على عكس ما يجري به العمل في كل
المهرجانات السينمائية في العالم فقد شهدت ليلة السبت 20
حزيران (يونيو) 2009 حفلين
لافتتاح أشغال الدورة الخامسة عشر لمهرجان سينما المؤلف بالرباط!
الأول تم
بالمكتبة الوطنية، وغاب عنه كل المسؤولين عن قطاع السينما الرسميين
بالمغرب، وتم
تمثليهم بدرجة أقل، والحفل الثاني جرى بمسرح محمد الخامس، حيث تم تكريم
السيناريست
المغربي يوسف فاضل والفنان المصري القدير محمود عبد العزيز، والمخرج المصري
خالد يوسف، الذي تم عرض فيلمه 'دكان شحاتةً' خلال
حفل إفتتاح المهرجان، مع إطلالة سريعة
للفنانة هيفاء وهبي التي تسلمت باقة من الزهور، بمناسبة مشاركتها في
الفيلم!
وعكس المشاركة الكثيفة للمخرجين السينمائيين والنقاد المغاربة، في
الدورات السابقة، قاطع أغلب هؤلاء الدورة الحالية، للتضامن، أولا مع ممثل
سابق كان
مديرا لمسرح محمد الخامس وتم إعفاؤه مؤخرا من مهامه، وثانيا
تضامنا كذلك مع الناقد
السينمائي حمادي كيروم الذي كان مديرا للمهرجان وتمت إقالته قبيل إنعقاد
المهرجان،
بسبب الاختلاف في كيفية تدبير وتسيير الدورة الحالية ونوعية الافلام التي
تم
ترشيحها للمسابقة الرسمية.
الاخلالات التنظيمية والارتجال، الذي طبع أعمال
الدورة الخامسة عشرة للمهرجان سواء فيما يتعلق ببرمجة أفلام
المسابقة الرسمية
وتوقيت ومكان عرضها، في أكثر من قاعة وفي نفس الوقت، وتفاوت قيمتها بين
الرداءة
والجودة وضمها للافلام من إخراج هواة ومحترفين وغياب تمثيلية حقيقية
للسينما
العربية والمغاربية في المهرجان، كل ذلك طرح من جديد، أن
المغرب لا زال يعرف ثلاثة
أصناف من المهرجانات:
-
مهرجانات وطنية، تشرف عليها الدولة في شخص المركز
السينمائي المغربي والتي تتميز بالتحكيم الجيد وبالتدبير والتنظيم وعلى
كافة
المستويات: مهرجان الفيلم الوطني بطنجة مهرجان الفيلم الدولي
بمراكش ومهرجان الفيلم
القصير المتوسطي بطنجة كذلك.
-
مهرجانات تم تأسيسها بمبادرة من جمعيات وشخصيات
سياسية عامة وهيئات منتخبة على المستوى المحلي والجهوي والمركزي، تحظى بدعم
مالي
كبير من طرف أكثر من جهة إقتصادية ومالية وتجارية وإعلامية،
ومع ذلك تعرف نوعا من
سوء التنظيم والتسيير وسوء تدبير الميزانيات المرصودة لها: مهرجان سينما
المؤلف
بالرباط، مهرجان تطوان السينمائي، مهرجان أزرو الدولي للفيلم القصير، ملتقى
زاكورة
لفيلم الصحراء.
-
مهرجانات جهوية، تشتغل على الهامش ولا موارد لها: كالملتقى
السينمائي بسيدي قاسم، ومهرجان الفيلم التربوي بفاس، ومهرجان الفيلم القصير
بالمحمدية.
ما عرفته الدورة الخامسة عشر من تعثر على المستوى التنظيمي والتدبير
اليومي لأشغال المهرجان، إنعكس وبشكل واضح، خلال حفل الاختتام، حيث بدا
وكأن
المنظمون يستعجلون نهاية الدورة، لان المهرجان وبعد 15 سنة من
عمره، أصبح يشكل
بالنسبة لهم ورطة حقيقية كما عبر عن ذلك العديد من المتابعين لأشغال
الدورة، والتي
عبر عنها وبكل شجاعة، رئيس لجنة التحكيم المخرج البريطاني موريتز هادلين
الذي دعا
المنظمين، إلى مراجعة طريقة إشتغالهم، لأن مدينة الرباط
العاصمة، تحتاج إلى مهرجان
سينمائي، يليق بمكانتها، على غرار باقي المهرجانات السينمائية في العالم
العربي.
لقد أبان المهرجان في دورته الخامسة عشرة، على ان الدعم المالي
الكبير،
الذي يحظى به، أي مهرجان سينمائي، غير كاف ولوحده، في ضمان نجاحه وحتى
إستمراره، في
غياب الادارة الجيدة لتسييره وتدبير موارده. وفي هذا السياق نورد مجموعة من
الاخلالات التنظيمية التي شهدها المهرجان، ليس من باب النقد
المجاني للأجهزة
المشرفة على تنظيمه، ولكن بهدف العمل على تفاديها في الدورات المقبلة،
لاستمرار
المهرجان، كتظاهرة سينمائية تشهدها العاصمة الرباط كل سنة:
-
برمجة أكثر من 60
فيلما خلال عشرة أيام المهرجان 20- 30 حزيران (يونيو) 2009.
-
عرض أفلام
المسابقة الرسمية، في أكثر من قاعة وفي نفس الوقت، مع الاشارة هنا، بأن
قاعات العرض
متفرقة على كل نواحي العاصمة الرباط!
-
غياب التواصل اليومي، بين إدارة المهرجان
والمشاركين، بإستثناء الضيوف الأجانب، ومن باب الحرص على سمعة المهرجان!
-
تنظيم
ندوات ثقافية وأمسيات شعرية لاعلاقة لها بالسينما، في إطار ما يسمى
بالأنشطة
الموازية، والتي لوحدها، تقتضي مهرجانا ثقافيا خاصا بها!
-
ضعف الاقبال
الجماهيري على العروض السينمائية، التي كانت تقدم بالمجان،لكن في أوقات غير
مناسبة!
-
غياب أي نقاش أو ندوات صحافية، بين المخرجين السينمائيين
والصحافة
والنقاد، عكس ما يجري به العمل في كل المهرجانات السينمائية الدولية التي
تعقد
بالمغرب، مهرجان مراكش للفيلم الدولي كنموذج.
-
ما واجهه، أعضاء لجنة التحكيم،
من صعوبات في التتبع اليومي، لكل الافلام المعروضة في إطار
المسابقة الرسمية، وهو
ما يطرح وحسب رأي المتابعين الخلاصات التي توصلت إليها لجنة التحكيم في
معرض
تقييمها للافلام المعروضة في إطار المسابقة الرسمية.
القدس العربي في
10/07/2009 |