-
لا
أريد الخروج من المنزل وأتمنى الموت فى سلام
-
العصمة فى يد زوجتى
-
أنا طلعت على المعاش فى التمثيل وفى كل شىء
-
المنتجين المصرين قتلوا الصناعة
-
لم
أقرأ صحيفة منذ خمسين عاما
-
ندمت على دخولى مجال الفن
-
عمرى ما حبيت التمثيل
40 يوما تمر اليوم على رحيل فتى الشاشة الأول أحمد رمزى ، دنجوان
السينما المصرية .. صاحب الدم الخفيف .. تاركا حزنا والما فى قلوب محبية
وعشاقة وعلى الرغم من إبتعاده عن جمهوره وإقامتة فى الساحل الشمالى منذ
عشرات السنوات ولكنه حفر إسمه ومحبته داخل قلوب الناس ولم ينسوه للحظة
واحده ، وهو ماظهر فور إعلان وفاته فى فيلته فى الساحل الشمالى ، وظهر
جمهور مواقع التواصل الإجتماعى تويتر والفيس بوك ينعون بمزيد من الأسى هذا
الخبر وتم إستبدال صورهم الشخصة الخاصة بالروفايل الى صورة الدنجوان وهو فى
مرحلة شبابة وتبادلوا العزاء
رحل رمزى يوم الجمعة الشهر الماضى اى منذ أربعين يوما إثر تعرضة لجلطة
فى منزله ونقل بعدها مباشرة الى مستشفى العلمين حيث لفظ فيها أنفاسة
الأخيرة وقد دفن الجثمان فى الساحل الشمالى حسب وصيته.
ترك فتى الشاشة الأول ، رصيد من الأفلام الممتعة وصل لأكثر من 120
فيلما وكان أهمهم من وجهة نظره هو فيلم " ثرثرة فى النيل " الذى كان يعتز
بإشتراكة فيه ويعتبره علامة من علامات السينما .
اختصنا الراحل أحمد رمزى بحوارة وكان تقريبا من أخر الحوارات التى
أجراها وإنفردنا بصور إبنته وزوجها وحفيده وكانت لأول مره تنشر فى الصحافة
.. تحدث رمزى عن كل شىء فى حياته لم يتضرر من أى سؤال وكان واضح عليه حالة
من الزهد ورفض الواقع وما وصل ايه المجتمع من تردى فى الذوق العام وحالة
الفوضى التى سادت المجتمع وحتى فى مجال عمله " السينما " قال لا يوجد سينما
الان ولا اعرف النجوم الحاليين ، ولكم أهم ما جاء فى حوارنا معه تكريما له
على هذا المشوار الحافل.
·
ولماذا إنسحبت من الحياة الفنية
وقررت البعد ...هل زهدت فى العمل أم أن ما يعرض عليك حاليا لا يرضيك ؟
انسحبت لآنى "إنتهيت " فأنا الان عندى ثمانيين عاما ولا أقدر أن أعطى
شئء وعموما أنا لم يعرض على أعمال لكى أعود بها .
·
هل تشعر بالغضب من تجاهل
المنتجين والمخرجيين لك الأن؟
هذا الجيل أنا لا أعرفه نهائيا سواء كانوا من فنانيين أومخرجيين
أومنتجيين لكننى أعرف الجيل السابق فقط و أتذكر مثلا إسم المنتج " رمسيس
نجيب" عندما كان يضع إسمه على فيلم كنت تجدى إقبال جماهيرى دون أن يعرف شخص
قصة هذا الفيلم أو حتى الأبطال المشاركين ، وعموما لو أنا منتج "مش هاشغل
نفسى لأنى أصبحت رجل عجوز".
·
ما تريد أن تفعله الان ...هل
هتستمر فى هذه المهنه أم ستعلن إعتزالك؟
ليس لدى طموح ان أقدم شىء أخر غير الذى قدمته ..وانا طوال عمرى لم يكن
لدى الطموح الجارف حتى فى الاشياء التى كنت أحبها مثل الرياضة فأنا كنت
مواظب عليها وألعب كرة قدم وتنس وعمرى ما فكرت أن أشارك فى بطولات أو أدخل
مسابقات ،فكنت أمارسها لمجرد المتعه فقط وليس المكسب ، فانا راضى تماما عن
نفسى وعن حياتى وكل ما أتمناه أننى أريد الموت بهدوء.
·
وهل تشعر أنك أديت رسالتك فى
الحياة على أكمل وجه؟
لا أدرى إن كان لدى رسالة أم لا.. لكنى أشعر أننى عملت وهناك أشياء
إستغفرت ربنا عنها وأنا فى مرحلة شبابى كنت جسمانيا قوى جدا وكنت أحيانا
أضرب ناس وأستقوى عليهم وكنت أيضا " عفريت" بكل ما تحمل الكلمة من معانى.
·
وهل كان لديك نزوات كثيرة فى
حياتك؟
بالتأكيد ...مثل كل البشر فانا بدأت أصاحب بالمعنى الدارج لشباب هذه
الأيام منذ أن كان لدى 18 سنه.
·
هل تشعر أنك طلعت على المعاش فى
الفن؟
فى كل شىء وليس الفن فقط
·
وهل يوجد فنان بيطلع على المعاش؟
المفروض لا .. الفنان بيتعلم بإستمرار وكل ما يتقدم به العمر كل ما
يزداد نضجا وتثقل موهبته ، ولكن هناك نسبه قليلة من الفنانيين يحدث معهم
العكس.
·
وياترى أحمد رمزى يمثل أى حالة
منهما الان؟
لا أعرف.
·
قدمت الى السينما أكثر من 120
فيلما ..ما أحبهم الى قلبك؟
"ثرثرة فوق النيل" وأعتقد أن هذا الفيلم إذا تم تقديمه الان كان
سيواجه مشكلة كبيرة مع الرقابة ، وكان إخراج حسين كمال وكان أو تعاون بيننا
وأتذكر الى الان كواليس العمل وفى أول يوم تصوير حدث موقف لا أنساه كان فى
إستديو مصر وكان الجو شديد الحرارة وكان وقتها لا يوجد تكييف فى الاستديو
وكنت عايز أروح الحمام ومقدرتش أدخل الحمام فى إستديو مصر فتركت التصوير
وذهب لفندق مينا هاوس لانه أنضف كثيرا وبعد رجوعى وجدت حسين كمال يجلس
وبجواره جميع المشتركين بالعمل وقال لى بطريقة ساخرة "أنت جيت يا أستاذ
إحنا كلنا قاعدين منتظرينك" .
·
وهل تتابع الاعمال التى تعرض فى
السينما الان؟
حاليا لا يوجد سينما فهى فى حالة فوضى كلها عباره عن رقص وتهريج كإننا
قاعدين فى كبارية .. وما يحدث بها الان جلعنى أندم أننى دخلت هذا المجال
وعملت به .
·
وما السبب فى تتدهورها بهذا
الشكل ؟
السبب الرئيسى هو تأميمها سنه 1962 مثلها مثل أى شىء وبعد ما كنا نقوم
بإنتاج 120 فى لاعام الواحد ولكن بعد التأميم وبالتحديد عام 1967 لم يتم
إنتاج فيلم واحد ووقتها تم سرقة 7 مليون جنية والى الان لم يعرف أين ذهبت
هذه الاموال ولكن السينما الان بدأت تنتج وبها إزدهار ولكن للأسف الشديد
رجعت بمستوى متدنى .
·
كيف تحكم على جيل كامل أنه
سىء... هل تتابع كل أعمالهم؟
من خلال ما يكتب عنهم وما أشاهده فى التليفزيون وعموما أنا حتى لا
أذهب للسينما وأخر مره ذهبت كان مع صديق عمرى "عمر الشريف" من حوالى 40
سنه.
·
وهل هذا المستوى المتدنى ينطبق
على أخر أفلامك "الوردة الحمرا" ؟
بالطبع فأنا لم أعجب به فهو مقتبس من فيلم أجنبى وقد غيروا وقتها فى
عمودة الفقرى وظهر الفيلم ردىء وليس بجودة عالية .
·
اذن لماذا وافقت عليه ؟
لم أكن أعرف أن سيتم التعديل بهذا الشكل وأنا كنت معجب بالنسخة
الاصلية وعندما بدأنا تصوير وفوجئت بتغيره لم أكن أستطيع التراجع لاننى
وافقت من البداية وسوف أحكي لك ما الذى حدث بالتحديد مؤلف الفيلم كان "عبد
الحى أديب" وهو يمتلك مكتبة كبيرة يوجد بها كل الترجمات للأفلام الأجنبية
وكان عنده شخص يدعى "أنيس عبيد" كان متخصص فى ترجمة هذه الأفلام والخطأ
الذى كان يقع فيه أنه يترجمها ترجمة حرفية ومن الممكن أن يغلط غلطات فادحة
مثل ما حدث فى "الوردة الحمرا".
·
وفى رأيك ما المفروض أن يعمله
صناع السينما الحاليين لكى يرتقون بمستواها؟
قبل أن تصلحى أى شىء فى الدنيا يجب أن تصلحى من شان الإنسان نفسه
وتوفرى له مجتمع يستطيع الحياة فيه ..فكيف نرتقى بالسينما والمجتمع نفسه به
مشاكل عديدة ومن أهمها هى التعليم وبعد الأهل عن أولادهم ..كل هذا لا ينشأ
إنسان سوى يستطيع أن يبدع ويقدم فن جيد ، فأنا أتذكر أننى وأنا فى المدرسة
كان مستوى التعليم جيد جدا وكان يوجد اهتمام بالغ به وكان هناك مدرس للغه
الانجليزية واخر للفرنسية ...زمان كان يوجد جامعة القاهرة التى تعلمنا بها
وكانت لها مكانتها وهيبتها وكان الذى يتعسر فى التعليم كان أهله يقدمون له
بالجامعة الامريكية.
·
أفهم من ذلك أن تعثرك فى الدراسة
يرجع الى فشلك بها؟
يجيب ضاحكا... أنا عمرى ما كنت متعثر فى الدراسة أنا كنت متفوقا جدا
أثناء المرحلتين الابتدائية والإعدادية وعندما جاءت مرحلة الجامعة أسرتى
كانت ترغب فى دخولى كلية الطب مثل والدى وأخى الأكبر وانا لم أحب هذه
الكلية ، ودرست بها لمدة ثلاث سنوات وتعثرت بها ولم أنجح بها وحولت الى
كلية تجارة ونظرا اننى احب هذا المجال تفوقت به لغاية ما وصلت للفرقة
الرابعة وفى هذه السنه بدأ إنشغالى بالتمثيل والأدوار والسينما .
·
طوال مشوارك الفنى وأنت تقدم دور
الشاب الروش المتمرد ...من الذى حصرك فى هذه المنطقة؟
أنا أول ممثل يقدم هذه الأدوار فى السينما وعموما أنا لا أختار نوعية
الأدوار أنا كنت أقبل الذى يعرض على .
·
وبعد نجاحك فى هذه النوعية
الأدوار ..لماذا لم تتمرد عليها وتقدم نوعية اخرى ؟
أنا كنت مثل" فنجان القهوه " الذى يتم تقديمه وكنت أفعل الذى يريدة
المخرج والمؤلف فقط.
·
من هو أهم مخرج أثر فى السينما
المصرية من وجهة نظرك؟
مجموعة من المخرجين أراهم ساهموا وأعطوا للسينما الكثير وساعدوا فى
نهضتها منهم كمال حسين وفطين عبد الوهاب وحلمى حليم.
·
من يتحكم فى السينما الإنتاج أم
الإخراج؟
السينما قائمة على حرب قوية بين إثنين المخرج يريد أن يبدع ويصرف على
العمل ولا يبخل عليه ويريد ميزانية عمل كبيرة لكى لا يقع تحت ضغط والمنتج
عكس ذلك يريد أن يطلع الفيلم بأقل التكاليف "بيخاف على جيبه" .
·
انت أنتجت ثلاث أفلام هل كنت من
المنتجيين الذين" يخافون على جيوبهم"؟
يجيب ضاحكا... أنتجت بالفعل ثلاث أفلام ولكنى أنا فنان أستطيع أن أصرف
على العمل بسخاء ولم أستطيع الإستمرار فى الإنتاج لآنه مهنه متعبه ومرهقه .
·
المنتجين الأجانب كانوا يجيئون
لمصر لكى يصورا بها ..لماذا الان يتجاهلونها ؟
القاهرة من أجمل الاماكن فى العالم من الشمس بها طوال السنه والأماكن
لكن المنتجين الاجانب الان يذهبون للتصوير فى تونس ومراكش لان فى مصر لا
يوجد شخص أجنبى يذهب لها والا يتعرض للنصب والسرقة من قبل بمعنى أدق "لازم
نخرب بيته" المنتجين المصريين قتلوا الصناعة .
·
قدمت مسلسلان هما "وجه القمر"
و"حنان وحنين" ..ما تقيمك للتجربتان ؟ ولماذا لم تتكرر التجربه؟
العمل فى مسلسل وجه القمر كان ممتع للغاية وكان مسلسل جيد وعودة قوية
لفاتن حمامة وكان السيناريو والإخراج جيدين وعلى مستوى كبير من الجودة على
عكس تماما مسلسل حنان وحنين الذى صورته مع عمر الشريف فلم أعجب به على
الإطلاق وكانت أحداثه بها تطويل واصاب المشاهديين بالمملل .
·
وهل لا تتابع الدراما
بالتلفزيون؟
أتابعها ولا أستطيع أن أفهم الموضه التى توجد حاليا فى التليفزيون وهو
وجود هذا الكم الهائل من المسلسلات فى شهر رمضان ، ولكنى أعجبت بمسلسل
"الملك فاروق" الذى عرض من سنتين .
·
انت عملت بالسينما والتليقزيون
ولم تعمل بالمسرح ..لماذا؟
لانه لا يوجد مسرح نهائيا غير نجيب الرجانى فقط .
·
بعد رحله العمر الطويله والعمل
المستمر ..هل حصلت على التكريم المناسب لك ولمسيرتك ؟
بالطبع حب الناس هو أكبر تكريم حصلت عليه .
·
ومن جانب الدولة؟
أدعى طوال الوقت ربنا يبعدنى عنهم.
·
ولكن كرمك مهرجان القاهرة
السينمائى الدولى منذ أربع سنوات ..لماذا لم تحضر لإستلام الجائزة؟
أنا لا أحضر مهرجانات وشاهدت الحفل فى التليفزيون وقد تسلمها عمر
الشريف عنى والى الان لم يرسلها الى وانا لم أسأله عنها وكنت أتمنى أن هذا
التكريم لا يتم.
·
لماذا؟
لا أعرف
·
وماذا عن رأيك فى مهرجان القاهرة
السينمائى؟
مهرجان جيد واى مهرجان فى العالم قائم فى الاساس على بيع وشراء
الأفلام وهذا والمفروض أن النجوم يقفون بجواره ويساندونه ويظهروه فى أحسن
صوره .
·
هل توجد لديك أحلام لم تحققها
الى الأن؟
يااااااه كثيرة جدا لكنى لا أريد أن أتذكر اى شىء.
·
من الشخص الذى يقف بجانبك فى
أزماتك؟
أصدقائى مثل عمر الشريف والامير نواف وزوجتى "نيكول" التى توجد بجوارى
طوال الوقت.
·
بعد كل هذا العمر هل مازلت
تحبها؟
بالطبع فهى رفيقة عمرى وأحبها بجنون والإنسانه الوحيدة التى أحكى
وأفضفض معها والذى لا يعرفنا يحكم على علاقتنا بالفشل من كثرة خناقتنا مع
بعض طوال اليوم "ناقر ونقير" .. والذى يستغربه البعض أن زوجتى نيكول العصمة
توجد معها لكى تعيش معى بحريتها واذا يوما شعرت أنها تريد الإنفصال سيكون
لديها كامل الحرية فى ذلك .
·
وهل مازلت تغير عليك؟
الغيرة دى سلوك" حيوانات "ولا أعترف بها وانا ليس لدى حب الإمتلاك
وانا تركت لها حرية فى التصرف واللبس والسفر والعمل من أول يوم زواجنا ،
والى الان البنات بتعاكسنى على الرغم من أننى طوال عمرى ما عاكست فتاة
العكس هوا الذى كان يحدث.
·
تزوجت ثلاث مرات ..لماذا هذه
الزيجة التى إستمرت معك ؟
بالنسبه لأول زيجة كانت من السيدة "عطية "وهى من عائلة أرستقراطية جدا
وجمعتنا قصة حب كبيرة ولكن بعد فترة بدأ الحب يتسرب من بيننا ولم نعرف ما
السبب ، أما الزيجة الثانية فكانت من الراقصة "نجوى فؤاد" وكنت لا أرغب
الزواج منها ولكن الذى حدث أن كان لى صديقان هما "كمال الملاخ " وصديق اخر
كان رئيس تحرير أشهر مجلة لبنانية وقتها وكانوا متراهنيين على زواجى منها
وخططوا لذلك وأنا كنت على علاقة بها وذات يوما كنت فى بيتها ووجدت عندها
"أحمد فؤاد" وهو كان فارض نفسه عليها وطردته من بيتها ، وفوجئت بكمال
الملاخ يكلمنى ويشرح لى أن الذى فعلته سوف ينشر فى جميع الجرائد والمجلات
ويجب على الزواج من "نجوى فؤاد" لكى أحميها من ذلك وبالفعل وافقت وإستمر
زواجنا لمدة 21 يوم.
بوابة روز اليوسف في
07/11/2012
أربعينية أحمد رمزي
محمد حجازي
أربعون يوما تمر اليوم علي رحيل الفنان احمد رمزي الذي يعد علامة
بارزة في تاريخ السينما المصرية.
كانت علاقته بالفنان عمر الشريف سببا أساسيا لدخول عالم السينما هذا
بالاضافة إلي خفة ظله وبراعته التي جعلت منه نجما سينمائيا بحق في زمن الفن
الجميل وهذا ما وضح جليا عندما اختاره المخرج حلمي حليم في بداية مشواره
السينمائي عندما لاحظ سلوكه وتعبيراته التي أحس بها المخرج فعرض عليه العمل
معه في فيلمه أيامنا الحلوة مع فنانين من أعظم ما انجبتهم السينما المصرية
عمر الشريف وفاتن حمامة وعبدالحليم حافظ.
وكانت تلك انطلاقة سريعة للنجم الراحل في سباق العمل السينمائي وبدأت
تتوالي الأعمال عليه حتي بلغت 100 فيلم علي مدي عشرين عاما هي عمره
السينمائي التي أنهاه الفنان في منتصف السبعينيات بعد تصوير فيلم الأبطال
مع فريد شوقي, حيث إن الفنان الراحل أحس أنه لم يعد له وجود في تلك الحقبة
الزمنية بظهور نجوم شباب أمثال نور الشريف ومحمود ياسين ومحمود عبدالعزيز
وذلك حتي تظل صورته جميلة كما اعتاد عليها جمهوره وبذلك نجد أنه فضل
الاعتزال واتجه إلي عالم البيزنس ولكنه لم يستطع أن يصمد في هذا العالم,
ومن خلال ذلك عاوده الحنين مرة أخري إلي عالم السينما والتمثيل فبدأ بفيلم
قط الصحراء مع يوسف منصور ونيللي, وفيلم الوردة الحمراء مع يسرا وأخيرا
مسلسل وجه القمر مع فاتن حمامة, ورغم ظهوره في فيلم الوردة الحمراء مع يسرا
عام 2010 فإنه كان شابا شقيا يافعا رغم زحف تجاعيد السن علي ملامحه فنجده
كما كان في الماضي شابا شقيا.
وبعد وفاة نجله فضل العزلة مرة أخري واعتزل الفن وقضي بقية حياته
بالساحل الشمالي إلي أن قضي نحبه
يوم 28 سبتمبر الماضي داخل حمام فيلته عن عمر يناهز 82 عاما وأوصي بدفنه
بالساحل الشمالي, تاركا وراءه رصيدا سينمائيا جيدا من الأفلام المتميزة,
وصفحة السينما تنتهز الفرصة في أربعينية الفنان الراحل لكي تقدم خالص
تعازيها لجمهوره المحب له وتثني عليه الذي امتعنا لسنوات طويلة من فنه
الجميل ولكن ما يحزننا جميعا ذلك النكرن والجحود من زملاء المهنة الفنانين
الذين لم يحضروا جنازته باستثناء الفنان أحمد السقا الذي كان يعتبره أبا
روحيا له, فهل بذلك ننزل الناس منازلهم؟
وندعو الله أن يعوضنا خيرا عنه.
الأهرام اليومي في
07/11/2012
فى ذكرى الأربعين:
«المصرى اليوم» تزيح الستار عن الابن
الصامت لـ«أحمد رمزى»
كتب
مصباح قطب ولبنى صلاح الدين
عشق الشاشة الفضية فعشقه جمهورها، لكن ما الذى رآه الجمهور خلف
الشاشة؟ لا شىء إلا بعض الحكايات المشوشة عن زواجه، وعن حب السهر والفخامة
والسفر، وصحبة الأصدقاء. كان الأديب البريطانى «سومرست موم» يحذر الفنان
دوما من السماح للجمهور بمقابلته خلف الكواليس، ويقول إن عليه ألا يسمح
للمشاهد بإزعاج شياطين الفن التى تتلبسه، لكن هناك حاجة أخرى لرؤية الممثل
خلف الستار هذه المرة. عرفناه فاتحا صدره للحياة والشقاوة، وشبهه الكثيرون
بالنجم الأمريكى «جيمس دين» المعروف بوسامته الشديدة، وبدا دوما وكأن الهم
أو الحزن لا يقويان على أن يكشرا عن أنيابهما فى وجه ابتسامته الساحرة. لكن
فى أربعينية رحيله سنقرأ فى السطور التالية الدور الحقيقى لأحمد رمزى فى
الحياة، وهو دور ملىء بالدراما والحزن بشكل يختلف تماما عن «الولد الشقى»
الذى عرفناه.
«نواف».. الدراما الحقيقية فى حياة «جيمس دين»
السينما المصرية
بثبات أسطورى، أخفى أحمد رمزى أحزانه الرمادية التى أخفاها عن الجميع
منذ نهاية ١٩٧٣. أحزان أخذت بالصدفة عنوانها من اسم أمير عربى شهير كان
صديقا لرمزى، وكانا يجلسان معا فى بيروت لحظة أن علم بميلاد ابنه فى ديسمبر
من عام حرب أكتوبر ذاته .. اختار اسم الأمير لابنه تيمنا بالصداقة والبشرى،
لكن المقادير كان لها قرار آخر. ولد «الأمير» نواف أحمد رمزى قبل أن يتم
الـ ٧ أشهر وبسبب قصور طبى فادح ظهر لاحقا أصيب الوليد بإعاقات فى حركة
اليدين والقدمين ومشاكل جمة فى المخ والنطق بعد ٦ أشهر فقط من الميلاد..
منذ ذلك الحين لم نر صورة الابن سوى يوم عزاء رمزى بالحامدية الشاذلية.
ونراه - مع الأخت والأم - يتحدث اليوم لأول مرة مع «المصرى اليوم».
الجميع يتحدث بعد صمود طويل من الأب والابن والأسرة على الصمت والأحزان بين
لندن التى يمضى فيها نواف أغلب حياته منذ أن انتقل إليها فى سن السادسة مع
أمه وأخته نائلة، وبين مصر.
ظل «نواف» ينصت مترقبا ونحن فى «التراس» ويحرك رأسه حركة تبدو لا
إرادية يمينا ويسارا مطوحا إياها لأعلى وفاتحا صدره - كوالده بالضبط -
للحياة يتشربها فى هدوء ويشرق وجهه بملامح ابتسامة رمادية أيضا، تروح وتغدو
لكن لا تغيب، تتبادل الأدوار معها أطياف حزن مبهمة سرعان ما تزول.
حين سألناه عن الدراسة قال بحسم - بالإنجليزية- وعبر ابتسامة ماكرة،
إنه يكرهها. نطق الجملة بسهولة غير مألوفة ثم أكمل ببطء وعبر معافرة
للتجاوب معنا أنه لم يكن يحب الذهاب إلى مدرسته فى لندن وقد غير مدرسة بعد
أخرى «لكن مافيش فايدة»، وإنما كان ولا يزال يفضل الخروج والتنزه وصحبة
الناس.
قال إنه يهوى سماع الموسيقى الغربى مثل والده، ويسمع من وقت لآخر
الأغانى المصرية القديمة لأم كلثوم وعبدالوهاب وعبدالحليم. يتفرج على
التليفزيون ويشاهد بعض أفلام الأكشن.
«نواف» يقاسى فى صمت مثير، وكما قيل لنا فهو لا يشكو أبدا، وإن كان
يبدو عصبيا أحيانا رغم شعوره العميق بالقيد.. هذه النقطة جعلت والده يحبه
بجنون، ويدلعه باسم «نوما».
تقول شقيقته «نايلة»: نواف رمزى هو الآخر صداقة بلا حدود.. لا يمكن أن
يحيا دون أن يشعر أنه يعطى.. نطلب منه رعاية الأولاد أحيانا «ويتابع معه
آخر ولكن عن بعد» ليشعر بالمسؤولية، وأن له أهمية أو نكلفه بأعمال فى
المنزل. «بيبقى وجيه قوى لما يرتدى البدلة والكرافتة علشان الشغل بتاعه».
تضيف الأم «نيكول»: فى مرات ذهبنا إلى المجر لعرضه على معهد مشهور
هناك، وتعرفنا فيها على السفير المقتدر حسن عيسى - رحمه الله - والذى ظل
لآخر يوم فى حياته من أقرب الأصدقاء لرمزى وللأسرة.
وتستكمل «نايلة»: «نواف دمه خفيف جدا مثل والدى بالظبط، وكان مع والدى
بيضحكوا ويهرجوا، لكن بياخد وقت على ما يتعود على حد وبعدين يبقوا أصحاب».
وتتابع: «هو عارف وفاهم إن والدى مات بس ليس لديه الوعى الكامل
بالوقت، هو قالى أنا عارف إن والدى فى الجنة، ولكن مقالشى أنا عارف إنى مش
حشوفه تانى، يعنى هو عارف إنه فقد والده بطريقته الخاصة وبفهمه الخاص، وأنا
مش عايزة أوضح له الأمر أكثر من ذلك، لأن والدى كان كل حياة نواف، إنما أنا
عندى أولادى وزوجى إنما نواف ليس لديه أى حد غير والدى».
وتوضح أن «نواف» يعمل فى الحكومة البريطانية فى وظيفة غير منتظمة،
وتستطرد: «لكن قيامه بعمل يجعله سعيدا للغاية ولذلك فإن والدى ووالدتى
يتنقلان بين لندن والساحل عشان عمل نواف، فهو يقوم باستقبال الحالات ذوى
الاحتياجات الخاصة لتقييم أفضل مكان يمكن توجيههم إليه، وهى وظيفة ليست
دائمة وإنما مرتين فى الشهر غالبا».
وتشير إلى أنه سعيد جدا بوظيفته لأنها تعطيه كبرياء وتحقيقاً للذات
و«لذلك كان وجودنا فى لندن مهماً جدا بالنسبة له، إنما هنا فى مصر نواف
يستفيد بحب الناس.. المصريون لديهم حب غير عادى وطيبة مش موجودة فى
الخارج».
وقالت الأسرة: نواف تأثر جدا بفوز أبطال مصر البارالمبيين بجوائز،
ونعمل الآن مع مجموعة من الأصدقاء على إطلاق مبادرة باسمه لتشجيع هؤلاء
الأبطال، وبالمناسبة نواف يعوم على البطن والظهر وعادة يسبح لمدة ساعة
يوميا طوال التواجد فى الساحل الشمالى.
الزوجة «نيكول»: «رمزى» أب أسطورى و«فتحة قميصه» تعبير عن انفتاح قلبه
للحياة
قالت السيدة نيكول- زوجة الفنان الراحل وأم نائلة ونواف: «أحمد رمزى
لم يكن يحب السياسة وملوش فى البيزنس. كان يعشق الهدوء والزهور والنباتات
ويعشق العزلة بقدر ما يحب أصدقاؤه ويحب العطاء، وأظن أنه الوحيد فى مصر
الذى يقضى الشتاء بكامله فى الساحل الشمالى سواء فى وجودى أنا ونواف ونايلة
أم وحده».
وأضافت: «لقد تعودنا أن نعيش معا لا نمل من حكايات وكلام وشاى وطعام
وأيس كريم وشقشقة عصافير وروايح نباتات الحديقة (أظهرت لنا صورة تجمعهما
على السرير وهما يتناولان الأيس كريم ويتحدثان)، وقد قال لى أكثر من مرة
إنه يحب أهل سيدى عبدالرحمن لأنهم صح ودوغرى وأصحاب كبرياء مستقيم».
وذكرت الزوجة أن «فتحة القميص» التى تميز بها رمزى ليست تعبيرا عن
شقاوة، «إنه زوج رائع وأب وجد مدهش، لكنها تعبير عن فتح القلب للحياة».
وعبرت عن أمنيتها «أن يتعرف كل أب وكل أم وكل أخ أو أخت على الطريقة التى
رعى بها رمزى ابنه طوال هذه السنين دون أى تبرم، أو محاولة لهرب من
المسؤولية تحت أى مبرر».
وتعتبر الزوجة أن بطولة أحمد رمزى تتجلى فى هذا الجانب كما يجب أن
تكون البطولة الإنسانية وأكثر من هذا، منوها بأن «علاقته بابنه كانت تمده
بفيض من الإصرار وبسعادة لا حدود لها رغم كل الألم».
توقفت قليلا ثم أضافت: «رمزى كان ينبوع حب وحنان وعطاء ونواف كذلك».
(كلمة حب تنطقها وكالمتوقع من سيدة إيطالية الأصل: هب بضم الهاء). عن
البداية مع «رمزى» قالت نيكول: «أول مرة رآنى كان فى عيد ميلادى الـ١٦ فى
بيتنا فى الزمالك، وكان والدى عامل حفلة صغيرة، وأحمد رمزى حضر مع بعض
أصحابه ولم يكن والدى يعرفه بل أنا أيضا.. كان فيه بنت عم لى معجبة به جدا
لكن أنا مكنتش شفت أفلامه ولا أعرف شغله، وبعد كده كملت دراستى ورمزى اتجوز
وطلق وبعد كده اتقابلنا مرة ثانية بالصدفة فى مطعم مع أصحابه واتجوزنا
وبقالنا ٤٥ سنة مع بعض».
الابنة «نائلة»: والدى كان فخورا بابنه المعاق.. وطوال الوقت «يوصينى
عليه»
قالت نائلة أحمد رمزى (وهى سيدة أعمال متزوجة من بريطانى) إن استقرار
والدها فى الساحل الشمالى فى آخر ١٠ سنوات من عمره لم يكن رغبة منه
للانعزال، وإنما هربا من ضجيج القاهرة وزحمتها وبحثا عن مناخ قريب الشبه من
البيئة الحضارية التى نشأ فيها، فى إسكندرية زمان، فوجد فى الساحل الشمالى
مراده، واستقر هناك.
وترجع نائلة بذكرياتها قليلا إلى مولد أخيها «نواف» فى ١٩٧٣، فتقول:
«كان عندى ٤ سنوات ساعتها وكنا فرحانين بالمولود، ولم يكن والدى يعرف أن
لديه مشكلة، حتى الأطباء لم يخبرونا بأى شىء فى البداية، إلا أننا لاحظنا
عدم قدرته على الحركة بشكل طبيعى بعد ٦ أشهر من ولادته، فعلمنا أنه ليس
سليما، وأن السبب نقص فى الأوكسجين بعد الميلاد المبكر أثر على المخ، ولم
يكن هناك حضانات فى ذلك الوقت، وبعد أن عرفنا المشكلة لم يكن هناك مؤسسات
للتعامل مع تلك الحالات فى مصر، سوى «الوفاء والأمل» للسيدة جيهان السادات،
وكانت المؤسسة فى بدايتها.
تستطرد: لكن والدى فضل أن يذهب بنواف إلى لندن، لأن الإمكانيات
المتاحة هناك أفضل، وتوجد مدارس متخصصة لهذا الأمر، وهو كان حريصاً على أن
يوفر له أفضل حياة ممكنة، فذهبنا إلى لندن كلنا لأن أهم حاجة عند والدى هو
بقاء الأسرة مع بعض، وكان نواف عنده ٦ سنوات، وكان لوجود عمى وهو طبيب مقيم
هناك، دافع آخر لاختيارها مستقرا، مما سهل الحياة علينا هناك، ومن وقتها
كرس والدى حياته من أجل نواف، فعلمه فى مدارس داخلية، وعلمناه الفرنسية
والإنجليزية، وكان والدى حريصا أيضا على تعليمه السباحة، حتى يكون له
هواياته ورياضته الخاصة به».
تضيف نائلة: «والدى كان دائما يحب نواف بعنف، ويوصينى على أخى، وطوال
الوقت كان قلقا عليه، وماكانشى يخرج فى حتة إلا لما يتأكد أنه يستطيع
اصطحاب نواف معه، كانت العلاقة بينهما شديدة جدا، حتى أنه أوجد له أصدقاء
من خلال أصدقائه هو». وتابعت: «والدى كان دائما يعبر عن فخره بابنه فى كل
مكان يحلان به، وعمره ما أظهر حزنا أو زعل من ساعة ما عرف بمرضه، بل بالعكس
كان يأخذه معه فى كل مكان، وهو مزهو بأنه يستطيع التعامل فى ظروفه هذه».
المصري اليوم في
05/11/2012 |