الفيلم الكويتي - العماني «بقايا بشر» عمل رئيسي من هذه المقدمة في
هذا المهرجان. إنه من مخرجين شابين هما جاسم النوفلي ومشعل الهليل، ويقوم
على فكرة الصراع بين كويتي عائد من معتقل غوانتانامو وجندي أميركي سابق يحط
في الكويت لكي يعيش فيها ولو لبعض الوقت. هو صراع تدخل فيه بضع أفكار تحاول
أن تنقد التطرف وتنتقد السياسة الأميركية العسكرية في الوقت ذاته. نجاح ذلك
هو ما يتفاوت باستمرار.
الممثل مساعد خالد يؤدي شخصية الكويتي العائد لتوه من ذلك المعتقل
الرهيب. نفسيا محطم ومعبأ بذكريات مختلطة من التعذيب والقهر والألم. لكن
هذا ليس كل متاعبه، لسبب ما (غير مفسر) فإنه إذا ما لمس شخصا مات هذا
الشخص. وهو، نعلم من حديث أبيه عنه، لمس والدته وبعض إخوته فماتوا للتو.
ولاحقا سنجده يلمس والده فيسقط والده ميتا. تفعيلة مثيرة للاهتمام لو عنى
بكتابتها على نحو أفضل. بل إن الفيلم بأسره كان يحتاج إلى إعادة كتابة
لتساعد رصف المعالجة الصحيحة له. فكما هو الآن يبدو دراما تنتقل بين الواقع
والخيال والأزمنة من دون نظام. حتى لو كان المقصود هو فوضاها، كان لا بد من
منهج لهذه الفوضى لدى المخرجين. شيء يمكن للمشاهد أن يستند إليه في فتح
ألغازه كما استند، مثلا، إلى «استهلال» الذي هو أعقد شأنا لكنه أمر سبيلا.
طبعا من غير المنطقي المقارنة بين الفيلمين، إلا في حدود القول إن
الكتابة كان يمكن لها أن تخلق توازنا، ليس فقط على صعيد ما هو خيالي وما هو
«حقيقي»، إنما على صعيد رسالة سياسية تنطلق قوية ثم تموت مع محاولة تحويلها
إلى مقاضاة كل طرف لآخر على نحو لا وجهة نظر خاصة للفيلم في أي ما يطرح
كونه لا يريد أن يتبنى. لكن عدم تبنيه يتحول إلى تبني لرسالة غير واضحة
المعالم.
في أحد المشاهد يلتقي الكويتي والأميركي (اللذان لا يعرفان بعضهما
بعضا) في الحديقة. هذا يأتي بعد خروج الكويتي من المصح النفسي الذي وضع به
من دون أن يشفى بالضرورة. وبعد أن مات والده ولم يبق له سوى شقيق واحد. حتى
لا يؤذيه أو سواه، يرتدي قفازا أسود طوال الوقت. يتقدم الكويتي من الأميركي
ويبدأ باستجواب سياسته وسياسة الولايات المتحدة فيدافع ذاك عن نفسه ويرد
عليه بما يقتضيه الرد المناسب. إنه من حسن حظ الفيلم أن الحوار لا يمنح
الأميركي وجهة نظر ضعيفة لكونه أميركيا. بعد ذلك هناك مشهد للكويتي نفسه
وقد مات. وفصل مشاهد لأخيه وهو يتوجه لمنزل الأميركي لكي يسأله إذا ما كان
مسؤولا عن موت شقيقه. الأميركي يشعل النار في نفسه. الشقيق يهرب وخلال هربه
يدوس فوق زجاج مكسور. صديقه يهرب بالسيارة ويتركه. الآن، لقطة للكويتي
والأميركي (تكملة للمشهد الأول بينهما) والأول يمد يده ليصافح معتذرا. يمد
الأميركي يده. يخلع الكويتي قفازه ويسلم عليه.
لكن كل هذا لا يتراكم صوب مفادات واضحة. والمعالجة بذاتها تريد أن
تخلق وضعا من الغرائبي لكن المهارة ليست متوفرة تماما.
هناك قفاز آخر، وفي فيلم عنوانه «قفاز» لكنه مؤلف من دقيقة واحدة.
فيلم إماراتي من إخراج صالح كرامة حول عامل في مطبخ أحد المطاعم يدخل عليه
رئيسه في العمل متذمرا. ما يكون من العامل سوى خلع القفاز الذي كان يغسل
الصحون به وينصرف. لقطة للقفاز حيث هناك أصبع القفاز الأوسط بارز في شتيمة
ضحك لها الجمهور ومنحت الفيلم نكهته على بساطتها.
هذان الفيلمان مشتركان في مسابقة الفيلم القصير (ولو أن «بقايا بشر»
يمتد لنحو ساعة إلا بضع دقائق). وفي المسابقة ذاتها فيلم روائي من 11 دقيقة
اسمه «عبير» للمخرج الإماراتي طلال محمود مقتبس عن قصة واقعية، كما يؤكد
الفيلم. إنه عن سوء طالع فتاة تتعرض دائما للتعنيف والضرب على يدي شقيقها
لكونها تحب شخصا ما لكنها تتحدث معه أكثر من مرة، وفي كل مرة من دون حذر
لأن شقيقها يضبطها مرة ثم - وبعد زواجها - يضبطها زوجها مرة أخرى. ثم يعود
الزوج ذات يوم إلى البيت ويتقدم صوبها ليضربها من جديد فتستل سكينا وتقتله.
ثم تبكي. وهي كانت تبكي من مطلع الفيلم وحتى نهايته كما لو أن اتفاقا تم
بين صانعي الفيلم وإحدى شركات المحارم الورقية. المعالجة بذاتها مؤثرة
بحلقات الدراميات التلفزيونية ما يعيق وصول الفيلم إلى غايته: إثارة تعاطف
المشاهدين لها كونها ضحية دائمة لأنها أنثى.
«فلترقد بسلام» هو فيلم كويتي ثالث وأفضل شأنا من فواز المتروك وربما
بعض السبب في إجادته النسبية يعود إلى أنه عاش ودرس في تورنتو من عام 1990.
يدور في ظروف احتلال الكويت. رب أسرة يقود سيارته ذات صباح حين يجد
سيارة فيها جثث مقتولين على قارعة الطريق. شاهدها من قبل والآن يكتشف أنها
ما زالت هناك لليوم الرابع على التوالي. يقرر دفن هذه الجثث ولكي يفعل ذلك
عليه أن ينتصر على محاذيره وألا يستجيب لمخاوف زوجته. يكرر لها أنه لا
يقترف جريمة بل يدفن موتى يحق لهم أن يدفنوا. يوقفه أفراد من الجيش العراقي
أكثر من مرة لكن ذلك لن يردعه.
فيلم المخرج العراقي المعروف قاسم حول «المغني» لديه فرصة جديدة. إنه
فيلم روائي طويل تم تقديمه في مسابقة مهرجان دبي في نهاية العام الماضي
وموجود هنا في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة. يستحق نظرة أخرى على الرغم
من أنه واضح كل الوضوح. المخرج يتعامل وحياة ديكتاتور عراقي لا يسميه كذلك
لا يسمي الحرب المستعرة، لكن ليس من الضروري للمشاهد أن يكون عبقريا ليعرف
أن صدام حسين هو المقصود وحربه ضد العدو الإيراني هي المعنية. هذه قد تبدو
مشكلة محدودة، لكنها في الواقع تمتد في صلب العمل لأنه إذا ما كان يهدف
للرمزيات فإن هذه عليها أن تكون مشكلة من عناصر توفر عمقا وغموضا أكثر مما
هو الحال عليه.
إنه كوميديا ساخرة من دون ضحك وهذا يمنحها القدر الذي تستحقه من
الجدية وهي تروي ما الذي يحصل في أحد قصور ذلك الديكتاتور حين يقيم حفلة
عيد ميلاد تتخللها أحداث تكشف عن مصائر بعض المدعوين ومن بينهم المغني
(عامر علوان) الذي يصل متأخرا فيأمره الزعيم بالغناء ووجهه إلى الحائط.
الشرق الأوسط في
17/04/2011
الأفلام الكويتية القصيرة تستحوذ على إعجاب نقاد «الخليج
السينمائي»
إشادة بمشاركة المنيع للشباب في «بقايا بشر»
دبي ـ مفرح الشمري
انطلقت مساء أمــس الأول المسابقـة الخليجيـة للأفـلام القصيــرة
لمهرجـان الخليــج السينمــائي الرابـع وذلـك فـي «دبـي فستيفـال سنتــر»
حيــث تـم عرض فيلم «بقايا بشر» للمخرجين الكويتيين مشعل الحليل وجاسم
النوفلي وبطولة الفنان الكبير محمد المنيع والفنان الشاب مساعد خالد
العدواني وفيلم «لترقد بسلام» للمخرج فواز المتروك وفيلم خيارات وقفاز وأرض
الأبطال وعبير.
وقــد أشــاد النقاد السينمائيون بالمستوى الذي وصلت إليه السينما
الكويتية الشبابية مشيدين بالأفكار التي تقدمها والتي تدل على فكر واع
من أجل تحقيق انجاز لهم في هذا المهرجان.
وامتدح النقاد مشاركة الفنان الكبير محمد المنيع في فيلم سينمائي قصير
«بقايا بشر» متمنين من الفنانين الكبار مشاركة الشباب أفلامهم لإعطائهم
الثقة بأنفسهم.
من جانب آخر قدم برنامج «أضواء» خارج إطار المسابقة الرسمية، باقة من
الأفلام التي تعكس النهج المبتكر الذي اتبعه السينمائيون في صناعتها، كما
استعرض مجموعة متنوعة من المواضيع الشيقة التي استوحي بعضها من واقع الحياة
الاجتماعية، والبعض الآخر من وحي الخيال والفنتازيا وأحيانا تكون أفلاما
مرعبة مثل فيلم «المتصل» الذي تشارك به المملكة المتحدة.
كما عرض البرنامج بعض الأفلام الخليجية الممتعة وشملت فيلم «استشاري»
للمخرج علي الجابري و«اسأل روحك» للمخرج محمد مجدي، والفيلمين السعوديين
«وينك؟» للمخرج عبدالعزيز النجيم و«رجل بين عصابتين وقبر» للمخرج عبدالمحسن
المطيري، والفيلم القطري «دنيا» للمخرج أمير سكندر، والفيلم الكويتي «ساحة
الحرب» للمخرج حسن عبدال، ويروي قصة جندي في ساحة الحرب، يكلفه القائد
باللحاق بفريق الدعم لإنقاذ الأسرى والعودة بأقل الخسائر وهو من بطولة حسين
المهدي وفاطمة الطباخ وعبدالرضا بن سالم.
الأنباء الكويتية في
17/04/2011
فيلمان قصيران من البحرين يعكسان الواقع الإقليمي
على
شاشة «مهرجان الخليج السينمائي»
تنقل السينما البحرينية الواقع الإقليمي عبر فيلمين روائيين قصيرين
سيتم
عرضهما في النسخة الرابعة من «مهرجان الخليج السينمائي»، الحدث السنوي الذي
يقام
برعاية سمو الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للثقافة
والفنون
(دبي
للثقافة). يقام المهرجان بين 14 و20 أبريل 2011 في «دبي فيستيفال سيتي»،
وسيشهد عرض أكثر من 150 فيلماً ستكون جميعها مجانية أمام الجمهور.
تم اختيار
الفيلمين المشاركين من بين 11 فيلماً بحرينياً، ويشاركان في مسابقة الأفلام
القصيرة
بمهرجان الخليج السينمائي ليتنافسا مع 38 فيلماً للفوز بجوائز الحدث.
يلقي
الفيلم المشوق «سلاح الأجيال» لمخرجه محمد جاسم الضوء على التطورات التي
شهدتها
المنطقة منذ فجر التاريخ. ويروي الفيلم قصة رجل جالس على كرسي في الصحراء
ويبدأ
العالم في التطور والبناء السريع، وتتحول الصحراء إلى مزارع، وبعدها تتحول
إلى
مبانٍ وعمران. وفي النهاية تزول كل هذه التحولات، ويرجع المكان
إلى صحراء كما كان
في البداية.
أما فيلم «لولوة» للمخرج أسامة آل سيف، فيركز على التحرش الجنسي
كظاهرة اجتماعية مركّبة وشائكة. ويتناول المخرج الموضوع من منظور شخصي
ومجتمعي.
ويروي الفيلم قصة لولوة، وهي فتاة باهرة الجمال تتعرض لمضايقات عديدة من
أحد أفراد
عائلتها ومن إحدى الشخصيات البارزة في المجتمع، ويسلط الفيلم الضوء على
التداعيات
التي يجلبها ذلك إلى عائلتها وردود الفعل العكسية من قبل المجتمع ككل، كل
ذلك بسبب
توريط أشخاص أبرياء في حوادث مؤلمة.
وقال مسعود أمر الله آل علي، مدير مهرجان
الخليج السينمائي: «يسلط هذان الفيلمان القصيران الضوء على غنى
المواهب في البحرين
وجرأة المخرجين في تجريب البنى الروائية والأساليب السينمائية المختلفة،
وهما
يثريان مجموعة الأفلام الخليجية المتنوعة التي سيتم عرضها خلال المهرجان».
يشتمل مهرجان الخليج السينمائي على مسابقات خاصة بالأفلام القصيرة
التي يقدمها
الطلاب والمخرجون من الخليج والعالم، إضافة إلى عروض الأفلام خارج المسابقة
الرسمية، وبرنامج سينما الأطفال. كما يسلط المهرجان الضوء على أعمال المخرج
الفرنسي
جيرار كوران، وينظم ورشة عمل مع المخرج الإيراني الشهير عباس
كياروستامي، إلى جانب
سلسلة من ورش العمل وجلسات النقاش. والجدير بالذكر أن جميع عروض مهرجان
الخليج
السينمائي ستكون مفتوحة مجاناً أمام الجمهور.
«الخليج
السينمائي» بدبي يسلط الضوء على إبداعات الطلاب العرب
يسلط «مهرجان الخليج السينمائي»، الذي انطلق يوم الخميس الماضي، الضوء
على
الإبداعات السينمائية لعدد كبير من الطلاب العرب.
ويعرض المهرجان أكثر من 15
فيلما قصيرا ووثائقيا من إخراج طلاب من منطقة الخليج والعراق
واليمن، وتشارك كل هذه
الأفلام في فئة الطلاب ضمن «المسابقة الخليجية».
ويقدم المهرجان أيضا مجموعة من
الأفلام الوثائقية والأفلام الروائية الطويلة والقصيرة للعديد
من محترفي صناعة
السينما في منطقة الخليج، إضافة إلى مجموعة من الأفلام القصيرة من مختلف
أنحاء
العالم؛ وتتنافس جميع هذه الأفلام للفوز بجوائز مالية تفوق قيمتها نصف
مليون درهم
إماراتي. ومن الأفلام الإماراتية المشاركة «شعوب وقبائل»
لميسون علي، و«مسيرة»
لثابت الموالي، و«رابيت هول» لفاطمة إبراهيم، والفيلمان العراقيان «نوارس
السلام»
لهاشم العيفاري، و«غن أغنيتك» لعمر فلاح.
ويعرض المهرجان فيلم «عقارب الساعة»
للمخرج خليفة المريخي، والذي يعد أول فيلم طويل تم تصويره وإنتاجه في قطر،
من خلال
شخصية «سعد» الذي يبيع الساعات القديمة في أحد الأسواق وتتبع «عقارب
الساعة» جذور
الموسيقى الشعبية القطرية التي تعد جزءا أصيلا من التراث
المحلي. وسيتم أيضا عرض
الفيلم الطويل «الرحيل من بغداد» للمخرج قتيبة الجنابي ويتناول هذا الفيلم،
الذي
يعد إنتاجا إماراتيا وبريطانيا وعراقيا مشتركا، قصة «صادق» المصور الشخصي
لصدام
حسين، وهو يتبعه في العراق والمملكة المتحدة وهنجاريا.
يشار إلى أن «مهرجان
الخليج السينمائي»، يعرض في هذه الدورة 153 فيلما من 31 دولة ويستمر حتى
يوم
الأربعاء المقبل.
أخبار الخليج
البحرينية في
17/04/2011
فلترقد بسلام و بقايا بشر رؤيتان عن الصراع
النفساني
الفيلمان قدما في المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة لمهرجان
الخليج
ساحة حرب كوميديا جميلة لعبدال خارج المسابقة
دبي ــ فادي عبدالله
عرضت ثلاثة أفلام كويتية في مهرجان الخليج السينمائي اثنان في
المسابقة
الرسمية للأفلام القصيرة، وواحد ضمن برنامج «أضواء» خارج المسابقة.
في إطار المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة لمهرجان الخليج السينمائي
الرابع عرض
فيلمان الأول «بقايا بشر» والثاني «فلترقد بسلام».
يتناول فيلم «بقايا بشر» للمخرجين الكويتيين جاسم النوفلي ومشعل
الحليل، الحالة
النفسانية التي تصيب «عمر» أحد الشباب الكويتيين العائدين من معتقل
غوانتانامو
وأميركي هارب من الخدمة العسكرية، وما يتعرضان له من صراع اجتماعي، الأول
يبقى
انطوائياً عازلاً نفسه عن الناس رغم محاولات والده وشقيقه
المتعثرة لإخراجه من تلك
العزلة، فعمر تنتابه حالة خوف لظنه أنه قد تسبب في وفاة والدته وشقيقته بعد
أن لمسا
يده، لذا أصبح يلبس قفازاً اعتقاداً منه أنه سيحمي الآخرين من الموت لمجرد
لمسه،
والآخر يلقى رفضاً اجتماعياً فتهجره زوجته لهروبه من العسكرية،
لأنه لم يحتمل ما
يحدث في الحرب على العراق من قتل ودمار، فماذا يحدث عندما يلتقيان؟
المواجهة بينهما تعد مكاشفة صريحة، إذ يعتبر عمر الهارب الأميركي من
قوات
الاحتلال التي تدمر الأرض العربية، والثاني يعتبر عمر أحد الإرهابيين.
وينتقل المخرجان النوفلي والحليل إلى فرضية خيالية ما سيحدث لهذين
الشابين،
فالشاب عمر يخلع قفازه ويضع يديه على فراشه قبل النوم ليصاب بعد غفوته
باحتراق ثم
يموت، والآخر يحرق نفسه، لكن النهاية تكون بالعودة إلى حدث لقاء عمر
بالأميركي، إذ
يرحب الأول بوجوده في الكويت كضيف عزيز.
الفيلم من بطولة الفنان القدير محمد المنيع ومساعد خالد وكريستوفر
جتشك.
أما الفيلم الكويتي «فلترقد بسلام» للمخرج فواز المتروك فيقدم قصة
حقيقية حدثت
إبان الاحتلال الصدامي الغاشم لدولة الكويت عام 1990، لمواطن كويتي يلقى
جثتين في
إحدى السيارات على قارعة الطريق، فيدخل في صراع نفساني وهاجس من الخوف، فهو
ما بين
أمرين إما مواجهة خطر الموت من جنود الاحتلال لأنه يريد أن
يدفن الجثتين احتراماً
للإنسانية وللكرامة أو البقاء في المنزل مع أسرته، المشهد المأساوي يتكرر
يومياً،
إذ يلقي جنود الاحتلال القبض على الشبان وجاره أبوعلي يقتل على أيديهم لأنه
من
المقاومة، يحاول جاهداً أن يدفن الجثتين طالباً مساعدة الهلال
الأحمر والمستشفى لكن
دون جدوى، لكنه يتخذ قراراً جريئاً عندما يرى ابن جاره يقتل أمام أعين
والدته،
فيذهب ويأخذ شبلاً ليحفر قبرين وبعد مرور الوقت تأتيه سيارة عسكرية لجندي
من
الاحتلال فيشهر سلاحه استعداداً لقتله لمخالفته أوامر الاحتلال
بعد دفن الجثتين،
فيقول له الموطن الكويتي هل ترضى أن تترك جثة ابنك عدة أيام دون أن تدفن؟
فيتركه
طالباً منه الرحيل من هذا الموقع، فيكمل دفن الجثتين انتصاراً لكرامة
الإنسان.
الفيلم يحمل رسالة وقيمة فنية، إذ قدم المخرج رؤية جميلة مع مشهد
وكادر رائعين
وانتقالاً سلساً من موقع لآخر، بقدرته على تحريك الكاميرا بإنسابية،
والاختيار
الموسيقي الموفق، أما الممثلون فقدموا أداء تمثيليا متقنا.
أما خارج المسابقة فقد عرض فيلم «ساحة حرب» للمخرج حسن عبدال، إذ
تناول فكرة
كوميدية جميلة عن طفل يدخل ساحة حرب عبر لعبةplay station3
حيث يكون «عزيز» الجندي
الوحيد الذي تتمكن القيادة العسكرية من الاتصال به، إذ قطعت كل الاتصالات
بالفرقة
ورئيسهم فيكلفه القائد اللحاق بالفرقة الأخرى لإنقاذ الأسرى.
«ساحة حرب» عمل كوميدي جميل أجاد في أدائه التمثيلي: حسين المهدي وحسن
عبدال
وعبدالرضا بن سالم وفاطمة الطباخ.
أرض الأطفال العراقي يتطرق إلى تأثير الحرب على
الأطفال
دبي ــ فادي عبدالله
شهدت صالات العرض غراند سينما في دبي «فيستفال سيتي» إقبالا جماهيريا
على أفلام
مهرجان الخليج السينمائي الرابع بمختلف مسابقاتها، ضمن المسابقة الرسمية
للأفلام
الروائية القصيرة، إذ عرضت ثلاثة أفلام إماراتية هي «خيارات» و«عبير»
و«قفاز»،
إضافة إلى الفيلم العراقي «أرض الأبطال».
وركز المخرج صالح كرامة، الذي يعتبر من أبرز المنتجين المسرحيين
والروائيين
المبدعين في دولة الإمارات خلال فيلم «قفاز»، على فكرة «ترك الحديث
للقفازات حين لا
تستطيع مجاراة الأمر بنفسك»، في الرد على جشع المخدوم. أما فيلم «خيارات»
للمخرج
الإماراتي أحمد النقبي فيتحدث عن رجل يعود من عمله، ويشتبه في
أن زوجته تقيم علاقة
غرامية، ليجد دبلة الزواج مرمية على الطاولة، أما هي فلم ترد على اتصالاته،
فيعتقد
أنها تركته فيترك لها رسالة صوتية يعترف بخيانته لها مع ثلاث نساء، لتفتح
بعدها باب
المطبخ، حيث كانت تعمل بالمنزل وهي واضعة سماعة الموسيقى في أذنيها، ثم
ارتدت
خاتمها، أما فيلم «عبير» للمخرج طلال محمود فهو يروي قصة مؤثرة
ودرامية لفتاة بسيطة
ترتبط بصديق شقيقها بعد الفضيحة، لكنه يعاملها بقسوة ودونية فتقرر أن تنتقم
بقتله.
أما الفيلم العراقي «أرض الأبطال» للمؤلف والمخرج سهيم عمر خليفة فهو
يتحدث عن
الحرب العراقية-الإيرانية في عامها الأخير 1988، إذ يتناول تأثيرات الحرب
على
الأطفال، فالطفل ديلير وشقيقته زيني يرغبان في مشاهدة أفلام الكارتون، إلا
أن
المحطات التلفزيونية العراقية تقدم إما الأخبار أو الأغنيات
الوطنية أو تلك التي
تمجد صدام حسين، فيأتي إليهما الصبي مالو ووالدته في زيارة، ويبدأ مالو
استعراض
قوته عليهما فيخطط ديلير وزيني في فكرة للانتقام منه، وذلك بحبسه في صندوق
خشبي.
الفيلم يسخر من الحرب والتعتيم الإعلامي الذي يفرضه نظام صدام على
الشعب
العراقي، وقد تم انتاج هذا الفيلم بدعم من الحكومة البلجيكية، أما الممثلون
فهم من
أكراد العراق.
الجريدة الكويتية في
17/04/2011
في اليوم الثاني لمهرجان الخليج السينمائي
عرض سبعة أفلام إماراتية تغوص في أعماق البيئة المحلية
صخر ادريس
كان اليوم الثاني في مهرجان الخليج السينمائي إماراتياً بامتياز، فقد
تم عرض سبعة أفلام إماراتية مشاركة، وهي السيفة وخضع ومساء ومسيرة والسيارة
سيارة ورابيت هول وشعوب وقبائل، وكانت مشاركة قطر الثانية في الكم وذلك من
خلال ثلاثة أفلام وهي بلاد اللؤلؤ وكناري وأم الصبيان، تليهما العراق في
فيلمين وهما غني أغنيتك ونوارس السلام، في حين اقتصرت مشاركة كل من
السعودية وعمان على فيلم واحد لكل منهما.
ويستقصي فيلم رابيت هول الأسباب التي تجعل العديد من الشباب العرب
غرباء في ثقافتهم، وهو من تأليف وإخراج الاماراتية فاطمة ابراهيم التي تدرس
الاتصالات التطبيقية في كلية الشارقة، ويعتبر أول أعمالها الوثائقية.
ويذهب بنا الفيلم الإماراتي “السيارة سيارة” في رحلة لمناقشة أحد أبرز
الظواهر في المجتمع الاماراتي، ألا وهي اقتناء الشباب للسيارات الفارهة،
ويركز الفيلم على الشباب غير القادرين على شراء سيارة فخمة بسبب عدم قدرتهم
المالية ومع ذلك يصرون على امتلاكها، ويتم الطرح من عدة زوايا منها المجتمع
والثقافة والبيئة وصولاً إلى الجانب النفسي ليبحث عن مسببات هذه الظاهرة،
ويشارك فيه الطالب مروان الحمادي “تأليف وإنتاج وإخراج” ويعتبر الفيلم أول
تجربة إخراجية له.
أما فيلم “شعوب وقبائل” والذي شاركت فيه الطالبة ميسون آل علي، فهو
يعتبر ثاني تجربة لها بعد فيلمها الوثائقي الذي تحدث عن جامع الشيخ زايد
الكبير في أبوظبي، وتميز الفيلم بأنه من دون حوار ويأخذنا في رحلة عبر بعض
جوانب الحياة اليومية لأناس من عدة أعراق ومرجعيات ثقافية مختلفة متباينة
ولكنهم يعيشون على أرض واحدة، كما تحاول المخرجة تعريفنا بأوجه التشابه بين
الثقافات المختلفة، وتدعو في الفيلم الى الاحتفاء بأوجه الاختلاف واعتبارها
مزيداً من الخبرات التي نكتسبها يومياً.
وفي فيلم “مسيرة” للإماراتي ثابت المعولي يأخذنا المخرج في رحلة من
عشر دقائق حين ينزل فيها شباب دولة الامارات العربية إلى شوارع دبي في
الثاني والثالث من شهر ديسمبر كل عام ليحتفلوا باليوم الوطني للدولة، ويعرض
فيها أكبر هذه الاحتفالات والتي تقام على شارع شاطئ جميرا، ويذكر أن
المعولي فاز بجائزة فئة الاعلان التلفزيوني صمن مسابقة إبداع 2009 والتي
تنظمها مدينة دبي للإعلام.
وفي فيلم “خُضِع” للمخرج الإماراتي الشاب سعيد سالم ألماس، يتكلم عن
شاب في ربيع عمره يبدأ برحلة نفسية معقدة التفاصيل، ولكنها تعتبر خيراً له
على عكس ماسيتوقع المشاهد لأنها ساعدته في معرفة نفسه وفهمها بالإضافة إلى
إدراك معنى الحياة.
ويأخذنا فيلم “السيفة” للمخرج الإماراتي محمد غانم المري، الذي
لايتجاوز الأربع دقائق في عرض يتناول فيه المشاكل التي تقيد الصيادين الذين
يمارسون هواياتهم في الصيد بالشباك، وذلك من خلال عيون صياد إماراتي عجوز،
وقد نجح المخرج في إقناع جده الطاعن في السن على لعب دور البطولة، ويذكر أن
“السيفة” هي كلمة محلية تعني شاطئ البحر.
يشار إلى أن فعاليات “مهرجان الخليج السينمائي”، الذي يعرض 153 فيلماً
من 31 دولة حتى 20 أبريل الجاري، تقام في فندقي “إنتركونتننتال” و”كراون
بلازا” وصالات “جراند سينما” ضمن “دبي فيستيفال سيتي”. ويحظى المهرجان بدعم
“هيئة دبي للثقافة والفنون” ويتم تنظيمه بالتعاون مع “مدينة دبي
للاستوديوهات”.
الإتحاد الإماراتية في
17/04/2011 |