تفضل الفنانة القديرة
مريم الصالح ان تقرن اعمالها «بالصمت» والابتعاد عن دائرة التصريحات
والحوارات،
مؤكدة ان عملها هو الذي يتحدث عنها، وهو الذي يؤكد النهج الذي تسير عليه،
منذ عملها
في المجال الفني، حيث تعتبر مع زميلتها الراحلة الفنانة مريم
الغضبان الرائدات في
مجال التمثيل على مستوى الكويت ودول مجلس التعاون الخليجي، وبمناسبة
العمليات
الفنية التي تتم حالياً لانجاز المسلسل الجديد «رحمة» والتي تكاد تكون اقرب
الى
التسابق مع الزمن، من اجل اللحاق بالدورة الرمضانية المقبلة.
نتوقف في حديث
نذهب خلاله لتسليط الضوء وبشكل مركز على تجربتها الجديدة، حيث تستهل
الفنانة
الرائدة مريم الصالح حديثها لـ «النهار» بقولها:
قبل كل شيء، بودي ان
اشير الى ان روح الفريق والاسرة الواحدة، التي تجمع فريق عمل مسلسل «رحمة»
جعلنا
نتجاوز الكثير من المصاعب، بالذات، تلك التي تتعلق بالمناخ حيث تصور مشاهد
المسلسل
في ظروف مناخية في غاية القسوة، ولعل الجميع يعرف الظروف
المناخية في الكويت وايضاً
في دولة الامارات العربية المتحدة وفي امارة رأس الخيمة على وجه التحديد،
ورغم
التضاريس والمواقع الجميلة، الا ان درجة الحرارة والرطوبة، وعملنا في
المواقع
المكشوفة يتطلب منا جهداً مضاعفاً، بالاضافة الى ايقاع العمل
وكمية المشاهد التي
نصورها، والتركيز في الشخصية.
ولكن وكما اسلفت فان روح الفريق وروح الاسرة
والمجموعة وطبيعة العلاقات التي تربط الفنانين والفنيين فيما
بينهم يجعلنا نتجاوز
كل شيء، ونحن في حالة من السباق مع الزمن.
وحول فريق العمل تقول: العمل
كتبته الفنانة اسمهان توفيق وبلغة ومضامين عالية، ترصد جوانب
متعددة من قضايا
المجتمع، ليس في الكويت فقط، بل على صعيد دول مجلس التعاون الخليجي سابقاً
وحالياً،
وهي مضامين تؤكد عمق العلاقة بين شعوب المنطقة، واعتقد ان العمل يرتكز على
مجموعة
من المعطيات يأتي في مقدمتها التأكيد على عمق الروابط
والعلاقات التي تجمع ابناء
دول مجلس التعاون الخليجي، وان الاسرة الخليجية هي اسرة واحدة مترابطة
متحددة.
وتتابع الفنانة القديرة مريم الصالح: ويضم فريق العمل الفنانين احمد
الصالح، محمود بوشهري، لمياء طارق، شيماء سبت، شيماء علي، شهاب جوهر، هاشم
المرزوق،
علي السبع، عبدالله ملك، اميرة محمد، سعيدة سراي، ومشاري
البلام، وعدداً من
الفنانين من دولة الامارات العربية المتحدة من بينهم ثاني محمد ثاني وحسن
اميري
وسالم الرفاعي وغيرهم.
هذا الفريق وهذا المسلسل يقوده المخرج الفنان غافل
فاضل، بما يمتلكه من خبرة وتجربة عريضة وفهم متجدد للتعامل مع القضايا
والمضامين الدرامية، وايضاً خبرته العريضة في تحليل الشخصيات
والاحداث.
وتتحدث عن مضامين واحداث المسلسل بقولها: «رحمة» سيكون موعدي مع
جمهوري الحبيب في شهر رمضان المبارك، حيث تعودت في كل رمضان ان اقدم له
عملاً يصل
اليه بمضامينه وابعاده وهذا ما حدث مع مسلسل «الدروازة» في
العام
الماضي.
اما فيما يخص «رحمة» فنحن امام حكاية اسرة ثرية في الكويت يكتشف احد
ابنائها مصادفة ان السيدة التي ربته ويعيش في كنفها طوال عمره ليست والدته
الحقيقية، وتأتي هذه الحقيقة في لحظة مواجهة بين شقيقين، تضطر
الام الى كشف الحقيقة
التي ظلت في دهاليز النسيان سنوات طويلة، وهذا ما يدفع الابن المصدوم
بالحقيقة الى
القيام بالبحث عن والدته الحقيقية، حيث يكتشف بعد البحث انها غادرت الكويت
قبل ربع
قرن من الزمان للعيش مع عائلتها الاصلية في الامارات، وبالذات
في امارة رأس
الخيمة.
وتكمل: لهذا فان احداث المسلسل ستكون بين الكويت والامارات «رأس
الخيمة» وضمن سياق درامي مكتوب بعناية وبحرفية، ولا اريد ان ازيد، واترك
متعة
المشاهدة للجمهور الحبيب خلال شهر رمضان المبارك، وسيكون
الموعد على الفضائية
الكويتية بإذن الله، وباختصار شديد انني اجسد دور المرأة القوية التي
يهابها
الجميع.
وتتابع: وهي صاحبة رأي ومبدأ ومقدرة على حل المشاكل.
ما يحسب
لهذا المسلسل بالاضافة الى المضامين التي يؤكد عليها هو الابتعاد عن
المشاهد
التقليدية وبقاء الكاميرا في دائرة مغلقة من المشهديات، وهذا ليس بالامر
الجديد على
فنان ومخرج كبير وقدير بمستوى غافل فاضل الذي يعتبر احد رموز الدراما
التلفزيونية
في دول مجلس التعاون الخليجي.
وحول اختيارها الشخصيات التي تقدمها قالت
الفنانة القديرة مريم الصالح: انا لا اجامل في اختيار الشخصيات
التي اقدمها، حتى لو
بقيت في منزلي بلا عمل، واحمد الله انني اتلقى العديد من العروض الفنية،
ولكن قلة
اعمالي، تعود الى اختياراتي، فما اريده في هذه المرحلة من تجربتي هو
التأكيد على
اهمية الاختيار والاضافة الى رصيد تجربتي ومشواري الفني الطويل.. انا سعيدة
بمشواري
ورحلتي وريادتي وعملي الدؤوب من اجل بلدي الكويت وحرفتي الفنية
والاعلامية،
ولكن
يبقى التحدي الاكبر هو الاختيار والتجديد وايضا التأكيد على البصمة.
وفي
ردها حول الردود الايجابية التي يحصدها مسلسل «السجينة» الذي يعرض هذه
الايام قالت:
سعيدة بالنجاح الكبير الذي يحققه مسلسل
«السجينة» الذي يعاد عرضه هذه الايام من
خلال قناة «ام. بي. سي» حيث اقدم شخصية مركبة عانت الكثير
وواجهت الظروف بكثير من
الارادة، وفي المسلسل فريق عمل متميز ومخرج يمتلك رؤية فنية شبابية
متجددة.
وتذهب للحديث عن رأيها في الدراما الكويتية في هذه المرحلة من
تاريخها بقولها: الدراما الكويتية ليست وليدة اللحظة، انها حصاد اجيال،
وتعود
لقرابة الاربعة عقود واكثر، واستطاعت تلك الدراما ان تؤسس
مجموعة من القيم وايضا
البصمات على مستوى الفنانين والفنيين والحرفين، وهذا ما ترتكز عليه الدراما
الكويتية، التي باتت محطة استقطاب للفنانين الخليجيين.
وايضا فضاء خصب
لتحليق تلك الكوادر الى مجالات وفضاءات اشمل وارحب، كما ان الدراما
الكويتية كانت
هي الرائدة في تأسيس ما يسمى لاحقا بالدراما الخليجية، بل استطيع القول ان
الدراما
الكويتية هي المؤسس الحقيقي للدراما الخليجية بشكل عام، وهذا
ما يلقى عليها الكثير
من المسؤوليات والتبعات وهي اهل لها.
كلمة اخيرة؟
مشتاقة لـ «الديرة»
وموعدنا شهر رمضان المبارك.. وعساكم من عواده.. وحفظ الله الكويت الغالية
وشعبها من
كل مكروه.
Anaji_kuwait@hotmail.com
النهار الكويتية في
28/07/2009 |