افتتح الفيلم التونسي 'ثلاثون' للمخرج فاضل
الجزيري مساء الأربعاء الماضي فعاليات الدورة التاسعة لمهرجان روتردام
للفيلم
العربي بهولندا التي تستمر حتى يوم الأحد القادم بمشاركة أكثر من 50 فيلما.
وقال خالد شوكات رئيس مؤسسة فيلم من الجوار المنظمة للمهرجان في حفل
الافتتاح
إنه 'رغم أن العالم كله يعيش عام الأزمة الاقتصادية التي تسببت
في تقلص الفن وتضحية
كثيرين به، لكننا قررنا أن نبقى لأننا من متصوفي السينما'، قبل أن يهتف 'فلتحيا
السينما وليحيا صناعها وعشاقها'.
وقال المغربي الأصل أحمد أبو طالب عمدة مدينة
روتردام إن موقع المدينة، ثاني أكبر مدن هولندا وأكبر ميناء في أوروبا،
الجغرافي
يجعلها ملتقى الكثير من الثقافات والحضارات التي تمر مساراتها ومصالحها من
المدينة،
مضيفا أن هذا يتبعه ضرورة الاهتمام بالفنون عموما والسينما
بشكل خاص.
وقدمت
فرقة 'الدبكة' الفلسطينية في هولندا عرضا قصيرا في حفل الافتتاح على أنغام
موسيقى
تراثية عربية لكن الفرقة التي ضمت 5 أشخاص بينهم هولنديان لم
تحظ بإعجاب الجمهور
لعدم تمكن معظم أعضائها من تقديم الرقصة الشهيرة.
وقال الناقد السوري المقيم في
باريس ماهر عنجاري لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن فرقة الدبكة أساءت
إلى
الرقصة الشهيرة ولم تقدم شيئا يجعله يقبل على مشاهدتها خاصة
وأن 'بين أعضائها
هولنديون لا يمكنهم التعبير عن روح الرقصة الشامية الشهيرة'.
كما ضم الحفل 'عرض
ستاند أب' كوميدي للممثل الجزائري الأصل حكيم طرايدية قوبل بامتعاض شديد من
معظم
الحاضرين الذين وجدوا فيه محاولة للسخرية من العرب وتكريس
الاتهامات التي توجه لهم
بـ'التخلف والإرهاب وإساءة معاملة النساء'، فبدلا من إظهار نقاط القوة في
الشخصية
العربية أو الدفاع عنها ضد الاتهامات الغربية، انساق وراء تلك الاتهامات
بلا مبرر
حسب قول الناقد المصري صلاح هاشم.
وشهدت صالة 'سينيراما' التي استضافت افتتاح
المهرجان زحاما شديدا من جانب سينمائيين ونقاد ومغتربين عرب لحضور حفل
الافتتاح
الذي عرض فيه فيلم روائي قصير بعنوان 'مساء الجمعة' يتناول تفاصيل ليلة في
حياة 4
من المراهقين بحضور بطليه اللذين كتبا قصته أيضا في أول عمل
فني لهما وحظي الفيلم
بإعجاب الحضور.
وقال المخرج التونسي فاضل الجزيري قبل عرض فيلمه 'ثلاثون' في
حفل الافتتاح إنها المرة الأولى التي يعرض فيها الفيلم خارج
تونس وإنها فرصة مهمة
يمكنها أن تكون مناسبة لشكر كل من شارك في صناعته على مدار عامين من العمل
الدؤوب 'وهم كثيرون لا تكفي نصف ساعة لذكر أسمائهم
فقط'.
واحتفى معظم الحاضرين بالفيلم
الذي يلقي الضوء على حياة المصلح التونسي المعروف الطاهر الحداد الذي سعى
في سنوات
عمره القليلة قبل عشرينيات القرن الماضي إلى تحرير المرأة التونسية ولقي
الكثير من
التعنت من قبل المحافظين والمتشددين دينيا.
واستعرض الفيلم شخصيات أخرى مؤثرة
في المجتمع التونسي بينها محمد علي صاحب الدعوة لإنشاء نقابة للعمال
التونسيين
والشاعر التونسي الشهير أبو القاسم الشابي اللذان كونا مع الطاهر حداد حركة
تغيير
في المجتمع التونسي ورحل ثلاثتهم في الثلاثين من عمرهم.
وحضر حفل الافتتاح عدد
كبير من السينمائيين العــــرب والهولنــديين بينهم الناقدان انتشال
التميمـــي
وعدنان حسين أحمد والمنتجة التونسية درة بوشـــوشة مديرة
مهرجان قرطاج والمخــرجون
مجدي أحمد علي وأحمد رشوان من مصر وحاتم علي وباسل الخطيب وهيثم حقي من
سورية
والممثل المصري خالد أبو النجا عضو لجنة التحكيم.
القدس العربي في
12/06/2009 |