أطلقوا عليها اسم قطة هوليوود المدللة..
أحاطتها الشهرة والدعاية
والفضائح والزيجات المتكررة بهالة خاصة لم تحققها أي نجمة أخري قبلها..
وربما
أيضاً بعدها.. لأن اليزابيث تايلور هي بدون شك آخر النجمات الكبيرات اللاتي
ابتدعتهن هوليوود.. ..
سيزول نهائياً عصر »النجمات« اللاتي يتلألأن في سماء
السينما.. راهبات لعشاقهن في أرجاء الدنيا الأربعة البهجة والفرح والمتعة
والإعجاب اللامحدود.
اليزابيث تايلور..
أكملت المسيرة التي بدأتها جريتا
جاربو ومارلين ديتريش وكاترين هيبورن وجوان كروفورد وبتي دافيز وآنا جاردنر
ولانا
تيرنر وأخريات..
بل إنها سبقتهن جميعاً
في قوة استمرارها والطاقة الحيوية التي
جعلتها تجدد موهبتها علي مدار السنين..
وتفاجئنا دائماً
بما لم نكن
نتوقعه.
اليزابيث تايلور بدأت حياتها الفنية مبكراً
ولم تتجاوز بعد الثانية
عشرة من عمرها..
جمالها الخلاب..
وعيناها البنفسجيتان
(لون شديد الندرة في
ألوان العيون) وبحة صوتها الخاصة..
رشحتها للظهور بسرعة علي الشاشة الفضية..
فظهرت في أفلام حققت شهرة كبيرة..
رغم حجم الدور الصغير الذي لعبته فيها كفيلم »جين اير«
وفيلم »حواجز روفر البيضاء«
قبل أن تعهد إليها ادوار بطولة صغيرة
بأفلام متواضعة كفيلم
»القطيفة الزرقاء«
و»لاس تعود للمنزل«
و»الحياة مع
أبي«.
ولكن ما أن وصلت تايلور إلي سن المراهقة،
وتوضح جمالها الصارخ حتي
عهدت إليها شركتها »شركة مترو«
بدور البطولة المطلقة في فيلم عن المراهقات
باسم »سنثيا« ثم البطولة الثانية في فيلم
غنائي مع نجمة شهيرة آنذاك هي چين
بادل في »موعد مع جودي«.
في هذا الفيلم طغت تايلور علي بطلة الفيلم..
كما
حصدت لنفسها البطولة المطلقة في فيلم »نساء صغيرات«
رغم وجود أكثر من ممثلة
شهيرة معها.. مما جعل مجلة »التايمز« الشهيرة تمنحها صورة الغلاف رغم كونها
لم تتجاوز السادسة عشر بعد..وانطلقت شهرة الحسناء ذات العينين
البنفسجيتين،
ولعبت دور البطولة أمام نجم النجوم آنذاك روبرت تايلور في فيلم »المتآمر«..
قبل أن تنطلق بقوة الصاروخ تحت إدارة فنسنت مينللي وأمام سبنسر تراسي في
فيلمي
»أبوالعروسة«
و»الحفيد«.
ولكن الشهرة المطلقة المضيئة كالشمس جاءتها بعد
فيلم »كان تحت الشمس«
الذي وقفت فيه أمام مونتجمري كليفت (الذي كان واحداً
من هؤلاء الرجال الذين أحبتهم تايلور حتي الثمالة).
جمالها الذي لا يقارن به
أي جمال رشحها لتلعب أدوار الجميلات الشهيرات في التاريخ،
فلعبت دورها في فيلم »كوتاديس«
و»إيفانهو« و»بروميل الجميل«..
كما لعبت أدوار عاطفية ذات طابع
ميلودرامي مثير كفيلم
»رابودي« و»الفتاة التي تملك كل شيء«
واستطاعت أن تحل
محل فيفيان لي التي أقعدها المرض وأن تلعب بطولة فيلم
»حظوة الفيل«.ولكن كل
هذه الأفلام لم تحقق طموح تايلور..
التي زادتها الشهرة رغبة في تحقيق نفسها
كممثلة كبيرة يشار إليها بالبنان وليست كامرأة جميلة فقط.
وهنا بدأت المرحلة
الثانية من حياتها الفنية التي بدأت تايلور من خلالها البحث عن القصص
الأدبية
الكبري لتلعب بطولتها إلي جانب دقتها الشهيرة في اختيار المخرجين الذين
تتعامل
معهم..
وهكذا جاء
(آخر مرة رأيت فيها باريس)
عن قصة لسكوت فيتز جيرالد،
و»العملاق«
الذي جمعها مع جيمس دين
(المثلي الآخر الذي عشقته تايلور بعد
كليفت) و»رينتري كونتي«
الذي حاول أن يعيد أمجاد
»ذهب مع الريح«، وإعطاء
تايلور الفرصة لتكون سكارليت اوهارا ثانية.
ثم جاء لقاءها مع تنسي ويليامز في
ثلاثة أفلام كبري »قطة
علي سطح من الصفيح الساخن«
من إخراج ريتشارد بروكس،
و»فجأة الصيف الماضي«
من إخراج مانكفنشي، والذي جمعها للمرة الثالثة مع حبيب
قلبها »مونتجمري كليفت«،
و»يوم« من إخراج جوزيف لوزي الذي سيربط بينها
وبين حبيبها الجديد »ريتشارد بورهون«
ورغم قوة الأدوار في هذه الأفلام
الثلاثة، لم تنجح تايلور في الحصول علي جائزة الأوسكار وحصلت عليها في فيلم
متوسط
القيمة هو »ياترفيلد ٠٨« لعبت فيه دور فتاة هوي.
واتجهت الأنظار إليها
لتلعب دور »كليوباترا«
أمام بورتون..
في هذ الفيلم الكبير الذي كتبت عنه آلاف
الكلمات.. عاشت تايلور قصة حب ملتهبة مع بورتون انتهت بالزواج..
وبمجموعة أخري
من الأفلام المشتركة.. كصائد الرمال من إخراج مينللي »ومن يخاف فرجينا وولف«
الذي حصلت فيه تايلور عن جدارة بأوسكارها الثاني
»ترويض الشرسة« الذي أعطاها
لأول مرة فرصة أن تلعب دوراً شكسبيرياً أمام بيرتون ومن إخراج زيفاريللي،
و»دكتور فاوستوس« الذي قبلت أن تكون فيه في الظل لتعطي المجال كاملاً
لزوجها »بيرتون«.
وجاء لقاءها مع مارلون براندو في فيلم مأخوذ عن قصة لشارسن ماك
كيلرز هو »انعكاسات في عين ذهبية«
أخرجه بعبقرية جون هوستون وتألقت فيه تايلور
ووقفت فيه أمام أسطورة السينما »مارلون براندو«.
ومع جوزيف لوزي عادت مرة
أخري لتلعب دوراً
شديد الصعوبة في »حفلة سرية« ودوراً له طابع سياسي في
فيلم »الكوميديانات« المأخوذ عن قصة لجراهام جرين،
ولتعيد قصة حبها وطلاقها
مع بيرتون في فيلم »الطلاق«،
ودور آخر كاد أن يوصلها للأوسكار للمرة الثالثة
هو »أربعاء الرماد«..
قبل أن تلتقي بالمخرج الذي طالما حلمت أن تمثل تحت إدارته
وهو »جورج كيكور« في فيلم »العصفور الأزرق«
الذي جمعها هذه المرة مع ساحرة
أخري من ساحرات السينما هي
»آنا جاردنر« بعد هذه الرحلة السينمائية الطويلة،
وبعد الفشل النسبي الذي أصاب فيلمها الأخير »شرخ في المرآة«..
قررت تايلور هجر
الشاشة الكبيرة والاتجاه للشاشة الصغيرة التي لعبت فيها أدواراً
شتي.. سواء في
مسلسلات أو في سهرات تليفزيونية درامية.
ولم يرجعها إلي الشاشة الكبيرة سوي
زيفاريللي الذي عرض عليها دوراً
لم تستطع مقاومته في فيلم عن حياة الموسيقار
»توسكانيني«
لعبت فيه تايلور دور »عايدة الحبشية«
وصبغت وجهها باللون الأسود
تاركة بعينيها البنفسجيتين أن تتألق للمرة الأخيرة علي الشاشة.
تايلور التي
ملأت حياتها الخاصة أعمدة الجرائد..
وصفحاتها الأولي..
تزوجت عدداً من
المرات.. كان أولها مع وريث فنادق هيلتون العالمية »نيك هيلتون«
زواج لم
يستمر أكثر من شهور.. انفصلت بعدها عنه لتتزوج بالممثل الإنجليزي »مايكل
وايلدنج«
زواجاً
استمر ٥ سنوات أنجبت منه تايلور ولدان..
ثم تزوجت من
المليونير »مايك تود«
الذي قتل في حادث طائرة، واعتنقت تايلور اليهودية
لتتمكن من ميراثه،
وأنجبت منه بنتاً واحدة.. ثم تزوجت من المغني ايدي نيشر
الذي اختطفته من زوجته »ديمي رينولدز«..
ثم ريتشارد برتون الذي تزوجته مرتين
وانفصلت عنه مرتين، وكادت أن تتزوجه للمرة الثالثة لولا وفاته المفاجئة.
ثم
تزوجت من حاكم فرجينيا »جاك وارنر«
وساعدته في حملته الانتخابية قبل أن تنفصل
عنه لتتزوج من المليونير روبي فورتنسكي زواجاً
استمر ست سنوات خلال كل هذه
الزيجات..
وجدت تايلور الوقت الكافي لتمثل علي المسرح
مسرحية »الثعالب
الصغيرة« التي لعبتها علي الشاشة بيتي دافيز..
و»حياة خاصة«
مسرحية نويل
كوارد، والذي كانت تجمعها به صلة صداقة متينة.
اشتهرت تايلور بحبها للرجال
المثليين الجنس ودفاعها المستميت عن مرض الإيدز،
وحصلت علي وسام جوقة الشرف من
فرنسا، ولقب النبالة من ملكة انجلترا.
أصابها الانهيار العصبي خمس مرات دخلت
فيها المستشفيات لعلاج طويل أو قصير الأمد..
ولكن رغم هذه الحياة الحافلة بكل
شيء (جنس وفن وصحبة وشهرة ومال)
يحلو لإليزابيث تايلور أن تقول عن نفسها بثقة
وكبرياء:»نعم أنا قطة السينما المدللة واتحدي أي امرأة في العالم أن تكون
مثلي«.
أخبار النجوم المصرية في
09/07/2009 |