ولدت الممثلة الاسكتلندية ايلا فيشر في العاصمة العُمانية مسقط وعاشت فترة
صباها
في استراليا وبدأت تمثل في أفلام دعائية لمنتجات خاصة بالأطفال قبل أن
تشارك في
مسلسلات استرالية عائلية كوميدية وتنتقل منها الى دور درامي
عنيف في حلقات «في
البيت وخارجه» التي لاقت الرواج الدولي وغيّرت صورة الممثلة الشابة
العائلية
البريئة في نظر الجمهور، ثم فُتحت أمامها أبواب السينما الهوليوودية بواسطة
فيلم
«محطمو
الزيجات» حيث شاركت كلاً من النجمين فينس فون وأوين ويلسون البطولة مؤدية
شخصية فتاة ثرية مدللة، كما انها أدت للمرة الأولى لقطات جريئة أمام
الكاميرا.
وها هي فيتشر الآن تتولى دور البطولة المطلقة في الفيلم الأميركي الاجتماعي
الكوميدي «اعترافات مدمنة مشتريات» المقتبس عن رواية ناجحة
والذي يصور هوس المجتمع
المعاصر بالأشياء المادية التي قد لا يكون في حاجة اليها في الحقيقة.
مارست فيتشر التأليف الروائي بنجاح في مطلع القرن الحالي، لكنها سرعان ما
اعتزلت
هذا النشاط كي تتفرغ في شكل كلي للتمثيل الذي هو هاجسها الأول.
زارت ايلا فيشر باريس للترويج لفيلم «اعترافات مدمنة مشتريات»، فالتقتها
«الحياة»
وحاورتها.
·
ما حكايتك مع سلطنة عُمان
بالتحديد؟
-
الحكاية بسيطة ولا تتعدى كوني اسكتلندية مولودة هناك بسبب عمل والدي في
مسقط
في ذلك الوقت، مثلما عمل في مدينة بيرث في استراليا في ما بعد، الأمر الذي
جعلني
أنشأ هناك وأبقى في هذا البلد الى حين بلوغي الخامسة والعشرين،
فأنا بدأت بممارسة
التمثيل في استراليا وكنت لا أزال صبية، ولم أستقر في لندن إلا منذ فترة
وجيزة لا
تتعدى الخمس سنوات. وللعودة الى مسقط فقد غادرتها وأنا طفلة صغيرة جداً،
لذلك لا
أستطيع القول انني أعرف البلد جيداً.
·
حدثينا عن فيلمك الجديد
«اعترافات مدمنة مشتريات»؟
-
الفيلم مأخوذ عن رواية ناجحة جداً للمؤلفة صوفي كينسيلا، ويحكي كيف تخضع
امرأة
شابة امثّل أنا شخصيتها، لرغبتها الملحّة في اقتناء أحدث موديلات الأزياء
والأحذية
والحقائب اليدوية والماكياج وكل ما تحتاجه المرأة المعاصرة أو
على الأقل تعتقد
بأنها في حاجة اليه. والذي يحدث هو انها تضع نفسها في مواقف صعبة وحساسة
لأنها تنفق
أكثر مما تكسب، ثم تلتقي بشاب يعمل في مجلة معروفة فيعرض عليها وظيفة
صحافية متخصصة
في تقديم النصيحة الى المستهلكات. الفيلم من النوع المرح لكنه
يتعرض لمشكلة حقيقية
تمس مجتمعنا الحديث، وأنا سررت بالعمل فيه.
·
وهل أنت مدمنة مشتريات في
الحقيقة؟
-
أحب اقتناء الأشياء الجميلة لكنني لست مدمنة الى درجة المرض مثل بطلة
الرواية،
وصحيح انني أنفق بعض ما أكسبه على الملابس ومنتجات التجميل والزينة. وإذا
كان عليّ
أن أصف نفسي من هذه الناحية فأقول انني عاقلة ومتزنة.
·
كيف حصلت في بداية مسيرتك
السينمائية على أهم الأدوار في حلقات «في البيت
وخارجه» الدرامية والناجحة عالمياً؟
-
كانت شبكة التلفزيون الاسترالية التي أنتجت هذه الحلقات قد قررت ادخال
شخصية
نسائية جديدة لا تتردد في اللعب بعواطف الرجال، وجرى البحث عن الممثلة التي
ستؤدي
هذا الدور الجريء والحساس في آن، ولم أكن اطلاقاً على لائحة
المرشحات لخوض التجربة
أمام الكاميرا بسبب تخصصي الواضح منذ طفولتي في الكوميديا فقط. وعندما قرأت
الممثلة
الاسترالية ناومي واتس نص الحلقات الجديدة التي تظهر فيها هذه الشخصية،
فكرت في مدى
صلاحيتي لها وعرضت على المنتجة إسناد الدور إليّ مؤكدة لها
انها تعرفني جيداً، وهذا
صحيح بما اننا كنا على علاقة صداقة وطيدة منذ سنوات طويلة، واضطرت الى
الالحاح
الشديد حتى توصلت الى أن أفوز بالدخول في مرحلة الاختبار أمام الكاميرا ولا
شيء
أكثر من ذلك. واعتقدت المنتجة في بادئ الأمر بأن واتس كانت
تمزح بحكاية تولي ممثلة
كوميدية مثلي لعب دور على هذا المستوى من الجدية الدرامية والإغراء. وأؤكد
لك ان
الاختبار كان صعباً جداً، لكنني رأيت فيه فرصة ذهبية للتخلص من الصورة التي
طالما
لازمتني لدى الجمهور، فبذلت قصارى جهدي حتى أبدو مقنعة، ومن الواضح انني
فعلت ذلك
بنجاح بما انني حصلت على الدور وبما ان المنتجة عبرت في ما بعد
عن تقديرها وشكرها
لصديقتي لكونها لفتت أنظار التلفزيون الى وجود ممثلة موهوبة مثلي.
·
ما حكاية الصداقة بينك وبين
ناومي واتس إذاً؟
-
تعرفت الى واتس في أحد استوديوات التصوير في استراليا قبل سنوات طويلة
وجمعتنا
على الفور صداقة قوية لا تزال تربط بيننا وإن كنا لا نرى بعضنا بعضاً مثلما
كنا
نفعل في أول الأمر، بسبب ارتباطاتنا المهنية ونظراً الى انها
أصبحت تقيم في هوليوود
بينما أعيش أنا في انكلترا!
·
أنت جميلة وموهوبة، فكيف تفسرين
فترة انتظارك النجاح كممثلة سينمائية
متكاملة؟
-
لا أعرف كيف أرد على السؤال بالتحديد، غير ان الوجود في المكان المناسب وفي
الوقت المناسب هو سر النجاح مهما كانت الموهبة متوافرة أساساً، فغالباً ما
اعتبرني
البعض أساساً في استراليا بمثابة بهلوان نسائي يسلّي الجمهور من دون أي
تساؤل عن
مدى قدراتي. وربما يكون عنصر بدايتي في المهنة وأنا بعد طفلة قد لعب دوره
في عجزي
عن التخلص في ما بعد من الصورة التي سببت شهرتي الأصلية، ولكن
مسلسل «في البيت
وخارجه» غيّر الأوضاع وجعلني ممثلة درامية أيضاً في نظر أهل المهنة
والجمهور العريض
وسمح لي بخوض تجربة السينما.
·
كنت أيضاً متخصصة في الإعلانات
المصورة والتلفزيونية في طفولتك؟
-
بدأت فعلاً كموديل وممثلة للإعلانات الخاصة بالصغار في استراليا، وكنت أقف
أمام عدسات مجلات الموضة المتخصصة بتقديم ثياب الأطفال، وذلك بعدما ردت أمي
على
اعلان في جريدة كان يطلب طفلات للظهور في اعلانات موضة
الأطفال. وأرسلت أمي صورتي
الى الوكالة، وسرعان ما حصلت على فرصة اجراء أول اختبار لي أمام الكاميرا
وأصبحت
ممثلة صغيرة قبل أن يطرق التلفزيون الاسترالي بابي ويعرض عليّ الأدوار
الفكاهية في
مسلسلات عائلية شعبية.
·
ما الذي تغير في حياتك عقب نجاحك
الدرامي في حلقات «في البيت وخارجه»؟
-
أول ما تغير هو حصولي على عروض لأدوار سينمائية استرالية ثم أميركية،
والشيء
الثاني الذي تغير ولكنه لم يعجبني بالمرة، هو كون الناس راحوا يتحدثون إليّ
في
الطرقات والأماكن العامة، وهذا شيء لم يحدث في الماضي أيضاً
بفضل أدواري في
المسلسلات الاسترالية المرحة، إلا أن الطريقة تغيرت فأصبحوا يعلقون على
اللقطات
العاطفية التي مثلتها في الحلقات بدلاً من شكري على كوني أبكيتهم أو نجحت
في اثارة
مشاعرهم مثلما كانوا يفعلون عندما كنت أضحكهم في الماضي.
·
أنت أيضاً كاتبة روائية ناجحة؟
-
كنتُ مؤلفة ناجحة وكتبت روايتين بيعت كل واحدة منهما بمئات آلاف النسخ،
خصوصاً «مسحورة» التي تحولت الى فيلم سينمائي ناجح
من بطولة ليز هارلي، إلا أنني الآن أكرس
كل وقتي للتمثيل لأنها المهنة التي تناسبني وتعجبني أكثر من أي
شيء آخر في
الدنيا.
·
ظهرتِ في لقطات جريئة في أول
فيلم سينمائي أديت بطولته وهو «محطمو
الزيجات»، فهل كان من الصعب عليك الخضوع لمثل هذه التجربة؟
-
شعرت بخوف شديد عندما قرأت هذه اللقطات في السيناريو، لكن سرعان ما فسر لي
المخرج طريقته في تصوير هذا النوع من المشاهد فمنحته ثقتي ودار الأمر في
شكل عادي
ومرن وسهل الى حد ما، واستطعت ملاحظة كيف تم تصوير اللقطات
بمهارة وتحت اضاءة بارعة
حولت المشهد الجريء العادي الى لوحة فنية، غير انني اشترطت وجود بديلة من
أجل
اللقطات الجريئة جداً، لكن الجمهور اعتقد بأنه شاهدني أنا في كل المواقف.
·
هل قررت العودة الى الكوميديا
الآن بما ان فيلمك الجديد «اعترافات مدمنة
مشتريات» ينتمي الى هذا اللون؟
-
نعم بلا تردد ولكن شرط أن أستمر في تمثيل الدراما كلما عثرت على فرصة لذلك
في
السينما، وحتى أبرهن لجمهوري انني لست حبيسة نوع معين، ولكنني مقتنعة بأن
الجمهور
أدرك هذا الشيء الآن.
·
التلفزيون هو أول من فتح أمامك
باب الشهرة، فهل تنوين الاستمرار فيه أم ان
السينما حلت مكانه جدياً ونهائياً في حياتك المهنية؟
-
اشتهرت فعلاً من خلال حلقات مسلسل «في البيت وخارجه» حيث كان دوري مبنياً
من
الألف الى الياء على قدراتي الدرامية، وشاركت أيضاً في أعمال أخرى للشاشة
الصغيرة
قبل أن تستدعيني السينما وتمنحني فرصة العمل فيها بواسطة فيلم
«محطمو الزيجات».
وحالياً أقول ان الشاشة الكبيرة تستهويني أكثر وأكثر، وطالما انني أعثر على
امكانات
لإشباع رغباتي السينمائية لا أفكر اطلاقاً في العودة الى أي نشاط تلفزيوني
آني. لكن
ربما سأغير رأيي إذا وقعت على سيناريو تلفزيوني يغريني ويتضمن الحسنات التي
تحلم
بها أي ممثلة من حيث جمال القصة وقوة الدور.
الحياة اللندنية في
19/06/2009
مكتبة الإسكندرية تحتفل بمئوية أحمد
بدرخان
خالد عزب
يحتفل مركز الفنون التابع لمكتبة الاسكندرية بمئوية المخرج أحمد بدرخان
(1909
- 1969)، بعرض فيلمه «مصطفى كامل» في يوم السينما المصرية
الموافق 21 حزيران (يونيو)
الجاري. ويعرض الفيلم في اطار نشاطات البرامج السينمائية في مكتبة
الاسكندرية،
والفيلم روائي تم انتاجه عام 1952 ومدته 115 دقيقة. وقد تم اختياره ضمن
قائمة مكتبة
الاسكندرية لأهم مئة فيلم مصري. وكان أحمد بدرخان رأى حينما
أقدم على انتاج هذا
الفيلم عن الزعيم الوطني مصطفى كامل، أنه سيكون بمثابة «سجل تاريخي يقدم
للناس
صفحات مضيئة من التاريخ الوطني»، وكان ذلك قبل قيام ثورة يوليو
(تموز) 1852.
يومها لم تقتنع شركات الانتاج السينمائي والمنتجون بالفكرة، بل أن الرقابة
كانت
تثبط عزيمة المخرج عن هذا العمل باختصار السيناريو وتعطيل
الموافقة على انتاج
الفيلم عدة أعوام، لكن هذا زاده اصراراً وتمسكاً بالفيلم حتى أقدم هو بنفسه
على
انتاجه على حسابه الخاص. وبدأ التصوير في جو غريب من الارهاب والتهديد. ثم
مرت
الأيام وجاءت اللحظة الحرجة عندما رفضت الرقابة التصريح بعرض
الفيلم من دون ابداء
الأسباب وظل الرجل يناضل حتى تم التصريح بعرض الفيلم بعد قيام الثورة. وعلى
رغم أن
بدرخان وقع تحت تراكم الديون بسبب هذا الفيلم، الا أنه ظل صامداً متماسكاً
لأنه
أرضى ضميره ولفت الأنظار الى عمله الوطني.
ويعتبر أحمد بدرخان من رواد السينما الأوائل في مصر، وهو من مواليد بلدة
قلمشاه
احدى قرى مركز إطسا بالفيوم. تلقى تعليمه المتخصص في فرنسا،
حيث درس السينما
والاخراج وكان أول من وضع كتاباً له قيمة فنية عن السينما. عمل بدرخان
مستشاراً
فنياً بمؤسسة دعم السينما، وقام بالتدريس في معهد السينما. كما عين نقيباً
للسينمائيين، وكان أول رئيس لاتحاد النقابات الفنية. حصل على
جائزة الدولة
التقديرية عام 1954 ووسام الفنون عام 1962.
ويعد أحمد بدرخان أول من نادي بإنشاء معهد للسينما، وذلك من خلال ما كتبه
في
الصحافة. وقدم بدرخان للسينما موضوعات متعددة وبعيدة عن الطابع
الميلودرامي الذي
كان سائداً في زمنه. فأنتج أفلاماً عاطفية واجتماعية وسياسية، الا أن
جميعها تندرج
ضمن أسلوب سينمائي واحد تميز به بدرخان وهو الأسلوب الرومانسي. مع أنه تخصص
أكثر في
اخراج الفيلم الغنائي بل أصبح رائداً من رواده، إذ قدم أفلاماً
لأهم عمالقة الغناء
في مصر أمثال أم كلثوم، وفريد الأطرش، واسمهان ونجاة الصغيرة، ومحمد فوزي
ومحمد
عبدالمطلب وغيرهم.
تميز أحمد بدرخان باخراج الأغنية السينمائية، وقدم أفلاماً مميزة في تاريخ
السينما المصرية والعربية من بينها: «دنانير»، و«مصطفى كامل»،
و«سيد درويش»
و«فاطمة» و«انتصار الشباب» و«نشيد الأمل».
وترك حوالي 30 فيلماً بين انتاج واخراج
كان من أشد المعجبين به طلعت حرب وعزيز المصري. وقد توفى في آب
(أغسطس) 1969.
الحياة اللندنية في
19/06/2009 |