اشتملت عروض اليوم الثاني لملتقى الفيلم القصير الذي ينظمه مهرجان الأردن
بالتعاون مع الهيئة الملكية الأردنية للأفلام وتتواصل فعالياته في بيت
الأفلام لغاية يوم غد الخميس على جملة من الأفلام الأردنية والعربية
والأجنبية المتفاوتة الطول و المتباينة الأساليب. على خطى أفلام الرعب
والتشويق الأميركية الدارجة قدمت المخرجة الأردنية الشابة هبة جودة فيلمها
الروائي القصير المعنون (دمى) عن قاتل متسلسل سايكوباتي يبدو وديعا ولطيفا
ودائم اللعب بدمى وهو دائم الانتظار على أدراج منزله ويسعى إلى إقامة نوع
من التواصل مع الجيران وخاصة مع شاب يقطن وحيدا وتبدو حياته رتيبة وموحشة
مليئة بالخواء والعزلة إلا من وسيلة إعلامية تمكنه مع أحداث العالم . لكن
فجأة يتحول كل شي بالفيلم إلى كارثة حيث ينجرف المهووس بالقتل إلى كل ما
يستطيع الوصول إليه من دمى وأشخاص قبل أن تقبض عليه الشرطة. أكثر ما يلفت
في تجربة جودة تلك الصورة والالتزام بتدرج إيقاعي متسارع بيد انه في
النتيجة يظل قاصرا في بلوغ سمات ذلك التشويق البارع ورؤيته المفعمة التي
شكلت مسيرة هذا النوع من الأفلام كما في كلاسيكيات البريطاني هتشكوك
والأميركي برايان دي بالما ومواطنه جون كارابنتر. بدا في الفيلمين
القبرصيين: (الجولة) و(اللعبة لم تنتهي) للمخرجين اخلياس خنتونس ماريا
باشار الامبوس ذلك الأسلوب الطافح بالبحث عن الجماليات والرؤى الفنية بغية
تقديم لوحات مشهديه زاخرة بلغة خطابية تتوارى خلف أحجام وكتل من التضاريس
والمعمارية والمعالم المعمارية دون أن تغفل ذلك الأثر الفريد لما تحتوي
عليه بيئة بسيطة من مكونات ثروة حيوانية (ماعز) في تكوينات وتشكيلات تغرف
من البيئة الأردنية لحظة قيام المخرجة الامبوس توثيقها عبر كاميرا فيديو
رقمية في زيارة سابقة. واقتصرت أحداث (اللعبة لم تنتهي) على تقديم إدانة
بصرية بليغة للحرب التي شنت على العراق وما أفرزته من ماسي إنسانية اختصرها
العمل بمشاهد أرشيفية مستمدة من تقارير وصور إخبارية عرضتها وكالات الأنباء
تصور عبثية الحرب وتناقضاتها ودوافعها غير الإنسانية . وناقشت المخرجة
والناقدة المصرية نسرين الزيات بفيلمها التسجيلي القصير (عنبر 6) تلك
الصداقة التي جمعت بين ناشطتين في العمل السياسي والعام إبان توقيفهما داخل
السجن. لجأت الزيات إلى مناظر وثائقية وشهادات الفتاتين بأسلوبية لافتة
بغية الكشف عن تفاصيل لأواصر العلاقة التي تدرجت بين الشكوك إلى الانصهار
التام والمشاركة بالآمال والأحلام المشتركة. يسترجع الفيلم التسجيلي السوري
(الرسالة وصلت ..
الرسالة لم تصل ) لفراس نعناعة قبسا من مسيرة المخرج السينمائي العالمي
الراحل مصطفى العقاد متكئا على أرشيف العائلة وشهادات أفراد أسرته ولقطات
من أفلامه: ( الرسالة) و(عمر المختار) ومن بين احدث أفلام سلسلة (هاللوين)
.. وجميعها تبين ذلك الالق والاندفاع الذي تميز فيه الراحل وتصميمه على وضع
العرب على خريطة الفيلم العالمي.
مخرج بريطاني يسحب فيلمه من مهرجان ملبورن السينمائي
عمان - الرأي – أعلن المخرج البريطاني كين لوتش عن سحب فيلمه من مهرجان
ملبورن الاسترالي بعد ان علم ان المهرجان يجري تمويله من الحكومة
الاسرائيلية . والمعلوم ان لوتش احد الاصوات البريطانية التي تلتزم الى
جانب قضايا الانسان في العيش بحرية بعيدا عن هيمنة القوة والعنصرية
والاحتلال وكثيرا ما برزت مواقفه التي تصب في هذا الاتجاه في اكثر من
مناسبة وادان بشدة تواجد بريطانيا في العراق وحملها مسؤولية اخلاقية تجاه
المشكلة الفلسطينية. حاز لوتش الذي يبلغ العقد السابع من عمره سعفة كان
الذهبية والعديد من الجوائز الدولية واشترك في إخراج فيلم جماعي مع أربعة
وثلاثين مخرجا احتفالا بالعيد الستين لمهرجان (كان) السينمائي الدولي .
وسبق له ان ألقى بيانا (في مهرجان كان) يتضامن فيه مع المخرجين الفلسطينيين
من أجل المقاطعة الثقافية لإسرائيل. وبرر لوتش مقاطعته للتواجد الاسرائيلي
في مهرجان ملبورن بسبب الاحتلال غير المشروع للاراضي الفلسطينية وقيام
آلتها الحربية بتدمير بيوت الناس العزل وارتكاب الجيش الاسرائيلي لعمليات
قتل جماعي للمدنيين من نساء واطفال وشيوخ.
قضى لوتش قسطا وفيرا من عمره في تعرية العنف الاجتماعي في بريطانيا والعنف
السياسي في إسبانيا كما في أفلامه : (أرض الحرية) و(مذكرة مخفية) و(حين تهب
الرياح) ومن اقواله إن أجدى وسيلة لمناهضة الحرب في العراق العمل على ادانة
الليبرالية في القارة الأوروبية. كما طالب صاحب السعفة الذهبية بضرورة طرح
السؤال من جديد عن الأسباب الحقيقية التي قادت إلى كل هذه الحروب، وطالب
بإعادة هيكلة الأمم المتحدة لتعكس بصدق دورها الحقيقي ولتحترم مواثيقها.
استطاع كين لوتش الذي طالما حاصرته الرقابة والمولود العام 193 أن يفرض
نفسه كواحد من اشهر قامات السينما الأوروبية .
الرأي الأردنية في
22/07/2009 |