لا يعبأ
الفنان جمال سليمان بالسجال الذي يحدث كل فترة حول التنافس بين الدراما
المصرية
والدراما السورية والحروب الخفية بينهما، بل يعتبر ان كلتاهما مكملة
للأخرى، وأن
افتعال أي أزمة بينهما تعتبر «عيبا» في حق صاحبها.
بتلقائية فنان حقيقي بدأ
جمال سليمان حديثه مع «السفير» التي التقته في شقته الجديدة في
أحد أبراج المعادي،
فتحدث حول موضوع التنافس بين الدراما المصرية والدراما السورية قائلا :
«أتوجه إلى
أصحاب الآراء المتطرفة من الفنانين المصريين والسوريين بالقول: «عيب». نحن
أخوة عرب
ويفترض أن نتحدث حاليا عن مكانة المسلسل العربي وتنافسه مع
التركي المدبلج وكيف
نخوض تنافسا شريفا مع غير العرب من أجل رفعة مسلسلنا العربي». يأسف سليمان
لبعض
الآراء التي تجعله يشعر «ان الثقافة العربية والهم القومي يتراجعان عشرات
الأميال
إلى الوراء». هنا يوضح سليمان: «مصر هوليوود الشرق وترحب
بالعرب منذ القدم وتحتضنهم
وترتقي بهم، وهم أيضا يبادلونها المشاعر فيرتقون بفنونها، وهذا السجال
المفتعل لم
يحدث في عهد فريد الاطرش وأسمهان فلماذا إذاً يحدث الآن؟».
من التنافس بين مصر
وسوريا يعود سليمان إلى مسلسله الجديد. يعتدل في جلسته بعد شيء من
الانفعال، ويتأمل
نيل القاهرة من شرفته في الطابق 32على وقع صوت الفنان فريد الأطرش الصادر
من
المذياع. لا ينفي سليمان ان النجاح الكبير الذي حققه مسلسل
«حدائق الشيطان» كان
بمثابة حافز كي يكرر تجربة الدراما الصعيدية هذا العام في مسلسل «أفراح
ابليس».
وكان سليمان قد انتهى مؤخرا من تصوير جميع
مشاهده في المسلسل ليكون أول ممثل ينتهي
من التصوير هذا العام، ما يسنح للمخرج الدخول في مرحلة
المونتاج استعدادا لتسليم
جميع شرائطه للشركة المنتجة. يشرح عن العمل: «مسلسلي الجديد يتناول موضوعا
شائكا
للغاية وهو حجم الخطر الذي يكمن في التقرب بين رجال الاقتصاد والأعمال وبين
رجال
السلطة في كل الدول العربية مما يوفر بيئة خصبة لنمو الفساد».
ويتابع: «أقدم شخصية
همام أبو رسلان وهو شخص إقطاعي محافظ وصارم جداً، يستخدم نفوذه لتحقيق
أغراضه
الشخصية بلا أي عواطف، وينتهي به المطاف بتدمير نفسه والإضرار بمن حوله».
أشار
سليمان إلى أن أي اسقاط لم يكن مقصوداً على أي شخصية حقيقية في الواقع
المصري: «هذه
الشخصية من وحي خيال المؤلف محمد صفاء عامر الذي قدمت معه من قبل «حدائق
الشيطان»،
وقد واجهت انتقادات عجيبة من بعض الصحافيين الذين اتهموني
بتكرار التعامل مع المؤلف
نفسه. لا ادري بأي منطق يوجه هذا الانتقاد لأني أوضحت مراراً وتكراراً ان
شخصية «مندور أبو الدهب» التي قدمتها في «حدائق
الشيطان» كانت لشخص مستبد ودكتاتور وتاجر
ممنوعات بينما «همام ابو رسلان» في «افراح ابليس» جاد جدا ولا
يدخن حتى السيجارة،
بل فقط يستغل نفوذه لتحقيق أهدافه. حين يعرض العمل سيتأكد الجميع انتفاء
التشابه
بين الشخصيتين ولو انهما صعيديان».
أزمة
وعن التنافس بين مسلسلات رمضان هذا
العام وتأثير الأزمة الاقتصادية يعلق سليمان:»الأزمة العالمية
أثرت بشكل كبير على
كم المسلسلات المتنافسة في رمضان، وأدى هذا إلى تقليل حجم الإنتاج السوري
إلى
النصف. وبحسب معلوماتي اكتفت مدينة الإنتاج الاعلامي هذا العام بعشرة
مسلسلات فقط،
كما أن الانتاج الخاص المصري تقلص أيضا حتى يتفادى أزمة تسويق،
وكل هذا يقابله
ارتفاع مطرد في اجور الممثلين. لذا فالمنتجون المصريون والعرب في موقف لا
يحسدون
عليه والمنافسة حامية الوطيس وسينجح العمل الجيد فقط، بينما لن يجد العمل
الرديء
لنفسه مكانا على خريطة رمضان»
.
لا يبدو سليمان متعجلاً للمشاركته المرتقبة في
السينما المصرية: «لقد شاركت العام الماضي في فيلم اسمه «ليلة
واحدة»، لكنه لم
يكتمل بسبب تعثر الشركة المنتجة ماليا وتوقف المشروع إلى أجل غير مسمى، ذلك
أن
الشركة المنتجة لم تملك الخبرة الكافية في باكورة اعمالها (شركة الحوت
للمنتجة سلوى
جمعة)، ولهذا لا اتعجل المشاركة السينمائية وانتظر العمل
المناسب مع الجهة
المناسبة». وعن دوره القصير في «ليلة البيبي دول» قال: «أنا راض عن مشاركتي
ولو
المحدودة في المسلسل مع شركة «جود نيوز» لأن المضمون عندي أهم بكثير من
مساحة
الدور»
.
كما أشار جمال سليمان إلى أنه سبق وعرض عليه المشاركة في ثلاثة أفلام
عالمية لكنه رفضها. وأوضح: «كل الأفلام العالمية التي عرضت علي لم تكن
منصفة للعرب.
آخرها كان فيلما ايطاليا كنت سأقدم خلاله شخصية رجل عربي يعيش في إيطاليا
ولكنه
متطرف ويمنع اخته من الخروج من المنزل ويعنفها، لذلك رفضته لأنه كان سيظهر
العرب
بصورة سلبية».
السفير اللبنانية في
30/06/2009 |