«توفّي
أحمد رمزي». لا شكّ في أن خبراً كهذا كفيلٌ بدفع كثيرين من هواة السينما
المصرية القديمة إلى استعادة إحدى أجمل المراحل التاريخية الجميلة، التي
شكّلت نواة
لا تُضاهى في بناء العمارة الإبداعية لسينما «هوليوود الشرق». لا شكّ في أن
خبراً
كهذا كفيلٌ بانتشال ذاكرة تكاد تختفي من الوعي الجماعي المصري من هاوية
النسيان،
لأن الممثل «الدونجوان» صنع، ببساطة، إحدى ركائز هذه الصناعة السينمائية
المصرية.
«توفي
أحمد رمزي». الجملة بحدّ ذاتها قاسية. هناك أناس يستحيل على المرء أن
ينسى حضورهم في المشهد العام، وإن قرّروا الخروج منه طواعية. يستحيل على
المرء
تجاوز محطات عديدة ساهموا في تبيان ملامحها الإبداعية، وإن كانت تلك
الملامح حكراً
على ترفيه مصبوغ بخفّة لا تخلو من كوميديا صافية، أو برهافة إحساس لا تخلو
من بساطة
عيش داخل الكادر الحياتي والسينمائي معاً.
قد لا ينجح الخبر بحدّ ذاته في فتح نافذة كبيرة على العناوين السينمائية
التي
شارك أحمد رمزي فيها على مدى نصف قرن، أنهاه باعتزال يليق بكبار صنعوا، أو
شاركوا
في صناعة تاريخ وحكايات. فأحمد رمزي مرتبط، سواء شاء هو أم أبى، بتاريخ
السينما
المصرية في أحد عصورها البديعة. بل بإحدى تجاربها التي مزجت الحسّ الإنساني
الرومانسي الكوميدي، بالمنحى التجاريّ لصناعة محتاجة إلى تسويق سوي. وهذا
لا ينتقص
من القيمة التمثيلية التي قدّمها رمزي خلال سني اشتغاله الفني، قبل أن
ينكفئ إلى
الهامش، ويغوص في عزلة ارتضاها لنفسه بعيداً عن العالم الذي ساهم في ابتكار
حيويته
ونشاطه.
ولعلّ اعتزاله الفن التمثيليّ ناتجٌ، من بين أمور أخرى، من رداءة
المرحلة الراهنة، أو من التراجع الخطر لفن التمثيل، أو من الخلل الذي بات
سمة
جوهرية لواقع مَعيش، أو من رغبة خاصّة لا يُمكن لأحد كشف مستورها. على
الرغم من هذا
كلّه، يُمكن القول إن الراهن التمثيليّ في مصر تحديداً لا يخلو من إبداع
حقيقي، وإن
كان نادراً. لكن عزلة أحمد رمزي وانكفاءه يطرحان، لحظة شيوع نبأ رحيله بعد
ظهر أمس
الجمعة عن اثنين وثمانين عاماً، سؤال المعنى الإبداعي للأداء التمثيلي، في
لحظة
التبدّلات الإنسانية والجغرافية والحياتية التي شهدتها مصر، ولا تزال
تشهدها.
سواء توفّي بسبب زلّة قدم في حمّام الفيلا البعيدة عن ضجيج العاصمة، أو
أثناء جلوسه في صالة الاستقبال في الفيلا نفسها، لا يُمكن التغاضي عن مغزى
الخسارة
التي ألمّت بصناعة السينما المصرية، وإن كان أحمد رمزي خلّف فراغاً إثر
اعتزاله
التمثيل قبل أعوام. على أن اعتزاله بدا، لوهلة، سمة من سماته: قبل وقت
بعيد، اختفى
عن الشاشة الكبيرة، ولم تكن عودته إلى التمثيل واضحة المعالم، لأنه عَبَر
سريعاً،
قبل أن يعود إلى «مخبئه»، بعيداً عن حكايته الفنية. قيل إنه اشتغل في
المجال
التجاري. قيل إنه فشل في هذا المجال. لكن المؤكّد أنه اكتفى بما أنجزه
للسينما
المصرية وفيها ومعها. حكايته الفنية محتاجة إلى سرد طويل، يبدأ مع حلمي
حليم الذي
قدّمه للمرّة الأولى في «أيامنا الحلوة» في العام 1955، إلى جانب فاتن
حمامة،
الممثلة التي التقاها، فنياً، للمرّة الأخيرة في حياته التمثيلية، في مسلسل
تلفزيوني بعنوان «وجه القمر» (2000).
السفير اللبنانية في
29/09/2012
أحمد رمزي... «أيامنا الحلوة» وداعاً
أحمد
جمال الدين / القاهرة
رغم أنّ روّاد مواقع التواصل الاجتماعي شُغلوا أمس بذكرى رحيل عبد الناصر،
إلا أنّه سرعان ما امتلأت صفحتهم بعبارات تنعى أحمد رمزي (1930 ـــ 2012)
الذي توفي بعد ظهر الجمعة بنحو مفاجئ؛ إذ وافت المنية الممثل المصري عن عمر
ناهز 82 عاماً بعدما اختل توازنه وسقط أرضاً في حمام منزله في الساحل
الشمالي حيث كان يقيم منذ أكثر من 10 سنوات بعد اعتزاله التمثيل ولم ينجح
الأطباء في إنقاذ حياته بعد نقله إلى المستشفى. بذلك، تفقد «هوليوود الشرق»
أحد أبرز أعمدتها ممن صنعوا نهضتها السينمائية، بدءاً من الخمسينيات، هو
الذي ينتمي إلى جيل العظام من عمر الشريف، وفاتن حمامة، وشكري سرحان، وسعاد
حسني وغيرهم الكثير.
لُقِّب رمزي بـ«دونجوان السينما المصرية» بفضل وسامته التي قدمته للمرة
الأولى في فيلم «أيامنا الحلوة» (إخراج حليم) في عام 1955 لينطلق بعدها في
عالم البطولات مع أفلام وصلت إلى 111 عملاً. مع أنّ رمزي دخل الفن
بالمصادفة بفضل عمر الشريف الذي ربطته به علاقة صداقة دامت حتى أيامه
الأخيرة. حتى إنّ المخرجة إيناس بكر مديرة أعمال الشريف في القاهرة، لم
تستطع إبلاغ الممثل المصري بخبر وفاة رفيق دربه، بل اكتفت بالاتصال بنجله
الموجود معه في العاصمة الفرنسية لترى كيف يمكن أن تخبره بالوفاة.
اختيار رمزي التمثيل جاء بفضل المخرج حلمي حليم الذي شاهده في إحدى المرات،
فلفت انتباهه وقرر أن يقدمه إلى الشاشة الكبيرة باعتباره أحد الوجوه
الجديدة، على الرغم من أنّه لم يكن قد وقف سابقاً أمام الكاميرا. كانت
مشاركاته الفنية تقتصر على خشبة مسرح «مدرسة كلية فيكتوريا» حيث درس مع
صديقه عمر الشريف بدايةً لينطلق بعدها نحو النجومية بسرعة البرق.
منذ دخوله السينما، قدم أحمد رمزي نوعية مختلفة من الأدوار التي اعتمدت
عليها سينما الخمسينيات. حاول نجم «ثرثرة فوق النيل» أن يقدم في أعماله
صورة جديدة للسينما، هي سينما الشباب، فجسّد شخصية الشاب الشقي والخفيف
الظل الذي تلاحقه الفتيات (الحب سنة 70) وتعشقه هند رستم (ابن حميدو).
والده هو محمود بيومي أحد الجراحين الشهيرين في مصر، ووالدته من أصول
إنكليزية، تزوجها والده خلال دراسته العليا للطب في لندن. لم يكمل رمزي
تعليمه الجامعي. بعدما التحق بكلية الطب لثلاث سنوات وبعدها بكلية التجارة،
قرّر التفرّغ للسينما. تزوج ثلاث مرات، من بينها زواجه الفنانة والراقصة
نجوى فؤاد التي عاشت معه قصّة حب، لكنّ الحياة الصاخبة التي كان يحياها
رمزي حالت دون استمرار الزواج أكثر من ثلاثة أسابيع، وآخرها مع نيكول التي
أنجب منها شاباً وفتاة.
لم تفلح محاولات صاحب «شاب مجنون جداً» في تحقيق الشهرة عالمياً كما فعل
صديقه عمر الشريف. صحيح أنّه ذهب إلى إيطاليا وقدم عدداً من الأعمال في
السينما الإيطالية منها «ابن سبارتاكوس» (عام 1962)، و«حديقة الشيطان»
(1971)، و«يمكنك أن تفعل الكثير بالنساء»، لكن هذه التجارب لم تحقق له
العالمية التي كان ينشدها.
قرر رمزي أن يعتزل التمثيل بإرادته لبضع سنوات، قبل أن يعود وعلامات
التقدّم في السنّ على وجهه والصلع غزا رأسه من خلال مشاركته في مسلسل «وجه
القمر» (2000) مع الفنانة فاتن حمامة وفيلم «الوردة الحمرا» (2001) مع
المخرجة إيناس الدغيدي، لكنّه سرعان ما عاد واعتزل التمثيل مرة أخرى،
مفضلاً الجلوس في منزله في الساحل الشمالي، ولم يشارك بعدها في أي عمل
باستثناء حلوله ضيف شرف على مسلسل «حنان حنين» (2007) مع رفيق عمره ودربه
عمر الشريف.
الأخبار اللبنانية في
29/09/2012
تكشف تفاصيل علاقتها وارتباطها بالفنان الراحل
نجوى فؤاد تتذكَّر أحمد رمزي: زواجي منه كان مع وقف التنفيذ
أحمد عدلي
كشفت الفنانة، نجوى فؤاد، عن تفاصيل زواجها من الفنان الراحل أحمد رمزي،
ووصفته بأنه كان مع وقف التنفيذ لأنه لم يدم سوى 17 يومًا فقط.
القاهرة: بحسرة وحزن ترد الراقصة والفنانة، نجوى فؤاد، على هاتفها، وعلى
الرغم من انفصالها منذ سنوات طويلة عن الفنان أحمد رمزي، إلَّا أن علمها
بخبر وفاته أصابها بالصدمة، خصوصًا أنها لم تتواصل معه منذ عامين تقريبًا
بسبب رغبته في عدم الحديث مع أحد.
وتروي نجوى لـ"إيلاف" قصة زواجها من أحمد رمزي، الذي وصفته بأنه كان زواجًا
مع وقف التنفيذ باعتبار أنه كان على ورق فقط ولم يدم سوى 17 يومًا.
وبكت بشدة خلال تذكره، مؤكدة أن رمزي كان واحدًا من أكثر الشخصيات الذين
يمكن أن تعتمد عليهم وتثق بهم خلال الأزمات المختلفة.
وأضافت أن قصة ارتباطها بالفنان الراحل غريبة للغاية، فهو لم يكن يعرفها
جيدًا، وهي كذلك، ولكن بعد تعاونهما في فيلم "جواز في خطر" وكان لايزال مع
زوجته الأولى السيدة عطية وحدث إنفصالهما خلال تصوير الفيلم، ما قربهما هو
ونجوى من بعضهما.
مشيرة إلى أن رمزي طلب الارتباط بها بعد انفصاله عن زوجته.
وأكَّدت أنها شعرت بانجذاب اليه ما جعلها توافق على الزواج من دون تردد،
ولكن ارتباطها ببعض الحفلات في الولايات المتحدة أجل إتمام الزواج، واتفقا
على أن يعقد قرانهما قبل السفر، والزفاف بعد عودتها من الخارج، وهو الأمر
الذي وافق عليه رمزي خصوصًا وأنه كان مصراً على إتمام ذلك الزواج سريعًا.
وأشارت نجوى إلى أنها سافرت سريعًا إلى الولايات المتحدة لوجود حجز سابق
لها وارتباطها بمواعيد هناك، وكان رمزي في وداعها، كما كان على اتصال معها
خلال رحلة السفر، لافتة إلى أنها اكتشفت رجوعه لزوجته الأولى عقب عودتها
للقاهرة الأمر الذي جعلها تطلب الطلاق.
وأكدت أن الفنان الراحل لم يرفض تطليقها واحترم رغبتها وجلسا معًا وتم
الانفصال بشكل ودي من دون أن يتم الزفاف وذلك بعد 17 يومًا فقط من عقد
القران، لافتة إلى أن هذا الانفصال كان بمثابة بداية جديدة لعلاقاتهما التي
قامت على أساس الصداقة فكانت تثق فيه وتلجأ إليه في الكثير من الأحيان
باعتباره أحد أصدقائها المقرَّبين.
"ابن بلد وجدع ولا يمكن أن يتخلَّى عنك وتجده معك في وقت الشدة، ومواقفه
الرجولية معي كثيرة ولا تنسى" هكذا لخَّصت نجوى سبب الصداقة القوية التي
جمعتها لاحقًا بالفنان الراحل، مشيرة إلى أنها أصيبت بصدمة بعدما علمت بخبر
الوفاة عن طريق أحد الصحافيين.
ودعت فؤاد لزوجها السابق بالرحمة والمغفرة، مشيرة إلى أنه عانى الكثير خلال
سنوات حياته الأخيرة بسبب مرض ابنه وإعاقته وكذلك غيابه الدائم عنه حيث كان
يعالج في لندن، كما انعزل كثيرًا عن الآخرين خلال آخر عامين من عمره وكان
يمر بحالة اكتئاب غريبة.
وأشارت إلى أنها ظلت على تواصل دائم معه لفترة طويلة وخلال السنوات التي
اعتزل فيها التمثيل، فلم تكن العلاقة بينهما علاقة عمل فقط ولكنها كانت
علاقة صداقة قائمة على الود والاحترام حسبما أكدت في تصريحاتها.
إيلاف في
29/09/2012
رحيل ابن سبارتكوس، ابن حميدو، ابن ايامنا الحلوة.. أحمد
رمزي
د عبدالفتاح طوقان
أحمد رمزي، عمرو الشريف، المخرج شادي عبد السلام، المخرج يوسف شاهين، سمير
صبري، من عمالقة السينما و الفن تخرجوا معا من كلية فيكتوريا، جمعتهم
السينما و الدراسة و الايام التى لا تعوض وقدموا مجتمعين و منفردين افلاما
و اعمالا خالدة.
يوسف شاهين كان المفتاح و المحرك التى جمعت و صقلت تلك المواهب و هو صاحب
مدرسة و فكر واسلوب ادي الى تكريمه من قبل خريجي كلية فيكتوريا في
احتفاليتها المئوية، و لقد اصطحبته في سيارتي الى مكتبة الاسكندرية حيث
كانت احد محطات الاحتفال انذاك وللحديث عن تلك الرحلة التى كانت من القاهرة
الى الاسكندرية بمفردنا و المليئة بالفلسفة و الفكر و النكات، اتركها "غير
اليوم " الذي نتحدث فيه عن فقيد السينما احمد رمزي النجم و الاسطورة.
احببت افلام فؤاد المهندس، برنامج كلميتن و بس، و عمو فؤاد و لم اتمالك
نفسي و انا طفل صغير في سيارة صبحي طوقان مرافق الملك طلال، و كانت دودج
امريكية الصنع في زمن كل شيء امريكي مقطوع او ممنوع في مصر، و بجانبه رجل
الاعمال انور فريد "ابو مازن " اجلس بجانب الفنانة شويكار و"اخطر رجل في
العالم " الفنان فؤاد المهندس الى ان وصلنا الى منزلنا في الاسكندرية حيث
كان المرحوم رجل الاعمال و عائلته محمود خير الشهير بلقب "ابو العاص من
اعمام مدير المخابرات الاردنية الفريق سعد خير.
المرحوم انور فريد الكلوب الذي تزوج ابنائة من الاميرات بنات الملك الحسين
عالية و زين كان يجلس على طاولة الطعام و معه الفريق رئيس هيئة الاركان
الاردنية على الحياري و عائلته وبجانبه عبد الفتاح ابو الفضل نائب مدير
المخابرات المصرية، و اخرين في حفل غذاء كبير اتسم بالخرفان المحشية، و لكن
عمتي يسرى طوقان مؤسسة الاتحاد النسائي و الهلال الاحمر الاردني اصرت ان
تقدم طبق الفلافل المصري الى جانب الخراف، و سئلت فؤاد المهندس بابتسامه "طعميايه
" اسوة بجملته الشهيرة في مسرحية انا و هو و هي.
كانت تلك اول مرة اشاهد فيها الاستاذ فؤاد المهندس في بيتنا، و المفاجأة
كانت في تواجد احمد رمزي، بطل فيلم "عائلة زيزي" و هو من الافلام التى لها
طابع كوميدي اخلاقي بحبكة جميلة و ايضا الفنان محمد عوض رحمه الله عليهم
جميعا. سلم على بحرارة بعد انتهاء الغذاء ملمحا الى صورة لي بلباس كلية
فيكتوريا و على رأسي "الكاب" طاقية المدرسة، و قال لي :انا كمان درست في
كلية فيكتوريا، هل قمت بالصعود الى حيث الجرس، ان ذلك ممنوع و لكنها مغامرة
لا تنسى و عقابها الفصل من المدرسة لمدة يومين !!!. عرفت من تلك اللحظة ان
احمد رمزى هو الولد الشقي الحقيقي، المغامر الظريف.
فؤاد المهندس كان صامتا، جامدا، جادا بغير صورته المسرحية، و كان حديثه في
السياسة و الادب يشدك الى الاستماع بشغف، بينما شعلة الحركة و الضحك و
اليقظة العالية كانت الفنانة العظمية شويكار بينما كان احمد رمزي "دنجوان "
الشاشة محور اهتمام الجميع لخفة دمه و سرعة البديهه.
ولمن عرف احمد رمزي فهو ملك التمثيل التلقائي، العفوي، و الذي يقنعك بأن
هذا الدور لا يصلح الا لاحمد رمزي الذي جعل كل ايامنا "ايامنا الحلوة
"..تألق مع عبد الفتاح القصري في نورماندي تو، و عبد السلام النابلسي و عبد
الحليم حافظ في اول ظهور لعبد الحليم مع عمرو الشريف، ومن ثم مع استفان
رستي في القلب له احكام، ومع رائعات السينما المصرية من امثال زينات صدقي،
مديحة يسري، لبنى عبد العزيز، و حسين رياض في دور لا ينسى في فيلم صراع في
الميناء، و مع اسماعيل ياسين، و اكثر من مائة فيلم مع كل ابطال و عمالقة
السينما، و كان الفاكهة المحببة في كل الافلام مع نجمات من امثال اليسدة
فاتن حمامة و هند رستم.
وبعد سنوات، و في عهد بدايات تأسيس جميعة خريجين كلية فيكتوريا، كان دوري
كمؤسس ان ابحث عن كل الخريجين و التقي بهم و اجمعهم في لقاء اولي بكلية
فيكتوريا بالاسكندرية، و من هنا سافرت الى القاهرة و تقابلت مع العديد منهم
و بحثت عن احمد رمزي و اخبرني في حينها مدير الهيلتون، منير دوس ابن عائلة
دوس القبطية و التى قامت بتأجير قصرها في الهرم لسفير المملكة السعودية في
الستينيات، بأن احمد رمزي يتواجد في "هيلتون النيل " كل يوم الساعة الثانية
عشر و بعد الظهر يذهب احيانا الى محلات جروبي في شارع طلعت حرب، و محل
جروبي هو اول مكان قابل به عمرو الشريف ويوسف شاهين للاتفاق على العمل في
السينما.
وكان الموعد و اللقاء، و بادر احمد بقلب فرح يتحدث عن كلية فكيتوريا و
ذكريات المدرسة، و قال لي كيف ان صديقا طبيبا له، درس معه، كان يجلس معه
قام بحمله من سنوات بعد ان شعر بالم في الزائدة الدودية الى المستشفي و قام
باجراء عملية جراحية فتح فيه بطن زميله احمد رمزي من اليسار الى اليمين
ليجد الزائدة، و هي عمليه على حساب كلام احمد رمزي "بهدله "، علما بأن
الزائدة الدودية في اليمين و لا داعي لفتح البطن من اليسار، و لكن زميله
قال له يا احمد انا " لست اخوانجي " لا بداء من اليمين!
احمد امضى ثلاثة سنوات في كلية الطب قبل ان يتجه الى التجارة و من ثم
السينما،و هو بالمناسبة ليس الوحيد من كلية فيكتوريا الذي ترك الطب و توجه
الى السينما و الاعلام، فهناك الدكتور و الفنان السينمائي و الموسيقي عزت
ابو عوف، و مقدم برنامج "صباح الخير يا مصر " الدكتور ابراهيم الكرداني.
كانت روحه مليئة بالمرح و الحب و الاهتمام بالاخر و الابناء، و لقد حدثني
في موقع اخر عن ابنته التى كانت قد انهت دراستها و التحقت بالعمل في احد
شركات او فنادق السياحة في شرم الشيخ، و كان في غاية الاهتمام و الفخر بها،
و لم يخلو اللقاء عن سر العلاقة المتميزة مع الفنان حسن يوسف، و هل ما اذا
كان يشكلا دويتو "دونجان " متقاطع او متماثل او متوازي خارج السينما مثلما
كنا معا في الافلام، فقال، كل واحد في "تراك "، اي مسار، و خلاص حسن دلوقتي
"الشيخ حسن " وضحكنا معا.
اما الحديث الاخطر فكان كيف ان يوسف شاهين لعب دورا في حياته لدخول
السينما، و كيف علاقته بعمرو الشريف و الملك حسين و الامير زيد بن شاكر
رئيس وزراء الاردن و الصادق المهدي رئيس وزراء السودان و عبد العزيز المطوع
من الكويت من ايام الدراسة، وكيف تم دخوله السينما الايطالية في فيلم " ابن
سبارتكوس " و كيف احب فاتن حمامة و تزوجها زميل الدراسة في فكتوريا عمرو
الشريف و ساعات اللقاء و الحب الذي لم ينته رغم الطلاق، حب بمنتهى الروعة و
الاحترام و التقدير من الطرفين. لقد كان عمرو الشريف و فاتن حمامة حبا
رائعا بكل مقاييسس الحب حسب كلام احمد رمزي.
ثم التقيت به في الساحل الشمالي مصادفة، بعد مسلسل وجه القمر من بطولة سيدة
الشاشة العربية، و هنئته على المسلسل الرائع و الاداء غير الطبيعي، السلس
الذي يدخل في القلب و يجعلك مشدودا الى لحظات ظهوره على الشاشة و الاستماع
اليه، و كيف ان مشهد اللقاء من خلف الستار في حفل زفاف ابنته بالمسلسل، كان
من اروع المشاهد و اكثرها تاثيرا، فقال لي، لقد احببت فاتن حمامة، و لا زلت
احبها، و مثلت معها بكل مشاعري التى حملتها في قلبي سنوات لسيدة لن تتكرر
في الشاشة العربية، التلقائية في هذا العمل نتاج تراكم سنوات، و لقد عشت
حياتي في هذا المسلسل بكل جوارحي و افتخر به.
احمد رمزي، قمة في الاخلاص و التفاني و العمل، تصادقه من اول لحظة، تحبة
على الشاشة من اول مشهد، تفتقده و تبكيه لانه رحل، و تبقى افلامه ذكري
جميلة لشاب رائع، و رجل سينمائي بالمفهوم العالمي.
شكرا لصفا ء ابو السعود التى استضافته في برنامجها المتالق على شاشة الاي
ارت تي من سنوات حيث انه مقل في الظهور، و لكن قبل كل هذا و ذاك، عندما
كانت صفاء في بداية دراستها و دخولها برنامج " ماما صفاء " للاطفال على
الشاشة المصرية، كان احمد رمزي و لا زال النجم التى احبته كل البنات و
السيدات.
رحمه الله عليك و على الايام الحلوة، رحل من احيا في قلوبنا "عيش ايامك،
عيش لياليك "، مع العندليب الاسمر، من راجعنا معه و نادية لظفي مذكرات
نلميذة،و من جعلنا نحيا "بجد و ضحك و لعب ".
اليوم "الوسادة " خالية الا من ذكرى طيبة و دموع الفراق.
إيلاف في
29/09/2012
عمر الشريف صديق عمره يغيب عن الجنازة.. والعزاء بعد غد في
الحامدية الشاذلية
جثمان أحمد رمزي يستقر في الساحل الشمالي دون صخب
أحمد فاروق
شُيعت اليوم جنازة الفنان الكبير أحمد رمزي، من مسجد نور الاسلام بقرية
سيدي عبد الرحمن بالساحل الشمالي، في هدوء شديد بعيدًا عن أجواء الصخب التي
تغلب على جنائز الفنانين.
وخرج الجثمان من مستشفى العلمين الدولي، ليُصلى عليه صلاة العصر، ولم يحضر
من نجوم الفن سوي الفنان أحمد السقا بالاضافة الي افراد اسرته، وكان غالبية
المشيعين من البدو السكان الاصليين للمنطقة.
وقال الفنان أشرف عبد الغفور، نقيب الممثلين: "إن تضارب المواعيد حول موعد
جنازته وصعوبة التواصل مع أفراد عائلته أو المحيطين به، جعل حضورهم
مستحيلا"، كاشفًا في الوقت نفسه أنه كان قد اتفق بالفعل مع أتوبيس يقل أكثر
من 12 فنانًا إلى الساحل الشمالي، ليشهدوا مراسم جنازة النجم الراحل، ولكن
لم يتم تحقيق ذلك بسبب حالة التعتيم التي فرضتها أسرته على الوفاة.
وأكد عبد الغفور، أن نقابة الفنانين ستشارك مساء بعد غد الاثنين، في تلقي
واجب العزاء من مسجد الحامدية الشاذلية.
أما المخرجة إيناس بكر، المتحدثة باسم صديق عمره عمر الشريف، فأكدت أن
الشريف لم يحضر الجنازة؛ لأنه في فرنسا، وفضلت عدم إبلاغه بالخبر حتى لا
يُصاب بصدمة، وهو يعيش وحيدًا لا يرافقه أحد، وأكدت أن طارق عمر الشريف حضر
الجنازة.
يُذكر أن النجم أحمد رمزي، توفي أمس في مقر إقامته بقرية «هايسندا» في
الكيلو 15 على طريق مرسى مطروح الساحل الشمالي، وأوصى أن يُدفن في أقرب
مقابر من هذه المنطقة باتجاه الإسكندرية، وهو ما نفذته عائلته.
وعاش رمزي آخر سنوات حياته زاهدًا في الدنيا بما فيها والفن وأضواءه
وطموحاته، وكان يعيش وحيدًا طوال العام في هذا المكان الذي يبعد عن القاهرة
مئات الكيلو مترات، في الصيف يستقبل المصطافين، وفي الشتاء يجلس وجهًا لوجه
مع جليسه والطباخ والسائق، فضلا عن بعض الجيران من البدو الذين كانوا
يذهبون للجلوس معه من وقت لآخر يؤنسون وحدته، كان يعيش وحيدًا رغم أن له
زوجة وأبناء، فقط كان يفكر في كتابة فيلم سينمائي يحكي من خلاله تجربته في
الإقامة بعيدًا عن القاهرة، ويصف من خلاله سحر وروعة المكان الذي يستمتع
بالإقامة فيه، بينما يعتقد الناس أنه في عزلة.
وكان من ابرز الظهور الإعلامي للراحل حوار أجرته معه «الشروق» في أواخر
يناير 2010، ونُشر على حلقتين؛ كشف فيه أنه اختار «أن يعيش في الجنة قبل أن
يموت»، عبر حديث عن سحر الطبيعة، وأكد أنه كره القاهرة وزحامها ورائحة
شوارعها.
ولم يخل الحديث معه عن إطلاق بعض التصريحات التي صدمت الوسط السينمائي
والفني؛ مثل إعلانه أن «التمثيل كلام فارغ»، وأنه أضاع فيه عمره دون أن
يفهمه، وأنه رغم نجوميته هجر السينما عندما علم بأن خالته توفت وتركت له
إرثًا في لندن، ذهب ولم يعد حتى أنفق كل ما يملك.
وكانت ذاكرته قويه رغم تقدمه في العمر 82 عامًا، ولم يتردد في ذكر أدق
تفاصيل حياته مثل علاقته الخاصة بالفنانة سعاد حسني، والتأكيد على أن عبد
الحليم حافظ لم يتزوجها؛ لأنه كان ممنوع من الزواج بأمر الطبيب.
الشروق المصرية في
29/09/2012
صاحب أفلام «أيامنا الحلوة» و«القلب له أحكام»
رحيل أحمد رمزي فتى السينما المصرية «الشقي»
القاهرة: عالية قاسم
طوى فتى السينما المصرية «الشقي» الفنان أحمد رمزي صفحته مع الحياة، حيث
غيبة الموت أمس عن عمر يناهز 82 عاما على أثر انزلاقه بأرضية الحمام في
منفاه الاختياري بفيلته بالساحل الشمالي (شمال غربي القاهرة) بسيدي عبد
الرحمن، وذلك بعد رحلة عطاء خصبة استطاع خلالها أن يشكل بصمة خاصة على
الشاشة الفضية، بروح دمثة غلب عليها المرح وخفة الدم ورشاقة الشقاوة، تجسدت
في باقة من أهم الأفلام التي تم تأريخها بوصفها علامات على العصر الذهبي
للسينما المصرية في خمسينات وستينات القرن الماضي.
تمتع أحمد رمزي بوسامة وخفة ظل وبساطة جعلت منه معشوق الفتيات في جيله،
وحتى اختياره «الطوعي» في أوائل ثمانينات القرن الماضي، حين قرر أن يبتعد
عن السينما وهو في قمة النجومية ليعمل في التجارة، فمن يومها لم يخرج من
عزلته الاختيارية إلى فضاء الفن إلا لمرة واحدة، عمل فيها مع أعز صديقاته
في الوسط الفني سيدة الشاشة العربية الفنانة فاتن حمامة في مسلسل «وجه
القمر» في عام 2000، ليوثق معها قفزته الفنية الأخيرة.
بنبرة أسى وحزن يقول عنه رفيق دربه في الشقاوة السينمائية الفنان حسن يوسف
لـ«الشرق الأوسط»: «أنا بمجرد أن سمعت الخبر قلبي وجعني ولكن الذي يصبرنا
على الفراق هو أننا أخذنا أسوة من موت الرسول عليه الصلاة والسلام الذي مات
في سن الثالثة والستين ولم يستطع الصحابة أن يفعلوا أي شيء، وقال المولى عز
وجل (إنك ميت وإنهم ميتون) وهذا ما يصبرنا على فقدان أي عزيز».
وتابع يوسف: «أحمد رمزي يعتبر جزءا من تاريخي في السينما، وصديقا وزميلا،
من الممكن أن تكون بعدتنا الأيام ولكنى لم أر منه ما يغضبني أو يضايقني وهو
كذلك، وكل ما أستطيع أن أقول عليه إنه كان محترما وابن ناس وقد عشنا معا
أياما جميلة داخل الفن وخارجه وحقه علينا أن نقرأ له الفاتحة وندعو الله أن
يغفر له ذنوبه».
ولد رمزي محمود بيومي أبو السعود في 23 مارس (آذار) 1930 لأب جراح عظام،
وهو الذي أنشأ قسم جراحة العظام في مستشفى قصر العيني، وأم اسكتلندية هي
السيدة هيلين مكاي الذي غيرت اسمها بعد ذلك ليصبح هدى، وهو ينحدر من عائلة
عريقة، فكان جده من أشهر تجار الخيول العربية الأصيلة في شبه الجزيرة
العربية، وكان المخرج الراحل حلمي حليم هو الذي أشار عليه بأن يغير اسمه
ليصبح «أحمد رمزي» ليكون وقعه سلسا على الأذن ويكون محفورا في ذاكرة
الجماهير العربية لأكثر من 57 عاما، شكلت مشوار رمزي الفني، حيث ترك إرثا
سينمائيا طويلا ضم باقة من ألمع الأفلام منها «شياطين الجو» و«غريبة» و«ابن
حميدو» و«السبع بنات» و«عائلة زيزي» و«العريس يصل غدا» و«القلب له أحكام»
و«لا تطفئ الشمس» و«بنت17» و«صراع في الميناء» و«أيامنا الحلوة»، وكان
آخرها «الوردة الحمراء» عام 2001.
تعلق رمزي بصورة أمه فكان في أحاديثه الإعلامية القليلة يشيد بالدور الذي
قامت به في نشأته هو وأخويه «عمر وحسن» وفي تربيته بعد وفاة والده وإشهار
إفلاسه، وعلى الرغم من الضائقة المالية التي كانوا يمرون بها آنذاك إلا أن
السيدة مكاي ألحقت ابنها الصغير رمزي بمدرسة فيكتوريا كوليدج للبنين
بالإسكندرية، وكانت مخصصة لأبناء الطبقة الأرستقراطية والملوك والأمراء
وتخرج منها الملك حسين بن طلال ملك الأردن الراحل، وسيمون الثاني ملك
بلغاريا، والمخرج العالمي يوسف شاهين، والممثل العالمي عمر الشريف، وقبلها
كان في مدرسة الأورمان حيث تعرف على الراحل الكابتن صالح سليم.. وفي بداية
حياته الجامعية التحق رمزي - وعلى خطى والده - بكلية الطب لكنه تركها بعد
عامين ليلتحق بكلية التجارة جامعة القاهرة ويتخرج فيها.
ولعقود، ظلت صورة رمزي الفتى الشقي خفيف الظل الوسيم الذي كسر الشكل
التقليدي لنجوم السينما في ذلك الوقت أحد أيقونات أساطير الشاشة الفضية
فكان مثل «جيمس دين» الشرق. ظهر رمزي على شاشة السينما لأول مرة في عام
1955 في فيلم «أيامنا الحلوة» مع سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة والعندليب
الأسمر عبد الحليم حافظ، الذي كان أيضا أول أفلامه.
وكانت صداقة الفنان عمر الشريف لرمزي الذي دخل عالم السينما قبله بسنوات
قليلة سببا في أن يختاره حليم لأداء دور الطالب «رمزي» في «أيامنا الحلوة»
الذي كان بوابته للنجومية، وعلى الرغم من أن معظم أدوار رمزي انحسرت في
شخصية الفتى الشقي الذي يغازل الفتيات وهو يقود سيارته مكشوفة السقف أو
دراجته البخارية أو من شرفة منزله من خلال الأفلام الرومانسية ذات الملمح
الكوميدي، فإنه استطاع أن يكسر هذا النمط ويمثل دراما مثل فيلم «صوت من
الماضي» في عام 1956 مع الفنانة القديرة أمينة رزق والفنان عبد الوارث عسر
والفنانة إيمان، التي شاركته في أفلامها القليلة مثل «أيام وليالي».
دخل رمزي عالم السينما لينافس عمالقة جيله بخفة ورشاقة، فلم يكن يحب النمط
التقليدي للملابس في ذلك الوقت من ارتداء البذلة وربط «الكرافتة»، التي كان
يقول إنها تخنقه لأنه كان يعشق الحرية، فكان يرتدي البنطلون والقميص ويفتح
أزراره حتى منتصف صدره، لافتا إلى قوامه الرياضي وجسده الرشيق المفتول
العضلات، وكان كل هذا يعتبر شكلا غير معهود في ذلك الوقت لنجوم السينما
العربية.
تزوج رمزي ثلاث مرات، الأولى من السيدة عطية الدرمللي والدة ابنته الكبرى
باكينام، ثم تزوج بالفنانة نجوى فؤاد ولم ينجب منها ثم تزوج بالسيدة نيكول
وهي يونانية الأصل وأنجب منها ابنته «نائلة» وابنه «نواف».
الشرق الأوسط في
29/09/2012 |