إخراج: جيمس كاميرون
تمثيل:
سام وورثنغتون، زاو سالدانا،
سيغورني ويڤر، ستيفن لانغ،
ميشيل رودريغيز، جيوفاني ريبيسي، وز ستودي
سيناريو: كاميرون (مكتوب خصيصاً
للسينما)
3 D
تصوير: مورو فيوري
ألوان- دجيتال
توليف: كاميرون، جون ريفووا، ستيفن ريڤكيِن (162
د)
موسيقا: جيمس هورنر
منتجون: جيمس كاميرون، جون لانداو، كولين
ولسون
شركات
الإنتاج:
20th Century Fox/ Dune Entertainment/ Ingenious Film Partners
الولايات المتحدة
2009
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النوع:
خيال- علمي/ فانتازيا |مفاتيح: حياة على كوكب
آخر
شوهد في:
لوس أنجيليس (عرض خاص)٠
الفيلم رقم:
228
من مطلع السنة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أفلام
جيمس كاميرون تتميّز بسيناريو قوي المضمون تزيّنه شخصيات
نسائية قويّة القدرات:
سيغورني ويڤر في »أليانز« ومن قبلها ليندا هاملتون في »ترميناتور« وماري
اليزابث
ماسترانتونيو في »القعر« يلتقين مع زاو سالدانا بأنهن نساء مقاتلات عنيدات
وبل
شرسات في سبيل ما تراه كل منهن صواباً٠
سيناريوهاته أيضاً ليست جوفاء. دائماً
هناك قصّة مهمّة تقع ضمن طيّات أحدث التقنيات والمؤثرات البصرية المستخدمة.
إنه
يكتب للكاميرا، لكنه يكتب للمضمون أيضاً وفي "أڤاتار" يفعل ذلك
على نحو أفضل مما
فعله من قبل. يدمج الإنساني بالثراء التكنولوجي ليخلق حالة
متجانسة (ولو غريبة في
تجانسها): طرح ذهني في مقابل ثرى بصري. هكذا وطول الوقت٠
تقع الأحداث في العام
2145
على سطح كوكب أسمه باندورا وفي مطلعها نتعرّف على قاعدة عسكرية- علمية
مشتركة
وتستطيع أن تقرأ في ذلك إنها رأس حربة لرجال المال أيضاً فالمارينز جايك
(سام
وورثنغتون) جيء به ليخلف شقيقه الذي كان يخدم القاعدة في مهامها ثم
مات٠جايك مشلول
لا يمشي، لكن ذلك لا يعيق عملية نقله من الشكل الآدمي الى
الشكل الخاص بالمواطنين
الأصليين للكوكب. الهدف من تجنيده هو التجسس على هؤلاء لتوسل الطريقة
الأمثل
لإقناعهم بالنزوح عن أراضيهم والسبب هو رغبة هذه القاعدة والبشر الواقفين
ورائها
(يمثّلهم
جيوفاني ريبيسي) في استخراج ثروات من تحت الأرض يفوق ثمنها الذهب على
الأرض. الكيلو الواحد يساوي عشرين مليون دولار. لك أن تتصوّر لو أن الإنسان
استولى
على تلك المساحة الشاسعة التي تعيش عليها قبيلة ناڤي جنباً الى
جنب وحوشها وأشجارها
وأنهارها لأهدر الثروة في منافعه الشخصية وأطماعه التي تتمدّد في أرجاء
الكون ينهب
ما يريد بإسم الحضارة والمصلحة العامّة٠
لكن
المرء، والفيلم يقصد ذلك أساساً، ليس عليه الإنتقال الى مستقبل
الفيلم ليتخيل ذلك.
في شفافية واضحة تستطيع أن تعتبر شعب النافي هو أي شعب تعرّض للتهجير
(والقتل إذا
مانع) في سبيل ثروة: الأرض، الماء، ثروات ما تحت الأرض الخ...). تستطيع أن
تستبدل
الناڤي بالسيوكس او بالأباتشي او بكل القبائل الهندية التي
سكنت القارة الأميركية
الى أن حل ذات يوم ضيف أبيض ثقيل الظل وأجاز لنفسه ذات أفعال المؤسسة
الفضائية في
هذا الفيلم. إنها، بالنسبة إليه، مسألة اقتصادية وليست اخلاقية وفي سبيل
المصلحة
ليس من الضروري أن يرى شيئاً آخر. "أڤاتار" يمعن في قراءة الحاضر والماضي
بينما
يوالي كتابة حكايته المصوّرة٠
حين يطأ جايك أرض الكوكب يتعرّف على نايتيري (زاو سالدانا) التي تنقذ حياته من تلك
الوحوش الضخمة او الشرسة وتعارض رغبة أهلها
في الثقة به ومنحه حق البقاء. لكنه جاسوس على أهلها وهي لا
تعلم، وحين لا تعلم يكون
قد مر بتجربة تتركه غير قادر على مزاولة عمله بعدما أدرك أن عليه مساعدة
تلك
القبيلة المسلّحة بالروحانيات وبالقوس والنشّاب أساساً مواجهة القوّة
الأميركية
العاتية. هذا يعيدنا مرّة أخرى الى كل المواجهات الأميركية (والغربية
عموماً) التي
وقعت في كل تلك العصور الغابرة: ألم يتألّف التاريخ من حكم القوي في فلسطين
وفييتنام وعموم القارّة الأفريقية ونصف آسيا وكل القارّة
الأميركية؟ يحدث هنا
المتوقّع حين تدرك نايتيري أنها خُدعت ووثقت بمن لا تراه أهلاً للثقة. أما
هو فهو
صادق النيّة في التكفير عن منطلقاته السابقة. يواجه الأعداء معها ويتسبب
-بعد معارك
طاحنة- بانسحاب المعتدين (او مقتلهم) من دون تحقيق غاياتهم٠
قلت أن جايك
كسيح. لكنه كسيح في حياته البشرية. حين يصل الى القاعدة لاحظ
كيف يبدو مثل معتوه.
شاة لا قول لها في كيف سيتم التعامل معها في المسلخ. المسؤولة عنه هي
العالمة غرايس (سيغورني ويڤر) وهي تعامله بجفاء برمجته
أيامها وقناعاتها. الفيلم في هذا التمهيد
لا تبدو عليه بعد "آثار" الرسالة اليسارية التي سيحملها بعد
قليل. بل هو، حتى ذلك
الحين وما بعد بقليل، هو من ذات المنظور الذي تميّز به فيلم كاميرون الأسبق "أليانز"
الذي آثر البقاء في ذلك التغليف معظم الوقت. هنا تتفتّح الحقيقة بعد قليل
حين يبدأ جايك بالدخول والخروج من شخصيته الحقيقية الى شخصية المخلوق
الشبيه بشعب
النافي مع ملاحظة أنه حين يفعل ذلك، لا يكتشف حقيقته فقط، بل
يحقق ما يتمنّاه كل
من لا يستطيع الحركة الا وهو: الحركة. الحياة الجديدة تمكّنه من المشي وهو
الكسيح
خارجها٠
تغيّره الداخلي ناتج عن إدراكه لكنه ناتج أيضاً عن
حبّه لنايتيري وحبّها
له. في هذا النطاق، تستطيع أن تقارنه بالكابتن سميث (كولن فارل) في فيلم
ترنس مالك "عالم
جديد" (2002) و(على الأخص) مقارنة نايتيري ببوكاهونتاس (وكما لعبتها
الهندية
الأصل كوريانكا كيلشر) في ذات الفيلم. بعد قليل، حينما يتقبّل جايك هذا
التغيير
تستطيع مقارنته بلوتاننت دنبار في "يرقص مع الذئاب« (1990). ثم
لاحقاً ، وفى حمى
المعركة الكبيرة قبيل نهاية الفيلم، من الممكن جدّاً رسم خط بين رئيس
القوّة
العسكرية الأميركية (ستيفن لانغ) الذي يواجه القبيلة المحاربة بقوّاته
المحصّنة
بدبّباتها وطائراتها وبين دور جورج أرمسترونغ كاستر، كما
أدّاه روبرت شو في فيلم
روبرت سيودماك "كستر الغرب" ( 1967)٠
المشترك
بين هذه الأفلام الثلاثة السابقة هي أنها جميعاً من "الوسترن"
وهذا طبيعي طالما أن
النيّة ليست طرح مستقبل الإنسان بمعزل عن ماضيه. لكن إذ ينطلق
كاميرون في استلهام
هذا الماضي، فإن قوّة فيلمه متمثّلة في تكنولوجيا مؤلّفة من إنجازات مبدعة
في مختلف
الميادين: من التصوير بالأبعاد الثلاث الى الأنيماشن غرافيكس، الى تصاميم
المخلوقات
نصف الآدمية والوحوش ودقة حركاتها التفصيلية كما العامّة، ومن تصاميم ورسم
عالم
جديد كليّاً تختلف مياهه وأشجاره وصخوره عن توقّعاتنا، الى كل
ما يدخل ضمن تركيبة
الكومبيوتر غرافيكس وصولاً الى عدم تناسي تفاصيل من نوع حمل اسطوانة باليد
بينما
هناك حركة لبشر مطبوعة فيها، مثلاً٠
الفيلم بالأبعاد الثلاثة كما يدرك الجميع،
لكن جديده هو أن التصوير تم بكاميرا متخصصة للغاية أسمها
Fusion
هذه الكاميرا الدجيتال تستطيع التصوير مباشرة بالأبعاد
الثلاثة بنظام أسمه
Stereoscopic 3-D
وكان كاميرون استخدمها في فيلميه التسجيليين Aliens of the Deep
و
Ghosts of the Abyss والنتيجة مبهرة ولو أنها ليست
مبهرة لحد تشكيلها العنصر
الأفضل تقنياً. أخلع النظّارة وحاول مشاهدة الفيلم (او بعضه)
بالبعدين التقليديين
وستجد أن لو قام كاميرون بتحقيق الفيلم بالبعدين التقليديين لأنجز فيلماً
رائعاً
على أي حال بسبب قوّة موضوع وقوّة المؤثرات المستخدمة وحسن التحامهما من
دون تفرقة
تذكر٠
بعض المسارات القصصية في الفيلم تضعنا أمام
المتوقّع مثل قصّة الحب
والجفاء ثم إدراك الحقيقة والوقوع في الحب مرّة أخرى، ومثل رحلة الكشف عن
مدارك
جديدة لجايك تجعله يتعرّف الى الحقيقة. لكن هذه ليست محطّات مهمّة او
خاصّة يمكن
التوقّف عندها للنيل من الفيلم. إذا ما كان هناك أمر واحد عملياً رديء او
ضعيف في
هذا الفيلم فأنا لا أعرفه. كل شيء يبدو ناجحاً في عالم الفيلم
الذي يشيده وما
يشيده محسوب بالثانية والكادر لإنجاز العمل على نحو مثير ومشوّق. المهم إنه
ليس فيلماً خالي الوفاض من المضمون ذي الرسالة والى جانب ما سبق وروده هنا،
هناك ذلك
الرصد لعملية ارتباط الشعوب ذات الحضارات غير المادية او الصناعية
بالروحانيات على
نحو شديد. كاميرون يقول إنه لا يكترث أي دين يعتنقه البشر طالما أنه ليس
دين عداء
وسفك دماء وقهر. ويقدّم مشاهد من تآلف شعوب الناڤي مع الطبيعة
التي تدفع، في مشاهد
لاحقة، ثمناً باهظاً حين تهاجم القوّة العسكرية ذلك الشعب وتدمّر، خلال
ذلك، طبيعته (مشهد آسر وحزين لتدمير شجرة عملاقة يبلغ
طولها طول ناطحة سحاب في دبي او نيويورك)
وتراثه٠
في كل ذلك، »أڤاتار« فيلم فاتح للبصر وللمدارك
ويستخدم السرد غير العاكس
للذات لكي يعكس الذات في ذلك الوقت بمعنى أنه ليس فيلم تأمّلات، لكنه ينجح
في
إثارتها على كل حال. تجلس لترى الفيلم فتفاجأ بأنه سحبك معه في رحلة من
التشويق
الفاعل من دون أن تضطر لترك دماغك على الأرض٠
James Cameron
مواليد:
16
آب/
أغسطس سنة 1954
مكان الولادة:
كابوسكاسينغ، مقاطعة أونتاريو، كندا٠
مهن:
مخرج، كاتب
سيناريو، منتج، منتج منفّذ وممثل سابقاً٠
الأنواع:
خيال/
علمي، أكشن٠
سنوات المهنة:
الثمانينات الى اليوم
الأفلام
إخراج
(الطويلة
فقط)٠
Piranha Part Two: The Spawning (1981) **1/2
1984: The Terminator (1984) ***
Aliens (1986) ***1/2
Terminator 2: Judgment Day (1991) ***
True Lies (1994) **1/2
Titanic (1997) ***
2005: Aliens of the Deep (Documentary- 2005) ***
كتابة (الطويلة فقط، غير
المذكورة أعلاه)٠
Rambo: First Blood Part II | George P. Cosmatos
(1985) ***
Strange Days | Kathyn Biglow (1995) ****
إنتاج (السينمائية
فقط)٠
Terminator 2: Judgment Day | J. Cameron (1991)
***
Point Break | Kathlyn Biglow (1991) ***
Strange Days | Kathlyn Biglow (1994) ****
Titanic | J. Cameron (1997) ***
Solaris | Steven Soderbergh (2005) ***
Expedition: Bismarck | James Cameron
(Documentary-2005) ?
Aliens of the Deep | J. Cameron (Documentary-
2005) ***
*المقال في مدونة الناقد محمد رضا على العنوان التالي:
http://filmreader.blogspot.com/2009/12/year-1-issue-46-avatar.html
مدونة الناقد (ظلال
وأشباح) في
18/12/2009 |