بعد فترة من الغياب الإجباري عن السينما تعود نيللي كريم إلى جمهورها
في «الفيل الأزرق»، فيلم يجمعها للمرة الأولى بكريم عبد العزيز.
عن الفيلم الذي من المتوقع أن يشارك في موسم عيد الفطر السينمائي كان
هذا اللقاء.
·
كيف جاءت قصة «الفيل الأزرق»؟
قبل أن يعرض عليّ الفيلم، قرأت الرواية التي كتبها أحمد مراد وجذبتني
بشكل كبير شخصياتها، خصوصاً لبنى. كنت أحلم بتقديمها في فيلم سينمائي لأنها
تحمل كماً كبيراً من التفاصيل السينمائية، وهو ما جعلني مشدودة إليها
للغاية. فعلاً، اتصل بي المخرج مروان حامد يعرض عليّ المشاركة في الفيلم،
تحديداً شخصية لبنى، فكنت سعيدة جداً لأن الله حقق حلمي. وافقت على
المشاركة فور فاتحني المخرج وحتى قبل قراءة السيناريو، خصوصاً أنه يتيح لي
العمل للمرة الأولى مع الفنان كريم عبد العزيز الذي سعدت بمشاركته والفنان
خالد الصاوي، والمخرج مروان حامد الذي تمنيت مراراً العمل معه. باختصار،
فريق عمل متميز جداً ونص مختلف، لذا فأنا سعيدة بشكل عام للمشاركة بهذه
التجربة.
·
ما الذي جذبك إلى شخصية لبنى؟
أكاد أجزم أن شخصية لبنى لم يتم تناولها في السينما المصرية بالشكل
الذي تناولته الرواية، فهي تملك مفردات كثيرة تجعلها شخصية بارزة، لذلك كان
لدي إحساس غريب بأنني أريد تجسيدها، وفعلاً دخلت رهانا مع نفسي لأنها تحتاج
إلى مجهود رهيب في ترجمتها بشكل جيد، فهي مركبة ومعقدة للغاية، تماماً كما
بقية الشخصيات في الرواية التي كتبها أحمد مراد بحساسية. أذكر هنا أن مراد
لديه ميزة مختلفة في كونه يكتب الشخصيات التي يقدمها بأسلوب مختلف، إضافة
إلى اختياره أماكن غير مستهلكة تدور خلالها الأحداث، ما جعلني في قمة
السعادة بالتعاون معه.
·
كيف كان التعامل مع طاقم العمل؟
يتكوَّن الفيلم من فريق عمل مختلف للغاية، فالمخرج مروان حامد على رغم
أن أعماله قليلة فإنها تترك بصمة مختلفة دائماً، فهو لا يتعامل بالكم ولكن
بالكيف، لذا العمل معه في حد ذاته يضيف إلى أي فنان الكثير، ما جعلني سعيدة
للغاية لأنني سأتعاون معه. أما كل من كريم عبد العزيز وخالد الصاوي فهما
كبيران من دون الكلام عنهما، ودائماً يستطيعان تقديم شيء مختلف من خلال
العمل الذي يشاركان في بطولته. أعتقد أن كريم في هذا الفيلم سيقدم دوراً
مختلفاً للغاية، وسيراه الجمهور بشكل لم يعهده عليه، كذلك الصاوي الذي صار
أحد أهم الممثلين في مصر، وهو صادق في ما يقدمه. أما أحمد مراد، فعلى رغم
أنه العمل الأول الذي يقدمه للسينما ويصوّره في الوقت نفسه، فأنا أرى أن
هذا الكاتب الشاب سيضيف إلى السينما الكثير، لأنه يعطي الاهتمام الأكبر
للصورة، والسينما صورة بالأساس، إضافة إلى أنه يفتح أمام المشاهد كل طاقات
الخيال، ما يجعله مميزاً عن غيره.
·
كيف يجري تصوير العمل؟
تتبقى لي أيام قليلة وأنتهي من تصوير الفيلم، وأعتقد أنه سيُطرح في
عيد الفطر، إذ سيتفرغ مروان حامد لعمليات المونتاج الخاصة بعد أيام قليلة.
·
يعرض لك مسلسل «ذات» في شهر
رمضان، أخبرينا عنه.
(تضحك) فعلاً، أخيراً يُعرض المسلسل بعد عامين من التأجيلات والاستعانة
بمخرجين للتمكن من إنجاز التصوير للحاق برمضان الماضي قبل تأجيله إلى هذا
العام. ولكن في النهاية أنا سعيدة بأن المسلسل تم عرضه أخيراً، لأنه يحمل
كماً كبيراً من الإسقاطات السياسية المهمة، ويتناول حقبة تاريخية من مصر
كتبها صنع الله إبراهيم في روايته بشكل عبقري، وحولتها مريم نعوم إلى
التلفزيون بشكل جيد. أتمنى من الجمهور أن يتابع العمل لأنه سيكتشف الكثير
عن تاريخ مصر برؤية مختلفة منذ ثورة 1952 وحتى ثورة 25 يناير.
الجريدة الكويتية في
15/07/2013
أفلام الصيف تودّع دور العرض وتراجع الإيرادات يسيطر
كتب الخبر: هيثم
عسران
لم تتجاوز حصيلة الإيرادات من الموسم الصيفي السينمائي 30 مليون جنيه،
وهو رقم هزيل للغاية مقارنة بالأرقام التي لطالما حققتها السينما خلال
الفترة نفسها من الأعوام السابقة. حتى إنها كانت تجمع هذه الإيرادات من
خلال فيلمين فقط. أما اليوم فعلى رغم طرح ثمانية أفلام سينمائية فإن أياً
منها لم تتجاوز إيراداته 13 مليون جنيه.
على رغم محاولات المنتجين إنعاش دور العرض السينمائية وبدء الموسم
الصيفي قبل أسابيع من موعده بسبب حلول شهر رمضان مبكراً، فإن هذه المحاولات
فشلت في أن تغطي الأفلام المطروحة أكثر من تكلفتها، الأمر الذي دفع
المنتجين إلى تأجيل أعمال أخرى كان من المفترض طرحها خلال الموسم.
تأثرت إيرادات السينما بشكل كبير بأيام الثورة المصرية، فقد أغلقت
غالبية دور العرض وألغت الكثير من حفلاتها المسائية. وتكرر الأمر نفسه مع
بداية شهر رمضان، فاختصرت مواعيد الحفلات وطرحت الصالات الضعيفة عدداً من
الأفلام الأجنبية.
تصدر فيلم {تتح}، من بطولة كل من محمد سعد ودوللي شاهين ومروى، شباك
التذاكر بإيرادات تجاوزت 13 مليون جنيه، وهو رقم وإن كان جعل الفيلم يتصدر
الإيرادات فلم يصل إلى معدل الإيرادات التي حققتها أفلام سعد الأولى مثل {اللمبي}
و{اللي بالي بالك}.
سعد الذي استعاد صدارة شباك التذاكر للمرة الأولى منذ سنوات حظي فيلمه
بردود فعل متناقضة بين النقاد، فمنهم من وجده يغير من أسلوبه في الأعمال
ووجد آخرون أن الفيلم استكمال لاستغلال نجاح شخصية {اللمبي} التي قدمها قبل
أكثر من 10 سنوات.
أما {سمير أبو النيل} الذي يقوم ببطولته كل من أحمد مكي ونيكول سابا
فبدأ مبكراً وقبل بداية الصيف بأكثر من ستة أسابيع، نظراً إلى حلول شهر
رمضان. إلا أن الفيلم لم يحقق سوى 12 مليون جنيه، جاء معظمها في الأسابيع
الثلاثة الأولى من طرحه.
ولم تتجاوز إيرادات {الحرامي والعبيط}، الذي يقوم ببطولته كل من خالد
صالح وخالد الصاوي وروبي، حاجز الأربعة ملايين جنيه على رغم الدعايا
الإيجابية التي روجت له من خلال كتابات النقاد السينمائيين، في حين تراجعت
إيراداته بشكل لافت خلال أيام الثورة المصرية.
وصلت إيرادات {هرج ومرج} إلى أكثر من نصف مليون جنيه، وهو التجربة
الأولى للمخرجة نادين خان في الأفلام الروائية الطويلة، فيما يقوم ببطولته
عدد من الفنانين الشباب أبرزهم آيتن عامر ورامز لينر. ووصلت إيرادات {بوسي
كات} لرندا البحيري إلى أكثر من 400 ألف جنيه، وهو التجربة الثانية للمخرج
علاء الشريف.
إيرادات فيلم {31 ديسمبر} الذي طرح في الأسابيع الثلاثة الأخيرة لموسم
الصيف لم تتجاوز حاجز 200 ألف جنيه، بينما لم يصل {متعب وشادية} إلى حاجز
100 ألف جنيه على رغم طرحه في 25 صالة لأكثر من شهر.
أعمال خفيفة
يشير الناقد السينمائي محمود قاسم إلى أن أفلام الصيف لم تختلف كثيراً
عن الأفلام التي طرحت منذ بداية العام، فعلى رغم عددها المقبول فإن أياً
منها لم يصبح علامة سينمائية وربما لا يتذكرها الجمهور بعد خروجه من قاعة
العرض، مشيراً إلى أنها نتاج طبيعي للأوضاع السياسية ورغبة الجمهور في
مشاهدة أعمال خفيفة.
وأشار قاسم إلى أن محمد سعد أنكر أنه سيقدم شخصية اللمبي مجدداً، لكنه
لم يأت في {تتح} بشخصية جديدة بل يقدم نفسه بالطريقة ذاتها، لافتاً إلى أن
فئة الجمهور التي تشاهد أعمال سعد لم تتغير، ومفسراً زيادة الإيرادات
بارتفاع أسعار تذاكر دور العرض، الأمر الذي انعكس على الإيرادات، فضلاً عن
زيادة عدد نسخ الفيلم نتيجة طرحه في عدد أكبر من القاعات.
كذلك أوضح أن بعض الأفلام يعلن منتجوها إيرادات أكبر من الإيرادات
الحقيقية من باب الدعاية والترويج لها، وهو ما حدث في أكثر من فيلم خلال
موسم الصيف، لافتاً إلى أن ضعف الإيرادات أمر طبيعي نتيجة للظروف السياسية
وطبيعة الأفلام المطروحة وميزانيتها المحدودة.
وأشار قاسم إلى أن ميزة الموسم الصيفي وجود فيلمين ينتميان إلى
السينما المستقلة هما {هرج ومرج} و{عشم}، مؤكداً أن التجارب المتميزة بحاجة
إلى الدعم من المحطات التلفزيونية من خلال تكرار عرضها بشكل مكثف كي يقتنع
الجمهور بها ويذهب إلى الدور ويشاهدها، فهي على رغم جودتها الفنية لا تلقى
الرواج الذي يمكنها من الاستمرار.
الجريدة الكويتية في
15/07/2013
محمد طلبة صاروخ النكتة الجديد:
المؤلفون.. سبب أزمة الكوميديا في مصر
كتب ـ محمد صفاء:
"محمد طلبة" ممثل شاب لمع بريقة الفني في مسرحية "الكوتش" التي
سيستأنف عرضها الجماهيري إبتداء من منتصف شهر رمضان القادم علي مسرح الفن.
عن حكايته مع مسرحية "الكوتش" يقول محمد طلبة: حكايتي بدأت منذ تحضيري
لمشروع مسرحية "البوفيه" للمؤلف علي سالم لامتحانات اعمال السنة الاولي
بالمعهد العالي للفنون المسرحية مع د.جلال الشرقاوي العميد الأسبق للمعهد
حيث توجهت إليه في البداية أطلب أن اعمل معه كممثل في استديو مسرح الفن
فقال لي اثبت انك ممثل جيد أولاً في مسرحية "البوفيه" وعندما نجحت في
بطولتها أشاد بي أمام لجنة امتحانات المعهد ومن ثم استرجعت شجاعتي وقمت
بتذكيره لطلب العمل معه بمسرح الفن فقال لي إن شاء الله وتركني وانصرف
وبمرور شهر من تاريخ الامتحان عرفت من أحد الزملاء بالمعهد أن د.جلال
الشرقاوي يريدني في عرض مسرحية جديدة من إخراجه فأسرعت بالذهاب إليه بمسرح
الفن حيث أبلغني باختياري لعمل شخصية "عم بطاطا" في مسرحية "الكوتش" فوافقت
علي الفور وقمت بدراسة هذه الشخصية ورسمت معالمها الشخصية بموافقة د.جلال
الشرقاوي علي اعتبارها أنها تخص رجلاً عجوزاً يبلغ من العمر 90 عاماً ومن
ثم فهو مصاب بمرض الزهايمر وينام وهو واقف ودائماً يشعر بالارهاق والتعب
ويشهق من حين لآخر كما قمت بتركيب افيهات لهذه الشخصيةپعن طريق مساعدة نجوم
المسرحية طلعت زكريا وانتصار ووائل نور في تمثيلي الشخصية شاب الألتراس
الرياضي وذلك بموافقة استاذي جلال الشرقاوي.
وحول أثر نجاحه في المسرحية علي أعماله في مسلسلات الست كوم.. يقول:
المشاركة في تمثيل مسلسلات الست الكوم جاء كرد فعل لنجاحي في شخصية "عم
بطاطا" بداية باختياري في تمثيل مسلسل ست كوم "فيس بوك" للمخرج شريف صبري
في دور شاب يدعي قريند ولكن التصوير توقف لظروف انتاجية وبعد ذلك اشتركت
مسلسلين جديدين الأول بعنوان "3*1" للمؤلف محمد حسبوه وقمت فيه بتمثيل
شخصية طالب جامعي يدعي جمعة يمارس البلطجة علي زملائه بالجامعة أما الثاني
فهو باسم "قشطة وعسل" أمام الكوميديان لطفي لبيب والراقصة دينا في دور شيخ
يفك عملاً وسيتم عرض هذين المسلسلين في شهر رمضان بجانب مسلسل "ونيس وأحوال
البلاد" بطولة وإخراج الفنان محمد صبحي وأقوم فيه بتمثيل شاب من ثوار ثورة
25يناير الذي سيتم عرضه أيضاً في شهر رمضان.. عن التشابه بينه وبين الفنان
محمد هنيدي .. يقول رغم إن كثيراً من زملائي الطلاب بالمعهد واستاذي د.محمد
عبدالمعطي والفنان وائل نور أكدوا لي أنني أتسم بروح الفنان محمد هنيدي
ومنطلق بسرعة الصاروخ لنجومية الكوميديا إلا أنني أسعي إلي تقديم شخصيات
درامية مختلفة عن بعضها البعض في كل أعمالي الفنية.
عن الأحلام والطموحات. .يقول:
ـ أتمني أن اصبح فناناً كوميدياً محبوباً من كل المشاهدين
وحول نشأته الفنية.. يقول:
تعلقي بحب الفن والتمثيل بدأ منذ دراستي بمدرسة طيبة الاعدادية
بالمهندسين التي تعلمت داخلها علي عزف ألة الاكورديون والدرام وصولاً
لمدرسة السعيدية الثانوية بالجيزة التي اكتشفت خلال دراستي اجادتني لتقمص
شخصيات المدرسين بأسلوب كوميدي مما شجعني علي ممارسة التمثيل اثناء دراستي
الجامعية بكلية الاداب جامعة القاهرة سواء علي مستوي فريق التمثيل بالكلية.
او منتخب تمثيل الجامعة وعقب حصولي علي ليسانس الآداب التحقت بالمعهد
العالي للفنون المسرحية حيث أدرس حالياً التمثيل والاخراج بالصف الثاني.
وعن ممارسة التأليف الدرامي واعداد البرامج يقول: بجانب التمثيل قمت
بكتابة وعرض مسرحية "عيني ياعيني" بالمعهد واعداد سيناريو برنامج "مطلوب
رئيس" الذي اذيع العام الماضي علي قناة "أون تي في".
وعن رأيه في أزمة نصوص الكوميديا يقول.. أزمة نصوص الكوميديا بمصر
الآن بسبب شروع مؤلفي الاعمال الفنية في كتابة سيناريو الافلام والمسلسلات
بناء علي شخصية ابطالها مثل الفنان محمد سعد الذي يقوم مؤلفو أعماله
السينمائية بصياغة سيناريو الافلام بناء علي نوعية الكاركتر الذي يريد محمد
سعد من خلاله تقديم نفسه لجمهور المشاهدين.
وعن نجم الكوميديا الذي يتمني العمل معه.. يقول:
من المؤكد أنه الفنان الكبير عادل إمام
وعن قلة فرص المواهب الجديدة في بطولة الأعمال الفنية.. يقول: قله فرص
العمل للمواهب الجديدة بسبب ضآلة الإنتاج الفني وامتناع المنتجين في
المغامرة في انتاج أعمال جديدة وسط الظروف السياسية التي تمر بها حالياً
البلاد.
المساء المصرية في
15/07/2013
مع حصان ومن دونه
محمد رضا
سُئل الممثل الراحل روبرت ميتشوم ذات مرة: «كم نوعا من التمثيل
هناك؟».
فأجاب: «نوعان؛ واحد مع حصان، والآخر من دونه».
في ردّه الساخر يكمن بعد خفي وبلاغة ملحوظة. الممثل لعب في أفلام رعاة
بقر (أي مع حصان) وأفلام بوليسية، ولاحقا درامية (من دون حصان)، لهذا السبب
- ومن وجهة نظره البحتة - هناك هذان النوعان، ولا ثالث لهما.
دافعه لتحديد المسألة على هذا النحو يعود إلى أنه لم يكن ممثلا حسب
منهج ستانسلافسكي؛ لم يدرس التمثيل في معهد، لم يقف على خشبة المسرح،
وانطلق من الأربعينات في السينما راكبا الخيل. لم يكن يتطلب ذلك مدرسة ولا
فنا في التمثيل، بل تسوق الأدوار كيفما جاءت، في مطلع الأمر. صغيرة هنا
وواعدة هناك، طيبة وشريرة، حسبما يتمنى وعكسه. ومن خلال المثابرة حقق
حضورا، ومن الحضور حقق حدثا، ومن الحدث نجومية. روبرت ميتشوم خلال كل ذلك
وفي خلال حقبته الأولى من العمل أصبح ممثلا محترفا، لم يدرس ولم يتعرف على
أي نوع آخر من التمثيل.
هل يعني ذلك أن الممارسة هي أفضل مدرسة ممكنة، وأن الدراسة مسألة
مبالغ فيها؟
مثل ميتشوم هناك مئات الممثلين المعروفين وشبه المعروفين في كل مكان
في العالم الذين لم يدرسوا التمثيل ولا الدراما ولا سبق ظهورهم السينمائي
وقوف على المسرح، لكنهم كانوا جيّدين.. لماذا إذن لا ينسف ذلك مقولة إن
التمثيل الممارس حسب المنهج (أو حسب أي منهج في الواقع) ضرورة لصقل موهبة
الممثل؟
الجواب هو أن مارلون براندو، مونتغمري كليفت، روبرت دي نيرو كانوا
قرروا ولوج الشخصية لأقصاها في حين أن أمثال ميتشوم (وجون واين وألان لاد
وهمفري بوغارت) تعاطوا مع الجانب التنفيذي للدور، صعبا كان أم لا.
تفسيرا لذلك، التمثيل حسب المنهج بالنسبة للممثل هو ما تشكله «سينما
المؤلف» بالنسبة لبعض المخرجين. كلاهما إقدام ذاتي على ولوج العالم الخارجي
وتحويله إلى عالم كل منهم الخاص. هو قراءة شخصية لذلك العالم وتنفيذ مشروط
بتجاهل التنميط والحلول السهلة. وذلك هو دائما أبعد فنّا من الممارسات
التنفيذية الأكثر انتشارا في السينما، كما في باقي الفنون.
لكن الفن ليس شارعا باتجاه واحد، بل هو مظلـة واسعة تضم تحتها مواهب
من كل الاتجاهات، لذلك ظهور ميتشوم في «ابنة رايان» (1970) بروعة وجودة
ظهور آل باتشينو في «العراب» بعد عامين. كل مدرسة مختلفة وكل بموهبة
مختلفة؛ واحد لم يدرس السينما، وآخر درسها. طبعا يساعد كثيرا أن مخرج «ابنة
رايان» هو عملاق اسمه ديفيد لين، ومخرج «العراب» هو عملاق آخر اسمه فرنسيس
فورد كوبولا. ما يثبت في نهاية المطاف أن لكل فنان، في كل حقل فني، ملكيته
الخاصة التي يصقلها بأمانته وحبه لما يقوم به.
نعم، هناك تمثيل مع حصان وتمثيل من دونه، هذا لا يهم.. المهم أن يكون
الحصان متفهما، فبالنسبة إليه أيضا هناك نوعان من الممثلين؛ نوع يعرف كيف
يركب الحصان، ونوع لا يعرف.
الشرق الأوسط في
15/07/2013
قيد التحضير : موت بازوليني
يزن الأشقر
لا يزال مقتل السينمائي الإيطالي بيار باولو بازوليني (1922ــ 1975،
الصورة) يشكّل لغزاً بعد مرور نحو أربعة عقود على الجريمة. الشرطة
الإيطالية أقفلت القضية بنتيجة أنّ بازوليني اغتاله مراهق لعوب عبر دهسه
مرات عدة بسيارة بازوليني. سجن الفتى تسع سنوات لكن نتيجة التحقيق لم تقنع
كثيرين وقتها. الاغتيال جاء بعدما أنهى بازوليني فيلمه المثير للجدل «سالو:
أو 120 يوماً في سدوم». ورغم مثليته العلنية التي ربطت بدافع القتل، إلا
أنّ بازوليني كان شخصية معقدة عند اليمين واليسار، بمواقفه الجدلية
والمتناقضة أحياناً. لم يكن شيوعياً كلاسيكياً، بل ماركسياً مثيراً للجدل،
انخرط في العمل الثقافي والصحافة والسياسة، وكتب الشعر والرواية والمقالات
الفلسفية. وقتها، وصف البعض القضية بأنّها تصفية حسابات سياسية مع بازوليني.
لكن القضية أعيد فتحها عام 2005 عندما سحب المتهم اعترافه السابق خلال
مقابلة تلفزيونية، وقال إنّه اضطر للاعتراف الكاذب تحت التهديد، واتّهم
رجالاً «ذوي لكنة جنوبية» باغتيال بازوليني عبر ضربه على أحد شواطئ روما،
مطلقين عليه شتائم بينها «شيوعي قذر».
السينمائي الأميركي المستقل أبيل فيرارا («ملك نيويورك»، «الجنازة»)
سيتناول هذه القضية سينمائياً في فيلم يحمل توقيعه. وقد بدأ أخيراً العمل
على الشريط الذي اعلن عنه قبل سنتين. وسيحمل عنوان «بازوليني» ويؤدي بطولته
ويليام دافو ليروي اليوم الأخير في حياة صاحب «ميديا» وفق ملخص الفيلم الذي
نشره موقع الشركة المنتجة Capricci.
يلتقي بازوليني مع عشيقه الشاب ليقررا الالتقاء لاحقاً مع أحد الرعاع، فيما
يحذّره أحد أصدقائه المقربين من مواصلة الكتابة ضد الحكومة. لا نعلم ما إذا
كان فيرارا سيأخذ الموضوع بحرية فنية، أم سيضعه في سياق بحثي يتناول فيه
الجريمة بأبعادها السياسية. فيرارا المحنك المستقل الذي انتهى تقريباً من
فيلمه الجديد عن فضيحة دومينيك شتروس كان، لا يزال يعاني من صعوبة في توزيع
افلامه في الولايات المتحدة إلى درجة حبذ فيها جمهوره مشاهدة أفلامه عن
طريق القرصنة. لكن موضوع الفيلم المرتقب أسال لعاب محبي بازوليني والفن
السابع. لذا، يُتوقع أن يحظى الشريط بتوزيع جيد على الأقل في إيطاليا
وأوروبا. فهل يفتح طرح القضية سينمائياً الباب مجدداً في هذه القضية؟
الأخبار اللبنانية في
15/07/2013
Night Riders... «متروبوليس»
في الهواء الطلق
يزن الأشقر
بدءاً من 20 تموز (يوليو)، تخصّص الجمعية اللبنانية دورة عروض تستعيد
فيها بعض أعمال الـ
Road Movie.
في
The Garten (بيال ـ وسط بيروت)، سنشاهد أربعة أفلام ترتبط بثقافة المغامرة
وزمن «الهيبي» والارتماء في المجهول
هذا الصيف، تنظم «متروبوليس أمبير صوفيل» بالتعاون مع Uberhaus
دورة عروض سينمائية بعنوان Night Riders
في The Garten (بيال
ـ وسط بيروت) التابع لـ«أوبرهاوس». في البرنامج الذي ينطلق في 20 تموز
(يوليو) ويستمرّ حتى 12 تشرين الأول (أكتوبر)، أربعة أعمال من فئة «أفلام
الطريق»
Road Movie، بمعدل فيلم كل شهر، ستعرض ليلاً في الهواء الطلق
تتبعها حفلات موسيقية.
لطالما حظيت فئة «أفلام الطريق» بشعبية جماهيرية. يرتبط مفهوم الرحلة
بثقافة التمرد والمغامرة وزمن «الهيبي» والارتماء في المجهول. يفتتح
البرنامج بأحد كلاسيكيات أفلام الطريق: إنّه «إيزي رايدر» (20/7) الذي
أخرجه دينيس هوبر عام 1969 وأنتجه بيتر فوندا وأديا بطولته. وايات (بيتر
فوندا) وبيلي (دينيس هوبر) رفيقان ينطلقان من كاليفورنيا على دراجتيهما
الناريتين إلى كرنفال «ماردي غراس» السنوي في نيو أورلينز. الفيلم الذي
يستكشف الثقافة المضادة في ستينيات القرن الماضي في أميركا من خلال رحلة
الطريق هذه على خلفية التحرر والتمرد والمخدرات، شكّل علامة فارقة في الفن
السابع الأميركي؛ إذ كان بداية لما عرف بالموجة الأميركية الجديدة التي
تناول مخرجوها أمثال سكورسيزي وكوبولا مواضيع جديدة ومغايرة لما كانت
تتناوله هوليوود رسمياً.
على البرنامج أيضاً الفيلم الأميركي الشهير «ثيلما ولويز» (1991 ـــ
10/8) الذي أخرجه البريطاني ريدلي سكوت وعُرض خارج المسابقة الرسمية في
«مهرجان كان السينمائي». هنا، رحلة الطريق نسائية بامتياز، حيث جينا ديفيس
تؤدي دور ثيلما المتزوجة داريل المتسلط ذا النظرة التقليدية الذكورية لها
ولمكانتها، وسوزان ساراندون تجسّد شخصية لويز النادلة في أحد مطاعم الوجبات
السريعة. تقرر الاثنتان الخروج في إجازة لمدة يومين بسيارة لويز «الفورد»
القديمة. في إحدى محطات توقفهما، تتعرض ثيلما لمحاولة اغتصاب في موقف
سيارات البار، فتنقذها لويز قبل أن تطلق النار على المعتدي وتبدأ رحلة
الهرب من الشرطة. فيلم الطريق هنا من فئة «فيلم الرفاق» الذي كان حكراً على
الرجال، ولقي إقبالاً جماهيرياً ونقدياً لنزعته النسوية، ونال أوسكار أفضل
سيناريو أصلي وترشّح لخمس جوائز أخرى.
بالإضافة إلى ذلك، سيعرض شريط الأميركي ديفيد لينش. في
Wild At Heart (1990
ــــ 21/9)، نتابع رحلة كل من سيلور (نيكولاس كيج) ولولا (لورا
ديرن) الهاربين من غضب والدة لولا، مارييتا (دايان لاد) غير الراضية عن
علاقة ابنتها بسيلور الذي خرج من السجن بعدما أمضى عقوبته إثر قتله رجلاً
اعتدى عليه بسكين كانت أم لولا قد أرسلته لقتله. بعد خروجه من السجن، يقرر
الاثنان الهرب إلى كاليفورنيا رغماً عن شروط إطلاق سراح سيلور، وتقرر الأم
إرسال صديقها المحقق لتتبعهما، وترسل أيضاً شخصاً آخر لقتل سيلور. رحلة
الهرب الممتعة التي يخوضها الاثنان، لا تلبث أن تتخذ مساراً سيئاً بعد
إدراك ما ينتظرهما. الفيلم الذي اقتسبه لينش من رواية للأميركي باري غيفورد
بالعنوان نفسه، قوبل باستقبال جماهيري متذبذب، لكنه نال سعفة «كان» الذهبية
عام 1990.
وختاماً، يعرض الفيلم الأرجنتيني ذو الإنتاج المشترك «مذكرات دراجة
نارية» (2004 ــ 12/10). في الشريط الذي أخرجه البرازيلي والتر ساليس،
يقتبس المسرحي خوسيه ريفيرا يوميات الثائر الأرجنتيني تشي غيفارا التي
كتبها أثناء رحلته مع رفيقه ألبيرتو غرانادو عبر أميركا اللاتينية عندما
كان غيفارا في الثالثة والعشرين. في الفيلم، نعود إلى عام 1952 حيث يؤجل
غيفارا (غايل غارسيا بيرنال) فصله الدراسي الأخير لنيل شهادة الطبّ وينطلق
مع صديقه ألبيرتو (رودريغو دو لا سيرنا) في رحلة على دراجة نارية تستغرق
أربعة أشهر في محاولة لاستكشاف القارة التي يعيشون عليها. من خلال هذه
الرحلة التي لا تجري كما كان مخططاً لها، نتابع تبلور وعي غيفارا السياسي.
الأخبار اللبنانية في
15/07/2013
غريناواي وغودار في بيروت بالأبعاد الثلاثة
روي ديب
كان علينا أن ننتظر فيلم 3x3D
لنشهد أوّل تجربة فنيّة قيّمة تحاور وتسائل تقنية الأبعاد الثلاثة في
السينما. الفيلم الذي يقدّم الليلة في «سينما سيتي» في مركز «سيتي مول»
(الدورة ــ شمال بيروت) يندرج ضمن النشاط السنوي الذي تقدّمه جمعية «متروبوليس»
بالتعاون مع «المعهد الفرنسي في لبنان» لاستعادة أفلام تظاهرة «أسبوع
النقاد» ضمن «مهرجان كان السينمائي».
كان 3x3D
المؤلف من ثلاثة أجزاء لبيتر غريناواي وجان لوك غودار وإدغار بيرا قد اختتم
فعاليات «أسبوع النقاد»، لكن خارج المسابقة. عُرف فن سينما الأبعاد الثلاثة
منذ الخمسينيات، وعاش عصراً ذهبياً رافق الاكتشاف الجديد، ثم بهت في العقود
التالية، وعاد بزخم في الثمانينيات، إلا أنّ المكانة التي تتخذه تقنية
الأبعاد الثلاثية اليوم بدأت تظهر في بدايات القرن الحادي والعشرين،
وخصوصاً مع المخرج الكندي ــ ابن هوليوود المدلل ــ جايمس كاميرون. أخرج
كاميرون فيلمه الوثائقي الثلاثي الأبعاد الأوّل عام 2003 وحمل اسم
Ghost of the Abyss،
ثم كان النجاح التجاري مع فيلم
Avatar
في 2009، قبل أن يعيد تقديم
Titanic
بالتقنية نفسها العام الماضي. منذ ذلك الحين، ونحن نشهد تزايد إنتاج أفلام
الـ3D،
وخصوصاً في استوديوات هوليوود، لتفرض تلك التقنية واقعاً جديداً على مستقبل
الفن السابع. علماً أنه حتى اليوم، لم نشهد تجارب قيّمة في هذا المضمار،
حتى إنّ تجربة المخرج تيم بورتون في «أليس في بلاد العجائب» جاءت مخيبة
للآمال. وقد تكون التجربة الأبرز حتى اليوم فيلم «كوخ الأحلام المنسية»
(٢٠١١) للمخرج الألماني فيرنر هيرتزوغ الأكثر إبداعاً وخلقاً واستثماراً
لتقنية الأبعاد الثلاثة، رغم أنّ زميله ومواطنه فيم فاندرز كان قد قدم
أيضاً «بينا» من دون تقديم جديد يذكر.
هكذا، قرّر جان لوك غودار أن يبرهن للعالم كيفية تطويع التقنية
الجديدة في خدمة الصورة، لا العكس، وأن يقول لكاميرون: «لقد أخطأت ولم تفهم
قيمة البعد في الصورة الذي توفره هذه التقنية». طبعاً، ضمن تلك اللمعية
والإبهار الزائف المسيطر على عالم الـ 3D،
اختار غودار أن يعمل بصورة رقمية رديئة. خطوة ليست غريبة، بل منتظرة من
مخرج بدأ التصوير الرقمي منذ السبعينيات، ولطالما ساءل في أفلامه تاريخ
السينما والصورة. أما في 3x3D، فيشارك غودار بجزء من الثلاثية بفيلم
قصير تحت عنوان «الكوارث الثلاث»، مقدماً عيّنة من فيلمه الطويل المنتظر
«وداعاً للغة» الذي هو بصدد تصويره حالياً، ويمكن اعتباره تكملة لـ Histoire(s) du Cinema.
أمّا البريطاني بيتر غريناواي فقدّم
Just in Time، وهو رحلة ضمن مدينة غيماريش البرتغالية تذكرنا
إلى حد ما بـ
Russian Ark
للمخرج الروسي ألكسندر سوخوروف. وبدلاً من الاستعراض وسرعة اللقطات
التي اعتدناها في أفلام الـ3D
التجارية، تتميّز مشاهد غريناواي ببطء حركة
الكاميرا المستكشفة لتفاصيل مساحة التصوير، والمستغلة للتقنية الثلاثية
بغية خلق صور ضمن الصور وكتابة النص على الصورة. وتختتم الثلاثية بفيلم Cinesapiens
للبرتغالي إدغار بيرا.
الأخبار اللبنانية في
15/07/2013
تنتميان لأسرة عسكرية من أصل شركسي وعاشتا في القصور
الشكيبتان... تاريخ حافل بالفن والنجاح والمغامرات والمآسي
القاهرة - صدام كمال الدين:
لم يكن لقب الشكيبتان, هو الشيء الوحيد الذي يجمع بين الفنانتين ميمي
وزوزو شكيب بل أيضا كونهما أختين احترفتا التمثيل وأصبحتا من الفنانات
المشهورات, كانتا منذ طفولتهما تذهبان الى دور السينما خلسة لمشاهدة العروض
السينمائية آنذاك مبهورتين بهذه الآلة العجيبة.
ولدت الأختان ميمي وزوزو لأب ينحدر من أصل شركسي يعمل مأمورا لقسم
بوليس حلوان, وجدهما كان ضابطا بالجيش في عهد الخديوي اسماعيل, وعاشتا في
القصور والسرايات بما جعل لهما طابعاً خاصاً يميز الاسرة الارستقراطية وبعد
ان انتقل الوالد الى العمل بالقاهرة حدث تضييق عليهما اكثر لدرجة المنع من
الخروج من المنزل عدا التعليم بمدرسة " العائلة المقدسة " ما يؤكد أن
مستقبل الفتاتين كان مغايرا تماما لما صارتا عليه.
وكما يقال تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن فقد توفي الوالد وهما دون
الثانية عشرة, وكما عادة الأسر المصرية في ذلك الوقت, أن يقوم بتربية أبناء
المتوفى أحد أفراد أسرته واقترحت الاسرة لتربية أمينة "ميمي" وزينب "زوزو"
عمتهن ولكن الأم رفضت تماما ما أدى لخلاف مع أسرة زوجها انتهى بحرمانها
وبنتيها من الميراث, وتضطر للتنقل بين أكثر من عمل حتى تستطيع تربية
الفتاتين, وفي هذه الظروف يتقدم فتى أنيق هو شريف باشا ابن شقيقة اسماعيل
باشا صدقي لخطبة أمينة والتي توافق وتفرح بهذا الزواج ظنا أنه سيفتح أمامها
أبواب الخروج والرحلات وأيضا الذهاب الى السينما, وأيضا الأم وضعت أملا أن
هذا الزواج سيساعدها في تخفيف الاعباء عنها ان لم يكن عن طريق مساعدتها
ماليا فربما سيجعل عدد أفراد العائلة أقل, وتم الزواج برغم أن شريف باشا
يكبر أمينة بنحو 20 عاما.
وما لبثت أمينة أن اكتشفت أنها تزوجت من شخص يشبه والدها كثيرا, بل
وأكثر تزمتا منه فحرمها من تحقيق أبسط أحلامها ومنعها من الخروج من المنزل,
ليس هذا فقط بل بعد ثلاثة أشهر تزوج من أخرى, وهي حامل في طفلها الأول, ما
أصابها بالشلل الموقت فانتقلت الى منزل والدتها حتى تشفى من مرضها, وتكتفي
من تحكم الآخرين في حياتها وتصر على الطلاق وهو ما حدث, ومنذ هذه اللحظة
تبدأ أمينة في الانطلاق بحياتها ليس لوحدها وانما أيضا معها أختها زوزو
لبدء أولى الخطوات نحو طريق الفن والسينما والتي بدأت بالغرام والولع
الشديد بارتياد دور العرض, وراحت تتجول بين الأستوديوهات والمراكز الثقافية
كجماعة أنصار التمثيل والسينما, فانضمت لها وتدربت فيها على التمثيل.
وقد تعرفتا على المسرحي عمر وصفي الذي لمس موهبة أمينة وساعدها حتى
أسست فرقة تمثيلية خاصة وعمل معها زكي رستم وأحمد علام, وكانت أول رواية
قدمتها هي "فيوليت" الا أن الفرقة لم يكتب لها الاستمرار, فتوجهت لمسرح
الريحاني, وكانت ميمي وأختها زوزو قمة في الدلع والاناقة والجمال, فما ان
شاهدهما الرجال العاملون بالفرقة حتى بدأت علامات الاعجاب وعبارات الغزل
تطاردهما أينما ذهبتا, وللشهرة بالطبع مذاقها الشهي تذوقته ميمي عندما أحاط
بها المعجبون سواء ممن يعملون معها من الفنانين أو الجمهور وشعرت معه
بسعادة بالغة.
لم تكن ميمي فقط من انضمت لمسرح الريحاني وانما أختها زوزو أيضا
لأنهما كانتا متلازمتين خطوة بخطوة, وشاركت في العديد من المسرحيات منها
"حكم قراقوش" و"قسمتي", ولارتباطهما ببعضهما حتى بعد تحقيق كل منهما شهرة
كبيرة في مجال التمثيل اسستا شركة انتاج عام 1945 وكانت باكورة انتاجهما
فيلم " قلوب دامية" من اخراج حسن عبدالوهاب, وأيضا اشتراكهما في فيلم " سي
عمر " مع نجيب الريحاني, وتخصصهما في أدوار الشر في معظم الأفلام.
ارتباط
حياة زينب أو زوزو لم تكن صاخبة مثل أختها أمينة ربما لخلوها من
المغامرات العاطفية أو لاهتمامها بأعمالها الفنية فقط, فنجد أنها منذ
طفولتها ارتبطت بأختها وليس العكس, فذهابها الى السينما واتجاهها للتمثيل
كان بتشجيع من ميمي.
ولدت زينب في 12 ابريل 1909 وبدأت حياتها الفنية على المسرح في دور
صغير بمسرحية "الدكتور" ثم التحقت بفرقة الريحاني, وشاركت في العديد من
المسرحيات منها "حكم قراقوش" و"قسمتي" كما التحقت فيما بعد بفرقة فؤاد
المهندس وقدمت عددا من المسرحيات وكانت قد اشتركت في بروفات مسرحية "انها
حقاً عائلة محترمة" ولكنها توفيت قبل أن تعرض ولعبت الدور بدلاً منها
الفنانة أمينة رزق.
أما مشوارها السينمائي فبدأته زوزو بدور صغير في فيلم "مبروك" ثم في
العام التالي شاركت في فيلم "أنا طبعي كده", لتنطلق وتتوالي بعد ذلك
أعمالها السينمائية, وتميزت كما أختها ميمي بتقديم أدوار الشر, والى جانب
أدوار المرأة الشريرة تنوعت أدوارها في السينما بين العانس, والحماة.
وربما كانت زوزو شكيب هي أول من قدم أدوار الاغراء في السينما المصرية
حيث قالت في حوار لها بمجلة الكواكب عام 1963 : كنت أول ممثلة قامت بهذه
الأدوار على الشاشة والواقع أن نجاحي في أدوار الاغراء على المسرح كان سببا
في أن يهتم المخرجون السينمائيون بخلق هذه الشخصية في الفيلم العربي, وفي
أدوار الاغراء التي مثلتها لم أعتمد على جمالي أو على الملابس المثيرة ان
هذا اللون من الأدوار يحتاج الى موهبة في التمثيل ولكنه لا يحتاج مطلقا
لاظهار مفاتن الجسم.
وبرغم أدوار الاغراء التي قدمتها الا أنه لم يعرف عنها العلاقات
الغرامية وقالت عن زواجها : أنا أسعد زوجة في العالم منذ 22 عاما هي عمر
زواجنا, لم تقع بيننا أنا وزوجي حتى الخلافات البسيطة لأننا اتفقنا منذ
البداية على أن تقوم حياتنا على الثقة المتبادلة والهدوء والنظام, وكلانا
يحرص على توفير أسباب السعادة للآخر وأهمها الحرص على الهدوء وتجنب
المشكلات.
وبرغم هذا الزواج المثالي الا أنها كانت ترفض انجاب الأطفال تماما
وربما لسبب مفاجأة ذكرته بنفسها في لقاء حيث قالت : أرفض انجاب الأطفال
لأنني رقيقة القلب جدا, و لا أطيق رؤية كلبي مريضا فاذا أصابه شيء أطوف به
على عيادات البيطريين وأنا أبكي فما بالك اذا كان المريض ابني.
شاركت زوزو شكيب في العديد من المسرحيات, كما التحقت بفرقة فؤاد
المهندس وقدمت عددا من المسرحيات وكانت قد اشتركت في بروفات مسرحية "انها
حقاً عائلة محترمة", ولكن في فجر يوم 3 مارس عام 1978 أدخلها فؤاد المهندس
وشويكار مستشفي العجوزة وهي في حالة سيئة حيث اكتشف الأطباء ضرورة اجراء
جراحة عاجلة لها لاستئصال ورم سرطاني, وتمت الجراحة ولكنها لم تشف تماماً.
وفي الساعة التاسعة مساء يوم 15 سبتمبر عام 1978 توفيت الفنانة زوزو
شكيب بعد صراع مع المرض دام 8 شهور, وكانت صحتها قد تدهورت قبل الوفاة
بثلاثة أيام ولم تكن تفيق من الغيبوبة التي أصابتها الا لطلب الماء أو
قراءة بعض آيات القرآن الكريم.
النمرودة
تميزت حياة ميمي بالصخب بل والحظ الأوفر من الشهرة بخلاف أختها زوزو
ربما بسبب تجربتها الأولى في الزواج والتي انتهت بالفشل والمرض وطفل وحيد.
ولدت أمينة شكيب في 25 ديسمبر من عام 1913, وهي الأخت الصغرى للفنانة زوزو
شكيب التي ولدت قبلها بنحو 4 سنوات, ومنذ طفولتها عرفت ميمي بأنها طفلة
شقية ونمرودة لا تستجيب بسهولة لتعليمات المدرسين في كل المواد باستثناء
الفرنسية والاسبانية, حيث أجادت التحدث باللغتين بفضل والدتها, وتقول عن
هذا : كان بيتنا معهد الألسن, أمي تجيد الحديث بعدة لغات هي التركية
والايطالية واليونانية والألمانية بالاضافة للاسبانية والفرنسية.
بعد وفاة والدها وزواجها من شريف باشا ثم طلاقها منه بعد أن انجبت
ابنها الوحيد, انطلقت الى عالم الفن والمعجبين أيضا ما أدى الى دخولها في
عدد من العلاقات العاطفية لعل أبرزها وهي في بداية مشوارها الفني, حين اعجب
بها احمد حسنين باشا رئيس الديوان الملكي, وراح يتردد كثيرا على مسرح
الريحاني, وهو ما لفت نظر الملكة نازلي والدة الملك فاروق والتي كانت على
علاقة عاطفية بحسنين باشا, لذلك طلبت من الريحاني طرد ميمي من فرقته وهو ما
نفذه فورا, وانقطعت علاقة الفنانة برئيس الديوان الملكي لأنها لا تستطيع
منافسة الملكة على حبه, وكانت المشكلة الكبيرة أنها تعودت على حياة البذخ
والاعجاب التي وفرها لها حسنين باشا, لذلك لم تلبث أن ارتبطت عاطفياً مع
رجل الأعمال الشهير أحمد عبود باشا الذي أغرقها بالهدايا, لتنتقل من بعده
أيضا بين عدد من العشاق لتصبح قصصها وعلاقاتها الغرامية حديث الصحف, ولم
تتوقف هذه الأحاديث الا بزواجها الثاني من جمال عزت لكنه لم يستمر طويلا,
حيث وقع الانفصال بسبب الغيرة.
وبعد أن اتجهت الى السينما وشاركت في فيلم "ابن الشعب" مع الفنان
سراج منير, شعر نحوها بعاطفة شديدة صارحها بها وطلب منها الزواج ولكن
أسرتها رفضت لأنها كانت تريد منها العودة لزوجها ووالد طفلها فافترقا
سينمائيا وبعد فترة التقيا مرة أخرى في فيلم " الحل الأخير " عام 1937,
وكرر سراج الذي لم يفقد الأمل طلبه للمرة الثانية, ولكن اسرته عارضت هذه
المرة, فما كان منه الا أن استعان بصديق الأسرة نجيب الريحاني الذي تدخل
بعد أن تأكد أن الطرفين مغرمان ببعضهما ولا سبيل الى تفريقهما.
وتزوج العاشقان في الخامس عشر من سبتمبر عام 1942, وعاشا معا 15 عاماً
في منتهي السعادة, وجسدا في السينما معا الأدوار الثنائية كزوجين أو حبيبين
في أكثر من عمل فني أشهرها, الحل الأخير عام 1937, بيومي أفندي عام 1949,
نشالة هانم عام 1953, ابن ذوات, وكلمة الحق عام 1953, ورغم سعادتهما بهذا
الزواج الا أن الفرح كما يقال عمره قصير, فتوفي منير بالسكتة القلبية عام
1957 وعمره 56 عاماً, فقررت عدم الارتباط من بعده وركزت بشكل كبير في
عملها.
ولكنها وجدت نفسها تفتقد الحب والاعجاب اللذين أحاطها بهما زوجها
الأخير, فعادت للحياة الصاخبة مرة أخرى عن طريق الحفلات اليومية التي كانت
تقيمها في منزلها ويحضرها العديد من الأثرياء المصريين والعرب وكبار
المسؤولين بالدولة, بالاضافة لعدد كبير من الفنانات الشابات الجميلات.
واستمر حال الفنانة ميمي على هذا المنوال فترة طويلة, وفي احدى
الأمسيات من عام 1974 تم القبض عليها ومن معها بتهمة ادارة منزلها للأعمال
المنافية للآداب, وهي القضية التي عرفت باسم قضية " الرقيق الأبيض ",
واستمرت التحقيقات معها 170 يوما قضت معظمها في السجن, ورغم برائتها بعد
ذلك, الا أنها ظلت تعاني من هذه التهمة الى ما تبقي من حياتها فتوارت عن
أضواء الفن, ما تسبب في دخولها مصحة نفسية بضعة أشهر وبعد فترة من ابتعادها
عن الساحة الفنية حاول الفنان سمير صبري أن يعيدها الى السينما مرة أخرى عن
طريق مشاركتها في فيلم »السلخانة« وكان هذا آخر فيلم لها.
نالت عن دورها في فيلم " دعاء الكروان " جائزة أفضل ممثلة دور ثاني,
حيث لعبت دور المرأة التي أغوت هنادي بالذهاب الى المهندس الزراعي "أحمد
مظهر " لتقع في الخطيئة, ويُعتبر فيلم الحموات الفاتنات هو أشهر أفلام ميمي
شكيب, وبلغ عدد الأفلام التي شاركت بها نحو 160 فيلما سينمائيا, ابتداء
بأول أفلامها "ابن الشعب" , ومرورا بسي عمر, ليلي بنت مدارس , شاطئ الغرام,
الحموات الفاتنات , الفتوة, دعاء الكروان السمان والخريف, قصر الشوق, البحث
عن المتاعب , وانتهاء بفيلم "السلخانة" عام 1982.
النهاية
ارتبطت الأختان " الشكيبتان " منذ طفولتهما ببعضهما البعض وزاد من
اكتئاب ميمي بعد قضية الدعارة التي اتهمت فيها, وفاة أختها زوزو بمرض
السرطان حيث رحلت في هدوء وبعيدا عن الصخب.
وبنفس الطريقة التي توفيت بها الفنانة سعاد حسني, كانت وفاة الفنانة
ميمي شكيب, حيث تم القاؤها من شرفة شقتها بوسط البلد حادث مأساوي وقع في
يوم 20 مايو عام 1983, ولم يعرف القاتل حتى الآن.
السياسة الكويتية في
15/07/2013 |