حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي السبعون

مهرجان البندقية غداة افتتاحه:

ماذا تحت "الأمل المفقود" للدورة 70؟

البندقية ــ هوفيك حبشيان

"السينمائيون لم يتركوا هامشاً للأمل. الأمل مفقود". هذا ما اعلنه مدير "موسترا" البندقية، الناقد ألبرتو باربيرا، بهدف طمأنتنا الى ما يحمله الينا هذه السنة المهرجان الايطالي الذي يحتفي بدورته السبعين (28 آب ــ 7 أيلول)، وهو اولى التظاهرات السينمائية في العالم وابعدها زمنياً. 54 فيلماً تشارك في التشكيلة الرسمية، في اقسام مختلفة، من بينها 20 تتسابق على "الأسد الذهب"، الجائزة المرموقة التي ستمنحها بعد عشرة أيام من المشاهدة النهمة، لجنة تحكيم يترأسها الايطالي برناردو برتوللوتشي للمرة الثانية في حياته.

الرقم 70 لن يكون رقماً عادياً في تاريخ الـ"موسترا". فستشهد جزيرة الليدو وصول 70 مخرجاً من انحاء الكرة الأرضية، ليقدم كلٌّ منهم فيلماً قصيراً صوّره انطلاقاً من فكرة خاصة به. فيلم لا يتعدى طوله الدقيقة ونصف الدقيقة على أن تشمل المعالجة رؤية معينة لمستقبل الفنّ السابع. سينمائيون كبار لبّوا الطلب. ترى ما الذي يجمعهم؟ مشاركتهم في الـ"موسترا" على الأقل مرة واحدة في السنوات العشرين الماضية. هناك بول شرايدر، عباس كيارستمي، والتر ساليس، ابيشاتبونغ فيراسيتاخول، شيخار كابور، والقائمة طويلة. حتى برتوللوتشي، السينمائي المصاب بالشلل، الذي كرّمه مهرجان كانّ عام 2011 بـ"سعفة فخرية" (عاد الى السينما السنة الماضية بفيلم "أنا وانت" بعد انقطاع عشر سنين) له فيلم في هذه المجموعة. الجزائري طارق طقية سيكون من المشاركين ايضاً. هو مخرج المساحات الجزائرية الشاسعة الذي يعمل حالياً على فيلم منتظر سمّاه "ابن بطوطة"، والذي ساندته هذه الصفحة مراراً منذ بداياته المتألقة.

ثانية الأفكار المثيرة للحماسة تتجسد في صالة "وب". فكرة اعتزمت ادارة المهرجان تطويرها في هذه الدورة، بعد النجاح الذي كان من نصيبها في الدورة الماضية: يحقّ لأي كان في العالم ان يشتري بطاقة رقمية تخوله مشاهدة واحد من افلام قسم "أوريزونتي"، بالتزامن مع عرضه على جمهور المهرجان. هذه الصالة الافتراضية تتكون حصرياً من 500 مقعد افتراضي، وتجسد ذروة التقليعات التقنية التي يحتاج اليها مهرجان مثل "البندقية"، وخصوصاً أن ارتياده غير متاح للشباب الطامح الى اكتشاف الاتجاهات الجديدة في السينما الكونية. التواصل عبر الشبكة العنكبوتية مع الجمهور هو الشيء الذي لجأ اليه ايضاً عدد من السينمائيين. كان جان لوك غودار طليعياً في هذا المجال، عندما اقترح تحميل فيلمه "الاشتراكية فيلم" على الانترنت، وعلى خطاه نفسها مشى لاري كلارك، عندما جعل فيلمه "فتاة مدينة المارفا"، يتوافر على الشبكة مقابل ستة دولارات. المخرج الأميركي القدير سبق أن عانى من سوء توزيع افلامه في الصالات بسبب الرقابة الاخلاقية، فقرر الذهاب الى الجمهور مباشرة.

اذاً، بعد 81 سنة على تأسيسها، بدأت الـ"موسترا" تستجيب لضرورات العصر. هذا، على الرغم من كل الكيان الداخلي المترهل الذي تعاني منه منذ زمن بعيد. في الدورة الثانية التي يديرها باربيرا بعد رحيل ماركو موللر مختتماً تجربة امتدت لأعوام ثمانية، لا يزال الخط التحريري الذي يمشي وفقه هذا المدير السابق للمتحف الوطني للسينما غير واضح: هناك، في اللائحة المكونة من 54 فيلماً، مواهب فتية مدعومة تظللها الأسماء الكبيرة التي تلهث خلفها الجميع. السنة الماضية، كانت ملحوظة الاختيارات المائلة الى البنية السردية على حساب التجريب السينمائي والاسلوب المتفلت من كل قاعدة. هذه السنة، كل شيء مبهم، ولا يسعنا الا انتظار الأيام القليلة التي تفصلنا عن الاكتشافات.

في المسابقة، 20 فيلماً اختارها المهرجان من اصل 1534 ارسلت اليه منذ انتهاء الطبعة الأخيرة التي نال فيها كيم كي دوك "الأسد". جميع أفلام المسابقة عروض عالمية أولى، باستثناء فيلم واحد هو من ضمن العروض الدولية الاولى، ايّ انه لم يُعرض الا في البلد الذي يحمل جنسيته. جغرافياً ومناطقياً، نستطيع القول ان القارات ممثلة، بين المسابقة وخارجها. في المسابقة، ثمانية افلام فقط يعود صنعها الى الأوروبيين، من دون احتساب الأفلام الممولة جزئياً مع دول أوروبية. القارة الأكثر حضوراً بعد أوروبا هي اميركا (الشمالية منها): 7 عدد الأفلام الأميركية. تبقى خمسة أفلام من خارج اوروبا واميركا: الجزائري، الاسرائيلي، الاوسترالي، الصيني، الياباني. من كل الأفلام التي وصلت الى الادارة، لم ينوجد في نظر لجنة الاختيار فيلم واحد من جنوب أميركا يرقى لمستوى المسابقة. الشيء نفسه يقال عن سينما أوروبا الشرقية التي أقصيت الى أبعد حدّ. بالاضافة الى الشرق الاقصى الذي يتراجع حضوره في الدورة الحالية.

لنبدأ بالمكرّسين: هناك أولاً، فيليب غاريل. المخرج الفرنسي الكبير يعود بـ"الغيرة"، شريط من انتاج سعيد بن سعيد وبطولة ابنه لوي وآنا موغلاليس. فكيف يستقبل جمهور الـ"موسترا" وصحافيوها فيلم وارث "الموجة الجديدة"، وخصوصاَ ان السخط الذي اثاره فيلمه الأخير "صيفٌ حارق"، لا تزال اصداؤه تتردد في ارجاء الليدو. مرة اخرى يأتينا غاريل بقصة حبّ، كل ما نعرف عنها الى الآن ان لوي يضطلع بدور والد فيليب، عندما كان في الثلاثين من عمره، وهذا عمر لوي الآن. الايطالي القدير جياني اميليو هو الآخر عائد الى البندقية مع "المقدام". يقول اميليو عن الفيلم إنه كالغيمة يتغيّر شكلها من دقيقة الى اخرى. يلتحق بهذين المخضرمين، ومن الجانب الآخر للكرة الأرضية، المعلّم الياباني هاياو ميازاكي الذي سبق ان ادهشنا بأفلام التحريك التي قدّمها. "الرياح تهب"، حكاية مصمم طائرات يعاصر المراحل التاريخية في اليابان، بدءاً من الهزة الأرضية الى الأزمة الاقتصادية.

سينمائي آخر، ترك بصمة كبيرة في سينما بلاده، يأتينا من بريطانيا: ستيفن فريرز. مخرج "الملكة" الذي لا يتوقف عن العمل، يطرح "فيلومينا"، بعدما انجز ثلاثة أفلام منذ مطلع هذا العقد. ولد المشروع من رغبة فريرز في العمل مجدداً مع جودي دانتش، التي مثّلت في فيلمه "السيدة هاندرسون تقدم"، وكم كان اداؤها راقيا في هذه الكوميديا اللافتة. "فيلومينا" يحكي عن فتاة حملت عندما كانت في الخامسة عشرة فانتزع منها مولودها، وبعد مرور نصف قرن راحت تبحث عن هذا الابن الغائب الذي رُحّل الى أميركا. هذه هي الرحلة التي يرويها فريرز في جديده. دائماً من بريطانيا هناك فيلم جوناتان غلايزر، "تحت الجلد"، عن كائن فضائي في شكل بني آدم يقوم بجولة حول اسكتلندا. هناك القليل من الـ"رود موفي" والقليل من علم الخيال والقليل من الواقعية في هذا الشريط الذي يطرح الحوادث من وجهة نظر الكائن الفضائي. تُغلق الدائرة البريطانية (ولو بفيلم أميركي) مع المخرج تيري غيليام الذي عوّدنا على أفلام تخرج عن السائد، وهو يرينا هذه المرة "نظرية الصفر" عن رجل يقوم بتجارب عبر الكومبيوتر كي يلتقط معنى الحياة، لكنه لن يكتشف ماذا تعني الحياة الا عندما يغمر الحبّ قلبه.

بعدما صوّر حكايات غريبة ومتداخلة وصاخبة في تايوان الملونة والقاتمة، يأتينا المخرج المثير للجدال تساي مينغ ليانغ بفيلم "كلاب ضالة"، عن أب لولدين ليس لديه سوى التسكع في أزقة تاباي الحديثة؛ المدينة التي ابتلعت أحلامه ورمته على الهامش. أميركياً، يقدم جيمس فرنكو فيلماً عنوانه "طفل الله"، مقتبس من رواية لكورماك ماكارثي، الأديب الكبير الذي سبق ان كان الأصل الروائي لفيلم الأخوين كووين، "لا بلاد للعجائز". النصّ هنا عن رجل يعاني اضطرابات نفسية مما يحول دون انصهاره في المجتمع. اما زميله ديفيد غوردن غرين (38 عاما)، فيبدو انه لم يكتفِ بالازعاج الذي تسبب به في دورة برلين الماضية مع فيلمه الرديء "الأمير أفالانش"، فطاردنا الى البندقية بعمل ثانٍ في أقل من سنة سمّاه "جو"، هو أفلمة لرواية لاري براون، بطولة نيكولاس كايج، الذي يضطلع بدور كاوبوي يتغير العالم من حوله، لكنه يظل متمسكاً بمبادئه القديمة.

لا يغيب الوثائقي عن مسابقة "البندقية". هناك فيلمان تسجيليان، اولهما "المجهول المعروف" لارول موريس، صاحب "ضباب الحرب"، الذي ينكبّ هذه المرة، بالحرفية التي عوّدنا عليها، على دونالد رامسفيلد، وزير الدفاع والمستشار لأربعة رؤساء، راسماً له بورتريهاً "مختلفاً". من المرجح ان يكون هذا الفيلم من اللحظات القوية في المهرجان. اما ثاني الأفلام الوثائقية، فإيطالي الصنع لصاحبه جيانفرانكو روزي. "سان غرا" مسوّدة سينمائية لمخرج انتقل في سيارته الصغيرة حاملاً كاميراه الرقمية الصغيرة ليصوّر احياء معينة من روما.

يبقى الفيلمان اللذان سيشكلان مادة دسمة للنقد والصحافة في الأيام المقبلة: "السطوح" للجزائري مرزاق علواش (مراجعة صفحة الخميس الماضي) و"أنا عربية" للاسرائيلي عموس غيتاي. علواش صوّر خمس شخصيات في حيّ باب الواد الشعبي، من دون ان يكون بينها رابط معين وعلى مدار يوم واحد. أما غيتاي، فوضع كاميراه هذه المرة في حيز جغرافي منسي حيث يعيش عرب واسرائيليون، متخطياً الكليشيهات التي تسود الصورة المنقولة عن المنطقة.

hauvick.habechian@annahar.com.lb

شعوذة أميركية ومثلية مغربية!

هـ. ح.

17 فيلماً تعرض في "الليدو"، خارج المسابقة. 14 في قسم "أوريزونتي". كما ان هناك 38 فيلماً مرمماً من كلاسيكيات السينما ستشق طريقها الى جزيرة السينما، من بينها تسعة أفلام وثائقية. خارج المسابقة، فيلم الافتتاح، "جاذبية"، للمكسيكي ألفونسو كوارون الذي عُرض امس. وهناك عدد من السينمائيين المعروفين الذين اختاروا (أو اختير لهم) العروض غير التنافسية: ميغال غوميز، باتريس لوكونت، كيم كي دوك، بول شرايدر، ايتوري سكولا، اندره فايدا، وانغ بينغ، فريديريك وايزمان. في قسم "أوريزونتي" الذي يعادل "نظرة ما" في كانّ، وهو يكشف الاتجاهات الجديدة في السينما، معظم التشكيلة ينطوي على تجارب حديثة تصبح رهناً للاكتشاف: لوكاس موديسون، اوبرتو بازوليني، ليو وودهيد، الخ.

خانة "كلاسيكيات فينيسيا" مزدحمة بالأفلام المرممة: "حبيبتي كليمانتاين" لجون فورد؛ "عيد ميلاد سعيد سيد لورنس" لناغيسا اوشيما؛ "الجبان" لساتياجيت راي؛ "الوحش الآدمي" لجان رونوار؛ "بايسا" لروبرتو روسيلليني، "أياد فوق المدينة" لفرنتشيسكو روزي الذي عُرض قبيل الافتتاح، يوم الثلثاء في حلبة مخيم سان بولو (على بُعد مسافة نصف ساعة من "الليدو")، وكان واحدا من اهم النشاطات في المهرجان. من المكرمين في هذه الدورة، وليم فريدكين، أبو "أكزورسيست"، البالغ اليوم الثامنة والسبعين من عمره. سيُمنح فريدكين "أسداً ذهباً" عن مجمل مسيرة تتسم بالصعود والهبوط، وسيُعرض له "المشعوذ"، النسخة التي قدمها لفيلم "اجر الخوف" لهنري جورج كلوزو، عام 1977.

المشاركة العربية في البندقية، الى علواش في المسابقة ومواطنه طقية في الفيلم الجماعي، ثلاثة أفلام: "ميّ هذا الصيف" للفلسطينية المقيمة في أميركا شيرين دعيبس، التي اكتشفناها بـ"أمريكا"، عام 2009. فيلمها الجديد يعرض في تظاهرة "أيام فينيسيا"، التي تحتضن ايضاً فيلم مواطنتها هيام عباس، الممثلة والمخرجة التي تعود الى البندقية بعد عام على عرض فيلمها "تراث ــ ميراس". فيلمها الجديد قصير (7 دقائق) يندرج في اطار مشروع اطلق عليه اسم "سلسلة ميو ميو لحكايات النساء". في الجهة المقابلة لهذه التظاهرة، هناك قسم "اسبوع النقاد" الذي يعرض باكورة أعمال الروائي المغربي عبدالله الطابع، "جيش الخلاص"، أفلمة لروايته المكتوبة بالفرنسية التي صدرت عام 2006، ويعلن فيها بصراحة مطلقة مثليته الجنسية التي يعتبرها حرية فردية لا يجوز لأحد ان يقمعها أو يدينها.

ثلاثة من زوار البندقية التقتهم "النهار"...

هيام عباس (ممثلة ومخرجة فلسطينية):

"أنا "متجولة". امضي في طريقي من دون تفكير. عندي شعور بأنني على ارتباط بكل الأفلام التي انجزتها، سواء عبر النصّ أو الحكاية أو اللقاء بالمخرج (...). لا أحبّ ان افرّق بين فيلم وآخر، كل شيء أنجزته في حياتي جزء من تجربتي وجزء من تعلمي للمهنة. "ساتان أحمر" كان تحولاً في مساري، اذ القي على عاتقي فيه دورٌ كامل. هذا أول فيلم اردتُ ان افعل فيه ما كنتُ احس ان على الممثلة أن تفعله، من دون أن تحسب حساب هذا او ذاك. أنا عربية ويهمّني ان يرى العرب شغلي. مَن عرفني كممثلة اريده ان يراني ايضاً كمخرجة. هذا الفيلم انجزته بالمفاهيم التي هي مفاهيمي اليوم. كوني مقيمة في فرنسا منذ 25 سنة، اشعر بأنني مسلوخة عن محيطي. عندي ارتباطاتي الروحية والنفسية والسياسية والعائلية، لكنني مسلوخة عن الحياة اليومية التي تصنع الانسان وماهيته. انا غائبة عنها".

طارق طقية (مخرج جزائري):

"أبقى دائماً على مسافة من الشخصيات. مع انه في "روما ولا انتوما" هناك وجوه تحتل الشاشة. وجه البطلة التي تلتفت الينا ونرى حتى فمها المفتوح. فهل هذا خيار متعمد؟ لا ادري. الحشمة التي تمنعني من تصوير العنف هي نفسها التي تجعلني اتغاضى عن اظهار الوجوه عن كثب. أياً يكن، لا احب الاصرار عليها، اذ افضل التركيز على المسافة الزمنية بدلاً من الصور الصادمة. هذا لا يعني انني أحب الهرب. على كل حال، الهرب لا يمثل عندي شيئاً سلبياً. لا أحد يلوم العبد اذا أراد أن يهرب. حالتي مشابهة لهذا العبد. شجاعته كامنة في رغبته بالهرب. ما أدعو اليه هو النظر "من خلال" الأشياء. احاول أن أزيح الكادر من حيث يجب أن يكون. فالشخصيات عندي تكون أحياناً على طرف الكادر كأنها تريد الخروج منه والاختفاء. أفعل هذا ايضاً للتذكير بأن الكادر يحبس. لذا، على الشخصيات أن تهرب من هذا الكادر".

فريديريك وايزمان (مخرج أميركي):

"لا أذهب الى التصوير بأفكار مسبقة مكوّنة من خلال ما قرأته هنا وهناك. أذهب مجرداً وأعزل. هناك تبدأ المغامرة. نظريتي بسيطة: لا أعرف شيئاً عن مكان لم أكن فيه. البعض يعرف نهاية قصته قبل أن يبدأ بها. لا أعمل بهذه الطريقة. كل فيلم عندي هو نتيجة لدراسة المادة المصوّرة. أكره الأفكار الجاهزة كرهاً شديداً. ثم أنني أغوص في تفاصيل ما اصوّره مستخدماً عينيّ وأذنيّ الكبيرتين. تتوقف النتيجة النهائية على ما تعلمته وعشته أثناء التصوير. الشيء الثاني الذي أكرهه هو الشرح. الجمال لا يحتاج الى تفسير؛ يكفي أن تبيّنه".

النهار اللبنانية في

29/08/2013

 

يوميات مهرجان فينيسيا 2

شعار مهرجان «فينيسيا» يحتفي بفيلليني في عامه السبعين

فينيسيا: محمد رُضــا

ذلك الملصق الموحي مرة ثانية يستقبل زوار مهرجان فينيسيا للأفلام في عامه السبعين.

إنه كما لو أن الواقف على شاطئ البحر مرتديا معطفا أخضر هو المخرج فديريكو فيلليني نفسه. يقف أمام البحر الذي دائما ما رمز إليه بالتجدد والحياة. حينما توقفت نبضات العقل وشحت الموهبة لدى بطله غويدو في «ثمانية ونصف» (1963) عمد إلى البحر. جلس على طاولة وأخذ يكتب. عادت إليه الروح.

وعاد فيلليني إلى البحر أكثر من مرة بعد ذلك، بل أنجز فيلما تقع أحداثه في باخرة في البحر هو «والسفينة تبحر» (1983). حينها قال بعد انتهائه من تحقيق الفيلم: «أعتقد أنه فيلم ممتع، مليء بالحياة. إنه فيلم يجعلني أريد أن أبدأ بتحقيق فيلم آخر على التو». يومها خرج هذا الناقد وهو يود لو يشاهد فيلما آخر لفيلليني أيضا. هذا هو الحال مع العباقرة. حين تشاهد لأحدهم فيلما تود التهام كل أفلامه الأخرى. وهذا هو أيضا حال المهرجان الناجح. حين أشاهد فيلما جيدا أريد أن أدلف لفيلم جيد آخر. لا يهم ما هو ومن هو الذي أخرجه والبلد الذي قدمه. لا يهم إذا كان قصيرا أو طويلا، دراميا أو تسجيليا أو حتى كرتونيا.

البعض يتصرف عكس ذلك. أكثر من مرة تسمع هنا من يخرج من فيلم رائع ويقول: «كيف لي أن أشاهد فيلما آخر بعد هذا؟». يريد أن يقبض على الصور التي استقبلها وأن يحفظها في داخله. يعلم تماما أنه لن يستطع إلا أن يشاهد فيلما آخر، لكنه يفعل ذلك بتردد. لكن بصرف النظر عن التصرف المفضل (الهجوم على أفلام أخرى أو محاولة رسم فاصل وهمي بينها) فإن صفات المهرجان الناجح أن يؤمن للمشاهدين الأعمال الفنية الأفضل. تستطيع أن تقيم في مهرجانك الحفلات وتدعو الضيوف وتكرم الفنانين وتتودد للصحافيين وتفرش السجادة حمراء وخضراء لحفلات الليل، لكن إذا لم تكن الأفلام المختارة جيدة فإن كل ذلك جهد مهدور. الأيام ستمضي ولن يتذكر الحضور سوى بضع لحظات.

إنه الفيلم…. الفيلم يا صديقي هو الذي يجعلك تتذكر المكان والزمان وتعود إلى السنوات السابقة لتعيشها. الفيلم هو الذي يفتح لك نافذة تعود من خلالها إلى أحضان الحقبة التي شاهدت ذلك الفيلم فيها، سواء أكانت قريبة أو متوسطة أو بعيدة. ذلك الفيلليني الذي في الملصق يلوح للتنين الذي في المركب… كما يلوح الهاوي المشتاق إلى فيلليني. لعل السينما وهم، لكنه الوهم الذي هو أفضل من الواقع.

خمسة أفلام تتوقع أن تثير الاهتمام الأكبر هذا الإسبوع

مهرجان شاب وبلا حدود

فينيسيا: «الشرق الأوسط»

درجت عادة هذا المهرجان على أن تكون غالبية، إن لم يكن كل، الأفلام المنتقاة للعروض رسميا داخل وخارج المسابقة هي من العروض العالمية الأولى (وورلد برميير)، أي التي لم يسبق لها أن عرضت خارج صالة الاستوديو وأمام المنتمين إلى الفيلم كمخرجه ومنتجيه وبعض العاملين فيه.

هذا العام لا يختلف الوضع مطلقا. هناك أفلام سيشاهدها المرء هنا قبل سواه لأنها لم تر نور العروض من قبل. لا في مواطنها ولا في مهرجانات أخرى. ومع أن البعض يرى أن الأهم هو الفيلم نفسه، فإن المهرجانات الدولية تحرص على الفوز بما لم يسبقها عليه أحد وتعتبر أنها كلما جمعت أفلاما أكثر من هذه الفئة كلما زاد قدرها ومقدارها.

فينيسيا لا يختلف لأنه لا يستطيع الاختلاف. كيف له ذلك وقد وصل إلى مستوى باتت معه الحياة السينمائية مستحيلة من دونه؟

إنه حرص مديره الفني ألبرتو باربيرا على أن يجعل من وجوده رئيسا أمرا محسوسا وملموسا. يعرف أن المنافسة قوية وأن الوصول إلى القمة ليس نهاية المطاف… البقاء عليها هو الأصعب والأشد. وهو من هذا الموقع اتصل بالمخرج البريطاني ستيفن فريرز قبل شهرين وسأله إذا ما كان فيلمه الجديد «فيلومينا» سيعرض في أي مكان آخر.

حسب ترايسي سيوورد، واحدة المنتجين الخمسة لهذا الفيلم، أكد باربيرا للمخرج بأنه بقدر ما يرغب في أن يشترك الفيلم في المسابقة الرئيسية بقدر ما هو قلق من فقدانه إذا ما تقرر للفيلم العرض في مهرجان آخر مثل تورونتو. تقول: «الاتفاق كان سريعا. الفيلم لن يعرض في أي مكان آخر على هذا الكوكب. وكلاهما كان سعيدا بذلك».

الوجود الإنساني «فيلومينا» هو أحد خمسة أفلام يتوقع لها أن تثير أكثر من انتباه عابر. وهو، عنوة عنها جميعا، يتبلور كحكاية تستند إلى وضعها مراسل الـ«بي بي سي» مارتن سيكسميث تحت عنوان «الطفل المفقود لفيلومينا لي» عن صحافي سمع بحكاية امرأة تبحث عن ابنها الذي أخذ منها عنوة عندما وضعته في أحد الأديرة.

الممثلة جودي لي تقوم بالدور الأول في حين يؤدي ستيفن كوغن دور مارتن سيكسميث. ومن يرى جودي، بلا مكياج ولا مظهر القوة التي بدت عليه في أفلام جيمس بوند، يدرك أنها عادت إلى نطاق الأدوار العميقة والمجهدة. وجهها ينطق مشاعر مختلفة في أحداث تأخذها، مع ذلك الصحافي، من بريطانيا إلى واشنطن. في بحثها عن ابنها ها هي تعيش لحظات اكتشاف جديدة إذ لم يسبق لها أن ركبت الطائرة ولا سافرت ولا حظيت بأن تصبح موضوعا للكتاب الذي تعلم أن الصحافي يعده عنها.

هذا الفيلم البريطاني، الذي سينطلق للعروض التجارية في الأول من سبتمبر (أيلول) بعد 24 ساعة من عرضه الفينيسي، يصاحبه فيلم ثان يعتقد أنه سيثير الاهتمام الكبير كذلك هو «نظرية الصفر» لتيري جيليام. إنه مشروع ولد قبل أربع سنوات. ومثل كل المشاريع الجديرة التي لا يحتمل أن تنجز أطنانا من الإيرادات، تحرك بسرعة السلحفاة إلى أن تم لمخرجه جيليام تصويره. خيال علمي من النوع الذي لا يصعد إلى الفضاء لكنه يبقى على الأرض ويستوحى من حياتنا الحاضرة. هناك رجل يبحث في أثير الإنترنت عن سبب وجود الإنسان على الأرض. ويكاد، فلسفيا ووجدانيا على الأقل، أن يجد الرد على السؤال وبل ربما الجواب عن معنى هذا الوجود، لكن قوى يرمز لها الفيلم باسم «الإدارة»، لا تريد له أن ينجح في مسعاه.

هذا الفيلم يحتوي على عدد من الممثلين المشهود لهم بالموهبة والشهرة يتقدمهم مات دامون (الذي يعرض له فيلم فلسفي آخر من النوع ذاته هو «جنة») وكريستوف فولتز وديفيد ثيوليس وتيلدا سوينتون.

المفاجئ هو أن تيري جيليام الذي اعتاد البطالة أكثر من العمل، سيضطر لقطع تصوير فيلمه الجديد الآخر «صعود جوبيتر». المرة الأولى التي يبدو فيها منشغلا بعملين معا. هذا الفيلم يصوره مع ميلا كونيس (تظهر في دور امرأة اسمها جوبيتر) وشانينغ تاتوم وشون بين… هل ذهب جيليام صوب الجماهيرية ولهذا بات قادرا على الانتهاء من تصوير فيلم والبدء بآخر؟

لقطة واحدة يريد المرء، لدوافع عربية على الأقل، أن يضع فيلم مرزاق علواش الجديد «سطوح» في عداد الأفلام التي يتوقع لها أن تكون الأكثر إثارة للاهتمام من سواها. لكن المسألة ليست بالسهولة. لا معلومات كثيرة حول الفيلم من ناحية، ولا اسم مرزاق علواش من النوع الذي يستقطب عناصر إنتاجية ممتازة في الشؤون الفنية البحتة. الفيلم قد يكون جيدا، بل ممتازا، لكن هناك فترة من حياة المخرج الجزائري سادت من منتصف التسعينات وحتى العشرية الأولى من القرن الحالي، بدت فيها أصابع المخرج كما لو أنها تخلت عن مقاليده، أو أن ذلك الخيال الذي حركه حين صعد سلم الشهرة (مثل «عمر قتلاتو» و«مدينة باب الواد») ذاب بعيدا أو أضمحل. لكن مدير مهرجان دبي الفني مسعود أمر الله آل علي شاهده وأعلن رأيه: «أفضل فيلم لمرزاق علواش منذ سنوات بعيدة، بل لعله أفضل فيلم له إلى اليوم».

ما استطاع هذا الناقد مشاهدته قبل وصوله إلى المهرجان، وبالصدفة ومن دون قرصنة، فيلم المخرج الإسرائيلي أموس غيتاي «أنا عربية» والذي يبدو آيل إلى نجاح نقدي واسع. هو بالتأكيد واحد من تلك الخمسة التي يدور الحديث حولها والمهرجان ما زال في يومه الأول.

«أنا عربية» حياكة لا تخلو من عوامل الجودة والنجاح (وليس كل أفلام آموس غيتاي - كما يدعي البعض عندنا - جيدة أو ناجحة): صحافية إسرائيلية تصل إلى بيت يهودي كان أشهر إسلامه وعاش في بلدة تقع على أطراف يافا. هناك تتعرف على ست شخصيات أخرى تتحدث، بأسلوب المخرج الدوكيودرامي، عن تاريخها وحياتها ومشاغلها اليومية.

ما سيتحدث عنه النقاد قبل سواه هنا حقيقة أن الفيلم (من 81 دقيقة) تم تصويره بلقطة واحدة غير منقطعة (دجيتال طبعا). هذا يفسر انسياب المشاهد وكيفية تعاملها مع المكان الذي لا يتعدى ثلاثة منازل وكاراج سيارة وبستان.

في عام 2009 نال الفيلم الإسرائيلي «لبنان» الذهبية هنا («الأسد الذهبي») وكان بدوره قائما على بدعة تصويرية أخرى: كل مشاهده مصورة داخل دبابة. لكن «لبنان» كان بدعة وليس إبداعا وهذا صعب قوله على فيلم أموس غيتاي الجديد الذي لنا عودة مفصلة عنه.

كوبولا وفرانكو وعلى نحو شبه شخصي، قد يجد النقاد رغبة جارفة في الوقوف على عضو جديد من عائلة كوبولا السينمائية. هناك بالطبع الأب فرنسيس وابنته صوفيا. الأول غني عن التنويه والثانية أنجزت ما يمكن له أن يشهد لها ولو بقدر من الموهبة، والآن هناك جيا كوبولا، حفيدة المخرج العظيم التي تقدم فيلمها الأول «بالو التو».

إنه دراما مع إيما روبرتس وجيمس فرانكو وفال كيلمر بالإضافة إلى ممثلة تنساها السينما كثيرا هي كولين كامب. المحور هنا يدور حول مجموعة من المراهقين وكيف أنهم لا يتطلعون إلى مثل عليا لأن هذه غائبة. ربما الموضوع قريب من فيلم صوفيا كوبولا الأخير «عصبة الجواهر» (الذي عرضه مهرجان كان) لكن هل تم تحقيقه بنفس الأسلوب؟

من أميركا أيضا يأتي فيلم Child of God كواحد من أكثر الأفلام التي ينتظر لها أن تشهد حشدا إعلاميا. ليس لأن الموضوع يتحدث عن رجل فقد كل اهتمام بالحياة وانحدر صوب الجريمة والثأر من الذات، بل لأن مخرجه هو الممثل جيمس فرانكو.

المراهنة على جيمس فرانكو، بعد حفنة من الأفلام القصيرة وأخرى من الأفلام الطويلة، هي مثل المراهنة عليه ممثلا. يعجب البعض لكنه لا يستطيع التمادي في إعجابه إلا على حساب مزايا وعناصر فنية لا يجب الاستغناء عنها. إنه فنان يبحث عن لون ويتخذ من بحثه لونه الآني. جاد في عمله، بلا ريب، لكنه غارق في محاولة الإثبات بأنه خارج الحلقة التقليدية الأميركية، هذا من دون أن يتمني حتى الآن إلى الحداثة. ربما هذا الفيلم هو أفضل من سابقيه («بينما أستلقي ميتا» و«سال») لكن اسمه بات لامعا من ناحية ومناسبة للتمعن في كيف باتت السينما، بغياب مبدعيها الأوائل، مثل منجم ذهب طار منه المعدن الثمين وبقيت قشوره.

Gravity إخراج: ألفونسو كوارون.

خارج المسابقة

الدقائق الأولى (نحو ربع ساعة) هي إبحار في منطقة جغرافية جديدة ربما زارتها كل الأفلام الفضائية من قبل، لكنها لم تزرها على هذا النحو مطلقا. منطقة صامتة ونائية تجعلك تخشى أن تنتهي معلقا فيها. رغم ذلك، هذا ما يحدث لملاحي فضاء ينتقلان من الأمان إلى الخطر ومنه إلى الكارثة.

إنه الفيلم الجديد للمخرج المكسيكي الأصل ألفونسو كوارون والذي اختير - بجدارة - لافتتاح الدورة الحالية وهو من بطولة جورج كلوني وساندرا بولوك. لا أحد سواهما (هناك صوتان بشريان لا نرى مصدرهما) سوى ذلك المحيط الفضائي الشاسع والداكن. أين الشمس؟ تستطيع أن تسأل نفسك لكن عدم وجودها هو جزء من الجو المنشود.

فيلمان فقط سبقا «جاذبية» في منوالهما من الخيال العلمي: «2001: أوديسا الفضاء» للأميركي ستانلي كوبريك (1968) و«سولاريس» للروسي أندريه تاركوفسكي (1972). كلاهما جدير بالمكانة الرفيعة التي استحوذاها بين كل الأفلام التي سافرت إلى الفضاء البعيد لوضع أحداثها. «جاذبية» ينتمي إليهما ولو أن يجيء في زمن من الريبة بحيث إن هناك من سيجد مجرد رغبة في إثبات الذات على حساب العمل بالنسبة لمخرجه كوارون. لكن لا يمكن، حتى ولو كان ذلك حقيقة، إلا تقدير عبقرية مخرج ينقل مشاهديه جميعا إلى حيث ينفرد ببطليه.

الحكاية بسيطة في الظاهر وقوامها أن الرحلة تفشل لأسباب تقنية ما يجعل ملاحيها في قبضة الكون يسبحان فيه للأبد. لا بد أن كل منهما تمنى لو أن قدميه تلمسان أرض كوكب الأرض ولو مرة أخيرة ذلك لأن جوهر المسألة هنا هو أن إنسان اليوم العابث بكل المبادئ لن يفتقد الحياة التي ما عاد يعيرها اهتمامه الفعلي إلا حين يجد نفسه وقد أصبح على بعد قوسين أو أدنى من الموت. عبر حلقة مفرغة، هو عن الإنسان الذي لم يعد يعلم لماذا هو حي، رغم ذلك سيحاول أن لا يموت. أن لا يقهر. ربما الخوف سيعيده إلى وعيه وربما المسألة هي أن كوارون يقصد أن يذكر مشاهديه أن الحياة أثمن مما يعتقدون.

Future Reloaded - 1 إخراج: كثيرون عرض خاص.

عندما طلب مهرجان فينيسيا من سبعين مخرجا (بعضهم معروف ومعظمهم جديد على المهنة) تحقيق أفلام لها علاقة بالزمن والحلم والمكان، تدافع هؤلاء لتقديم أفلام تعكس هذه العلاقة من وجهة نظرهم الخاصة وبحرية مطلقة.

الأفلام لا يمكن لها أن تكون طويلة، وهي بالفعل تتراوح بين الدقيقة والدقيقة ونصف ويقسمها المهرجان إلى ثلاث مجموعات كل واحدة تتضمن نحو عشرين فيلما. وفي المجموعة الأولى فيلم للسينمائية السورية هالة العبد الله المعروفة بمعارضتها للحكم هناك. دخولها على الخط هنا يرتسم عبر كاميرا خفية تصور نتفا من الحياة خارج نافذة سيارة وخارج نافذة أخرى لحافلة تم طبع صورة بشار الأسد على كل نافذة منها. ما تراه بالتالي هو الحياة تحت الصورة أو وراءها. تلك الثواني القليلة لا تستطيع أن تقول أكثر من ذلك وما تسرقه الكاميرا من مناظر يبدو عاديا لولا أن صورة الأسد (بنظارات داكنة) تغطيها رغبة في التعبير عن أن الوضع الحالي (الذي لا نرى منه ما هو غير عادي) بسبب الرئيس.

أفضل منه فيلم مر سريعا ولم أستطع التقاط مخرجه بعنوان «المستقبل كان في أعينهم». جيد لأنه ينصرف إلى سلسلة من الصور المتلاحقة لبعض أساطين السينما الذين مروا من هنا. الفكرة بسيطة لكنها تترك طعما مرا إذ ندرك أن هؤلاء الراحلين أمضوا الفترة التي أوكلت لهم فوق هذه الأرض.

هناك سمات فنية في أكثر من فيلم عابر في هذه المجموعة، لكن المشكلة هي أنها عصية على التقييم إلا على نحو منفرد (هذا يعني 70 نقدا لسبعين فيلما) ما لا يتسع له وقت أو مساحة. كذلك لكثرة العدد لا يمكن مقارنة الأعمال بعضها ببعض والحكم على الفيلم الجامع تحت عنوان «المستقبل معاد شحنه»، سيحضر لحين ثم لا يبقى.

هيفاء المنصور تتوالى نجاحاتها.. هذه المرة في لجنة تحكيم فينيسيا

فينيسيا: «الشرق الأوسط»

عندما قامت المخرجة السعودية هيفاء المنصور بعرض فيلمها الروائي الطويل الأول «وجدة» في إطار العروض الرسمية في الدورة الماضية من «مهرجان فينيسيا»، لم تكن تعلم، كما قالت لنا حين لقائها بعد أشهر في مهرجان «كان»، أن الفيلم سينال كل هذا القدر من النجاح.

به عبرت المحيطات، مشتركة فيما لا يقل عن عشرين مهرجانا، فضلا عن أن عروضه التجارية انتقلت بها من باريس إلى لندن، وقبل ذلك في نيويورك وبروكسل وعواصم أخرى.

والنجاح لا يزال يتوالى، وهو حليفها على نحو غير مسبوق لمخرج خليجي منذ أن سطع اسم الكويتي خالد الصديق عبر فيلمه «بس يا بحر» في السبعينات. فهي الآن ترأس لجنة تحكيم تظاهرة «أوبرا بريما» التي ستعاين فيها أعمال عشرة مخرجين جدد يحققون أعمالهم الأولى. تحت إدارتها ستة أعضاء آخرين جاؤوا من رومانيا والمكسيك وفرنسا وإيطاليا وروسيا وأميركا.

هذا النجاح فريد بالنسبة لسينمائي خليجي، وأكثر فرادة بالنسبة للعدد المحدود جدا من المخرجين السعوديين، إذ لم يسبق لأحد منهم بمن فيهم عبد الله المحيسن الذي بدأ السينما في الثمانينات، أن وصل إلى هذه السدة أو الشهرة.

قالت خلال اللقاء الأخير: «أمضيت العام الماضي بأسره والعام الحالي مشغولة بفيلم (وجدة)، أو بالأحرى بالمراحل اللاحقة لتصويره. أشعر بأنني صرفت وقتا كبيرا، وفي الوقت الذي أحمد الله على نجاحي، أشعر بأنني أريد أن أرتاح قليلا قبل أن أبدأ العمل على مشروعي المقبل».

حضور «فينيسيا» مرة أخرى لم يكن أمرا يمكن تفويته، خصوصا أن رئاستها للجنة تحكيم هذه التظاهرة، أو أي تظاهرة رسمية أخرى، هو بمثابة جائزة إضافية لها وتشجيعا لمواهب سعودية جديدة يأمل المهرجان أن يكتشفها في المستقبل القريب.

الشرق الأوسط في

29/08/2013

 

ارتدى بزة سوداء مع ربطة عنق فراشة وظهرت هي بفستان أحمر قانٍ

كلوني وبولوك يفتتحان مهرجان البندقية مع فيلم تشويق

البندقية - فرانس برس 

افتتح النجم الأميركي، جورج كلوني، ومواطنته ساندرا بولوك الدورة السبعين من مهرجان البندقية أقدم مهرجانات العالم السينمائية، مع فيلم التشويق الفضائي "غرافيتي" من إخراج المكسيكي ألفونسو كوارون.

وكان الممثل الأميركي آخر من داس السجادة الحمراء، مرتدياً بزة سوداء مع ربطة عنق فراشة وقميص أبيض، راسماً بسمته الساحرة على شفتيه فيما الجمهور أتى بأعداد كبيرة وراح يصرخ باسمه "جورج نحبك".

وقد رافقت كلوني الممثلة ساندرا بولوك التي رفعت شعرها وارتدت فستاناً طويلاً من دون أكمام لونه أحمر قانٍ. وقد قام كلوني على مدى ربع ساعة بتوزيع التواقيع ومصافحة الجمهور.

وقد عرض بعد ذلك فيلم "غرافيتي" الذي يعتمد تقنية ثلاثية الأبعاد في افتتاح المهرجان الرسمي بحضور الممثلين وأعضاء لجنة التحكيم ومدعوين كبار.

وخلال النهار استقبلت الأوساط السينمائية والنقاد والصحافيون بإيجابية هذا الفيلم خلال عرض مخصص للصحافة في الليدو الجزيرة الشهيرة الواقعة في البحيرة الشاطئية الشهيرة، حيث يعقد المهرجان سنوياً.

وقال النجم الأميركي أمام الصحافيين "لقد مارسنا اليوغا كثيراً معاً ونحن نتمتع بالليونة واللياقة البدنية لكن الحق يقال إن ساندرا كان لها الدور الأصعب".

وأوضحت بولوك أنها استعانت برائد فضاء تحضيراً لدورها وخضعت لتمارين رياضية مكثفة.

وقال المخرج ألفونسو كوارون إنه إلى جانب "التحدي التقني" الذي يطرحه تصوير الفيلم، اضطر الممثلون إلى التكيف "مع طريقة جديدة لتصور الأفق والتنقل ببطء في ظل انعدام الجاذبية وإدراك الفراغ والأصوات".

واعتبر أن فيلمه يشكل "صورة مجازية" تتمحور على مسائل تهم الجميع مثل "الشدة والمحنة" وهو فيلم "حول المشقات وإمكانية حصول ولادة جديدة يكون جزء منها قائما على قبول الموت".

وسيعرض ما مجموعه 50 فيلماً تقريباً من إنجاز مخرجين متمرسين ومواهب شابة خلال الأيام العشرة للمهرجان الذي يضم أيضاً سوقاً للأفلام منذ العام الماضي.

ويشارك في المسابقة الرسمية 20 فيلما يضاف إليها فيلم "مفاجأة"، للفوز بالأسد الذهبي الذي تمنحه في السابع من سبتمبر/أيلول لجنة تحكيم برئاسة المخرج الإيطالي برنارد برتولوتشي (73 عاما) محاطا بالمخرجة والكاتبة البريطانية أندريا أرنولد والممثلة الفرنسية فيرجيني لودويان، ومدير التصوير الفرنسي-السويسري ريناتو برتا والممثلة الألمانية مارتينا جيدك.

العربية نت في

29/08/2013

 

مهرجان فينيسيا الـ70:

الحب والغيرة والقتل والتطهير!

أمير العمري- فينيسيا 

ملامح الدورة السبعين من عمر هذا المهرجان السينمائي الكبير لم تتضح بعد فمازلنا في البداية. صحيح أن المسابقة الرسمية شهدت عرض خمسة أفلام، ثلاثة منها ناطقة بالانجليزية من الانتاج الأمريكي والبريطاني، لكن لايزال هناك الكثير لم يكشف عنه لنا هذا المهرجان العجوز الذي بدأ عمليا عام 1932 وتوقف لإحدى عشرة  دورة متفرقة لأسباب منها الحرب العالمية الثانية والاضرابات العمالية التي إجتاحت إيطاليا في السبعينيات.

فيلم "جو" Joe للمخرج ديفيد جوردون جرين مثلا، جاء مخيبا للآمال وهو الفيلم الذي راهن الكثيرون على أنه قد يكون الحصان الأسود في المسابقة: رجل يائس وحيد معزول يقود فريقا من الرجال السود الأشداء يعملون في تقطيع أشجار الغابات في الغابة القريبة من احدى قرى الجنوب الأمريكي، مثالي لكنه كان في الماضي قد تورط في الجريمة لأن (العالم مليء بالأخطاء).. تنشأ علاقة صداقة تربطه بفتى في مقتبل العمر، مليء بالحيوية والطاقة والرغبة في اثبات القدرة على العمل والنجاح ومواجهة الأخطار.. صداقة غريبة تنشأ بينهما، في وجود والد الفتى، وهو مدمن للشراب، يضطهد زوجته التي تقبع في الخلفية لا صوت لها بل ولا وجود، وابنه الذي يتعين عليه أن يتحمل ضربه الموجع وتنكيله به من حين إلى آخر رغبة في الاستيلاء على ما يكسبه من مال زهيد.. إلى حين يفيض الكيل تماما.. فينتهي الأمر إلى المواجهة التي يتدخل فيها جو وصولا إلى مذبحة يقتل فيها الجميع وينجو الفتى!

قصة رمزية عن العلاقة بين الإنسان والعالم، الخير والشر، الإنسان الذي يميل بطبعه للخير ويريد أن يترك شيئا لجيل قادم جديد، والشر المطلق المغرق في الدموية متمثلا في والد الفتى كما أشرنا، وفي رجل آخر يبحث عن أي فرصة لترويع الآخرين ولو حتى بالقتل والاغتصاب المجاني المدفوع فقط بطاقة شريرة دفينة. الأسماء لا تهم هنا، فالشخصيات مجردة غلى حد كبير بحيث تصبح دلالاتهاالرمزية هي ما نراه وليس وجودها الواقعي رغم اهتمام المخرج الكبير بتصوير تفاصيل البيئة الريفية، واهتمامه بترك مساحات وافرة من الفيلم في استعراض الطبيعة على خلفية موسيقية ملائمة. إنه يضع بطله (الذي يشرب ويقامر ويتردد على المواخير) أي كإنسان عادي يعيش حياة الأعزب الوحيد الباحث عن المتعة حتى في أشكالها المتدنية، ولكن بلا تحقق، في مواجهة الجشع والشر والرغبة في الاستيلاء والسيطرة وقهر الإنسان للإنسان.

لكن المشكلة أن هذا السياق السينمائي هنا مرهق كثيرا للذهن، فالفيلم مليء بالحوارات العقيمة والشخصيات الزائدة والمشاهد الفجة للقتل بوسائل مباشرة صادمة تماما للعين، مغرقة في سرياليتها، كما يحشوه مخرجه أيضا بمشاهد جنس باهتة لا معنى لها، وكأنما الفيلم يتباكي على تلك العزلة التي يجد بطلنا نفسه فيها، محروما من التحقق، من الحب، ومن الصداقة، رغم إيمانه بها وثقته في الآخرين وتشجيعه لهم، وهو يجد نفسه مطاردا من الشرطة لأبسط الأسباب، لا يهتم بأمره سوى شرطي متقدم في العمر، كان قد ارتبط معه بصداقة في زمن الشباب، هوالذي يفهمه ويفهم دوافعه الطبية التي تؤدي به رغما عنه إلى ارتكاب ما لا مفر منه.

أخيرا لاشك في أن أبرز الجوانب الفنية في الفيلم الأداء البديع من جانب الممثل الكبير نيكولاس كيج. ولعل براعته في تقمص الدور هي التي يمكن أن تمنح الفيلم عمرا في دور العرض.

الأخاديد

ومن هذا الفيلم المتسابق على الذهب والفضة، إلى فيلم أمريكي آخر خارج التنافس هو فيلم "الأخاديد" The Canyonsللمخرج بول شرايدر الذي يرأس لجنة تحكيم مسابقة قسم "آفاق".

كان بول شرايدر واحدا من ألمع وأقدر كتاب السيناريو في هوليوود فهو صاحب عدد من التحف السينمائية منها "سائق التاكسي" و"الثور الهائج" وقبل هذا وذاك، فيلمه الأشهر ككاتب "عاهر أمريكي"  An American Gigolo (أو بائع هوى أمريكي) وهي ترجمة اجتهادية بالطبع للكلمة الموجودة في اللغة الإنجليزية وهي Gigolo(ولا وجود لما يوازيها في كلمة واحدة في اللغة العربة) ربما بسبب عدم وجود هذه المهنة لدى الرجال عند الشعوب العربية، أو ربما تكون موجودة ولكن ثقافة المجتمع السائدة تنكر وجودها!

وتشترك الأفلام الثلاثة التي ذكرناها في حسها الأخلاقي الواضح: رجل يسعى إلى "تطهير" المجتمع (بالمعنى المسيحي الحرفي) من الخطايا والاشرار في "سائق التاكسي"، وملاكم يصل إلى قمة العالم في الملاكمة لكنه يسقط من علوه بسبب انحداره الأخلاقي وعجزه عن كبت نوازعه التدميرية، لنفسه وللآخرين، كما نرى في "الثور الهائج" The Raging Bull، ورجل يمتهن مضاجعة النساء الثريات الوحيدات مقابل المال فيبيع روحه ويفقد نفسه للأبد في "عاهر أمريكي" وهو من كتابة وإخراج شرايدر أيضا.

هنا علاقة مباشرة بين الجنس والخطيئة والسقوط. وهي علاقة عضوية يعالجها شرايدر ببراعة كما يبرع في رسم الشخصيات التي يجسد من خلالها الدراما سينمائيا.

شرايدر اتجه منذ وقت مبكر إلى الإخراج، وأخرج حتى الآن 18 فيلما، وكف عن كتابة السيناريو لسنوات طويلة (لم يكتب سوى سيناريو فيلمين منذ عام 1999). وفيلمه المعروض خارج المسابقة هنا مأخوذ عن رواية من تأليف بريت إيستون إيليس وهو الذي كتب السيناريو للفيلم وليس شرايدر في واحدة من المفارقات العجيبة في صناعة السينما الأمريكية.

أجواء الفيلم

أجواء الفيلم هي نفسها أجواء الأفلام المميزة لشرايدر: الحب والجنس والخيانة والخطيئة، والبحث عن الخلاص، ولو بالقتل فربما يكون أداة للتطهير!

يدور الفيلم في عالم صناعة السينما في هوليوود.. وتتركز الدراما حول رباعي: كريستيان منتج الأفلام، وريان ممثل، وتارا (ليندساي لوهان) عشيقة كريستيان، وسنثيا مدربة اليوجا التي يتدرب عندها كريستيان. ولكن كريستيان يحب تارا بشكل أقرب إلى الجنون، لكنه لا يعبر عن مشاعره بل تصبح الغيرة عنده والرغبة في امتلاكها أقوى كثيرا من حبه لها، وهو في الوقت نفسه يخونها مع سنثيا، أو على الأقل يحاول خيانتها ويفشل في الفراش بسبب تعاظم شعوره بالغيرة وتفوقه على رغبته في الجنس. وريان هو الحبيب القديم لتارا التي تخون كريستيان معه فعلا بعد أن تستأنف علاقتها به سرا رغم أنها وعدت كريستيان بالإخلاص له، وسنثيا كانت في الماضي على علاقة بريان وهي تريد أن تعود إليه أيضا، وريان مرتبط بحب جينا لكنه يعترف لها أنه على علاقة بتارا، والمدير الفني للفيلم الجديد الذي وعد كريستيان ريان بدور البطولة فيه يراود ريان على نفسه لكي يضمن له الدور الذي أقصاه عنه كريستيان. وكريستيان الذي يعلم أنه مضطرب يتردد على طبيب نفساني (من الطريف أن من يقوم بدوره في الفيلم هو المخرج المعروف جاس فان سانت!!) ويتحاور معه حول مشاكله ولكننا لا نشعر أنه في حاجة فعلا إلى مساعدة الطبيب.

هذا الخليط الذي يمتليء بالثرثرة والحوارات العقيمة الطويلة والأداء التمثيلي البارد، يصل إلى أن يقرر كريستيان قتل سنثيا (بدلا من قتل تارا) لأنها حاولت أن توقع بينه وبين تارا، ويجعل تارا شاهدة نفي إلى جانبه ليضمن الافلات من العقاب، ويرغمها على هجر ريان وإلا قتله بدون رحمة. وينتهي الفيلم بانتصار الشرير كريستيان ولكن هل أصبح أكثر سعادة  عن ذي قبل؟

لكن هذه الذروة لا تأتي سوى متأخرة كثيرا جدا، وقبل أن نصل إليها تكاد الأمور تختلط علينا، فلا نعرف من يحب من ومن يخون من ولماذا وما مغزى تلك التداخلات كلها سوى انه يريد أن يقول لنا من خلالها كيف أن واقع هوليوود متدهور وساقط!

يقول شرايدر إن الفيلم واجه الكثير من العقبات والمشاكل في مرحلة الإنتاج التي استغرقت 18 شهرا متفرقة، وإنه تكلف كما يقول 250 الف دولار (وهي ميزانية ضئيلة) وفرضت ليندساي لوهان نفسها كبطلة في الدور الأول عليه (ساعدت كما يبدو في الإنتاج) وكان كل من الممثلين يتقاضى 100 دولار يوميا.

النتيجة اننا أمام تركيبة فاشلة سينمائية وفكريا في تحقيق الفكرة الدرامية: فكرة التدهور الأخلاقي بمعنى decadenceأي انحطاط العالم الذي يصوره، عالم صناعة السينما التي يعلب فيها الجنس دورا ولكن دون إحساس. ويفشل شرايدر أيضا في المحافظة على أسلوب واحد للفيلم فنحن ننتقل من فيلم كان يبشر بأن يكون من أفلام الإثارة التشويقية thrillerإلى دراما الحب عندما يستبد بصاحبه فيدفع به إلى أقسى درجات التطرف. فلا الحب هو ما نعرفه عن الحب، ولا الجنس يحقق أي إشباع بل هو مجرد عرض للأجساد الممتلئة- تتبارى في ذلك كل من ليندساي لوهان مع تينيل هوستون لدرجة أن أحد المعلقين قال إن "فلقة الصدر" عند الممثلتين كافية لمشاهدة الفيلم. لكننا نختلف معه في الرأي، فإذا كان المدخل كذلك، فالنتيجة المضمونة للمشاهد شيئة للغاية!

عين على السينما في

30/08/2013

 

20 فيلما في المنافسة على جائزة الأسد الذهبي لأقدم المهرجانات السينمائية

مهرجان فينيسيا السينمائي يكرم المخرج ويليام فريدكين

فينيسيا (إيطاليا): «الشرق الأوسط»

كرم مهرجان فينيسيا السينمائي المخرج الأميركي ويليام فريدكين مخرج فيلم «ذا ايكسورست فيم» وفيلم «ذا فرنش كونكشن» أمس كما عرض أول ثلاثة أفلام من قائمة الأفلام العشرين المتنافسة بالفوز بجائزة الأسد الذهبي.

من المقرر أن يكرم مهرجان فينيسيا السينمائي المخرج الأميركي ويليام فريدكين مخرج فيلم «ذا إيكسورست فيم» أمس الخميس كما سوف يتم عرض أول ثلاثة أفلام من قائمة الأفلام الـ20 التي سوف تتنافس على الفوز بجائزة الأسد الذهبي.

وقد حضر فريدكين البالغ من العمر 78 سنة حفل التكريم وألقى كلمة بمناسبة عيد ميلاده دعا فيها للسلام العالمي، قائلا: «لا يوجد شك لدي في أن العالم اليوم على شفا الانقراض. فلدينا أميركا تهدد سوريا، وإسرائيل تهدد إيران … وروسيا تهدد الجميع، والكل يهدد بعضه».

كما عرض المهرجان نسخة معدلة رقميا من فيلم «المشعوذ» الذي عرض عام 1977.

ومن المتوقع أن يعرض خلال المنافسة الرئيسية الفيلم الأول للمخرجة الإيطالية إيما دانتي ويحمل اسم «فيا كاستيلانا بانديرا» ويدور حول مواجهة على الطريق بين سيدتين في باليرمو في صقلية.

كما سوف يعرض فيلم «تراكس» للمخرج الأسترالي جون كوران ويقوم ببطولته الممثلة ميا واسيكوسكا وتدور قصته حول سيدة تسافر 2700 كيلومتر في الصحراء الأسترالية وبصحبتها كلب وأربعة جمال.

وكان قد تم افتتاح مهرجان البندقية السينما أول من أمس الأربعاء وتستمر فعالياته 11 يوما.

ويتنافس في المهرجان عشرون فيلما منها خمسة أفلام أميركية وثلاثة أفلام بريطانية على جائزة الأسد الذهبي التي ستمنح في نهاية الدورة السبعين لأقدم مهرجان سينمائي في العالم يوم السابع من سبتمبر (أيلول).

بدأ المهرجان أول من أمس بداية عاصفة بعرض فيلم «الجاذبية» بطولة جورج كلوني وساندرا بولوك اللذين يقومان فيه برحلة في الفضاء وتعطلت مركبتهما وتعرضا للخطر بسبب صاروخ روسي.

وفي الفيلم تلعب بولوك دور الطبيبة ريان ستون المتخصصة في هندسة الأجهزة الطبية التي تقوم بأول رحلة لها على مكوك فضائي مع كلوني الذي يلعب دور رائد الفضاء مات كوالسكي ويتحرك في ظلام الفضاء بعد أن ألمت بمركبته كارثة.

وقبل العرض الأول للفيلم أعلن الافتتاح الرسمي للمهرجان يوم الأربعاء في احتفال قصير ضم المنظمين وأعضاء لجنة التحكيم.

وقال المخرج برناردو برتولوتشي رئيس لجنة التحكيم للحضور «يتعين بدء المهرجان وقد تأخرنا بعض الشيء لذلك سأقول فقط إننا نعلم أن السينما ربما لا تستطيع تغيير العالم لكننا نعلم أن السينما تستطيع خلق العالم.. خلق عالم. هذا كل شيء».

وقد اعترف المخرج الإيطالي المخضرم برناردو برتولوتشي الأربعاء بأنه لم يكن راغبا في تولي رئاسة لجنة التحكيم في أقدم مهرجان سينمائي في العالم في نسخته الـ70 ولكنه اضطر لقبول ذلك انطلاقا من الشعور بالمسؤولية.

وقال المخرج القعيد برتولوتشي (72 عاما) في المؤتمر الصحافي لدى افتتاح مهرجان فينيسيا السينمائي «إنه لعمل شاق للغاية»، موضحا أنه رفض دعوة أولى من مدير المهرجان ألبرتو باربيرا.

ورضخ برتولوتشي في نهاية الأمر بعد أن استعطفه باربيرا في رسالة مطولة.

وقال المخرج الحائز على جائزة الأوسكار «لقد جعلني في مواجهة مسؤوليات معينة تفرضها على السينما وأولئك الذين في بداية عملهم بالسينما،... ولذلك أنا هنا».

ومع ذلك، فقد أغضبه باربيرا لأنه أفسح المجال أمام 20 فيلما بدلا من 18 فيلما كان متفقا عليها للمنافسة على الفوز بجائزة الأسد الذهبي الكبرى، مما سيضطر لجنة التحكيم لمشاهدة ما يصل إلى ثلاثة أفلام يوميا خلال فترة المهرجان من 28 أغسطس (آب) الجاري إلى 9 سبتمبر المقبل.

ويعاون برتولوتشي ثمانية محكمين آخرين من بينهم كاري فيشر، التي لعبت دور الأميرة ليا في ثلاثية حرب النجوم الأصلية والممثلة الفرنسية فيرجيني ليدوين والموسيقي والناشط الياباني ريوتشي ساكاموتو والمخرج الصيني جيانج ون.

الشرق الأوسط في

30/08/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2013)