|
يقوم فيلم
State of Play على مجموعة من العناصر الضامنة لعمل تشويقي إطاره الاثارة وتقصي
الحقائق. فمن نجومه المنتمين الى الصف الاول (راسل كرو وبن أفليك وهيلين
ميرين وروبن رايت بن) الى مخرجه الموهوب كيفن ماكدونالد (في تجربته
الروائية الثانية بعد
The Last King of Scotland
عام 2007) مروراً بثلاثة كتّاب من ذوي السمعة الطيبة (توني غيلروي كاتب
Michael Clayton
وDuplicity ومخرج الاخير ايضاً؛ ماثيو مايكا كارناهان كاتب
The Kingdom
وبيلي راي كاتب فيلم سكورسيزي الاخير
Shattered Glass).
وفوق كل ذلك، الفيلم مستوحى من سلسلة تلفزيونية بالعنوان نفسه أنتجتها محطة
"بي.بي.سي." وبثتها في العام 2003. وهناك بالطبع الموضوع الذي يجمع تحت
مظلته عناوين كبيرة وشائكة منها السياسة والجريمة والصحافة وعلاقاتها
المتداخلة.
ولكن في الوقت عينه وعلى نحو ما، تلعب تلك العناصر نفسها ضد الفيلم في بعض
الأحيان. فالمخرج ماكدونالد الوافد من عالم الفيلم الوثائقي، أثبت في
تجربته الروائية الاولى مهارة واضحة في التعامل مع الشخصيات والاشتغال على
تلاوينها لتطلع حية انسانية. على عكس عمله الأول، ينتصب
State of
Play مثالاً على فيلم النوع الذي تضيق المساحة فيه لتطور الشخصيات
ولقدرتها على أن تكون محرك النص السينمائي. في حين ان كتاب الفيلم المكرسين
بدورهم يحملون عناصر متضاربة الى السيناريو لاسيما ان اشتغالعم عليه لم يكن
جماعياً بل فردي حيث تعاقب الواحد بعد الآخر على اعادة كتابة نص من سبقه
وادخال بعض التعديلات والاضافات عليه. ويبقى النص الاصلي للسلسلة
التلفزيونية الذي سطره بول أبوت المهمة الصعبة التي تشترط تقليص نص مليء
بالاحداث والتفاصيل والألغاز المتداخلة من ست ساعات (هي الوقت الاصلي
للسلسلة الى ساعتين هي مدة الفيلم) وما يترتب على ذلك من تحميل النص
السينمائي القصير نسبياً ما يفوق طاقته من الاحداث والوقائع. ومما لا شك
فيه ان الخاسر الاكبر في هذا الاقتباس هو الموضوع الذي ينتهي الى تبسيط أو
إهمال. لعل المثال السينمائي الأبرز الذي يمكن استعادته في معرض الحديث على
State of Play
موضوعاً وأسلوباً هو شريط آلان باكولا
All The Presidents Men (1976) الذي قام على توليفة مشابهة لصحافيين يكشفان فضيحة سياسية كبرى (ووترغايت
في هذه الحالة). بل ان المخرج ماكدونالد صرح في احد حواراته ان فيلم باكولا
يشكل التأثير الأكبر عليه مستدركاً أن فيلمه سيميل أكثر نحو الترفيه وهو ما
يقوم به بالفعل خلا ان المسار الذي يتبعه لا يخلو من تضليل. ذلك ان الحكاية
الدسمة التي تطاول اتفاقية بمليارات الدولارات بين الحكومة الاميركية من
جهة وشركة أمنية خاصة (بوينتكورب) من جهة ثانية مهمتها الظاهرية حماية
الدبلوماسيين الاميركيين في البقاع المشتعلة بالحروب (العراق وأفغانستان)
كما تقارب موضوع الاعلام من أكثر من زاوية (تضارب المصالح المهنية والشخصية
للصحافيين، النزعة الى اخفاء الحقائق، التركيز على الفضائح، مصير الصحافة
المكتوبة في عصر الصحافة الالكترونية...)، لا يلبث أن ينتهي الى استعراض في
كيفية تحويل مسار الأحداث وزرع المفاجآت. كأن الهدف من تلك الحبكات
المتتالية ليس سوى التمرن على تضليل المشاهد والتفوق على قدراته التحليلية
من دون الالتفات الى منطق التحولات وصدقيتها. كذلك تشي النهاية بشيء من
التملص من الغوص أعمق على موضوعين شائكين: شركات الأمن الخاصة وأدائها
والصحافة وضغوطها.
على الرغم من ذلك، يخرج المشاهد من فيلم
State of Play
بنظرة ايجابية عن اروقة الصحافة لا تخلو من النوستالجيا والبطولية. فها هنا
بطل للحكاية متمرس في صحافة التفصي والتحقيق. انه "كال" (راسل كرو) صاحب
الكاريزما الخاصة الذي يستطيع اقناع المحققين بتسريب المعلومات له مقابل
عدم ذكر اسمائهم وبموجب كلمة شرف لا أكثر. انه بهذا المعنى الصحافي الآتي
من المدرسة الكلاسيكية الذي يحمل على عاتقه وزر اكتشاف "الحقيقة" وتقديمها
الى الرأي العام، موظفاً في سبيل ذلك اساليبه كافة من القدرة على الاقناع
وحتى التهديد ومحافظاً في الوقت عينه على الإطار الأخلاقي للانسان والمهنة.
تقابل "كال" في الجهة الاخرى رئيسة التحرير "كاميرون" (هيلين ميرين) التي
تثق بقدراته ولكنها تعاني في الوقت عينه من ضغوط المستثمرين الجدد للصحيفة
الباحثين عن سبل لحصر النفقات ورفع نسبة المبيعات من خلال تقديم "الخدمات"
لجمهور يقتات على الشائعات والفضائح. وهنالك نموذج الصحافية الناشئة "ديلا"
(رايتشل ماكأدامز)المتفرغة للصحافة الالكترونية. بشيء من التسطيح، يبرم
الفيلم حكمه على "ديلا" حين تنعتها مديرتها بـ"الرخيصة التي تنتج قصة في
ساعة واحدة" ومنها للحكم على الصحافة الالكترونية بوصفها عملاً من الدرجة
الثانية. وتؤكد "ديلا" على ذلك التوصيف قبيل النهاية حين تعترف لكال بأن
تحقيقهما الكبير لا يناسب الانترنت وانما يليق بالصحيفة الورقية. وبيم هذا
وذاك، يطلق "كال" بعض الاقوال الذي يشير الى موقع الصحافة المكتوبة اليوم
من نوع "ما من أحد يقرأ الصحف". يتوقف النقاش عند هذا الحد لتطفو على السطح
صورة الصحافي الذي يغامر بحياته من أجل الكشف عن الحقيقة وايصالها الى
الناس بينما ينتهي الفيلم بمشهد داخل المطبعة يوثق عملية طباعة الصحيفة بما
لا يخلو من استشفاف لمصيرها وبما قد يتحول في المستقبل القريب الى صورة
تاريخية تشبه مشاهد القطارات البخارية في الافلام القديمة.
على خط آخر، يشكل التحقيق الذي يعمل "كال" عليه بمساعدة "ديلا" لب الحكاية.
تبدأ الأحداث بوقوع جريمتي قتل وحادثة موت غامضة على منصة القطار النفقي،
تذهب ضحيتها "صونيا" مساعدة النائب اللامع "ستيفن كولينز" (بن أفليك) على
خلفية قيادة الأخير لجلسات تحقيق تسائل الدور الحقيقي لشركة الأمن الخاصة
"بوينتكورب" في العراق وأفغانستان وطبيعة علاقتها بالحكومة الأميركية التي
تدفع مليارات الدولارات مقابل خدماتها. تكشف الميتة الغامضة لصونيا وتأثر
النائب بالخبر حد البكاء في جلسة التحقيق عن وجود علاقة غرامية بينهما.
هكذا تتم محاصرة "ستيفن" اعلامياً بالفضيحة وإقصاؤه عن لجنة التحقيق. ولأن
"كال" و"ستيفن" كانا صديقين وشريكي سكن اثناء الجامعة، تطالب الصحيفة "كال"
بالتقصي حول الموضوع باستخدام علاقته بالنائب. ولكن الأخير لن يترك "كال"
طويلاً ليتخبط بين مهنته وحياته الشخصية اذ يلجأ اليه هرباً من المصورين
الذين يطوقون منزله حيث زوجته "آني" (روبن رايت بن) ترفض التحدث اليه. نفهم
من اللقاء ان الصديقين لم يعودا مقربين ونكتشف أن "آني" هي السبب اذ انها
أقامت علاقة مع "كال" حبيبها أيام الجامعة. غير ان الظرف الصعب يحتم على
"كال" و"ستيفن" وضع الخلافات الشخصية جانباً ومعالجة الأزمة التي يمر
النائب فيها. هكذا يبدأ "كال" تحقيقاته في الموضوع مستعيناً بستيفن وقد
التقط طرف الخيط في شكل فرضية: ثمة علاقة بين بوينتكورب ومقتل "صونيا"
الهدف منها اقصاء "ستيفن" عن التحقيق الذي قد يؤدي الى خسارة الشركة عقدها
مع الحكومة الأميركية. من هناك، تنطلق الحكاية في الاتجاه التشويقي الذي
يقوم على عشرات الأسماء المجهولة وأرقام الهواتف وأرشيف كاميرات المراقبة
والصور الفوتوغرافية وغيرها من الأدلة الممكنة التي يتوجب على "كال"
وزميلته اكتشاف الروابط الخفية بينها وفي فترة زمنية قصيرة. مع تقدم البحث
والتقصي، يتوالى ظهور الحقائق التي تدفع في اتجاه تثبيت فرضية "كال" لاسيما
بعد اكتشافه ان "صونيا" كانت تعمل لحساب "بوينتكورب" وانها زُرعت في فريق
"ستيفن" بمساعدة نائب آخر لنقل أخباره اليهم. وتكمل فرضية "كال" لتقول ان
بوينتكورب آثرت التخلص من "صونيا" اما لأنها لم تستكمل مهمتها او لأنها
أنهتها.
إلى هنا، يستطيع الفيلم ان يحافظ على حيويته وإثارته من دون إغفال بعض
الأحداث غير المنطقي (كيف استطاعت الفتاة العثور على كال وتسليمه الصور
الفوتوغرافية التي قادته الى الاكتشاف؟) وحشد كمية كبرى من الالغاز التي
يبدو حلها في غضون أيام مسألة مستحيلة. ولكن على الرغم من ذلك، لا ينحدر
الفيلم عن المستوى الجيد لثريللر هوليوودي سياسي متقن. غير ان التحول
الأخير في مسار الأحداث (من دون أن نكشف عنه) ينسف كل منطق ويسطّح أكثر
فأكثر الجانب السياسي للفيلم المتعلق تحديداً بشركة "بوينتكورب" وتورط
النائب بحماية مصالحها وكذلك الدولة. بل انه يبرىء الشركة الى حد بعيد فيما
يحول الأنظار الى "ستيفن" الذي يحتل الصفحة الاولى بخبر تورطه بمقتل
"صونيا".
هل هي لعبة صناع الفيلم الذكية ان ينتهي لغز الجريمة الى عنوان فضائحي
كالذي كان يقاومه "كال" طوال الوقت؟ هل هي نظرة الفيلم المتشائمة الى
الصحافة المعاصرة التي تحولت قطاع خدمات للقارىء تطمس الحقائق السياسية
لحساب الفضائحية والابتذال؟
لا أود تحميل الفيلم فوق طاقته لاسيما ان السياق الذي رسمه لأحداثه لا يتيح
لذلك الجانب النقدي هامشاً يُذكر. كما ان الخاتمة النوستالجية لا تنم عن
موقف نقدي من الصحافة بل تكمل في احتفالها ببطولة وان على يد آخر الصحافيين
الأصيلين.
هل حل لغز الجريمة على ذلك المنوال اذاً هروب من مناقشة قضايا سياسية في
العمق والاكتفاء بالمرور عليها؟ ربما هو كذلك بما يساوي بين الفيلم
والصحيفة. كلاهما توصل الى تقديم حقيقة ما في قالب يضمن تسويقها لأوسع
جمهور.
بلاكووتر
"بوينتكورب" عنوان مفبرك في فيلم
Play of
State لشركة أمن خاصة تعقد صفقات مع الحكومة الأميركية لتأمين الحماية
لجنودها ودبلوماسييها في البلدان التي تشن فيها الولايات المتحدة الأميركية
حروبها. وقد وصفتها احدى شخصيات الفيلم بـ "خصخصة الأمن". ولكن الحقائق
التي يمررها الفيلم عن الشركة تتطابق مع "البروفيل" المهني لشركة "بلاكووتر
سيكيوريتي كونسلتينغ"
Blackwater Security Consulting.
والأخيرة تأسست في العام 2001 وبحسب موقعها الالكتروني تنحصر مهمتها في
"توفير مروحة واسعة من الخدمات العالمية المتخصصة مثل ادارة المخاطر وجمع
المعلومات والحلول الأمنية التي تترتب عليها مخاطر عالية". للشركة حضور قوي
وفعال في العراق اذ وقعت صفقتها الأولى مع الحكومة الاميركية في آب 2003
وتقاضت بموجبها 21 مليون دولار مقابل حماية بول بريمر المسؤول عن الجيش
الاميركي في العراق. وفي العام التالي وقعت عقداً لسنتين بـ488 مليون دولار
مقابل مهمة الحماية في العراق وأفغانستان والبوسنة واسرائيل.
تسلطت الأضواء على نشاطات "بلاكووتر" في العام 2004 بعيد حادثة الفلوجة في
31 آذار/مارس حين هاجم مقاتلون عراقيون موكباً أميركياً وقتلوا أربعة من
عملاء "بلاكووتر" وعلقوا جثثهم على جسر يعبر الفرات. كانت تلك الحادثة أحد
العوامل التي حدت بالقوات الاميركية لشن هجومها الاول على الفلوجة. ومن ثم
توالت الأحداث المشابهة التي فتحت الأعين على طبيعة نشاط الشركة العسكري
السري التي تتخطى في بعض الأحيان صلاحيات الجيش نفسه ومن التسميات التي
أطلقت عليهم في الاعلام الاميركي "المرتزقة". في مقابل ذلك، تم توثيق أحداث
لا تحصى حيث أقدم أفراد من "بلاكووتر" الى فتح النار على مواطنين أبرياء في
العراق لعل أشهرها حادثة 16 ايلول 2007 حين فتح "حراس" بلاكووتر النار على
المدنيين في ساحة نيسور وقتلوا 17 مدنياً. أدى ذلك الى مثول المدير الاعلى
للشركة امام لجنة نيابية في الكونغرس. كما أثارت الشركة جدلاً واسعاً حول
حيازتها الاسلحة والذخيرة والطائرات. وفي العام 2007، نشرت صحيفة نيويورك
تايمز تقريراً كشف أن الحكومة الأميركية تنفق 1،222 دولار يومياً على كل
فرد من شركة بلاكووتر في العراق. للشركة أيضاً نشاط داخل الولايات المتحدة
الاميركية كالذي اضطلعت به بعيد إعصار كاترينا.
في كانو الثاني الماضي، رفضت السلطات العراقية تجديد عقد بلاكووتر مما أنهى
نشاطها في العراق مع الاشارة الى ان معظم العاملين فيها التحقوا بشركات
أخرى مشابهة ومنها تريبل كانوبي المولجة عمليان الامن والحماية في العراق
اليوم.
كيفن ماكدونالد
خاض المخرج كيفن ماكدونالد تجربته الروائية الاولى بعد فيلمين وثائقيين
ليسا بعيدين تماماً من التوظيف السردي والخيالي للوقائع والحقائق. فمن
يتذكر فيلمه الأخير "ملامسة الفراغ"
Touching the Void
(أنجزه بعد "يوم في أيلول"
One Day In September
الذي تناول الأحداث الدامية التي وقعت خلال دورة الألعاب الاولمبية في
ميونيخ العام 1972 عندما أقدمت فرقة من الفدائيين الفلسطينيين على اختطاف
وقتل نحو أحد عشر رياضياً اسرائيلياً فيما هي الحكاية نفسها التي شكلت أساس
فيلم ستيفن سبيلبيرغ
Munich)،
يدرك تماماً ان التجربة الروائية كانت على بعد خطوة منه. ذلك ان المشاهد
يحار ما اذا كان الفيلم يعتمد التوظيف الدرامي لعناصر من الحكاية الواقعية
لمتسلقي جبال ام أنه يوظف الجانب التوثيقي ليقول حكاية مستوحاة من
تجربتهما. الواقع ان الفيلم المذكور الذي يعيد تصوير رحلة الثنائي جو
سيمبسن وسايمن ياتس الى إحدى قمم سيولا غراندي التي لم تطأها قدم من قبل،
يفرد نصف مساحته لحوار مع الرجلين اللذين نجيا بأعجوبة (او كما يقولان
بالحظ وقدرة الاحتمال) من موت محتوم، بينما يخصص النصف الآخر للرحلة التي
أعيد تمثيل وقائعها.
لفيلمه الروائي الاول رسمياً
The Last King of Scotland (2007)،
قام المخرج بخلطة مشابهة ليس على الشاشة وانما على الورق. فهو بدايةً اختار
عملاً أدبياً يقوم على مزج شبيه بين التوثيقي والدرامي. انها رواية "آخر
ملوك اسكتلندا" لجيل فودن التي تتناول فترة حكم الزعيم الديكتاتوري
الافريقي عيدي أمين خلال تبوؤه سدة الرئاسة في أوغندا بين 1971 و1979. ولكن
الكاتب يذهب الى روايته من باب آخر. فلا يروي الوقائع كراوٍ متخفٍ أو مجهول
بل يأتي بشخصية متخيلة تمت الى واقع أمين بخيط رفيع. ذلك ان الرجل استعان
بطبيب اسكتلندي ليكون طبيبه الخاص ولكن الطبيب الذي يظهر في الرواية وفي
الفيلم والذي من خلال عينيه نرى الأحداث ليس مبنياً على شخصية الطبيب
الواقعية. على الشاشة، لا يفصل ماكدونالد بين الرواية والتوثيق الا اذا كان
استخدام بعض الصور الفوتوغرافية للمجازر التي ارتكبت في حق الشعب الاوغندي
خلال حكم أمين هي في حد ذاتها توظيف للوثائق. خلا ذلك، يذهب المخرج الى
بناء عالم فيلمه من الصفر او لنقل من رواية فودن، آخذاً على عاتقه منح تلك
الأحداث بعداً بصرياً هو إنجازه وحده ولعله يبقى الأكثر حضوراً في الذهن
انما بالطبع بعد أداء الممثل "الوحش" فوريست ويتايكر.
المستقبل اللبنانية في
05/06/2009 |
