صدر عن مؤسسة عبد الحميد شومان بعمّان كتاب" السينما التسجيلية- الدراما
والشعر" للناقد السينمائي الأردني عدنان مدانات، في ما كتب مقدمته المخرج
والناقد السينمائي قيس الزبيدي الذي يعرف مدانات من كثب وسبق له أن منتَجَ
له فلمه الوثائقي الأول "التكيّة السُليمانية" الذي أُنجز عام 1971. وأكثر
من ذلك فإنّ الزبيدي مُطلِّع على التجربة النقدية لمدانات، ومتابع لها منذ
أربعة عقود تقريباً، فلا غرابة أن تأتي هذه المقدمة شاملة لتغطي معظم الكتب
النقدية التي أنجزها مدانات منذ أوائل سبعينات القرن الماضي وحتى يومنا
هذا. يركِّز الزبيدي في مقدّمته على التناقض الصارخ بين ما يريده الإنتاج
السِلَعي وبين ما يصبو إليه الفن الثقافي، فالأول يريد من السينما المتعة
والترفيه، فيما يسعى الثاني إلى حثّهم على التفكير، وتشذيب ذائقتهم الفنية.
باختصار يريد مدانات من الفلم السينمائي أن يكون مادة للتفكير، ومحرِّضاً
على تعميق الوعي الفني، والاستمتاع بجمالياته البصرية الأخّاذة.
يعتقد الزبيدي بأن هذا الكتاب وغيره من كتب مدانات النقدية قد أثارت
حواراتٍ موسعةً بين النقاد السينمائيين أنفسهم وذلك لأهمية الآراء
الإشكالية التي يتناولها في دراساته وأبحاثه النقدية ولعل أبرزها ضرورة
امتلاك الناقد السينمائي لأدوات معرفية تؤهله لقراءة الفلم وتحليله بطرق
علمية مقنعة ترجّح الحضّ على التفكير، والتمسّك بالقيم الجمالية أكثر مما
تدعو إلى التسلية والإثارة والترفيه.
يلفت الزبيدي عناية القرّاء إلى أهمية الكتب السينمائية التي ترجمها
مدانات مثل "الحقيقة السينمائية والعين السينمائية" لدزيغا فيرتوف، "فرانشيسكو
روزي"، و "أحاديث حول الإخراج السينمائي" لميخائيل روم، هذا إضافة إلى كتبه
النقدية المُؤلَفة من بينها "عدسات الخيال"، "وعي السينما"، "أزمة السينما
العربية" وسواها من الكتب النقدية الأخرى التي أنجزها مدانات خلال العقود
الأربعة الماضية.
يتوقف الزبيدي في خاتمة المطاف عند كتاب "السينما التسجيلية" ويشدّد
على أهمية تعريف مدانات بنماذج تسجيلية عربية وعالمية، قديمة ومعاصرة،
يضعها مدانات تحت مجهر "مختبره الإبداعي" الذي يروم بواسطته معرفة ما يدور
في دماغ المخرج. وقد اختار مدانات المقابلة التي أجراها مع المخرج
الفلسطيني ميشيل خليفي من بين ثلاث مقابلات رئيسية أجراها لهذا الغرض
ليتعرّف بشكل تفصيلي عما يدور في ذهن المخرج الذي أنجز فلماً مميزاً يحمل
عنوان "صور من ذكريات خصبة".
لم يقتصر المختبر الإبداعي على تجارب الآخرين حسب، وإنما شمل تحليلاً
موسّعاً لخبراتة الخاصة حينما أنجز في سبعينات القرن الماضي مجموعة من
الأفلام التسجيلية التي يعتبرها مدانات متواضعة، ولا تخلو من أخطاء تقنية
لم تمنعه من إدرجها في المختبر المذكور على الرغم من تأكيده المتواصل بأنه
ناقد وباحث سينمائي، وليس مخرجاً سينمائياً البتة. أشار الزبيدي في ختام
توطئته إلى أهمية المقاطع التسجيلية في بعض الأفلام الروائية التي توقف
عندها مدانات وقدّم لها حلولاً إبداعية مميزة جديرة بالدراسة مثل فلم "مازن
والنملة" لبرهان علوية وغيرها من الأفلام الروائية التي سنتوقف عندها
لاحقاً.
سيرة سينمائية
ينطوي هذا الكتاب في جانب منه على سيرة سينمائية ذاتية لعدنان مدانات
الذي أنهى دراسته الثانوية عام 1964 ثم درس السينما في جامعة موسكو وتخرج
فيها عام 1970 حيث تخصص في السينما التسجيلية والتلفزيون. عمل مساعد ثانٍ
للمخرج السوري المعروف نبيل المالح في فلم "الفهد" 1971، كما أخرج بعض
الأفلام التسجيلية التي سيتوقف عندها في هذا الكتاب، ويحللها بطريقة
محايدة. انتقل مدانات إلى بيروت عام 1973 للبحث عن عمل في الصحف اليومية
والأسبوعية بوصفه ناقداً سينمائياً يتابع الأفلام المعروضة هناك ويكتب عنها
دراسات نقدية. ثم أتاح له التنقّل في أكثر من بلد عربي أن يكون حاضراً في
النوادي والمهرجانات والندوات السينمائية المتخصصة، ويطلِّع من خلالها على
الكثير من القضايا الإشكالية من بينها ردود الأفعال المتناقضة للأفلام
المعروضة سواء من قبل الجمهور أم من قبِل أهل الاختصاص. فبعض المتلّقين
يحمّل الفلم رموزاً وإسقاطات قد يستغربها المخرج أو يتقبّلها، لكنه يعترف
بأنه لم يقصدها ولم تخطر بباله. ويذكر مدانات أن بعض المخرجين قد يكون
عاجزاً عن تفسير ما أنجزه أمام متلقين يجدون صعوبة في فهم الفلم أو استعياب
ثيمته الرئيسية معتبراً أن كل مُشاهد له مطلق الحق في أن يفهم الفلم بواسطة
قراءته الخاصة وآلية تلّقيه الذاتي.
لم يواصل مدانات فكرة "أسرار المختبر الإبداعي"، لكن قراءته لكتاب
"مذكّرات ديفيد لينش" الذي يتمحور حول الهوّة بين مُبتغى المخرج وطريقة
استيعاب المتلّقين بما فيهم النقّاد هو الذي ذكّره بمشروعه القديم، وصحّة
توجهاته التي تسلِّط الضوء على ما ينطوي عليه ذهن المخرج من أسرار. وبخلاف
ذلك فإن الكثير من الأفلام تظل عصيّة على التأويل كما هو الحال في فلم "رأس
الممحاة" الذي وُصف في حينه "بأنه زائر مجهول حلّ من كوكب آخر".
اختار مدانات الحوار الطويل الذي أجراه مع ميشيل خليفي لأنه يمتلك
القدرة على تقديم إجابات شافية تضيء تجربته الإبداعية والفكرية من جهة،
وتسلّط الضوء على فلمه الموسوم "صور من ذكريات خصبة" الذي حصد الجائزة
الأولى في مهرجان قرطاج السينمائي عام 1980. فهذا الفلم هو تسجيلي من حيث
النوع السينمائي، لكنه مصنوع بأسلوبية الفلم الروائي الذي يصوِّر الواقع،
ويغوص في العالم الداخلي للإنسان، آخذين بنظر الاعتبار أن مدانات يركِّز في
جانب من هذا الكتاب على التراسل بين النوعين السينمائيين التسجيلي
والروائي، وإفادة أحدهما من الآخر. أما الحوار التأملي الطويل فهو يكشف، من
دون شك، عن الآليات الفكرية والنفسية والجمالية للمخرج، كما يوضّح خطَّه
الفكري الذي ينطوي على معطيات إبداعية ملموسة.
يتوقف مدانات عند التمرين التطبيقي الذي كلّفته به أستاذة التصوير في
الجامعة وطلبت منه أن يصور شيئاً بثلاث لقطات عامة ومتوسطة وقريبة فترك كل
الأشياء الجميلة في موسكو وصوّر "بكرة ضخمة للّف الأسلاك أو الكيبلات"
فقالت له الاستاذة إن اللقطات سليمة، ولكن ألم تستطع أن تجد شيئاً جميلاً
تصوّره لتعرضه على الناس بدلاً من هذا المنظر البشع؟! فأدرك مدانات أن
المهم ليس معرفة أنواع وأحجام اللقطات، بل اختيار ما هو جميل ومعبِّر ولافت
للانتباه، ومحرِّك للمشاعر الإنسانية العميقة.
التسجيلي السينمائي
يفرِّق مدانات بين نوعين من الفلم التسجيلي، فهناك التسجيلي
التلفزيوني والتسجيلي السينمائي. فالأول ينطوي على قدر كبير من الثرثرة،
وتعدّد الموضوعات الثانوية، والتفاصيل غير الضرورية التي تؤدي إلى تشتّت
الموضوع الرئيسي، أما التسجيلي السينمائي فيتميّز بقوة التركيز على الموضوع
الرئيسي، وبناء الفلم على وفق مقولة ما قلّ ودلّ. كما ينتبه مدانات إلى
فَرق آخر مفاده أن التسجيلي التلفزيوني يلهث وراء الحدث الراهن، ويناقش
تفاصيله الآنية، ومظاهره الخارجية، أما التسجيلي السينمائي فيسعى للانتقال
من عرض وتحليل الحدث إلى استخلاص النتائج التي تفسِّر الظاهرة العامة، أي
الانتقال من الخاص إلى العام، وهذه سمة أساسية من سمات العمل الإبداعي
الفني. وساق لنا مثالاً رائعاً في هذا الصدد، إذ ظلت عزّة الحسن في فلم
"زمن الأخبار" في إطار الخبر الصحفي الذي يقدِّم معلومة عابرة لا غير، فيما
انتقلت المخرجة سميرة مخملباف في فلم "التفاحة" من الخبر إلى الحكاية
الدرامية التي هزّت مشاعر المتلقين، علماً بأن الأشخاص في كلا الفيلمين
كانوا مُحتجَزين لسنوات طويلة في منازلهم. غير بعيد عن الجانب الإعلامي ظل
المخرج الفلسطيني مصطفى أبو علي يترجّح في فيلميه "بالروح بالدم" و "ليس
لهم وجود" بين التسجيلي الفني والتسجيلي الذي يغلّب وظيفته الإعلامية أو
الثورية، خصوصاً وأنه سوف يُوصف لاحقاً بمؤسس السينما الفلسطينية النضالية
التي تخدم الثورة مباشرة. ثمة أفلام سينمائية كثيرة يتوقف عندها الناقد
الحاذق مدانات، لكننا سنكتفي بالإشارة إلى فلم "انطباعات من تحت الماء"
للمخرجة الألمانية ليني ريفينشتال التي بَنَت فلمها على فكرة عميقة قائمة
على فعل الترّقب والخشية من حدوث ما لا تُحمَد عقباه. فثمة سمكة ضخمة قبيحة
المنظر تفتح فمها على الدوام، ثم تأتي فجأة سمكة صغيرة جميلة وتتردد في
الدخول إلى الفم المفتوح، لكنها تحسم أمرها وتدخل، غير أنّ المتلّقين
يلتقطون أنفاسهم المحبوسة حينما يرون السمكة الجميلة تخرج من الفم القبيح
آمنة مطمئنة.
ينتبه مدانات إلى بعض الأفلام الروائية التي تقترب من التسجيل كما هو
الحال في فلم "تحت القصف" لفيليب عرقتنجي الذي يصنع من الرواية وثيقة حينما
يزج بطلة الفلم في واقع حربي حقيقي حيث تبحث عن ابنها المفقود وجثة شقيقتها
المدفونة في مقبرة جماعية.
يلتقط مدانات الأفلام التسجيلية التي عُملت بنَفَس إعلامي كما هو
الحال مع فلم "أطفال" للفرنسي توماس باليس الذي يريد أن يحقق المتعة
لمشاهديه، بينما عملت المخرجة القرغيستانية آرسيل جوراييفا بروح الفنانة
حينما كانت تصور أمها الحامل وشقيقيها التوأم، وأوصلتنا إلى منتهى الشدّ
والترقب والخشية حينما أطل الوليد الجديد ووُضع في المهد حيث تسلل إليه أحد
التوأمين وكل المتلّقين تقريباً كانوا يتوقعون أنّ شقيقه الأكبر سيؤذيه،
كما هي العادة نتيجة الغيرة، لكنه يفاجئ الجميع حينما ينحني ويطبع قبلة على
خده، ثم يرفع رأسه وينحني من جديد ليطبع قبلة ثانية قبل أن يرفع رأسه
ليواجه الجمهور الذي أذهلته هذه المفاجأة اللامتوقعة.
أفضى التلاقح بين الفلم الروائي والتسجيلي إلى ظهور الواقعية
الإيطالية الجديدة التي استغنت عن الأستوديوهات والديكورات وحتى عن
الممثلين في بعض الأحيان كما هو الحال في فلم "سارق الدراجة" لدي سيكا، أو
اختيار موضوعات الأفلام من أخبار صحفية عابرة مثل "روما الساعة الحادية
عشرة" لجوزيف دي سانتس، أو إعادة سرد وقائع سياسية قريبة العهد مثل "روما
مدينة مفتوحة" لروسلليني، أو توظيف وقائع حقيقة مثل حادثة اغتيال الرئيس
إبراهام لنكولن وهو يشاهد عرضاً مسرحياً في فلم "مولد أمة" لغريفت. أفضت
هذه المتغيرات الجذرية إلى ترسيخ الواقعية الإيطالية التي أفرزت بالنتيجة
نوعاً سينمائياً جديداً هو "الفلم السياسي" وفقاً لمدانات، وقد أورد أمثلة
عديدة لهذا النوع الجديد نذكر منها فلم "زد" لكوستا غافراس، و "الأيدي فوق
المدينة" لفرانشيسكو روزي.
لا نستطيع التوقف عند محاور الكتاب كلها وذلك لتعددها وثرائها النقدي
العميق، وسوف أترك كل ما يتعلق بتجربة دزيغا فيرتوف إلى مقال آخر، خصوصاً
وأن مدانات قد تأثر بتجربته الإخراجية، وكان ولا يزال، يمحضه حباً من نوع
خاص، لكنني أحببت أن أُنهي هذا العرض بالإشارة إلى أفلام مدانات الأربعة
التي أنجزها في بداياته الفنية وهي "التكيّة السُليمانية"، "لحن لعدة
فصول"، "خبر عن تل الزعتر"،و "رؤى فلسطينية" التي وضعها في مختبره
الإبداعي، وكشف عن محاسنها وعيوبها في آنٍ واحد. باختصار شديد أن "السينما
التسجيلية- الدراما والشعر" هو كتاب جدير بالقراءة، ويفتح آفاقاً واسعة
للقرّاء والنقاد على حد سواء.
الجزيرة الوثائقية في
05/08/2013
"اصطفاف
وثائقي" لإستعادة عدالة مفقودة
"نساء
وجنرالات".. السجل الأسود لتاريخ القمع الاندونيسي
قيس قاسم
"اصطفاف وثائقي".. هكذا يمكن توصيف موجة الأفلام الجديدة، التي حاولت
مراجعة تاريخ القمع السياسي في جنوب شرق آسيا، وقراءته وفق منهج سينمائي
استقصائي حاول أصحابها استعادة بعض العدالة المفقودة لضحايا العسف، وفضحهم
ديكتاتوريات عسكرية موغلة في همجيتها، سُكت عنها طويلاً وحانت لحظة فضحها،
بوثائقيات بدت وكأنها اتفقت على تحديد زمن انجازها أو تقاربت مواعيدها الى
حد بعيد، فلاحظنا ظهور عدد مهم منها، وقفت كلها تقريباً صف واحد وامتازت
بجودة مستوياتها، بل قد يُصنف بعضها؛ من بين، أفضل الأفلام الوثائقية
المنتجة خلال الربع القرن الآخير من بينها: "فعل القتل" لجوشوا اوبنهايمر،
الحاصل على جائزة الجمهور في دورة مهرجان برلين الأخيرة وفيلم "الصورة
المفقودة" لريتي بان الفائز بجائزة "نظرة ما" في دورة مهرجان كانّ الآخير
(راجع ما كتبناه على نفس الويب) ووثائقي مارك وايس "المعسكر 14 ـ منطقة
كاملة السيطرة" وفيلم المخرجة السويدية ماي فيكسلمان "نساء وجنرالات"، الذي
راجعت فيه مثل "فعل القتل" السنوات السوّد من تاريخ اندونيسيا المعاصر
والمجازر التي أرتكبت خلال الأعوام (1965 ـ 1968)، مركزة من ناحيتها على
المذابح التي ارتكبها الديكتاتور سوهارتو ضد النساء المنضويات الى منظمة "غيرواني"
عبر مقابلتها مع بعض الناجيات منهن من تلك المجازر واستماعها لحقيقة ما جرى
لهن وللملايين من أبناء وطنهن، من بشاعات مروعة، في حقبة تاريخية صمت
العالم "المتمدن" فيها على كل جرائم الابادة البشرية، من أجل عيون ديكتاتور
واحد أرادوا من خلاله المجيء بسلطة موالية لهم في منطقة جد حيوية لمصالحهم،
وبأي ثمن!
بيت المُسنيّن
في بيت المُسنيّن الواقع في شارع خلفي من مركز العاصمة جاكارتا كتبت
المخرج ماي فيكسلمان قصة لم تحكى من قبل عن دماء نساء أسالها الانقلابيون
العسكريون بغزارة وعن أفعال قتل جماعي لم يرد لها أن تُعرف طيلة خمسين
عاماً. في ذلك البيت المتواضع سكنت نساء مسنات، حكم عليهن من قبل بأحكام
ثقيلة وبعضهن تخلص من الموت بإعجوبة. جلسن قبالة الكاميرا غير مُصدقات إن
أحداً من العالم الخارجي يأتي اليهن ويسمع تفاصيل الرعب الذي تعرضن له على
أيدي شرطة وعسكر سوهارتو في عام 1965. قصة كل واحدة منهن تُشيب الشعر وتبعث
في النفس الألم لا لغرابتها وقسوتها، فحسب، بل لطريقة سردها، العفوية
الصادقة المُخبئة تحت سطحها قهر فضيع وإذلال شنيع، لملمتها فيكسلمان
واختصرتها في شريط حمل عنوان مؤثر مستوحى من القصة الرئيسية التي نسجتها
المخيلة التآمرية للعسكر ليبرروا حملتهم الانقلابية بكذبة عناصرها المفبركة
كانت: نساء مجرمات من منظمة "غيرواني" وضحاياهن جنرالات من المؤسسة
العسكرية!. كذبة روجتها أجهزة دعاية سوهارتو ادعت فيها إن ستة نساء قمن
بإغواء جنرالات من الجيش، وجروهم بعيداً ليذبحوهم غدراً بأمواس حادة. ليصدق
الناس كذبتهم ويبرروا حملتهم ضد أكبر منظمة نسوية في اندونيسيا انتجوا
فيلماً وثائقياً ملفقاً في إحدى شركات الانتاج السينمائي في هوليوود طوله
ثلاث ساعات قاموا بعرضه على طلاب المدارس ليكسبوا عطف الناس على ما كانوا
يُبيتونه من خطة لإبادة أكثر من مليون شخص اتهموهم بالانتماء الى الحزب
الشيوعي الاندونيسي لكي يتخلصوا بهذا الادعاء على كل ما يعيق سيطرتهم
الكاملة على السلطة المنتزعة من الرئيس الأسبق سوكارنو.
غيرواني
حديث المُسنات/ الضحايا عن منظمة "غيرواني" جر الوثائقي للعودة الى
تاريخ البلاد السياسي لمعرفة أسباب الكراهية التي يكنها الجنرالات لهذة
المنظمة وللمنتميات اليها. ولإعطاء صورة كاملة عن المتغيرات الاجتماعية
التي جعلت منها واحدة من أكثر منظمات المجتمع المدني تأثيراً وشعبية التقت
مجموعة من الباحثين الاجتماعيين المختصين في الشأن الاندونيسي من بينهم
البروفسور في علم الانثروبولوجي في جامعة أمستردام ساسيكا فيرينغا الذي شرح
الآثار المدمرة لتحطيم المنظمة النسوية بوصفها رابطة لعبت دوراً تربوياً
وتثقيفياً ما كانت الدولة قادرة على لعبه ولهذا فالخسارة حسب رأيه ليست
محصورة بعدد الضحايا والتأثيرات النفسية المدمرة للمجتمع ككل بل في تعطل
الحياة المدنية نفسها فبعد مجازر سوهارتو اختفى جيل كامل من المعلمين
فأغلقت المدارس بعد ان تعذر تقديم المحاضرات فيها، كما تُرك جيل كامل بدون
معيل، عاش طفولة يتيمة محروماً من حنان الأمومة بسبب اعتقال الكثير من
الأمهات الأعضاء في المنظمة الى جانب الدمار النفسي الذي ترك أثره على نفوس
الناس وهم يشاهدون الجثث تعوم في الأنهر وفي الأحراش مرمية والسجون ممتلئة
بالرجال والنساء. لقد غَيَّر مقتل أكثر من مليون انسان التركيبة النفسية
والاجتماعية لأندونيسيا بالكامل.
الإرث الاستعماري
على المستوى التاريخي الاجتماعي يعود الوثائقي الى الإرث الاستعماري
الهولندي الممتد لقرون ودوره في رسم ملامح البلاد وصولاً الى قوته السياسية
في ثلاثينات القرن الماضي حين أحكمت شركة "الهند الشرقية" سيطرتها على كافة
مجالات وفروع الاقتصاد في البلاد وتحكمت بالنشاط السياسي بعد أن منعت حق
التنظيم الحزبي وراقبت الصحف، إلا ان حراكاً شعبياً ظهر خلال الأربعينات
وبالتحديد بعد سيطرة اليابانيين على أقسام من البلاد التي دمروها، واستمر
حتى بعد خروجهم ومجيء الهولنديين ثانية اليها، لعبت فيه النساء دوراً
كبيراً بعد مقتل الكثير من الرجال. في عام 1949 عُين سوكارنو رئيساً للبلاد
وفي عهده اشتد عود منظمة "غيرواني" حتى وصل عدد النساء المنتيات اليها في
الستينيات حوالي مليون امرأة، لعبن دوراً طليعياً في تَقَدم المجتمع
الاندونيسي على المستوى الثقافي والاجتماعي والتعليمي. لقد اقترنت نجاحاتها
بالحركة اليسارية وبالحزب الشيوعي تحديداً لهذا لم يرض سوكارنو على توسعها
فوقف مع منظمة "نهضة العلماء" التي تهتدي بأفكار هتلر كما أعلن قائدها في
أحد الوثائق النادرة اعتراضه على هدف الشيوعيين في توزيع الأراضي الزراعية
على الفلاحين وأخذها من الأغنياء وهذا ما اعترض عليه أيضاً الغرب وبشكل خاص
الولايات المتحدة الأمريكية التي اتهمت الرئيس سوكارنو بتقربه من
اليساريين، لهذا تحالفوا مع المعارضين له ودعموهم بالسلاح بل شاركوا في
هجمات بالطيران على قصره كُشفت تفاصيلها بعد أن أسقط الجيش احدى الطائرات
وظهر أن طيارها أمريكي يدعى ألن بوب. لخوفه وبدلاً من الرهان على الحركات
الجماهيرية قام سوكارنو بإلغاء البرلمان وكرس سياسية دكتاتورية جلبت له
أعداءاً كثر ُمن بينهم جنرالات في الجيش أبرزهم كان سوهارتو، الداهية
الطموح الذي سيطر على مقاليد السلطة في انقلاب عسكري تدريجي، بدأ بتلفيقه
قصة مقتل الجنرالات وقيامه بعدها بحملة ابادة جماعية لم تشهد البلاد مثلها
من قبل. فبحجة القضاء على "الروح الشريرة" ويقصد به اليساريين ارتكب مجازر
مخيفة، الغريب فيها ان العالم لم يقف ضدها ولم يدنها، بل قُدَم سوهارتو عكس
حقيقته كرجل ليبرالي منفتح زاره منذ توليه الحكم عام 1967، رؤساء دول من
بينهم أمريكان مثل: ريتشارد نيكسون، فورد، كلينتون ورئيسة وزراء بريطانيا
ثاتشر والأمير تشارلز، مع العلم ان أسوء وضع اقتصادي عاشته البلاد كان في
فترة حكمه فمعدل الراتب اليومي لقطاع كبير من العمال لم يتجاوز دولاراً
واحداً في حين كانت زوجته تحصل على نسبة 10 % من كل المشاريع الرأسمالية
المقامة في البلاد، الى جانب انعدام الحريات والممارسات اللاانسانية ضد
معارضيه، وبشكل خاص ضد النساء المنتسبات الى منظمة "غيرواني" فحتى بعد
اطلاق سراح بعضهن اجبرن على العيش في أكواخ بائسة وتحت رقابة مستمرة، وهذا
سيدفع الوثائقي للذهاب الى حرم الجامعات الاندونيسية لمعرفة الكيفية التي
كتب فيها تاريخ هذا الرجل وكيف ينظر اليه اليوم.
تاريخ جديد
يعترف أحد اساتذة الجامعة الشباب ان طلاب الجامعات الاندونيسية لم
يعرفوا جيداً التاريخ الشخصي لرئيسهم سوهارتو لأنهم لم يدرسوه في مدارسهم،
فما يتعلمونه له علاقة مباشرة بتاريخ شعبهم لا بالمجازر والقتل الجماعي،
لكن ثمة أكاديميون قرروا كسر الصمت وبدأوا بفضح ما وراء الواجهة الرسمية
للتاريخ منهم جيرواني سيجينا الذي كتب "الخطر الشيوعي في اندونيسيا" الصادر
عام 1992 وفيه اشارات الى الاعمال القمعية لسلطة سوهارتو. بعد الجامعة يعود
الوثائقي الى السنوات الأخيرة من حكمه وكيف دفعت الأزمة الاقتصادية الناس
الى المطالبة بإسقاطه عام 1998 وظهور "صوت الأمهات" مجدداً كإمتداد لصوت
المنظمات النسوية القديمة التي دفعت المنتميات اليها ثمناً باهضاً عرضه
الوثائقي السويدي بعد مرور نصف قرن، ليساهم ولو بشكل بسيط في اعادة بعض
الاعتبار الى الضحايا الأبرياء.
الجزيرة الوثائقية في
05/08/2013
أوبنهايمر يحاكم سوهارتو قاتِل الشيوعيين
يزن الأشقر
معلّما السينما الوثائقية فيرنر هيرزوغ وايرول موريس قرّرا أن يكونا
منتجين تنفيذيين لهذا الوثائقي الذي يستعيد المذبحة الشهيرة التي اقتُرفت
بحق الشيوعيين الإندونيسيين في الستينيات. إعادة تمثيل تلك الواقعة في «فعل
القتل» (2012) مزعجة إلى درجة أنّها قد تجبرك على مغادرة مقعدك
من المؤكد أنّ السينمائي الأميركي المقيم في لندن جوشوا أوبنهايمر
(1974) رسم ابتسامة واسعة على وجهه عندما سجّل كل من معلّمي الفيلم
الوثائقي الألماني فيرنر هيرزوغ والأميركي إيرول موريس اسميهما كمنتجين
تنفيذيين على فيلمه «فعل القتل» (2012) بعد مشاهدته في عرض خاص. الأول عرف
بمشاهده الغرائبية التي تقطع الخط الفاصل بين الحقيقة والخيال، والثاني
بأفلامه السياسية. فيلم أوبنهايمر يجمع الصفتين، رغم أنّ كل ما نراه هو
واقع بالفعل. في ليلة الثلاثين من أيلول (سبتمبر) عام 1965، اغتالت مجموعة
تطلق على نفسها اسم «حركة 30 سبتمبر» ستّة جنرالات من الجيش الإندونيسي،
وأعلنت أنّها قد وضعت الرئيس أحمد سوكارنو (1901 ـــ 1970) تحت حمايتها. لم
يصمد الانقلاب طويلاً. في اليوم نفسه، بعدما أعلنت المجموعة سيطرتها على
الإعلام، فشلت محاولة الانقلاب. وبحلول الثاني من تشرين الأول (أكتوبر)،
نجح الجنرال سوهارتو (1921ـــ 2008) مدعوماً من الولايات المتحدة والــ«سي.
آي. ايه» والاستخبارات البريطانية، في الإمساك بزمام الأمور في البلاد،
وأعلن الحكم العسكري وفشل المحاولة الانقلابية التي اتهم بها العدو الأول،
الحزب الشيوعي الإندونيسي.
إثر ذلك، اجتاحت البلاد حملة بروباغاندا عسكرية ضد الحزب الشيوعي
والشيوعية، رغم انكار الحزب ضلوعه في تلك المؤامرة، واعتُقلت قيادات عسكرية
اتهمت بالتعاطف مع الحزب، وانطلقت حملة اعتقالات طاولت قيادات بارزة في
الحزب، مع تنفيذ إعدامات سريعة. من جهة أخرى، أقام الجيش تظاهرات مناهضة
للشيوعية، قبل أن توظَّف ميليشيات مسلحة وعصابات للقيام بحملة اغتيالات في
صفوف الحزب ومناصريه، وكل من يتهم بأنّه شيوعي أو متعاطف مع الشيوعية.
وبحسب بعض التقديرات الرسمية، راوح عدد القتلى يومها بين 500 ألف ومليون
قتيل في أقل من سنة، ووصل الرقم في بعض التقديرات الأخرى إلى ثلاثة ملايين
قتيل من شيوعيين ونقابيين ومثقفين ومزارعين، وحتى من المقيمين الصينيين،
وكل من عادى الحكم العسكري من دون وجود عدد نهائي رسمي لعدد الذين سقطوا
جراء الحملة حتى اليوم.
من هذا التاريخ الدموي، ينطلق وثائقي
The Act of Killing
الذي أخرجه جوشوا أوبنهايمر، بمساندة كل من كريستين سين، وشخص
إندونيسي مجهول الهوية، ليقدّم مادةً وثائقيةً عن كل من أنور كونغو، وعدي
ذو القادري اللذين كانا من قيادات ميليشيا «البانكسيلا» الإندونيسية التي
أوكلت إليها مهمة ذبح الشيوعيين. يتفق أوبنهايمر مع الاثنين على إخراج فيلم
يؤديان فيه دور البطولة أيضاً. يعيد الشريط تصوير عمليات القتل تلك حسب
الطريقة التي يرتئيانها، وبحسب الأسلوب الهوليوودي المفضّل لديهما! النتيجة
كانت غرائبية ومزعجة بالفعل. لم يستعد الاثنان المشاهد الدموية بالتفصيل من
خلال استخدام الماكياج والأزياء والمؤثرات الخاصة فحسب، بل ظهرت الصورة
السينمائية مختلطة بمشاعرهم وذكرياتهم، متأثرة بأفلام العصابات وأفلام جون
وين وحتى الأفلام الموسيقية.
في أحد المشاهد في بداية الفيلم، يوضح هيرمان كوتو زميل أنور لأحد
الأطفال كيفية تمثيل مشهد اقتحام بيت شيوعي وحرقه. صراخ الأم والأطفال في
المشهد من جهة، وصراخ أفراد الميليشيا من جهة أخرى لا يلبث أن ينقلب إلى
ضحك وتصفيق بعد كلمة cut.
انفصام بين الفعل وردّ الفعل أمام العدسة كما هي شخصية أنور أيضاً، ونظرته
الهادئة من خلف نظاراته وهو يراقب إعادة تمثيل مشهد، أو وهو يشرح أمام
العدسة كيفية خنق ضحيته بالأسلاك ووسائل التعذيب الأخرى. يبدو أنور مرتاحاً
ومستمتعاً أمام الكاميرا، وهو يستعيد ذكرياته الدموية، هو الذي قتل بيديه
ــ بحسب كلامه ـ أكثر من ألف ضحية، أو وهو يناقش مع عدي وهيرمان كيفية
إعادة إخراج مشهد بطريقة أفضل، وموجّهين انتقادات فنية لبعضهما البعض على
التمثيل.
من خلال مادته الوثائقية، يعمل جوشوا أوبنهايمر على البحث في فعل
القتل ذاته. لا يخفي منطلقه الإنساني، عدسته الموجهة إلى أنور كونغو لا
تحتمل أكثر من غرابة الواقع. لكن في هذه الحالة من المهم مناقشة ما إذا كان
ممكناً البحث في خلفيات فعل القتل ذاته مجرَّداً من سياقه السياسي.
بالتأكيد لا. في سعيهما إلى تبرير أفعالهما، يستنجد أنور وعدي بالتاريخ
كمبرر. التاريخ يكتبه المنتصرون بحسب العبارة الشهيرة. عدي لا يعتبر ما قام
به جريمة حرب؛ لأنّ «جريمة الحرب يحددها الفائز، وأنا فائز، لذا أضع تعريفي
الخاص»، ساخراً من الاتفاقيات الأممية والمحاكم الدولية.
لذا، يحمل الفيلم أسئلة عن الشر على مستويين: فلسفياً من منطلق
الإنسانية وطبيعة الشر، وسياسياً بمناقشته حدثاً تاريخياً يروي فصلاً
دموياً في تاريخ الإمبريالية. لا يكتفي بذلك، بل يضع هوليوود أمام
مسؤولياتها في دموية أنور وعدي، فهما محبّان للسينما الهوليوودية، وخصوصاً
أنور الذي تأثر بأفلام العصابات. وقبل تجنيدهما، كانا بائعي تذاكر في السوق
السوداء، حين كان الشيوعيون يطالبون بمنع الأفلام الأميركية، ما أثّر على
مبيعات التذاكر، وبالتالي على دخلهما. وها هما يعيدان خلق الماضي في قوالب
سينمائية عدة أيضاً، تأثرا بها خلال قتلهما ضحاياهما بسعادة.
غرائبية الصورة عند أوبنهايمر هي ما يميز تجربة المشاهدة المزعجة هذه،
إلى جانب صدمة فعل القتل ذاته وهو يتلى عليك بكل هذا الفخر والبساطة.
الاحتفاء بالقتل بوصفه عملاً عادياً يومياً لا يخلو من الفكاهة السوداء
والاستجابة لمتطلبات المزاج. السوريالية تطغى على المادة الوثائقية من طريق
أسلوب الفيلم داخل الفيلم. لا توجد مشاهد أرشيفية، لكن
إعادة التمثيل مزعجة إلى درجة أنّها قد تجبرك على مغادرة مقعدك. ربما هو
الشعور بالغثيان الذي يسببه تضارب العواطف تجاه ما تشاهد من سعادة
ولامبالاة تجاه القتل الذي يبدو واضحاً أنّه لم يكن بارداً. ومع ذلك، يثبت
التاريخ ما لا يراد الاعتراف به مع استمرار الاحتفاء بهذا التاريخ الدموي
وعدم محاسبة المسؤولين: الماضي لطّخته أياد رجعية بمساعدة غربية، إحدى
المعادلات المتكررة للسيطرة والهيمنة الرأسمالية. قسوة فيلم جوشوا
أوبنهايمر في واقعيته الغرائبية، تعيد رواية فصل تاريخي أسود جرت محاولة
إخفائه، ويشكّل وثيقة سينمائية هامة عن الحالة الإنسانية والتاريخ الدموي.
احتفاء نقدي
فور طرحه في الصالات، نال فيلم جوشوا أوبنهايمر
The Act Of Killing
احتفاءً من قبل النقاد الذين وصفه بعضهم بـ«أنه لا مثيل له في
تاريخ السينما». إلى جانب ذلك، حاز مجموعة من الجوائز، منها «جائزة الجمهور
لأفضل فيلم» و«الجائزة الكبرى للجنة التحكيم» فيDocumenta Madrid 2013، وجائزة
Aung San Suu Kyi
في «مهرجان حقوق الإنسان 2013» في ميانمار.
الأخبار اللبنانية في
05/08/2013
Despicable Me...
قوته الغرافيكية أدخلته التاريخ
فريد
قمر
ما حقّقه
The Lion King
قبل حوالي عشرين عاماً، شكّل صدمة إيجابية
للمستثمرين في الفن السابع. اليوم، تستمتع شركة
Illumination entertainment
بجني الملايين مع Despicable Me
الثلاثي الأبعاد متخطّياً عتبة الـ 700 مليون دولار بعد أقل من شهر على
طرحه في العالم
خلال العقدين الأخيرين، انتقلت أفلام التحريك من كونها خدمة إضافية
تقدّمها شركات الإنتاج السينمائي لمحاكاة الفئات العمرية الأصغر بين
جمهورها لتصبح القاعدة التي تتكئ عليها تلك الشركات كي تحقق أرباحاً خيالية
تعجز عن تحقيقها أهم الأفلام التي تصل كلفة إنتاجها إلى مئات ملايين
الدولارات.
ما حققه The Lion King
قبل نحو عشرين عاماً، شكل صدمة إيجابية للمستثمرين في السينما بعدما بلغت
أرباحه عشرين ضعفاً (970 مليون دولار) من كلفة إنتاجه (45 مليون دولار).
اليوم، ها هي شركة Illumination entertainment
تستمتع بجني الملايين مع فيلم Despicable Me
بجزئه الثاني الثلاثي الأبعاد متخطياً عتبة الـ 700 مليون دولار من
الإيرادات في العالم بعد أقل من شهر على انطلاقته.
تقوم قصة العمل على البطل الشرير (بصوت الممثل ستيف كارل) الذي يعيش
مع فتياته الثلاث اللواتي تبناهن في الجزء الأول، وهن مارغو (ميراندا كوسغروف) وأغنيس (إلسي فيشر)، وايديث (دانا غاير) الى أن يلتقي لوسي وايلد (كريستين ويغ)
وهي ضابطة في منظمة
AVL
وهي «وكالة اليقظة من الأرض ضد الأشرار». تطلب لوسي مساعدته لإيقاف
المجرم إل ماتشو (بنجامن برات) الذي قام بسرقة المادة الكيميائية PX41
التي تحوّل من مخلوقات غير مؤذية إلى وحوش مدمّرة وشرسة لا يمكن السيطرة
عليها.
هذا الشريط يختلف كثيراً عن أفلام التحريك التي سبقته. قوته لا تكمن
في القصة المشوقة أو الحبكة القوية. مقارنة بـ
Lion king
الذي بني على مسرحية هاملت، يبدو الشريط الذي أخرجه بيار كوفن وكريس
رونو سطحياً إلى حد كبير. لكن قوته تكمن في مخيّلة الكاتبين سينكو بول وكين
دوريو اللذين تعمّدا صنع شريط بقصة بسيطة، ووضعا ثقلهما في ابتكار العناصر
الإضافية للعمل أكثر من القصة نفسها. البطل غرو ليس هو البطل الحقيقي
للشريط إنما أتباعه الأقزام وهي مخلوقات صفراء صغيرة طريفة للغاية تصنع كل
نكهة العمل. علماً أنّ نجاح هذا الابتكار دفع القائمين على الفيلم إلى
إنجاز عمل كامل لها وحدها تحت اسم minions
يُفترض أن ينجز العام المقبل مع ساندرا بولوك وجون هام.
انجاز الكاتبين لا يقف هنا. هما أبدعا في كتابة الشخصية الدرامية
لأبطال العمل، واستطاعا تبديلها بسلاسة في الجزء الثاني. غرو الشرير لم يعد
شريراً رغم أنّه حافظ على طباعه الجافة والغليظة، حتى أنّنا نراه مغرماً
ورصيناً، وابنته مارغو نراها في شخصية مختلفة عندما تقع في غرام نجل إل
ماتشو أيضاً، وهذا التبديل الطفيف في الأدوار يكسر الرتابة ويجعل الشخصية
مرنة ولينة.
أما قيمة العمل الحقيقية، فتكمن في طبيعته أي في التحريك نفسه
وتصاميمه الغرافيكية. كريس ميليداندري (سنتج
minions
أيضاً) بذل جهداً رائعاً في بناء عالم افتراضي كامل، مع تركيز على
أصغر التفاصيل وأدقها، وهذا ما أعطى العمل نجاحه رغم الإهمال الواضح في
بناء الحبكة الروائية. حتى أنّ تصميم الشخصيات ابتعد عن الواقعية. نحن نرى
أبعاد الأجسام بغير حقيقتها، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الأبنية والطرقات وكل
ما يظهر في العمل، فضلاً عن التصميم النموذجي والفريد للأتباع. كل هذه
العناصر تصنع هوية خاصة للعمل وتشكّل جسر عبور من العالم الحقيقي إلى الآخر
الافتراضي.
حتى لحظة كتابة هذه السطور، كان
Despicable Me
قد كسر الرقم الذي حقّقه الجزء الأول، وتخطّاه بنحو 150 مليون دولار.
هكذا، احتلّ المرتبة الخامسة على لائحة أفلام التحريك على الكمبيوتر
(المرتبة السادسة في أفلام التحريك عامة) الأكثر مشاهدة في التاريخ بعدما
توقّف الجزء الأول عند المرتبة العاشرة. غير أنّ الشريط بدأ للتو عروضه في
شرق آسيا وأميركا الجنوبية وأجزاء من أوروبا، مما يشير إلى إمكانية تحقيقه
المزيد من الأرباح التي ستدخل تاريخ التحريك من البوابة العريضة... فهل
يتكرس العمل كظاهرة سينمائية تاريخية؟
الأخبار اللبنانية في
05/08/2013
الشاشة العالمية... لا بطولة للسيدات؟
خلال «مهرجان كان السينمائي» عام 2012، تعالت الأصوات متهمةً الحدث
العريق بالتمييز الجندري، لأنّ مسابقته الرسمية خلت يومها من المخرجات
النساء. اليوم، تعود هذه القضية إلى الضوء مع أفلام الصيف التي طُرحت في
صالات العالم، إذ لوحظ انخفاض في نسبة البطلات النساء المشاركات في هذه
الأعمال. موقع Vulture
تفرّغ لإجراء دراسة تحصي نسبة النساء الحاضرات في أدوار رئيسية في الفنّ
السابع بين الأعوام 1989 و2013.
وحتى لو كان هناك تحسّن في الحضور النسائي في الأفلام خلال حقبة
التسعينيات وسنوات الألفين، إلا أنّ هذه النسبة شهدت انخفاضاً منذ حوالي
عامين. وهذه السنة، تلعب النساء بطولة 32 في المئة فقط من مجمل أفلام العام
مقابل 37 في المئة في 1993. إذاً، نادرة هي الوجوه النسائية التي تصدّرت
أفيشات الافلام هذه السنة كما فعلت ساندرا بولوك في فيلمها الجديد
The Heat
الذي لعبت بطولته مع ميليسا مكارثي، أو الممثلة البلجيكية ماري جيان
في فيلم Landes.
وفي حين أنّه في 2011، منحت 83 في المئة من الإنتاجات السينمائية دوراً
مهماً لكن ثانوياً للممثلات النساء، شهد 2013 ظهور الممثلات بطريقة
«شكلية». مثلاً، حضرن على أفيش الفيلم، أو في شريطه الترويجي. نذكر في هذا
الإطار غوينيث بالترو في فيلم Iron Man3
وأيمي أدامز في Man Of Steel.
إذاً، يبدو أنّ المعترضات الفرنسيات في «مهرجان كان السينمائي» كنّ على
حقّ. بعدما وجّهن عريضة ضد هذا التمييز الجندري، حذت حذوهن أكثر من ألف
امرأة يعملن في الفن السابع في الولايات المتحدة. إذ احتجين في «أين ذهبت
المخرجات؟» على غياب المرأة عن المسابقة الرسمية، واقتصار الحضور النسائي
في المهرجان العريق على التظاهرات الموازية. ولحظت هؤلاء أنّه «في عام 2012
كما في عام 2010، لم تدخل أي مخرجة السباق على السعفة الذهبية. وفي تاريخ
الكروازيت، نالت امرأة واحدة السعفة كانت جاين كامبيون عن فيلم «عازفة
البيانو» عام 1993».
الأخبار اللبنانية في
05/08/2013
زوم
تعليم السينما والتلفزيون عن بُعد في مدرسة بالقاهرة...
بقلم محمد حجازي
المدرسة العربية للسينما والتلفزيون والتابعة لصندوق التنمية
الثقافية، هي أول موقع الكتروني لتعليم فنون السينما والتلفزيون وفق أحدث
الأساليب في التعليم عن بُعد، في إختصاصات: السيناريو، الإخراج، التصوير،
المونتاج والصوت. وفتحت أبواب التسجيل حتى أول آب/ أغسطس الجاري، مع موعد
للإختبارات مباشرة بعد إجازة العيد.
هذه المدرسة يرأسها المهندس محمد أبو سعدة... وخطأ القول إنه تعليم عن
بعد.. فليس أقرب من أجهزة الكومبيوتر لكل الناس، فكيف بالذين يهتمون
بالفنون المرئية للشاشتين اللتين تتنافسان على الدوام للفوز بأكبر عدد من
المشاهدين والمهتمين، ما بين المنازل وصالات العرض الرحبة.
نعم إنه تعليم «دوليفري».
المادة العلمية الاكاديمية الفنية تصل إلى الطلبة على أجهزتهم الخاصة،
بما يؤمّن لهم الاحتفاظ بها في ذاكرة الكومبيوتر أطول مدة ممكنة بعد ذلك.
هو فكر متقدّم دون شك، فلم تعد كلمة أكاديمية تعني المبنى العملاق
والصفوف الرحبة المساحة، مع قاعات للمحاضرات، وأجهزة كثيرة ومعقدة...
أبداً، باتت بكل بساطة مادة جاهزة للتعلّم، ومؤمّنة لكل نبيه، وراغب في
الإستزادة وهي في الوقت نفسه قادرة على توفير بدلات النقل، والتسجيل وضياع
الوقت على الطرقات.
المواد، المحاضرات، النصوص، كلها مؤمّنة، وحتى التمارين العملية التي
تجري عادة متوفرة بشكل مبسّط لتسهيل التعلّم، ولمن يريد الإستزادة بإمكانه
أن يقصد غرف المونتاج والميكساج والتسجيل والتحميض، و«بلاتوهات» التصوير
على كثرتها في مصر، حيث من الطبيعي جداً (طبعاً في الأوقات العادية) أن
نعرف أن نسبة 30 بالمئة من القوى العاملة المصرية مرتبطة بأعمال لها علاقة
بالفن، وهذا موضوع تاريخي موروث وعميق ومتجذر.
وإطلاق كلمة «العربية» على الأكاديمية يعطيها فضاء أرحب للتفاعل
والعطاء وتقديم أفضل خدمات التعلم، من خلال تسجيل أسماء الراغبين في التعلم
كي يتم وصلهم الكترونياً بإدارة المدرسة عبر غرفة عمليات مركزية تعرف كيف
توزع المواد، ولمن، وبأي كمية، خصوصاً لمن يريدون إعتماد: القلم عن بُعد،
وفق نظام عالمي يقلل من الأعباء ويخفف على الطلبة مشقة الإنتقال وتحمّل
الأعباء من دون طائل.
صديق يعيش في نيويورك أبلغنا أن مسألة الموظف، ومكتبه الخاص في عنوان
ومبنى معيّن ما عادت موجودة، الموظف مطلوب منه خدمات عليه تأديتها وليس من
شروطها الدوام من الساعة كذا إلى الساعة كذا، بل هناك أمور عليه إنجازها،
مكتبه يكون بيته، ينجز ما عليه ويرسله بالبريد الألكتروني إلى المؤسسة،
التي تستطيع أن تكون في مكتب مركزي متواضع المساحة، لأن الموظفين في
مكاتبهم داخل المنازل، وما على المكتب سوى التنسيق والربط.
إذن الأمور في الطريق إلى النور، إلى إعتماد الأسلوب الحضاري الأشمل
لإستكمال صورة التفوّق في الأعمال، والتجربة الغربية مهمة جداً في هذا
المجال وتتيح لنا إمكانات التعلم بأقل التكاليف، وأقصر وقت، وبقدرة على
الاحتفاظ بكل المعلومات التي تقدّمها المدرسة للعودة إليها عند اللزوم.
مشكلتنا دائماً أكاديمية.
ومن حصادها أن كثيرين يعملون في ميادين ليست من إختصاصهم. هكذا بفعل
الصدفة، والقدرة على التكيّف والتعلّم من يوميات الاحتكاك بالمهنة، لكن من
يدرس الاختصاص، يكن أمتن شخصية، وأكثر ثقة في التعاطي مع المهنة التي يقوم
بأعمالها.
المدرسة العربية للسينما والتلفزيون في القاهرة بصدد المباشرة في
العمل الميداني بعد عامين من مرسوم أنطلاقتها ودعمها في حضانة رسمية واعية
لما ستعود به على البلد وأهل المهنة، من فوائد رائعة سنكتسبها ونذكّر بها
حين المباشرة بالمشروع في المدى المنظور. وهو يعني أن مصر التي تولد من
جديد مع ثورتها الثانية تفتح أبواب المستقبل على لافتات عملاقة تقول:
بالمعرفة نطمئن على مستقبل أجيالنا في أوطان قوية...
نقد
«The love ranger»:
حنين إلى «الوسترن» ينصف الهنود
جوني ديب: قد يكون آخر أفلامي لأنني أفكّر جدّياً في الإعتزال!!
إنه أسبوع ما قبل عيد الفطر السعيد. وهذا يعني أن العروض يفترض أن
تكون متوسطة للإفساح في المجال أمام أفلام أضخم تظهر مع حلول المناسبة
السعيدة، لكن الواقع يقول: إن عندنا برمجة متميّزة واكبناها طوال الصيف
وحطت بنا عند شريط جوني ديب الأخير: (The lone ranger)
للمخرج غور فيربانسكي في إنتاج له مع الشهير في هذا العالم جيري بوكهايمر
حيث دفعا 250 مليون دولار للتصوير، وجنيا منه في 16 يوماً (بين 3 و9 تموز/
يوليو) فقط 81 مليوناً، لشريط مدته 149 دقيقة، صور في منطقة
(Reed)
بـ كولورادو.
العمل الذي يحمل إسم ديزني كتب له السيناريو والقصة السينمائية: جاستن
هايث، تيد إليوت، وتيري روسيو، ونظراً لكثرة المؤثرات الخاصة والمشهدية فقد
تمت الإستعانة بفريقين كبيرين من الخبراء يقودهما كل من: جون قرازييه، وتيم
الكسندر، إضافة إلى خدمات 9 مساعدي مخرج.
الشريط يعيدنا إلى الغرب الأميركي... إلى الـ «وسترن» الذي لطالما
أحببناه مع سيرجيو ليوني وكلينت إيستوود والذي نستغرب لماذا غاب «الوسترن»
عن جديده طوال سنوات إشتغاله بالإخراج والإبداع في هذا المجال، حيث لا أحد
من الحاضرين يقدر على التعامل مع هكذا موضوع مثله لمليون سبب، أولاً لأنه
كان بطلاً لا منافس له، وثانياً لأنه عرف ليوني جيداً فأدرك أسرار بساطة
عمله وعبقريته.
ديب يلعب هنا شخصية الهندي «تونتو» الذي نجده عجوزاً عام 1933
وموجوداً داخل معرض في سان فرنسيسكو مع كل ما يمت إلى الغرب بصلة من الدب
الرمادي، والجاموس الأسود، وعندما يدهش طفل لشكله يتحرك أمامه ويبادله
الحديث بشكل كاد يوقف قلب الطفل غير المصدق لما يرى، ثم يكون حوار بين
الطرفين عن ماضي الهنود وعلاقتهم بالبيض، ومن خلال تونتو، وجون ريد الملقب
بـ لون رانجر (آرمي هامر)، نتعرّف على ما واجهه الطرفان من اسقاطات كبيرة
لا دخل لهما بها. فهناك خارجون على القانون يرتكبون المساوئ والجرائم وكل
ما يمت إلى اللامسؤولية بصلة، واستطاع لون أن يقبض على زعيم الشرور في كل
الحوادث باتش كافانديش (ويليام فيشتنر) بعدما ارتكب جرائم لا تصدق منها
القيام بسلخ قلب من صدر رجل أمام رجاله، واستطاع قيادته مخفوراً وسلّمه إلى
السلطات القضائية لمحاكمته، ولم يعمد أبداً إلى قتله.
سبق للقصة أن صوّرت عدة مرات قبلاً:
-
عام 1949، بإدارة المخرج جورج دي. فريندلي. مع جاي سيلفر هيلز، وكلايتون
مور.
-
عام 1956 قام البطل كلايتون مور بلعب القصة مع المخرج ستيوارت هايسلر، وفي
فيلم مدته 86 دقيقة.
-
عام 2003، أخرج النسخة جاك بندر في ساعتين، ومعه شاد مايكل موراي وناتانبال
أركاند.
ديب بالمناسبة قال في حديث مع تلفزيون الـ بي بي سي، إن شريط «ذا لون
رانجر» قد يكون آخر فيلم في مسيرته الفنية، حيث تدور فكرة الاعتزال في ذهنه
جدّياً وهو ما يزال في الخمسين من عمره راغباً في حياة هادئة بعيداً عن
الأضواء, معترفاً بأن الفيلم الأخير لم تكن إيراداته كما توقع لكنه يراهن
بقوة على شريط قراصنة الكاريبي 5، وأليس في بلاد العجائب 2.
مهرجان لوكارنو 66..
بعد غد تنطلق فعاليات الدورة 66 من مهرجان لوكارنو السينمائي الدولي
وتستمر 10 أيام (حتى الجاري) تحت عنوان: «سينما النجوم»، ويرأس لجنة
التحكيم الفليبيني لاف رياز مع خمسة أعضاء وسط حضور لافت للسينما الفرنسية
من خلال المخرجين: ايمانويل موريه (حياة أخرى)، كلير سيمون (محطة الشمال)،
غيوم براك (رعد)، يرفان جانيكيان، وأنجلينا ريتشي لوتشي (بلد همجي). ويعرض
على شاشات عملاقة في الهواء الطلق شريط: مسدسان، مع دانزل واشنطن، ومارك
والبرغ الذي تستقبله بيروت آخر الشهر الجاري.
خارج المسابقة، وضمن بانوراما من العالم تعرض أفلام خمسة مخرجين
سوريين:
-
رندا مداح (أفق خفيف).
-
هشام الذوقي (حكايات غير مروية).
-
ريم علي (زيد).
-
نضال الدبس (حجر أسود).
-
حكايات حقيقية عن الحب والحياة والموت... وأحياناً الثورة
(نضال حسن).
الدورة 66 تكرّم الألماني وارنر هيرتزوغ، جورج كيكور، كريستوفر لي
(دراكولا)، الممثلة آنا كارينا. وفاي داناواي.
خيار
الأفضل في برمجة الأعمال المصرية....
من بين عشرين مسلسلاً تعرضها الشاشات المصرية نضع في المقدمة: «نكذب
لو قلنا ما بنحبش» وإن كانت أعمال: فرعون، فرح ليلى، العقرب، خلف الله
جعلتنا نتابع بعض حلقاتها.
أما عن الممثلين الذين فرضوا وجودهم في الأعمال المصرية فقط: خالد
صالح، باسم السمرة، وعمرو يوسف، والثلاثة الأخيرين بدرجة أقل من الأول.
وعن الممثلات نتوقف بتقدير عند نيللي كريم في «ذات» ثم كندة علوش، منة
شلبي، حورية فرغلي، ودرّة التونسية، وخصوصية لـ شيري عادل.
وعن كتّاب السيناريو استوقفنا كثيراً ما صاغه مدحت العدل في
«الداعية»، ومريم ناعوت في «ذات»، ووحيد حامد في «بدون ذكر أسماء».
وفي مجال الإخراج كان ما أنجزه خالد الحجر في فرح ليلى، مع ليلى علوي
مميّزاً، ويليه محمد النقلي في: الشك، وخالد مرعي في «نيران صديقة». ولم
يوفّق خيري بشارة في النسخة التلفزيونية من: الزوجة الثانية.
ونختار: هو وهي والجريئة، لـ إيناس الدغيدي في مقدمة البرامج الحوارية
على الشاشة الرمضانية، يليه: أنا والعسل، للزميل نيشان ديرهاروتيونيان،
لقدرته على الصمود في فكرته لأكثر من عام.
أما افضل مذيع فتتأرجح اللعبة بين إثنين: تامر أمين في (أزمة قلبية)
ونيشان (أنا والعسل)، ولم نكن مرتاحين لحضور هالة سرحان (هالة شو).
هذه آراء تلفزيونية متفرّقة مع العد العكسي لنهاية الشهر الكريم
وبالتالي نهاية الأعمال المكثفة على شاشاتنا.
اللواء اللبنانية في
05/08/2013 |