لاشك أن هذا الصدام الحقيقى هو الصدام الأول فى وزارة الثقافة مع
وزارات رد الفعل ورجع الصدى وحفظ الجميل لوزارة فاروق حسنى، التى استمرت
لمدة تناهز ربع قرن من عمر مصر قبل ثورة 25 يناير، ولم تتمكن من التخلص من
سياساته ولا رجال حظيرته.
كان فاروق حسنى قد كون علاقات صداقة مع عدد من رموز اليسار المصرى
الهارب خارج البلاد لصدام مع السادات، أثناء فترة عمله فى باريس، مكنته من
الاستعانة برموز مثل أحمد عبدالمعطى حجازى.
كما نجح بعد دخوله الوزارة فى استعادة كرم مطاوع من العراق وأسماء
كبيرة من الخليج، وضم لصداقته رموزا أخرى مثل محمود أمين العالم ومحمد عودة
وبهاء طاهر وألفريد فرج وصلاح عيسى وغيرهم.
فقد كانت الدولة آنذاك ومع بداية التسعينيات فى حاجة لرموز
اليسار الثقافية فى حربها ضد قوى الإسلام السياسى وقد منحته هذه المجموعة
غطاءً ثقافيا ومصداقية، ألهت الكثيرين عن إقصاء لدور وزارة الثقافة الرئيسى
فى العمل مع العقل العام، وازدهرت الضوضاء الثقافية والمهرجانات.
وبات المثقف المنتمى للعمل بقطاعات الوزارة شريدا.
ففى أكاديمية الفنون تأخر جيل كامل عن إنجاز أبحاثه العلمية، حتى
صارت هيئة التدريس تخلو تقريبا من الأساتذة العاملين فى سن الخدمة.
فتم ندب وكيل كلية التربية النوعية د. سامح مهران ليترأسها.
كان هذا شأن كل قيادات الوزارة فى حالة انتداب يسهل التخلص منها بمجرد
حدوث أى خلاف.
اختفت درجة وكيل الوزارة الأصلية وغابت عملية صناعة قيادات أخرى إلا
من داخل الحظيرة، كما لم تقدم نجوما إبداعية لافتة من داخل المؤسسات.
فتم هدم المؤسسة الثقافية، وخلال ذلك جاءت الثورة وقطاع المسرح منهار
والمسرح القومى محروق «مبنى ومعنى».
ضاعت الثقافة الجماهيرية فى ظلام بائس، انتهى قطاع الفنون الشعبية
بتدمير فرقة رضا والقومية، وتحولت دار الأوبرا المصرية إلى دار عرض للفرق
الأجنبية وتناست قرار الإنشاء كمركز ثقافى قومى، تمركز العمل الثقافى فى
القاهرة، وظلت الأطراف محرومة وعملت العلاقات الثقافية الخارجية لصالح
المحظوظين والمقربين.
حدث بالطبع إنجازات على مستوى البنية التحتية، وصدرت كتب مهمة وتألق
المجربون فى المسرح، وأطلت ليالى مضيئة من الفنون الرفعية.
لكن حدث إقصاء للبشر وإهمال للموهوبين، وكان كل جاد منفصل عن حظيرة
الخط لا يملك حق التعبير عن نفسه.
لقد كانت مؤسسة منهارة أما عن الفساد فحدث ولا حرج.
وظل الأبناء الشرعيون وغير الشرعيين لسدنة وكهنة الخطيرة هم الأكثر
قوة والأوفر حظا داخل الوزارة حتى الآن، هم وآباؤهم اختصوا الثقافة المصرية
بأن امتصوها تماما وطردوا معظم الشرفاء.
هؤلاء ساهموا فى تجريف الثقافة المصرية ونموا الخرافة، وإظلام العقل
المصرى، ولا يزالون يعيدون إنتاج أنشطتهم المعزولة عن الجماهير وغير
القادرة على تثقيف السلوك أو العقل العام فى مصر
.
هؤلاء ساهموا عبر ربع قرن فى إخلاء الأطراف والأرياف وتجمعات المهمشين
والفقراء فى المدن الكبرى لصالح تيار الإسلام السياسى، ما مكنه من أن يحصل
كل شىء عقب نجاح الثورة
.
لم يأت الصدام الآن مع وزارة تحاول أن تتجمل لكنها كانت مع د. صابر
عرب قد خرجت من التأثير فى المشهد العام، اتهامات بالفساد المالى والإدارى
وصلت للكسب غير المشروع فى أكاديمية الفنون، واتهامات ببيع تراث مصر عبر
مشروع تطوير ورقمنة دار الكتب والوثائق القومية والمركز القومى للمسرح
بحصول شركه .B.MI
الأمريكية على وثائق وإبداعات تراثية خرجت من مصر لصالح أمريكا وإسرائيل،
وذلك دون دفاع من أصحابها أو إطلاع الرأى العام على صحة الاتهامات من عدمها.
ثم اختفاء أخبار قضية حرق المسرح القومى، واختفاء لجميع ملفات الفساد
وصمت تام لجهات التحقيق والرقابة فى حكومة الإخوان.
وبعد أن كان أهل الفساد وعملاء جهاز أمن الدولة المنحل، والمتهمون
بالتعاون مع العدو الصهيونى من رجال الوزارة فى حالة هلع من الثورة
المصرية، أخذوا كل الفرص لتسوية ملفات الفساد، وازدادوا قسوة وجنونا
بالسلطة، فالحكم الجديد تجاهل كل مطالب المثقفين بتطهير الوزارة واستعادة
دورها، وقد وصلت مطالبات رسمية بذلك لكل الأجهزة المعنية بما فيها ديوان
رئيس الجمهورية.
وعليه فقد استمر الحديث داخل الوزارة عن الثورة بطريقة احتفالية، ومن
كثرة الادعاء صدق هؤلاء المنتمون للماضى بأنهم رموز الثورة الثقافية ولو
كان أحدهم رمزا حقيقيا مثل أم كلثوم أو توفيق الحكيم أو نجيب محفوظ أو صلاح
أبو سيف أو يوسف شاهين لتجمع حولهم الشعب المصرى، ولم يكن الموقف فى مصر
على ما هو عليه الآن ولأنهم أنصاف آلهة بلا أتباع فهم لا يجيدون إلا صنع
الفضائح الجنسية، فيخرج علينا رئيس أكاديمية الفنون بحكاية فضائحية عن هذا
الـ
c.d
مجهول المصدر.
ثم يأتى الوزير وفى استقباله من اللحظات الأولى فضائح وعداء وسخرية
منظمة، جاء وقد أخفى هويته الثقافية منكرا ميوله لتيار الأخونة، ولكن ومع
تصاعد الأحداث تتضح ميوله عبر فهم برنامج الحزب الذى رشحه للرئاسة وهو حزب
التوحيد العربى المطالب بدمج القومية العربية داخل الهوية الإسلامية وتطبيق
الشريعة الإسلامية.
وهو الخطاب التقليدى للقواعد الانتخابية وهو مماثل لخطابات تحرير
القدس والدفاع عن الفقراء والمهمشين وهى الخطابات التى فارقتها جماعة
المسلمين بمجرد الفوز بالحكم فى مصر.
بدأ الرجل حملة صدام جماعية، ما لم يعلن سياسة ثقافية واضحة.
ولم يدرس ملفات الفساد لعرضها واضحة على الرأى العام. وبدون خبرة
سياسية بدا معزولا داخل الصندوق الذى جاء من خارجه، ومع لهفة فى التخلص من
الجميع دون ظهير مساند من داخل الجماعة الثقافية فى حربه مع شبكة المصالح
الراسخة بالإعلام.. فسبب سلوكه الحاد الذى بدا عدوانيا نتيجة عسكية، إذ
ارتدى عدد من أفراد المجموعة- القديمة قناع الضحايا المنتمين والمدافعين عن
الثقافة الوطنية، وهى منهم براء، فأعاد إنتاج تلك المجموعة لتصبح هى فى
صدارة المشهد الثورى، وهم فى معظمهم من صناعة الأجهزة الأمنية فيما قبل
ثورة 25 يناير، وقد استغل هؤلاء الفسدة فى معظمهم الشعور العام للمصريين
بفشل حكومة الإخوان والتمرد عليها ليحمل علاء عبدالعزيز الفشل المتراكم من
عام كامل، وليجد مصدر دعمه بعيدا عن الجماعة الثقافية إذ أعلن أحمد عارف
المتحدث باسم جماعة الإخوان أنهم يثقون به لأنه يمثل الثقافة الإسلامية.
ولتتحول عملية تطهير الوزارة من الفساد واحتكار مجموعة معينة لكل الفرص
والإمكانيات، إلى نتيجة عكسية هى إعادة إنتاج شبكة المصالح وتقديمها للرأى
العام فى صورة الضحية الثورية وهذا هو التضليل بعينه.
بالتأكيد يبقى بهاء طاهر وصنع الله إبراهيم فى دفاعهم عن الثقافة
الوطنية حالة خاصة، وكذلك سيد حجاب وخالد يوسف وغيرهم وكثير من الفنانين
الشباب مثل الثائر الحالم كريم مغاورى ورفاقه هؤلاء وأمثالهم يقفون على
الخط المدافع عن الهوية الوطنية ولذلك كان يجب أن يطالبوا برحيل وزير من
خارج الجماعة الثقافية وبرحيل رموز الفشل الثقافى معه، حرصا على عدم خلط
الأوراق
.
فكل الشرفاء بالتأكيد ضد احتواء فصيل واحد للثقافة المصرية.
فالثقافة المصرية هى المشترك الأساسى لكل قوى المجتمع المصرى.
ولذلك يبقى الخداع فى
هذه الأزمة هو إدماج الثقافة الوطنية فى معادلة الاستقطاب السياسى بين
القوى المدنية والدينية وجعل الثقافة المصرية هى أرض معركة بين الإبداع
والدين، والإبداع من كبار موظفى وزارة الثقافة براء والدين أيضا برىء،
فالوجه الحضارى للإسلام أكثر رحابة وإنسانية من هذه المعركة.
إنه استمرار للصراع التاريخى الكريه والذى كرس له النظام السابق بين
المثقف ورجل الدين.
وهما فى حاجة للحوار لا الصراع إن كانا حقا معا ضد الفساد ومع الحق
والخير والجمال.
لقد تم إدماج أزمة الثقافة المصرية فى الصراع السياسى العام.
ولا حل لها إلا فى 6/30 الجارى حيث سيخرج الشعب المصرى ضد الفشل
السياسى لحكومة الإخوان، وضد مشروعهم الأممى المضاد للمشروع العربى القومى،
والمضاد للثقافة الوطنية المصرية.
لأن الأقنعة ستسقط وسيلزم الموظفون الكبار منازلهم فى خوف على
مكاسبهم، ولن يخرج د. علاء عبدالعزيز ضد حكومة هو أحد أعضائها.
وسيسقط هذا الالتباس وسيتم كشف هذا الصراع على حقيقته، لتظل معركتنا
فى مصر ضد الفساد ولصالح الثقافة الوطنية معا.
أما الخسارة الحقيقية فتكمن فى أن الحديث عن المشترك الثقافى كمساحة
للتوافق الوطنى بين الفرقاء السياسيين، قد أصبح الآن نوعا من السذاجة
المفرطة.
مجلة روز اليوسف في
15/06/2013
خطة وزير الثقافة للاستيلاء على دار الكتب والوثائق
كتبت : هاجر عثمان
من موقعة الاتحادية والهجوم على المعتصمين السلميين، مرورا بحصار
مدينة الإنتاج الإعلامى ومحاولات اقتحامها بالتعاون مع أولاد أبوإسماعيل،
ثم موقعة المقطم وضرب ميرفت موسى وهجوم الفتى «المغير» الحارس الشخصى لخيرت
الشاطر، تتوالى أوجاع الوطن. نفس السيناريوهات والتفاصيل والتحريض.
لكن ما هو أخطر وتكشفه «روز اليوسف» فى حضرة باقة من ألمع المبدعين هو
السيناريو الخطير للمخطط المدبر لاخفاء آلاف الوثائق من دار الكتب والتى
يشكل إخفاؤها خطرا أكبر على الأمن القومى تحت إشراف الوزير.
الكاتب الكبير جمال الغيطانى يكشف أكثر بقوله: موقعة الهجوم على
اعتصام المثقفين تكشف حقيقة واحدة بحكم دراستنا لجماعة الإخوان المسلمين
وهو عداؤهم الشديد للثقافة وقيمتها، واختيارهم لوزير ثقافة مثل علاء
عبدالعزيز هو إهانة للمثقفين الذين لم يسمعوا يوما عن إسهاماته فى الحياة
الثقافية، فلا أتخيل على الإطلاق أن يرأس مثل هذا الشخص اجتماعاً للمجلس
الأعلى للثقافة الذى يضم نخبة المفكرين والفنانين.
وهنا يحذر الغيطانى من حالة الإلهاء التى تورط فيها جماعة الإخوان
المسلمين المثقفين والشعب المصرى الآن، للتغطية على القضية الأكثر والأشد
خطورة وهى أن تعيين هذا الوزير جاء لينفذ خطتهم فى الاستيلاء على دار الكتب
والوثائق المصرية، فالإخوان تتحرك بمنتهى القوة للاستيلاء على الذاكرة
الوطنية للدولة المصرية، لتصبح وثائق مصر مباحة فى أيدى جماعة الاخوان
المسلمين، حتى يقوموا بتغيير وجه التاريخ لصالحهم، فنحن أصبحنا الآن أمام
نظام إرهابى يقتل ويخرب، لا فائدة منه، ولا تجتمع عقيدته وأهدافه مع مصلحة
الدولة المصرية وتماسكها.
وفى نفس الوقت قال «الغيطانى» إنه من أحد المميزات التى صاحبت أزمة
الثقافة الحالية تحرك المثقفين ونزولهم إلى الاعتصام فهو يمثل سابقة مهمة
فى تاريخ مصر، تختلف عما اعتاد عليه المثقفون فى الماضى من بيانات شجب
وإدانة بعيدا عن النزول لأرض الواقع، فعندما يشارك كتاب كبار فى السن أمثال
يوسف القعيد فى اعتصام رغم مرضه، فنوجه تحية لهؤلاء المثقفين.
أما الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة فينظر للازمة نظرة أخري بقوله
إنها بمثابة بروفة لما سوف يحدث ابتداء من 30 يونيو، فجماعة الإخوان
المسلمين والنظام الحاكم أراد أن يحذرنا ويقول لنا بطريقة مباشرة إنه عندما
تتظاهرون ضدى فى 30 يونيو سوف نسلط عليكم ميليشياتنا - كى تنتقم منكم
وتذبحكم أو تؤذيكم، ولكن هذا لن يؤثر فى المثقفين ولا فى الشباب الثائر،
فسوف يواجه هؤلاء الشباب المتمرد هؤلاء المتأسلمين ويطردونهم شر طردة كما
حدث أمام وزارة الثقافة.
وأضاف عصفور: إنه بالرغم أن التنوير يعانى من محنة الآن، فإنه لا يخشى
على مستقبل الثقافة فى مصر، لأن التنوير فى فعل مقاومة الآن وتمتد الأجواء
الرافضة للظلام وتتكاثر بين الشباب المتمرد، والتى سوف تنتهى بانتصار
الدولة المدنية على الدولة الدينية.
الإخوان المسلمون يتجهون إلى تكسير جميع الأعمدة الرئيسية للدولة التى
تحيل بينهم وبين تنفيذ خطتهم فى التمكين وتفكيك مفاصل الدولة، ومن ثم وبعد
ضربهم للإعلام والتعليم والقضاء لا يبقى أمامهم سوى المثقفين الذين يضحون
بأنفسهم ضد هذا المخطط «هذا ما أكدته الشاعرة فاطمة ناعوت» التى ترى أنه من
الوهم أن يتخيل البعض أن المثقفين يعتصمون ويتظاهرون ويختصمون من أجل
أشخاص، سواء إقالة د.أحمد مجاهد أو إيناس عبدالدايم، فالمثقفون قضيتهم هى
الحفاظ على هوية مصر وثقافتها، النضال من أجل فكرة وهى عدم تفكيك هذا الوطن
وتقسيمه ومحو تاريخه وحضارته من أجل فصيل واحد.
ناعوت ترى أن مثقفى مصر يقفون حجر عثرة أمام مرحلة التمكين التى تسعى
لها جماعة الإخوان المسلمين، وأقول لهم «أهلا بكم فى ملعبنا» فالمثقفون
سيكونون لكم حقل ألغام سينفجر فيكم فنا وإبداعا وجمالا. ويتفق مع ناعوت فى
الرأى المخرج مجدى أحمد على ولكنه أضاف: سلوكيات جماعة الإخوان المسلمين
والتيارات التابعة لها فى تكرارها الهجوم على معتصمين سلميين غير مخربين
كما حدث فى الاتحادية ومحاصرة مدينة الإنتاج الإعلامى يعرضون مطالبهم فى
بيتهم وهو وزارة الثقافة
الكارثة القومية الحقيقة والكلام لمجدي أحمد علي التى تواجه الدولة
المصرية وهى إقالة وزير الثقافة لكل قيادات دار الوثائق القومية، فى ظروف
غريبة ومريبة، حيث تم إقالة الموظفين بالمساء وتعيين بدلا منهم عناصر
إخوانية، وهو ما يثير الشكوك على مستقبل هذه الأمة وتاريخها اللذين أصبحا
فى خطر داهم اليوم.
وأضاف مجدى أحمد على: نطالب القوات المسلحة أن تتحمل مسئوليتها
التاريخية فى الحفاظ على أمن مصر القومى والاستراتيجى، وتكشف عما يحدث داخل
دار الوثائق القومية، فنكاد نجزم أن هناك سيارات تحمل هذه الوثائق الخطيرة
وتبعث بها إلى أماكن غير معلومة، وتكمن خطورة وأهمية هذه الوثائق فى أنها
تضم معلومات عن تاريخ جماعة الإخوان المسلمين وفضائحهم، بالإضافة إلى
معلومات عن أراض تابعة لوزارة الثقافة سواء إسلامية أو غير إسلامية، بل
الأزمة تعود أيضا إلى أن عددا كبيرا من هذه الوثائق والتى تجاوزت 100 مليون
وثيقة لم يتم أرشفتها أو تكوديها ومن ثم فسهل القضاء عليها وتهريبها أو
سرقتها وبيعها لصالح دول أجنبية أخرى، أو الحصول على مقابل مادى.
وأكد مجدى أننا نخشى أن نترك تاريخنا ووثائقنا المهمة فى أيدى جماعة
هى فى الأساس عبارة عن تنظيم دولى، لانعرف مصادر تمويلها ولا إلى أى جهات
تعمل ولصالح من الدول.
بينما ترى الروائية سلوى بكر أن ما حدث من غزوة التيارات الإسلامية
لاعتصام المثقفين فى وزارة الثقافة هو سيناريو مستقبلى لما سوف ينتظر أن
يحدث يوم 30 يونيو، الذى يمثل يوماً فاصلاً فى حياة الشعب المصرى وعليه أن
يتحمل مسئوليته تجاه وطنه وينزل ويرفض ذلك الحكم البغيض لجماعة الإخوان
المسلمين.
وتابعت بكر: إن اعتصام المثقفين سيكون نواة حقيقية للموجة الثانية من
الثورة ضد حكم الإخوان وضد التيارات الظلامية، التى أكدت فى أكثر من واقعة
أنها مازالت على أسلوبها المعهود من استخدام العنف وعدم الأخذ برأى
الآخرين، والاستماع إلى صوتهم فقط.
مجلة روز اليوسف في
15/06/2013
وزير الثقافة يديرها من مسجد "رابعة العدوية " :
عملية نسف ذاكرة
الوطن
من مسجد شهيدة العشق الإلهى رابعة العدوية أعلن وزير الثقافة علاء
عبدالعزيز الأسبوع الماضى أنه قرر ممارسة عمله من هناك وسط أجواء روحانية
لحين فض اعتصام المثقفين الذين أقاموه منذ عشرة أيام أمام مكتبه بوزارة
الثقافة بشارع شجرة الدر، اعتراضا على وجوده ومطالبة برحيله وتعمدوا إقامة
فعاليات فنية أمام مكتبه يوميا كما أعلنوا استمرارهم حتى الاستجابة
لمطالبهم!!
وبدلا من أن يتخذ الوزير أى خطوة إيجابية فاجأنا بهذه التصريحات
الغريبة التى لا تحمل قدراً من الثقة بقدر ما تحمله من سخرية، فكيف ستخرج
من مسجد رابعة العدوية قرارات الوزير وكيف اتخذ من المسجد مقرا جديدا
لوزارته وكيف سمح له باستغلال بيت من بيوت الله، لتحقيق مصلحة شخصية؟!
الكاتب الكبير لويس جريس قال:
هذه التصريحات لا يمكن وصفها إلا بالمثل البلدى المعروف «ده قصر ذيل
يا أذعر» والأذعر هو الشخص الذى ليس له ذيل على الإطلاق عندما يتوجه للمسجد
ويقول إنه يريد إدارة الثقافة منه يدين نفسه بأنه لا يصلح وزيرا للثقافة
لأن الثقافة لا تدار من المساجد.
وأضاف جريس: لذلك أدعو عبدالعزيز أن يتراجع عن تصريحاته بأنه سيدير
الوزارة من المسجد لأن هذا ليس فى صالحه وهذا التصريح يؤكد عدم استحقاقه
لهذا المنصب لأن المواجهة هى الطريق الوحيد لكسب المثقفين إلى جانب أنه فى
رأيى تسبب فى إهانة كبيرة لمصر
أما الكاتب محفوظ عبدالرحمن فيتحدى الوزير بقوله:
إذا ذهب الكعبة المشرفة لن يستطيع إدارة وزارة الثقافة وليس مسجد
رابعة العدوية لأنه لم يأت فى الأساس لإدارة الوزارة بل جاء لعمل هذه
الهوجة والشوشرة فهو رجل ليس لديه برنامج واضح لأنه مجرد شخص يلعب دوراً
عشوائياً حتى يقف فى النهاية أمام المرآة ويصفق لنفسه.
ويضيف: فالإخوة فى حزب الحرية والعدالة استعصت عليهم الثقافة فجاءوا
بهذا الشخص حتى يلعب هذا الدور الشيطانى لأن من وجهة نظرهم هذه الوزارة
تقدم أشياء غريبة مثل الباليه والسينما والمسرح وكتبا ووثائق مهمة، فالحل
فى وجهة نظرهم أن يأتوا بشخص كى يدمر كل هذه الأشياء.
ـ ويتفق عزت العلايلى مع لويس ومحفوظ لكنه أضاف:
أقول للوزير «بارك الله لنا فيك يا سيدنا الشيخ» فهم جاءوا بخطيب مسجد
كى يدير الوزارة للأسف الشديد نحن وصلنا إلى هذا المستوى لأن أمنيتهم أن
يسدلوا الستار على الفكر والفن والأدب.. لكننى أقول له «عشم إبليس فى
الجنة»، مصر خلق فيها الفكر والإبداع منذ سبعة آلاف سنة لأن المصريين
القدماء لم يتركوا لنا دساتير وكتبا ومراجع بل تركوا لنا فنا وحاول قبلهم
الكثيرون أن يمحوا هويتنا الثقافية ولم يستطع أحد.
أما الكاتب المسرحى لينين الرملى فإنه يرى سيناريو المهزلة بقوله:
ما يحدث ليس له علاقة بالثقافة وكيف سمح له المسئولون عن المسجد بقول
وتنفيذ هذا الكلام، فعلى سبيل المثال الثقافة بها رقص وسينما وموسيقى
وأفلام كيف سيدير هذه الأشياء من المسجد إلى جانب أن الثقافة ليست إسلامية،
بل بها القبطية والفرعونية، لكنهم فى النهاية يريدون تحويلها إلى تواشيح
دينية وهذا هو المطلوب سحق الهوية المصرية.
مجلة روز اليوسف في
15/06/2013
طلعت زكريا:
أقدم إسقاطا سياسيا على إنجازات الثورة فى "عويضة تيتانك"
كتب عمرو صحصاح
أوشك النجم الكوميدى طلعت زكريا على الانتهاء من تصوير دوره بمسلسل
«العراف»، الذى يعيده للتعاون مجددا مع الزعيم عادل إمام، حيث قال زكريا
لـ«اليوم السابع»: سعادتى لا توصف بالتعاون مع الزعيم عادل إمام، الذى
يحتاج حكايات تسرد فى كتب للحديث عن أهمية وجمال التعاون معه، موضحا أن
ترشيحه جاء من مؤلف العمل يوسف معاطى الذى قال عنه إنه تجمعه به علاقة
صداقة وطيدة، كما تجمعهما كيميا فنية خاصة، وأشار زكريا إلى أنه يجسد ضمن
أحداث حلقات العمل دور رجل أعمال يعيش فى مدينة الإسكندرية، يمتلك الأموال
الطائلة، لكنه يعانى من الجهل الذى يجعله أداة سهلة فى أيدى النصابين،
ويتعرض هذا الرجل للنصب من قبل «العراف»، الذى يجسد دوره عادل إمام، فيبدأ
رحلة البحث عنه، وحينما يجده لينتقم منه يكتشف أن العراف مرشح لرئاسة
الجمهورية، بل أصبح رئيسا، فيصاب بصدمة كبيرة تجعله غير قادر على استرجاع
حقه.
كما بدأ طلعت زكريا خلال الأيام القليلة الماضية تسجيل صوته على أحداث
مسلسله الكرتونى الجديد «عويضة تيتانك»، بأحد استوديوهات الصوت بالمهندسين،
وعن العمل يقول طلعت: جذبتنى حداثة الفكرة التى كتبها السيناريست الشاب
طارق البدوى، كما أن العمل يعد أول مسلسل بتقنية الـ3d
يُنفذ فى مصر، فضلا على الأهداف التى يرغب فى تقديمها من ورائه، وهى تقديم
نوع من التسلية للأطفال، وطرح نوع من التساؤل عن مستقبل مصر بعد الثورة،
فأحداث العمل تطرح نوعا من الخيال عن حياة المصريين بعد 100 عام من ثورة
يناير، وهى أننا سنظل نعانى من قطع الكهرباء، وسنظل نعانى من عدم احترام كل
تيار سياسى للآخر، والعلاقة بين المصريين، وهل من الممكن أن نتقدم
بالتكنولوجيا فى مصر فى ظل التراجع الثقافى الذى نشهده الآن؟
وأضاف زكريا: كان من المفترض أن أقدم أيضا هذا العام مسلسل «عائلة
حاحا»، ليعرض فى شهر رمضان القادم، وتم بالفعل ترشيح جميع الأبطال
المشاركين، وهم انتصار، رجاء حسين، لطفى لبيب، ومجموعة من الوجوه الجديدة،
ويخرجه أشرف فايق، ولكن تأجل العمل للموسم الجديد، نظرا للأزمة المالية
التى تمر بها مدينة الإنتاج الإعلامى، فهى المنتجة للعمل، والتى اكتفت
بمسلسلين فقط وقدمتهما كمنتج مشارك، وهما «فرح ليلى» للنجمة ليلى علوى،
و«الركين» لمحمود عبدالمغنى.
وبشأن اختيار ابنه عمر وابنته أميمة لمشاركته بطولة الحلقات قال زكريا
إن المسلسل يتطرق لرجل وزوجته وابنه وابنته ففضلت اختيار ابنىّ لأنهما خاضا
تجربة التمثيل فى أكثر من تجربة وحققا نجاحا، وأضاف زكريا أن أحداث المسلسل
تختلف شكلا وموضوعا عن أحداث فيلم «حاحا وتفاحة»، فلم يتم الاستعانة إلا
بشخصية حاحا فقط، لتواجه هذه الشخصية أحداثا مختلفة وجديدة طوال حلقات
المسلسل.
وأشار زكريا إلى أنه يستعد للسفر إلى أبوظبى نهاية الأسبوع الجارى
لتصوير حلقات ست كوم خليجى جديد، يعرض على شاشة
MBC
طوال أيام الشهر الكريم، لافتا إلى أنه رفض مؤخرا عرض تقديم برنامج
منوعات على إحدى الشاشات الخليجية لرغبته فى التفرغ لأعماله الفنية الجديدة.
وعن أسباب اختفائه السينمائى قال زكريا: السينما بأكملها تمر بأزمة
إنتاجية طاحنة، بل هناك العديد من المنتجين تخلوا عنها لأن هدفهم الأول هو
المكسب فقط، مشيرا إلى أن السيناريست يوسف معاطى الذى سبق أن قدم معه فيلم
«طباخ الرئيس»، يكتب له حاليا سيناريو فيلم «حارس الرئيس»، على أن يشرع فى
تصويره بعد عيد الفطر مباشرة، مشيرا إلى أن الفيلم سيتطرق لعلاقة الرئيس
بالشعب بعد الثورة، من خلال الحارس الخاص للرئيس الذى يخبره بما يدور فى
الشارع المصرى، بل سيتعرض الحارس نفسه للعديد من المواقف من قبل الشعب، حتى
تتصاعد أحداث العمل فى إطار كوميدى سياسى ساخر.
وعن حقيقة تجسيده لشخصية فنان الكوميديا الراحل رياض القصبجى الشهير
بـ«الشاويش عطية»، قال أحضر بالفعل لهذا العمل، وانتهى مؤلفه طارق البدوى
بالفعل من كتابة الحلقات، وحصلنا على الموافقات اللازمة من أسرته، وننتظر
الموافقات الرقابية، موضحا أنه حرص على تقديم هذه الشخصية لأنه من أهم
فنانى الكوميديا فى فترة الخمسينيات والستينيات، وتم تجاهل هذا الرجل بشكل
يثير الغضب والاستياء، كما أن حياته ممتلئة بالتفاصيل الكثيرة والمهمة،
وتقديم عمل درامى يتناول قصة حياته نوع من أنواع التكريم له بعد وفاته،
خاصة أنه لم يُكرم فى حياته وأثناء نجاحاته.
وأعلن زكريا عن أمنياته فى أن تمر الظروف السياسية المتوترة التى تمر
بها البلاد بخير وأمان، مؤكدا أن مصر لن تذهب للجحيم، لأنها البلد التى
ذكرها الله فى القرآن مرات عديدة، وستنجو من الهلاك الذى يريده المتربصين
بها، والذين يتظاهرون بأنهم يعملون من أجل مصلحتها.
اليوم السابع المصرية في
15/06/2013
فاتن حمامة "دكتورة" بعد الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية
ببيروت
كتبت هنا موسى
وصلت النجمة الكبيرة فاتن حمامة إلى لبنان الأسبوع الماضى، وذلك بعد
غياب 10 سنوات كاملة عن البلد الذى تحبه كثيرا، وذلك لتتسلم شهادة
الدكتوراة الفخرية التى منحتها لها الجامعة الأمريكية فى بيروت، فى حفل
كبير أقيم أمس الجمعة، وحضر الحفل عدد كبير من المثقفين والفنانين
اللبنانيين، والذى أقامته الجامعة خصيصا لهذه المناسبة، واستغرقت الزيارة
عدة أيام، قضتها النجمة الكبيرة فى فندق «روتانا» ببيروت، وذلك حتى تستمتع
بالبلد الذى غابت عنه كثيرا.
وتم تكريم النجمة فاتن حمامة لكونها النجمة الأسطورية للسينما
المصرية، وذلك إلى جانب نعوم تشومسكى، اللغوى والفيلسوف وعالم الإدراك
الذهنى والناقد الاجتماعى، واللبنانى الأمريكى شارل العشى، مدير مختبر
الدفع النفاث التابع لوكالة الفضاء الأمريكية فى معهد كاليفورنيا
للتكنولوجيا، وراى عيرانى رائد الأعمال العالمى المتميز، وخريج الجامعة
والعضو الفخرى فى مجلس أمنائها، وذلك تقديرا لأعمالهم وإشادة بمنجزاتهم
التى سيبقى تأثيرها أمدا طويلا، وبمساهماتهم فى تقدم مجالات المعرفة عبر
البحث.
ولم تكن هذه هى الجائزة الأولى التى تحصل عليها فاتن حمامة من الجامعة
الأمريكية أو من لبنان أيضا، حيث حصلت من قبل على الدرجة الفخرية نفسها من
الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 1999، بينما تم تكريمها ومنحها عدة جوائز
من لبنان منها «وسام المرأة العربية»، و«ميدالية الشرف»، كما حصلت على وسام
«الأرز» مرتين عامى 1953 و2001، وفى عام 1972 حصلت فاتن حمامة على جائزة
تقديرية من مهرجان «موسكو» عن دورها فى فيلم «إمبراطورية ميم»، إضافة إلى
جائزة أخرى من «اتحاد النساء السوفيتى»، عن الفيلم نفسه.
كما كرمها الرئيس الراحل محمد أنور السادات ومنحها "ميدالية الشرف
الأولى" عن نفس الفيلم.
كما حصلت أيضا على "ميدالية الشرف" فى بداية الستينيات من القرن
الماضى، وسلمها لها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذى وصفها فى حفل
التكريم بأنها "ثروة قومية يجب الحفاظ عليها".
اليوم السابع المصرية في
15/06/2013
نالت شهادة دكتوراه فخرية من الجامعةالأميركية في لبنان
فاتن حمامة: التتويج إهداء لكل فنان وأديب ومثقف
بيروت - ندى جمال:
واحد وثمانون ربيعاً من دفتر الزمن, هو عمر سيدة الشاشة العربية فاتن
حمامة التي توجت بشهادة "دكتوراه" فخرية مع وشاح من قبل الجامعة الأميركية,
التي احتفلت بتخريج طلاب الدراسات العليا وتوزيع شهادات "الماجستير"
و"الدكتوراه" الأكاديمية و"الدكتوراه" في الطب نالها 502 من الخريجين في
بيروت, ومنحت شهادة "الدكتوراه" الفخرية في الإنسانيات, لأربعة متميزين
لمساهماتهم المؤثرة الأكاديمية في السياسة, التمثيل, صناعة الأفلام,
العلوم, التكنولوجيا, الأعمال والطاقة وهؤلاء المتميزون هم: الفيلسوف وعالم
الإدراك الذهني نعوم تشومسكي ومدير مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة
الفضاء الأميركية,
production laboratory Jet NASA " اللبناني والأميركي شارل العشي والنجمة
الأسطورية للسينما المصرية فاتن حمامة ورائد الأعمال العالمي المتميز وخريج
الجامعة راي عيراني وجرى حفل التتويج في الملعب الأخضر وسط حشدٍ كبير من
الشخصيات السياسية والاجتماعية والإعلامية. وقبل التتويج عرف رئيس الجامعة
الدكتور بيتر دورمان بالمكرمين الأربعة, قائلاً: "إن الذين نحتفي بهم اليوم
مارسوا تأثيرهم الخاص وتركوا بصمة لا تُمحى في المجالات التي أبدعوا فيها".
وكان أول المكرمين نعوم تشومسكي الذي عبر عن سعادته بالتكريم التكريم
من جامعة عظيمة, تلاه البروفسور شارل العشي الذي خاطب الخريجين, قائلاً:
"في كل ما تقدمون عليه كونوا مقدامين, إذا لزمتم دائماً جانب الحيطة
والسلامة حينها لن تعرفون أبداً إمكاناتكم". ومن ثم أطلت الأسطورة المصرية
فاتن حمامة مكرمة على مشوارها الفني عبر 70 عاماً من الزمن السينمائي
الجميل وقد حاولت إخفاء دموعها ترجمة لشعورها الذي عبرت عنه في كلماتها
المقتضبة فقالت: "هناك هجمة فظيعة على الوسط الفني بشكلٍ عام والأدبي, لا
سيما في مصر إلا أن هذه الشهادة جاءت لتمحو هذه الظاهرة الشرسة على الفن في
معظم الدول العربية. وأنا أشعر بسعادة قصوى أعظم من أي سعادة بأي هدية حصلت
عليها".
وكان رابع المكرمين راي عيراني صاحب 150 اختراعاً والحائز على
"الدكتوراه" في الكيمياء, فقال للخريجين: "لقد عملتم بجهدٍ وصرفتم النفس
على التعلم, لكن أهم مهارة امتلكتموها الآن هي كيف نتعلم".
"السياسة" حضرت الحفل وسألت فاتن حمامة عن شعورها بتواجدها في بيروت
مكرمة من الجامعة الأميركية ونيلها "الدكتوراه" الفخرية فقالت: "أحب لبنان
كثيراً, فلي فيه أصدقاء بمنزلة عائلتي. وسعيدة جداً بهذه الشهادة التي منحت
لي من قبل صرح جامعي مهم وعريق, ولا أعتبر أنها مهداة لي فقط, بل جاءت
لتتوج كل فنان وأديب ومثقف, وإن هذه الشهادة اليوم ذكرتني بمقاعد الدراسة".
وبدوره قال البروفسور شارل العشي: "أنا أفتخر أنني من أصل لبناني من
البقاع وإن سجلي الحافل بالنجاحات في مسيرتي المهنية هو ثمار كفاح طويل
ومجازفة بحياتي وجرأة كبيرة وتتويجي اليوم من الجامعة الأميركية شرف
واعتزاز لي من قبل الصرح الأكاديمي الذي خرج الملايين من الطلاب الأكفاء في
مختلف المجالات".
السياسة الكويتية في
16/06/2013
الجامعة الأمريكية ببيروت تمنح الدكتوراه الفخرية لـ«تشومسكي» وفاتن
حمامة
رويترز: كرمت الجامعة الأمريكية في بيروت، مساء الجمعة، 4 من المميزين
في مجالاتهم، ومنحتهم درجة الدكتوراه الفخرية، وهم المفكر والفيلسوف
الأمريكي نعوم تشومسكي وسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، والعالم الأمريكي
اللبناني الأصل شارل العشي، مدير مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة الفضاء
الأمريكية «ناسا»، واللبناني راي عيراني، رائد الأعمال العالمي.
وضمن حفل تخرجها الـ144، عرّف رئيس الجامعة الدكتور بيتر دورمان،
المكرمين الأربعة قائلًا إن «الأربعة الذين نحتفي بهم اليوم مارسوا تأثيرهم
الخاص، واتباع المرء لقناعاته العميقة يتطلب الشجاعة، وهي هذه الشجاعة التي
نأملها ونتمنى أن يتمسك بها طلابنا، وكل أفراد مجتمعنا».
ووصف رئيس الجامعة «تشومسكي» بالمفكر المؤثر، وبأنه «قد يمكن وصفه
جدلا بأحد رواد الفكر في العالم، وأهم النشطاء السياسيين في اليسار
الأمريكي»، وقال أيضا إن «تشومسكي يؤمن أنه على المفكرين واجب كشف الكذب،
والدفاع عن الحقيقة، وقد قام بذلك بشغف وبشجاعة».
ورد «تشومسكي» قائلا: «فعلا امتياز لي أن أنال هذا التكريم من جامعة
عظيمة، وتمنيت لو أنني أقدر أن أشعر أن جيلي ومن سبقوه يستحقون التكريم
للميراث الذي سنتركه للذين سيحملون قريبًا مصير العالم بين يديهم».
وأضاف محذرًا الجيل القادم من المشاكل الجسيمة التي سيواجهها: «الحرب
النووية والكارثة البيئية طيفان سيحومان فوق كل موضوع سيتم تناوله، وللمرة
الأولى في التاريخ تطور البشر إلى حد يقدرون فيه على تدمير أسس البقاء
الكريم».
من جانبها، قالت الفنانة فاتن حمامة: «أشعر بسعادة قصوى، اليوم أعظم
من أي سعادة بأي هدية حصلت عليها، في الوقت الراهن يتعرض الفن والثقافة وأي
شيء يتعلق بالأدب لهجوم كبير، ولذا هذه الشهادة لا تسعدني أنا فقط بل تسعد
كل المثقفين والفنانين في مصر وفي العالم العربي».
وأشارت إلى أن أبرز ما يشعرها بالإنجاز في مسيرتها هو «الأعمال
الاجتماعية التي أحدثت فرقا في المجتمع، والتي حملت صرخة المرأة في وجه
الرجل المتسلط».
وأبدت فاتن حمامة إعجابها بالسينما الجديدة في مصر، قائلة: «شباب
ينتجون بمبالغ مالية قليلة ويصنعون أعمالا جيدة برأيي، لا أعتقد أن زماننا
كان أفضل، لطالما كان هناك الجيد والسيء، التجاري والخاص بجمهور أضيق،
السينما قادرة على التغيير دوما لكن المشكلة في وقتنا الراهن أن الشرخ بات
حادا بين الأفكار».
يشار إلى أن فاتن حمامة غابت عن الأضواء منذ عام 2000 حين قامت ببطولة
مسلسل «وجه القمر» مع الراحل أحمد رمزي، الذي أعادته إلى العمل بعد سنين من
الغياب، وسبق أن حصلت على الدكتوراة الفخرية أيضًا من الجامعة الأمريكية
بالقاهرة عام 1999.
المصري اليوم في
15/06/2013
فاتن حمامة:
انقسمنا.. ومصر أصبحت «بركان مش عارفة حيهمد إمتى»
مفيد فوزي
أشتاق لزمن الروقان
أنا من جيل «كروان حيران» و«الليل لما خلى» لعبد الوهاب و«جددت حبك
ليه» و«الأطلال» بسنبطة أم كلثوم، جيل الفرافير ليوسف إدريس، والثلاثية
لنجيب محفوظ، وعبقرية مصر لجمال حمدان، وأغانى عبدالحليم الوطنية، واجهة
نظام عبدالناصر، و«إسرائيليات» لأحمد بهاء الدين، ولا تطفئ الشمس لإحسان
عبدالقدوس، وشطحات المخرج حسين كمال، وتفسيرات الشيخ الشعراوى، وتغريد
فيروز، وإبداع وتجليات «العميدة» فاتن حمامة.
فاتن، التى سكنت قلوب المصريين. شريكة كل قصة حب عاشها إنسان وكل ألم
شعرت به امرأة مقهورة: فاتن.. التى جسدت مشوار المرأة المصرية من «أنا بنت
مين» إلى فيلمها «أريد حلاً».
كلانا- بالمناسبة- فاتن حمامة، وأنا، جوزائى البرج، وربما كان المزاج
العام متقارباً رغم الفارق بين سطوع قمرها.. وتواضع نجمى!
لعلها عادة عمرها سنين، أتبادل مع «العميدة» حوارات مطولة ليست للنشر،
وذلك عبر التليفون الأرضى. دائماً عندها وجهة نظر تقولها فى فيلم أو حتى فى
حديث مرسل، لكن «تونة» وهذا هو اسمها الذى يناديها به المقربون لها فقط-
يفرض عليك احترام رأيها دون إرهاب. ذلك الصباح، طلبت منها أن نلتقى، فلم
تتردد.
أفلامها: قضايا
1- «أريد حلاً» حق المرأة أن تقول لا.
2- «لا عزاء للسيدات» خطورة وتأثير كلام الناس حين يصبح شظايا
متناثرة.
3- «يوم حلو ويوم مر»، واقع حياة المجتمعات العشوائية.
4- «الحرام» صورة من حياة عمال التراحيل فى الريف المصرى.
5- «دعاء الكروان»، يقول إن الحب أقوى من الانتقام.
قالت بنت المنصورة
جلست فاتن حمامة على كرسى عال فهى لا تحب أن تغطس فى فوتيل.. اللون
الأبيض، لونها المفضل والخضرة عشقها واللوحات الفنية لمشاهير الفنانين
«جيرانها» الدائمون.
طلبت لنفسها فنجان شاى «أبو فتلة» وحين هممت أن أضع السكر، نبهتنى
«معلقة إلا ربع». أغلقت الموبايل وقللت من تكييف الغرفة التى تضمنا. قالت
بنت المنصورة وهى تأخذ رشفه من الشاى: «زهقانة».
شعرت أن فاتن حمامة ليست زهقانة فقط إلى حد السأم ولكنها غاضبة. ذلك
الغضب الذى يسكن القلب والعقل. غضب بطعم الوجع.
قالت والمسجل يلتهم كلماتها «تصور مش عايزة أقول ولا أخرج ولا أتكلم:
عندى حالة. عايزة أقوم وقت ما أقوم. آخذ فنجان قهوتى على مهل. أتفرج على
حاجة ولو ملياش نفس أستنى شوية ولو عندى ميعاد عاوزة اللى يقومنى. ده سن
العواجيز بأه!»
شعرت أنى أثقب عزلة فاتن حمامة الاختيارية. قلت لها: هل تقرأين صحف
الصباح؟ قالت: مواظبة، أبدأ بالعناونين ولو فيه مقال لفت نظرى، أقرأه. قلت.
صفحات الفن؟ قاطعتنى بحسم مش دلوقتى. بعد الأحداث الجو ملبد زى ما بيقولوا
والأخبار تاخدك من أى متعة!
قلت لفاتن حمامة: فيم يتشابه الفنان والسياسى؟ قالت: كلاهما مهموم
بوطنه. قلت: وأظن الاهتمام بالحياة الشخصية. قالت: الحياة الشخصية ملك
الفنان أو السياسى وأنا ضد النبش والنخربة والتلفيق.
قلت لها: هل سمعت عن مصطلح «الفلول»؟ قالت: تعبير بيقسمنا أنا عمرى ما
تخيلت أننا كمصريين نتقسم بالشكل ده وعاوزين نوقع ده، ونخسف بده ونسخف كلام
ده. المفروض التفكير بعقل نحاكم اللى لازم يتحاكم مش اللى الناس تشاور
عليه، فيه قانون. قلت لها: هناك قائمة سوداء للفنانين اللى مانزلوش ميدان
التحرير. قالت: أى حركة سياسية فى الشارع تحتاج إلى تقييم أولاً مش عميانى.
قلت: هل أنت خائفة على المجتمع من «الأخونة»؟ قالت: للا أخاف كلنا
مسلمون وطول العمر عايشين مفيش تفرقة ومسلمون وإخوان مسلمين. الكل بيقول
بسم الله الرحمن الرحيم.. ولنا رب واحد. قلت لها: إضرابات الأطباء، هل
أزعجتك؟ قالت بحدة: طفح بهم الكيل، فهل معقول مرتب دكتور شاب أقل من مرتب
شغالة وبعدين مستوى المعيشة صار ناراً ليس فى مصر بل فى العالم. قلت لها:
سألتك مرة هل تخرجين فى مظاهرة، وقلت أنا أتظاهر بفنى.. قالت فاتن حمامة
«أقول رأيى فى شغلى.. قلت: هل تغيرت مصر بعد ثورة يناير؟ قالت: مصر، أصبحت
«بركان» مش عارفة حيهمد إمتى. قلت: مسيرة المرأة المصرية.. فقاطعتنى: إحنا
بنرجع لورا! ثم سألتنى: معقول البنت تتجوز فى السن المبكر جداً؟ وقالت
فاتن: ده جهل ولهذا السبب
يجب أن يحتل التعليم المرتبة الأولى من الاهتمام.
من حوارات أفلامها
1- من أفواه وأرانب
«افهموا بأه.. صحيح كل بنى آدم له رزقه! لكن مانبقاش بنخلف عمال على
بطال ونقول العيال عزوة، تكون النتيجة إيه. فقر ومرض والعيال تموت من
الجوع.. إعقلها وتوكل..»
2- من فيلم لا وقت للحب
«أنت دايماً فى قلبى، لكن قلبى كمان مخطوف على البلد»
3- من مسلسل وجه القمر
«الزعاق والصراخ مش وسيلة تفاهم بين اثنين. إزاى تكون معد لبرنامج يحل
مشاكل الناس ومش عارف يحل مشكلته مع مراته»
4- من «ضمير أبله حكمت»
«أهم حاجة فى المدرسة هو المدرس نفسه اللى بيربى، أهم من البنا ومن
الملاعب ومن الفصول»
تجربتها مع الآى باد
قالت فاتن حمامة قبل أن أطرح سؤالاً.. «لازم نلحق العالم، لازم نلحق
التطور وإلا حنفضل جهلة: فيه تكنولوجيا نستفيد بها فى الطب والصناعة، مش
كفاية نعرف نستخدم الموبايل. أنا مثلا حديثة عهد بالآى باد وجبت معلم
كمبيوتر ويفهمنى إزاى أشوف الأخبار والجرائد. بحاول أفهم. وأصبح الآى باد
مهماً وأنا خارج مصر وأرى محطات أثناء البث على الهواء وسعيدة به لأنه
ينقلنى للعالم بمجرد ضغطة!
ظلت فاتن حمامة تتكلم عن هذا الاختراع الذى دخل حياتها- مثلى- مؤخراً
«أصبحت- وأنا بره مصر- أقرأ الصحف الصادرة كل يوم وممكن أشوف أحداث حصلت.
لازم أكون على علم بأخبار البلد وأرى كل الآراء لأن العالم ارتبط ببعضه،
والآى باد منحنى سهولة فى التعامل، علشان كده بقول لكل فنان صاعد أو فنانة
ناشئة لازم يبقى عندك حد أدنى من المعلومات والحصول عليها متاح جداً.
لم أقاطع العميدة ولكن سألتها: أى تعليم فى مصر تريدين؟ قالت: التعليم
اللى يخلى الطفل يفكر، وتلميذ الابتدائى يبحث عن المعلومة، وتلميذ ثانوى
يكتشف ميوله. ومهم جداً جداً جداً تعليم لغة أجنبية لاتساع الأفق.
«شوف قلت لك كام مرة كلمة مهم اللغة». سألتها: أين مقتل بلد؟ قالت بعد
تفكير: إفلاس خزينتها. والفتنة الطائفية والسلاح فى الشارع فى إيد كل من هب
ودب. ده شىء غير معقول. قلت كيف نرتقى فى التحاور؟ قالت: أنت لمست نقطة
مهمة. دلوقتى أنا باسمعك بجاوب عليك. تحس إنى خلصت الإجابة تسأل من جديد
وشايفاك بتسمعنى مش مشغول بورق أو أى حاجة وبتدينى فرصة اتكلم. وتقاطعى
للاستفسار. لكن أنا بشوف حوارات فى التليفزيون الكل بيتكلموا فى وقت واحد:
محدش بسيب التانى يتكلم. وأنا قاعدة أتفرج ألاقى نفسى باكلم الشاشة وأقول:
سيبه يكمل رأيه..! على فكرة فى إنجلترا يدرس الأولاد أسلوب الديالوج ويعلمك
آداب المناقشة امتى تتكلم. وامتى تسكت. ده علم. هنا كله بيقاطع كله. وتتوه
الفكرة.
العالم من حولها
1- تقول فاتن حمامة: فى ماليزيا عقوبة لمن يلقى ورقة
أو بقايا أكل فى الشارع. البلد زى الفل.
2- فى إنجلترا، قانون لاحترام الخصوصية وعقاب تشويه
الشخصيات العامة أو الأفراد العاديين على شاشات النت.
3- فى ألمانيا، تعطيل سيارة الحريق عن مسارها جريمة.
كذلك وقوف سيارتك الذى يخفى مصادر الميه وتركب فيها الخراطيم للإطفاء.
4- فى دبى، كسر الإشارة عدة مرات والسرعة داخل
المدينة يعرضك لسحب الرخصة.
5- هايد بارك فى لندن لكل المظاهرات والاحتجاجات بشكل
متحضر. طبعا ده سلوك شعب.
شىء من الفن
سألت فاتن حماة: ما أخطر ما فى الفنان؟ قالت بسرعة إحساسه يا مفيد.
ممكن ممثلة تقول نفس الكلام اللى تقوله ممثلة أخرى. اللى عندها «إحساس»
حتصدقها. علشان كده الناس كانت بتصدق عبدالحليم وهوه بيغنى. قلت لها: أتذكر
كامل الشناوى كان يقول لنا «لا تصدقوا عبدالحليم إلا عندما يغنى» عدت
أسألها: فى يوم ما اخترت فى مسلسل «وجه القمر» شابتين هما غادة عادل ونيللى
كريم، وهما زهرتان موهوبتان. هل راهنت عليهما؟ قالت: الاتنين ماشاء الله،
غادة عادل نضجت بتمثل بإحساس، ونيللى كريم واخدة جايزة.
قلت لها: اشتقنا لفيلم مع عادل إمام وبطولتك. قالت: يكفى إن عادل إمام
أعطانا بأفلامه سعادة وأعطانا ابتسامة وفناً وفهماً. قلت: أحمد رمزى؟ قالت:
صديق بمعنى الكلمة فقدناه، ثم قالت: خد بالك إن صداقات الإنسان القديمة هى
صداقاته الحقيقية، أما الصداقات الطارئة فهى معارف لا أكثر. قلت: هل سرق
التليفزيون الناس من السينما؟ قالت: فى هذا الزمن حصل. قلت: لماذا اعتزازك
الشديد بالمخرج بركات؟ قالت: عنده إحساس وكنا متفاهمين. قلت: وحسين كمال؟
قالت: فنان وبركات حاجة وحسين كمال حاجة تانية، وعمل أفلام حلوة. قلت:
وصلاح أبوسيف؟ قالت: له خصوصيته. قلت: وخيرى بشارة؟ قالت: أن بحب شغله أوى.
قلت: ويوسف شاهين؟ قالت: اشتغلت معاه وأنا صغيرة، له طريقته، وأنا لىّ
طريقتى، إحنا لا نختلف فى الرأى، لكن فى الرؤية، أنا شايفة الشخصية كده
ومعتزة بدورى، وهو شايف الشخصية كده وعنده اعتزاز بشغله. قلت: هل رأيت
الشاشة ثلاثية الأبعاد بالنظارة الخاصة؟ قالت: فيلماً واحداً لكننى كرهته،
أنا لا أحب ما يحزننى كفانا حزناً. قلت: هل تابعت أفلام ما بعد الثورة؟
قالت: الأغانى المبتكرة اللى بتطلع فى التليفزيون بعد الثورة من أجمل ما
يمكن لحنا وكلاماً وصدق الشباب اللى بيغنوا وأصل إحساسهم، ومعظم هذه
الأعمال مجاميع، ودى ثورة فى الأغنية.
أوراق من أجندتها
1- زكى طليمات أنطقنى حرف الراء.
2- أخاف من حفلات العرض الأولى.. أخاف الزحمة.
3- نانسى عجرم لطيفة وعرفتها فى حفل بالهرم.
4- فى فيلم الحرام كان لى صديقة من الفلاحات عمال
التراحيل، وكانوا مصدقين إنى واحدة منهم. عرفت اللهجة صح..
5- أى فيلم دراما، تلاحقنى أحداثه بعد الفيلم وممكن
أكتئب.
6- أصعب أيام أى فيلم أول يومين لغاية ما أمسك
الشخصية.
7- نادية، ابنتى، السينما مش فى ذهنها خالص.
8- الإنسان المصرى أصبح مرهقاً من تلاحق الأحداث.
9- وأنا عندى 14 سنة وكنت بامثل أمام محمود المليجى..
فاكره إن الكلام اللى مفروض أقوله ضاع من دماغى على أثر نظراته بعينيه
الواسعة. كان معروفاً بقوة فى عنيه.
10- مش فاهمة ليه ما اشتغلناش سوا أنا وأحمد زكى.
11- محمود مرسى ممثل قوى جداً.
12- الهجوم على نجيب محفوظ اللى رفع رأس مصر فى
العالم.. ضيق أفق.
13- عمر المصرى ما كان قاسياً على جاره أبداً، لكن
وصلنا للحال ده.
زمن الروقان
عدت لقارب الحوار أسألها: هل أرهقتك وأغضبتك الأحداث التى تمر بالبلد؟
قالت: أرهقتنى الصراعات. قلت: لماذا لا تشاركين بالرأى فى قضايا تمس
الجماهير وتريد الناس أن تعرف رأيك؟ قالت بلا تردد: أقول رأيى فى إيه؟ قلت:
استأذن فى سؤال: هل اعتزلت السينما؟.. واسمحى أن أعدل صياغته.. هل توقفت
لالتقاط الأنفاس؟ قالت: لو جاءتنى حاجة تستاهل لن أتردد لكن محصلش، وبعدين
لسه حانزل تانى واشتغل تانى، بأقول لك عاوزة أريح.. أقوم وقت ما أقوم وأقعد
وقت مانا عايزة. سألتها: ما شهادتك على الملك فاروق؟ قالت: كرهناه من غير
ما نعرف إحنا كارهينه ليه! قلت: وجمال عبدالناصر؟ قالت: عشنا فترته بحلوها
ومرها. قلت: وأيام السادات؟ قالت: شمينا نفسنا. قلت: وزمن مبارك؟ قالت: زى
ما أنت عارف وصلنا لإيه.
وسادت لحظة صمت، وكنت حريصاً أن أنقل حديث فاتن حمامة كما هو بنص
كلماتها فقد كنت أود أن يسمع القارئ صوتها من بين السطور ويستشف زهقها
وغضبها المكتوم، ولهذا قلت لها: هل تفتقدين زمن الروقان؟ قالت فاتن حمامة
بسرعة: آه.. أيوه مفتقدة الروقان.
أصغيت لها أكثر، فاستطردت: أحب أشوف أفلام الريحانى أو أى فيلم من
الأفلام القديمة الأبيض وأسود.. عايزة أحس إن أنا فى زمانى!
وسكت المسجل عن الدوران، وتبادلنا كأصدقاء بينهم «عشرة عمر» أحاديث
متفرقة طلبت ألا أنشرها «مش ناقصة خوتة دماغ»، وكنت أميناً معها، فأنا أكره
الفرقعة على حساب مصدرى، ومن هو هذا المصدر؟ إنها فاتن حمامة التى قالت لى:
«أنا لما حد من جرنان تانى كلمنى علشان حديث قلت لازم أكلم مفيد الأول».
كانت العميدة على موعد مع زوجها الأستاذ الدكتور محمد عبدالوهاب، فقلت
لها «حان وقت الرحيل» وردت بذكاء السنين: وحان وقت العائلة.
المصري اليوم في
28/10/2012 |