*
أقف على أرض صلبة وأثق فى قناعاتى وانتمائاتى.. ولا أفعل
شيئا خطأ حتى أهتز من اتهامى بالإساءة لسمعة مصر
*
الدولة لن تنتج عبر «فيلم كلينك».. وشركتى ستظل خاصة رغم
حصول وزارة التخطيط على 49 % من الأسهم
*
إنتاج «ريش» لا يعنى أننى ضد الدولة أو لا أرى المجهود
العظيم الذى تبذله فى تطوير العشوائيات وحياة كريمة
*
ليس لدى طموح أو خطة للاستمرار فى رئاسة المهرجان.. وأراه
طول الوقت مهمة مؤقتة
*
دورنا تسليط الضوء على عطاء نيللى فى السينما.. وكريم
عبدالعزيز ممثل مغامر ولا يمكن تجاهل تكريمه
*
نجوى فؤاد تستحق التكريم لدورها فى تأسيس المهرجان.. ولدينا
أسبابنا فى عدم منح «رحمن» و«فريمو» جائزة الهرم الذهبى أو فاتن حمامة
*
لا أفكر فى إنهاء الشراكة مع مركز السينما العربية.. والمهرجان يستفيد من
علاقات وأفلام «ماد سليوشنز»
*
إلزامية التطعيم ستؤثر على نسب الإقبال فى الدورة 43.. ولم
نواجه اعتراضا فى إقامة الافتتاح والختام داخل المسرح الكبير
*
صندوق الدعم الضخم لمهرجان البحر الأحمر سيصعب المنافسة على
الأفلام العربية فى السنوات المقبلة
*
مشكلتنا فى مصر أن ثقافة الاختلاف محدودة.. وأجلنا عرض «ريش» بسبب «الدوشة»
5
أيام فقط تفصلنا عن انطلاق الدورة 43 لمهرجان القاهرة السينمائى، والتى
تفتتح 26 نوفمبر الجارى، بالفيلم الإسبانى «المسابقة الرسمية»، وتشهد تكريم
الفنانة نيللى، وكريم عبدالعزيز، بالإضافة إلى مدير مهرجان كان الفرنسى
تيرى فريمو، والمؤلف الموسيقى الهندى أى آر رحمن.
«الشروق»
التقت رئيس المهرجان محمد حفظى، ليجيب على عدد من التساؤلات، الخاصة
بالميزانيات وفلسفة اختيار المكرمين، وتأثير إلزامية التطعيم بلقاح كورونا
على نسب الإقبال، ولماذا تتوقف جوائز ومسابقات الرعاة؟
كما يتطرق الحوار، لأزمة فيلم «ريش» ولماذا يتكرر اتهام
أفلامه بين الحين والآخر بالإساءة لسمعة مصر، كما يكشف أيضا، كواليس حصول
وزراة التخطيط عبر شركة «إيرجو» على حصة 49 % من أسهم شركته «فيلم كلينك»
فى أغسطس الماضى، وما هو انعكاس ذلك على استراتيجية الإنتاج خلال المرحلة
القادمة.
يقول محمد حفظى: الدخول فى شراكة مع شركة «إيرجو» المملوكة
لبنك الاستثمار القومى، وحصولها على نسبة 49 % من أسهم شركة «فيلم كلينك»،
لم يكن قرارا سهلا، واتخذته بعد عامين من التفاوض والتفكير والدراسة لكل
جوانبه، وتوصلت فى النهاية إلى أن المصلحة تقتضى أن ندخل فى هذه الشراكة،
لنكون قادرين على تحقيق أهدافنا، التى لا تتعلق فقط بتوفير رأس مال أكبر
للإنتاج والتوزيع وتطوير المشروعات، ولكنها أيضا لمساعدتنا فى تطوير إدارة
الشغل، بزيادة مواردنا البشرية، والعمل بشكل مؤسسى، بدلا من الاعتماد على
شخصى فى اتخاذ القرارات.
لكن الهدف الرئيسى، والذى أعلنته وزارة التخطيط فى بيان
الإعلان عن الشراكة، هو زيادة حجم الصناعة، وتصدير أعمالنا لتنتشر فى
العالم، سواء كان من خلال تصدير المحتوى الخاص بنا، أو التعاون أكثر مع
جهات أجنبية، بحيث يتم التصوير فى مصر.
·
دائما كنت تردد أن دور الدولة هو تسهيل ودعم مهمة
السينمائيين وليس الإنتاج.. هل تغيرت وجهة نظرك بدخولك فى شراكة معها؟
ــ الدولة هنا شريك ممول ولن تنتج من خلال فيلم «كلينك»،
فأنا من أقوم بدور المنتج، والشركة ستظل خاصة، والإدارة سيستمر بأسلوب
القطاع الخاص، حتى لو جزء من أموال الشركة تابع للحكومة، وبالتالى الشراكة
هنا مالية استثمارية لا يترتب عليها أى توجيه سياسى.
·
هل كان لبنك الاستثمار القومى ووزارة التخطيط طلبات أو
محاذير فى الموضوعات التى تتناولها الأفلام قبل دخول هذه الشراكة؟
ــ الحقيقة لم يفرض أحد علينا شيئا، ولم يطلب أحد شيئا،
والشركة ستواصل العمل بنفس المنهجية التى سبقت الشراكة، فلا يوجد تدخل فى
المحتوى، ونعمل بحرية تامة كإدارة الشركة، والشيء الوحيد الذى سيتغير أننا
سنعمل بكفاءة أفضل وأسلوب مؤسسى أكثر، مثل الشركات الدولية، التى تعمل
بأسس، وكوادر بشرية على أعلى مستوى. وهنا يجب أن أعترف بأن إدارة «إيرجو»
وبنك الاستثمار، يتعاملون بشكل محترف ومؤسسى جدا.
فأنا كان لدى دائما هدف أن أنتج أفلاما جماهيرية لها تأثير
أكبر على مستوى شباك التذاكر، وسعيت بالفعل لذلك ولكن ربما لم يكن بشكل
كافٍ، لكن هذه الشراكة ستساعدنى على تحقيق هذا الهدف.
·
هل معنى ذلك أنك ستتوسع فى الأفلام التجارية على حساب
الأفلام المستقلة؟
ــ إذا كان مقصودا بالأفلام المستقلة، بأنها الأفلام ذات
الميزانية المنخفضة، فالشركة لديها نشاط آخر هو التوزيع، وأحيانا الأفلام
التى أقدمها فى هذا الاتجاه يكون كل دورنا فيها هو المشاركة فى استكمال
الفيلم، بالإضافة إلى توزيعه فى منطقة الشرق الأوسط، وهذا النموذج سيستمر،
ولن يتوقف، وبالتالى لن يكون هناك تخلٍ عن السينما المستقلة.
لكن الفرق الذى سيحدث، أننا بعد الشراكة، سيكون لدينا
اهتمام أكبر بنوع آخر لم نكن ننتجه كثيرا، مع التأكيد على أن الأفلام
التجارية التى ستقدمها الشركة الفترة القادمة، ستكون مختلفة، ويوجد فيها ما
يستحق المشاهدة.
·
علمنا أن «إيرجو» ستضخ حوالى 3 ملايين دولار.. هل هذا
المبلغ سيساعدك على أن تقلل من الإنتاج المشترك لصالح الإنتاج المباشر؟
ــ مقاطعا: لا أرغب فى الكشف عن الأرقام المتعلقة بعملية
الشراكة، ورأس مال الشركة.
أما فيما يتعلق بالإنتاج المشترك، فإذا كان المقصود به
التمويل الأجنبى من أوروبا، فالحقيقة أريد أن أوضح، بأن حجم هذه الأفلام فى
شركتى منذ تأسيسها لا يتجاوز 20%، أما لو كان مقصودا به الإنتاج المشترك
العربى والمصرى، فالحقيقة أن جميع الأفلام التى أنتجها تكون بشراكة مع
آخرين، وليس أنا فقط، بل غالبية الأفلام المصرية ستجد على التيتر أكثر من
شركة إنتاج، وهذا عادى وطبيعى، ويحدث فى الخارج.
·
بعد عرض أحدث أفلامك «ريش» فى مهرجان الجونة تجدد مرة أخرى
اتهام أفلامك بأنها تصدر الإحباط وتسيء لسمعة مصر.. هل مصادفة تكرار هذا
الاتهام لمحمد حفظي؟
ــ إنتاجى لفيلم مثل «ريش» لا يعنى أننى ضد الدولة، أو أننى
لا أرى المجهود العظيم الذى يبذل فى ملفات كثيرة، البعض يتهم «ريش» بأنه
يسيء إليها، مثل تطوير العشوائيات وحياة كريمة، بالعكس أنا أرى أن الدولة
تبذل مجهودا عظيما فى هذا الاتجاه، وهذه كلمة حق، ولكن ما علاقة ذلك
بالفيلم والسينما.
·
هل تشعر أن هناك خطة لاغتيالك معنويا وتشويه صورتك وإحراجك
أمام الدولة التى أصبحت تعتمد عليك وتعتبرك أحد رجالها فى قطاع السينما؟
ــ لا أستطيع القول بأن هناك خطة، ربما البعض يريد تصدير
هذه الصورة عنى، ولا أعرف من هم، وماذا يريدون، لكن رغم إحساسى أن هذا
الهجوم أصبح نمطا، والبعض يسعد به، لكنه لا يفرق معى، طالما أننى لدى
قناعاتى، ولا أفعل شيئا خطأ.
وبالمناسبة لم أسمع أبدا، أن مثل هذه الاتهامات، كان لها
صدى داخل الدولة، ولم يحدث لى أى مشكلة، كما لم أتلق أى تليفون من أى شخصية
فى الحكومة تطالبنى بأى شيء.
أما فيما يتعلق بمصطلح «رجل الدولة»، فأنا لست رجل الدولة
فى السينما، أنا رجل أعمل شغلى بشكل احترافى، وهناك التزام من جانبى وهدف،
لتقديم سينما ترتقى بالفن المصرى.
·
لكن على المستوى الشخصى كيف تستقبل هذه الاتهامات التى تصل
إلى التخوين والتشكيك فى الوطنية؟
ــ أنا بطبيعتى شخص هادئ، وأرى أننى أقف على أرض صلبة ولم
أسئ لبلدى، لكى أهتز بمثل هذه الاتهامات، فأنا أثق جدا فى قناعاتى وانتمائى
لبلدى.
ربما فى البداية كنت أنزعج عندما أسمع مثل هذه الاتهامات،
لكننى حاليا أضحك وأبتسم عندما أسمع أحدا يرددها، وفى أزمة «ريش»، الذين
روجوا لهذه الاتهامات أقلية، وتعرضوا لهجوم أكبر من الذى تعرض له الفيلم،
وهذا معناه أن معظم الجمهور لديه وعى، ويفكر بعقل وتوازن.
وبالمناسبة، أنا لم أغضب من الفنانين الذين هاجموا الفيلم،
بالعكس ومعظمهم حضر حفل العشاء الذى نظمته عقب عرض الفيلم، وجلسنا معا
وضحكنا.
·
عندما يتكرر نفس الاتهام أكثر من مرة هل ذلك يدفعك لإعادة
التفكير فيما تقدمه؟
ــ لماذا أعيد التفكير، طالما أننى مقتنع بأن الأفلام التى
أنتجها تقدم قيما إنسانية، ولا تطرح أفكارا تدعو إلى الكراهية أو عدم
التسامح والتمييز، بالإضافة إلى كونها مشروعات مدروسة جيدا على المستوى
الاقتصادى، وتقدم بشكل فنى واحترافى.
الحقيقة نحن فى مصر، لدينا مشكلة، وهى أن ثقافة الاختلاف
محدودة جدا، ولا يوجد قدرة على استيعاب ما هو مختلف، سواء فى الشكل أو
الرأى أو المضمون، وأبسط مثال على ذلك قرار منع نقابة المهن الموسيقية
لمطربى المهرجانات، أنا شخصيا لا أسمع هذه المزيكا، وربما أكون أنزعج منها،
لكننى فى الوقت نفسه ضد منعها.
وبنفس المنطق ربما أتفهم أن ينزعج البعض من فيلم مثل «ريش» ولا يحبه، ولكن
ليس طبيعيا أن يتطور ذلك لاتهامات بالتخوين والاساءة لسمعة مصر.
·
كان رأى الجمهور سلببيا فى الفيلم على مواقع التواصل بعد
مشاهدة النسخة المسربة.. هل أصابك ذلك بالإحباط؟
ــ أعرف من البداية أن الفيلم خاص جدا وليس لكل الجمهور،
فمن يشاهده لابد أن يكون معتادا على هذا النوع.
ورغم أن النسخة المسربة لم تستمر فى النهاية على الانترنت
سوى يومين، إلا أننى لن أغضب إذا لم يحقق الفيلم إيرادات، لأننى بالفعل لم
أكن أضع فى خططى أنه سيحقق ربحا من دور العرض. فالفيلم خطته أن يحقق عائدا
من البيع للمنصات وقنوات التلفزيون العربية والعالمية، وهذا تحقق بالفعل
منذ عرضه فى مهرجان كان، كما أنه سيعرض أيضا فى عدد من دور العرض فى عدد من
دول العالم.
فأنا لا أخشى على مصير الفيلم، ولكن كل ما تمنيته ألا يتعرض
مخرج جديد مثل عمر الزهيرى لمثل هذه الاتهامات، التى حرمته من أن يفرح
بفيلمه فى بلده بعد عرضه فى مهرجان كان، كان الطبيعى أن نحتفى به، بدلا من
تخوينه واتهامه بتنفيذ أجندات، خاصة أنه لا يزال فى بداية حياته.
·
إذا لم يكن هناك تأثير على الفيلم بعد تسريبه.. لماذا قررتم
تأجيل طرحه من 3 ديسمبر إلى موعد لاحق العام القادم؟
ــ فضلنا تأجيل الفيلم للعام القادم، لأسباب مختلفة، منها
بالفعل، أننا شعرنا بوجود «دوشة» حوله، ولا نريد أن يدخل الجمهور لمشاهدته
بسبب الفضول فقط، وبعد أن يخرج يكتشف أنه لم يكن الفيلم الذى كان يحب أن
يشاهده، فهذا الفيلم كما قلت خاص جدا، وليس لكل الجمهور، ولذلك سيتم طرحه
فى دور العرض المهتمة بهذا النوع من السينما فقط مثل «زاوية».
·
الآن ننتقل للحديث عن مهرجان القاهرة.. لماذا قلت فى
المؤتمر الصحفى للدورة 43 أنك لم تكن تتخيل أنك ستستمر 4 سنوات فى رئاسته..
ولماذا يتردد كل عام أن لديك رغبة فى الرحيل؟
ــ أنا شخصيا لم أطلب الرحيل وفى نفس الوقت لم أطلب البقاء،
أنا أعمل على تقييم كل دورة بعد انتهائها، وعندما يطلب منى الاستمرار
أوافق، لكن إلى متى سأستمر؟
رئاسة مهرجان القاهرة منصب أعتز به، ولكنى طول الوقت أراه
مهمة مؤقتة، وليس لدى طموح أو خطة لأستمر فيه 10 سنوات ولا حتى 5 سنوات.
وحتى إذا كانت هناك رغبة فى بقائى، دائما يأت وقت يكون
الأفضل فيه ترك المهمة لدماء جديدة، فقناعتى التى لن تتغير أنه يجب أن يكون
هناك تغيير بعد عدد من السنوات.
·
ولكنك بالفعل حددت لنفسك 3 سنوات فقط عند بداية عملك
بالمهرجان؟
ــ كانت خطتى بالفعل 3 سنوات عندما بدأت العمل فى المهرجان،
ولكن جاء فيروس كورونا العام الماضى، وبسببه تنازلت عن أشياء كثيرة كنت
أريد تقديمها، فالمهرجان رغم أنه خرج بصورة جيدة، ولكن هناك أنشطة وبرامج
كثيرة كنت أتمنى إضافتها أو دعمها، ولكن حالت الظروف دون تحقيق ذلك، وأنا
شخصيا أشعر أن المهرجان لا يزال أمامه فرصة أن يكون أكثر تأثيرا، ويكبر
أكثر، ويستقطب جمهور أكثر وصناع أهم، وفنانين عالميين، وسوق كبيرة فى
المستقبل، وهذا يحتاج إلى شغل سنوات، ولابد أن يحدث ذلك سواء كنت مستمرا فى
المهرجان أو جاء غيرى لرئاسته، ولكن بشكل عام هناك طموح فى المهرجان لابد
أن يتحقق.
ورغم أن المهرجان حاليا وصل إلى مكانة جيدة، ولكن المنافسة
أصبحت أصعب، وستصبح أكثر صعوبة فى السنوات القادمة؛ لأن مهرجان البحر
الأحمر السينمائى بالسعودية، لديه صندوق دعم ضخم بقيمة 14 مليون دولار، ومن
بين شروطه أن يحصل على حق العرض الأول للأفلام التى يدعمها، وبالتالى فى
المستقبل سيكون هناك أزمة فى الحصول على أفلام عربية حصلت على دعم منه.
·
صرحت مؤخرا بأن ميزانية مهرجان القاهرة تقريبا نصف ميزانية
مهرجان الجونة.. ما هى الميزانية المناسبة والتى تحلم بها؟
ــ المقارنة التى قصدتها، أننا فى «القاهرة» نعمل على صناعة
مهرجان كبير، بميزانية لا تتخطى 50 % من ميزانية مهرجان مصرى آخر يقام
قبلنا بشهر واحد، وهذا يكشف حجم التحدى والصعوبات التى نواجهها فى سبيل
تحقيق الطموحات التى يجب أن يصل إليها المهرجان.
ومن وجهة نظرى أن ميزانية «الجونة» لا تقل عن 70 مليون
جنيه، يضاف إليها الإقامة والفنادق، بما يعنى أن الميزانية الإجمالية
تتجاوز 80 مليون جنيه سنويا، أما ميزانية «القاهرة» فلا تصل إلى 40 مليون
جنيه.
·
ولكنها وصلت إلى هذا الرقم بالفعل فى الدورة 41؟
ــ فى الدورة التى سبقت كورونا وصلت لهذا الرقم بالفعل، لكن
على كل حال أنا لا أريد التحدث كثيرا فى الأرقام، لأن قناعتى أنه ليس
بالمال فقط تتحقق كل الأحلام، فهناك عوامل أخرى كثيرة يمكن أن تساعد فى
تطوير المهرجان، وأرى أننا قادرون بالرقم المتاح لصناعة مهرجان كبير، لكن
الواقع يقول أيضا إن أسعار كل شيء فى زيادة، ولكى نقدم دورة بحجم الدورة 41
مرة أخرى، التى أعتبرها الأكبر فى تاريخ المهرجان من حيث عدد الضيوف
والفعاليات والأنشطة المختلفة، المهرجان سيحتاج أكثر من 40 مليون جنيه،
بنسبة لا تقل عن 20 %، بما يعنى أن الميزانية المطلوبة يجب أن تقترب من 50
مليون جنيه.
لذلك نطمع فى أن تزيد الميزانية فى الدورات المقبلة، سواء
فيما يتعلق بالدعم المقدم من الدولة أو من القطاع الخاص، لكن الشيء
الإيجابى والذى يمنح المهرجان فرصة ليكبر ويتوسع، هو أنه أصبح لا يعتمد
بشكل رئيسى على دعم الدولة، ويوفر ما يزيد عن 50 % من ميزانيته من القطاع
الخاص.
·
إذا انتقلنا لتكريمات الدورة 43.. لماذا لم تمنح مدير
مهرجان كان الفرنسى تيرى فريمو، والمؤلف الموسيقى الهندى أى أر رحمن
تكريمات المهرجانات الرسمية الهرم الذهبى أو فاتن حمامة للتميز؟
ــ التكريم رسمى من المهرجان، لكن ليس بالضرورة أن نمنح
جميع المكرمين «الهرم الذهبى»، فوجهة نظر إدارة المهرجان بأن «الهرم
الذهبى» يحصل عليه كتاب أو مخرجون او ممثلون لديهم تاريخ كبير جدا، عن
إنجاز العمر، ورغم أن «رحمنى، على سبيل المثال لديه إنجاز مهم يستحق
التكريم عنه، لكنه لا يزال فى منتصف مشواره الفنى، وبالتالى لن يحصل على
«الهرم الذهبى»، وفى الوقت نفسه المهرجان لا يمنح «فاتن حمامة» للأجانب، هى
تذهب للمصريين والعرب أكثر، فكان هذا الأنسب له، كما أن المهرجان قبل عامين
كرم أكثر من شخصية بدون اسم للجائزة.
·
لماذا استقر المهرجان على منح فاتن حمامة للتميز لكريم
عبدالعزيز والهرم الذهبى لنيللى هذا العام؟
ــ نيللى لها رصيد سينمائى كبير، ولها إسهامات فى السينما،
ربما يكون الجمهور يعرفها أكثر بالفوازير، ولكن دورنا كمهرجان عندما نرى أن
فنانا له عطاء كبير فى السينما لابد أن نسلط الضوء عليه، بعيدا عن شغله فى
الدراما أو الفوازير.
أما بالنسبة لكريم عبدالعزيز، فالحقيقة أننا عندما ننظر
للتكريمات على مدار السنوات الماضية، ستجد أن الدور عليه، ولا يمكن أن
نتجاهله بعد كل النجاح الذى حققه فى السينما، فى أفلام لا تشبه بعضها، فهو
ممثل جرىء واستطاع أن يغير من جلده، ويقدم أفلاما خارج الصندوق، خاصة فى
تجربته مع مروان حامد، فهو ممثل مغامر، ولا يسير على نمط واحد، دائما لديه
روح التغيير والتجربة.
·
هناك مطالبات نقدية بتكريم الفنانة نجوى فؤاد لدورها
ومساهمتها فى إطلاق الدورة الأولى للمهرجان.. هل هناك ما يمنع تكريمها؟
ــ لا يوجد ما يمنع تكريمها بالتأكيد، لكن هذا العام
التكريمات أعلنت بالفعل، ومن الوارد أن تكون من الأسماء المطروحة للسنوات
القادمة، وأتمنى أن تبت اللجنة الاستشارية العليا للمهرجان فى هذا التكريم،
لأنها بالفعل تستحقه.
·
أشاد الوسط السينمائى باختيار المخرج إمير كوستاريكا لرئاسة
لجنة تحكيم المسابقة الدولية.. هل كانت عملية إقناعه بالحضور للقاهرة سهلة؟
ــ منذ أن اقترحت عليه الفكرة قبل عامين، رحب بالحضور
للقاهرة، فهو يعرف قيمة المهرجان جيدا، ولكن الظروف غالبا كانت تمنعه من
الحضور، وفخور أنه استجاب للدعوة هذا العام.
·
أعلنت أن حفل الافتتاح والختام سيكونان داخل المسرح الكبير
هذا العام.. ألا يشترط قرار مجلس الوزراء إقامة الحفلين فى مناطق مفتوحة؟
ــ دار الأوبرا تنظم بالفعل حفلات داخل المسرح الكبير، ونحن
نسقنا مع وزارة الثقافة بأن الافتتاح والختام سيقامان هذا العام داخل
المسرح الكبير، وليس فى مسرح مكشوف مثل العام الماضى، كما نسقنا ذلك أيضا
مع دار الأوبرا، ولم نواجه أى اعتراض، أو توجيه بغير ذلك، وهذا يعنى أنه لا
يوجد ما يمنع.
·
صاحب الإعلان عن وجود مسابقة لمنصة «تيك توك» فى المهرجان
بعض الجدل.. هل هى شراكة أم استضافة للجوائز؟
ــ هى جوائز سيتم توزيعها على هامش المهرجان وليست من
جوائزه الرسمية، والمهرجان ليس له دور أو تدخل فى المسابقة أو النتائج، هو
فقط يستضيف إعلانها كما يحدث فى جوائز النقاد العرب.
·
نلاحظ أن كل عام يتم اطلاق جائزة أو شراكة لا تستمر فى
الدورة التالية مثل جائزة إيزيس وقبلها مسابقة فيو و
i read..
لماذا هذه الشراكات لا تكون طويلة المدى؟
ــ المهرجان بالتأكيد يريد استمرارها، وبالتالى إلغاؤها
يكون لأسباب لا تخصنا وخارجة عن إرادتنا، ربما يكون للبعض هدف ما فى سنة
معينة، وربما ظروفهم المالية لا تسمح فى السنة التالية، هناك أسباب كثيرة
تؤدى إلى ذلك.
·
لاحظنا أيضا أن كل الجوائز النقدية فى المهرجان يقدمها رعاة
وليست من ميزانيته الرسمية.. هل هذا يعنى أنه لا يوجد ضمان لاستمرارها؟
ــ هناك ثلاث جوائز نقدية أصبحت بالفعل ضمن لائحة المهرجان،
واستمرارها ليس مرتبط بالرعاة الذين يدعمونها، وبالتالى سيحرص المهرجان على
تقديمها سنويا، وهى «جائزة الجمهور، وجائزة أفضل فيلم عربى، وأضيف لهما هذا
العام جائزة أفضل فيلم قصير».
·
إلى أى مدى يمكن أن يؤثر إلزامية الحصول على التطعيم على
نسب إقبال الجمهور فى الدورة 43؟
ــ بدون شك سيؤثر على نسب الإقبال لأن هناك كثيرا من الناس
لم تحصل على التطعيم حتى الآن، ولكن هذه هى تعليمات وزارة الصحة، والتى
أتمنى تطبيقها بشكل حاسم، لأن الدولة تفرض ذلك على المؤسسات الحكومية، وهذا
اتجاه عام سليم، المهم أن يكون هناك سرعة فى تطعيم الناس.
·
كان هناك جدل آخر بخصوص عرض الفيلم السعودى «بلوغ» فى
افتتاح مسابقة آفاق السينما العربية.. لماذا يعرض فى افتتاح المسابقة وهو
لا يشارك فيها.. ولماذا فيلم سعودى فى افتتاح نفس المسابقة للسنة الثانية
بعد «حد الطار» العام الماضي؟
يسأل عن ذلك رامى عبدالرازق مدير المسابقة، فهو من يختار
الأفلام ولجان التحكيم.
لكن رغم أنه اختيار فنى وليس اتهاما، فالحقيقة ليس هناك أى
مشكلة فى عرض فيلم خارج المسابقة فى افتتاحها، وهذا يحدث فى مسابقة أسبوع
النقاد فى مهرجان كان، كما لا يوجد مشكلة فى عرض فيلم سعودى للسنة الثانية
على التوالى فى افتتاح المسابقة، طالما أنه يستحق فنيا.
·
ما حقيقة أن المهرجان يفكر فى إنهاء الشراكة مع مركز
السينما العربية بعد تكرار الهجوم عليه بسببها؟
ــ أيام القاهرة لصناعة السينما كانت بمبادرة مشتركة من
المهرجان ومركز السينما العربية، وبالتالى أنا شخصيا لا أفكر فى إنهاء هذه
الشراكة، ربما تأتى إدارة من بعدى تفكر فى تغييرات فى شكل أيام القاهرة
وطريقة إقامتها، وهذا سيكون من حقها.
والهجوم حدث بسبب حصول المهرجان على أفلام من شركة ماد
سيلوشنز التى يملكها نفس القائمين على مركز السينما العربية، لكننى أريد
توضيح، بأن هذه الشركة هى أكبر موزع للسينما المستقلة العربية فى الشرق
الأوسط، وبالتالى لو لم يتعامل معها المهرجان لأنهم شركاء فى أيام القاهرة،
لن يجد المهرجان أفلاما عربية يعرضها.
·
كما أننى أرى على عكس الذين ينتقدون هذه الشراكة، بأن
المهرجان يستفيد من علاقات ماد سيلوشنز، وأفلامها.
*
بنفس المنطق على المهرجان أن يعرض أفلامك حتى لا يكون هناك
أزمة فى الحصول على فيلم مصري؟
ــ هناك بالفعل من يطالبنى بذلك، ولكنى لو فعلت سأتهم
بتضارب المصالح.
أنا أملك قرار عدم مشاركة أفلامى فى المهرجان، حتى لو كنت
أرى أننى بذلك أظلم المهرجان وأظلم الأفلام، فأنا اتخذت القرار بنفسى ولم
يفرضه أحد على، فاللائحة تمنعنى من مشاركتها فى المسابقة، لكن لا تمنع
عرضها فى باقى الأقسام، لكننى شخصيا لا أريد ذلك.
·
أخيرا.. لماذا منصب اندرو محسن مدير المكتب الفنى وليس
المدير الفنى.. وهل هناك فرق بينهما؟
ــ العام الماضى كان أندرو منسقا للمكتب الفنى، وهذا العام
أصبح مديرا للمكتب الفنى، وهو يقوم بدور المدير الفنى بالفعل مع اختلافات
بسيطة فى بعض الصلاحيات والمسئوليات، التى اخترت ألا أثقل عليه بها، وأرى
أنه أمر صحى أن يتدرج فى هذا الاتجاه، ولكنى أرشحه بقوة أن يستمر ليس فقط
مديرا للمكتب الفنى، وإنما مديرا فنيا للمهرجان فى دوراته المقبلة. |