مقعد فارغ للمخرج الايراني جعفر بناهي. هكذا قررت إدارة مهرجان برلين
السينمائي
والذي بدأ أول أيامه مساء الأمس الخميس، أن تبقي مكان المخرج
الإيراني في لجنة
تحكيم المسابقة الرسمية للمهرجان شاغراً،
في وقفة تضامن ووفاء مؤثرة مع المخرج
المعتقل في بلده، والذي شهد هنا في برلين
التقدير الدولي الأخير لسينماه، عندما فاز
فيلمه الروائي الأخير «أووف سايد» بجائزة الأسد الفضي في عام 2006. وكان
مهرجان
برلين قد بدأ سلسلة الاحتجاجات على المعاملة المجحفة التي يتلقاها بناهي من
سلطات
بلده من دورة العام الماضي، والتي منع المخرج الإيراني من السفر اليها،
لتقوم بعدها
كل المهرجانات السينمائية الكبيرة بتنظيم احتجاجات مماثلة على استمرار
اعتقال
المخرج، والأحكام التي صدرت من القضاء الإيراني أخيراً، بحبس المخرج لستة
أعوام،
ومنعه من العمل في السينما لفترة العشرين عاماً المقبلة.
جعفر بناهي الغائب
عن الدورة الحالية، سيحضر من خلال أفلامه،
حيث سيعرض المهرجان أربعة من أشهر افلامه
ضمن برنامج المسابقة الرسمية، وتظاهرات المهرجان الأخرى، ليكون مع المخرج
السويدي
انغريد بيرغمان من المخرجين الذين يستعيد المهرجان افلامهم هذا العام
لأسباب وظروف
مختلفة كثيراً. فاستعادة اشهر افلام بيرغمان تندرج ضمن، سلسلة اعادة اكتشاف
سينمات
جيل من المخرجين السينمائيين المؤثرين في تاريخ السينما. في حين تكون
العودة الى
سينما المخرج الايراني جعفر بناهي بمواضيعها الاجتماعية المعاصرة، وروح
الخوف
والمحظورات التي تهيمن على روح تلك الاعمال، كفعل فني اخلاقي ضد الظلم
وغياب
الحريات.
وكان فيلم الأخوين كوين الاخير «عزم حقيقي»، قد افتتح مساء أمس
الدورة الحادية والستين من مهرجان برلين. والفيلم الذي يعرض خارج المسابقة،
هو فيلم
الغرب الأميركي الأول للأخوين، وايضاً اول افلامهما في استعادته فترة
تاريخية غير
معاصرة (تجرى احداث الفيلم في عام 1890). لا يمكن تفسير رغبة الاخوين
بإخراج هذا
الفيلم، الا بحبهما لهذا النوع من السينما، فلقد سبق تقديم القصة ذاتها في
عام 1969
بفيلم من بطولة «جون واين» وبعد عام فقط من صدور الرواية التي تحمل الاسم
نفسه
للكاتب تشارلز بورتز. فلماذا العودة مجدداً الى القصة التي لا تحمل محرضات
فلسفية
او اخلاقية؟ فيلم الاخوين الاخير والذي على رغم جودته البصرية، والتمكن
الكبير
لنجومه وبخاصة جف بردجز والذي رشح للأوسكار عن هذا الدور، ينضم الى مجموعة
افلام
الاخوين الاقل اهمية، بسبب غياب النفس الساخر عن الفيلم وحواراته التي ميزت
افلامهما السابقة الكبيرة، وايضاً بسبب «العاطفية» التي تسللت الى الفيلم
(بفعل
الرواية الاصلية)، والغريبة عن أفلام الأخوين. الفيلم عن الفتاة الصغيرة
والتي لا
تتجاوز الرابعة عشرة من العمر، والتي تملك العزيمة للقبض على قاتل والدها،
بمساعدة
شرطي بدين ومدمن على الكحول.
افلام اولى واكتشافات
يعرض المهرجان 34
عملاً أول، موزعة في مسابقته الرسمية
وتظاهراته السينمائية الكبيرة. فهناك اربعة
افلام اولى في المسابقة الرسمية، منها فيلم «كوريولانوس» للممثل البريطاني
المعروف
رالف فيينس في اول وقوف له خلف الكاميرا، كذلك تقدم ممثلة اميركية اقل شهرة
من
فيينس هي فيكتوريا ماهوني فيلمها الأول «الصراخ الى السماء» والذي يعرض في
المسابقة
الرسمية ايضاً. فيما يعرض وضمن تظاهرة «البانوراما» والتي تعد الأكثر أهمية
ضمن
تظاهرات المهرجان، 8 أفلام أولى. ويعرض ضمن برنامج «فوروم» 10 افلام اولى،
فيما
تعرض تظاهرة «اجيال» عشرة افلام ايضاً، وفيلمين ضمن تظاهرة «كينو» الخاص
بالسينما
الألمانية. هذه الأفلام ستتنافس على جائزة العمل الأول الخاصة، اضافة الى
منافستها
على جوائز المهرجان الأخرى، المستقلة وتلك التي ترتبط بالمهرجان نفسه.
مع
مجموعة الأفلام الأولى، يعرض المهرجان
أفلاماً لمخرجات ومخرجين مقلين، او قادمين من
التلفزيون، او آخرين متأرجحين بين السينما «التجارية» بتعاريفها المتعددة
وسينما
البصمة المحددة للمخرج. فضمن المسابقة الرسمية يعرض المهرجان فيلم «اهلاً
في
ألمانيا» للمخرجة والمؤلفة الألمانية من أصل التركي ياسمين سمدرالي. ويقدم
الفيلم
قصة عائلة تركية تعيش في المانيا تقرر بعد 4 عقود العودة الى وطنها. ويعرض
ايضاً
ضمن المسابقة الرسمية فيلم «غير المعروف» للمخرج الاسباني «جاومي كوليت -
سيرا»،
والذي بدأ يتجه في السنوات الخمس الأخيرة الى سينما الرعب وقدم افلاماً
باللغة
الانكليزية حققت النجاح التجاري في الولايات المتحدة الاميركية. والفيلم
التركي «يأسنا
الكبير» للمخرج الشاب صافي تومان في قصة عن شابين يقعان في حب الفتاة نفسها.
وتحضر السينما المستقلة الاميركية بفيلم «اتصال الصباح» للمخرج الاميركي
الشاب «جي.
سي. شاندور» في عمله الطويل الاول. والفيلم يقدم قصة عن عالم البنوك
الاميركية.
وايضاً فيلم «المستقبل» للمخرجة الاميركية
ميرندا جولي عن علاقات الحب والهجران بين
مجموعة من الشباب الاميركي. كذلك سيعرض في مسابقة المهرجان الرسمية للأفلام
الطويلة، الفيلم الروسي «سبت بريء» للمخرج الكسندر ميندادزه، والذي يعود
الى منتصف
الثمانينات من القرن الماضي، يصوّر تأثيرات انفجارات مفاعل تشرنوبل النووي
على حياة
عضو شاب من الحزب الشيوعي في مدينة روسية صغيرة. وللفرنسي المختص في افلام
الرسوم
المتحركة ميشيل اوكليت، يعرض ضمن المسابقة فيلمه الجديد «قصص من الليل»،
والفيلم
الذي يجمع التحريك مع سينما الأبعاد الثلاثة، هو قصة طفل وطفلة وامرأة،
يذهبون ذات
ليلة الى إحدى السينمات المهجورة المسحورة والتي تتحقق فيها كل
الأحلام.
وعلى رغم غياب الكثير من الأسماء المعروفة عن هذه الدورة، إلا أن
الكثير من الاهتمام سيتجه الى افلام يتوقع ان تثير الكثير من الاهتمام
منها: فيلم
المخرج الإيراني اصغر فرهادي الجديد «نادر، سيمينا، الفراق» والذي يأتي بعد
تحفته
السابقة «عن ايلي» والذي فاز عنه بجائزة افضل مخرج في مهرجان برلين
السينمائي لعام 2009.
وفيلم المخرج الهنغاري المقل بيلا تار «خيل تورين»، والذي من المتوقع
ان
يحافظ على الاتجاه الفريد الذي يميز سينما المخرج، بتمسكها
بالأبيض والأسود، وغورها
في أعماق النفس البشرية لشخصيات من بلده
الأوروبي.
وتشهد هذه الدورة عودة
اثنين من أبرز المخرجين الألمان المعاصرين،
هما فيم ويندرز، والذي يعرض له خارج
المسابقة فيلمه التسجيلي والذي صور بنظام الأبعاد الثلاثة «بينا» والذي
يرافق فيه
مدربة الرقص الألمانية الراحلة بينا باريج وهي تمارس عملها اليومي. كذلك
يعرض ضمن
عرض خاص للمخرج الألماني وارنر هيرزوغ فيلمه التسجيلي الجديد «كهف الأحلام
المنسية»
والذي يذهب فيه الى فرنسا الى واحد من أقدم الكهوف
في العالم ليقدم بعضاً من الرسوم والإشارات
التي تركها ناس عبر التاريخ على جدران
ذلك الكهف. وبالعودة الى السيرة الفيلمية الطويلة للمخرجين الالمانيين،
يمكن توقع
افلام مختلفة، بعيدة من المعالجات المألوفة الشائعة، وبخاصة من المخرج فيم
ويندرز،
والذي عرف بأفلام كبيرة منها «باريس، تكساس»، و «بلاد الأحلام»، والأخير
يعتبر
واحداً من اهم الأفلام عن الولايات المتحدة الأميركية بعد الحادي عشر من
سبتمبر.
واللافت في هذه الدورة هو الغياب العربي الكبير عن المهرجان لهذا
العام،
فليست هناك أية أفلام طويلة او تسجيلية على الإطلاق، والحضور
العربي متوزع على
افلام قصيرة، منها فيلم «سبيل» للمخرج
الإماراتي خالد المحمود وفيلم قصير للبناني
أكرم زعتري بعنوان «بالغد، كل شيء سيكون على ما يرام» والذي يعرض ضمن
مسابقة
الأفلام القصيرة في المهرجان.
الحياة اللندنية في
11/02/2011
انطلاق فعاليات مهرجان برلين السينمائي الدولي
(ع.م / د.ب.أ/ دويتشه فيله) ـ مراجعة: طارق
أنكاي
انطلقت أمس الخميس في العاصمة الألمانية برلين فعاليات الدورة الـ 61
لمهرجان برلين السينمائي الدولي (برليناله) التي ستستمر حتى الـ 20 من
الشهر الجاري. مهرجان هذا العام يشارك فيه نحو 400 فيلم من 58 بلدا.
انطلقت فعاليات مهرجان برلين السينمائي أمس الخميس بعرض فيلم جديد
مأخوذ عن فيلم كلاسيكي تم إنتاجه في ستينيات القرن الماضي، وهو ما يعكس هدف
برنامج المهرجان إلى تحقيق التوازن بين سحر هوليوود والسينما المستقلة.
وجلب فيلم "ترو غريت"، للمخرجين الأمريكيين الفائزين بجائزة الأوسكار غويل
وإيثان كوين، إلى برلين أيضا بعض ملامح السباق الذي ستشهده جوائز الأوسكار
هذا الشهر.
وأصبح هذا الفيلم الذي يروي قصة إصرار فتاة على الانتقام لمقتل أبيها،
أحد أفلام الأخوين كوين التي حققت رواجا كبيرا في شبابيك تذاكر السينما
الأمريكية. والنسخة القديمة لفيلم "ترو غريت" مأخوذة عن رواية لتشارلز
بورتيس عام 1968، ولعب بطولة الفيلم الكلاسيكي الممثل الشهير جون واين.
ويشارك في مهرجان برلين من نجوم التمثيل والإخراج والإنتاج، وقد أضحى
المهرجان الذي بدأ عام 1951 من أكبر المهرجانات السينمائية في العالم،
وينافس في شهرته مهرجان كان الفرنسي ومهرجان فينيسيا الإيطالي. ويستطيع
المُشاهد العادي المشاركة في المهرجان من خلال الجلوس في دور العرض
السينمائي ومتابعة أفلام خاصة، وقد تم بيع حتى الآن حوالي 300 بطاقة لحضور
هذه الأفلام. كما تشهد فعاليات المهرجان السينمائي تنظيم أنشطة عديدة أخرى
منها "البانوراما" و"المنتدى" وأنشطة خاصة باكتشاف المواهب فضلا عن برامج
خاصة بالأطفال.
أفلام يوتيوب تدخل المنافسة في مهرجان برلين
ويتنافس في المسابقة الرسمية للمهرجان 16 فيلما للفوز بجائزة الدب
الذهبي أو الفضي. وتترأس لجنة التحكيم الممثلة الإيطالية إيزابيلا روسيليني،
ابنة أسطورة هوليود إنغريد بريغمان والمخرج الإيطالي الشهير روبرتو
روسيليني. وقالت روسيليني في مؤتمر صحفي ببرلين قبيل افتتاح المهرجان مساء
يوم أمس الخميس إنها سعيدة جدا بمشاركتها في لجنة التحكيم ورئاستها. وكشفت
روسيليني أنها دعيت من قبل للمشاركة في لجنة تحكيم المهرجان، لكنها اضطرات
للاعتذار عن المشاركة بسبب انشغالها بتربية أطفالها، وقالت: "الآن أديت
دوري كأم بشكل جيد نسبيا، واستطيع أن أكون رئيسة اللجنة".
ومن المقرر إجراء ندوة حول معايير لجنة التحكيم لمنح جوائز الدب
الذهبي والفضي في المهرجان. وقالت روسيليني في هذا السياق: "الاستمتاع
الكبير يكمن في المفاجآت التي ستكشف عنها الأيام القادمة"، وسيتم تكريم أحد
المتنافسين الستة عشر في التاسع عشر من فبراير/شباط الجاري 2010. كما سيتم
أثناء المهرجان تكريم مقاطع أفلام في يوتيوب نالت شهرة واسعة، بعد أن نشأ
جيل جديد من صانعي أفلام الفيديو على موقع يوتيوب بمفاهيم جديدة، مثل مسلسل
"فريد" الذي تابعه أكثر من مليوني مشاهد.
مطالب بالإفراج عن المخرج الإيراني جعفر بناهي
من ناحية أخرى طالبت لجنة التحكيم الدولية لمهرجان برلين السينمائي
الدولي بالإفراج عن المخرج الإيراني جعفر بناهي. وقالت رئيسة لجنة التحكيم،
الممثلة الإيطالية إزابيلا روسيليني، أمام الصحفيين في برلين: "لم نفقد
الأمل حتى الآن في أن يشغل /بناهي/ مقعده في لجنة التحكيم... حرية الرأي هي
أساس صناعة السينما". تجدر الإشارة إلى أنه سيتم افتتاح مهرجان برلين
السينمائي الدولي مساء أمس، وستستمر فعالياته حتى 20 من الشهر الجاري. ولا
يستطيع المخرج بناهي المشاركة في المهرجان، حيث يقضي حاليا عقوبة بالسجن في
إيران، لذلك سيظل مقعده شاغرا خلال حفل الافتتاح. ومن جانبه ناشد الممثل
والمخرج الهندي عامر خان الحكومة الإيرانية بالسماح لبناهي بالسفر في أسرع
وقت ممكن، وقال: "بناهي سفير جيد للثقافة الفارسية".
المصرية في
11/02/2011 |