حين كان هيو جاكمن صبيا، كان يخشى الظلام والمرتفعات: «كنت أكره هذا
الخوف لأنني ترعرعت في كنف عائلة تحب رياضة التسلـق، وكان إخوتي الأكبر
سنـا يسخرون من خوفي هذا ويحاولون إرعابي ليلا. لذلك كرهت خوفي».
الآن، لا يبدو على هذا الممثل، المولود قبل 44 سنة، الخوف من أي شيء.
هو ممثل ناجح وشخصية محبوبة ويؤدي أفلاما تتطلـب الصعود إلى المرتفعات
وتتعامل مع الظلام كثيرا. على ذلك، وفي «وولفرين»، الفيلم الجديد الذي
انبرى لبطولته كجزء من سلسلة اقترنت بشخصيته منذ البداية، كان عليه استرجاع
بعض تلك المخاوف القديمة ولو من باب التمثيل. في هذا الفيلم هو شخص يخاف من
المرتفعات بما في ذلك السفر بالطائرة: «أحب السفر بالطائرة. لا شيء يخيفني
في ذلك. لكن تبعا لشخصية (وولفرين) كان لا بد أن تحافظ على خوف ما. بعض
المعجبين سألوني: لماذا على (وولفرين) أن يخاف من الطيران؟ إنه شخص لا يهاب
شيئا. وكان ردي: تصوروا لو أن إنديانا جونز لا يخاف الثعابين (في التفاتة
للمشهد الشهير من «غزاة تابوت العهد» حينما يجد نفسه في حفرة مليئة
بالأفاعي).. أي نوع من البطل سيكون؟».
ولد في الثاني عشر من أكتوبر (تشرين الأول) سنة 1968 وترعرع في مدينة
سيدني كأصغر خمسة أشقاء. كان يهوى لفت الأنظار؛ لذلك انضم إلى فرقة موسيقية
في المدرسة، ثم تحول إلى الصحافة فدرسها في إحدى جامعات سيدني، ثم إلى
التمثيل حيث تخرج سنة 1994. سريعا ما وجد نفسه في دور رئيسي في فيلم
تلفزيوني عنوانه «كوريللي» لاعبا شخصية سجين. هذا دلف به بعد ذلك إلى
المسرح والسينما على حد سواء.
النقلة المهمـة حدثت سنة 2000 عندما تم اختيار جاكمن لدور بطولي في
«رجال إكس». كان دورا جديدا عليه كما كان هو جديدا على الجمهور: «الحقيقة
أنني لم أكن أعرف مدى الجهد البدني الذي كان علي القيام به فعلا. أقصد أنني
وافقت على أن أقوم بالعديد من المشاهد التي تتطلب مخاطرات وحركات صعبة من
دون أن أعلم إلى أي مدى أستطيع تحمـل ذلك. الذي حدث هو أنني ارتديت تلك
البذلة السوداء الضيـقة فإذا بي أعاني من عدم القدرة على التنفـس ما تطلب
نقلي إلى المستشفى. كان ذلك أسوأ يوم في حياتي».
خلال تصوير الفيلم ذاته حدث أن هيو شعر بالألم بسبب تلك الشيفرات التي
تم تركيبها له: «ذات مرة صرخت من الألم خلال التصوير لكن فريق التصوير واصل
العمل معتقدا أن صرختي هي جزء من أدائي».
هذه المخالب تشكـل عنصرا مهمـا في شخصية الرجل - الذئب التي يقوم بها،
وهي كانت نصولا حديدية قبل أن تتطور إلى حيث بات من الممكن لهيو التعايش
معها حين التصوير: «لا تزعجني الآن كما كانت تزعجني سابقا. لكنها لا تزال
تشكـل مصدر خطر إذا ما نسيت وحاولت أن تحك بها جسدك أو تنسى وجودها تماما
فتقدم على حركة طبيعية قبل أن تنتبه لوجودها».
إقبال هيو على المشاهد الخطرة من دون وعي كامل لخطورتها استمر معه حتى
بعد قيامه بتأدية شخصية «وولفرين» في سلسلة «إكس مان». يتذكر حادثة معيـنة
وقعت له عندما عاد إلى موطنه الأول ليلعب بطولة فيلم «أستراليا» أمام نيكول
كيدمان: «كنت أقوم بأداء مشهد يتطلب مني مواجهة خيول جانحة. كنت أركب حصاني
محاولا، حسب المشهد، لم شمل الخيول التي كانت تعدو بسرعة تبعا للمشهد. فجأة
انفصلت معظم الخيول عن مسارها وتركتني ونحو ستة خيول. التصوير توقـف لأن
هذا لم يكن ضمن المطلوب، لكن فجأة ما وجدت الخيول الجانحة تعود إلي مندفعة
على نحو يهدد حياتي وحياة الحصان الذي أركبه».
·
يصبو للنجاح - هل تعتبر دورك في
«البائسون» خروجا عن المألوف إذن؟
«دوري في ذلك الفيلم كان بمثابة فرصة لتمثيل دور مختلف في فيلم مختلف.
بالنسبة لي أحب المسرح وأحب الأدب والاثنان مقترنان في هذه الرواية وفوق
ذلك ها هي تتحول إلى فيلم سينمائي، الحقل الذي أحبـه لأنه يحتوي على
العنصرين المذكورين على أكثر من وجه، إلى جانب الموسيقى طبعا. كان الفيلم
بمثابة تجربة صوتية لي. طبعا كان من الطبيعي أن أطلب للفيلم نجاحا أعلى مما
حققه، لكن تعلم ماذا؟ هذا لا يهم كثيرا في نهاية المطاف».
·
إذن وبمناسبة الحديث عن الجمهور،
لاحظنا كيف أن بضعة أفلام كبيرة سقطت هذا الصيف. لم يقبل عليها الجمهور كما
يجب. هل تخشى أن يكون هذا الصد من نصيب فيلمك الجديد «وولفرين»؟
«إلى حد معين، نعم أخشى ذلك، لكن خشيتي هي من باب حبي للعمل. أريد له
النجاح إن لم يكن لشيء فلأن العديد من الناس تعمل لفترة طويلة عليه وتجهد
في سبيل إنجاحه ومن حقـها أن تشعر بأن النجاح تحقق في نهاية المطاف».
·
على صعيد شخصي أكثر؟
«على صعيد شخصي أكثر، نعم. أشعر بالضغط لأني أدرك كم أنا محظوظ بلعب
شخصية تثير إعجاب الجمهور الواسع، بالتالي لا أريد لهذا الجمهور أن ينصرف
عن الشخصية وعن الفيلم لأي سبب. والحقيقة أنني لا أستطيع أن أرى سببا لهذا
الاحتمال، لكن كما قلت أنت... هناك أفلام عديدة لم تحقق النجاح المطلوب
منها هذا الصيف، وبعضها إن لم يكن كلها يستحق ذلك. هل أتوقع أن يواجه هذا
الفيلم النتيجة ذاتها؟ لا».
أحداث «وولفرين» الجديد (وهو الفيلم السابع الذي يؤدي فيه هيو جاكمن
هذا الدور) تنقله إلى اليابان التي لم يكن صور فيها أي فيلم من قبل. هذا
تطلـب المكوث فيها لبضعة أشهر.. ما يحمل على التساؤل عما خرج به من تلك
التجربة.
«هناك الكثير مما يخرج به المرء إذا ما عاش ولو لفترة محدودة في
اليابان، وخصوصا في مضمار الثقافة. النظافة ضرورية في كل مكان. التقاليد
صحيـة وواعية والشخصية اليابانية دائما مؤدبة. وأنا معجب بالتفكير المنطقي
والاقتصادي الذي يسود الحياة هناك. نحن في الغرب وربما في معظم أنحاء
العالم كثيرا ما نطلب الرخاء ونعتبر أن المساحة الكبيرة هي معين رئيسي
لذلك... لكني اكتشفت أن الياباني يعرف كيف يتأقلم مع المكان ويختاره
اقتصاديا كما لو أنه يريد الحفاظ على الثروة الطبيعية، وهو لا بد يضع ذلك
في حسبانه. طبعا، في المقابل هناك الحانات ودكاكين القمار واللهو، لكن هذه
ليست اليابان».
بعض أفضل أفلام هيو جاكمن هي تلك الأصغر حجما من سلسلة «رجال إكس» ومن
بينها «المصلحة» و«الينبوع» و«خداع» وهو يوافق: «أتذكـر أنني حلمت أن يحقق
The Prestige ما يكفي من نجاح لكي أعود فأمثل في جزء ثان. أعلم
أنه ليس من هذا النوع؛ لذلك أحب هذا الفيلم كثيرا. أحب موضوعه وأحب طريقة
(المخرج) كريستوفر نولان حين يريد أن يدمج الترفيه بالعمق، وهو دائما ما
يفعل ذلك حتى في أفلام كبيرة مثل (باتمان). أظن أنني سأبقى ذلك النوع من
الممثلين الذين يهربون من الأفلام الكبيرة إلى الصغيرة لأنها تعيدني إلى جو
مريح للأعصاب وإلى أدوار لا تتطلب كل ذلك القدر من المؤثرات الخاصة
والمخاطرات البدنية. هذه لي مثل العطل الضرورية للراحة النفسية والبدنية».
الشرق الأوسط في
25/07/2013
جوني ديب ينقذ صورة الهندي الأحمر
نديم جرجورة
عناوين الأعمال السينمائية الجديدة له، في الأعوام القليلة الفائتة،
تؤكّد مكانته الفنية في المشهدين الهوليوودي والدولي. سيرته انعكاس لتلك
الرغبة العميقة في تثبيت موقع، بدا أنه يستحقّه بجدارة. تعليق صحافي ذكر،
ذات مرّة، أن الممثل الأميركي جوني ديب (مواليد «كنتاكي»، 9 حزيران 1963)
«مستمرٌّ في الانتقال من نجاح فني إلى آخر». الفنان، المتمكّن من تنقّله
بين أنواع درامية مختلفة، مستمرٌّ في إحداث صدمات ثقافية، ليست كلّها من
ذاك النمط المتفجّر، الذي يُحدث هزّات قوية في هوليوود، بقدر ما تقول شيئاً
من وعي معرفيّ، وحسّ إنسانيّ، يحتاج إليه الفنان دائماً في اشتغالاته في
عاصمة الفن السابع.
آخر تعابيره، كامنٌ في قوله إن «الحارس الوحيد» (2013) لغور فيربينسكي
منحه الفرصة المنتظرة لإعلان موقفٍ تردّد سابقاً، وبكثرة، في الثقافة
والفنون الأميركية: الرجل الأبيض شوّه التاريخ الخاصّ بالهنود الحمر، وزوّر
حقائق يومياتهم، وقدّمهم بصُوَر مغلوطة. قد لا يكون هذا سبباً وحيداً
لموافقته على التمثيل في هذا الفيلم. لكن جوني ديب يعي تماماً أن هناك حاجة
ماسّة إلى إعادة التذكير بـ«مسلّمات» لا تزال ملتبسة المعاني في صناعة
الصورة السينمائية الأميركية، كما في مؤلّفات متنوّعة. سببٌ آخر حرّضه على
الانخراط في المشروع: جذوره الهنديّة. «الحارس الوحيد» أفضى إلى اكتشاف هذه
الحقيقة. فالفيلم، المرتكز على شخصية راعي بقر يواجه الظلم والطغيان
والجريمة برفقة صديقيه سيلفر والهنديّ تونتو، مقتبس عن قصّة وضعها فران
سترايكر في العام 1933 خصيصاً بالإذاعة، قبل أن تنتقل إلى الشاشة الصغيرة
بين العامين 1949 و1957. السلسلة هذه تحوّلت سريعاً إلى «أيقونة» الثقافة
الشعبية الأميركية. هنا، استعاد ديب ذكريات متعلّقة بمشاهدته السلسلة
التلفزيونية، فقال إنها كانت «موعداً مهماً لأولاد كثيرين في تلك الحقبة.
كنتُ أحاول أن أتشبّه به (تونتو). يومها، علمتُ أن لي جذوراً هندية في
العائلة. ربما القليل. من يعلم. والدة جدتي ماو سلوان كانت تملك ملامح
هندية إلى حدّ ما، مع جدائلها والتفاصيل كلّها. كانت امرأة رائعة وجميلة
للغاية. توفيت عن مئة وعامين. كانت لا تزال تمضغ التبغ حتى آخر يوم في
حياتها». أضاف أنها هي من حدّثه عن تلك الجذور: «انطلاقاً من هذا، حاولتُ
أن أعرف أكثر عن هنود أميركا، وعن أجدادي. حين كنتُ أشاهد أفلاماً كثيرة
يظهر فيها الهنود متوحشّين، كنتُ أنزعج كثيراً وبشدّة. كانوا دائما في صورة
الأشرار عبر التاريخ. حين كنتُ في الخامسة أو السادسة من عمري، كنتُ ألعب
مع أصحابي لعبة راعي البقر والهنديّ. كنتُ أختار دائماً دور الهندي. ها أنا
ذا، بعد هذه الأعوام كلّها، أمثل دور تونتو بالذات. أجد الأمر مذهلاً. في
مقابل كل ما عاناه هذا الشعب منذ أن وطأت قدما كريستوف كولومبوس هذه
القارة، أجد نفسي متحمّساً لتأدية دور الهنديّ، ولأظهر كم كانت الأمور
قاسية عليهم، وكم كان البيض يبدون غريبين عليهم بتقاليدهم التي تصل إلى
درجة هزلية. «الحارس الوحيد» أعطاني هذه الفرصة لأقول كم كانت مغلوطة
الصورة التي رسمها السينمائيون عن الهنود منذ أعوام مديدة».
التجاريّ في بعض أعماله لا ينفي عنه صفة الممثل الدؤوب، الساعي دائماً
إلى تطوير لغة أدائه. في الشقّ التجاريّ، مثّل ديب في الأجزاء الأربعة من
السلسلة السينمائية «قراصنة الكاريبي»، التي أخرج فيربينسكي أجزاءها
الثلاثة الأولى (بلغت إيراداتها الدولية نحو مليارين و700 مليون دولار
أميركي)، هو الذي تعاون سابقاً مع كبار، كأوليفر ستون وجيم جارموش ووس
كرافن وأمير كوستوريتزا، وخصوصاً مع تيم بورتون الذي تعاون معه في ثمانية
أفلام، آخرها «ظلال داكنة» (2012). أما «الحارس الوحيد»، فيبقى لحظة
مفصلية، يُتوقّع أن تزيد من حيويته التمثيلية، وبراعته الأدائية.
كلاكيت
أخطاء جسيمة
نديم جرجورة
لا يزال استخدام المصطلحات والمعطيات العلمية في الأعمال التلفزيونية
والأفلام السينمائية المصرية خاطئاً. لا يزال مسيئاً للمضامين الحقيقية
لهذه المصطلحات والمعطيات. الحالات الطبية والنفسية مثلاً لا تُقدَّم على
الشاشتين الصغيرة والكبيرة في أطرها العلمية الصحيحة والسليمة. الغالبية
الساحقة من هذه الأعمال والأفلام تعاني مأزقاً خطراً، لأن صانعيها يجهلون
حقائق العلم. يتجاوزون اختصاصيين به. يستسهلون التعاطي معه انطلاقاً من
قراءات شخصية في كتب مدرسية. يستخفّون بأبسط أصول الكتابة والتنفيذ.
يتجاهلون أهمية الالتزام الأخلاقيّ بالمصطلحات والمعطيات العلمية.
هذا كلّه لا يحتاج إلى دراسات أكاديمية، أو تخصّص جامعي. صانعو
الأعمال التلفزيونية والسينمائية في الغرب يتعاونون مع اختصاصيين يمدّونهم
بالمعلومات الصحيحة. لا يُمكن تقديم شخصية طبيب من دون منحه الصفات
والأشكال الصحيحة. لا يُمكن تصوير مشهد أو حلقة في غرفة طوارئ تبدو،
غالباً، كأنها غرفة نوم في منزل فقير. لا يُمكن رسم شخصية مُصاب بارتباك
نفسي كأنه أحمق أو ساذج أو مهرِّج (بالمعنى السلبي للكلمة). هذا ينسحب على
حالات وشخصيات أخرى أيضاً. هذا مناف للأخلاق المهنية، وللسوية العلمية،
وللإبداع الحقيقي.
في 17 تموز 2013، أصدر "المجلس القومي للصحّة النفسية" (القاهرة)
بياناً استنكر فيه أخطاء جسيمة وقع فيها صانعو مسلسلات تلفزيونية تُعرض
حالياً. قال إن هناك إساءة إلى الطبّ النفسي. إن هناك "انتهاكاً" بـ"منتهى
الابتذال" لـ"صورة المريض النفسي، والعاملين في مجال الصحّة النفسية". إن
التعاطي تمّ "بشكل غير أخلاقي وغير مهني". شجب واستنكر ودان. رفع الصوت
بحدّة. قال ما يجب أن يُقال. لكنه وقع في خطأ فادح، متمثّل باستخدامه تعبير
"مريض نفسيّ"، في مرحلة اتّسمت باستخدام أطباء ومعالجين نفسيين عديدين
تعبير "مُصاب بارتباكات أو اضطرابات نفسية". في مرحلة وجد اختصاصيون نفسيون
أن الترجمة الأسلم للمفردة الأجنبية، الفرنسية أو الإنكليزية (Patient)، كامنةٌ في "الصابر"، أي ذاك الصابر على حالته.
لن أدخل في نقاش علمي. المأزق كامنٌ في أن الغالبية الساحقة من
النتاجات البصرية مُصابة بـ"مرض" خطر، متمثّل بالأنانية والتشاوف والبُخل.
لا يُمكن لأية صناعة بصرية أن تبرع في إبداعها إذا لم تُتقِن كيفية صرف
ميزانياتها بشكل سوي. لا يُمكن لإبداع هذه الصناعة أن ينجح إذا لم يستوف
شروطه الفنية والتقنية والجمالية والدرامية، والعلمية أيضاً. هناك فِرَقُ
عمل تمنح كاتب السيناريوهات الغربيّ كلّ ما يحتاج إليه من معلومات صحيحة في
شتّى الأنواع. هناك من يُدقِّق ويسأل، ولا يركن إلى عبقريته الفردية فقط.
هناك من يُنقّب عن كل شيء صحيح. هذا كلّه كي يكون العمل سليماً، أقلّه في
هذا المجال. لكن، في هذه الجغرافيا العربية، نادراً ما ينتبه صانعو الأعمال
التلفزيونية والأفلام السينمائية إلى هذه التفاصيل. نادراً ما ينتبهون إلى
أهميتها أصلاً.
الاتّكال على العبقرية الفردية قاتل. الكتب المدرسية لا تكفي. هذا
يلغي الإبداع.
السفير اللبنانية في
25/07/2013
«سفرطاس»
لريتيش باترا.. الكرامات ليست وجبة غداء
زياد الخزاعي
(لندن)
مسرّات السينما لن تنتهي. باكورة الهندي الموهوب ريتيش باترا «سفرطاس»
إحدى مفاجآتها الآسرة. خليط كوميدي يجمع بين المفارقة والعسر العاطفي
والإقصاء الاجتماعي والفوضى، وحيوات مدينة صاخبة بأحوالها ومنازلاتها
وأساليب معيشتها. بحث سوسيولوجي بارع، يقارب الطبقية في مدينة مومباي عبر
أوعية وجبات الغداء الشهيرة، التي تسمّى بالعامية «دَبَة». تنأى فطنة هذا
المخرج الشاب (مواليد 1978) عن المزايدة على فتنة الأكل واستطعاماته
وأساليب طهيه، أو الوقوع في ملهاة سينمائية بشأن حاجة المعدة للحبّ، كما هي
الإشارات العقيمة في «امرأة عند القمة» (2000) لفينا توريس، و«سيدة
التوابل» (2005) لبول ماييدا بيرغس، و«شوكولا» (2000) للاس هالستروم، حيث
تكون المرأة الفاتنة الماهرة في الطهي وإعداده صنواً للشبق ونيل الوَطَر،
بل يستدعي العِظات الإيمانية التي حوّلت بطلة «مائدة بابيست» (1987)
للدنماركي غابرييل أكسل، من مدبّرة منزل إلى مبدعة جعلت صنعة الطعام بمثابة
مهارة قدسية.
فراسة باترا تضع مشاهدها فى قلب التراتب المديني وهرميته، حيث يعمل
قطاع هائل من البشر كموظفي دوائر خدمة مدنية، فيما يقابل كدّهم سعاة سخرة
يؤمّنون وصول وجبات الغداء لهم مباشرة من بيوتهم، أو من مطاعمهم المفضّلة.
إنه النظام الأكثر دقّة وتوازناً في العالم، القائم منذ 120 سنة، ويضمّ ما
يربو على خمسة آلاف عنصر، يتباهون بأن جامعة هارفارد الأميركية درست نهجهم
الفريد، ووجد باحثوها أن واحداً من بين الأربعة ملايين «سفرطاس» يضلّ مقصده
وعنوانه و...معدته. لن يسعى باترا إلى إغواء مشاهده بنصّ توثيقي عن ظاهرة
غريبة، بل يتخذها سبيلاً لعرض أعظم نظام خدمي تكافلي، وأيضاً شرياناً
درامياً لما يمكن نعته بـ«حقّ في خطأ»، يجمع بين كائنين غريبين ومستوحدين.
ساجان فرنانديز (عرفان خان) رجل أرمل على عتبة التقاعد من خدمة امتدّت
35 عاماً، يكتشف أن ما في «سفرطاسه» طعام لا يشبه وجباته التي دأب طلبها من
المطعم المجاور لشقته. يستمرئ النشوة، ويقع في براثن انتظار التوصيلة
اليومية. إنه كائن وجد ضآلة في الفضول. حياته رتيبة ومحاصرة بشدّة (كما في
مشاهد القطارات المزدحمة وأنانية ركابها)، وأفقه الشخصي مسدود (كما بدا في
تلصّصه على مائدة جيرانه). تُرى، من أين جاءت الهفوة؟ ومَنْ هو مرتكبها؟
تحاشى باترا وضع بطله ضمن نمطية الموظّف المبتئس، فضخّ فيه طاقة غريبة،
جاعلاً منه شخصية كوميدية حيوية ذات رهافة عالية، تتجلّى في ختام الفيلم
بتنازله عن قرار «اغترابه» إلى منطقة نائية، وبقائه فرداً ناشطاً في الـ«متروبوليس»
الهندي، وجزءاً من مفارقاته.
على الطرف الآخر، هناك الأم الشابّة ألا (نمرات كاور)، التي تكتشف
بدورها أن نصائح «لمسات بهارات» الجارة العجوز سعياً إلى الفوز برضى الزوج
المخادع، ضلّت الطريق، ونالت قلب رجل غريب. تشرع الشابة في «مراسلته» عبر
الأواني، وتبثّ له وحدتها ويومياتها، بما يُشكّل مؤانسة بين مهجتين، تراهن
على ألاّ تكون زلّة أخلاقية أو زنى مبطّناً، الأمر الذي يحصّن حكايتهما من
تُرّهات عاطفية. الوجبة تُستنسخ، في حالة الهندية ألا، إلى مركز تواصل
بدائي تطهيري لا يثير الشبهات، ولدى الأخيرة إلى دافع حكائي يستلف طريقة
شهرزاد، يبرّر ذودها في استمرار «إبداع عائلي». لن يتحقّق لقاء قاطنيّ
مومباي في المقهى الشعبي، إذ يقرّر ساجان ببصيرة بليغة أن أوان طيشه فات.
فعزّتهما المشتركة لا تقبل الخديعة، أو «الحقّ في الخطأ»، وأن الكرامات
العائلية ليست وجبة غداء قابلة لضياع المرمى والمقصد والقيم.
السفير اللبنانية في
25/07/2013
تحوّل من هندسة الميكانيك إلى
الإخراج السينمائي
جود سعيد: أجورنا في المؤسسة العامة
كوميدية
دمشق
-
لينا سكيف
درس الهندسة، ثم في لحظة عرف أنها لم تكن ما يحلم به، توجّه إلى دراسة
الإخراج في فرنسا . . هو في حالة عشق مع السينما، ولا يحب مشاهدة
التلفزيون، يرى أن السينما السورية صناعة وطنية من الألف إلى الياء، وأن
الشللية في الفن مشروع يجمع بين أشخاص لهم القناعات والهمّ نفسه والشيء
الذي يريدون قوله .
يملك موهبة الكتابة، والتمثيل، والإخراج، وهو صاحب مواقف ثابتة،
للحوار معه متعة خاصة، وهو أكاديمي في دراسته وأجوبته، سريع البديهة،
وصريح، وجريء، وناقد لاذع، وجزء من تركيبة شخصيته الثقافية فرانكفوني . .
إنه المخرج السينمائي السوري جود سعيد الذي التقه “الخليج” فكان هذا
الحوار:
·
درست هندسة الميكانيك بداية ولم
تكمل ثم توجهت إلى دراسة الإخراج السينمائي، لماذا لم تدرس الإخراج مباشرة؟
أهّلني مجموعي بعدما حصلت على شهادة البكالوريا لدخول قسم الهندسة،
وفي لحظة من اللحظات اكتشف أنني لا أريد ان أكون مهندساً وإنما أحب شيئاً
آخر ألا وهو الإخراج، ولست نادماً على دخولي قسم الهندسة لأنها كانت تجربة
جميلة وضرورية، فأي تجربة في الحياة تغني الإنسان، ويحدث أن يدرك شخص في
عمر الخمسين وهو طبيب أن الطب لم يكن ما يطمح له، بل كان طموحه شيء آخر .
·
أنت مع أو ضد الشللية في العمل
الفني؟
أنا مع الشللية . . وأتمنى أن يكون هنالك أكثر من تجربة مع الممثلين
أنفسهم حتى تنضج الحكاية وتأخذ شكلاً أعمق، وتكون عبارة عن تجربة يتحدثون
عنها (وينشغل عليها بأكثر من وجه) بمعنى أنه من الممكن أن تعملي مع الممثل
نفسه أدواراً مختلفة، وهذا يتحقق مع الفنان عبد اللطيف عبد الحميد، وكان من
الممكن أن يتحقق مع قيس شيخ نجيب، فنكون معاً في فيلم “صديقي الأخير”، لكنه
توقف بسبب أمر له علاقة بمواعيد العمل بيننا والتزاماتي والتزاماته،
فالشللية لا تزعجني أبداً، وهي وضع صحي، ومشروع، وهذا يعني أن هنالك
أشخاصاً يشبهون بعضهم بعضاً ولديهم القناعات نفسها، والشيء نفسه الذي تريد
قوله فتقوله .
·
هل يمكن أن يكون بطل أحد أفلامك
شخصاً غير معروف؟
نعم، وقد حدث ذلك في فيلم “مرة أخرى” وكان (جوني كوموفيتش) وهو مهندس
صوت .
·
لماذا تضع نفسك في إطار الإخراج
السينمائي؟
أنا لا أضع نفسي في إطار، فهذه هي مهنتي الرئيسة “مخرج سينمائي”، أما
موضوع الإخراج الدرامي للتلفزيون (الساعات التلفزيونية) فله شكله وخصوصيته،
وأنا شخصياً إلى اليوم لم أشعر أن لدي مشروعاً أحققه في الدراما
التلفزيونية .
·
أنت تمثل أيضاً ولست مخرجاً
وكاتباً فقط؟
نعم . . مجرد أدوار صغيرة . . وفي انتظار الخريف لدي دور صغير الآن .
·
المونتير في فيلمك “صديقي
الأخير” هو لبناني، ألا يوجد في سوريا أشخاص أكفاء لهذه المهمة؟
نعم يوجد أشخاص جديرون بهذه المهمة، لكن سيمون الهبر هو المونتير في
فيلم “مرة أخرى”، وهي قصة شراكة بيننا، فهنالك أشخاص ترتاحين لهم وتحبين
العمل معهم دائماً، وسيمون أحد هؤلاء الأشخاص .
·
حدثنا عن فيلم “انتظار الخريف”؟
النص تأليفي أنا وعبد اللطيف عبد الحميد، وأسهم في كتابة السيناريو
علي وجيه، وتدور أحداث الفيلم حول مجموعة من الفتيات هن عماد فريق كرة
طائرة نسائي من قرية منسية، يريد أهل هذه القرية وفريقها الوصول إلى نهائي
كأس الجمهورية، وهي قرية تريد أن تصير وطناً بطلاً لكل أهله، والفتيات آمنّ
بالحب في زمن عبث الموت والحرب، الفيلم هو قصص من حكاية وطننا الجريح في
مقاربة لما نعيشه اليوم، ونحن الآن بصدد التحضير له واختيار الممثلين
وأماكن التصوير . واخترنا الفنانة سلاف فواخرجي والفنان عبد اللطيف عبد
الحميد وكامل نجمة، وربا حلبي، ونسرين الحكيم، وأسماء أخرى .
·
هل تعنيك الجوائز والألقاب؟
تعنيني أنا وفريق العمل، بأن هذا الفيلم حصل على اعتراف معنوي في أحد
المهرجانات، وهذا يعطي دفعاً لتسويق الفيلم، ويتيح له مشاهدة أوسع .
·
شيء تود إخراجه لكنه مشروع مؤجل؟
لدي رغبة في (النبش) في التاريخ لكن ليس لتمجيده قطعاً، فهنالك قراءات
موجعة في التاريخ . . فتاريخنا فيه جوانب مشرقة ويوجد فيه مصائب وكوارث
أيضاً، وهي تستحق منا اليوم أن ننكأ هذه الجروح لنفهم حاضرنا .
·
ماذا ينقص السينما السورية لتكون
سينما ولادة؟
النقود وصالات العرض . . أية صناعة في حاجة إلى فترة إقلاع، وفترة
الإقلاع بحاجة إلى تمويل وصالات عرض، إضافة إلى دخول القطاع الخاص .
·
ما الأعمال الدرامية التي نالت
إعجابك العام الماضي؟
أنا لست من متابعي التلفزيون . . والعمل الدرامي الذي تابعته فقط
وأوجه تحية لكل العاملين فيه هو مسلسل “ضيعة ضايعة” للصديق المخرج الليث
حجو، وهو عمل خاص وقد لاقى نجاحاً كبيراً .
·
ما الأعمال السينمائية التي
تابعتها؟
من الأفلام العربية فيلم “العاشق” للمخرج عبد اللطيف عبد الحميد، أما
من الأجنبية فيلم جانغو
Django Unchained
إخراج كوينتين تارانتينو .
الخليج الإماراتية في
25/07/2013
سنوات بوليوود.. بعد قرن من الزمن
ترجمة/ عبد الخالق علي
قبل مئة عام اطلق أول أفلام بوليوود، وهو أول فيلم روائي صامت في
الهند : راجا هارشاندرا ، من إخراج داداشيد فالك . كان الفيلم يحكي أسطورة
الملك هارشاندرا . فالك يعد بحق ابا السينما الهندية ؛ كان فيلمه هو الأول
في الخط المتواصل لأفلام بوليوود .
بعد مرور قرن من الزمن لاتزال بوليوود صناعة مزدهرة – ففي عام 2012
قدمت تسعة أفلام جمعت كل منها مليار روبية ( 12 مليون باون استرليني ) من
شباك التذاكر . لكن مع ان تأثيرها يزحف الى الأفلام الغربية، فلايزال هناك
الكثير من مبتدئي بوليوود في المملكة المتحدة .
هناك بعض الحقائق الأساسية؛ اولها ان بوليوود تعرف ايضا بالسينما
الهندية (مزيج من هوليوود و بومباي ) ، و انها جانب واحد فقط من جوانب
صناعة السينما الهندية . لغة الأفلام هي اللغة الهندية، رغم ان بعض الأفلام
الجديدة تنطق باللغة " الهنكليزية " ( مزيج من الهندية و الإنكليزية) .
كانت أفلام بوليوود الكلاسيكية طويلة نوعا ما – بعضها يصل الى اربع ساعات –
تعرض ما يقرب من عشر أغان و مشاهد رقص تتخللها فترات استراحة للمتفرجين .
مع هذا فان افلام بوليوود الحديثة تتضمن القليل من العنصر الموسيقي – رغم
ان اول فيلم دراما يخلو تماما من الأغاني كان فيلم " كانون" عام 1991 .
تقليديا ، كانت هيئة الرقابة الهندية تقطع صور الجنس و التعري و
الاضطرابات الاجتماعية من افلام بوليوود . أول فيلم يصور بجدية علاقة مثلية
كان فيلم " يونو يانا جاني كيون " الذي اطلق في 2010 ، وعلى الشاشة لاتزال
القبلات محصورة في الأفلام المصنفة للبالغين . كان المخرج بالديف راج واحدا
من اوائل المخرجين الذين خرقوا ممنوعات بوليوود الخاصة بالطلاق و الدعارة،
كما انه صور الاغتصاب لأول مرة في 1980 في فيلم "انصاف كا تارازو".
تبقى افلام بوليوود محافظة لأنها موجهة لمجموعة واسعة من الناس الذين
تختلف آراؤهم عن المبادئ الأخلاقية؛ فبينما لا يهتم بعضهم بمشاهدة قبلة على
الشاشة، فالبعض الآخر قد يهتم بذلك . كذلك فان القضايا الاجتماعية و العنف
تخضع للرقابة ، حيث اضطر مخرج بوليوود الشهير ديباكا بانيرجي الى حذف
مشهدين عن جريمة قتل طبقية من فيلمه " شنغهاي " لعام 2012.
مع ذلك فان الموجة تتغير . فبعد مرور قرن على بوليوود ، تطلق وزارة
الإعلام و الإذاعة الهندية مهرجان (اقطع-لا تقطع) الجديد الذي سيعرض نسخا
جديدة و غير محررة لأفلام لم تكن تخضع للرقابة سابقا بضمنها فيلم بوليوود
الكلاسيكي " كارما " الذي تضمن أول قبلة على الشاشة عام 1933 حتى جرى
قطعها.
اذا ما بدأنا رحلتنا في بوليوود مع الأفلام الكلاسيكية ، فسنرى بعض
الايماءات المبهمة المكررة . فاذا ما سحب شخص أذنه ، خاصة عند الاعتذار ،
فان ذلك يعني الندم ، و الشخص الذي يؤشر بيديه فوق رأس أحدهم – خاصة العروس
– فان ذلك يبعد الشر و يعد تعبيرا عن جمالها . بنفس الشكل و من اجل إبعاد
الأرواح الشريرة ، تقوم امرأة جذابة بوضع لطخات من الكحل على خدود العرسان
ليبدون اقل جمالا.
مئة عام من الأفلام تعد كثيرة جدا، خاصة لصناعة يمكنها انتاج 1200
فيلم في العام الواحد . افلام "ماسالا" التي تعني "نكهة مختلطة" من الانواع
، فكل فيلم يمكن ان يربط الكوميديا و الدراما والرومانسية و الاثارة، حيث
يمكن ان يستهوي الفيلم اكبر قدر ممكن من مختلف الناس.
فيلم "شولاي" هو اول أفلام ماسالا إضافة الى انه عدّ عام 1975 احد
اعظم الافلام الهندية على الاطلاق. يتابع الفيلم – طوله 205 دقائق – اثنان
من اللصوص و هما يحاولان القاء القبض على عصابة لصالح رجل شرطة سابق، مع
تخلل الفيلم بالرومانسية و اطلاق النار و التراجيديا. كان الفيلم يتخبط في
شباك التذاكر، الا انه اشتهر بين عشية و ضحاها بعد تحرير الصوت ليصبح من
اشهر افلام السبعينات وحقق اعلى الايرادات في السينما الهندية. كما اصبح
فيلم "شولاي" لحظة فاصلة لكتّاب السيناريو ايضا، ووصل بهذه التجارة الى
الاحتراف بعد ان كانت تتقاضى اجورا زهيدة.
فيلم "أم الهند" الذي اطلق عام 1957 يعد فيلما كلاسيكيا آخرا. مثل
فيلم "شولاي" فانه مازال من بين الافلام التي حققت اعلى الايرادات في شباك
التذاكر، يحكي قصة رادا ، تلك الأم الهندية الوحيدة التي ضربها الفقر،
والتي تربي ابناءها في قرية كأم هندية مثالية. برغم ان هذا الفيلم كان طبعة
جديدة لفيلم المخرج محبوب خان "اورات"، فانه مستوحى من كتاب "أم الهند"
لعام 1927 لمؤلفته كاترين مايو، والذي ادى الى احراق الصور والتماثيل بسبب
ادانتها لرجال الهند. مع ذلك فقد نجح فيلم "ام الهند" في التعامل مع تقديم
أم هندية مضحية وفي مفهوم الوطن الأم، و بقي متواصلا بعد عشر سنوات من
استقلال الهند عن الحكم البريطاني.
في منتصف القرن تقريبا، شهدت السينما الهندية المتوازية حركة بعيدة عن
أفلام بوليوود التقليدية ، حيث ركزت على الحياة في ظل الهند المستقلة حديثا
و المشاكل التي يواجهها السكان هناك .
موجة جديدة من الثلاثيات تشمل فيلم " باثر بانشالي " للمخرج ساتياجت
راي الذي صوّر الحياة الريفية في الهند ، و فيلم " ميغي داكا تارا " الذي
صوّر كفاح لاجئي التجزئة . كان فيلم " دو بيغا زامين " اول فيلم هندي يفوز
بجائزة بريكس الدولية في مهرجان كان لعام 1954 .
افلام بوليوود المعاصرة تتميز بانها اكثر يسرا ، و أقل طولا ، و اكثر
استخداما للغة الانكليزية . فيلم " زندكي نا ميايغي دوبارا " هو من افلام
2011 و تم تمثيله في إسبانيا ، يمكن فهمه بسهولة دون استخدام الترجمة.
يمكن مقارنة الممثلة سريديفي بالممثلة ميريل ستريب بعد اداءها لدور
ربة بيت هندية تتكيف لحياة مانهاتن في فيلم " اكليش فينكليش " لعام 2012.
جين آير (1944)
المدى الثقافي
كان هذا الفيلم من إخراج روبرت ستيفينسون، و تمثيل أورسون ويلز، و
جوان فونتين، و مارغريت أوبرين، وهنري دانييل، و أغنيس مورهيد، و استغرق
عرضه 97 دقيقة.
وقد تعاون المخرج ستيفينسون مع الروائي ألدوس هَكسلي و المنتج المسرحي
جون هوسمان على إنجاز سيناريو لتكييف عام 1944 السينمائي هذا لرواية شارلوت
برونتي الرومانسية (جين آير). فبعد سنوات مليئة بالعذاب في دار أيتام، حيث
يُدخلها قريب لها متغطرس، تضمن جين آير (التي تقوم بدورها جوان فونتين)
عملاً لها كمربية أطفال. و تتّسم الطفلة المكلَّفة بها، أديل الفرنسية
اللهجة (مارغريت أوبرين) باللطف و الطيبة تماماً. لكن مُستخدِمها، إدوارد
روتشيستر الموجوع (أورسون ويلز)، يُفزع المربية الشابة المتزمتة. و تحت
تأثير جين اللطيف، يتخلى روتشيستر عن مظهره البغيض، و يذهب بعيداً في ذلك
إلى حد أنه يعرض على جين الزواج. لكن سعادتهما الزوجية تتوقف حين يتّضح أن
روتشيستر متزوج من امرأة مخبولة مهذارة محبوسة بالإكراه في علية منزله.
فيقوم روتشيستر على مضض بإرسال جين آير بعيداً، لكنها تعود، لتجد أن الزوجة
المجنونة قد أحرقت المنزل تماماً و جعلت روتشيستر أعمى. وهذا، في عرف
رومانسيات العهد الفكتوري، يطهّر روتشيستر من خطاياه السابقة، ليجعله
رفيقاً مؤتمناً للحبيبة جين.
إن حضور أورسون ويلز في التمثيل، مقترناً بالأسلوب الألمانيّ العابس
في الإخراج و التصوير، أدى ببعض محبي السينما السريعي التأثر لاستنتاج أن
ويلز، و ليس ستيفينسون، هو المخرج. و ما من شك، إن ويلز قد اسهم بأفكاره
على امتداد إنجاز الفيلم؛ كما أن السيناريو تأثر كثيراً بالنسخة الإذاعية
للنص التي اسهم فيها ويلز و جون هاوسمان و المخرج الموسيقي بيرنارد هيرمان.
و قد سبق أن أُنتجت رواية (جين آير) للسينما في أعوام 1913، و 1915، و 1923
و أُعيد إنجازها سينمائياً عدة مرات منذ ذلك الحين، ولكن تكييفها للسينما
في عام 1943 يُعد من بين الأفضل.
عن/ New York Timesn
المدى العراقية في
25/07/2013
عودة بوند وباتمان وسوبرمان والمدمر
والعصر الجوراسي ويوم الاستقلال والمهمة المستحيلة أهم
ما يميز هذا العام
20
فيلما يجعلون 2015 عام الأفلام الأضخم على الإطلاق
كتب : عمرو عز الدين
في كل عام تستعد هوليوود لإمتاع الملايين حول العالم بمجموعة من أفضل
الأفلام، تتنوع بين الدرامية والخيالية وأفلام الحركة والإثارة، إلا أن عام
2015 بالذات يعد محبي الفن السابع بأن يكون العام الأضخم على الإطلاق من
حيث الأفلام التي من المقرر أن تصدر خلاله، وهو العام الذي سيشهد عودة
شخصيات وأفلام مفضلة لعشاق السينما.
1-
بوند 24
يعود العميل البريطاني جيمس بوند، في فيلمه الذي لم يحدد اسمه بعد،
لكنه يحمل، كما العادة، اسم "بوند 24"، وهو رقم الفيلم في السلسلة الممتدة
منذ بداية الستينات، وسوف يلعب بطولته النجم البريطاني دانيل كريج، يعمل
على إخراجه سام منديز، الذي نجح في أن يجعل من الفيلم الأخير لبوند Skyfall
تحفة فنية، حطمت الأرقام القياسية في الإيرادات، ليصبح ثامن فيلم على مستوى
أعلى الإيرادات في العالم، والرابع لأعلى الأفلام إيرادات لعام 2012.
2- Man of Steel 2 - Batman Vs Superman
كما يشهد عام 2015 عودة البطل الخارق سوبرمان، بعد نجاح أول أفلام
السلسلة الجديدة Man of Steel، والذي أعاد هذا البطل للحياة مرة أخرى بين ملايين من محبيه، ويطل
الجزء الثاني بمفاجأة ظهور باتمان في نفس الفيلم ليواجه سوبرمان، في ملحمة
كبرى، يعد لها عشاق البطلين العدة منذ الآن، وسوف يلعب البطولة النجم
البريطاني هنري كافيل في دور سوبرمان، بينما لم يحدد بعد من سيلعب دور
باتمان، أما عنوان الفيلم فهناك شائعات حول أنه سيحمل عنوان
Batman Vs Superman،
لكن لا يوجد تأكيد رسمي لذلك.
3- Mission: Impossible 5
بالإضافة إلى بوند وباتمان وسوبرمان، يعود العميل الأمريكي إيثان هانت
بطل سلسلة Mission: Impossibe، في جزء خامس من السلسلة، لم يتم تحديد اسمه بعد، والذي قد يكون
الأخير لنجم السلسلة توم كروز بعد تقدم سنه.
4- Independence Day 2
بعد ما يقرب من عشرين عاما، يعود أحد أضخم أفلام التسعينات مرة أخرى
لدور العرض العالمية، حيث يشهد الجزء الجديد عودة الكائنات الفضائية لغزو
الأرض مرة أخرى، بعد فشلها في احتلال الأرض بالجزء الأول، عندما تصدى لها
أبناء الأرض تحت قيادة أمريكا ونجحوا في إسقاطهم، ويخرج الجزء الجديد
رولاند إيمريخ، نفس مخرج الجزء الأول.
5- Jurassic Park 4
تعود تحفة التسعينات مرة أخرى، والتي أعادت الديناصورات للحياة، عبر
جزء جديد يخرجه كولين تريفورو بمساعدة من مخرج السلسلة الأشهر ستيفن
سبيلبرج، ولم تصدر أية بيانات عن قصة الفيلم بعد.
إعادة إنتاج أجزاء جديدة لـ"قراصنة الكاريبي" و"برومثيوس" و"أفاتار"
و"حروب النجم"
6- Star Wars: Episode VII
الجزء السابع في السلسلة الممتدة منذ سبعينات القرن الماضي، والتي
تستطيع أن تجني في كل مرة ومع كل جزء ملايين الدولارات، لكن هذه المرة
ستشهد عودة هاريسون فورد للسلسلة، بعد أن لعب بطولة أجزائها الأولى في
السبعينات، ويتولى إخراج الجزء الجديد المخرج جي جي أبرامز.
7- Finding Dory
وهو الجزء الذي ينتظره عشاق أفلام الأنيميشن والرسوم المتحركة، خاصة
الجزء الأول منه Finding Nemo، ومغامرات سمكة المهرج البرتقالية التي ضلت الطريق في المحيط، فذهب
والدها وراءها، وسوف يخرج الجزء الجديد أندرو ستانتون.
8- Avatar 2
بعد النجاح الأسطوري للجزء الأول من الفيلم، يعود جيمس كاميرون بالجزء
الثاني في 2015، والذي من المتوقع أن يجني أعلى إيرادات على الإطلاق لعدة
أسباب، أهمها التكنولوجيا الحديثة والتطور الهائل في التقنية ثلاثية
الأبعاد، بالإضافة لحالة الهوس لدى جماهير ومحبي هذا الفيلم.
9- The Avengers 2: Age Of Ultron
بعد استطاعة الجزء الأول الذي عرض في 2012 أن يكون أكثر أفلام "مارفيل"
إيرادات على الإطلاق، فإن عودة الفريق مرة أخرى للعمل معا كان أمرا حتميا،
وها هو يعود من جديد بالفعل من إخراج جوس ويدون.
10- Pirates Of The Caribbean 5
لا توجد معلومات كافية عن قصة الجزء الجديد من إحدى سلاسل ديزني
الممتعة والممتدة منذ مطلع الألفية الجديدة، لكن جوني ديب يعود من جديد،
وهو ما يعد محبي الفيلم بجرعة مكثفة من المتعة والمغامرة في الجزء الجديد.
11- Ant-man
مرة أخرى مع شركة "مارفيل"، وإحدى شخصياتها الخارقة، التي يختبئ خلفها
أحد العلماء الذي اخترع لنفسه مادة تسمح له بتغيير حجمه وهي من ابتكار ستان
لي وجاك كيربي.
12- Prometheus 2
ريدلي سكوت يعود بجزء جديد من فيلمه الأول الذي يحمل نفس الاسم والذي
لقي نجاحا كبيرا عند عرضه، وهو ينتمي لنوعية الخيال العلمي والرعب، من
بطولة النجم الألماني مايكل فيسبندر.
13- The Hunger Games: Mockingjay - Part 2
وهو الفيلم الذي نال نجاحا كبيرا عند عرضه، والمأخوذ عن سلسلة من إحدى
أكبر سلاسل روايات الناشئين مبيعا في الولايات المتحدة على الإطلاق، وتلعب
بطولته النجمة الفائزة بأوسكار 2013، جينيفر لورانس.
14- Assassin's Creed
عشاق ألعاب الكمبيوتر يعرفون هذه اللعبة جيدا، وعند تحويلها لفيلم فإن
الرهان على جذب جمهور اللعبة إلى دور العرض السينمائية لمشاهدة تجسيد
اللعبة التي طالما لعبوها، وسيجسد الشخصية الممثل الألماني مايكل فيسبندر.
15- Terminator 5
يعود النجم النمساوي أرنولد شواريزنجر مرة أخرى للسلسلة، بعد غيابه
عنها في الجزء الرابع لاعتزاله الفن وقتها، حيث أعلنت شركة الإنتاج "باراماونت"
أن الجزء الخامس سيكون بداية لثلاثية جديدة في هذه السلسلة العريقة.
16- Kung Fu Panda 3
نجاح الجزء الأول والثاني من الفيلم دفع بشركة الإنتاج "دريم ووركس"
بالإعلان عن إنتاج الجزء الثالث من الفيلم، مع الأداء الصوتي لمجموعة من
أكبر نجوم هوليوود مثل أنجلينا جولي وداستن هوفمان ولوسي ليو ودافيد كروس،
والشخصية الأساسية التي يؤدي دورها صوتيا النجم جاك بلاك.
17- The Adventures Of Tintin: Prisoners Of The Sun
قام ستيفن سبيلبرج بإعادة تن تن إلى شاشة السينما مجددا، لكن هذه
المرة سيتولي المخرج الكبير بيتر جاكسون، صاحب ثلاثية
Lord of The Rings، وثلاثية The Hobbit،
مسؤولية إخراج الجزء الجديد، الذي يعتمد على تقنية التحريك ثلاثية الأبعاد،
ويلعب بطولة الأدوار الأساسية كل من جيمي بيل وأندي سيركس.
18- Killer Crow
وهو الفيلم الجديد للمخرج الأمريكي كونتين تارانتينو، الذي يأتي بعد
فيلميه الأخيرين Inglourious Basterds
وDjango
Unchained، وكان تارانتينو قد صرح أنه يرغب في إخراج فيلم
يرتبط إلى حد ما بفيلم
Inglourious Basterds،
وهناك بعض الشائعات عن تواجد النجم الأسمر ويسلي سنايبس في هذا الفيلم.
19- Future Day
وهو ليس فيلما بالمعنى المعروف، لكنه سيكون يوما مشهودا لمحبي سلسلة Back To The Future
التي بدأت في ثمانينات القرن الماضي، حيث أنه في الحادي والعشرين من أكتوبر
2015، سيكون الحدث كبيرا، وهو اليوم الذي انتقل إليه مارتي بعد قفزته في
المستقبل في الجزء الثاني من السلسلة، وقد مرت الأيام ليصبح هذا اليوم
حقيقة واقعة وليس يوما من المستقبل فقط.
20- The Outsider
وهو فيلم حركة يحكي عن مجند أمريكي سابق ينضم للمافيا اليابانية "الياكوزا"،
بعد الحرب العالمية الثانية، ويلعب بطولته النجم توم هاردي.
الوطن المصرية في
25/07/2013 |