بدأت شركات الإنتاج للأفلام في الدعاية لأفلامها التي تم ترشيحها
لجوائز الجولدن جلوب هذا العام.. والتي تم إنتاجها وعرضها العام
الماضي.. طبقا لشروط دخولها في المنافسات علي جوائز الجولدن..
والأوسكار..
والمعروف أن جوائز الجولدن جلوب.. تفتح الأبواب أمام الأفلام التي
تحصل علي جوائزها الأبواب للدخول في عالم الأوسكار وجوائزه.. في معظم
احتيارات الجولدن للأفلام التي تستحق جوائزها.
وطبعا هناك شروط لمشاركة الأفلام التي تتنافس علي مهرجانات هوليوود
بالذات.. وغيرها من المهرجانات أن تكون عرضت وأنتجت في العام السابق
لانعقاد دورات المهرجانات.. وإذا تأخرت هذه الأفلام عن إعلان دخولها
منافسات جوائز المهرجان يوما واحدا.. يتم رفضها فورا.. وتحرم من
المشاركة في المهرجانات الدولية.. ومعظم الأفلام التي تحصل علي جوائز
الجولدن جلوب.. دائما ما تكون هي نفس الأفلام التي ستتنافس علي جوائز
الأوسكار.
وجاءت ترشيحات أعضاء رابطة نقاد السينما في هوليوود للأفلام التي
ستحصل علي جوائز الجولدن أن تكون علي مستوي عال جدا.. وتجد صدي قويا..
عند أعضاء أكاديمية الفنون الأمريكية التي يصل عدد أعضائها إلي6 آلاف
عضو!!
وقد يحدث أن يكون بين الأفلام المرشحة لجوائز الجولدن أفلام ليست علي
مستوي رؤية أعضاء أكاديمية الفنون الأمريكية التي تحدد الأفلام وتختارها
للاشتراك في مسابقات الأوسكار.. فلا يرحب بها الأوسكار.. لمستواها
الفني.. أو ربما للإعلان
أن الأوسكار ليس امتدادا لجولدن جلوب.. وأنه مهرجان مستقل وحر في
اختيار أفلامه.. أو ربما لوجود أسباب سياسية أو اجتماعية.. وهي عادة
موجودة في كثير من اختيارات المهرجانات للأفلام التي تشارك في دوراتها..
وهذه هي مفاجآت جوائز المهرجانات الهوليوودية.. وغيرها من المهرجانات
السينمائية!!
ويبدأ نجوم الأفلام المرشحة للجوائز في الدعاية لأفلامها مع شركات
إنتاجها للتأثير علي الأوسكار لقبول هذه الأفلام في عالم الأوسكار..
والحصول علي جائزة الأوسكار.. لأن الحصول علي جوائز الجولدن..
والأوسكار.. له أهمية خاصة وتأثيرا كبيرا.. منها بالنسبة للنجوم..
طلب رفع الأجور.. وبالنسبة للمنتجين.. الحصول علي ايرادات عالية نتيجة
لاقبال الجماهير علي مشاهدة الأفلام صاحبة الجوائز بشكل كبير.. والتي
تسعي إليه كل شركات الإنتاج.
ورحلة سريعة مع الأفلام المرشحة لجوائز الجولدن جلوب المعلن عنها..
والتي سيتحدد فوزها.. والإعلان عنها.. يوم الأحد القادم!! وعند الإعلان عن الجوائز.. تبدأ رحلة الاهتمام.. والدعاية
الصاخبة لفوز هذه الأفلام.. والدخول في عالم مهرجان الأوسكار..
الساحر.. صاحب أكبر اهتمام في عالم السينما.. كل عام!
والأفلام التي أعلن عن ترشيحها في مسابقة الجولدن جلوب.. والتي تفتح
طريق المشاركة في الأوسكار ـ وأهمها ـ هي:
* فيلم.. البؤساء.. وهو فيلم يعالج قصة البؤساء.. بشكل
جديد.. من خلال سيناريو موسيقي غنائي.. كوميدي.. بطولة مجموعة كبيرة
من الممثلين الذين اذهلوا لجان الاختيار بادائهم الإبداعي الجديد..
الممتاز في فن الاداء التمثيلي.. ومرشح بطل الفيلم لجائزة أفضل ممثل..
وهو الممثل.. هيوجاكمان.. الذي يقوم بدور.. جان فالجان.. الذي سرق
رغيفا.. فأصبح مجرما.. يطارده طوال حياته الشرطي القاسي النجم راسل كرو
علي الرغم من أنه غير حياته وأصبح مساعدا للفقراء.. والفيلم طبعا مأخوذ
عن رواية الأديب الفرنسي فيكتور هوجو وهو من الأفلام المرشحة للأوسكار
أيضا.
* فيلم الطيران لبطله الممثل دينزل واشنطون.. الذي تألق في اداء
دور قائد طائرة سكير.. وعلي الرغم من محاولة محاميه إنقاذه من حكم
الادانة.. وأنه بريء إلا أن الطيار يعترف أمام المحكمة بأنه فعلا كان
سكرانا وهو سكير.. ويعترف بخطئه.. وأعلن لنفسه المثل الذي يقوله ويؤمن
به.. ماذا يفيد الإنسان أن يكسب العالم الذي يعيش فيه.. ويخسر نفسه..
ورشح دينزل كأفضل ممثل.
* فيلم نصف ساعة بعد منتصف اليوم للمخرجة كاترين بيجلاو.. الذي
اثار أزمة كبيرة عند تصويره.. وعند مشاهدته.. وهو تدور أحداثه حول
العملية التي تم فيها قتل أسامة بن لادن وحول مصدر المعلومات التي حصلت
عليها المخرجة عن العملية والبحث عن الذي أعطاها المعلومات من رجال
المخابرات الأمريكية.. ولكن في الفيلم أن الذي أعطي المخرجة معلومات
عملية اغتيال بن لادن' فتاة تعمل بالمخابرات وهي التي أوصلت القوة التي
قتلت بن لادن بعد مراقبتها له3 سنوات.. ورشحت بطلة الفيلم جيسكا كأفضل
ممثلة.
* فيلم الصدأ والعظام رشحت نجمة الفيلم ماريون كوتيلا كأفضل ممثلة
وفيلم سبرنجي رشحت بطلته ميريل ستريت كأفضل ممثلة في فيلم كوميدي ـ وفيلم
ارجو جائزة أفضل مخرج.. وهو الممثل نفسه رشح لجائزة أفضل ممثل.. وتدور
أحداثه حول إنقاذ6 أمريكا.. بعد ثورة إيران محتجزين بها!!
* فيلم الضجة الفنية.. والذي يحظي باجماع النقاد والفنيين
والمشارك في ترشيحات الأوسكار أيضا.. وهو فيلم لنكولن الرئيس
الأمريكي.. صاحب أعطاء العبيد الصفة الأمريكية.. وأنهي الحرب الأهلية
بين الشمال والجنوب الأمريكي واختير للرئاسة مرتين.. وقتل وهو مع زوجته
وهما يشاهدان مسرحية.. بطلقات في صدره أودت بحياته.. والفيلم مرشح
لأكثر من جائزة في الجولدن جلوب والأوسكار.. والفيلم إخراج ستيفن سبيلبرج..
ورشح بطله النجم الذي قام بدور لنكولن.. الممثل دانييل داي لويس لجائزة
أفضل ممثل.
* وهناك مجموعة من الأفلام والنجوم الذين تم ترشيحهم لجوائز الجولدن
جلوب. والذين يأملون الوصول إلي الأوسكار منهم ريتشارد جير عن فيلم
تحكيم.. وبعض النجوم الذين يرجون أن يصبهم الدور في الوصول إلي الأوسكار
من خلال الأفلام التي يقومون ببطولتها.. وتم اختيار أفلامهم للمشاركة في
العشرة أفلام التي ستنافس علي جوائز الأوسكار الذي ستكون دورته هذا العام
يوم24 فبراير القادم.
وستظل هوليوود منذ ترشيحات جوائز الجولدن جلوب.. والتي ستعلن عنها
الأحد القادم.. ستظل في نوبة صحيان سينمائية.. حتي تعلن عن جوائز
مهرجاناتها التي ينتظرها أهل السينما.. وشعبها.. والتي يأمل كل نجم
ونجمة في الحصول علي جوائزها. في كل فروع صناعة السينما.. ويتحقق حلمهم
المأمول حدوثه في قلوب كل أصحاب الفن السابع.. السينما الساحرة!!
الأهرام المسائي في
10/01/2013
دانيال دي لويس يستعد لثالث أوسكار
هناء نجيب
ترشح الممثل الانجليزي دانيال دي لويس لجائزة الاوسكار لأفضل ممثل عن
دوره الذي جسد فيه شخصية الرئيس الامريكي الاسبق ابراهام لينكولن في
فيلم( لينكولن).
والذي تم عرضه في نوفمبر الماضي.. وبهذا تكون الجائزة الثالثة اذا حصل
عليها ويكون الوحيد الذي حقق مثل هذا الانجاز في تاريخ السينما.. وقال مخرج
الفيلم العبقري ستيفين سبيلبرج ان هذا الفيلم استحق فترة انتظار12 عاما..
فقد تحول( دانيال) الذي لا يشبه بتاتا الرئيس( لينكولن) الي نسخة منه وله
نفس الوجه الطويل والقسمات الحادة والملامح الدقيقة بفضل المكياج الذي قام
به فريق عمل ضخم يضم30 متخصصا في هذا المجال وقد تقمص دانيال دور الرئيس
الامريكي بشكل مذهل جعل فريق العمل يلقبه دائما( بسيادة الرئيس) وذلك في
اثناء تصوير الفيلم. وقد حصل دانيال دي لويس علي الاوسكار الاول عام1989 عن
فيلم( قدمي اليسري) عن قصة حقيقية للفنان الايرلندي( كريستي بروان) الذي
ولد مصابا بشلل يمنعه من التحكم في جسده باستثناء قدمه اليسري والتي كانت
كافية ليصبح رساما وكاتبا, أما الاوسكار الثاني فكان عام2007 عن فيلم يحكي
عن شخصية معقدة لأحد أغنياء النفط في أمريكا في مطلع القرن الماضي.
الأهرام اليومي في
09/01/2013
(حب) فيلم هانكه الجديدة..لحظات لاتحتاج الى ثرثرة كلامية
فراس الشاروط
الحب :هو الفعل الأزلي الذي يجسد بقاء البشر، والتمسك بالوجود، لذا
يحاول الإنسان دائماً التمسك بوجوده الثاني ،نظيره، الذي يمثل لبقائه
سبباً، ما دام هذا الحب هو حلقة الوصل بين لحظة الوجود الأولى (الحياة)
ولحظة الرحيل الأخيرة (الموت)، من هنا أختار مايكل هاينكه لفيلمه عنوان
(حب).
ما أن شاهدت هذا الفيلم حتى تذكرت (الحب في زمن الكوليرا) رواية
غابريل غارسيا ماركيز طبعاً وليس الفيلم المأخوذ عنها ،فمشهد الرواية
النهائي حين يحضن العجوز فلورنتينو أريثا حبيبته فرمينا داثا بعد سنوات
الحب الطويلة في غرفة وسط السفينة التي تذهب وتجيء عرض البحر، حيث تسأله :الى
متى يبقيان هكذا؟ ليرد عليها حتى نهاية العمر ،هذان العجوزان وثالثهما الحب
هم محور فيلم هاينكه الذي خطف به هذا العام سعفة (كان) الذهبية، وكأنه يبدأ
من حيث انتهت رواية ماركيز.
حدد المخرج مكان فيلمه في شقة باريسية ،عجوزان في الثمانينات من
عمرهما، بينهما حب متقد يبدو أنه لم تنطفئ جذوته مع كل هذه السنوات، هذا ما
نحسه من اعتناء أحدهما بالآخر ،نظرة كل منهما لرفيق دربه ... يفتح الفيلم
مع عرض موسيقي، فهما قد قضيا حياتهما يعلمان العزف، يعود الزوجان إلى
المنزل ليكتشفا أن باب الشقة تعرض للخلع، من دخل حياتهما في لحظة صفائها؟
هذا ما سيرد عليه الفيلم، أنه ليس شخصاً بعينه، أنه (الموت).
السكتة الدماغية الأولى ستتخطاها (آن) أما حين تباغتها الثانية ستتكشف
الحياة عن وجه آخر، تغيب الزوجة عن الوعي لساعات، تفقد سمعها ونطقها،
ويتحول الزوج الرقيق إلى طبيب وحبيب مداوٍ (جان لوي ترنتيان وإيمانويل ريفا
يقدمان ملخص لعطائهما الفني ويتألقان في ذروة العمر) .
(حب) فيلم مقلق، يهز الأعصاب، يتلاعب بالمشاعر، فالحياة هي الحب ،ان
عشته فإنك عشت حياة رائعة، هذا بالضبط ما أراد هاينكه قوله، أنه خط الوجود
الذي يبدأ بمحطة الحياة ويتوقف عند محطة الموت وما بينهما هو الحب.
مايكل هاينكه لم يشأ أن يقدم كما عودنا في أفلامه السابقة شيئاً من
القسوة والسادية التي اعتاد عليها ( كما في فلمه الحائز على سعفة كان ايضا
معلمة البيانو) ،بل بدى هنا ثمة تصالح مع الذات خصوصاً وهو يسير نحو خريف
العمر، لذا لم يقدم حكما وأمثالا بل ترك لنا التمتع بصفو الحب، وبلحظات لا
تحتاج الى ثرثرة كلامية.
إن كان الثلاثي المخرج وممثليه قد تفننا في افتناننا فلا بد من
الإشارة الى مدير التصوير (داريوشخوندجي) الذي قدمت كاميرته صوراً تشكيلية
رقيقة، رقة العجوزين والموسيقا التي يعشقانها، بواقعية ومصداقية بين غرف
تلك الشقة الباريسية الفخمة.
ومثلما أقتحم الموت شقة العجوزين أقتحم هاينكه حياتهما الدافئة ليرينا
وجه الحياة بجمالها وألقها وعنفوانها، وكيف لنا في النهاية سنغادرها، لقد
رفع نسبة الدم في عروق المشاهدين مع منسوب التوتر الذي تدفق إلى أقصاه حين
لم يجد الزوج سوى (القتل الرحيم) وسيلة لينهي آلام مرض زوجته، ولينتصر الحب
على الموت قبل أن ينتصر الموت على الحياة.
(حب) أكثر أفلام مايكل هاينكه رقة وهدوءً، وكأنه أراد أن يقول لنا، ما
زال في العمر بقية، ما زال هناك متسع للحب والموسيقا، ما زالت هناك حياة
تستحق ان تعاش.
بعد نهاية الفيلم تقف عاجزاً عن التصفيق، تنار الصالة، وتبدو حائراً
متسائلاً عن الحقيقة، هل هي الحياة فعلا أم هي السينما؟
"حياة باي" للمخرج آنج لي :
الطريق إلى الإيمان بالله عبر مغامرة إنسانية
عمّان/ علي عبد الامير
يستغرق فيلم المخرج الأميركي، التايواني الأصل آنج لي في الفيلم في
قضية مثيرة للجدل، ألا وهي طبيعة الإيمان بالله، عبر ما تبدو مغامرة
إنسانية لفتى يجد نفسه وحيدا في عمق البحر على متن قارب نجاة صغير يشاركه
فيه نمر بنغالي ضخم.
المخرج عمد إلى التمهيد لقضية الإيمان من خلال البيئة المكانية
الاجتماعية التي تنطلق منها حكاية الفيلم المأخوذ عن رواية بالعنوان ذاته
فازت بجائزة بوكر العام 2002 وترجمت الى العربية العام 2006، فينقلنا الى
الهند حيث تعدد اللغات والأعراق والأديان: الهندوسية والمسيحية والإسلام،
ضمن تكوين روحي ثقافي يرى أن " كل الأديان طرق للإيمان بوجود الله، وهنا
نشهد المراهق وهو ينتقل بين أكثر من ديانة بأسلوب يجمع بين تطلعه الى
الاكتشاف والبحث الجدي عن الإيمان الذي يمنحه صفاء نفسيا وصل إلى حد
التعايش الممكن مع الحيوانات المفترسة، لكن هذا ما يلبث ان يصطدم مع أول
تجربة حقيقية، حين قدم لنمر (ضمن حديقة الحيوان التي يملكها والده) قطعة
لحم ليقرأ في عينه قدراً من الامتنان، ولكن والده حذره من تلك النظرة التي
ربما لا تفصح عن طبيعة النمر، وضرب له مثلا عمليا بأن وضع أمام القفص غزالا
صغيرا لينقضّ عليه النمر ويجرجرها جثة في لحظات.
المستوى الثاني من هذا الطريق نحو الإيمان بالله، يمثله ما عاشه الشاب
هذه المرة من أقدار تبدأ من قرار الأب السفر إلى أميركا بعد أن ضاقت به سبل
العيش، وهنا يعيش الابن الشاب مفارقة وهو يجد نفسه مجبرا على مغادرة بلاده
التي يحب والتي منحت الإحساس الأول بحب امرأة جميلة، فيحاول أن يثني والده
عن قراره بالرحيل عبر حوار يكتظ بالمفارقة العميقة الدلالة:
الوالد: البحَّار كولومبس هو الذي اكتشف أميركا
الابن: لكن كولومبس كان يريد الذهاب إلى الهند
لكن هذه المفارقة لم تثن الوالد عن قراره: فيشحن عائلته وحيواناته في
سفينة، التي ما تلبث أن تغرق في المحيط، في مشهد برع المخرج في صنع أهواله
المدهشة والمرعبة في آن، ثم يجد الشاب (باي) نفسه في قارب نجاة، ومعه:
الضبع، الحمار الوحشي، القرد والنمر، ولان البقاء للاقوى، يقتل الضبع
الحمار الوحشي والقرد، وفي النهاية يأكله النمر.
ووفرت تقنية التصوير الثلاثي الأبعاد "ثري دي" التي اعتمدها المخرج
إنج لي، في تنفيذ استعارة ليست بعيدة عن "سفينة نوح"، ضمن قراءة صورتها
التمسك بالحياة، وعمادها الدفاع عن الوجود الإنساني حيال أهوال تبدأ ولا
تنتهي، فثمة النمر البنغالي الجائع الشرس، الذي يبدو في الجانب الآخر من
الصورة سببا موضوعيا لحياة (باي) حتى الوصول إلى لحظة التعايش المؤثرة
بينهما.
هنا لا بد من الثناء على الأداء البارع للمثل الهندي الشاب سوراج
شارما (17 عاما) الذي قدم تمثيلاً مذهلاً الذي يتحول من التشتت حد الفناء
إلى التماسك العميق ومحاربة اليأس بمفارقات تثير الضحك أحياناً، لكنها
تقارب قيم التسامح والتعايش بين المختلفين: الإنسان الوادع حيال نمر مفترس،
في مستوى قلق من العلاقة بينهما، المستوى الذي يمثله القارب في محيط عاصف،
لا يهدأ إلا حين يصل الشاب المرعوب إلى الإيمان العميق بالله ليصل وهو على
مقربة من الفناء إلى جزيرة مهجورة، يعيش فيها مع كائناتها الغريبة درسا من
دروس إغناء الحياة وتعميقها.
كل هذا المسار الفكري جسده المخرج بصريا بعناصر طبيعية مدهشة: الأسماك
الطائرة التي تكاد تقفز من الشاشة إلى الجمهور، الحيوانات الصغيرة التي
تسكن جزيرة النباتات آكلة اللحوم، الحوت المضيء العملاق، والأمواج الرهيبة
التي تنزل عليها الصواعق من كوة منيرة في السماء، بدت إشارة إلهية، حد أن
(باي) يدعو النمر: تعال وانظر إلى عظمة الله.
المخرج آنغ لي بدا يدير العناصر السينمائية في تمكن بالغ، عدا تلك
الوسيلة المملة التي استخدمها في سرد حكاية الفيلم عبر حديث لبطله (باي)
وهو رجل ناضج، مع صحافي سيتولى كتابة حكاية وصوله ناجيا.
المدى العراقية في
09/01/2013
فرصة قوية للمنافسة على جوائز الأوسكار
«البؤساء».. حياة الفقراء وأحلام الثوار
دبي ـ غسان خروب
لم يكد تأثير فيلم "خطاب الملك" الذي حاز في 2010 على 4 جوائز أوسكار
هي أفضل فيلم ومخرج وممثل ونص أصلي يخفت، حتى أطل علينا مخرجه العبقري توم
هوبر بتحفة درامية رائعة تحمل عنوان "البؤساء" (Les Misérables)
والمقتبسة عن رواية الفرنسي فيكتور هوغو التي تحمل ذات الاسم، حيث قدمها
هوبر لنا بطريقة سينمائية جديدة عكست حياة وبؤس الفقراء وأحلام الثوار على
إيقاع موسيقي رائع، ما يزيد من فرص الفيلم في المنافسة على جوائز الأوسكار
في دورتها ألـ 85 المقبلة.
أوضاع سيئة
الفيلم الذي انتجته شركة يونيفرسال العالمية واعتمدت فيه أساساً على
مسرحية موسيقية صيغت عن الرواية الأصلية، وعرضت للمرة الأولى في 1980 وحققت
آنذاك نجاحاً كبيراً، ليتم ترجمتها بعد ذلك إلى لغات عدة، تدور أحداثه حول
الأوضاع السيئة والظلم الاجتماعي الذي ساد فرنسا أواخر القرن التاسع عشر،
وتحديداً في الفترة التي شهدت سقوط نابليون بونابرت والثورة التي قامت ضد
الملك لويس فيليب ولم يقدر لها النجاح، ويتناولها من خلال شخصيات "جان
فالجان" و"جافير" و"فانتين" وغيرهم.
في هذا الفيلم، برهن هوبر من جديد مدى على قدرته في التعامل مع أعمال
خالدة بطريقة مثيرة قادرة على الصمود والمنافسة على أرفع جوائز السينما،
ولذلك نجده يراهن على رؤيته الخاصة لرواية هوغو، حيث بدا في الفيلم متمسكاً
بوجهة نظره في المعالجة السينمائية للرواية التي قدمها بطريقة جديدة، بين
من خلالها حرصه على أن يغني أبطال الفيلم أمام الكاميرا مباشرة، وتسجيل
الصوت أثناء تصوير المشاهد، وليس في الأستوديو كما هو متبع في الأفلام
الموسيقية، وذلك حتى تخرج المشاهد بتلقائية شديدة، ولذلك نجده اعتمد في
الفيلم على أبطال سبق لهم الوقوف على خشبة المسرح، ويتمتعون بقوة الصوت مثل
هيو جاكمان، وراسل كرو، آن هاثاواي وأماندا سيفريد وغيرهم.
غياب الحرية
المتابع للفيلم والذي يمتد زمنه إلى 160 دقيقة، يستشعر أن القاسم
المشترك بين شخصيات "البؤساء" هي لغة الحديث عن غياب حرية الانسان، خاصة
وأن هذه اللغة تنبع من خلال الظروف التي أحاطت كل شخصية والبؤس الذي تعيش
فيه، من طفلة تحاط بالجهل، وامرأة تجرد من كل شيء بسبب الجوع والحاجة،
وغطرسة رجل لا يعرف الرحمة في قلبه، ومتمرد على نظام لا يعترف بوجوده، لكنه
يعطى الفرصة لأن يكون شخصاً منتجاً وفاعلاً في مجتمعه غير أنه يبقى
مطارداً، وشاباً متعلماً ثائر على أوضاع تسحقه اجتماعياً وسياسياً.
إلا أن هذه الحرية تسترجع مع دماء الشهداء لتعود الأعلام وترفرف في
ساحات الحرية وسط مدينة باريس الفرنسية، لينشد الجميع أغنية الحرية في
نهاية الفيلم، والتي عبر من خلالها هوغو عن مضمون رسالته بأنه لا يمكن
تجريد الإنسان من الحرية أبداً، وهو الذي قال عن الحرية: "إذا حدث وأعقت
مجرى الدم في شريان فستكون النتيجة أن يصاب الإنسان بالمرض.
وإذا أعقت مجرى الماء في نهر فالنتيجة هي الفيضان، وإذا أعقت
الطريق أمام المستقبل فالنتيجة هي الثورة".
170
مليوناً
إيرادات الفيلم منذ بداية عرضه في ديسمبر الماضي وحتى الآن تخطت حاجز
170 مليون دولار أميركي حول العالم، علماً بأنه حقق في أول عرض له في
أميركا مبلغ 18 مليون دولار، وعرض حينها على 2808 شاشات، في حين تشير
تقارير موقع شباك التذاكر الأميركي ـ موجو إلى أن ايراداته تجاوزت 100
مليون دولار في أميركا وحدها.
"البؤساء" عربياً
سبق للسينما العالمية تقديم رواية "البؤساء" في أفلام عديدة حملت
جميعها الاسم ذاته، وكان ذلك في 1935 و1952 و1995 و1998، أما عربياً فقد
عملت السينما المصرية على تقديمها بنسختين حملتا الاسم نفسه، الأولى انتجت
في 1944 للمخرج كمال سليم ومن بطولة أمينة رزق وعباس فارس وزكي رستم وسراج
منير وفاخر فاخر وليلى فوزي. أما الثانية فقد انتجت في 1978 وكانت من إخراج
عاطف سالم، ولعب بطولتها فريد شوقي وعادل أدهم وليلى علوي وعبد الوارث عسر
ومحسنة توفيق وفؤاد أحمد.
عيون النقاد
لقي الفيلم إشادة كبيرة من قبل النقاد، وفيه قال كوفي أوتلا: "إن هوبر
أعطى رواية فيكتور هوغو حياة ثانية، ونجح في تقديمها بطريقة مميزة وجديدة
رغم إنه سبق تقديمها في عدة أفلام ومسرحيات سابقة".
وفي مقالته التي نشرتها صحيفة "الديلي ميل" أثنى الناقد باز باميجبوى
على أداء المخرج وتميزه في اختيار نجوم العمل، وأماكن التصوير منحت العمل
حيوية خاصة.
وأشار إلى أن أحداث الرواية التي كتبت في القرن الـ 19، تشبه إلى حد
كبير الربيع العربي والثورات التي تشهدها المنطقة. في المقابل، أثنت صحيفة
الغارديان البريطانية على أداء الأميركية "آن هاثاواي" في دور "فانتين".
ووصفت أداءها بالساحق، وبأن وجهها المعبر فاق في تأثيره أي أداء مسرحي
قدم من قبل عن هذه الرواية.
معتبرة أن نص الفيلم بمثابة بعث جديد لشخصيات الرواية الرئيسية.
البيان الإماراتية في
09/01/2013
أسامة الشاذلي يكتب:
حياة باي.. قصيدة سينمائية
رائعة
أسعد اللحظات في حياة أي إنسان هي تلك اللحظات التي يباغتك فيها شيئاً
ما فتحتل وجهك ابتسامة عريضة، وتلمع عيناك ببريق الدهشة، لتهتف في إيقاع
بطيء :الله.
ينطبق هذا تماماً على مشاهدي فيلم (-
Life of Pi - ) الذي تدور أحداثه حول الصبي الهندي بي، نجل مدير حديقة الحيوان،
والذي تقرر أسرته الانتقال إلى كندا، وأثناء السفر عبر المحيط الهادي، تغرق
السفينة فيجد نفسه وحيدا مع نمر بنغالي، ليبدأ صراع ملحمي من أجل البقاء.
الفيلم عبارة عن قصيدة شعرية بالغة العذوبة والرقة في فن الصورة، حيث
حرص المخرج الكبير آنج لي على أن تكون كل لقطاته عبارة عن لوح فنية
متكاملة، مستفيداً بالتقنيات العالية التي استخدمت لتصوير الجزء الأطول من
الفيلم خلال رحلة البحر، وحتى تلك المشاهد التي صورت على الطبيعة في الهند
الفرنسية التي أختارها لتفرد مبانيها وشوارعها، وكأن المخرج شاعر حريص على
وزن قصيدته وقافيتها منذ البداية وحتى النهاية.
كذلك أختصر الفيلم قضيتين وجوديتين ببساطة مدهشة، حيث كانت القضية
الأولى هي قضية الإيمان بالله الخالق، التي تشغل بال الإنسان منذ تشكل وعيه
وحتى رسوه على بر ما، حيث استعرض السيناريو هذا الطفل المؤمن بالهندوسية
والمسيحية والإسلام، الباحث عن الرب، والمؤمن بوجوده، الحريص على أداء فروض
الديانات الثلاث، السعيد برؤية الله في قلب العاصفة، الغاضب من الله لإخافة
النمر رفيق الرحلة، وينهي السيناريو الرائع كل تلك المعضلة بعرض قصتين
مختلفتين تؤديان إلى نفس النتيجة، تماما مثل الكفر والإيمان، كلاهما
ينتهيان بنهاية العمر، وللإنسان مطلق الحرية في اختيار ما يراه أقرب لقلبه
ورؤيته.
أما الصراع من أجل البقاء، وحب الحياة تلك القضية الأخرى التي عالجها
الفيلم، حين بقى البطل حياً بفضل خوفه من النمر، الخوف الذي يهدم حياة
البشر صار أداة للبقاء، لليقظة للحياة...أنت تستطيع مواصلة تلك الحياة أياً
كانت المعطيات.
فيلم
Life of Pi
المأخوذ عن رواية حققت نجاحاً عالميا مبهراً، والتي ترجمت إلى 42 لغة، ترجم
سينمائياً إلى لغة جديدة ترسم تلك الابتسامة وتعطي هذا البريق، بمساعدة
كاتب السيناريو ديفيد ماجي، والممثل الشاب الذي يؤدي أول أدواره سوراج
شارما، وكذلك كل التقنيين الذي ساعدوا على دمج هذا الخيال بالواقع.
في الحقيقة غادرت قاعة العرض وعلى لساني عبارة واحدة....."الحمد لله
على نعمة السينما
محمد عاطف يكتب:
عندما يغني "البؤساء" للحب والحرية
كم هائل من مشاعر الحماس والثورة.. الغضب والشفقة.. الأسي والأمل
تنتاب المشاهد عند الخروج من دار العرض بعد مشاهدة إعادة سرد الملحمة
الغنائية "Les Misérables
/ البؤساء" على الشاشة الكبيرة، حيث الصمت الشديد سائد – على عكس عادة
الجمهور عند الانصراف- ونظرات تملؤها دموع الانبهار، وهمس شفاه من هنا
وهناك ينبس بكلمة واحدة "أوسكار".
ربما لم تطرأ على المنتج "كاميرون ماكنتوش" أيضًا سوى كلمة "أوسكار"
عندما فكر في تخليد رائعة فيكتور هوجو "Les
Misérables / البؤساء" على شاشة السينما، حيث قام بترشيح أكثر من مخرج عالمي
لإخراج هذا العمل الضخم، إلى أن استقر على الاستعانة بالمخرج "توم هوبر"
الحائز على جائزة أوسكار أحسن إخراج عن فيلمه "خطاب الملك" عام 2010.
واجه " توم هوبر" تحدي ليس سهلًا عند الموافقة على عرض المنتج
"كاميرون ماكنتوش" بأن يقوم بإخراج ملحمة موسيقية استمر عرضها لقرابة 25
عام، وشاهدها خلال تلك الفترة أكثر من 60مليون مشاهد حول العالم، فضلًا عما
يقرب من 90 مليون مشاهد عبر موقع "يوتيوب" إلا أن الاستعانة بأسطورتي
التمثيل "هيو جاكمان" و"راسل كرو" جعلت الأمر ليس بالمستحيل، وأضافت إلى
تاريخ السينما العالمية أحد أفضل المعالجات للرواية الخالدة.
من الصعب وضع تصنيف دقيق لرواية هوجو "Les
Misérables
/ البؤساء"، إنها ملحمة إنسانية واجتماعية في آن واحد، بالإضافة لتأريخها
المرهف للحراك الاجتماعي والإرث النضالي لجماهير فرنسا القرن التاسع عشر،
حيث قيام ثورة على حكم مستبد إلا أنه استُبدل بأخر لم تشعر الجماهير خلال
حكمه بتغيير حقيقي لصالحها فظلت سنوات طوال تناضل ضده، وتقدم شهداء بالآلاف
لتعطي ثورات العالم درسًا أبديًا مفاده أن ثورة لا تنقل السلطة والثروة إلى
جماهيرها هي ثورة غير مكتملة، وأن الحرية الحقيقية لا تتحقق إلا بتطبيق
العدالة الاجتماعية ووضع حد لقهر السلطة للضعفاء والفقراء باسم القانون.
المعالجة السينمائية للـ "Les
Misérables
/ البؤساء" كانت مباراة حقيقية في الآداء أبدع فيها النجم "هيو جاكمان" في
أداء دور اللص التائب "جون فالجان" الذي كرس حياته للخير ونصرة الضعفاء منذ
أن عفا عنه "أسقف الكنيسة"، إلا أن المحقق "جافيير/ راسل كرو" ظل يطارده
لسنوات طويلة إيمانًا بأن "جون فالجان" مجرم بالفطرة ويجب أن يظل عبدًا
للقانون طوال حياته، حيث يظل الصراع بينهما قائمًا إلى أن يقرر "جافيير"
وضع نهاية له بالانتحار جراء نبل "جون فالجان" الذي أكد له خطأ قناعاته
التي تؤمن بطبيق القانون دون رحمة. أظهرت مباراة الآداء بين "هيو جاكمان"
و"راسل كرو" قدرة كليهما على الغناء باحترافية، مع عدم المساس بجدارة
التركيز في تمثيل النص.
كما وضعت النجمة التليفزيونية "آن هاثاواي" أقدامها بقوة في عالم
الشاشة الفضية عن أداءها في "Les Misérables
/ البؤساء" لدور "فانتين" المرأة المقهورة التي باعت شعرها وأسنانها ثم
احترفت البغاء من أجل إطعام طفلتها في مجتمع لا يرحم الفقراء، وقد كان
أدائها لأغنية "I Dreamed A
Dream/ كان لدي حلمًا" في غاية البراعة بحيث لا تجعل المشاهد يمسك بدموعه
عند إعادة غناء نفس تيمتها اللحنية في أغنية "The
Company/ الصحبة" مع نهاية الفيلم عندما تظهر روح "فانتين" لاصطحاب "جون
فالجان" إلى رحلته النهائية تاركًا خلفه عالم لم يرحم بؤس أي منهما يومًا.
رغم محورية أدوار "جون فاجان/ هيو جاكمان" و"جافيير/ راسل كرو" و"فانتين/
آن هاثاواي"، إلا أن أداء سائر نجوم العمل قد أعطى ثقلًا وأهمية لجميع
مشاهد الفيلم، الأمر الذي جعل من كم المشاهد الرئيسية
Master Scenes الفيلم تحفة سينمائية
Master Piece لا تنسى، ويأتي على رأسهم المتميز "ساشا كوهين" الذي جسد دور الوغد "ديناردير"
الذي لا يتورع عن فعل أو بيع أي شىء من أجل المال، كما ساهم طاقم الممثلين
الشباب بجعل الفيلم مفعمًا بروح الثورة والإصرار على النصر.
هوس " توم هوبر" بالتفاصيل ترجمه فريق الماكياج بطريقة جعلت المشاهد
جالسًا بأحد أركان كواليس الفيلم، لا على كرسي المشاهدة في صالة العرض، إنه
الغرق في تفاصيل شكل وهيئة الشخصيات الذي لم يفوت مجرد لون الأسنان الصفراء
لـ "جون فالجان" ونتوءات وجروح رأسه جراء تعذيب استمر لـ 19 عام بالسجن،
كما أظهر المكياج عدم اكتراث "جافيير" بتنسيق لحيته الخفيفة قدر اهتمامه
بهندامه العسكري ووقار اصطفاف أزرار بدلته.
جهد "كلود ميشيل شونبيرج" و"ألان بوبيل" في تحويل أشعار "جون مارك
ناتيل" من الفرنسية إلى الانجليزية مع الحفاظ على نفس الرهافة والحساسية
والصدق يستحق أرفع الجوائز الأدبية في الترجمة، كما عملت التيمات اللحنية
الرئيسية للمبدع "كلود ميشيل شونبيرج"- مع عزفها على كلمات متغيرة لمواقف
مختلفة تعكس معاناة واحدة- بمثابة خيوط عروس الماريونيت التي تمكن المبدع
من السيطرة الكاملة على تطور الأحداث، ومعها السيطرة الكاملة على انتباه
المشاهد منذ اللحظة الأولى للفيلم حتى خروجه من دار العرض تلعب برأسه ألحان
أغنية
Do You Hear The People Sing?"/
هل تسمع غناء الشعب؟".
السينما المصرية قدمت "البؤساء" في معالجتين، أولهما من انتاج سنة
1944 إخراج رائد الواقعية السينمائية بالمنطقة العربية كمال سليم، وقام
ببطولتها الفنانين عباس فارس وسراج منير وذكي رستم وأمينة رزق، وثانيهما
انتاج عام 1979 إخراج عاطف سالم، وقام ببطولتها النجوم فريد شوقي وعادل
أدهم وفؤاد أحمد ومحسنة توفيق، وقد بحثت عن النسخة القديمة بلا جدوى، بينما
شاهدت نسخة عام 1979 إلى جوار بعد المعاجات العالمية الأخرى لتتأكد قناعتي
بأن السينما المصرية لم تبخل على قائمة النجوم العالميين بأسماء كعادل أدهم
ومحسنة توفيق، وإن لم يتم تكريم عطائهم بما يناسب قدرهم وقامتهم الفنية.
"Les Misérables
/ البؤساء" يعرض في مصر بالتزامن مع عرضه في جميع أنحاء العالم- وهو الأمر
نادر الحدوث- وفي نسخة لم تشوهها أيدي الرقابة كما يحدث كالعادة، وكما حدث
مؤخرًا مع فيلم " آنا كارنينا"، وتستحق الترجمة العربية للفيلم الإشادة حيث
حاولت الاقتراب من طول الأبيات الغنائية بل وقافيتها قدر الإمكان، بما يحقق
للمشاهد الغير متحدث الانجليزية وبمتعة لا تقل عن آخر يتحدثها بطلاقة، ومن
المتوقع أن ينافس "Les Misérables
/ البؤساء" - الذي بلغت تكلفته 61 مليون دولار- بقوة على عدة جوائز منها
"الأوسكار" إلى جوار عدة أفلام هامة من انتاج 2012 لعل أهمها على الإطلاق
فيلم "لينكولن".
إن المعالجة السينمائية لملحمة "Les
Misérables / البؤساء" بتوقيع "توم هوبر" و"كلود ميشيل شونبيرج" و"ألان بوبيل"
تجعل من تكرار مشاهدتها هواية ممتعة لأي من عشاق الشاشة الفضية، مثلما تظل
تستفز الناقد للكتابة عنها مع كل مشاهدة جديدة حيث تعجز المساحة المتاحة
دائمًا عن تحليل ملحمة تجسد مشاعر الحب والثورة في قلوب لم يُعَجزها البؤس
عن الغناء للحرية.
البداية المصرية في
09/01/2013
توم هوبر: «بؤساء» هوغو شبعوا غناءً
فريد قمر
السينمائي البريطاني الذي نال جائزة «أوسكار» عن شريطه «خطاب الملك»،
يتصدى هنا لرائعة الفرنسي فيكتور هوغو. رواية تاريخية واجتماعية وفلسفية
تحكي العدالة والكرامة الانسانية والجوع والفقر والله والدين والقانون
والخير والشرّ... والثورة
ليس هناك امتحان أصعب من نقل رواية يعرفها معظم البشر إلى الشاشة
العملاقة. امتحان سقط فيه كثيرون أمثال فيرناندو ميريليس في فيلمه «العمى»
المقتبس عن رواية ساراماغو، أو ثنائية رون هاورد المقتبسة عن روايتي دان
براون «شيفرة دافنشي» و«ملائكة وشياطين»... فكيف إذا كان الفيلم قد شاهده
الجمهور بنسخة سابقة كشريط «البؤساء». يبدو أنّ البريطاني توم هوبر الحائز
«أوسكار» عن فيلمه «خطاب الملك» نجح في الاختبار ولو من دون درجة امتياز.
يقودنا هوبر إلى التحفة الأدبية التي كتبها فيكتور هوغو عام 1862.
رواية تاريخية وفلسفية واجتماعية تعكس المُثل الرومانطيقية المتعلقة
بالطبيعة البشرية، لكن تحكي أيضاً غياب العدالة الاجتماعية والكرامة
الانسانية وجحيم الفقراء في فرنسا القرن التاسع عشر والخير والشرّ
والقانون. أراد هوبر الهرب من المقارنة بالنسخة الشهيرة من الفيلم التي
حملت توقيع الدانمركي بيلي اوغست (1998) ونالت إعجاب النقاد. لجأ هوبر الى
فيلم موسيقي، طعّمه برؤية خاصة صنعت عملاً جميلاً كان يمكن أن يخرج بشكل
أفضل. يتحدث الشريط عن جان فالجان الذي يجد نفسه سجيناً لـ 19عاماً بعدما
سرق رغيف خبز ليطعم ابن شقيقته. وكان تحت رحمة السجان جافيير الذي يتخذ على
نفسه عهد مطاردة فالجان الذي غيّر هويته بعدما خرق اطلاق سراحه المشروط
وبدأ حياة جديدة برفقة كوزيت ابنة المرأة المعدمة. من خلال الصراع بين
الشخصيتين، يدخل المشاهد قعر المجتمع الفرنسي بعيد الثورة. مجتمع فقير على
هامش البورجوازية الفرنسية، يتخذ ابناؤه الفقر خبزاً والبؤس أسلوب حياة
ليكون الحلم بالتغيير مصيراً أبدياً بعد اصطدام تلك الأحلام بحاجز السلطة.
أما كوزيت فتقع في حب أحد الثوار الطلبة في حركتهم الفاشلة لإسقاط حكم
نابليون، فينتقلون من ارادة التغيير الى اليأس والموت المحتوم.
يقدم هوبر قصته متكئاً الى جانب آمن في مغامرته. ينطلق الفيلم من
المسرحية البريطانية الموسيقية (1985) التي أنتجها كل من آلان موبليل وكلود
ميشال شونبورغ، وهي النسخة التي نجحت في تقديم رائعة هوغو بأسلوب راق. من
الناحيتين الموسيقية والفنية، لا يخلو فيلم هوبر من أي شائبة. طلب
السينمائي البريطاني من الممثلين أداء الأغنيات مباشرة ولم يلجأ الى
تسجيلها في الاستوديو كما جرت العادة في الأفلام الموسيقية. أما التصوير
الرائع وحركة الكاميرات وإطار اللقطات، فكلها تؤهّله حكماً لجائزة «أوسكار»،
حتى إنّ المشاهدين أخذوا بحركات تتبع الوجوه والشخصيات، وخصوصاً في تلك
اللقطات التي تتحرك فيها الكاميرا من دون الانتقال الى كاميرا أخرى، ما
يمثل تحدياً استعرض فيه هوبر عضلاته الإبداعية. لكن التصوير وحده لا يكفي
للخروج بعمل جيد. العدسة تصقل القصة، تعطي نكهة مختلفة للشخصيات، لكنها لا
تطغى في عمل مماثل. اشتغل هوغو على كل شخصية على حدة، رسم معالمها، صاغ
عالمها وخلفياتها الاجتماعية الثقافية في رواية تمعن في تشريح العالم
الطبقي السائد آنذاك، الذي أسهم تفتته في تفتت المنظومة السياسية الأوروبية
بأسرها. لكنّ بناء الشخصيات في الفيلم كان كارثياً. لم ينجح في إظهار شخصية
جان فالجان، التي تمثل محور العمل. بدا الدور الذي أداه هيو جاكمان ضعيفاً
كأنّه ممثل ثانوي في عمل اختير لبطولته. بدا ضعيفاً يخلو من القسوة التي
عرفناها في القصة وقد نجح بيلي اوغست في تظهيرها في نسخته السينمائية. أما
راسل كرو، الذي عهد اليه دور جافيير، فكان أقرب الى الناس كأنه هو البطل لا
فالجان. استعان كرو بمهاراته التمثيلية ليخرج من عورة الشخصية الناقصة وفق
الشكل الذي قدمه هوبر. لم يدخل في عمق شخصية جافيير التي أدت الى التزامه
الصارم بتطبيق القانون وايمانه المطلق بأنّه يفعل الصواب. أما آن هاثوي،
التي جسّدت فانتين والدة كوزيت، فكانت مقنعة ولو لم ينجح هوبر في تبرير
العلاقة القوية مع جان فالجان بعدما اختزل الكثير من الأحداث التي من شأنها
دعم تلك العلاقة. فعل هوبر ذلك ربما خوفاً من الجنوح نحو الملل، وخصوصاً
أنّ مدة الفيلم تزيد على ساعتين ونصف ساعة، أي أقل بساعة كاملة عن مدة فيلم
سلفه أوغست. وتأتي شخصيتا مربيي كوزيت الثنائي هيلينا كارتر وساشا كوهين
لتبدوا أقرب الى الكوميديا الهزلية التي تدفع المشاهد إلى التعاطف معهما،
بدلاً من نبذهما، وهي من مغامرة انقسم النقاد حول جدواها. من سيئات الفيلم
أيضاً جنوح هوبر نحو التركيز على الثورة رغم فشلها، وختم بكليشيهات الوطنية
وبعزف نشيد الحرية، متناسياً الخيبة التي كانت أساس الرواية مع تخاذل
الفرنسيين عن اللحاق بركب الثورة وتبرّر عنوانها أيضاً. في المحصلة، نحن
أمام فيلم جيد جذب الملايين حول العالم رغم الثغر، لكن السؤال هو: هل في
امكان هوبر تقديم فيلم يدخل الموسوعة السينمائية الخالدة لأفلام الأدب؟ نعم
كان بامكانه كذلك، وخصوصاً أنّه بنى عالماً فرنسياً كاملاً بمشكلاته وبؤسه
(جرى التصوير في مدينة غوردون في جنوب فرنسا مع بناء مدينة بالكامل)، وقدم
صورة شاعرية ضرورية في كل فيلم مماثل، لكن سعيه إلى الاختصار وغلوه في
تقديم الثورة فوّتا عليه الفرصة وأضاعا هدف الرواية الأصلية.
* «البؤساء»: «غراند سينما» (01/209109)، «أمبير»
(1269)، «سينما سيتي» (01/899993)
الأخبار اللبنانية في
08/01/2013
هيتشكوك..
حياة المخـــــــــــرج الأكثر
إثـــارة من أفـــلامه
!
ماجـــدة
خـــيراللــه
فيلمان في نفس العام عن رجل واحد..
يتنافسان علي جوائز الجولدن جلوب!
ولكنه في الحقيقة ليس رجلا عاديا،
ولكنه أسطورة، يلفها الغموض والإثارة،
إنه الرجل الذي كتبت عنه عشرات المؤلفات،
وكان أول من
يظهر في أفلامه في لقطة عابرة
ينتظرها الجماهير بشغف،
إنه علامة مسجلة للإبداع والابتكار والتشويق، هل تحتاج لمزيد من الوصف والتوصيف لتدرك أننا
نتحدث عن ألفريد هيتشكوك؟؟ المخرج الإنجليزي الذي عاش في الفترة مابين
1899 ـ 1990وقدم ما يقارب من الستين فيلما وعشرات الحلقات التليفزيونية
القصيرة التي تحمل اسمه (ألفريد هيتشكوك) التي
يبدؤها بكلمة مساء الخير بالإنجليزية،
ولكن الأحداث التي تلي ذلك ليس بها أي خير، فهي تدور حول عالم الجريمة وفنون القتل،
ويقدمها بحرفية مذهلة حتي تكاد تظن أو تتيقن من أنه مخرج علي درجة هائلة من
السادية، يستمتع بإثارة الذعر في نفوس مشاهديه، ولكنه ليس هذا الذعر الذي تقدمه الأفلام الحديثة،
التي تستخدم الحيل والكائنات الغريبة وماكياج لتحويل البشر إلي جثث متحركة،
ولكن الرعب الناتج من توقع خطر ما، يحيق بأبطال الفيلم ويجعل المتفرج في حالة من
التوتر والتشويق طوال الوقت!!
الفيلم الأول كنا ننتظره منذ أكثر من عام بعد أن أعلنت الشركة المنتجة
عن اختيار الممثل الكبير أنتوني هوبكنز لأداء دور هيتشكوك في فيلم يحمل
اسمه، وتشاركه البطولة هيلين ميلين في دور إلما ريفيل،
رفيقة دربه وزوجته الحبيبة التي عاشرته ما يزيد علي نصف قرن وشاركت في صناعة أفلامه بوصفها
مونتيرة وملاحظة سيناريو، وفيلم هيتشكوك من إخراج ساشا جيرفاس،
وهو مأخوذ عن كتاب "لستيفين ريببلو"
يروي فيه تفاصيل كواليس فيلم "سايكو"
واحد من أهم إبداعات هيتشكوك وأكثر أفلامه إثارة للجدل!
فيلم هيتشكوك عرض مؤخرا في مهرجان دبي
السينمائي، وهو مرشح لجائزة أفضل ممثلة لهيلين ميلين،
والغريب أن أنتوني هوبكنز لم
يرشح لجائزة تمثيل،
وهو أمر منطقي جدا، لأن الرجل بكل عظمته وألقه لم
يستطع أن يقدم روح المخرج هيتشكوك المعروف عنه خفة الظل والسخرية، وكل ما
صنعه الماكياج أن أضاف له لغدا، وكرشا،
وطقم أسنان يجعل نطقه للكلمات قريب الشبه بما كان عليه هيتشكوك، ولكن
أنتوني هوبكنز الذي أجاد من قبل في أداء شخصية بيكاسو، لم يحالفه الحظ هذه
المرة، لأن طغيان شخصية هيتشكوك الذي نعرفه جميعا،
صورة وصوتا، كان أقوي من احتماله، غير أنه وللحق أجاد في مشهد واحد،
لم يكن مضطرا فيه للكلام وقلب شفتيه، وهو مشهد متابعته لجمهور العرض الأول للفيلم.
"سايكو"
الذي كان نقطة فاصلة في حياته المهنية، هذا الفيلم الذي رفضت الشركة المنتجة تمويله،
خوفا من الخسائر، ولم
يشفع للرجل نجاحاته السابقة،
مع نفس الشركة، ولا عشرات الملايين التي حصدتها نتيجة لهذا النجاح!!
مما اضطره لرهن منزله، والمغامرة بكل ما يملك،
لتقديم الفيلم الذي يحلم به، ومع ذلك لم يسلم من تدخلات شركه التوزيع،
التي كانت تعترض علي مشهد قتل البطلة في الحمام،
هذا الماستر سين الذي يضمه فيلم سايكو واحد أهم المشاهد التي تدرس في
المعاهد حتي هذا اليوم!!
لم
يكن سايكو مجرد فيلم يقدمه هيتشكوك ولكنه حالة
فنية، وإنسانية، أن
يكون داخل الفنان فكرة ما، لايؤمن بها سواه، حتي زوجته التي لازمته كل تفاصيل حياته وعمله،
لم تكن مقتنعة، ولكنها بحكم علاقتها به،
اضطرت لرهن منزلها، أما التحدي الثاني الذي واجهه هيتشكوك فهو انسحاب نجمته
المفضلة جريس كيلي، التي ابتعدت عن الأضواء بعد أن تزوجت من أمير موناكو،
وتركت فراغا كبيرا في حياة هيتشكوك، الذي كان
يعتبرها ملهمته، وبعد البحث عن نجمه يمكن أن تقبل أن
ينتهي دورها بعد الثلث الأول من الفيلم، استقر رأيه أخيرا علي
"جانيت لي "، أما التحدي الثالث الذي واجهه هيتشكوك، أثناء إخراجه لفيلم سايكو،
فهو دخوله في دوامة شك في سلوك زوجته، فقد بدأ الرجل الذي
يحترف التلصص علي حياة من يحيطون به، يدرك أن هناك رجلا
يشغل بال زوجته، وأنها تتردد عليه، وأغلب الظن أنها تخونه،
وحقيقة الأمر أن، إلما ريفيل، أو إلما هيتشكوك كانت قد ضاقت ذرعا بنزوات زوجها،
وولعه المخيف بالشقراوات الحسناوات اللائي يختارهن بطلات لأفلامه! ثم تصاعد
إحساسها بتجاهل دورها كمساعدة له وشريكة بشكل ما في نجاحه، وهذا ما دفعها
إلي أن تجرب حظها مع كاتب سيناريو، اعتقدت في البداية أنه في حاجة إلي
رأيها ومساعدتها، وكادت تتورط معه في علاقه ما،
غير أنها تكتشف في الوقت المناسب أن الرجل
يسعي الي عرض عمله علي زوجها المخرج الكبير، ويتعامل معها وكأنها جسر
يمكن أن يعبر عليه إلي هيتشكوك!!
وكاد الغضب يقتل المخرج الكبير وخيال العشيق الوهمي لزوجته
يطارده، وفي واحد من أهم مشاهد الفيلم وهو مشهد القتل في الحمام، يقوم
الممثل الأصلي "جيمس دارسي"
الذي يؤدي شخصية أنتوني بيركنز"
بطعن سكارليت جوهانسون
»تؤدي دور جانيت لي«، بالسكين علي أن تبدي الفتاة حالة من الذعر والصرخات،
ولكن المخرج لايرضي عن هذا الأداء، ويتناول السكين من الممثل وينهال طعنات علي
الممثلة، مما
يصيبها بالذعر حقا،
وتصرخ في هلع مخيف، "طعنات تمثيل"،
وكان وقتها هيتشكوك يتخيل أنه
يطعن
غريمه، وعشيق زوجته، وخرج المشهد كما أراد الرجل الداهية ولكن ظلت الممثلة
تعاني من حالة ذعر لازمتها بعد ذلك فترة من الوقت، وهو أفضل مشهد تقدمه سكارليت جوهانسون طوال الفيلم!
ولأن المونتاج كما هو معروف بمثابة الإخراج الثاني للفيلم، فقد أصر هيتشكوك
علي عدم إضافة أي موسيقي أثناء مشهد القتل في الحمام، وأصر علي أن يكون صوت
السكين وهو يمزق ستارة الحمام وصرخات الممثلة،
مع صوت أنفاسها المذعورة هو الصوت المصاحب للمشهد"مكساج"، وخرج المشهد كما
أراده هيتشكوك،
ونأتي للمشهد الذي أبدع في أدائه انتوني هوبكنز،
وهو يتابع رد فعل الجمهور، وهو
يتابع مشهد القتل،
وكان الجمهور في حالة صمت وكأن الناس علي رؤوسها الطير، وهيتشكوك يراقب من
فتحة في باب صالة العرض، وإذا الصرخات تعلوه،
وحالة هلع تنتاب الرجال قبل النساء، وهيتشكوك خارج القاعة
يحرك يديه وكأنه يعيد تصوير جريمة القتل بنفسه بطعنات السكين المتتالية في
جسد الضحية!
فيلم هيتشكوك عن كواليس وملابسات صناعة فيلم سايكو
يعتبر واحدا من أهم أفلام مخرج الإثارة والرعب في تاريخ السينما العالمية،
أما الفيلم الثاني الذي يقدم ملامح من حياة هيتشكوك أيضا،
فهو فيلم تليفزيوني مرشح بقوة لجائزة الجولدن جلوب وهو باسم الفتاة!!
والفتاة هنا هي الممثلة الشقراء الجميلة "تيبي
هيدرن" التي حاول هيتشكوك أن يصنع منها جريس كيلي أخري،
واختارها من بين عشرات لتلعب بطولة فيلمه"
الطيور"
وبعده فيلم "مارني "، ويلعب شخصية هيتشكوك في هذا الفيلم الممثل "توبي
جونز" والغريب أنه يبدو أفضل حالا من أنتوني هوبكنز، أما الفتاة فهي الممثلة
"سيينا ميللر" وهي أكثر جمالا من "تيبي هيدرن"،
والفيلم أيضا مأخوذ عن كتاب لدونالدو سبوتو ، يتحدث فيه عن علاقة هيتشكوك ببطلة فيلمه
"الطيور" و»مارني«، تلك العلاقة التي تحمل قدرا هائلا من السادية مارسها
المخرج الكبير علي الفتاة التي رفضت حبه، فمارس معها كل طرق السادية أثناء
تصوير فيلم الطيور، حتي أنه عرّضها لمهاجمة الطيور الحقيقية في مشهد اضطرت
لإعادته مرات، عاشت فيها لحظات رعب مخيفة بالإضافة لإصابة وجهها وذراعيها
بجروح من جراء مهاجمة الطيور لها، ولكنه أغراها بالاستمرار في تصوير الفيلم
بأن عرض عليها فيلما آخر من إخراجه وهو مارني الذي يعتبره النقاد آخر أفلامه العظيمة!!
وكان الشوق والولع قد استبد بالمخرج الذي
تلقي الرفض والإعراض من معشوقته التي تصور أنها سوف تدين له بالولاء بعد
نجاح فيلم الطيور، إلا أنها استمرت في رفض مبادلته الحب،
فقدم لها مشاهد اغتصاب في الفيلم لم تكن مستعدة لها، وجلس في صمت يستمتع
بتصوير المشهد والبطل "شون كونري"
يجردها من ثيابها في قسوة ويعتدي عليها، والفتاة لاتجرؤ علي الرفض وتشعر بالهوان،
وكان نهاية تصوير الفيلم نهاية لعذابها الطويل معه،
بل إنه إمعاناً في إذلالها، والتنكيل بها، أعلن في بعض حواراته الصحفية أنها أسوأ ممثلة صادفته في حياته،
وأنه بذل معها جهدا خارقا ليصل معها لتلك النتيجة، وهذا ما قضي علي
مستقبلها المهني فعلا، وجعلها تلجأ الي المشاركة في أفلام أقل شأنا مع
مخرجين بلا قيمة فنية!!
يظل الفنان عظيما عندما تتابع أعماله الفنية،
ولكن كشف النقاب عن الحياة الشخصية لهؤلاء العظماء قد يكشف عن خبايا وخفايا
صادمة،
ومخيفة،
ولكن رغم كل ماقدمه الفيلمان عن حياة هيتشكوك فسوف
يظل علامة فارقة في تاريخ السينما، وسيظل رائدا لأفلام الإثارة والتشويق رغم أن حياته كان بعض فصولها
أشد تشويقا مما قدمه في أفلامه !
آخر ساعة المصرية في
08/01/2013
صراع كبير بين «لينكولن وارغو» وقد يكون «زيرو دارك ثيرتي»
فرس الرهان
جوائز الغولدن غلوب البوابة الحقيقية للأوسكار
تمثل جوائز الغولدن غلوب التي يمنحها اتحاد نقاد السينما الاجانب في
لوس انجلوس البوابة الحقيقية لجوائز الاوسكار السينمائية التي تمنحها
اكاديمية الفنون السينمائية فقد تعودنا في السنوات الماضية ان ترشيحات
ونتائج جوائز الغولدن غلوب، تمثل طريقاً الى جوائز الأوسكار، وعادة تأتي
مطابقة الى حد كبير مع ترشيحات ونتائج الأكاديمية الأميركية للعلوم والفنون
السينمائية التي تمنح الأوسكار، وجمعية النقاد.
وحري بالذكر ان ترشيحات الغولدن غلوب هذا العام والتي أعلن عنها
أخيراً وستسلم جوائزها الشهر الحالي أثناء حفل يستضيفه فندق بيفرلي هيلز
بولاية كاليفورنيا، تصدرها فيلم «لينكولن» للمخرج ستيفن سبيلبرغ بسبعة
ترشيحات، تلاه فيلما «آرغو» و«دجانجو بلا قيود» مع 5 ترشيحات لكل منهما،
وفيما نالت أفلام «البؤساء»، و«سيلفير لايننغ بلاي بوك» و«زيرو دارك ثيرتي»
الذي يتناول اغتيال أسامة بن لادن، للمخرجة كاثرين بيغلو الحائزة على جائزة
الأوسكار، 4 ترشيحات. وتنافست أفلام «أمور» وهو انتاج مشترك بين النمسا
وألمانيا وفرنسا، وأفلام «المحصنين» و«صدأ وعظام» من فرنسا، و«شان ملكي» من
الدانمارك، و«كون تيكي» من النرويج والدانمارك على جائزة أفضل فيلم أجنبي.
من جهة أخرى، رشح كل من الممثل والمخرج بن أفليك، والمخرجة كاثرين
بيغلو، والمخرج انج لي، وستيفن سبيلبرغ، وكوينتن تارانتينو لجائزة أفضل
مخرج. أما ترشيحات فئة أفضل أداء درامي لممثل فكانت من نصيب الممثل دانيال
داي لويس (فيلم لينكولن) ودينزل واشنطن (فيلم فلايت) وريتشارد جير (فيلم
اربيتراج) وجون هوكس (فيلم ذي سيشنز) وجواكين فينيكس (فيلم الأستاذ)،
وأصابت ترشيحات فئة أفضل أداء درامي لممثلة كل من جيسيكا تشاستين (زيرو
دارك ثيرتي) وماريون كوتيار (صدأ وعظام) وهيلين ميرين (هيتشكوك) وناعومي
واتس (المستحيل) وراشيل وايز (البحر الأزرق العميق).
وفي قائمة أفضل أداء كوميدي لممثل رشح الممثل جاك بلاك عن فيلم «بيرني»،
وبرادلي كوبر عن فيلم «سيلفر ليننغ بلاي بوك»، وهيو جاكمان عن فيلم
«البؤساء»، وايوان ماكجريجور عن فيلم «صيد السلمون في اليمن»، وبيل موراي
عن فيلم «هايد بارك هدسون».
وجاءت ترشيحات أفضل أداء كوميدي لممثلة من نصيب الممثلة اميلي بلانت
عن فيلم «صيد السلمون في اليمن»، وجودي دينش عن فيلم «ذي بيست اكزوتيك
ماريغولد هوتيل»، وجينيفر لورانس عن فيلم «سيلفير لايننغ بلاي بوك»، ماجي
سميث عن فيلم «كورتتيت»، وميرل ستريب عن فيلم «هوب سبرنغز».
يرى معظم النقاد ان فيلم المخرجة كاثرين بيغلو «زيرو دارك ثيرتي»، يعد
منافساً شرساً في كل قوائم الترشيحات، وهو ما يؤكد ان الفيلم في طريقه
للمنافسة بقوة على جوائز الغلولدن غلوب والأوسكار المقبلة وقد يتمكن من
الاطاحة بفيلم «آرغو».
وفي المقابل، يبدو ان فيلم «لينكولن» للمخرج ستيفن سبيلبرغ يقف
بالمرصاد لكاثرين بيغلو، ويتوقع ان ينجح في انتزاع أهم الجوائز في كل
الفروع السينمائية. ومن المؤكد ان يدخل هذا الفيلم في ماراثون الأوسكار
لينافس على فئات أفضل فيلم وأفضل اخراج وأفضل تمثيل، وربما ينال الثلاثة
معاً.
كما يبدو البريطاني دانييل دي لويس هو الاقرب الى جائزة افضل ممثل عن
تميزة في تقديم شخصية الرئيس الاميركي الاسبق لينكولن.
النهار الكويتية في
08/01/2013
مقتل بن لادن مرشح للأوسكار:
مشاهد التعذيب في زيرو دارك ثيرتي تثير جدلا في أمريكا
وتهدد الفيلم
مني شديد
قبل أيام من اعلان ترشيحات الأوسكار في العاشر من يناير الجاري واجه
فيلم زيرو دارك ثيرتي للمخرجة كاثرين بيجلو حملة شرسة في الولايات المتحدة
الامريكية من ثلاثة أعضاء بالكونجرس ـ مجلس الشيوخ الأمريكي ـ وهم
السيناتور ديان فاينشتاين رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ والسيناتور
جون ماكين والثالث كارل ليفين, وسبب
الحملة هو مايشير اليه الفيلم من استخدام التعذيب للحصول علي المعلومات
الاساسية التي ادت للقبض علي اسامة بن لادن في مايو2011 اتهم الاعضاء
الثلاثة الفيلم في بيان رسمي بأنه مضلل للرأي العام ويقدم صورة خاطئة عن
عملية القبض علي بن لادن, وطرحوا تساؤلات عن المصدر الذي اعتمد عليه صناع
الفيلم في معلوماتهم عن وقوع عمليات تعذيب واشاروا في البيان الي انهم
يتفهمون انه فيلم خيالي لكنه يحمل في بدايته عبارة تفيد بأنه يعتمد علي
احداث حقيقية والتغطية الاعلامية للفيلم افادت بتعاون أعضاء من الاستخبارات
المركزية الامريكيةCIA
مع كاتب السيناريو مارك بول.
ويظهر الفيلم قيام عدد من ضباط الاستخبارات بتعذيب محتجزين للإدلاء
بمعلومات تفيدهم في تعقب بن لادن, بينما يؤكد بيان أعضاء مجلس الشيوخ
انهم قاموا بالاطلاع علي ملفات الاستخبارات الخاصة بهذه العملية ولم تتضمن
اي شيء من هذا القبيل, وطالبوا صناع الفيلم بالاعلان للرأي العام ان
الجزء الخاص بالتعذيب هو محض خيال لاعلاقة له بالأحداث الحقيقية, ولكن
مؤخرا بدأ النواب الثلاثة في التساؤل اذا ما كانتCIA
نفسها هي من قامت بتضليل صناع الفيلم!.
وعلي الجانب الآخر أكد كاتب السيناريو مارك بول انه علي الرغم من
كتابته لفيلم درامي الا انه تعامل معه وكأنه تحقيق صحفي وجمع الكثير من
المعلومات قبل كتابته واعتمد في جانب كبير منه علي الحوار مع افرادCIA زيرو دارك ثيرتي تحول لحالة نادرة يتم فيها التحقيق مع صناع الفيلم
من قبل مسئولين في واشنطن ويستخدمه البعض في امريكا لدعم اتجاهات سياسية.
ويذكر أن ا لفيلم تعرض لهجوم ايضا تسبب في تأخر عرضه في الصالات
الامريكية, لحين انتهاء الانتخابات الرئاسية بين اوباما ومنافسه رومني
حيث انتقد مؤيدو الاخير الفيلم واعتبروه دعاية سياسية لاوباما.
ويري بعض النقاد ان الهجوم الحالي ربما يؤثر علي موقف الفيلم سلبا في
موسم الجوائز مع اقتراب جوائز الجولدن وترشيحات الأوسكار, بينما حصل زيرو
دارك ثيرتي علي آلجائزة الكبري من دائرة نقاد السينما بنيويورك, اللجنة
المحلية للنقد.
الأهرام المسائي في
07/01/2013
المنافسة محتدمة بينهن في
2013
..
أحلام وأمنيات ممثلات طامحات
للأوسكار
محمد رُضا
أكثر الممثلات اللواتي يخطين خطوات كبيرة، وواثقة إلى الأمام هي جسيكا
شستين . تاريخها ليس بعيداً في مضمار السينما، لكنها خلاله استطاعت أن تحوز
اهتمام النقاد والمنتجين على حد سواء، الفريقان متّفقان على أنها ممثلة
مختلفة في الجمال والموهبة عن السائد، في خمس سنوات ظهرت جسيكا، المولودة
سنة ،1977 في عشرة أفلام متوالية بما فيها “كوريولانوس” المأخوذ عن رائعة
شكسبير و”شجرة الحياة” تحت إدارة ترنس مالك و”سالومي المتوحشة”، الفيلم
التسجيلي الذي أخرجه آل باتشينو وصولاً إلى “بلا قانون” في خريف هذا العام
.
وهي في هذه السنة تقف في مواجهة احتمال اختيارها بين المرشّحات
الرئيسات حين إعلانها خلال الشهر الثاني من العام الجديد، وذلك عن دورها في
فيلمها الجديد، وهو بدوره سيكون من بين الأعمال المنتظر ترشيحها لأكثر من
أوسكار آخر بينها أوسكار أفضل فيلم وأفضل مخرجة (كاثرين بيغلو) .
في هذا الفيلم وعنوانه “الثانية والنصف بعد منتصف الليل” (هذا هو
التعبير العسكري للعنوان:Zero Dark Thirty
تؤدي جسيكا شخصية محللة تعمل في وكالة الاستخبارات الأمريكية تقود العملية
الاستخباراتية المعقّدة التي قادت القوات الخاصّة لمهاجمة مقر بن لادن
وتصفيته . وإذا ما رشّحت، كما هو متوقّع، فإن ذلك سيكون ترشيحها الثاني،
ولو أن الأول كان في مجال التمثيل المساند، وذلك عندما تم ترشيحها عن دورها
في “المساعدة” . حينها ذهبت الجائزة إلى زميلتها في الفيلم أوكتافيا سبنسر
.
لكن جسيكا ليست وحدها في الحظ الحسن هذا العام، فالاحتمالات كبيرة
أمام الممثلة جنيفر لورنس عن دورها في فيلم “كتاب مسطّر بالفضّة” للمخرج
ديفيد أو راسل وفيه تؤدي الممثلة ذات الاثنين والعشرين سنة دور المرأة التي
تحاول جذب رجل لا يزال واقع في حب زوجته رغم أنها خانته (برادلي كوبر)، ما
تضعه الممثلة في المقدّمة هو جهد متواصل لتوفير شخصية امرأة غير متوازنة
بدورها لكنها مخلصة في رغبتها بالانتماء إلى الرجل الذي وقعت في حبّه .
مثل جسيكا شستين ظهرت جنيفر من خمس سنوات أيضاً، ولعبت حتى الآن في
عشرة أفلام ولو أن استحواذها الاهتمام كان عام 2010 عندما لعبت بطولة “عظمة
شتوية” الذي رُشحت رسمياً عنه لجائزتي غولدن غلوبس والأوسكار، لكن كلا
الجائزتين ذهبا إلى منافستها نيكول بورتمن عن دورها في “بجعة سوداء”، التي
ربما لعبت دوراً معقّداً أكثر، لكنها لم تؤده أفضل من لورنس لدورها في
“عظمة الشتاء” .
الأكبر سنّاً
هذا التساوي في الفرص بين الممثلتين شستين ولورنس عليه أن لا يدفعنا
لتجاهل المرشّحات القويات الأخريات، وفي حين أن لورنس هي أصغر الممثلات
الطامحات للوصول إلى الترشيحات الرسمية سنّاً نجد الممثلة الفرنسية
إيمانويل ريفا تقف بين المخضرمات، فهي في الخامسة والثمانين من العمر،
وورائها نحو 56 فيلماً منذ سنة ،1958 السبب في أنها موجودة ضمن الترشيحات
حالياً هو دورها في “حب” أمام جان-لوي ترتنيان، أكبر المرشحين بين الرجال
(يصغرها بثلاث سنوات) .
هيلين ميرين الثانية في جدول الأعمار فقد احتفلت في منتصف العام
الماضي بميلادها السادس والستين، وهي إذا ما وصلت إلى الترشيحات الرسمية،
كما هو متوقّع، فسيكون ذلك عن دورها في فيلم “هيتشكوك” الذي تؤدي فيه دور
الزوجة التي تتحمّل ولع المخرج الكبير بالممثلات الصغيرات ذوات الأعناق
الطويلة والشعر الأشقر .
وفي النطاق ذاته، تتحدّث هوليوود عن جسيكا أخرى هي جسيكا بيل التي
لعبت شخصية الممثلة فيرا مايلز في الفيلم ذاته . وقد تنجح جهودها في جذب
هوليوود إلى اعتبارها ممثلة جادّة وليست فقط ممثلة عابرة أو محدودة . لكننا
لم نلتقط أي إشارة من هوليوود تفيد بأنها تنظر إلى أبعد من هيلين ميرين في
هذا الفيلم علماً أن سكارلت جوهانسن لديها دور أكبر من ذلك الذي تؤديه
جسيكا بيل إذ تلعب شخصية الممثلة جانيت لي .
وتتحدّث هوليوود عن جودي دنش في مسابقة أفضل ممثلة مساندة، وهي بالفعل
ليس من أبرز المرشّحات في هذا الوقت، بل تبدو الأكثر أهلاً للفوز بها وذلك
عن دورها في فيلم جيمس بوند الأخير “سكايفول” .
وهناك من ينادي بسالي فيلد لكي تربح أوسكار أفضل ممثلة مساندة وذلك عن
دورها زوجة للرئيس إيراهام لينكولن في فيلم المخرج المعروف ستيفن سبيلبرغ
“لينكولن” . لكن، وإذ شاهد هذا الناقد الفيلم في عرض خاص مؤخراً، سيكون
اختياراً عاطفياً أكثر واقعياً إذا ما تم نظراً لأن فيلد لا تفعل أكثر من
التصرّف كامرأة قلقة على زوجها .
باقي الأسماء النسائية التي تتردد حالياً تشمل آن هاذاواي عن دورها في
“البائسون”، وهو الدور النسائي الوحيد البارز في هذا الفيلم الموسيقي، لذلك
حظّها في “الغولدن غلوبس” فرع الكوميديا أو الفيلم الموسيقي، هو أكبر من
حظّها في الأوسكار، كايرا نايلي عن دورها في “آنا كارنينا” الذي لم يقنع
كثر بها، ناوومي ووتس منضمّة حديثاً إلى هذا السباق إذ عبر فيلمها
“المستحيل” كذلك تبدو آمي أدامز من بين من ترتاح الأكاديمية الى وجوههن
وأدوارهن وهي فعلت ذلك لاعبة دوراً مسانداً في “السيد” .
الخليج الإماراتية في
06/01/2013
تسونامي والمستحيل ..
الكارثة الآسيوية من وجهة نظر غربية أداء ممتاز وإدارة
موجهة لمشاعر المتفرج
خيرية البشلاوي
ماهو المستحيل في فيلم يحمل هذا العنوان: "المستحيل" الفيلم معروض
حاليا في القاهرة بنجاح كبير وهومن أفلام الكوارث الطبيعية. بل هو إعادة
إنتاج لكارثة حقيقية حدثت منذ سنوات. كارثة "تسونامي" الذي ضرب المحيط
الهندي يوم 26 ديسمبر 2004 وامتد تأثيره المدمر من ألاسكا وحتي جنوب
إفريقيا.
وصلت التقديرات الرسمية للضحايا إلي 230 ألف نسمة. نسبة كبيرة منهم
أطفال.
يستعرض الفيلم تجليات قوي الطبيعة العاتية في أكثر مظاهرها عدوانية.
حيث الأمواج تندفع بسرعة هائلة تسوق أمامها البشر والبنايات والشاليهات علي
الشواطئ وبعض غابات النخيل وتقصف رءوسها.
هذه الكارثة الطبيعية التي خلفت دمارا رهيبا مازالت في ذاكرة الناس
بفضل وسائل الاتصال التي نقلت الحدث وقت حدوثه. وذكراها الأليمة تجدد الحزن
في قلوب الذين عاشوها وفقدوا فلذات قلوبهم وذويهم ابتلعتهم الأمواج وقذفت
بهم إلي قرار.
مشاهد الجثث التي طفت وغطت مياه المحيط بعد هذا الطوفان سكنت الذاكرة
الحية لأهالي الاماكن التي ضربها الزلزال وتعتبر شهادة حية لأهالي الاماكن
التي ضربها الزلزال وتعتبر شهادة حية علي جبروت الطبيعة رغم فتنتها
وغوايتها التي لا تقاوم والتي نراها في الدقائق الأولي من الفيلم ساكنة
رائعة. توحي بالأمان.
المادة الموضوعية عند إعادة كارثة بهذا الحجم تطرح تحدياً كبيراً جداً
أمام أي مخرج يريد ان يبعث الحدث من جديد. وبنفس التأثير والزخم بصريا
ومعنوياً.
مرة ثانية: إلي أي مستحيل يشير عنوان الفيلم المرشح للأوسكار؟
الاجابة حسب قراءة الفيلم الخصها من وجهة نظري المتواضعة هي: الخروج
الآمن لأعضاء الأسرة الاسترالية التي جاءت إلي شواطئ تايلاند لقضاء اجازة
الكريسماس وعاشت هذه التجربة الكارثية الرهيبة وعادت دون خسارة دراماتيكية
تحول دون حياة طبيعية.
أعضاء الأسرة الخمسة وهم الأب والأم والابناء الثلاثة الذكور. أكبرهم
في الحادية عشرة من عمره يشكلون عائلة نموذجية جميلة عادوا بالسلامة وهذه
بالقطع نهاية سعيدة وغير محتملة الحدوث في الظروف التي شاهدناها. لقد ضاعوا
وتفرقوا وقاوموا الأعاصير وسقطت فوق رءوسهم جبال الأمواج. وتشبثوا بجذوع
الاشجار المنهارة. ونزفوا الدماء. وتعرض الأم لجراحة مزعجة ولكن الحياة
استمرت رغم أي شيء.
في الواقع وليس في "المستحيل" سقط مئات الآلاف من الآسيويين في نفس
الموقع. ولم نر منهم الكثير.. والذين ظهروا لم يدلونا علي مظاهر الكارثة..
صحيح منهم أناس طيبون ظهروا في المستشفي الفقير بينما يساعدون الأم
الاسترالية وأبنها الملتاع المتماسك والشجاع.
دراما الفيلم تدور بالكامل حول الكارثة التي حلت بالأسرة الأوروبية
والمعجزة التي انتهت بها الرحلة إلي تايلاند بعد الاعصار الكابوسي الذي
افسدها.
والفيلم كما تقول العناوين اعتمد علي قصة حقيقية عاشتها أسرة اسبانية
وليست انجليزية كما في الفيلم.
هذا التركيز علي الأسرة الانجليزية وحدها التي بني عليها المخرج أحداث
فيلمه استفز أحد النقاد الأمريكيين فكتب يقول: "لقد تجاهل المخرج الضحايا
الآسيويين وانشغل بصورة أساسية بالمحنة التي تعرضت لها الأسرة البريطانية
التي تضم خمسة أفراد وتنتمي للشريحة العليا من الطبقة المتوسطة وذلك شيء
مزعج وإن كان متوقعا. فالأفلام الغربية تصر دائما علي رؤية الكوارث الكونية
من خلال عيون غربية كما حدث مع فيلم "فيما بعد" للمخرج الممثل كلفت
البيتومد الذي تناول الإعصار تسوماني وعالجه بطريقة مشابهة وكأن مخرجي
الأفلام يشككون في قدرتنا علي التماثل مع أي شخص لا يشبهنا أو يتصرف بالضبط
كما نتصرف نحن.. وهذا أمر يسيء إلينا فعلا. ويعرج بالسينما إلي منحي
يقيدها. فمن بين القوي العظيمة لهذا الوسيط الشعري والعاطفي سهولة قدرته
علي تشجيعنا ودفعنا إلي أن تتوحد مع أناس لا يشبهوننا في شيء ولا يفعلون
كما نفعل.
إن الجريمة الحقيقية لفيلم مثل "المستحيل" والكلام مازال للناقد ستيفن
ويتي لا تكمن في كون هؤلاء الناس الذين سلط الفيلم الضوء علي مأساتهم وهم
في واقع الأمر أسرة إنسانية لا تكمن في كونهم أثرياء أو لأنهم "انجليزيون"
يتحدثون الانجليزية. بل لأنهم فعلا ليسوا جديرين بالاهتمام.. انهم يفعلون
مثل أي أسرة وحكايتهم تعطي إحساساً بالحوادث النادرة.
المستحيل الممكن
اعجبني رأي الناقد الأمريكي الذي جاء ربما نتيجة لقدرة الافلام علي
خلق أرضية مشتركة ليست مرئية يلتقي فوقها عشاق السينما علي كوكب الأرض.
مثلما يلتقي ايضا النقاد عفويا ويحققون تلقائيا فهما متبادلا يتجاوز
محاولات التنميط المتعمد والتكريس الممنهج والعنصري لثقافة وحضارة بعينها.
إن أهم ما في فيلم "المستحيل" هذا المستحيل ولكن الممكن في مستوي
الإبداع في عنصر الاداء التعبيري لمواقف استثنائية تقبله جدا واذكر هنا
حضور الممثلة نعومي والحضور الطاغي واداءها لدور الأم التي تمثل مركز الثقل
الاساسي للأسرة ولدراما الفيلم ويقع عليها العبء الأكبر في النصف الأول من
هذه التجربة السينمائية التي تصور الكارثة الطبيعية وانعكاسها المأساوي علي
أسرة تعيش أياماًً من الاسترخاء السعيد. وقد بدأت تكشف الأم عن صعوبة ما هو
مطلوب منها علي مستوي التعبير عن هول ما يدور عند رؤية الضربات الأولي
للزلزال والدمار الذي تحدثه الكارثة بينما هي والابناء يسبحون في مياه
المحيط.
قوة الأداء والقدرة علي التأثير من دون لغة تعبير خارجية عنيفة وإنما
بإيحاء قوي يستحوذ بالكامل علي مشاعر المتلقي.. هنا يكشف المخرج عن تحديات
تواجه المرأة الأم أمام قوي الطبيعة الشرسة فهي مقاتلة وقادرة ورغم ذلك
أجدني أتوقف برهة أمام مطب في السيناريو الذي كتبه الأسباني سيرجيو سانشر
فيما يتعلق بعنصر التشخيص فقد جعل الأم في خضم الكارثة تنشغل كلية بالابن
الأكبر الذي جمعها به الصدفة وسط الخراب والامواج العنيفة. ولا تتذكر زوجها
وطفليها الصغيرين الذين ضاعوا في موجات الهلع البشري والمرعبة.
الزوج خاض بدوره مغامرة رهيبة. وضاع مثل الزوجة وضاع منه الولدان وإن
وجدهما مصادفة فالاقدار وحدها هي التي جمعت شتات هذه الأسرة دون منطق قوي..
وقد مرت فترة طويلة - نسبيا - قبل ان تلتفت الأم لغياب باقي الأسرة انشغلت
بطفل اشقر صغير كان ضائعاً اسمه "دانيال" وهذه علي أي حال ملاحظة لا تنال
كثيراً من قوة الأداء ولا تخفي بأي حال موهبة الفنانة التي قد تحوز علي
الأوسكار عن هذا الدور وربما فاز بها أيضا الممثل الصغير توم هولاند في دور
أكبر الابناء وقد لفت أنظار المتفرجين وأثار اهتمام جميع من شاهدوا الفيلم.
لعب الممثل البريطاني ايوان ماكروجر دور الأب والراعي الصالح للأسرة
الأوروبية النموذجية التي ضربها الاعصار وقواها من دون ان يقتلها أو يكسر
إرادة الحياة لديها.
وقد استطاع ماكريجور أن يؤثر بقوة عندما انفجر باكيا من هول المعاناة
وذلك أثناء مكالمة تليفونية مع أهله في الوطن البعيد هذه اللحظات تمثل قوة
درامية لافتة في بنية الفيلم.
الضحايا الأوروبيون في هذه الكارثة حسب الاحصائيات الرسمية لم يتجاوز
عددهم تسعمائة "900" تعثروا علي الشواطئ الآسيوية ومع ذلك كانوا في فيلم
المخرج الأسباني جوان انطونيو بايونام الأكثر حضوراً. ويبدو ان عذاباتهم
أوجعت المخرج أكثر فظهروا إلي جانب الممثل البريطاني ماكروجر وأعاروه جهاز
التليفون المحمول الذي نجا بدوره من الأعاصير وموجات المياه وقام بدوره "الانساني"
في تكريس التواصل.
بعض التفاصيل الصغيرة أيضا تبدو غير محتملة ومنطقية ولكن إذا كان
"المستحيل" يدخل ضمن عناصر الدراما إذن فكل شيء جائز.
الابداع البصري
أهم العناصر في فيلم "المستحيل" إلي جانب الأداء التمثيلي الدقة
البصرية كما تنعكس في مشاهد الكارثة التي تبدو تسجيلية وليست مصنوعة من
انتاج الكمبيوتر فمشاهد الكارثة صورة طبق الأصل من الكارثة تسونامي التي
نقلتها شاشات التليفزيون والصحف عام 2004 ولكن المشاهد داخل المستشفيات
التايلاندية الميدانية ظهرت أقل قوة وكذلك مشاهد البحث عن الأبناء والأهل
المفقودين وسط الجرحي في ردهات هذه المستشفيات.
وإلي جانب القصة المركزية للأسرة الاسترالية. سلط المخرج الاضواء علي
حكاية الطفل دانيال الصغير الذي ضاع وسط الخراب المتخلف عن الزلزال.
والتقطته الأم "ناعومي واتسي" رغم محنتها واعتني به الابن البكر "هولاند"
في النهاية وجده والده في مشهد مؤثر انها قصة ثانوية جدا ولكنها تكشف عن
توقف المخرج اثناء اختياره الضحايا.. فالطفل "دانيال" ينتمي لأسرة أوروبية
ومن التي أضيرت من الكارثة بينما عشرات الآلاف من الاطفال الاسيويين فارقوا
الحياة.
إدارة المشاعر
الكوارث الناجحة مثل فيلم "المستحيل" تتطلب توظيفا جيدا وإدارة معتمدة
وماهرة للمشاعر مشاعر الجمهور بالطبع.
ولاشك ان مخرج الفيلم بذل جهدا كبيرا جدا من أجل تحريك عواطف المتلقي
والدفع بها إلي حد البكاء اعتقد انه نجح بنسبة 100% لحظات ومما لاشك فيه ان
هذه النوعية تحديدا "الكوارث" تكشف ليس فقط عن مستوي المخرج وإنما بصورة
أكبر عن تقدم صناعة السينما علي المستويين الصناعي والتكنولوجي.. فالمؤثرات
تلعب دورا كبيرا جدا في تحقيق الأثر المطلوب وفي توفير عناصر الاقناع
والمهارات الرقمية في إنتاج الصور المعبرة عن المواقف الصعبة والمؤثرات
البصرية النوع لتنوع الكوارث الطبيعية مثل الأعاصير والفياضانات والبراكين
والزلازل.... الخ ولذلك ليس مدهشا ان تتفوق هذه النوعية جداً في صناعة
السينما الامريكية وأن الشكل نسبة ملموسة عن حصيلة الانتاج وان تحقق في نفس
الوقت عائدا هائلا في جميع الدول التي تعرض بها.
رنات
اغتيال بن لادن
خيرية البشلاوى
أثار فيلم "زيرو دارك ثرتي"
Zero Dark ThirTy جدلاً وغضباً كبيراً لدي بعض أعضاء الكونجرس.. وتشكلت لجنة للتحقيق
حول المشاهد التي تفضح أساليب التعذيب التي مورست علي المتهمين الذين
اعتقلتهم المخابرات المركزية اثناء استجوابهم والتي ظهرت في الفيلم.
الفيلم يجسد درامياً العملية العسكرية "السوداء" التي انتهت باغتيال
بن لادن بعد الغارة عليه واختطافه والقاء جثته في المحيط.
وقد عبرت رئيسة اللجنة السيناتور دايان فينشتاين التي تنتمي إلي الحزب
الديمقراطي عن غضبها الشديد بسبب المعلومات التي قدمها الفيلم حول العملية.
وفي خضم الجدل الذي احيط بالفيلم علمت وكالة رويترز أن اللجنة تقوم
بفحص التسجيلات الصوتية والمكاتبات الموثقة التي تكشف عن الاتصالات التي
جرت بين بعض المسئولين في الوكالة المركزية "CIA)
وبين المخرجة الأمريكية كاترين بيجلو "مولودة نوفمبر 1951" وكاتب السيناريو
مارك بول.
وتتناول التحقيقات ما إذا كان العميل في المخابرات قدم لصناع الفيلم
معلومات سرية لا يصح الافصاح عنها أم لا.. وكذلك تحاول اللجنة الكشف عن مدي
المسئولية التي يتحملها العاملون في المخابرات عن الممارسات الفظة التي جرت
اثناء التحقيق. خصوصاً وأنها مشاهد تترك أثراً سلبياً.
تقدم المخرجة التي سبق أن رأينا لها فيلماً عن حرب العراق "هارت لوكر"
عام 2009 قصة المغامرة البحرية العسكرية التي انتهت باغتيال بن لادن وتشير
عمليات الفحص إلي الرسائل الالكترونية للحكومة والمعلومات التي توفرت
لجماعة "المراقبة الفضائية" "judial watch)
إلي أن المخابرات المركزية والبنتاجون قدما لصناع الفيلم تسهيلات كبيرة
اثناء الإعداد للفيلم وهي المعلومات التي اعتمد عليها كاتب السيناريو.
الفيلم حسب ما أثير حوله تسبب في الكثير من القلق والصداع للرئيس
الأمريكي باراك أوباما في حين قال النقاد "الجمهوريون" إن هذا الجدل والغضب
ليس سوي حيلة دعائية استخدمها الديمقراطيون لإعادة انتخاب أوباما.
وحالياً يوجه الليبراليون المناصرون للرئيس هجوماً علي الفيلم
باعتباره عملاً يروج لاستخدام التعذيب أثناء التحقيق مع المتهمين ورغم
الضجة الكبيرة حول دور المخابرات لم يعلق جهاز المخابرات المركزية
الأمريكية علي تحقيقات لجنة الكونجرس بالرغم من ضلوع أحد المسئولين فيها
وهو مشيل موريل في تقديم المعلومات التي تقول اللجنة إنها مضللة وغير صحيحة
وتسيء إلي أمريكا.
مشيل موريل كان وقت اعداد الفيلم نائباً لمدير الوكالة والآن يعمل
رئيساً فعلياً لها.. ويعتبر من النافذين والمفضلين وكان من المرجح أن يحتل
منصب المدير بعد تقاعد الجنرال ديفيد بترويوس. ولكن الجدل الذي أثير حول
محتوي الفيلم ألقي ظلالاً علي دوره في فيلم المخرجة الأمريكية.
الفيلم سوف يعرض يوم 11 يناير الجاري وقد تم تصويره في مدينتي نيويورك
ولوس انجلوس.. وكاترين بيجلو مخرجة هذا الفيلم يمينية بامتياز. ومناصرة
مذهلة للعسكرية الأمريكية. وهي أول مخرجة أمريكية تحصل علي جائزة رابطة
المخرجين الأمريكيين عن فيلمها "هارت لوكر" "2009" وأول مخرجة تحصل علي
جائزة الأوسكار لأحسن إخراج وأول مخرجة تفوز بجائزة الأكاديمية البريطانية
"بافتا".
تزوجت من المخرج جيمس كاميرون في الفترة من "1989 1991" ورشحت معه
للأوسكار عام 2010 وفازت هي بالجائزة.
المساء المصرية في
06/01/2013
نقاد عالميون يؤكدون أن فيلم "البؤساء" يتطابق مع
الربيع العربي
يعرض حاليا فى دور العرض السينمائية العالمية ومصر أيضا الفيلم
الأمريكى
Les
Misérables’ أو "البؤساء" المستوحى من رواية الكاتب الفرنسى فيكتور هوجو وتدور
أحداثه حول الظلم الاجتماعى فى فرنسا أواخر القرن الـ19، فى الفترة ما بين
سقوط نابليون والثورة ضد الملك لويس فيليب التى لم تنجح.
وما أشبه الفيلم بالواقع الذى نعيشه فى مصر فى ظل تردى الأوضاع
الاقتصادية وغياب العدالة الاجتماعية وازدياد نسبة الفقر والمرض بعد ثورة
25 يناير التى أطاح فيها المصريون بنظام مستبد ليأتى نظام آخر لكنه لم يحقق
حتى الآن أيا من أهداف الثورة وهى "عيش حرية عدالة اجتماعية".
مخرج الفيلم توم هوبر لم يردنا أن ننسى رائعته التى قدمها فى عام 2010
بعنوان "خطاب الملك" أوThe King's Speech
الفائز بـ4جوائز أوسكار أفضل فيلم ومخرج وممثل ونص أصلى، ليقدم لنا تحفته
الدرامية الغنائية الرومانسية "البؤساء" مراهنا على رؤيته الخاصة لرواية
فيكتور هوجو ومتمسكا بوجهة نظره فى المعالجة السينمائية للرواية، فرغم
محاولة بعض أصدقائه ونصحهم له بأن يقدم الفيلم بطريقة الـ3d ثلاثية الأبعاد ورغم ولعه بتلك التقنية الحديثة التى ذهب إليها أبرز
المخرجين العالميين إلا أن حرص هوبر على أن يقدم فيلما للجميع وخوفه من أن
يجد بعض من جمهوره صعوبة مع تلك التفنية، فضل أن يعتمد على التقنية
التقليدية العادية خصوصا أن القصة مميزة للغاية وليس هناك ضرورة لتعقيدها
على بعض من لا يجيدون التعامل مع الثرى دى.
أما التحدى الثانى الذى نجح فيه توم هوبر فيتمثل فى حرصه على أن يغنى
أبطال الفيلم أمام الكاميرا مباشرة، وتسجيل الصوت وقت تصوير المشاهد، وليس
فى الأستوديو كما كان متبعا وتقليديا فى الأفلام الموسيقية، وذلك من أجل أن
تخرج المشاهد بتلقائية شديدة لذا أيضا اعتمد على نجوم سبق لهم الوقوف على
خشبة المسرح وأن يكونوا من أصحاب الأصوات القوية وهم هيو جاكمان، وراسل
كرووآن هاثاوى وأماندا سيفريد وغيرهم من النجوم، وهو ما أشاد به الناقد
السينمائى كوفى أوتلا والذى أكد فى مقاله أن هوبر أعطى رواية فيكتور هوجو
حياة ثانية، ونجح فى أن يقدمها بطريقة مميزة وجديدة رغم أنه سبق تقديمها فى
العديد من الأفلام السينمائية العالمية والمصرية وأيضا تم تقديمها من قبل
فى عدة مسرحيات عالمية.
تدور قصة الفيلم حول رجل "جان فالجان" أو هيو جاكمان سجن لمدة عشرين
عاماً بسبب سرقته لرغيف خبز، وعندما جاء موعد خروجه من السجن فوجئ بأن رئيس
الشرطة "جافير" يخبره بأن إطلاق سراحه مشروط، ويفشل فالجان فى إيجاد عمل
مناسب له بسبب خوف أصحاب الأعمال منه لأنه فى نظره مجرم خطير، ولكنه يقابل
أحد الرجال الذى يساعده ليبدأ حياة جديدة ويهرب فالجان ويخرق شروط إطلاق
سراحه ليتخذ لنفسه اسما وهيئة جديدة ويصبح من رجال الأعمال الأغنياء وفجأة
تقع فى طريقه "فانتين" أوآن هاثاوى التى تم طردها من مصنعه وتشردت وباعت
شعرها وأسنانها من أجل أن تصرف على ابنتها الصغيرة التى تركتها عند رجل
وسيدة سيئى السمعة ويشعر جافير بتأنيب الضمير ويقرر أن يكفر عن خطيئته غير
المقصودة خصوصا بعد وفاة فانتين لكن القدر يخبى له أمورا أخرى، وذلك كله فى
إطار إلقاء الضوء على الظروف السيئة التى يعيش فيها المجتمع الفرنسى من فقر
وجوع وفساد سياسى وثورة فاشلة.
وأثنى الناقد السينمائى باز باميجبوى فى جريدة الديلى ميل على أداء
المخرج وتميزه فى اختيار نجوم العمل وأماكن التصوير جعلت العمل يتمتع
بحيوية خاصة، ولم ينس الناقد أن يشير إلى أن أحداث الرواية التى كتبت فى
القرن الـ19 تشبه إلى حد كبير وتتطابق مع الربيع العربى والثورات التى
تشهدها منطقة الشرق الأوسط، كما أشاد باز بأداء النجمة آن هاثاوى التى
أقنعت الجميع بأنها هى تلك المرأة البائسة التى تضحى بكل شئ من أجل توفير
المال لابنتها.
تم تصوير الفيلم فى مدينة جوردون فى جنوب فرنسا، وقام فريق عمل الفيلم
ببناء مدينة بالكامل بالشكل القديم على مساحة 50 فدانًا واستوحوا روح
المدينة القديمة من صور المصور تشارلز مارفل الذى نجح فى تصوير المدينة قبل
أن يتم تدميرها.
وتبلغ مدة عرض الفيلم حوالى 160 دقيقة تأخذ المشاهد إلى القرن الـ19
لتؤكد أن التاريخ يعيد نفسه ولكن مع اختلاف المكان والأشخاص، وليعطى
الجمهور العربى والمصرى بشكل خاص إحساسا بأن الأمل موجود رغم شدة قسوة
الظرف الراهن، وذلك كله مغلف بمقطوعات موسيقية رومانسية أحيانا وثورية
أحيانا أخرى ولكنها مفعمة بالحزن والشجن إلا قليل.
البداية المصرية في
06/01/2013
مهرجان أوسكار يحتفي بأفلام جيمس بوند بمناسبة مرور 50
عامًا على انطلاقها
رويترز
قال منتجون اليوم الجمعة، إن مهرجان أوسكار انضم إلى الاحتفالات
بسلسلة أفلام جيمس بوند التي بدأت قبل 50 عاما حيث سيخصص له عرض خاص في
الحفل السنوي لتوزيع جوائز الأوسكار في فبراير المقبل.
وقال منتجا استعراض مهرجان أوسكار كريج زادان ونيل مرسون في بيان
"سعداء للغاية لأن ندرج في الاستعراض الذي نقدمه عرضا خاصا لسلسلة أفلام
جيمس بوند بمناسبة الذكرى الخمسين لميلاد سلسلة الأفلام".
أضاف المنتجان "أصبحت أفلام 700 بدءا من فيلم "دكتور نو" في عام 1962
أكبر امتياز سينمائي في التاريخ وظاهرة عالمية محبوبة، ولم يكشف المنتجان
تفاصيل عن ذلك الجزء من الاستعراض.
ومن المحتمل أن يؤدي الإعلان عن تكريم سلسلة أفلام جيمس بوند إلى
زيادة الآمال في ترشيح فيلم جيمس بوند الحالي "سكاي فول" لجائزة أحسن فيلم
بعد أن حطم حاجز المليار دولار في شباك التذاكر وهو أعلى رقم يسجله أحد
أفلام السلسلة التي صدر منها 23 فيلما إلى الآن.
بوابة الأهرام في
04/01/2013
فاريتي:
10 أفلام في "عين على الأوسكار"
تحت عنوان "عين على جوائز الأوسكار" نشرت مجلة فاريتي قائمة بالأفلام
التي يرشحها النقاد لنيل جوائز الأكاديمية الأمريكية لعام 2012 التي سيعلن
عنها أواخر الشهر الجاري. وأقدم هنا القائمة مع تعليقاتنا الشخصية عليها من
واقع مشاهداتنا أو ما نشر عنها، وكذلك من واقع بعض تعليقات النقاد.
تشمل القائمة الأفلام التالي:
1- حب: أو (أمور)
Amore
فيلم مايكا هانيكه الذي يدور حول علاقة الحب التي تربط بين رجل وامرأة بلغا
أواخر العمر، ولكن من خلال دراما تبتعد تماما عن المبالغات العاطفية
المعتادة. هذا الفيلم هو الذي حصل على السعفة الذهبية في مهرجان كان
الأخير.
2- "أرجو"
rالفيلم الذي يأتي في المرتبة الثانية هو الفيلم
الأمريكي السياسي "أرجو" بطولة وإخراج بن أفليك الذي أجمع النقاد على تميزه
وتوازنه الفني بين الجدية وروح المرح، وبين السياسي والإنساني، واعتبره
البعض أيضا فيلما "ملهما". وهو يصور عملية إنقاذ ستة من الرهائن الأمريكيين
العاملين بالسفارة الأمريكية الذي أفلتوا من الأسر في طهران عام 1979 بعد
أن اقتحمها الطلاب المهووسين دينيا والذين كانوا خاضعين تماما لنظام
الخميني الفاشي الذي لايزال قائما في إيران حتى اليوم، يضطهد الإيرانيين
أنفسهم. لذلك نعتبره فيلما إنسانيا كبيرا ومعاديا للفاشية الدينية رغم
تمجيده للمخابرات الأمريكية. كما أنه فيلم ممتاز من الناحية الفنية. ويستحق
جوائز أحسن فيلم وأحسن سيناريو وأحسن تمثيل رجالي وأحسن موسيقى وأحسن تصميم
مناظر وأحسن إخراج.
3- فيلم جانجو غير مقيد
Django Unchained
(أو فك قيود جانجو) وهو الفيلم الأخير للمخرج الأمريكي كوينتين تارانتينو
الذي وصفه اقد صحيفة الجارديان البريطانية بأنه مثل "سيجارة ممنوعة" رغم أن
المخرج الأمريكي الأسود سبايك لي رفضه من قبل أن يشاهده واعتبره فيلما
"عنصريا"!
4- فيلم "لينكولن" لستيفن سبيلبرج الذي قال عنه جو كورجنسترن ناقد وول
ستريت جورنال بأنه "يبدو قديما وجديدا في آن، قديم بأصالة في كونه ديكوراته
وأزيائه البديعة، وجديد بشكل أصيل أيضا في تعبيره عن الرئيس السادس عشر
للولايات المتحدة الذي يتم تصويره بتمجيد مغالى فيه من خلال الممثل دانييل
داي لويس، في اطار السياسة التي كانت سائدة في عصره".
5- فيلم "لوبر" Looper الذي أخرجه ريان جونسون ويقوم ببطولته بروس ويليس. وهو من أفلام
الخيال العلمي وتدور أحداثه بين الماضي والحاضر والمستقبل في عام 2074 وكان
فيلم الافتتاح في مهرجان تورنتو السينمائ يالدولي الأخير.
6- المعلم
The Master
(أو الأستاذ): وهو فيلم الافتتاح في مهرجان فينيسيا السينمائي من اخراج بول
توماس أندرسون (سيكون هناك دم) ويدور حول الشخصية الأمريكية: مفهوم النجاح
لديها، الاحساس بانعدام الجذور، واصراع بين الأجيال وهو صراع يتخذ طابعا
مدمرا، وأشادت النقاد بالأداء التمثيلي الذي تفوق فيه كثيرا سيمون فيليب
هوفمان وجواكين فينيكس.
7- مملكة بزوغ القمر: فيلم المخرج ويس اندرسون الذي افتتح به مهرجان
كان 2012 ولم يترك أثرا كبيرا على الجمهور، لكن بعض النقاد يرى أنه ليس
فيلما ساذجا.
8- فيلم "كتاب اللعب المطرز بالفضة" (إذا كانت هذه الترجمة تصلح
لعنوان الفيلم الغريب بالانجليزية وهوSilver
Linnings Playbook وهو من كتابة واخراج ديفيد أو راسل ويدور حول
رجل خرج اتوه من مصحة عقلية كان قد أودع بها بعد إصابته بنوبات عنف جنوني،
لكي يجد زوجته قد تركته وأباه قد فقد عمله وأصبح كدمنا على القمار في
محاولة لاستعادة ما فقده من مال، ويقيم بطلنا في كنف والديه ويسعى لاستعادة
علاقته بزوجته التي حصلت على حكم قضائي بألا يقترب منها بعد ما تعرضت له من
عنف على يديه. هذا الفيلم رشح لثلاث من جوائز الجولدن جلوب هي أحسن فيلم
(موسيقي او كوميدي) وأحسن ممثل وأحسن ممثلة. ويصنف نقديا في خانة الفيلم
الدراما- الكوميديا- الرومانسية. وقد حقق نجاحا نقديا كبيرا في الولايات
المتحدة.
9- "السقوط من السماء" أو سقوط السماء (حسب إعجابك الشخصي بالتسمية)
أو ربما تكتفي بكتابة الإسم كما هو في لغته الأصلية ولكن بالحروف العربية
أي (سكايفول) Skyfall
كما يفعل كثير من الشباب في أيامنا هذا دون أن يكلفوا أنغفسهم اصلا عناء
البحث عن ترجمة ملائمة وكأننا أصبحنا نكتب للناطقين باللغات الأجنبية فقط.
وهو أحدث أفلام سلسلة جيمس بوند (الفيلم الخامس والعشرون بالتأكيد) وقد حقق
أكثر من مليار دواار أي تفوق على كل الأفلام في تاريخ السينما حتى الآن،
ولم أجده مثيرا للاهتمام شخصيا بل وجدته "dull"
أي كئيبا في الكثير من مشاهده لكن جمهور لشباب الذي يدفع ثمن تذاكر السينما
في العالم أعجب كثيرا بفكرة عودة جيمس بوند إلى مسز إم في علاقة أوديبية
غريبة باعتبارها الأم التي تفديه وتموت، كما أعجبهم أيصا المسخ الشرير الذي
يلعب دوره خافيير بارديم، وهو يستعطف مسز غن أن تقتله ثم تقتل نفسها (وهو
ما رأيته من أسخف المشاهد في الفيلم بل وأكثرها إثارة للسخرية!). لكن
الفيلم كسب على السمعة كما يقولون.
10- أو "نصف ساعة بعد منتصف الليل" Zero
Dark Thity وهو الفيلم الذي يثير منذ ما قبل تصويره ضجة
كبرى مستمرة حتى يومنا هذا رغم أن عروضه التجارية العامة على نطاق واسع لن
تبدأ في الولايات المتحدة قبل يوم 11 يناير. هذا هو الفيلم الذي يروي قصة
تعقب أسامة بن لادن وقتله. وسر الضجة ما يتردد عن دور البنتاجون والمخابرات
في دعم الفيلم وتزويد مخرجته السيدة سعيدة الحظ، كاثرين بيجلو والغريب أن
ناقد فاريتي بيتر ديبروج يرى أن الفيلم "ليس مسليا ولا فنيا، فالمخرجة تتبع
أسلوب فيلم "كل رجال الرئيس" في خلق دراما التقصي التي تستغرق حوالي عشر
سنوات قبل أن تثمر". لكن عادة يكون رأي أعضاء الأكاديمية التي تمنح جوائز
الأوسكار مختلفا.
عين على السينما في
04/01/2013 |