثراؤه، وسامته، حب الناس
له، وولع النساء به، مع غموض لم يكن أحد يدري عنه شيئاً، وفق القصة التي
كتبها ف. سكوت فيترجيرالد، وقد نقلها إلى السينما لورمان، ومعه كريغ بيرس،
فإذا نحن أمام فيلم ساحر في مشهدية نموذجية في صياغتها وألوانها وحركتها من
دون توقّف على مدى ساعتين و23 دقيقة بإدارة مدير التصوير سيمون دوغان، مع
موسيقى فائقة الإمتاع لمؤلفها كريغر أرسترونغ، ومؤثرات مشهدية وخاصة أشرف
عليها وقاد فريقيها مارك براكسبيز وآرثر سبنيك جونيور.
يرصد الفيلم الحقبة التي سبقت الانهيار الاقتصادي العالمي عام 1929،
الذي كان سبباً مباشراً لاندلاع الحرب العالمية الثانية بعد ذلك بعشر
سنوات، حيث كانت نيويورك ملتهبة بكل شيء، خصوصاً بأثريائها الكُثُر،
والحياة اللاهية التي كانت المدينة بأسرها مرتعاً لها.
يتقدّم «غاتسبي» إلى صدارة الاهتمام، كونه صاحب كاريزما جمعت عنده في
قصره علية القوم، مع أقلّهم مستوى، لكن الجميع كانوا سعداء، يأكلون،
يشربون، يرقصون ويلهون، ثم يعودون في نهارات الأيام التالية إلى أعمالهم.
الفيلم يقدِّم صديقاً لـ غاتسبي (توبي ماغواير) هو الذي روى سيرته،
بعدما التزم بمبدأ تقديمه للناس، فقال كل شيء خصوصاً علاقته الوطيدة
والعميقة، بجميلة تمنّاها كل الرجال (كاثي موليغان)، وعُرِفَتْ بين
سيّاراته الكثيرة واحدة صفراء مُلهِمة، فكان صديقه الميكانيكي يضعها تحت
إشرافه الشخصي، ولأنّ غاتسبي كان لاهياً، وغير منتبه لقيمة شيء فقد حطّمها
في حادث مروري، ما أغضب الميكانيكي وقام برمي معلّمه وسيده بالرصاص فأصابه
باثنتين في الرأس فسقط مضرّجاً بدمائه في مياه المسبح.
شركة وارنر وزّعت الشريط الذي استعان فيه لورمان بعشرة مساعدين وأدار
أيضاً باقة من الممثلين: أليزابيت دوبيسكي، جويل آدغرتون، إسلافيشر، ليزا
آدم، فرانك آلدريدج، آمتياب باتشان.
Startreck: Into Darkness
-
الشريط كما سابقه (The Great Gatsby)
صُوِّر بطريقة الأبعاد الثلاثية وبكاميرا حديثة جداً
(Imax)...
هذا الجزء تكلّف 185 مليون دولار، وقد صُوِّر في استوديوهات بارامونت
(كاليفورنيا)، ومدّته 132 دقيقة أنتجه بريان بيرك وأخرجه جي جي آبرامز، وقد
تعاون على نصه السينمائي روبوتو أورسي، آليكس كيرتزمان، دامون ليندلوف.
هي هي نفسها المركبة الذاهبة من كوكب الأرض في مهمة كونية ضمن إطار
منظومة الكواكب التابعة للأرض وعلى متنها فريق منسجم عموماً، لكن بعض
المخاطر تواجه الفريق وتجعل عناصره في حالة من القلق، وأحياناً الخطر، لذا
تكون المعالجة من خلال العقل الراجح لـ جيمس. ت. كيرك (كريس باين) ومعه
الطبيبة كارول ماركوسي (آليس إيف) والثنائي نيوتا أوهورا، وسيول أي ، زوي
سالدانا، وزاكاري كينتو، مع كارل أوربان، سيمون بيغ، أنطون يلشن، جون شو،
ليونارد نيموي، فيليسيتي ورن، بروس غرينوود، بيتر ويلر، واللبناني الشاب
نيك طربيه، واسمه الأصلي عماد وهو من مواليد بيروت عام 1975، وقد ظهر الآن
في العديد من الأفلام الهوليوودية.
الدور الجيد هو للاعب شخصية خان: بينديكت كامبرياتش، الذي يؤدي دوراً
سلبياً وُفِّق فيه إلى آخر درجة.
حدث
«الفرنكوفونية»
تتدخّل لعرض «الصدمة»
فهل يعبر الفيلم إلى حلٍّ ما؟!
عاد الكلام عن فيلم «الصدمة»
(The Attack)
للمخرج اللبناني زياد دويري، فبينما مُنِعَتْ زوجته (جويل توما) من
تقديم عرض له في صالة أبراج - فرن الشباك كي يتعرّف على مادّته المثقّفون
الذين لم يشاهدوه بعد بحيث يضمن ضغطاً من قِبلهم على السلطات اللبنانية
المعنية للسماح بعرضه، حملت أخبار باريس إعلاناً على لسان الوزيرة المكلّفة
الشؤون الفرنكوفونية أنّها تريد التوسّط من خلال الدول العربية الأعضاء في
الفرنكوفونية بحيث تضغط كي يبدّل لبنان قراره بمنع عرض الفيلم، وأعلنت عن
أنّها أجرت اتصالاً بوزير الثقافة اللبناني غابي ليّون في هذا الصدد.
طبعاً الآمال ضعيفة في مجال إقناع السلطات بالتراجع عن قرار المنع،
لكنها واحدة من المحاولات علّها تثمر، لكنّها تأتي في وقت صرّح فيه صاحب
قصة الفيلم الأديب الجزائري ياسمينة خضرة (محمد مولسهول) لصحيفة «البلاد»
الجزائرية كاشفاً عن اتهامه بالتجسّس والتطبيع مع اليهود.
وأضاف: «إنّ زياد دويري تطرّق إلى نصف الرواية دون النصف الآخر. تبقى
السينما محاولة لتوسيع دائرة الكتابة... وأنا أكثر أديب عربي شهرة في
العالم، ومع كوني عربياً إلا أنّني حقّقت شهرة من الصعب تحقيقها وتُرجِمَتْ
رواياتي في 43 دولة وعندي سبعة ملايين قارئ وكل هذا ليس صدفة». وختم: «ليس
هناك اهتمام بازر بالأدباء العرب، وهو ما دفعني للكتابة باللغة الفرنسية،
ولم أكن لأشتهر لو كانت رواياتي بالعربية، فأنا معروف في سنغافورة وهونغ
كونغ، أكثر من دبي أو مصر أو المغرب، ونحن لا نهتم بعبقريتنا، نهتم بعبقرية
الآخرين».
كلام من هنا.. وآخر من هناك.. فما الذي يمنع من مجالسة هذا المخرج
اللبناني، صاحب الفيلم الرائع «غرب بيروت»، والاتفاق معه على صيغة يستطيع
معها هذا الفيلم لقاء جمهوره العربي، فهذا الجمهور هو الحاضر حالياً، وهذا
وقت الفيلم مئة في المئة، الأرض، الاحتلال، المواجهة، ناس السلم وناس
المواجهة، وأجواء يجب أن تغلب على المشهد العام، ما دام الفيلم كمصنَّف فني
متميّز جداً وما دامت الصورة العامة تقف إلى جانب قتال إسرائيل وعدم
الرضوخ لها مع طرح فكرة ما إذا كانت هناك إمكانية للتواصل سلماً مع العدو
بعد الفوز بالحقوق.
هذا التراشق عن بُعد لن يفيد، ودخول «الفرنكفونية» اليوم، وربما
«الكومنولث» غداً، وربما «حلف شمال الأطلسي» لاحقاً لتسوية الوضع وإيجاد
آلية لعرضه، خصوصاً أنّه مثل عدد من الأفلام الفلسطينية صوّرها مخرجوها في
الأراضي المحتلة، فلماذا الأجواء هناك مبرّرة وعندنا ليست كذلك؟!
من هنا يُفترض ألا يحتاج فيلم لبناني للكثير من التدخّلات، ومن حق
السلطات أنْ ترى أين هي مصلحة البلاد حين تسمع وحين تمنع، لكن ماذا نفعل؟،
هل نحكم على سينمائي شاب موهوب يتابع خطى ما كان بدأه مارون بغدادي في
أوروبا قبل أنْ يوقّع عقوداً مع الأميركيين تمهّد لتصوير أفلام هوليوودية.
هذه هي الصورة.
والأمور قابلة للحل، شرط أن تخلص النيّات ولا يتم التعاطي مع المخرج
دويري استناداً إلى تُهم جاهزة عموماً في مثل هذه الحالة فقط علينا تذكّر
أنّ وجهات النظر قد تختلف، لكن هناك خطّاً واحداً حاضراً لا أحد يحيد عنه
وهو أنّ إسرائيل عدو، وأنّ الركون إليها ليس مقبولاً، وبالتالي يُفترض
السماح لمخرجينا بطرح تصوّرتهم وأفكارهم كنوع من رفع مستوى حرية التعبير في
محاولة للقبض على اللحظات الحساسة في ظروف أمتنا وبلدنا.
مهرجان
«كان
66»: حضور لبناني
اليوم هو السادس من مهرجان كان السينمائي الدولي في دورته الـ 66،
المستمرة حتى الأحد المقبل في 26 أيار/مايو الجاري، حيث يُعرض شريط (Zulu)
في الختام، وبعد إعلان جوائز الدورة.
زخم، زحام، أسماء كبيرة في التحكيم، في المسابقات، وحتى في أعداد
الصحافيين، وصولاً إلى أرقام الفضوليين الذين ما زال يعنيهم بقوة التعرُّف
على نجومهم مباشرة عند مدخل قصر المهرجانات يومياً، وبعد الظهر، وقريباً من
عرض المساء الذي يشهد يومياً، وعلى مدى المهرجان عروضاً ضخمة يحضرها كبار
الضيوف من نجوم وفنانين وشخصيات.
لبنان يحضر في «سوق الفيلم» واليوم تحديداً موعد إطلاق نشاطه.
هو منبر مُتاح لأي جهة وأي شخص، ولا علاقة له بمسابقة أو جائزة بل وفق
إسمه تماماً، منبر للعرض فقط بغية التسويق والبيع، وهذا العام تلتقي جهود
مؤسسة سينما لبنان مع «نادي لكل الناس» ووزارة السياحة لتكريم إسم ونتاج
المخرج الراحل مارون بغدادي في الذكرى العشرين لرحيله، وسيتم إطلاق مجموعة
أفلامه المختلفة من طويل وقصير ودعائي، كما يُطرح شريط لارا سابا: قصة
ثواني، الذي ما زال يُعرض في بيروت.
فيلم
سقوط
من دون الدخول في متاهة العلاقة بين النقّاد وأصحاب الأفلام، لاحظنا
أنّ الشاعر والسيناريست أيمن بهجت قمر، الذي قدّم سابقاً أفكاراً مميّزة
للفنان أحمد حلمي، لم يستطع أنْ يخدم الممثّل الذي يخسر تباعاً جماهيريته
أحمد مكي لعدم وجود من يرعاه ويوجّهه فنياً في أحدث أفلامه: «سمير أبو
النيل»، ومع ذلك صرّح قمر بأنّه لا يحترم معظم النقّاد، وكلام من هذا
القبيل.
لم نجد شيئاً يستوقفنا في الشريط، حتى اللبنانية نيكول سابا كانت
عادية جداً، لا جاذب في أدائها، فما هو مكتوب أصلاً متواضع، في تركيز على
سمير (مكي) الشاب الذي يعيش على هواه، والأمور ماشية عال العال، إلى أنْ
يتقرب منه ابن عمه (حسين الإمام) ويخبئ في منزله 550 ألف جنيه ثم يجيء في
غيابه ويأخذها من دون أنْ ندري ما معنى كل هذا، ولماذا هذه الفانتازيا التي
لا «تجيب همّها» كما يقولون في العامية المصرية.
الإنتاج لـ محمد السبكي، والإخراج لـ عمرو عرفة، والتصوير لـ محسن
أحمد، ومع ذلك أمامنا فيلم فارغ لا قيمة فيه أو له.
نشاط
3
أفلام كلاسيكية
يظل مهرجان دبي السينمائي على مدار العام بين دورتين، حافلاً بنشاطات
سينمائية مختلفة ميدانياً، ومنها العروض الشهرية التي يقدّمها في صالة «بافيون
داون تاون»، واختيرت ثلاثة أفلام كلاسيكية من بدايات القرن الماضي، ووسطه:
-
الجنرال، لـ باستر كيتون 1926 في 101 دقيقة، مع ماريون ماك في أجواء
كوميدية جاذبة (الإثنين في 27 الجاري).
-
الغريب، لـ أورسون وايلز صوّره عام 1946 في 95 دقيقة، مع فراتز كاتيدلر،
لورتيا يونغ (الثلاثاء في 28 الجاري).
-
سيرانو دو برجوراك، أُنجِزَ عام 1950، وحاز بطله خوسيه فيرير أوسكار أفضل
ممثل (الأربعاء في 29 الجاري.
اللواء اللبنانية في
20/05/2013 |