يعيش المؤلف والمنتج والمخرج علاء الشريف حالة من السعادة بعد طرح
فيلمه الثاني {بوسي كات} في دور العرض، وعلى الرغم من حصوله على ردود فعل
جيدة من الجمهور فإنه قرر اعتزال الفن لأنه يرى أن الاستمرار فيه وسط ما
يحيط به من عثرات إنتاجية ضرب من الجنون.
عن الفيلم ورأيه في واقع السينما وقرار الاعتزال كان معه هذا اللقاء.
·
لماذا اخترت عنوان {بوسي كات}؟
لأن الفيلم يدور حول شخصية بوسي التي تملك محلا لتصفيف الشعر اسمه
{بوسي كات} في منطقة شعبية، يعرف أهلها أن هذه الفتاة منحرفة. تدور الأحداث
في إطار اجتماعي كوميدي. الفيلم من بطولة راندا البحيري، انتصار، الراقصة
الاستعراضية صوفيا، علاء مرسي، ومنير مكرم.
·
كيف جاءتك فكرته؟
يعرض الفيلم قصة حقيقية لفتاة مرت بهذه التجربة؛ إذ تعرضت للتجسس من
بعض الشباب الذين صوروها وتداولوا صورها عبر البلوتوث، ومن ثم واجهت مشاكل
كثيرة وأزمات مع أهلها وجيرانها.
·
كمنتج، لماذا استعنت بكل هذه
الوجوه الجديدة في الفيلم؟
لأن {بوسي كات} يعتبر تجربة محدودة التكاليف، ومن الصعب في الوقت
الحالي الاستعانة بنجوم الصف الأول في أعمال سينمائية بسبب ارتفاع أجورهم،
وفي كثير من الأحيان تكون هذه الوجوه أفضل من النجوم وأكثر إفادة للعمل لأن
النجوم اعتاد الجمهور مشاهدتهم في أدوار معينة وقد لا يصدقهم في غيرها.
·
هل واجهت أي صعوبات في توجيههم؟
على العكس؛ فهم ممثلون على وعي بأدوارهم وعملهم، وهذه ليست المرة
الأولى لهم في التمثيل؛ منهم خريجو معهد السينما، ومنهم من قدم أعمالاً
مسرحية وسينمائية، لكن الحظ لم يعطهم الشهرة التي يستحقونها.
·
ألم تخشى أن تكون ثاني تجاربك
السينمائية مع وجوه جديدة؟
لا لأنني في الفيلم أتحدى القاعدة الشائعة بأن النجم هو البطل الذي
يجذب المشاهد. باختصار، أحاول التأكيد على أن إقبال الجمهور على السينما
يأتي لأجل الفيلم لا النجم.
·
لماذا كثرت الأغنيات الشعبية
داخل الفيلم؟
لأنها تساعد في ترويجه، خصوصاً أن قطاعاً عريضاً من الجمهور يفضل
مشاهدتها والاستماع إليها، كذلك لا أرى أنها كثيرة إلى الحد المبالغ فيه،
إلى جانب أنها تساعدني في عرض فكرة الفيلم.
·
ما ردك على انتقاد البعض للفيلم
على اعتبار أنه مليء بالمشاهد الخادشة للحياء؟
هؤلاء جاهلون ولا يعرفون كيف يتحدثون؛ ففيلم {بوسي كات} محترم وخال من
الإثارة، ولا يتضمن أي مشهد خادش للحياء، وعليهم أن يروا الفيلم بعين
التقدير للمجهود المبذول فيه.
·
هل حذفت الرقابة مشاهد منه؟
على العكس، فقد أشادت الرقابة بالفيلم وبمضمونه والقضية الجادة التي
يناقشها، ويمكن سؤال رئيس جهاز الرقابة عبد الستار فتحي على المصنفات
الفنية وسيؤكد صدق ما أقوله.
·
كيف كانت ردود الفعل نحو {بوسي
كات}؟
الحمد لله سعيد جداً بها؛ فقد وردتني تعليقات جيدة ومدحاً يرضيني، بل
تعدى المدح ما وصلني بعد عرض {الألماني}.
·
هل ترى أن توقيت عرض الفيلم
مناسب؟
تأجل عرض الفيلم أسبوعاً لظروف فنية سيئة وقد أثر ذلك على مستوى إقبال
الجمهور عليه، ولو كان عرض في وقت آخر لكان حقق مشاهدات وإيرادات مرتفعة،
خصوصاً أن أفلاماً أخرى تُعرض في الوقت نفسه، ويؤدي بطولتها نجوم، مثل
{الحرامي والعبيط} و{تتح} و{سمير أبو النيل}.
·
التأليف والإنتاج والإخراج...
أيهما الأقرب إليك وهل اعتدت إخراج الأعمال التي تكتبها؟
التأليف أقرب مجال إلى قلبي؛ لأنه المرحلة التي أكون فيها مسيطراً على
كل شيء من دون أي مؤثرات أخرى على العمل الفني، ومن بعده الإخراج الذي يعمل
على توظيف العناصر كافة لخدمة القصة المكتوبة، لذا أنا مقتنع بفكرة القيام
بهذه المهام لأنني سأقدم وجهة النظر التي كتبتها كما هي، وبالتالي لست في
حاجة إلى مخرج آخر.
·
ما رأيك في ظاهرة القرصنة التي
تتعرض لها غالبية الأفلام؟
تخسر صناعة السينما الملايين بسبب تلك الظاهرة، إذ يُسرق الفيلم حتى
قبل عرضه. تطوعت منذ فترة وطرحت على بعض الجهات التي يهمها الأمر مشروعاً
للقضاء على هذه الظاهرة من خلال إنشاء مواقع تسويق أفلام السينما على
الإنترنت في مقابل مادي بدلاً من عرضها مجاناً، والتبليغ بالمواقع التي
تعرضها مجاناً، واتخاذ إجراءات قانونية تجاهها بموجب تفويضات من المنتجين
أصحاب الأفلام. ولكن للأسف، لم تهتم هذه الجهات بالمشروع، وبالطبع لن أفرض
فكري على شخص غير مهتم بحماية ماله.
·
كيف ترى وضع السينما الحالي؟
المشكلة الإنتاجية مؤثرة على هذا الوضع عموماً، كذلك انعدام مصادر
التمويل والتسويق والبيع الخارجي على الفضائيات، وبالتأكيد لن يُنفق المنتج
أمواله على عمل لن يجني منه ما أنفقه؛ لأنه يحصل على 40 % فقط من إيرادات
الفيلم والتي لا تغطي بالتأكيد ميزانيته. قررت اعتزال الفن من النواحي
كافة، تأليفاً وإنتاجاً وإخراجاً، لأنني لم أعد أستطع تحمل المحيط الفني
والظروف السيئة التي نعمل فيها.
·
ما الحل في رأيك؟
أن يقلل الفنانون من أجورهم أو يساعدوا في بيع العمل للقنوات الفضائية
ويساهموا في الميزانية.
·
هل ترى أن المشكلة لدى المنتجين؟
تكمن المشكلة في صناعة السينما الآن بشكل عام؛ فالاستمرار في الإنتاج
السينمائي ضرب من الجنون، وأعتبر نفسي مجنوناً لأنني على رغم خسارتي في
فيلم {الألماني} إلا أنني سعيت إلى جمع بعض الأموال وإنفاقها لإنتاج فيلم
{بوسي كات}الذي لا أعلم إن كان سيحقق ما أنفقته. ولكن عشقي وعشق غيري من
السينمائيين هو الذي يدفعنا إلى الاستمرار في ذلك، لذا آخذ على بعض
المنتجين الكبار ابتعادهم عن الإنتاج الآن على رغم أنهم تربحوا الملايين من
السينما المصرية حينما كانت في أفضل أحوالها، ثم تركوها في أزمتها الراهنة.
·
ما توقعاتك للمواسم السينمائية
المقبلة؟
لا أعتقد أن وضع السينما سيتحسن بل سينهار.
الجريدة الكويتية في
07/06/2013
«هَرَجَ
وْمَرَجُ»!
كتب الخبر:
مجدي الطيب
{هَرَجَ القومُ} في اللغة العربية أي وقعوا في فتنةٍ واختلاط وفوضى
بينما يعني «الْمَرَجُ»: الاضْطِرَابُ وَالفَوْضَى... وهذا تحديداً ما كانت
تُشير إليه المخرجة الشابة نادين خان في أول أفلامها الروائية الطويلة
«هَرَجَ وْمَرَجُ»، الذي عُرض للمرة الأولى في الدورة التاسعة لمهرجان
«دبي» السينمائي الدولي، وفاز بجائزة لجنة تحكيم مسابقة «المهر العربي
للأفلام الروائية الطويلة»، ويُعرض هذه الأيام في صالات العرض التجارية في
مصر.
استوحت نادين، التي تخرجت في قسم الإخراج في المعهد العالي للسينما
عام 2001، بذرة قصة الفيلم عندما كانت تعمل كمساعدة للمخرج يسري نصر الله
أثناء تصوير فيلم «باب الشمس» في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان،
وهناك وجدت مجتمعاً منعزلاً ولكن أهله يعرفون بعضهم البعض، ويتعايشون
وكأنهم «دولة» قائمة بذاتها. حينها، تولدت فكرة «هَرَجَ وْمَرَجُ»، الذي
بدأت كتابة متن السيناريو الخاص به في لوكارنو 2007، الذي منحها منحة تطوير
سيناريو، وعقب عودتها إلى القاهرة أسندت مهمة كتابة السيناريو والحوار إلى
محمد ناصر.
وقتها تصورت «نادين خان» أنها تصنع فيلماً اجتماعياً لا علاقة له
بالسياسة ولكن الرقابة على المصنفات الفنية، قبل قيام ثورة 25 يناير في
مصر، كان لها رأي آخر؛ إذ رفضت السيناريو من دون إبداء الأسباب، وبعد
الثورة أعادت المخرجة تقديمه إلى الرقابة فوافقت فوراً!
في فيلم «هَرَجَ وْمَرَجُ» مجتمع يعيش على المساعدات الخارجية التي
تمده بها قوى غامضة ومجهولة، عبر العربات المُحملة باللحوم والخضراوات
والغاز المعبأ في أنابيب بالإضافة إلى السلع غير الأساسية مثل: المرطبات
والحلويات، بينما تتولى إذاعة محلية، يمكن تفسيرها بأنها معادل الآلة
الإعلامية، الوصف التفصيلي بالصوت فقط (سيد رجب) لما يجري على أرض الواقع،
الذي يعاني شبابه البطالة، ويستثمر «كبيره» الحاج سيد (صبري عبد المنعم)
مباريات كرة القدم للتربح، والإمساك بمقاليد الأمور، ويحرص على إخفاء عالمه
السري القذر، الذي يمارس فيه علاقة جنسية مع امرأة ناضجة يشتري صمت زوجها
بالمخدرات، بينما يهيمن على الجيل الجديد من خلال بث الفتنة وإثارة الغيرة
وتأجيج الصراع، بين الشابين «منير» (رمزي لينر) و{زكي» (محمد فراج) على
الفوز بابنته «منال» (أيتن عامر) بينما تتحول الساحة الرئيسة إلى حياة
ينطبق عليها ما قاله يوسف وهبي، مع بعض التعديل، لتصبح: «ما الدنيا إلا
ملعب كبير»؛ فعلى أرضها يحتدم الصراع على الفوز بنصيب في «المساعدات»، التي
تتدخل فيها الوساطة والمحسوبية، والفوز بنتيجة المباريات، التي تجري في جو
أقرب إلى تلك التي تحكمها المؤامرات والمراهنات... وهناك أيضاً الصراع بين
الخير والشر!
إنه الزمن الخاص بمجتمع معزول يعيش قانونه، ويتعايش مع واقعه، ويتكيف
مع مشاكله، لكنه في النهاية مُحب للحياة، بحلوها ومرها، المتمثل في الموت
الذي يخطف مدرب الكرة، والابتزاز، تهديد الكبير بالفضيحة عقب سرقة هاتفه
النقال، والمقايضة، الفوز بالمباراة والفتاة أو التشهير، ومع نهاية
المباراة التي تشهد فوز الفريق الذي يقوده «منير» وزواجه من «منال» وخسارة
«زكي» المباراة والفتاة وكذلك صديقه المدرب تتعدد التفسيرات والقراءات في
الفيلم، الذي اتخذ لنفسه شكلاً مختلفاً عن النمط السائد في السينما
المصرية، وربما العربية، سواء في «اللوكيشن» (ديكور كامل على أرض زراعية
على مقربة من قرية المنصورية جنوب العاصمة المصرية) أو الأحداث التي تجري
في اللازمان واللامكان. ومن ثم كانت النتيجة مُبهرة على صعيد الشكل الفني،
صورة وإضاءة عبد السلام موسى وديكور عاصم علي، بينما لم ينجح الأداء
التمثيلي في الوصول إلى «السهل الممتنع» الذي كان مطلوباً في هذه النوعية،
باستثناء أسامة أبوالعطا في دور «توك توك»، بعد اعتياده القيام بدور
المُنقذ في الأفلام التي كان يعمل فيها كمساعد مخرج؛ مثلما فعل في فيلم
«جعلتني مجرماً، كذلك هاني المتناوي (المدرب) بعد إطلالته العابرة من خلال
دور مرشح مجلس الشعب في فيلم «عين شمس».
رفضت المخرجة نادين خان أن تًصبح نسخة من أبيها المخرج محمد خان،
واختارت، ولها مُطلق الحق والحرية، أن تكون نفسها، ونجحت في تقديم فيلم
مختلف بفضل الفكرة والأسلوب وسيناريو وحوار محمد ناصر ومونتاج دينا فاروق،
التي تستحق التحية لتحملها عبء إنتاج الفيلم في هذه الظروف، والاستعانة
بموسيقى تعمد واضعها (حسن خان) ألا تخرج عن آلة البيانو التي ينظر إليها
البعض بوصفها آلة النخبة، ونجح في أن يجعلها صوت العامة والدهماء!
الجريدة الكويتية في
07/06/2013
تراجع إيرادات وتأجيل... السينما تنتظر قبلة الحياة
كتب الخبر: هيثم
عسران
فيلمان قيد التصوير، أقل من عشرة أفلام تنتظر تحديد موعد العرض،
ومجموعة من الأفلام تأجلت لأسباب مختلفة، أبرزها الخوف من ضعف الإيرادات مع
اختصار موسم الصيف السينمائي بثمانية أسابيع، نظراً إلى حلول شهر رمضان...
النتيجة انزواء السينمائيين في منازلهم بانتظار انفراج الأزمة التي تعصف
بصناعة السينما وقد دخلت عامها الثالث.
لم يكن اختصار موسم الصيف الدافع الوحيد إلى تأجيل أفلام سينمائية حتى
إشعار آخر، بل لم ترضِ إيرادات الأفلام المطروحة طموحات المنتجين إذ لم
تتخطَّ مجتمعة 25 مليون جنيه، على رغم مرور نصف الموسم، علماً أن إيرادات
موسم الصيف العام الماضي تجاوزت 100 مليون جنيه.
{31
ديسمبر} (بطولة علا غانم وأشرف مصيلحي) أبرز الأفلام التي
استبعدت من الموسم الصيفي، مع أنه تأجل مرات بسبب الأوضاع الاقتصادية، وقد
اتخذ المنتج محمد عارف قرار التأجيل لضمان تحقيق إيرادات أكبر، خصوصاً أن
الفيلم هو باكورة إنتاجه السينمائي.
يتمحور {31 ديسمبر} حول جريمة قتل غامضة تقع يوم رأس السنة، ويتم
البحث عن الجاني وسط الحاضرين في الفندق الذي وقعت فيه الحادثة. صُورت
غالبية الأحداث في إحدى القرى السياحية بمدينة مرسى علم الساحلية.
{الجرسونيرة} (بطولة غادة عبد الرازق ومنذر ريحانة، إخراج هاني جرجس
فوزي) تأجل بدوره إلى موعد لاحق، بعدما استبعد فوزي عرضه في موسم عيد الفطر
بسبب مشاركة غادة عبد الرازق في مسلسل رمضاني، ما قد يؤثر سلباً على
إيراداته.
تدور الأحداث في 90 دقيقة داخل إحدى الشقق، تم تصويره بالكامل ضمن
ديكور شقة كلف أكثر من مليوني جنيه.
تجارب أولى
مع أنه أنجز مونتاج {أسوار القمر} بعدما استغرق تصويره أكثر من ثلاثة
أعوام وأخذ معظم المشاهد في الغردقة، إلا أن المخرج طارق العريان لم يستقرّ
على موعد عرض فيلمه الأول (بطولة منى زكي، آسر ياسين، وعمرو سعد).
بدوره لم ينتهِ المخرج أحمد عاطف من مونتاج {قبل الربيع} بعد، وكان
صور المشاهد الأخيرة في الإسكندرية، ومن المقرر أن يشارك في مهرجانات
سينمائية قبل طرحه جماهيرياً.
الفيلم من تأليف أحمد عاطف وإخراجه، بطولة: أحمد وفيق، هنا شيحة، حنان
مطاوع، يرصد واقع المجتمع المصري قبل الثورة، وحياة نشطاء سياسيين ساهموا
في اندلاع الثورة.
انتهى المخرج أسامة عمر من تصوير أولى تجاربه الإخراجية “زجزاج”
(بطولة ريم البارودي ومحمد نجاتي). تدور أحداثه في أحد الملاهي الليلة
ويتمحور حول أربع فتيات يعملن في الملهى، ويستعرض الظروف التي دفعتهن للعمل
في مكان يخجلن من ذكر اسمه.
يتابع أكرم فريد مونتاج {نظرية عمتي}، من إخراج أكرم فريد وإنتاج شركة
{نيوسينشري}، تؤدي فيه حورية فرغلي أولى بطولاتها السينمائية إلى جانب
لبلبة وحسن الرداد. يتوقّع طرح الفيلم في موسم عيد الفطر.
انتهى المخرج أحمد عبدالله من تصوير {فرش وغطا} (بطولة آسر ياسين
وإنتاج محمد حفظي)، وسيشارك في مهرجانات دولية قبل طرحه جماهيريا، علماً أن
عبدالله اعتاد ذلك في أفلامه السابقة.
انشغالات منوعة
مع أن المخرج مروان حامد أنجز تصوير معظم مشاهد {الفيل الأزرق} (بطولة
كريم عبدالعزيز ونيللي كريم) إلا أن المشاهد الباقية توقف تصويرها أكثر من
شهر لأسباب إنتاجية، ويتوقّع أن يعرض الفيلم خلال موسم عيد الأضحى.
بدأ المخرج إسماعيل فاروق تصوير المشاهد الخارجية من {القشاش} (بطولة
حورية فرغلي وحنان مطاوع وحسن الرداد)، إلا أنه سيستغرق وقتاً طويلا في
التنسيق بين الفنانين المشاركين، لانشغالهم بتصوير أعمالهم الرمضانية،
باستثناء حنان مطاوع المتفرغة له.
أما المخرج عمرو سلامة فاضطر إلى وقف تصوير فيلمه الجديد {لا مؤاخذة}،
(بطولة كندة علوش) أسابيع حتى انتهاء فترة الامتحانات، نظراً إلى طبيعة
الفيلم الذي تدور أحداثه في مدرسة، فضلا عن انشغال بطلته بمسلسلها
الرمضاني، ويتوقع أن يعرض نهاية العام الحالي.
الجريدة الكويتية في
07/06/2013
بين الفنان والمعجبين...
تفاعل إيجابي وهوس مرضي
في ظل إبداء الإعجاب بالكلمة الرقيقة أو باقات الورود وحتى المكالمات
الهاتفية والتخاطب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يعيش الفنان حالة من
التفاعل الدائم مع معجبيه، فيرضي نهمهم إلى الاستماع إلى فن جميل وفضولهم
في التعرف إليه عن قرب، ويرضون في المقابل توقه إلى الإحساس بالنجومية
وبريق الأضواء... لكن تنقلب هذه العلاقة إلى جحيم عندما يشوبها الهوس، فتقض
مضجع الفنان وتدخله في كابوس لا يعرف الخلاص منه، لا سيما إذا رافقتها
تهديدات بالقتل... وتزخر وسائل الإعلام يومياً بأخبار عن مهووسين بهذا
الفنان أو ذاك اقتحموا شقته أو اعترضوه في الشارع أو لاحقوه عبر رسائل
قصيرة... وغالباً ما تصل الأمور إلى أقسام الشرطة، ولا تتوقف عند هذا الحد
بل تستمر إلى ان يقتنع المهووس بأن هوسه لن يوصله إلى ما يحلم به من التقرب
إلى الفنان أو الزواج منه.
كيف يتعامل الفنانون مع المعجبين وما هي مفارقاتهم معهم؟ سؤال طرحته
{الجريدة} على نجوم عرب وحصدت الأجوبة التالية.
مضايقات عبر مواقع التواصل
أحمد عبدالمحسن
عبدالله سالم
«تعاملي مع المعجبين ممتاز. أتناقش معهم وأستمع إلى اقوالهم وآرائهم»
يقول الفنان عبدالله سالم، مشيراً إلى أن المعجبين يخرجون الفنان أحياناً
عن صوابه عندما يطلبون أموراً غير معقولة، ويتدخلون في أمور شخصية، «وإذا
كان الفنان مشغولاً ولم يستطع الرد عليهم في مواقع التواصل مثل «تويتر» أو
«فيسبوك» لا يراعون الظروف الخاصة ويتهمونه بأنه متعالٍ...».
يضيف أنه لم يسبق أن تعرّض لموقف محرج مع المعجبين، بل مناقشات حادة
أحياناً عبر وسائل التواصل الاجتماعي، من دون أن يصل الأمر إلى المشاجرة،
أو الإساءة إلى أحد والتقليل من شأنه.
يوسف الحشاش
«أتعامل مع المعجبين بمودة وامتنان، فهم يدعمونني في مسيرتي الفنية
ولهم الفضل في الشهرة والسمعة الطيبة»، يوضح الفنان والمخرج يوسف الحشاش،
مشيراً إلى أن مضايقات ومناوشات تحدث، في بعض الأحيان، لكن في الوقت ذاته
ثمة من يناقش الفنان في أمور تتعلّق بالعمل وبعض الشخصيات التي يجسدها.
يضيف: «مثل هذه النقاشات تكون عن حسن نية، ولا مانع من الاستمرار
فيها، لكن بالنسبة إلى الذين يضايقون الفنان ويبالغون بالتدخل في خصوصياته،
فيكمن الحل الأمثل في تحاشيهم وعدم الرد عليهم والاحتكاك بهم».
محمد النشمي
«ثمة اختلاف بين المعجبين في الكويت وخارجها من الدول الأخرى، فالمعجب
المحلي يحمل شيئاً من الكبرياء غير المفهوم، بينما في الدول الأوروبية
يسارع المعجبون لأخذ صور مع الفنانين واللحاق بهم من دون خجل»، يلاحظ
الكاتب محمد النشمي لافتاً إلى أن المعجبين في الدول الخليجية لا يتحدثون
مع الفنانين أو المشاهير، ويكتفون بالنظر إليهم من دون أي ردة فعل، «لا
أعرف السبب، وربما هي الطبيعة الاجتماعية التي نعيش فيها».
يضيف: «في المقابل، نلاحظ معجبين يتدخلون في أمور الفنان الشخصية
كطريقة تصفيف شعره أو ملابسه، فيما الأجدر التركيز على العمل الدرامي الذي
يقدمه ومناقشته فيه، وليس التدخل في خصوصياته، فالفنان ليس ملكاً لهم».
محمد العلوي
«أتعامل مع المعجبين بطريقة جيدة ولكني أراعي الدقة في هذا التعامل»
يؤكد الفنان الشاب محمد العلوي، لافتاً إلى أن مناوشات تحدث أحياناً مع بعض
المعجبين، فيشتمون الفنان من دون أي سبب، «هذه الأمور لا ألتفت إليها، ولكن
يخرج الأمر عن السيطرة عندما يتفوهون بأمور غريبة وغير حقيقية ويتهمون
الفنان بصفات غير موجودة إطلاقاً».
يضيف: «سبق أن شنيت حملة ضد بعض هؤلاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي
وأغلقت حساباتهم الشخصية، أحياناً لا يستطيع الفنان تمالك نفسه نتيجة الضغط
الذي يتعرض له، لذلك أحاول أن أكون دقيقاً جداً في تعاملي مع المعجبين».
احترام متبادل
بيروت - ربيع عواد
شيما هلالي
{الجمهور
والمعجبون أساس استمرار الفنان، وأنا أشكرهم على دعمهم لي منذ انطلاقتي في
عالم الغناء}، تقول شيما هلالي مؤكدة أنها، رغم غيابها بين الحين والآخر عن
الساحة الفنية، فإنها تعرف سلفاً أنهم في انتظارها، وتجتهد في تقديم أعمال
ترضي أذواقهم، ذلك أن محبتهم لها حملتها مسؤولية كبيرة. وتضيف أن علاقة
طيبة تربطها بالمعجبين وقائمة على الاحترام وأنها ولم تصادف مواقف محرجة
معهم.
أمل بو شوشة
{لا يمكن أن يلمع اسم أي فنان من دون وجود جمهور ومعجبين من حوله}
تقول أمل بوشوشة، مؤكدة أن الجمهور يعطي الفنان دعماً معنوياً ويبذل
المعجبون جهدهم ليحتل فنانهم المفضل المرتبة الأولى، {هنا يشعر الفنان أنه
مسؤول أمام المعجبين فيجتهد بدوره ليكون عند حسن ظنّهم}.
حول كيفية تعاملها مع المعجبين توضح: {أحبهم من كل قلبي ولا أصادف أي
موقف حرج مع أي أحد... يحترمني الجميع وتجمعني صداقة مع كثر منهم، ونتواصل
عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يجب أن تكون علاقة صداقة ومودة بين الفنان
والمعجبين شرط ألا يتعدّى أحد حدود اللياقة والأدب}.
لا تنكر بوشوشة أن الإعجاب قد يتحوّل إلى هوس بالفنان، وأن حوادث في
هذا المجال وقعت أكثر من مرة سواء في العالم العربي أو في الغرب، عندها
يضطرّ الفنان إلى أن يدافع عن نفسه بطرق مختلفة.
فيفيان مراد
{ثمة فرق بين المعجب والمهووس، وما من فنان ناجح من دون معجبين من
حوله}، تؤكد فيفيان مراد مشيرة إلى أن العلاقة بين الفنان والمعجب يجب أن
تبنى على أسس متينة وصريحة قوامها الاحترام المتبادل، تقول: {المعجبون بفني
كثر ويزدادون يوماً بعد يوم وألمس ذلك من خلال حفلاتي ومواقع التواصل
الاجتماعي}.
تضيف: {لم يسئ أي معجب إلي أو حاول القيام بأمور غريبة، وحين يتخطى
حدوده مع الفنان يتحول إعجابه إلى مرض وهذا أمر مرفوض}.
تشير مراد إلى أن المشاكل التي افتعلها مهووسون مع نجوم عرب وأجانب
مثل التهديد بالقتل وغيره... لا تخيفها لأن هذه الأمور يمكن أن يتعرض لها
أي شخص عادي ولو كان بشكل أقل كونه ليس تحت الأضواء.
سعد رمضان
{ليس أجمل من أن يكون الفنان محاطاً بمعجبين وبجمهور محب} يوضح سعد
رمضان، لافتاً إلى أن المعجبين يعاملون الفنان بطريقة جميلة فيجد نفسه غير
قادر على رد هذا الجميل، {خصوصاً أنهم الداعم الأول والأخير له طيلة حياته
الفنية ويؤمنون له استمرارية ناجحة في حال حافظ على خطّه الفني الراقي}.
يضيف: {من الطبيعي أن يفتعل معجب أحداثاً غريبة ويتخطى الخطوط
الحمراء، إلا أن هذا الأمر مرفوض، فكما يحترم الفنان المعجبين على هؤلاء أن
يعرفوا كيفية التعاطي مع النجم وعدم تخطي الحدود معهم}.
الحراس الشخصيون الحل الأخير
القاهرة - بهاء عمر
تامر حسني أحد أكثر الفنانين الذين يعانون تجاوزات المعجبين، لا سيما
المعجبات اللواتي يحرصن في كل حفلة على الصعود إلى خشبة المسرح والتقاط
الصور معه، ما أدى إلى توقفه عن الغناء في حفلات كثيرة. وقد دفعت هجمات
المعجبين المتكررة منظمي الحفلات التي يقيمها حسني، إلى تكثيف الإجراءات
الأمنية حول مقر إقامته ومكان الحفلة.
أدى تكرار المواقف المحرجة التي يقع فيها حسني بسبب المعجبين إلى
انتشار أخبار تزعم بأنه استأجر معجبات ودفع لهن المال ليطلقن صرخات هستيرية
عند رؤيته والتدافع حوله، وكان آخرها أثناء إحيائه حفلة في مهرجان «موازين»
في المغرب.
علاقة غير محددة
فوجئ أحمد عز أثناء مروره في أحد شوارع حي المعادي في القاهرة، حيث
يقيم، بفتيات يعملن في شركة قريبة من مسكنه، يتدافعن لمصافحته وأخذ صور
معه، وسرعان ما تجمع المارة الذين طلبوا أخذ صور أيضاً، فأدى ذلك إلى تعطيل
حركة السير في الشارع. يقول عز إنه لم يستطع أن يمنعهم أو يوقفهم لأنه لا
يريد إحراج المعجبين أو مضايقتهم، فاكتفى بالابتسامة حتى يمر الموقف.
توضح دنيا سمير غانم أن العلاقة بين المعجب والفنان لا يمكن تحديدها،
فهي تختلف من معجب إلى آخر بحسب شخصيته وثقافته وتعليمه، «ثمة من يبدي
إعجابه بالتصفيق للفنان إذا كان على خشبة المسرح وآخر يطلب صورة وثالث
يرسل باقة ورد»، مشيرة إلى أن المشكلة تقع عندما يتجاوز البعض حدود إبداء
الإعجاب إلى المضايقات.
تضيف أن علاقتها بالمعجبين طرأ عليها تغير بعد خطوبتها، لأنها تستأذن
خطيبها قبل التقاط صور مع المعجب، مؤكدة أنه لا يرفض لتفهمه طبيعة عملها
وما تتطلبه النجومية التي تحظى بها، خصوصاً أنه يعمل في الوسط الإعلامي.
مضايقات وتهديد
يتعرّض فنانون كثر إلى مضايقات أو تزاحم من المعجبين أثناء تصوير
المشاهد الخارجية الخاصة بأعمالهم، في الشوارع الرئيسة أو المناطق الشعبية،
ما يلقي عبئاً على فريق العمل بضمان عدم تأثير الجمهور على التصوير.
واجهت ليلى علوي مواقف مشابهة أثناء تصوير مسلسلها «كابتن عفت»، إذ
تجّمع المعجبون حول فريق العمل، أثناء تصوير المشاهد في أحد النوادي في
منطقة شعبية، ما اضطر المخرج إلى نقل مكان التصوير وتغيير مواعيده لتفادي
المضايقات وإنجاز عمله.
أما ريهام عبد الغفور فعانت قبل عامين من تهديدات وصلتها عبر رسائل
على هاتفها المحمول، ثم تطورت إلى مكالمات متكررة تضمنت مغازلات غير لائقة
وتهديدات وصلت إلى القتل، عندها اضطرت ريهام إلى التقدم ببلاغ إلى الشرطة
اتهمت فيه صاحب الرقم الذي يتصل بأنه يهددها بالقتل.
بعد إلقاء القبض عليه تبين أنه عاطل، فأنكر أمام النيابة تهديد
ريهام بالقتل، وأوضح أنه معجب بها لدرجة الجنون ويتمنى الارتباط بها رغم
كونها متزوجة ولديها طفل، ما استدعى النيابة إلى إحالته إلى مستشفى الأمراض
العقلية لبيان سلامته العقلية.
بدورها فوجئت منة شلبي بمجهول يحاول اقتحام شقتها فاتصلت بشرطة النجدة
لإنقاذها، وفور وصولها القت القبض عليه. في البداية، اعتقدت منة أنه لص
لكنها فوجئت به يعترف أمام الشرطة بأنه معجب ويريد الزواج منها، وقد استدعى
هذا الموقف حرصاً أكبر في تأمين نفسها ومسكنها وتحركاتها.
توضح منة أن أكثر المواقف التي تسبب لها توتراً تتعلق بإقامة عروض
خاصة لأفلام جديدة، سواء كانت من بطولتها أو تحضرها مجاملة لأحد الزملاء،
بسبب المشاجرات التي تقع بين الجمهور والأمن الخاص بالسينما، وهو ما يتسبب
أحياناً في إلغاء الحفلات.
وتشير إلى أن لجوء بعض الفنانين إلى اصطحاب حراس شخصيين في تحركاتهم
يرتبط بالمضايقات التي يتعرضون لها من بعض من تسميهم بـ{المتجاوزين» وليس
«المعجبين».
كذلك تسببت الحالة الأمنية المتردية في مصر إلى لجوء كثير من الفنانين
إلى الحراس الشخصيين لتأمين تحركاتهم، خوفاً من التعرض لعمليات سرقة
ومضايقات تستهدفهم شخصياً.
الجريدة الكويتية في
08/06/2013
غراي وريفن وميكي.. والمستوى المتراجع
رداءات سينمائية لمشاهير في مهرجان «كانّ»
زياد الخزاعي
(كانّ)
لن تنقضي لوثة الدورة الـ66 (15 ـ 26 أيار 2013) لمهرجان «كانّ»
السينمائي بيسُر. أفلام مسابقاتها وخاناتها المرموقة باتت في عهدة مهرجانات
دولية أخرى، حيث سيكون مئات الآلاف من مشاهديها على مواقيت مع عناوين هزّت
الـ«كروازيت» حينها. توجّب على طواقم لجان اختياراتها انتظار العروض كي
تحكم وتنتقي، لكن مفاجآت كانت بانتظارهم، إذ أن أسماء كبيرة خذلتهم، وأتت
أفلامهم رداءات سينمائية غير متوقّعة. أولّهم الأميركي جيمس غراي، الذي
قدّم «المهاجرة» (المسابقة الرسمية)، وصدم الجميع بعمل هشّ ومفتعل وبليد
الدراما. حكاية مكرورة، صيغت بأقل قدر من الخيال حول الشابّة إيفا (أداء
سيئ للفرنسية الموهوبة ماريون كوتيار)، الساعية إلى حياة أفضل في أميركا،
تنتهي بائعة هوى على يدي الخسيس برونو فايس (يواكيم فينيكس) الذي استغلّ
وحدتها، إثر انفصالها عن شقيقتها ماجدا المحتجزة في جزيرة «إلس» بسبب السلّ
الذي عبث برئتيها. يسرد غراي لوعة بطلته وخيباتها ومهاناتها تورية عن جَوْر
اجتماعي لا يرحم، ومثله قانون لا يُنصِف غرباء جاهلين بمصائرهم في مدينة
وحشية، حيث العواطف ميتة، والضمائر متحجّرة.
مَنْ آلف تحية مواطنه إيليا كازان لبطله الشاب الأرمني، الذي يكتشف
قوّة شكيمته في «أميركا، أميركا» (1963)، أو مرارات سوء الظن التي تواجهها
بطلة فيلم الدنماركي الطليعي لارس فون ترير «دوغفيل» (2003)، أو اشتراطات
القدر التي تحاصر العائلة المهاجرة، وبرفقتهم شابة غامضة الأصول، في
«البوابة الذهبية» (2006) للإيطالي إيمانويلي كرياليسي، وعلى منواله الفيلم
الباهر للإيرلندي جيم شيريدن «في أميركا» (2002)، يكتشف حجم رداءة
ميلودرامية غراي التي صوّرها باحتفاء مبالَغ به الإيراني ـ الفرنسي داريوش
خوندجي. فإيفا، التي تسرق ورقة مالية كي يُلقي عليها القوّاد برونو خطبة
أخلاقية عن الأمانة(!)، تقف ببلاهة عندما يتضح لها أن دعارتها قدر يتوجّب
عليها المرور به من أجل اجتماعها ثانية بشقيقتها. أكاذيب هذا الساقط لن
تدفعها إلى التمرّد أو الاحتجاج، بل يتوجّب عليها الانتظار حتى يختلق غراي
شخصية الشاب النبيل أورلاندو (جيرمي راينر)، ليكتمل الثلاثي الدرامي البائخ
المصير. يُقتَل الأخير كفدية اجتماعية لقسوة نيويورك التي لن ترحم ملاكاً
مثل صنفه، وتُعمّد المجرم برونو بدمه كاستحقاق ساذج لعدالة يستيقظ ضميرها
فجأة، قبل أن يُحقّق هذا الضمير الأجوف لقاء الأختين.
قبل عامين، هزّ المخرج الدنماركي نيكولاس ويندينغ ريفن ليالي «كانّ»
بعمل فذّ، دار حول انتقام شاب من عصابة استهدفته إثر فشل عملية سطو، في
«قيادة». كانت مشهديات الممثل الكندي راين غوزلينغ استعادات باهرة للراحل
ستيف ماكوين، واختزال أداءاته الشهيرة. كلّ هذا غاب تماماً عن جديد ريفن
«الله وحده يغفر»، الذي استعارالعنوان من «إصحاح يوحنا»، في مسعى إلى إضفاء
بُعدٍ ميثولوجي على حكاية قصاص دموي بين بطل شبه أسطوري (غوزلينغ) يجول في
أماكن مستلّة من رؤى جحيمية في بانكوك، وتشانغ (فيثايا بانسرينغارم)
المعروف باسم «ملاك الانتقام»، وهو قائد شرطة ذي مسوح إبليسي يقطع أعداءه
من دون رحمة، ويعظ أتباعه عبر أغانٍ حزينة. لا شيء خارقاً يحدث في نصّ ريفن،
قبل وصول الأم السليطة اللسان والمتفاخرة بفجورها (كريستين سكوت توماس)،
الساعية إلى تحريض الأخ الأصغر على الانتقام من قتلة شقيقه، الذي اغتصب
فتاة وصفّاها في لحظة اختبال. تبقى الدائرة الدرامية لـلعمل محدودة القيمة
والتأثير، عوّضها ريفن بمطاردات وأحلام وأعضاء بشرية مقطّعة، وبدماء كثيرة،
ومشهديات ملوّنة (تصوير لاري سميث، الذي أنجز له «برونسون» في العام 2008).
لن يصل هذا الفيلم الى مصاف تشويق باكورته «مهرّب» (1996)، أو ميتافزيقية
«بعث فالهالا» (2010). ذلك أنه خيط واهٍ من موت لن ينتهي إلى قناعة او
استكفاء. الربّ لن يغفر خطايانا إلاّ يوم الدينونة، بينما يبدو فيلم ريفن
غير معنيّ البتة بترتيب حكايته حسب هذا المنطق وميعاده.
هذا الميعاد واشتغاله الرديء، هو بطل جديد المخرج الياباني المعروف
بغزارة إنتاجه تاكاشي ميكي «درع من قشّ»، المقتبس عن رواية شهيرة لكازوهيرو
كيوتشي. بدلاً من التركيز على مفارقة الانتقام الجماعي من سفّاح شاب اغتصب
تلميذات صغيرات وسفك دماءهنّ ببرودة أعصاب، مال ميكي إلى مبالغة المطاردات
وتشويقها بأسلوبية هوليوودية مفخّمة، انتزع منها منطق القصاص وتبريراته. في
كلّ مشهد، هناك مفاجأة. وفي كل خيانة، هناك إثم شخصي. ذلك أن الجميع لا
يسعون إلى دم القاتل وجسده، بل إلى الحصول على مبلغ مليار ين خصّصها
مليونير نافذ كمكافأة لتصفية المجرم الذي خطف حياة حفيدته، ودنّس شرفها. لن
يُخفي ميكي ولعه بدوره الجشع وسقوط الذمم أمام سطوة المال. بيد أن رداءة
فيلمه قامت على منابزات شخصيات كثيرة ومسطّحة، بالإضافة إلى بطولية معروفة
النهاية لأربعة ضباط شرطة كُلِّفوا بجلب القاتل إلى طوكيو عبر مسافة 1400
كيلومتر.
السفير اللبنانية في
08/06/2013
شريط وثائقي يكشف حروب اوباما الاستفزازية
ميدل ايست أونلاين/ واشنطن
الصحافي جيريمي سكايهيل يدين عمليات القتل المحددة الاهداف
لناشطين مرتبطين بالقاعدة، ويتهم واشنطن بخلق الاعداء اكثر
من الاصدقاء.
يصف شريط وثائقي جديد كشف الجمعة، الغارات الاميركية السرية ضد مشتبه
بهم بالارهاب بانها حملة اغتيالات تساهم في بروز اعداء جدد وتضر بصورة
الولايات المتحدة.
وفي الوثائقي الذي يحمل عنوان "الحروب القذرة: العالم ساحة حرب" يدين
الصحافي جيريمي سكايهيل "عمليات القتل المحددة الاهداف" لناشطين مرتبطين
بالقاعدة في قصف صاروخي وغارات ليلية، ما يجعل البلاد في حالة حرب مستمرة
"تخرج عن السيطرة".
ويحاول الوثائقي القاء الضوء على عمليات تنفذ بشكل سري منذ 11 ايلول/سبتمبر
2001 ويركز على المدنيين في افغانستان واليمن.
ويروي الوثائقي الغارة الفاشلة التي نفذتها القوات الاميركية الخاصة
في بلدة غارديز الافغانية واسفرت عن مقتل خمسة اشخاص بينهم امرأتان حاملان.
ويتضمن الوثائقي اشرطة فيديو صورتها الاسرة الافغانية تظهر حفلة
واجواء فرح قبل دقائق من مقتل عدد من افرادها.
وتبين ان احد الضحايا شرطيا افغانيا تدرب على ايدي الاميركيين. ويعبر
القرويون لاحقا عن غضبهم ويتوعدون بمحاربة وحدة الكومندوس التي يطلقون
عليها اسم "طالبان اميركا".
ويقول افغاني "اذا كرر الاميركيون فعلتهم فاننا مستعدون للشهادة في
محاربتهم".
وتنتشر انباء الغارة وتؤكد القوات الاميركية في مرحلة اولى بان
الضحايا من متمردي طالبان قبل ان يقدموا اعتذارا عن خطأ مأساوي.
وقال سكايهيل ان العمليات السرية تأتي بنتيجة عكسية وهي غير اخلاقية
وتزيد من نقمة السكان على الاميركيين.
واضاف سكايهيل الذي الف كتابا عن فضيحة شركة بلاكووتر الامنية الخاصة
"توصلت الى نتيجة على مر السنين باننا نزيد عدد خصومنا اكثر مما نقتل
ارهابيين".
واوضح "الهدف من الوثائقي ليس املاء على الافراد كيفية التفكير في هذه
الامور بل عرضها باسلوب اخر غير الاسلوب الذي تستخدمه قنوات التلفزيون".
وفي اليمن يظهر الوثائقي زعيما قبليا وعضوا سابقا في البرلمان وهو يصف
غارة تنفذ بصواريخ توماهوك في 2009 على قرية بدوية اسفرت عن سقوط اكثر من
اربعين قتيلا بينهم اطفال.
وفي حينها كانت الحكومة اليمنية اعلنت مسؤوليتها عن الغارة مؤكدة انها
كانت تستهدف معسكرا للتدريب لتنظيم القاعدة. واكدت الوثائق التي نشرها موقع
ويكيليكس لاحقا ان الصاروخ كان اميركيا.
والوثائقي يتبنى مقاربة غير تقليدية لان سكايهيل يعتمد فيه اسلوب تحر
في محاولة لكشف الحقائق. وقال سكايهيل "لقد عدت الى صنعاء لكنني لم اكن
اعرف لماذا".
والجزء الاكثر جدلا في الوثائقي يركز على مقتل الامام الاميركي اليمني
الاصل انور العولقي الذي قتل في غارة نفذتها طائرة اميركية من دون طيار في
ايلول/سبتمبر 2011.
ولم تعترف ادارة اوباما الا الشهر الماضي بقتل العولقي الذي كان
مواطنا اميركيا ويؤكد البيت الابيض انه لم يطارد لترويجه للافكار المعادية
لاميركا بل لانه كان متورطا مباشرة في المخططات الارهابية ضد الولايات
المتحدة.
لكن لسكايهيل رأيا اخر اذ يقول ان العولقي استهدف لخطبه وكان يجب
محاكمته امام محكمة اميركية.
ويوحي الوثائقي بان العولقي تحول من زعيم روحي معتدل يتخذ من ولاية
فيرجينيا مقرا له الى متطرف ثائر نتيجة الاجواء المعادية للاسلام في
الولايات المتحدة بعد اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001.
وقال سكايهيل "ان اميركا ساهمت في خلق الشخص الذي حاولت قتله".
وقبل ايام من بث الوثائقي القى اوباما خطابا دعا فيه الى الحد من
الحرب على الارهاب وفرض قواعد اكثر صرامة لشن غارات بطائرات من دون طيار.
لكن سكايهيل اكد انه قليل التفاؤل.
واضاف "رأيت في ذلك طريقة حاول من خلالها الرئيس اوباما التحقق من ان
برنامج الطائرات من دون طيار سيستمر الى ما لا نهاية".
واكد ان الديموقراطيين فشلوا في تحميل اوباما مسؤولية الاستمرار في
نهج سلفه جورج بوش المتعلق بالاغتيالات السرية.
وقال "من المؤكد ان 'نائب الرئيس الاميركي ديك' تشيني قابع في مكان ما
يشعر بالارتياح لان اوباما مضى في النهج الذي رسمته الادارة السابقة".
واضاف "ان اوباما يقوم بذلك بطريقة افضل منهم".
ميدل إيست أنلاين في
08/06/2013 |