من أنا ؟ سؤال يردده كلا منا في لحظة من اللحظات لأسباب مختلفة، و
ينساه مع مرور الوقت و أستمرار صعوبات الحياة بوصفه سؤالا وجوديا من العسير
الوصول الى إجابه عليه. و أحد الأسباب التي تجعلنا نطرح هذا التساؤل هو
البحث عن هويتنا و أرتباطنا بأوطاننا و ما الدافع وراء هذا الأرتباط ،و
ما الذى يشكله فى وجداننا. الفيلم التسجيلي الطويل"دعاء.. عزيزة"، للمخرج
السينمائي سعد هنداوي، والذي بدأ تصويره في عام 2005 و أستمر الى ما بعد
ثورة يناير 2011, يناقش قضية الهوية و الأنتماء لدي فتاتين مصريتين أخذت
كلا منهما مسارا معاكسا ومغايرا عن الأخري. دعاء، فتاة مصرية تعيش مع
عائلتها بفرنسا ،لا تقرأ اللغة العربية، تقرر العودة إلي مصر و العمل في
مجال الأعلام بدون سابق خبرة، و ذلك بتشجيع من عائلتها. فالأم تتخيل أنها
ستجد أبن الحلال في مصر، و الأب يري أنه وضع طبيعي أن تعود إلي جذورها .
أما دعاء كما تقول، "كان الأمر يشبه النداهة"، مصر تنادي عليها و هي لا
تستطيع أن تحدد سبب واضح لعودتها إلي مصر
علي الجانب الأخر من البحر المتوسط، تعيش عزيزة مع والديها بإحدي
الأحياء الراقية في القاهرة. تحاول عزيزة التأقلم مع الحياة في مصر، و مع
المتغيريات العنيفة التي حدثت للمجتمع من ضعف في مستوي الدخول، و إنحصار
للحريات يزيد يوما بعد يوم، يجعلها لا تستطيع الأستمرار في هذا المناخ.
الأم، وهي مجرية الأصل و تتحدث العربية بصعوبة، لم تريد لأبنتها السفر و
حاولت مرارا أن تثنيها عن ذلك، ولكنها في النهاية قالت لأبنتها ذات الحس
الوطني المسئول " لقد فعلتي كل ما بوسعك، و لم يصبح أمامك إلا السفر". و
الأب متفهم لدوافع الأبنة التي قام بتربيتها علي الأستقلال الأقتصادي و
التحرر، ولم يمانع هو الأخر سفرها .
يتابع الفيلم كلا من دعاء و عزيزة في حياتهما الجديدة، و تداعيات
أفكارهما و ذكرياتهما حول الأماكن والأشخاص و حول ذواتهما و لماذا أتخذ تا
هذا القرار و ما أثر القرار عليهما، وما شكل الحياة لكل منهما في وطنهما و
مسكنهما الجديد.
من أحداث الفيلم، نكتشف أن عزيزة تعرفت علي دعاء في باريس عام 2005
قبل سفرها إلي مصر ، وأن دعاء سافرت إلي مصر لتعمل بالتلفزيون بدون خبرة في
الأعلام، و عزيزة تركت عملها بالتلفزيون لتذهب إلي باريس لتعمل في عمل
تطوعي بعيدا عن الميديا. هذه الحالة في تبديل الأماكن و الوظائف و التغيرات
التي حدثت لكل شخصية، و التي صاغها المخرج في بنائه السردي ببراعة، وظفت
لصالح إيقاع الفيلم. فنحن ننتقل بين القاهرة و باريس أكثر من مرة و نراهما
في علاقة مع أصدقائهن في مصر وفرنسا مما أعطي حيوية و تدفق للأحداث في
الفيلم.
الأختلاف و التطابق في المواقف و في الشخصيتان كان مثيرا للأهتمام،
قدمه المخرج بأكثر من طريقة. فقد تقابلت البطلتان بعد فترة في القاهرة من
خلال زيارة عزيزة لمصر في نفس العام 2005 و معهم صديقتهم الأعلامية
المعروفة ريم ماجد و يدور حديث بينهن يكشف عن الحيرة التي تعيشها الفتاتين
لننتقل إلي لقطتين يتحولان إلي كادر مقسم بينهما لدعاء و هي تسير علي نهر
النيل و عزيزة علي نهر السين.
ويحملنا المخرج معه الى عام 2010 بعدما عاشت عزيزة فى فرنسا وعملت
كقارئة فى التليفزيون لنشرة 24 ساعة الناطقة باللغة العربية . وهنا تحول
فكر عزيزة.
لتصبح متقبلة مصر بشكل أرحب من ذي قبل و مشتاقة لتصرفات كانت تعتبرها
تدخلا في شئونها. وعلى صعيد آخر نجد دعاء غير سعيدة و محبطة، و تشعر أنها
غير متحققة، و أضاعت وقتا كثيرا في مصر. فأحد المعاني التي نجح المخرج سعد
هنداوى أن يترجمهأ بإقتدار فى فيلمه أن الأنسان قد يجد وطنه خارج الحدود
سواء كمكان, أو أرتباطه بالوطن الأم يزداد و هو في الغربة. وتللك الرسالة
ترجمها صانع الفيلم بيسر ولمسها جمهور عبر إشارت الفيلم المتنوعة . و هنا
وظف المخرج مقولة "فكتور هوجو التي أستهل بها الفيلم"(أن المصير لا يفتح
بابا بدون أن يغلق آخر) فى تبادل الشخصيتان لموقع كل منهما لآخرى.
تكشف لنا الطريقة التي ينطق بها أسم دعاء حالة التذبذب و الإنقسام
التى تعيشها . فأسمها في شهادة الميلاد الفرنسية "درا" وليس "دعاء" ،
فالفرنسيون ينادوها "درا" و المصريون ينادوها دعاء. وتظهر حيرة دعاء
علي شكلها و تسريحتها التي نراها تتغير بين الحين و الأخر، كأنها لا تعرف
ما الصورة التي تريد أن تكون عليها، بينما عزيزة لم تغير شىء فى نفسها
غير تسريحة شعرها فقط بعد 2010 . فالأمور عند عزيزة أوضح بكثير، وتعمق
لديها أنتمائها لوطنها أكثر، بينما تضاربت أحاسيس دعاء و لم ينقذها إلا
ثورة 25 يناير التي قالت عنها أنها أفضل شيئا حدث لها . وهنا نجد ان قضية
الأنتماء التى تشغل فكر ووجدان المخرج وحرص على تأكيدها فى بعض مشاهد
التحرير من خلال تحويلها إلي أبيض وأسود مع الأحتفاظ بألوان العلم ليؤكد
علي قضية الأنتماء..
لكن هذا الأحساس والشعور بعودة الروح التى دبت فى أوصال دعاء أثناء
الثورة مالبثت أن تلاشت سريعا حين شعرت بأن الأثار المترتبة عن الثورة لن
تلمسها هي، و سيحياها الأجيال القادمة........... ولاننكر على المخرج أنه
لمس الحقيقة هنا لدى العديد من أبناء مصر خاصة أصحاب العقود الثلاثينية وما
فوقها .وهو ذات الشعور الذى توصلت اليه البطلة.
ينتهي الفيلم بكلمات مكتوبة علي الشاشة بأن عزيزة أستقرت في فرنسا، و
تزوجت من فرنسي، وأنجبت منه ابنها الأول، و مستمرة في عملها كمذيعة
أخبارباللغة العربية، بينما دعاء مازالت تقدم الأخبار باللغة الفرنسية في
التلفزيون المصري..
قضية الهجرة و البحث عن وطن مناسب هي قضية لا تقتصر علي المصريين فقط،
فدعاء تستقبل صديقتين، أحداهن لبنانية و الأخري فلسطينية، لنجد الحيرة بين
الأوطان هي لعنة أصابت الوطن العربي و دول العالم الثالث نتيجة الفروق في
المستوي الأقتصادي، و أحتلال الأرض، و مشروع حداثي قد بدأ في الكثير من
البلدان العربية، و لم يستطيع أن يتعامل مع القيم و العادات القديمة، فظل
مشروعا منقوصا مهدد بالأنهيار في أي لحظة لندخل في دائرة لا يعلم أحد
عواقبها الوخيمة.
نجح المخرج السينمائي سعد هنداوي في رسم الشخصيتين، فكان أختياره
لفتاتين يثير الأهتمام ويعد عامل جذب للمشاهد أفضل من إختياره لشابين نظرا
للقيودة المفروضة علي الأنثي فى مجتمعنا العربى. و "دعاء ...عزيزة "كان
لهما حضور ووعى جيد علي الشاشة، ساعد علي تحليل أنفسهما، و ما يمران به من
مواقف و أعطي للفيلم ثراء و عمق في الموضوعات التي يطرحونها
، و ذلك من خلال قيادة المخرج ووعيه
للقضية التى يناقشها . و رغم ان المخرج أستخدم الأسلوب الكلاسيكى فى السرد
والتصوير ، نجح هنداوى فى إضفاء جوا من الحميمية و التشويق بين –عزيزة
ودعاء- و المشاهد لمعرفة المزيد عنهما وذلك عبر ايقاع الفيلم المناسب، و
التعامل مع الشخصيتين في معظم الأوقات من خلال حديثهما المباشر لنا و هما
جالستان
.
وتلك القضايا التي يطرحها الفيلم تبدو أهتمام شخصي و فني لدي المخرج
وشغله الشاغل بفكرة العائلة و الفراق و الغربة، و مدى تأثير قرارات الأهل و
أسلوب التربية علي الأبناء فيما بعد،- بالأضافة إلي غرام سعد هنداوي بباريس
كبلد و ثقافة يشتاق أي فنان للمكوث بها-. ففيلمه الأول الروائي الطويل
"حالة حب" يتحدث عن أب هجر عائلته مما يترك أثرا سيئا علي أولاده و زوجته،
و يذهب إلي باريس ليحقق نفسه فنيا كمصور، و ينتهي الأمر به إلي رسم اللوحات
للسياح. و قد صور الفيلم بين مصر وباريس، و كان البوستر الخاص بفيلم حالة
حب، يصور إحدي لقطات الفيلم و هي لقطة لكنيسة نوتردام من خلال جسر على نهر
السين ، و هي لقطة تكررت في هذا الفيلم أيضا-دعاء..عزيزة. مما يجعلنا
نتسأل هل هو حنين دائم لباريس لدى المخرج ؟
.
كان التسلسل السردي لفيلم"دعاء ..عزيزة" جيدا حيث تفادي المخرج أعطاء
المعلومات دفعة واحدة حتي لا نفقد أهتمامنا، بل جعلنا نكتشف مع الوقت
أبعادا جديدة. فعلي سبيل المثال، تحدثت عزيزة عن أحساسها القوي بمصريتها و
أنتمائها للأقباط الموجودين منذ زمن سحيق في مصر و هم المصريين الأصليين ،
فأضاف المخرج معلومة جديدة لنا عن عزيزة (قد يلاحظ البعض من البداية أن
عزيزة قبطية من الأسم، و لكنني في الحقيقة أتفادي معرفة ديانة الأشخاص من
أسمائهم) و عن رؤيتها لنفسها كمصرية قبطية ذات أفق واسع و متسامح كأي مصري
أصيل منتمي لهذه الأرض بعيدا عن أشكالية الدين. و لكن لا يمنع هذا قلقها
من التطرف في مصر و تناميه مع الوقت.
برع المخرج فى أستخدام اللقطات ذات الزوايا المنخفضة، وهو ما يحسب
للمبدع هنداوى حيث قام بالتصوير بنفسه لأحداث الفيلم ، بالأضافة إلي تسجيل
الصوت و كتابة السيناريو و أخراجه، و أنتاجه أيضا، مما يؤكد مرة أخري علي
أهمية الموضوع بالنسبة للمخرج، و رغبته في تنفيذه بشكل معين لا تفسده
المشاكل الأنتاجية.
كانت معظم اللقطات منسجمة مع نسيج الفيلم، فمع نزول دعاء إلي مصر نجد
لقطة للأهرامات ، رمز مصر و أيقونة حضارتها، ثم عدة لقطات للتوك توك و
الميكروباصات تظهر ضجيج و زحام و عشوائية الحياةالتى آلت اليها القاهر ، ثم
دعاء و هي في الزمالك ، إحدي الأحياء الراقية ، التي ترتبط بالحداثة
المصرية وأغترابها في نفس الوقت عن الكثير من الواقع المصري، بالرغم من
مجاورة الحي لأحياء شعبية مثل بولاق و أمبابة. و أستوقفني فقط لقطات لشباب
علي إحدي المراكب يرقصون معا، و دعاء تتحدث عن الحميمية الموجودة لدي
المصريين و أفتقادها لها. فبالرغم من أن اللقطة معبرة عن الفكرة، إلا أنها
جاءت كلقطة غريبة عن الفيلم خاصة أنهم جميعا من الشباب الذكور.
موسيقي تامر كروان ذات اللحن الشجي البسيط عبرت و أكدت برقة علي
المشاعر الداخلية التي تعتمر داخل الشخصيتين
وأخيرا ..إعتمد الفيلم التسجيلي كثيرا علي قدرة المخرج في تقديم
الواقع و شخصياته التي تمر بأزمات ومشاكل و كيف أنها تمثل جزءا من حياة
المتفرج، وقد نجح سعد هنداوي في شد أنتباهنا لشخصياته ولنفكر في ذواتنا
بأقتدار شديد .وتلك هى الرسالة الحقيقة للفيلم التسجيلى
.
الجزيرة الوثائقية في
11/06/2013
"اللقاءات السينمائية لبجاية" تقريب السينما للجمهور
ضاوية خليفة – الجزائر
أطلقت ولاية بجاية الساحلية وبالضبط من المسرح الجهوي عبد المالك
بوقرموح سهرة البارحة الدورة الحادية عشر من اللقاءات السينمائية، التظاهرة
الفنية التي اعتاد عليها سكان بوجي (الاسم القديم لبجاية التي تبعد عن
العاصمة الجزائر بحوالي 220 كلم)، حيث ستعرف الأيام هذه السنة مشاركة
العديد من الدول على غرار الجزائر، المغرب، تونس، مصر، فرنسا، بلجيكا،
كمبوديا بحوالي 25 فيلما حديث الإنتاج وفي كل الأصناف منها 9 أفلام وثائقية
حسب ما صرح به "عبد النور حوشيش" مدير اللقاءات السينمائية لبجاية ورئيس
جمعية بروجيكتور التي ومنذ تأسيسها عام 2003 تعكف سنويا على تنظيم هذه
الفعالية إلى جانب العديد من الأنشطة الأخرى التي تتوزع على مدار السنة رغم
قلة الدعم والإمكانيات والنقص الكبير المسجل على مستوى قاعات العرض التي
تحول دون توسيع عدد العروض، ومع ذلك استطاعت فرض نفسها من خلال ضمان
استمرارية الحدث وحفاظها على صبغته الفنية والمتعة الجماهيرية البعيدة عن
التنافسية، وهنا أشار حوشيش أن هذه اللقاءات ستواصل في هذا الاتجاه حتى لا
تكون بين السينما والجمهور حواجز عكس العديد من المهرجانات التي تعتمد على
النجوم، وهو ما اعتبره خطوة هامة لاستعادة الجمهور وإعادته لقاعات السينما
بعد أن هجرها منذ سنوات، وقد أرجع عدم تحويل الأيام إلى مهرجان لعدم توفر
بجاية والجزائر ككل على صالات كافية للعرض بتقنيات حديثةّ، وافتقار الجزائر
لإنتاج سينمائي مستقر.
بالعودة إلى أجواء السهرة الأولى التي ميزها حضور العديد من
السينمائيين فقد وقعها الفيلم المغربي "بيع الموت" لفوزي بن سعيدي، هذا
وسيتم خلال الدورة الحادية عشر تقديم باقة متميزة من الأفلام، ومن الأعمال
التي ستعرف طريقها للعرض أيضا أمام الجمهور إلى غاية 14 من الشهر الجاري
بمعدل 3 حصص في اليوم نذكر فيلم "فدائي" لداميان أونوري (الجزائر)، "يلعن
أبو الفوسفاط" لسامي تليلي" (تونس)، "بطاقة بريدية" لمحاسن حشادي (المغرب)،
"صيف في الجزائر" ليانيس كوسيم، أمينة زوبير وحسان فرحاني، "شتاء السخط"
لإبراهيم بطوط (مصر)، "يامن عاش" لهند بوجمعة (تونس)، اسأل ظلك" لأمين
عمار خوجة (الجزائر)، "بعض الأحلام بعض الحياة" لحميد بن عمرة (الجزائر)،
"الجزيرة" لأمين سيدي بومدين (الجزائر)، "صياد الرمال" ليزيد أعراب
(الجزائر)، "يوم عادي" لبهية علواش (الجزائر)، "ادويج" لمونيا مدور من
(فرنسا)، "وداعا المغرب" لنذير مقناش (الجزائر)، "العذراء، الأقباط وأنا"
لنمير عبد المسيح (مصر-فرنسا)...
خلال الندوة الصحفية التي عقدت بمتحف السينما الجزائرية قبيل انطلاق
الطبعة الحادية عشر أكد ''عبد النور حوشيش'' أن لجنة اختيار الأعمال انتقت
25 فيلما من أصل 160 عملا وصل اللجنة، أما بالنسبة للمعايير التي تم وفقها
اختيار هذه الأعمال دون غيرها وبعد أن طغى الربيع العربي على مواضيع الطبعة
العاشرة قال "إن الاختيار هذه السنة كان بناءا على الجودة والتجارب
السينمائية الجديدة التي نريد أن يتعرف عليها الجمهور سواء من ناحية
التقنيات الفيلمية المستعملة أو من ناحية اللغة السينمائية التي تقدم بها
هذه المواضيع والتي من المفترض أن تطرح مجموعة من الأسئلة دون الإجابة عنها
في شكل إبداعي وقالب فني يعبر عن نفسية المخرج ومدى تأثره بالبيئة التي
تكّون فيها عمله، طبعا وفقا لفلسفة التظاهرة والخط الافتتاحي لها"، وللسنة
السادسة على التوالي تتواصل ورشة كتابة السيناريو التي عكفت الجمعية على
تنظيمها بشكل مستمر، و سيستفيد منها هذا العام 20 كاتبا شابا من أصل 30
مترشحا يشرف على تأطيرهم مخرجون ومختصون في الكتابة السينمائية على ثلاث
فترات شهر جوان، أوت، وديسمبر.
وككل سنة سترافق العروض السينمائية العديد من الأنشطة واللقاءات، ومن
الفقرات التي تم استحداثها هذه السنة الفوروم أو المنتدى الذي سيناقش من
خلاله عدد من السينمائيين، المخرجين و المنتجين مسائل عدة بالغة الأهمية من
بينها "الإنتاج السينماتوغرافي"، حيث سيتباحث المشاركون سبل النهوض
بالإنتاج الجزائري من خلال تقديم مجموعة من المقترحات البناءة التي من
شأنها إعطاء نفس جديد للفن السابع بالجزائر وتحقيق نتائج جيدة بعد سنوات من
الآن لنتمكن فيما بعد من الحديث عن صناعة سينمائية بالجزائر -الغائب الأكبر
والحلقة المفقودة- وفي سياق ذي صلة أضاف حوشيش قائلا : "يجب أن لا يكون
حديثنا في كل مرة على النقاط السوداء التي أدت إلى تراجع السينما الجزائرية
لأن الحديث عنها قد طال، بل يجب أن نفكر في المستقبل انطلاقا من نقاش جاد
وبناء وتحليل جيد للوضعية".
ورغم الميزانية الجد محتشمة (تقديرا لمجهودات الشباب سوف لن نقول
الميزانية الضعيفة) المخصصة للقاءات بجاية السينمائية خاصة بعد تقليص وزارة
الثقافة لها أي لتلك الميزانية التي تدعم بها الجمعية لم يجد المنظمون حرجا
لمواصلة النشاط والاستمرار بالاعتماد على بعض الشركاء والمؤسسات لتمويل
التظاهرة التي تسعى لفرض نفسها كفعل ثقافي بعيد عن كل الرسميات فالأهم كان
يقول حوشيش "التواجد والتموقع والدفاع عن أفكارنا وطموحاتنا السينمائية على
نطاق واسع في انتظار أن يلقى الطعن الذي تقدمنا به ردا من قبل الوزارة
الوصية بعد تقليص دعمها لنا بنسبة جد كبير من 300 مليون دينار جزائري إلى
30 مليون دينار".
الجزيرة الوثائقية في
11/06/2013
النبوى: أدعو المصريين للتظاهر أمام منازلهم حتى 30 / 6
الإسماعيلية: اية رفعت
دعا خالد النبوى من خلال مشاركته بندوة خاصة خلال مهرجان الإسماعيلية
الدولى للأفلام التسجيلية، وذلك بعد اقامة العرض الأول لفيلمه «فردى» فى
مصر لحضور الوقفات الاحتجاجية ضد أخونة الثقافة والمشاركة بتظاهرات 30/6
لإسقاط الحكم.. ووجه رسالة للرئيس مرسى أنه من يجد نفسه غير قادر على إدارة
البلاد ويحاول نشر الجهل والجوع والتفرقة بين أهلها عليه أن يغادر لأن
الشعب لن يصبر مجددا، وأكد قائلا إنه يتواجد فى الميادين قبلالتاريخ المحدد
ودعى كل مجموعة للتظاهر أمام منطقتهم السكنية وحشد الناس للوقوف ضد سياسة
الإخوان التخريبية.
كما أعلن النبوى عن اقتراب انتهائه من كتابة فيلم روائى طويل عن أحداث
الثورة كواحد من شهود العيان عليها منذ قيامها، وقال إنه تأخر فى كتابته
لأنه كان ينتظر جمع المعلومات الكاملة والنظر للأحداث الراهنة التى لم
تكتمل كما أن انشغاله فى تحضير حملة «التحرش» أخذ منه وقتًا كبيرًا تعدى
الـ4 أشهر. وأضاف قائلا: «سأقوم لأول مرة بتجربة الاخراج السينمائى بعد
نجاح حملة التحرش فسوف اخرج فيلمى المقبل عن الثورة من واقع رؤيتى للأحداث
وقتها».
وعن آخر أعماله قال النبوى: «تعاقدت على بطولة مسلسل عن حياة الدكتور
مصطفى محمود منذ فترة كبيرة لكننا لم نحدد حتى الأن الموعد النهائى لبدء
تصويره خاصة وأننا لازلنا نعمل عليه، وأنا عن نفسى تحمست لأداء هذه الشخصية
الصعبة
روز اليوسف اليومية في
11/06/2013
روشتة سينمائية لمفهوم زعامة حقيقية تدرك طموحات شعبها
«لينكولن».. فيلم يجب أن يشاهده الرئيس
خالد محمود
كما للأفلام التى تتناول سير الرؤساء والزعماء مذاقها السينمائى
الخاص، هى أيضا دائما ما تحمل عظة ودرسا هو غالبا ما يكون حكمة الحياة
لمشاهدها حاكما كان أو محكوما.
فالمشاهد العادى ربما يكتب قصته التى تتناسب وفلسفته فى الحياة،
والرئيس المسئول أيضا يمكنه أن يستوعب متى وكيف يتخذ قرارات مصيرية فى
المواقف العصيبة، ينجو أو لا ينجو، المهم أن يضع هو الآخر طريقا لسياسته
التى تعبر بشعبه إلى بر الأمان.
وفى فيلم «لينكولن» للمخرج ستيفن سبيلبيرج دروس كثيرة لأى زعيم أو
رئيس يريد أن يدخل التاريخ، ودخول التاريخ يحتاج لمواصفات رجل يملك شجاعة
أن يقف بجانب الشعب لا بجانب فئة تحيط به تخيفه وتضعفه وتهز أفكاره وتشتت
خطاه.
وفى الفيلم ــ كما فى الحقيقة ــ لو خضع إبراهام لينكولن لهواجس
ومخاوف بعض الساسة المستفيدين من حوله لما دافع بشراسة عن تقرير مصير
وتحرير السود فى أمريكا ونقلهم من خانة العبيد إلى خانة مواطنين لهم كل
حقوق وواجبات أى أمريكى أبيض.
فعبر الفيلم نرى حياة مليئة بالأحداث وفترة رئاسة غيرت حياة شعب وألغت
تقاليد بالية، حياة رائعة حتى مع نهايتها المأساوية بعد أن نجح إبراهام
لينكولن الرئيس الأمريكى الـ16فى توحيد بلاده، والذى كانت فترة رئاسته غير
عادية ومليئة بالحروب السياسية وانفصال وانقسام البلد، لكنه استطاع أن ينهى
كل هذا قبل أن تنتهى حياته.
أربع سنوات فقط هى فترة رئاسته لكنه خلالها غيّر تاريخ الشعب وحوّل
العبيد إلى أحرار وجعل من ذوى البشرة السمراء مواطنين.
فى عام 1860 انتخب رئيسا للولايات المتحدة على أساس برنامج يعارض
توسيع العبودية إلى الغرب الأمريكى، وهو الموقف الذى عجل بانفصال الولايات
الجنوبية عن الاتحاد، حيث انفصلت 11 ولاية وأعلنت تكوين دولة مستقلة سُمّيت
الولايات الكونفيدرالية الأمريكية، رفض لينكولن قبول الانفصال وخاض حربا
شرسة ضد الجنوب للحفاظ على الاتحاد وإلغاء الرق فى الولايات المتحدة، ولكن
تم اغتياله فى عام 1865 بعد وقت قصير من استسلام الجنوب.
سيرة ذاتية غير عادية فى صورة سينمائية تحتاج مزيدا من الصبر والتأمل،
وكلما شاهدتها تكتشف أن التمسك بالمبادئ والوعود يشكلان حياة الرئيس وكل من
حوله، وأن التأكُد من أنه على حق قادر أن يجعله ينتصر على المصاعب.
ستيفن سبيلبيرج يُظهر لينكولن فى آخر 4 شهور فى حياته فى لحظات حميمية
وخاصة جدا للزعيم الأخطر فى تاريخ أمريكا، فى الوقت الذى تعانى البلاد من
شبح ظلام وحرب تمزقها، لكنه قدمه نصيرا للعدالة والحرية.. قادرا على
التعامل مع الظروف السياسية الاستثنائية التى واجهها فى سير البلاد.
صورة درامية غنية يلعب فيها لينكولن دورا مزدوجا لإنهاء الحرب الأهلية
المدمرة ويخوض معركة لتمرير التعديل الـ13 الشهير للدستور، والذى يلغى
العبودية بشكل نهائى، إنه بالفعل عمل وطنى حقيقى، لإجبار الشعب الأمريكى
على تغيير مسار وأهداف حياتهم بما يحقق الخير لجميع البشر.
الفيلم يدعو الجماهير مباشرة إلى قلب وروح إنجازات لينكولن الأخيرة
وطرق صنع القرار، وهو يظهر الجانب الإنسانى.. رومانسى فى حياته الشخصية
ولعوب وشرس فى السلطة.. قائد داهية ووالد ضعيف بدون الوقوع فى أخطاء
الأسطورة والبطولة الشديدة المعتادة فى تناول السيرة الذاتية.
سبيلبيرج يقول: «أردنا التركيز على الأشهر الأربع الأخيرة من حياة
لينكولن لأن ما أنجزه حتى هذا الوقت كان ضخما جدا، ومع ذلك، أردنا أن نظهر
أنه كان رجلا وليس مجرد نصب تذكارى، أن نشعر بالأمل فى تحقيق العدالة الذى
حققها هذا الرجل ذو الشخصية شديدة التعقيد».
فى هذا الفيلم كشف سبيلبيرج والسيناريست تونى كوتشنر اهمية أن يكون
الحوار فى المقدمة ثم تأتى الصورة لتظهر التدفق الغزير لأكثر اللحظات
الإنسانية التى تتطور أمامنا طوال الوقت وسط إثارة سياسية أيضا، ومن أجل
الوصول إلى أحداث الأيام الأخيرة فى حياة لينكولن من معارك سياسية ومخاوف
وآمال من أجل الوطن، لرجل قام بأفضل عمل للديمقراطية.
سيناريو كوتشنر اعتمد على فكرة الاعتماد على التوقعات وسط عالم من
المفاجآت، وكان على الجمهور أن يعتمد على ذكاء بطله وخاصة فى تمرير التعديل
13 الشهير، وساعده سبيلبيرج فى حكى القصة بشكل يجعله ليس مجرد سيرة ذاتية
عن شخصية تاريخية مهمة، فالفيلم يقدم لينكولن كى يلهم الناس إلى الاعتقاد
مرة أخرى فى إمكانية القيادة»؛ وبرع المخرج عبر تميز فى الصورة والديكور
والموسيقى والمكياج فى خطف وعى المشاهد ويلاحقه بكلمات لينكولن المؤثرة مع
نهاية الفيلم.
قدم شخصية لينكولن الفنان دانيال داى لويس الحاصل على جائزتى الأوسكار
وجولدن جلوب عن هذا الدور، وقد فهم شخصية لينكولن بكل مواصفاتها الرومانسية
والمفعمة بالسياسة وتنقلات أحاسيسه فى نفس المشهد..
تفاعل معها بتلقائية جسده بعمق واستطاع أن يدخلنا إلى حياة الرجل
وعقله بحسه الفكاهى وآلامه وهدوئه مع حجم ما يواجهه من تحديات، بينما
استطاعت سالى فيلد فى دور السيدة مارى زوجة لينكولن أن تجعل من هذه الشخصية
الأسطورية زوجة وأم حقيقية فى خضم فترة صعبة يواجهها زواجها، وتظهر
معاناتها ودعمها لزوجها طوال الوقت كسيدة أولى رغم المحن التى تمر بها،
وأيضا كان تومى لى جونز مبهرا فى المواقف التى جمعته ودانيل داخل مجلس
النواب وخارجه.
الشروق المصرية في
11/06/2013
توثيق الإبداع السينمائى العربى والإعلان عن أهم 100 فيلم بمهرجان دبى
خالد محمود
يعتزم مهرجان دبى السينمائى الدولى بمناسبة دورته العاشرة التى ستعقد
من 6 الى 14 ديسمبر، إجراء استفتاء موسّع هو الأول من نوعه فى العالم
العربى لاختيار 100 فيلم فى تاريخ السينما العربية، تشكل تيارات واتجاهات
مختلفة واعتبارها من أهم ما أنتج إلى يومنا هذا، والعمل على توثيقها فى
موسوعة سينمائية تصدر باللغتين العربية والإنجليزية، وذلك عبر إطلاق
استفتاء يشمل نقّاد السينما، والعاملين فى الحقل السينمائى فى اختصاصات
مختلفة، إضافة لكتّاب وروائيين وأكاديميين وغيرهم من شخصيات ثقافية متصلة
بواقع السينما العربية وتاريخها، من العرب وغير العرب.
و أكد رئيس مهرجان دبى السينمائى عبدالحميد جمعة على ان المشروع
يتزامن واحتفالية مهرجان دبى السينمائى الدولى بدورته العاشرة، ويشكل فرصة
استثنائية لمعاينة تاريخ السينما العربية وانجازاتها بواسطة نخبة من
الاختصاصين، بما يتيح لعشّاق السينما فى العالم العربى والاجنبى التعرف على
محطاتها التاريخية، يشارك فى الاستفتاء ألف شخصية سينمائية وثقافية من
العالم العربى إضافة لعدد من المختصين المتابعين للسينما العربية من غير
العرب عبر نظام تصويت يتيح لكل مشارك اختيار 10 أفلام يعتبرها الأهم فى
تاريخ السينما العربية، سواء كانت روائية طويلة أو وثائقية طويلة، وأفلام
الإنتاج المشترك العربى، والإنتاج العربى الأجنبى، على أن يكون موضوع
الفيلم عربيا ومخرجه من جنسية عربية أو أصول عربية.
وأشار المدير الفنى لمهرجان دبى السينمائى مسعود أمر الله آل الى ان
المشروع مرجعا مهما لأجيال السينمائيين العرب ويشكل إعادة اكتشاف لكل ما
حققته السينما العربية، وركيزة لتأسيس علاقة جديدة بين الفيلم العربى
والمتلقى، ما يمنح التجارب السينمائية العربية المعاصرة والمستقبلية سياقا
تاريخيا، بحيث تكون العلاقة بين ما انتج فى الماضى والحاضر متصلة ومتكاملة،
مؤكدا أن المهمة الأولى التى سيحققها هذا المشروع تكمن فى "فتح الباب أمام
مقاربات معرفية مغايرة لتاريخ السينما العربية، «يُعتبر الاستفتاء الخطوة
الأولى فى هذا المشروع، والتى ستتبع بعد اختيار الـ 100 فيلم الأفضل فى
تاريخ السينما العربية، بإصدار موسوعة سينمائية تحتوى قائمة الـ 100 فيلم،
والقوائم الخاصة لأبرز المشاركين فيه، إضافة لدراسة شاملة لنتائج الاستفتاء
والحقائق التاريخية والجمالية التى خلص إليها، وتخصيص مساحة لاستعادة
الظروف الإنتاجية والإبداعية التى صنعت فيها تلك الأفلام.
وقال مدير تطوير المحتوى فى مهرجان دبى السينمائى زياد عبدالله:
«المشروع معبر أكيد نحو التأسيس لتقليد مفقتد فى الحياة السينمائية
العربية، خاصة أنه يتأسس على الشفافية والفعل التشاركى من خلال التصويت
الحر، وستكون مفتوحة أمام جميع الاتجاهات النقدية والفكرية ومن شتى أنحاء
العالم العربى، وسوف يعلن عن المائة فيلم خلال المهرجان.
الشروق المصرية في
11/06/2013
لميس فضلت خالد صالح لأسباب فنية..
وخالد الصاوى اعتذر عن عدم الظهور
فى «الحياة» لظروف خاصة
«الحرامى والعبيط» تجمعهما السينما وتفرقهما الفضائيات
كتب ــ عربى السيد:
أثارت اللقاءات الإعلامية التى يجريها نجما فيلم «الحرامى والعبيط»
خالد الصاوى وخالد صالح، علامات استفهام، وذلك بعد أن ظهر كل منهما فى
لقاءات تليفزيونية بمفرده، وبعد أن كان مقررا أن يظهر النجمان معاً فى
برنامجين مختلفين على شاشة قناة سى بى سى، وهما «هنا العاصمة» مع الإعلامية
لميس الحديدى، «زى الشمس» مع الإعلامية دينا عبدالرحمن، فوجئ الجمهور بظهور
خالد صالح منفردا مع لميس، وخالد الصاوى مع دينا.
واوضحت فهيمة احمد مديرة تحرير برنامج «هنا العاصمة» أن لميس الحديدى
كانت قد قررت من البداية أن تستضيف الفنان خالد صالح، وذلك بحكم الصداقة
التى تربطها به، وذلك لأنها كانت تريد أن تقدم حلقة عن الفن، وان تبتعد
بمشاهدى البرنامج قليلا عن السياسة، ومن هنا فضلت استضافة خالد صالح فى
الحلقة التى كانت ستتناول فيها تجربته مع «الحرامى والعبيط»، وكيف جسد
شخصية المتخلف عقليا، وتجنبت استضافة الصاوى لأكثر من سبب أولها، سياسة
البرنامج لا تسمح بوجود ضيفين معها بحكم مساحة الحلقة، فضلا عن أنه كان
سيتطرق للسياسة كعادته فى معظم لقاءاته التليفزيونية.
ومن هنا اختارت إدارة القناة استضافته مع الاعلامية دينا عبدالرحمن فى
برنامج «زى الشمس».
ومن ناحية اخرى اشار الفنان خالد الصاوى إلى انه قام بترتيب وقته
للظهور على القنوات الفضائية، وانه قام بالظهور على عدد من الفضائيات بخصوص
الفيلم والجزء الآخر من الفضائيات سوف يظهر عليه عندما يتم عرض مسلسله
الجديد «على كف عفريت»، الذى يخوض به السباق الرمضانى القادم، واشار
الصاوى إلى انه كان ينوى الظهور مع الفنان خالد صالح على قناة الحياة ولكن
نظرا لظروف خارجية لم استطيع الذهاب وقام بالاعتذار
الشروق المصرية في
11/06/2013
السبكى: الامتحانات ورمضان والكهرباء وغياب الامن ..وراء التراجع
إيرادات الصيف تضع كلمة «النهاية» لموسم السينما الأهم
تحقيق ــ وليد أبو السعود
ربما كانت إيرادات موسم الصيف السينمائى الحالى بمثابة «رصاصة الرحمة»
التى كان ينتظرها الموسم الأهم للسينما المصرية خلال السنوات الماضية بعد
أن تراجعت بشدة خلال العامين الماضيين، واستمر نزيف الإيرادات هذا الموسم
ليكتب كلمة «النهاية» على موسم ظل فاكهة لصناع السينما على مدى أعوام طويلة.
ورغم أن عدد الأفلام التى طرحت فى هذا الموسم لم تتجاوز ستة أفلام
فقط، بعد أن كان مقررا طرح 20 فيلما، لكنها لم تنجح فى تحقيق الإيرادات
المتوقعة، بعد أن تحالفت ضدها عوامل عدة أبرزها تزامن الموسم مع الامتحانات
المدرسية والجامعية، وضيق الوقت بسبب قرب حلول شهر رمضان، وزاد الوضع سوءا
ظاهرة انقطاع الكهرباء بشكل متكرر، فضلا عن عدم الاستقرار الأمنى الذى دفع
الكثيرين إلى اعتبار الذهاب إلى السينما ليلا «مخاطرة».
أحمد السبكى، منتج فيلمى «تتح» و«الحرامى والعبيط»، يصف إيرادات
الموسم بأنها «سيئة جدا ومنهارة»، ويرى أنها تنذر بخطر شديد مقبل على
الصناعة، وأرجع السبب إلى الحالة العامة فى البلاد وما يحدث من انقطاع
متكرر للكهرباء وعدم الشعور بالأمن.
وتساءل السبكى: كيف تطلب من الجمهور أن يذهب ليشاهد فيلما واحتمالية
انقطاع التيار الكهربائى قائمة بقوة؟.
ورفض السبكى الربط بين ما قيل عن أن تراجع إيرادات فيلم «سمير
أبوالنيل» بسبب ضعف مستواه انعكس على بقية الأفلام، وقال: فيلم «الحرامى
والعبيط» جيد جدا.. فلماذا غاب الجمهور عنه أيضا؟.. إنها فقط الظروف
الاقتصادية والاجتماعية الصعبة.
فيما يرجع المخرج والسيناريست علاء الشريف، صاحب فيلم «بوسى كات»الذى
نافس فى الصيف أيضا، تراجع الإيرادات إلى أن الموسم بدأ بفيلم لنجم كبير هو
«سمير أبوالنيل»، لكن الجمهور لم يتجاوب معه ولم يشعر أنه المستوى الذى
ينتظره من مكى وهو ما أثر سلبا على موسم الصيف كاملا، بحسب قوله.
وسبب آخر للأزمة، بحسب علاء الشريف، وهو أن جمهور الشباب أصيب بإحباط
من فيلم مكى فاتجه لمشاهدة الأفلام الاجنبية باعتبارها الأضمن، والدليل على
هذا أن فيلم «سريع وغاضب» لفان ديزل حقق فى أسبوعه الأول مليون و300 ألف
جنيه بعدد نسخ محدود جدا.
وبرر علاء عدم تحقيق فيلمه لإيرادات طيبة إلى مشكلتين واجههما أولهما
أنه لم يكن لديه دعاية فى سينمات الدرجة الأولى، والسبب الآخر أن الأفلام
الكبيرة لم تحقق طموحات الجمهور وهو حاليا يشعر بالقلق على الصناعة نفسها
وخصصوا بعد عودة نغمة «أنا لا أدخل أفلاما عربية وأفضل الأجنبية» وهو الخطر
الحقيقى من وجهة نظر علاء الشريف.
ويطالب علاء منتجى الأفلام الشعبية أن يستمروا فى إنتاج هذه النوعية
دون الانتقال لإنتاج أفلام تخص نجوم الطبقة الأولى كى لا يفسدوا هذه
المنطقة التى يتم فيها إنتاج أفلام أحمد مكى وكريم عبدالعزيز وأحمد حلمى
والسقا، وهو شىء ليس عيبا.
أما منيب الشافعى، رئيس غرفة صناعة السينما، فيرى أن الصناعة لم تتعرض
للتدمير كما يردد البعض، داعيا إلى النظر إلى صناعات أخرى تعرضت للانهيار
مثل السياحة.
وأرجع الأزمة إلى غياب الأمن وانقطاع الكهرباء، وتساءل: كيف نتوقع أن
تحصد الأفلام أى إيرادات وسط تلك الظروف؟.
وأردف منيب القول إن الأفلام الأجنبية تسحب البساط من تحت أقدام
الأفلام العربية، وقال «هذا ليس صحيحا والفيلم العربى يجذب الجمهور أكثر
وحتى الضريبة على الأفلام العربية أقل من الضريبة على تذكرة الأفلام
الاجنبية ولكنها الظروف الحالية.
وفسر رئيس غرفة صناعة السينما الإيرادات المرتفعة التى حققها فيلم
«سريع وغاضب» برغم تحديد عدد النسخ بان الأسر التى تستهدف الفيلم العربى هى
التى غابت عن السينما بينما يذهب الشباب والذى يعشق الأفلام الأجنبية.
وطالب منيب بعودة الأسماء التى أحبها الجمهور من النجوم للعمل وزيادة
هذه الأفلام التى تجذب الجمهور لقاعات العرض مع تقديم أفلام جيدة.
الناقدة ماجدة خير الله ترجع غياب الجمهور عن القاعات لما وصفته بـ«الارتباك
السياسى» والسبب الثانى درجة الحرارة الكبيرة والانقطاع المستمر للتيار
الكهربائى، وسبب ثالث هو الامتحانات الدراسية.
وتضيف خير الله سببا آخر هو غياب الفيلم الذى يجذب الجمهور ويدفعه إلى
تحدى كل هذه العوائق والذهاب خلفه، وقالت: لا فيلم مكى أو سعد او الخالدين
الصاوى وصالح نجحوا فى جذب الجمهور بدليل أن الأفلام الأجنبية تلقى رواجا
كبيرا جدا والأفلام المصرية كانت محبطة والمواطن العادى كى يغامر وينزل من
بيته وينفق كل هذه النقود يجب أن يجذبه الصناع بفيلمهم وخصوصا أن الجمهور
هو خير دعاية للفيلم كى يجذب المزيد من المشاهدين أكثر من رأى النقاد أو
صناع السينما أنفسهم.
الشروق المصرية في
11/06/2013
«متعب وشادية».. الحارة المصرية بلا بلطجة أو سرقة
قال أحمد شاهين، مخرج فيلم «متعب وشادية»، الذى بدأ عرضه أمس الأول،
إن فيلمه يحاكى الواقع الذى نعيشه الآن بعيدا عن الانغماس فى السياسة،
ويتحدث عن الفقراء الذى يمثلون السواد الأعظم فى بلادنا.
ودافع عن طريقة عرضه للحارة المصرية من خلال بطليه «متعب وشادية»،
وقال إن البطل فى العمل يعانى بشدة، رغم دفاعه عن الخير والحق، ومضيفا أنه
فضل ألا يكرب الموجة سينمائيا، وأن الفيلم يصور شريحة موجودة فى مصر بشكل
كبير، حيث إن نسبة من هم تحت خط الفقر كبيرة جدا.
وأوضح مخرج الفيلم أن القصة حقيقة أضيف إليها بعض الأحداث لتناسب
الشكل الدرامى. ويقول مخرج الفيلم إن العمل لا يمكن تصنيفه لأنه يحاكى
واقعا، وبالتالى سوف يشمل جميع الأنماط، وإذا تم تصنيفه فسوف يكون تحت
نوعية «الرومانسى والأكشن»، حيث يحكى قصة حبيبين تمنعهما ظروف الحياة أن
يكون هناك أى وقت للرومانسية، ولن يكون هناك مشهد واحد رومانسى، ولكنهما
يحبان بعضهما كل بطريقته.
وحول المنافسة فى موسم الصيف هذا العام قال شاهين إنه بذل أقصى ما
لديه من جهد، ولن يقول إن العمل الجيد يفرض نفسه، ولكن طرحه يأتى إيمانا
منه بأن السينما المصرية يجب أن تظل هى الرائدة فلابد من عرض أعمال عديدة
حتى يكون هناك تنوع فى السوق السينمائية.
فيما تقول بطلة ومؤلفة الفيلم علياء الكيبالى إنها تجسد فى العمل
البنت المصرية الشرقية، بصفاتها المعروفة، وهى قصة حقيقية عاصرتها مع فتاة
شعبية تدعى شادية، وأرادت أن توصل رسالتها لكل الشعب المصرى، وهى أن تلك
الطبقة الفقيرة من الشعب لم تتغير عاداتهم وإنما شكلهم وملابسهم هى التى
تغيرت فقط.
وتشير الكيبالى، باعتبارها مؤلفة العمل، إلى أن الفيلم يُظهر جانبا لم
يظهر فى أفلام الحارات وهو أن البنت المصرية لا تزال محتفظة بأخلاقها حتى
لو كان هناك من انحرفت فهى نسبة ضئيلة يجب ألا نركز عليها سينمائيا ونتجاهل
الفتاة التى تعمل وتواجه مصاعب الحياة من أجل الحياة الكريمة. وتقول علياء:
«الفيلم سيكون مفيدا جدا للجمهور فى التوعية، حيث تحمل كل شخصية فى العمل
رسالة ما توصلها بشكل بسيط، بعيدا عن السياسية التى نجدها فى كل شىء الآن».
أشرف مصيلحى بطل العمل أشار إلى أن الفيلم ينتمى إلى نوعية دراما
الحارات، ويجسد فى العمل شخصية متعب سائق الميكروباص الذى يحب شادية،
ويواجه العديد من الصعوبات فى عمله فى الموقف. ويضيف مصيلحى إن الفيلم
يحاول أن يعود بنا إلى صورة ابن البلد الذى تقف الدنيا فى وجهه ويحاول أن
يكون ناجحا بعيدا عن البلطجة والسرقة، وأيضا بنت البلد التى تسعى لكسب قوت
يومها بعيدا عن الاتجاه إلى الحرام.
ولا يخفى مصيلحى شعوره بالقلق من أولى بطولاته فى السينما، غير أنه
عاد وقال إن الوجود مهم ولا بد منه، واعتقد أننا كفريق عمل للفيلم قدمنا
أفضل ما لدينا، وتمنى أن يحوز الفيلم على إعجاب الجمهور لأنه أراد أن يوصل
رسالة من العمل، ولكنه يتخوف من أن ينحصر رواده على «الجمهور الشعبى» فقط،
متمنيا أن يتنوع الجمهور ليرى كل شىء داخل الحارة المصرية فى الفيلم.
الشروق المصرية في
11/06/2013
«متسللون».. فيلم يصور كيف يخترق الفلسطينيون موانع جدار «الفصل
العنصري»
رام الله - أ ش أ: انطلقت فعاليات مهرجان الفيلم «الفرنسي – العربي»
في نسخته الرابعة بمدينة رام الله بالضفة الغربية، بعرض فيلم للمصور
والمخرج الفلسطيني خالد جرار، بعنوان "متسللون"، وهو يصور مشاهد حية
لفلسطينيين يحاولون بشتى الطرق الدخول لمدينة القدس المحتلة، وكيف يخترقون
جدار الفصل العنصري في مغامرات شبه يومية، وقد يتعرضون خلالها للاعتقال
ودفع غرامات مالية.
يقام المهرجان الذى تستمر فعالياته من 9 إلى 16 يونيه الجاري، تحت
رعاية المعهد الثقافي الفرنسي برام الله، وبلدية رام الله، ومؤسسة
الكمنجاتي الفنية، ومؤسسة يبوس الثقافية، ومركز خليل السكاكينى الثقافي،
ومؤسسة فلسطين للشباب، ويقدم المهرجان للمرة أولى أعمال فلسطينيية حاصلة
على جوائز عالمية من بينها "متسللون".
والتقط الفيلم، الذي يُعرض حاليًا بمسرح القصبة برام الله، صورًا
لمشاهد حية وحقيقية؛ حيث إن أبطال الفيلم هم الفلسطينيون أنفسهم، لنقاط
مختلفة يحفظها الفلسطينينون عن ظهر قلب للدخول للمدينة المقدسة سواء للعمل
أو العلاج فى المستشفيات أو الصلاة أو لزيارة ذويهم، الذين تفصلهم عنهم
جدران الفصل العنصرى بعيدًا عن الحواجز الإسرائيلية، التي يتطلب عبورها
الحصول على تصاريح خاصة.
والتقط المخرج "جرار" صوره الحية من مختلف النقاط التي يحفظها
الفلسطينيون عن ظهر قلب للتسلل إلى القدس، في بيت حنينا، وبير نبالا،
والزعيم، وقلنديا البلد، وحوسان.
ولعل من أكثر المشاهد تأثيرًا في الفيلم، مشهد سيدة تدعى أم صخر جوبية،
وهي تحاول الاتصال مع ابنتها ولمس يديها في بيت حنينا من تحت أبواب الجدار
الحديدي، الذي أقامته إسرائيل هناك، وقد فصل الجدار الحديدي الأم عن ابنتها
في العام 2009، حينما أغلقت إسرائيل منفذًا في منطقة بيت حنينا، ولم تر
الأم ابنتها منذ ذلك الحين.
ويعرض الفيلم مشهدًا آخر لعائلات من أطفال ونساء ورجال، وهم يمرون نحو
مدينة القدس، عبر مستنقع من المجاري تحت الأرض، وتسمع في الأجواء المظلمة
للمشهد أصوات بكاء الأطفال، وهم يمرون مع ذويهم عبر منافذ صخرية ضيقة.
وقال مخرج الفيلم خالد الجرار، في لقاء خاص لموفدة وكالة أنباء الشرق
الأوسط
لرام الله: "إن فكرة الفيلم نابعة من قيام الصهاينة بطرد الفلسطنيين من
بيوتهم إبان النكبة عام 1948، وكيف إن الفلسطينيين الذين رحلوا إلى لبنان
وسوريا وغيرها كانوا يرغبون فى العودة إلى بيوتهم وكيف أطلق الإسرائيليون
عليهم أنهم (متسللون)، رغم أنهم يريدون العودة إلى منازلهم التي اغتصبت
منهم".
وردًا على سؤال حول سبب التسمية لهذا الفيلم، قال الجرار، إنه "أراد
من خلال التسمية، التي أطلق الإسرائيليون على أصحاب الأرض، أن يجذب انتباه
المشاهدين لتقييم هذه التسمية بأنفسهم ويترك الحكم لهم فى النهاية".
وأوضح أنه عمل على تصوير هذا الفيلم على مدار أربع سنوات ونصف، وإن كل
مشاهد الفيلم حقيقية وبدون ممثلين ليعكس حياة الفلسطينيين ومعاناتهم
اليومية مع الجدار.
وتابع الجرار: "بعض النقاد رأوا أن الفيلم عكس إنسانية هؤلاء الناس
الذين أصبحوا يعيشون مع الجدار، وكيف أنهم رغم المعاناة يجدون أوقاتًا
يستطيعون خلالها الضحك، رغم أنهم يغامرون بحياتهم وكيف أنهم استطاعوا
التغلب على هذا العائق الإسمنتى".
الشروق المصرية في
11/06/2013 |