قدم العديد من الأعمال الفنية السعودية، منها التاريخي والدرامي، وحقق
نجاحا ملحوظا، وأنتج العديد من الأعمال التاريخية، إلا أنه ما زال يبحث عن
عمل يقدمه بشكل جيد في الدراما والسينما المصرية، إنه الفنان السعودي عبد
المحسن النمر، الذي تحدث لـ«الشرق الأوسط» في القاهرة، عن وجهة نظره في
النجوم المصريين، وعن أزمة مسلسله الأخير «فنجان الدم»، وآخر أعماله التي
ينتجها له التلفزيون السعودي.
·
لماذا لم تتجه للدراما المصرية
حتى الآن، على الرغم من نجاح العديد من النجوم العرب مؤخرا في مصر؟
ـ اللهجة المصرية لها طعم ومذاق من نوع خاص، وتعتبر بالنسبة لي مغامرة، ومن
الصعب علي بعد أن حققت نجاحات مؤثرة في الدراما السعودية والخليجية، أن
أخوض تجربة غير محسوبة، وبالفعل عرض علي عدد من الأعمال المصرية ورفضتها،
لأنها لم تقدمني بالشكل المطلوب، فأنا أرغب في الدخول للدراما المصرية بعمل
مؤثر يترك بصمة لدى المشاهد المصري الذكي، الذي يستطيع تقييم الفنان، لذلك
لا أتعجل، وأنتظر هذا العمل لأن الدراما المصرية بوابة مهمة للفنان للدخول
إلى قلوب جماهير الوطن العربي.
·
كيف تنتظر عملا يقدمك للدراما
المصرية بشكل جيد وأنت لا تجيد اللهجة المصرية؟
ـ أولا: لدي القدرة على إتقان اللهجة المصرية، فهي ليست صعبة على الإطلاق،
والأمر متوقف على المصداقية وقدرتي على توصيل ذلك للمشاهد المصري، وثانيا:
إن تقديمي عملا دراميا مصريا لا يعني بالضرورة أن أقدم دور شاب مصري، بل
يمكن أن أقدم شخصيتي كشاب خليجي.
·
ما رأيك في أداء الكثير من
النجوم العرب الذين قدموا أعمالا درامية في مصر مؤخرا؟
ـ البعض نجح واستطاع حجز مكان في الخريطة المصرية، ومن أبرزهم صديقي جمال
سليمان، الذي حقق نجاحا كبيرا منذ أول أعماله في مصر، ولكن لي عتاب عليه
ألا يقوم بتكرار نفسه في أعمال تحمل المضمون نفسه.
·
ما الفرق بين الدراما المصرية
والسعودية؟
ـ توجد فروق كثيرة، فالعمل الفني في مصر يصل إلى حد التكامل من حيث التقنية
العالية من ديكور ومونتاج وتصوير وخلافه، مع كثرة المنتجين للأعمال
الدرامية، وتوافر أماكن التصوير، أما في السعودية فالأعمال محدودة، ولكن
أعتقد أنها في الطريق الآن للتوسع الفني.
·
وما أسباب ندرة الإنتاج السعودي؟
ـ لأن المنتجين يخشون من الخسارة ويخافون من الفشل، فالأعمال التاريخية
حتى الآن لم تلق إقبالا من المنتجين، والسبب في ذلك هو أن الدراما
التاريخية تحتاج إلى عدد كبير من «الكومبارس (المجاميع)»، وهؤلاء يتقاضون
أجورا عالية في السعودية، نظرا لارتفاع مستوى المعيشة، ولأني أعشق تمثيل
هذه الأعمال، اضطررت لإنتاج مسلسل تاريخي، وحصلت على جائزة عنه من الكويت.
·
وماذا عن مسلسلك الأخير «فناجين
الدم» الذي تعرض للكثير من المشكلات؟
ـ بالفعل المسلسل توقف عرضه، فهو مسلسل بدوي يتحدث عن القبائل العربية،
ولكنه وقع فريسة لترويج الشائعات حوله، حيث زعمت الشائعات أن المسلسل يحوي
إساءة للقبائل العربية، وثبت عدم صحتها.
·
ومن وراء تلك الشائعات؟
ـ لا أعرف بالضبط، إلا إنه من الواضح أنهم بعض المنتجين المنافسين، الذين
يهمهم عدم عرض العمل، ولكن ما لم يعرفه أصحاب هذه المصالح أن تأجيل العمل
جاء في صالح المسلسل، خاصة أن مونتاج المسلسل كان في عجالة، ولم يكن جيدا،
وبعد التأجيل تم عمل العديد من التعديلات اللازمة، وأخذ العمل حقه وسيعرض
على الشاشات في رمضان المقبل.
·
وماذا عن المسلسل الذي تقوم
بالتحضير له حاليا؟
ـ هو مسلسل يدور حول حياة المراسلين الصحافيين في الحروب، فبعد أن كان لقب
صحافي يعطي لصاحبه حصانة تحميه، أصبح الآن من المقلق أن يعترف أنه صحافي
لأنه يصير مستهدفا وخاصة في الحروب، ولم نستقر على الاسم حتى الآن.
·
وماذا عن دورك في هذا المسلسل؟
ـ أجسد دور صاحب ومدير وكالة أنباء، تضم مجموعة من المراسلين من بعض
البلدان العربية، كتونس وسورية وأيضا فلسطين والعراق، وهما الدولتان اللتان
تدور حولهما أغلب الأحداث، وبالأخص العراق. وأنا كصاحب ومدير هذه الوكالة
أتعرض للكثير من الصعاب والمشكلات، منها الحروب وتعرض حياة المراسلين للخطر
وخطف بعضهم وتتوالى الأحداث.
·
ولماذا يتم التركيز على العراق
بالتحديد؟
ـ لأنه شهد الكثير من الخطر وحوادث الخطف للصحافيين والمراسلين، بسبب
الوجود الأميركي، الذي يأخذ حيزا كبيرا داخل أحداث المسلسل.
·
ألم تتخوف من رد فعل الصحافة بعد
عرض هذا العمل؟
ـ لا، إطلاقا لأن المسلسل يناقش أزمة يتعرضون لها يوميا في ظل الأحداث
الراهنة، وخاصة أن الحروب في تزايد.
·
وماذا عن تجربتك في التلفزيون
السعودي؟
ـ أقوم حاليا بالتحضير لمسلسل «خيوط المجد» حيث قمت بتوقيع العقد مؤخرا مع
التلفزيون السعودي، وتدور فكرته حول حوار الأديان والتسامح الفكري والديني،
وهي فكرة مهمة دعا لها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد
العزيز، منذ سنوات طويلة.
·
ألم تتردد في قبول عمل يتحدث عن
الأديان، على الرغم من حساسية الموضوع؟
ـ نتناول موضوع الأديان في العمل بشكل غير مباشر، ولكن من خلال طبيعة
حياتنا السعودية، وتدور أحداث المسلسل عن رجل أعمال عصامي، بدأ حياته
بتجارة بسيطة حتى أصبح ثريا للغاية، ووصل إلى العالمية فأصبح من كبار رجال
الأعمال، وكان يعاونه مستشاره المسيحي.
·
ما رأيك في رفض العديد من نجوم
مصر المشاركة في الأعمال الخليجية؟
ـ سبب ذلك، نظرة بعض النجوم في مصر لوجودهم في العمل كبطل، وليس كجزء من
فريق العمل، وهذه نقطة نختلف فيها مع المصريين، وفي رأيي أنه لا بد أن
يتخلص هؤلاء النجوم من عقدة النجم الأوحد في العمل، لأن النجاح يبنى على كل
المشاركين، وعن نفسي أنا أرفض كلمة بطل لأن كل نجوم العمل أبطال.
·
لماذا تخص المصريين فقط بعقدة
النجم الأوحد؟
ـ هذه الظاهرة واضحة في أكثر الأعمال المصرية، فدائما يقال مسلسل فلان
وفيلم فلان على الرغم من نجاح العمل، فليس من العدل أن ينسب النجاح للبطل
فقط، وعلى الرغم من ذلك فإن هذا الأمر غير مقصور على الفنان المصري، بل
كثير من النجوم العرب.
·
ما سبب اتجاهك إلى الإنتاج؟
ـ تجربة الإنتاج هدفها الرئيسي إتاحة الفرصة أمام الموهوبين، وأيضا اكتشاف
مواهب جديدة، كما أن وجودي في عمل من إنتاجي ليس إلا للوقوف بجانب الشباب،
والمساهمة في تسويق عمل من بطولتهم، ولم أظهر في كل الأعمال التي قمت
بإنتاجها.
·
ما رأيك في السينما الخليجية
حاليا؟
ـ السينما السعودية ما زالت خجولة جدا، وتحتاج إلى جهد كبير، فلا بد أن
يسارع بها فنانوها ومبدعوها حتى تحتل مكانا وسط المبدعين، لأن السينما
السعودية تمتلك مقومات النجاح والتميز، وأحلم أن تنافس السينما السعودية
العالم كله.
·
وماذا عن أعمالك السينمائية
الأخيرة؟
ـ انتهيت مؤخرا من فيلم «الدائرة»، الذي يقدم مجموعة من الوجوه الشابة،
ويناقش الفيلم صراع الإنسان مع القدر، فعندما يشعر الإنسان أنه سيموت يغلق
الدائرة على نفسه، ويقوم بالتجهيز لوفاته في أي لحظة، وفي الوقت نفسه يسعى
لتأمين حياة أسرته، فيدخل في صراعات كثيرة، تنتهي بقتله، ومن المقرر أن
يعرض هذا الفيلم في مهرجان دبي السينمائي.
الشرق الأوسط في
12/06/2009 |