«ريتشارد الثالث.. شخصية عربية مهمة جداً» فيلم وثائقي جديد يعرض
للمرة الأولى في المنطقة العربية من خلال مهرجان الخليج السينمائي في دورته
الرابعة بعد عرضه في مهرجان هيوستن بأميركا وحصوله على جائزة. وموضوع
الفيلم وإن كان يبدو وكأنه يتبع خطى رحلة فرقة الكاتب والمخرج الكويتي
سليمان بسام وهي في طريقها لعرض مسرحية «ريتشارد الثالث ـ مأساة معربة» في
مركز كينيدي للفنون بالعاصمة الأميركية وعرض آخر أقيم في مدينة العين
بالإمارات، إلا أن ذكاء طاقم الفيلم في اختيار لقطات لمواقف لها دلالاتها
وتعليقات تعكس فكرة العمل ورؤى أعضاء الفرقة المسرحية خلال تتبعهم أثناء
بروفاتهم في الكويت وأوطانهم التي جاءوا منها سوريا، لبنان، العراق
والكويت، صنعت عملا مهما لا يمكن اعتباره دعاية عن المسرحية بقدر ما هو
تجسيد لواقع عربي معاش، ظهرت فيه فوضى العالم العربي والتناقضات مع مقابلات
الممثلين من دول عديدة، وآرائهم للوضع السياسي في الشرق الأوسط وعلاقة ذلك
بالولايات المتحدة، فوثق في
70 دقيقة تم غربلتها من
70 ساعة تسجيل حال الأمة العربية المليء بالدراما، وكأن شكسبير في مسرحيته
الشهيرة المأخوذ عنها العمل المسرحي كان يستشرف بعين بصيرة امتداد شخصية
ريتشارد الثالث الديكتاتورية إلى تاريخ البشرية عبر عصور ومناطق ودول
مختلفة.
وما يحدث حاليا على ساحة تظاهرات الشعوب العربية ضد حكامها يؤكد أن
هناك ألف ديكتاتور هم أشباح مستنسخة من (ريتشارد الثالث)، ارتدوا قناعه
الزائف وغدروا بالأصدقاء قبل الأعداء وتلوثت أيديهم بقتل الصغار والكبار ثم
انتهى مصيرهم إلى التنحي والعزل والسجون والإعدام، لذا ليس غريبا أن يكون
الفيلم رسالة تنبيه للشعوب من حالها الغارق في اليأس والمحكوم بالأمل دون
بصيص نور للخلاص، فيما يلاحظ أن هذا العمل تم تنفيذه قبل بدء ثورات الشعوب
في بعض من المنطقة العربية.
وقبل استعراض الفيلم ورصده يجب أن نتوقف سريعا أمام مسرحية (ريتشارد
الثالث.. مأساة عربية) التي حاول صناعها إسقاط النص الشكسبيري على الواقع
العربي ، ملخصة فكرة الحاكم الطاغية، وتدور حوادث النص الأصلي لمسرحية
ريتشارد الثالث في بريطانيا في القرن الخامس عشر، حيث كانت تسود نزاعات
دموية على عرش المملكة وصلت إلى حرب أهلية، واستطاع ريتشارد الثالث انتزاع
الحكم بعد سلسلة من الاغتيالات والمكائد التي دبرها مع أعوانه، منها قتل
ابن أخيه الصغير الذي كان وارث العرش وتحت وصايته، وتتمثل في شخصية ريتشارد
الثالث كل قيمة ممكنة للشر، وتبدو مجردة من أي وازع إنساني لمصلحة الهوس
بالسلطة، وإذا كانت قراءات نقدية كثيرة اعتبرت أن البسام مخرج النص العربي
يحاول تقديم شخصية صدام حسين في نسخة معربة من ريتشارد الثالث، إلا أن
الإسقاطات حاليا تشير إلي أكثر من حاكم عربي وتشمل في ثناياها عبيد المناصب
والسلطة في كل الوظائف.
الفيلم الذي قال منتجه ومخرجه الكويتي شاكر أبل في لقاء مع «البيان»
انه سيعرض في وقت لاحق في صالات السينما الكويتية، قد يتعرض لحذف مشاهد منه
وهي نية أعلنتها الرقابة الكويتية للمخرج ولم تحدد بعد ما الذي ستحذفه، ومن
المتوقع أيضا أن يتعرض للمنع من قبل أصحاب السلطة إذا وجد البعض أنه يقترب
منهم ويفضح ما هو مسكوت عنه، والفيلم الجريء الذي يستحق المشاهدة وينافس
بقوة على العمل الوثائقي في الدورة الحالية لـ(الخليج السينمائي)، يعتبر
حالة خاصة سلطت الضوء على الحياة الشخصية للممثلين الذين يحاولون العيش
والعمل بمهنتهم الفنية تحت ظل النظرة الدونية التي يرى بها المجتمع العربي
هذه المهنة، وكان عمق ما قاله أعضاء الفرقة المسرحية عن الأوضاع في بلدانهم
تراجيديا تسير جنبا إلى جنب مع تراجيديا شكسبير في المسرحية، وهو أمر مثير
للاهتمام في أحداث وقصص غير مرتبة زمنيا، وكان أجملها وقوف الممثل السوري
فايز قزق أمام البيت الأبيض وإلقائه جزءا من مشاهد الديكتاتور في المسرحية.
رسالة الفيلم كما يفلسفها شاكر أبل هي خلط كل شيء ببعضه وإظهار
التناقضات البالغة في مجتمعاتنا المستهلكة وليست المصدرة، في الوقت الذي
نكتفي فيه بالاندهاش كما قال الممثل الكويتي جاسم النبهان في الفيلم (من
اختراع الصين للموبايل واليابان للسيارة وأوروبا للطائرة وأميركا للصاروخ)،
ومن الواضح أن اندهاشنا هذا سيرافقنا إلى الممات، وعبر عنه مشهد نهاية
الفيلم بذكاء شديد عندما تتابع عين عربي باندهاش لعبة جمل مضيئة تتحرك،
مستدعية إلى الذاكرة دخول السوق الصينية إلى حياتنا وصنعها لفانوس رمضان
بأغانينا الشعبية وصولا إلى السبحة وسجادة الصلاة!.
ومن المفارقات الغريبة التي يسردها شاكر أبل خلال تنفيذ الفيلم، سهولة
التصوير في الدول العربية وقيود التصوير في الولايات المتحدة الأميركية،
حيث يعترف أن أصدقاءه وزملاءه منتجي الأفلام في البلاد العربية ساعدوه في
ذلك، لكن مشكلة التصوير في أميركا تمثلت في عقبات داخل المسرح لتكلفتها
العالية وبالتالي لم يتم نقل أجزاء من عروض المسرحية في واشنطن، وكذلك
خصوصية المواطن الأميركي وعدم الاقتراب منه إلا بإذن فجاءت معرفة ردود
الأفعال في أقوال مواطنتين بأداء ضعيف، لكن التصوير أمام البيت الأبيض كان
سهلا وساعدنا على ارتجال مواقف كثيرة منها مشهد فايز قزق أمام مظاهرة سلمية
واقترابه كثيرا من سور حديقة القصر الرئاسي.
وحول الرؤية والبنية الدرامية في الفيلم يقول شاكر أبل: كانت المسألة
شائكة بالفعل ففي الواقع صورنا كل خلفيات الممثلين أولا في العراق ولبنان
وسوريا والكويت، ثم صورنا العرض المسرحي في العاصمة واشنطن وبعدها بستة
أسابيع صورنا العرض الذي أقيم في مدينة العين بالإمارات، وعندما قمنا بعمل
المونتاج للمرة الأولى للفيلم، كانت الأحداث مرتبة زمنيا ولكن بعد بضع عروض
تجريبية اكتشفنا بأن هذا الترتيب غير مناسب، فكان الفيلم يبدو وكأنه يبدأ
من جديد بعد ذروته في مشاهد عرض واشنطن، ولهذا أعدنا عمل المونتاج مرة أخرى
بحيث تجرى أحداث وقصص العروض بالتوازي مع بعضها البعض تعبيرا عن فوضى
الواقع في الحياة العربية، وقد يرى البعض أن هذا الخيار غريب ولكن كانت
نتيجته أكثر من رائعة.
ويعلق شاكر أبل على سؤال عن مدى استفادته كمنتج من هذا الفيلم قائلا:
الفكرة الطارئة لصناعة الفيلم كانت على الطائرة ونحن في طريقنا لعرض
المسرحية في واشنطن، لكنني لم أفكر إطلاقا في عمل دعاية للمسرحية فقد أخذني
المضمون إلى إسقاطه على واقع ما يحدث في المنطقة العربية دون النظر إلى أية
أرباح، فالهدف أن أخوض التجربة الأولى لي سينمائيا وأن يستوعب الجمهور
الرسالة التي أقدمها من غير حلول، وأفكر جديا في وضع الفيلم على الانترنت
ليشاهده أكبر عدد من الناس حتى قبل طرحه رسميا في الأسواق.
المسرحية التي يستخدمها فيلم (ريتشارد الثالث: شخصية عربية مهمة جدا)
خلفية لأحداثه عرضت
44 مرة في تسع دول عالمية، وحققت نجاحا كبيرا بعد أن أغضبت
المسؤولين العرب البيروقراطيين أمام إنتاجها وعرضها، ومن الواضح أن الفيلم
يسير في الاتجاه نفسه رغم ما قد يواجهه من اضطهاد أنظمة شمولية تسقط حاليا
الواحدة وراء الأخرى أمام حناجر شعوبها، وكأن الناس أخيرا قررت هدم معابد
طغاة الديكتاتورية حتى لا يبقى الفن وحده يحمل هذا الهم.
إضاءة
شاكر أبل رجل أعمال وصانع أفلام كويتي، أب لأربعة أبناء، فيلم
(ريتشارد الثالث: شخصية عربية مهمة جدا) يمثل باكورة أعماله الوثائقية
الطويلة، وقد أنتج برعاية (المشروع الثقافي) وهي مؤسسة فنية غير ربحية
أسسها شاكر بالتعاون مع المسرحي الكويتي سليمان البسام، وتهدف إلى رعاية
وتطوير المشاريع الفنية في المسرح والسينما والموسيقى، كما ترعى مشاريع
الموهوبين من الفنانين الشباب.
برنامج
موسيقى عربية وصور عن تقاليد المنطقة في اليوم السادس
خلال أحداث اليوم السادس من فعاليات مهرجان الخليج السينمائي، يتمّ
الاحتفاء بالثقافة الخليجية بما تشمله من موسيقى واحتفالات تقليدية مميّزة،
حيث يستكشف المخرج السعودي فهمي فاروق فرحات ضمن المسابقة الرسمية الخليجية
للأفلام الوثائقية من خلال فيلمه (ليلة عمر) الذي يعرض في صالة (جراند
سينما10)
الساعة 9,15 مساءً، تقاليد حفلات الزفاف في منطقة الحجاز، وعادةً ما تقام
الأعراس في ليلة يتخللها القمر والعزف على المزمار، حيث يجوب موكب الضيوف
حواري مكة المكرمة القديمة.
ومن الأفلام التي تتناول موضوع الموسيقى، فيلم (مزيج عربي) وهو مشاركة
إماراتية من إخراج المخرج الفرنسي الألماني سيريل ابرلي الذي يستطلع من
خلال هذا الفيلم الوثائقي أركان الموسيقى العربية والمقطوعات التي مهدت
الطريق أمام فناني نمط موسيقى الـ (فيوجن) في العالم المعاصر. أما الفيلم
الثالث الوثائقي الذي يعرض ضمن المسابقة ذاتها فهو الفيلم العراقي (أجنحة
الروح) من إخراج قاسم عبد، ويتابع الفيلم أحداث طقس صوفي قرب مرقد الشيخ
حمد النيل في الخرطوم، بالسودان ضمن إطار قصة حميمية حول عالمٍ منسي، وهناك
العديد من الأفلام العربية المشاركة في دورة هذا العام من المهرجان والتي
تدور حول موضوع الموسيقى، وكمثال عنها نذكر (المغني) لمخرجه قاسم حول.
ويعرض في صالة (جراند سينما
4) في الساعة 9,30 مساءً ضمن إطار المسابقة الرسمية للأفلام الروائية
الطويلة، وهو قصّة مؤثرة عن موسيقي يتأخر عن الموعد في طريقه لإحياء حفلة
عيد ميلاد الدكتاتور ليقاسي غضب ذلك الطاغية. وسيتمّ عرض فيلم (صديقة
الملاية)، الذي يعتبر قصة أخرى من القصص التي تعالج الموسيقى، وضمن
المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة من المنطقة في (جراند سينما) في الساعة
12 ظهراً، ويحكي هذا الفيلم العراقي من إخراج حكمت البيضاني
قصة مغنية عراقية ساحرة الصوت تمثّل رمزاً من رموز الإبداع العراقي.
أوجه
شهادة إدارة الأعمال ساعدت علوية ثاني في التسويق السينمائي
هل صحيح أن من رأى مصائب الناس هانت عليه مصيبته، أم أن مشاكل الناس
تضرب على الوتر الحساس في كل منا؟ هذا ما يلقي عليه الضوء فيلم (تناهيد ـ
35 دقيقة ) للمخرجة الإماراتية علوية ثاني الذي ينافس في مسابقة برنامج
(أضواء) ضمن فعاليات مهرجان الخليج السينمائي، والعمل يقدم لمحات من حياة
عدة أسر وأشخاص ويسلط الضوء على بعض مشكلات المجتمع التي تواجههم في حياتهم
اليومية، وكل شخص في الفيلم يطلق تناهيده الخاصة به.
استغرق تنفيذ هذا العمل
6 أشهر وتكلف ما يقارب
100 ألف درهم واكتسبت علوية ثاني خبرتها في هذا المجال من خلال عملها في
مجموعة دبي للإعلام، ومجموعة بينونة للإعلام، وعملها الآن في قناة (O
TV) في دبي، ومشاركة تجارب إخراجية واستشارة الأخ الأكبر حافظ الذي يعمل
كمستشار قانوني لمادة الإعلام في الجامعة الأميركية وعضو في لجنة المسرح،
وتشجيع ودعم الوالدين.
حصلت علوية ثاني على بكالوريوس إدارة أعمال عام
2002، وعملت في احد البنوك الأجنبية
3 سنوات، تعاملها مع لغة الأرقام هو ما أفادها في
معرفة أدق التفاصيل في التعامل مع فريق عمل الفيلم، ومعرفة انسب طرق
للتسويق، وهو أهم نقطة في صناعة السينما، وهو ما يساعدها في جلب رعاة
لفيلمها المقبل (مفاجأة) الذي تسعى من خلاله المشاركة في مهرجان دبي
السينمائي المقبل في شهر ديسمبر، وفي
2007 حصلت على شهادة صناعة أفلام الديجيتال.
وأكدت أن العمل في مجال التلفزيون أصعب كثيراً حيث نقدم يومياً
برنامجا تكون فكرته جديدة للمشاهدين نتجنب فيه أي خطأ، أما السينما فنعيد
المشهد أكثر من مرة، ونعدل النص.
وتناشد ثاني الرعاة وشركات صناعة السينما بمساعدة جيل الشباب لتقديم
تجارب سينمائية حقيقية لأنه من غير المعقول أن يقوم المخرج بعملية الإنتاج
والتسويق لأن ذلك يسبب عامل ضغط على فريق العمل وإضاعة للوقت، بجانب الدعم
المادي ينقصنا العامل الاكبر وهو كاتب السيناريو.
وترى علوية في مهرجان الخليج فرصة حقيقية لتحقيـــق أحــــــلام
الشباب، وفرصة للحوار وتبادل الأفكار والرؤى حول الحركة السينمائية في
المنطقة، مع إثراء المعارف وصقل الموهبة من خلال منح المخرجين الطلاب
التعريف بأعمالهم والتواصل مع أفلام المسابقات الأخرى التي يتم تقديمها
أمام جمهور كبير.
فعاليات
جولة لطلاب الجامعات الإماراتية في موقع تصوير فيلم «جن»
في إطار فعاليات ورش العمل الخاصة بالطلبة في مهرجان الخليج
السينمائي، تجول المشاركون في موقع تصوير الفيلم الإماراتي الجديد (جن)،
وذلك في المنطقة العالمية للإنتاج الإعلامي في دبي. ووقع الاختيار على عشرة
طلاب من مختلف أنحاء الدولة للمشاركة في ورشة العمل وزيارة مواقع التصوير،
لتتاح لهم فرصة التواصل مع المخرج توب هوبر، الذي أشرف على الجولة مقدماً
للطلبة معلومات قيمة حول مختلف عناصر إنتاج الفيلم السينمائي، وانطلاقاً من
التزامه بتوفير منصة شاملة لتسليط الضوء على إمكانات ومواهب السينمائيين
الشباب، يستضيف المهرجان.
البيان الإماراتية في
19/04/2011
أفلام أرض الرافدين «فزاعات» و«شظايا» و«رحيل»
الجنابي: السينما العراقية.. سلام من رحم الحرب
محمد عبدالمقصود - دبي
في حين انشغلت ليالي مهرجان «الخليج السينمائي»، التي افردت مساحات
واسعة لأعمال طلابية وأفلام لشباب مهتمين بصناعة أفلام قصيرة، بمعالجة
قضايا اجتماعية وحياتية مباشرة، نجح كثير منها في تقديم حلول وفق رؤى
متباينة لموضوعاتها المثارة، جاء خامس أيام المهرجان متضمناً فيلمين
روائيين عراقيين، ضمن قائمة أفلامه المتنوعة، ما جعل اليوم يبدو كأنه بنكهة
السينما العراقية التي بدت كأنها تدور في فلك لا يختلف عن مضامين مفردات
تعكس مرافقات وتوابع الخراب والاضطراب الأمني والاجتماعي المستمر، مثل «حي
الفزاعات» الذي عرض أمس، و«شظايا» لمانو خليل، و«موت معلن» لرعد مشتت،
وايضاً «الرحيل من بغداد» للمخرج العراقي المقيم في لندن قتيبة الجنابي،
الذي قال لـ«الإمارات اليوم»، إن السينما العراقية أضحت مطالبة بـ«استيلاد
الأمل من رحم الحرب، والبحث عنه في الدراما من أجل المستقبل».
ورغم إيلاء إدارة مهرجان الخليج السينمائي الاهتمام الأساسي لعروض
الأفلام المتنوعة، إلا أن الفعاليات المصاحبة والبرامج الأخرى ايضاً وجدت
لنفسها شعبية جماهيرية، وليست فقط إعلامية، وبدأت جلسات المهرجان اليومية
التي تبدأ بعد منتصف الليل تكسب حضوراً جديداً يومياً، متسعة لنقاشات
متعددة، يشارك فيها المخرجون الشباب، خصوصاً، بشكل فاعل، وهو ما تجلى في
الجلسة التي حضرها مساء اول من امس، المخرج الفرنسي جيرار كورال، فيما جذبت
ورشة أقامتها أكاديمية نيويورك لصناعة الأفلام حول مبادئ الصناعة
السينمائية، عدداً من الطلبة المهتمين بهذا القطاع.
لقاءات الشخصية الإعلامية الإماراتية في دورة هذا العام الفنانة مريم
سلطان مع وسائل الإعلام المختلفة، ظل أيضاَ عنواناً رئيساً ليوم أول من
أمس، حيث أبدت سلطان تقديرها الشديد لالتفاتة مهرجان يحتفي بالمخرجين
الشباب، خصوصاً، لمشوارها الذي تجاوز العقود الأربعة من العطاء للدراما
بمختلف فنونها، خصوصاً المسرحية منها، مؤكدة لـ«الإمارات اليوم» أن الشباب
الإماراتي قادر على طرح قضايا مجتمعة، وتقديم صورة مشرفة للدراما
الإماراتية في المجال السينمائي، على نحو يساير النجاحات التي تحققت على
ايدي فنانين مخضرمين في مجال المسرح.
اللقاء مع المخرج قتيبة الجنابي لم يكن محيلاً إلى فيلمه «الرحيل من
بغداد» المشارك به في المهرجان، أو حتى مشروع فيلمه المقبل «شباك بغداد»
الذي كشف عنه أول مرة، بقدر ما كان مساً لظاهرة رسختها المشاركات العراقية
في «الخليج السينمائي»، في مختلف دوراته، وليس فقط في الرابعة الحالية،
ودورانها في فلك الهاجسين الأمني والاجتماعي المضطرب، أو ما وصفه هو بـ«الهالة
السوداوية»، والاكتفاء برصد آثار الحرب والقتل والإرهاب، دون الالتفات إلى
أن ثمة أفقاً لأمل يتعلق بإيجاد حلول، ومعالجات تؤشر إلى أن الحياة مازالت
ممكنة، وهو الحد الأدنى من الأمل والإيمان بالمستقبل الذي يجب على السينما
التبشير به.
في هذا السياق، نصح الجنابي المخرجين العراقيين بالانفتاح على
المشاركات المهرجانية، خصوصاً تلك التي تستضيفها دول الخليج العربي.
وقال: «ليس لدينا مؤسسات تعنى بالسينما، بل ليس لدينا دار سينما واحدة
بالمعنى المتعارف عليه، وهناك صعوبة كبيرة في الحصول على تمويل، ورغم أن
مستقبل السينما العراقية وحتى حاضرها معقود على الشباب، وهذا القطاع الأخير
من المفترض أنه معدوم الإمكانات، إلا أننا نجد أعمالاً شبابية، وحتى غير
شبابية جيدة تقوم من خلال التمويل الذاتي، لكن تبقى الإشكالية الأساسية هي
أنه آن وقت الكف عن الدوران في حلقة رصد المعاناة، أو على الأقل صناعة
أفلام تُبصر المعاناة من زوايا أخرى تتيح في الوقت ذاته مطالعة الأفق».
مضيفاً أنه «في مهرجان دولي مثل مهرجان دبي السينمائي بوابة مثالية
ليس فقط للوصول إلى الجمهور، ومنصات التكريم، بل أيضاً الوصول إلى شركات
التوزيع المختلفة، وهو الأمر الذي صادفته بعد عرض فيلمي (الرحيل من بغداد)،
وسأقوم بتوقيع عقد مع شركة توزيع عالمية اليوم، فضلاً عن أن المهرجان قام
بدعمي مادياً من اجل إنجاز الفيلم، وهو دعم مكنّني من إنجازه قبل نحو عام
عن الموعد المحدد لإنجازه، ما أتاح لي التجهيز لمشروعي التالي».
واعترف الجنابي الذي عمل مديراً للتصوير في سبعة أفلام روائية قبل أن
يقوم بإخراج 10 افلام قصيرة ووثائقية، أنه كان أسيراً لتلك الدائرة
التشاؤمية التي تحدث عنها في ما يتعلق بصناعة أفلام عراقية، حيث يتعرض فيلم
«الرحيل من بغداد» لقصة رجل هو المصور الشخصي لصدام حسين، قرر الرحيل
والهروب من العاصمة العراقية ومفارقة الرئيس الراحل، ومختاراً أن يكون
بمثابة الشاهد على مقتل فلذة كبده، هرباً من بطش النظام، ليعيش رغم ذلك
تفاصيل حياة المطارد والمسكون بهواجس الخوف، لكن الجنابي عاد وأكد «خرجت
تماماً من تلك الدائرة التشاؤمية، وأتوق لأعمال تبحث عن الأمل في نفوس
العراقيين، لذلك فإنني سأذهب إلى بغداد من اجل اختيار طاقم التمثيل لفيلم
(شباك بغداد) الذي يتطرق إلى قصة زوجين يراقبان العاصمة العراقية من
منزلهما في وسط المدينة، ولكن بمخيلة ووعيين مختلفين».
ولفت الجنابي إلى أن الأزمة المادية التي تمر بها السينما العراقية لم
تمنع الشباب العراقي من الحضور الجيد في مختلف دورات «الخليج السينمائي»،
مضيفاً «يكفي أن الأفلام العراقية حصدت تسع جوائز في الدورة الماضية
للمهرجان، من ضمنها جائزتا المركزين الأول والثاني للأفلام الروائية، وهو
أمر مرده إلى أن صناع الفيلم العراقي ينتجون أعمالاً تحمل قيماً تتعدى مجرد
الإيمان بقدرة السينما على نقل الواقع، على إيمان أهم وأكثر شمولية، وهو
الإيمان بالعراق وطناً».
محطة «هنغاريا»
قال المخرج العراقي قتيبة الجنابي، إن أحداث تونس ومصر وليبيا غيرت من
خريطة مشروعاته الإخراجية، كما الكثير من المخرجين العرب، مضيفاً «نحتاج
الى مساحة زمنية كي نستوعب (نفحة الحرية) التي منحها لنا الواقع الجديد،
الذي سينعكس حتماً في أعمال سينمائية تبحث عن الأمل في غد، وليس فقط ردود
فعل خجولة لأحداث لسنا من يصنعها».
وبإحالة إلى محطاته الثلاث الرئيسة، بغداد التي خرج منها في الـ17 من
عمره، وهنغاريا التي وصلها بتأشيرة لمدة 60 يوماً لتكون بوابته للاستقرار
في إيطاليا، فمكث فيها 16 عاماً دون أن يتمكن من الحصول على تأشيرة تدخله
«روما العظيمة» على حد تعبيره، ثم لندن التي مكث بها 16 عاماً أخرى، قال
الجنابي: «رغم أنني غادرت مع أسرتي بلدي مُكرهاً بفعل النظام، إلا أن
أفلامي كلها تبحث عن وطن اسمه العراق، وعلى المخرجين الشباب الآن إعادة
البحث عن عراق مختلف لواقعه الدموي».
الجنابي الذي فرض حالة مزاجية قاسية لمشاهدي فيلم «الرحيل من بغداد»
متتبعاً مخاوف رجل فار من نظام صدام حسين، كان شاهداً على ذبح ابنه، أكد
أنه لن يعود الى أفلام تقطع طريق الأمل للشعب العراقي، كاشفاً عن أن فيلمه
المقبل «شباك بغداد»، سيكون أولى خطواته في خريطته الجديدة التي صاغها
الواقع العربي الجديد، على حد تعبيره.
الإمارات اليوم في
19/04/2011
من مسابقة الأفلام الوثائقية
«حمامة» تطير من «الذيد» و«البصيرة» لا البصر
زياد عبدالله
الكاميرا وحدها عاجزة عن بناء فيلم وثائقي، والتوثيق ليس بحمل شخصية
ووضعها أمام كاميرا والرهان على أن المشاهد سيكون على استعداد مسبق للمضي
خلف عوالمها، دون إشارات تتبع سينمائية أو توثيقة، ودون جهد بحثي يؤسس
لتوثيق الواقع، أو تقديم «أفلام عن الحياة»، لها أن تكون في النهاية معبراً
نحو طرح قضايا للفيلم أن يقررها دون الخوض فيها، فالفن أولاً اشكالي بمجرد
أن يكون رصداً للواقع.
في المسابقة الرسمية للأفلام الوثائقية، قدمت أول من أمس ثلاثة أفلام
إماراتية لها أن تكون رصدا لشخوص تفاوتت وتناوبت على البقعة الجغرافية
لدولة الإمارات، وعلى شيء من البحث عن المغاير أو الغائب عن المشهد العام،
مع الاشارة أيضاً إلى أن فيلمين منهما يمكن توصيفهما بالوثائقيين القصيرين،
ففيلم معاذ بن حافظ «حياة من صخر» لا يتجاوز الدقائق الثماني، بينما فيلم
كل من أحمد الزين وناصر اليعقوبي «بصيرة» لم يتجاوز الـ19 دقيقة، ووحده
فيلم نجوم الغانم «حمامة» تجاوز الساعة.
حسنا نضع زمن الفيلم جانباً، دون أن يفوتنا التأكيد على أن دقائق
قليلة لن تضعنا أمام فيلم وثائقي، بل ما لنا أن نصفه بـ«بورتريه»، وهو
تماما ما حمله معاذ بن حافظ، إذ قدم لنا رجلاً يعيش وحيداً في جبال
الإمارات الشمالية، ولا شيء يفعله إلا العمل في الصخور، والاكتفاء بغرائبية
الشخصية دون تحديد المكان ولا أية معلومات أخرى، ولعل غواية الشخصية كما هي
طغت على أية غواية أخرى، بما في ذلك البحث عن مراجع هذه الشخصية، عوالمها
وآلية تفكيرها، بعيداً عن حديثه هو بالذات عن نفسه، لا بل إن الشخصية
المعزولة عن كل ما حولها في الدولة قدمت معزولة أيضاً في الفيلم، معلقة بين
السماء والأرض، وللفيلم أن يقول لنا فقط إن هناك من لايزال يعيش في تلك
البدائية والعزلة، لكن أين؟ فلا أحد يعرف! المطلب التوثيقي الأول، الذي
سيبقى لغزاً ما لم يلق اجابة لدى من يشاهد الفيلم من الخارج، وليكون الفيلم
ليس إلا تجسيداً لعنوانه، وقد تعرفنا إلى من يعيش حياة من صخر فقط لا غير.
ما حمله فيلم «حياة من صخر» سيجد ما يوازيه في فيلم «بصيرة»، وأيضاً
هنا العنوان يقول لنا كل ما في الفيلم، فنحن أمام رجل إماراتي ضرير، كبير
في السن، لايزال يذهب كل يوم إلى الصيد البحري، هو الذي يعرف أنواع الأسماك
من رائحتها، ولنمضي معه في الفيلم في رحلة صيد، ولنتعرف إلى حياته بإيجاز
مع شكوى ابنه منه، وعلى شيء من صراع الأجيال، كما ليقول لنا الفيلم ها هو
الجيل الذي لايزال مصراً على أكل لقمة عيشه بعرق جبينه.
ما عدا ذلك، فالفيلم متمحور حول ما تمثله شخصية هذا الصياد تلميحاً،
ولعل المادة التي يمكن البناء عليها من خلال تلك الشخصية غنية جداً، لكن
جرى التفريط فيها، ووضعنا أمام «بورتريه» سيكون معزولاً عن محيطه، وحركية
الفيلم المتمركزة على الراهن، فهي لا تتحرك لا إلى الأمام ولا إلى الخلف،
ولعل هذه البصيرة التي يتحلى بها هذا الرجل النبيل، هي معبر إلى اشكالية
يجري تخطيها، فيمسي الفيلم تعريفاً بالشخصية فقط مع تجاهل إمكانية توثيق
حالة أكبر يمثلها.
بالانتقال إلى فيلم نجوم الغانم «حمامة»، فإننا أيضاً سنكون أمام
شخصية خاصة لكن مع إتاحة الفرصة أمامنا لنقاربها، ونحن بصدد وثيقة سينمائية
حقيقية عنها، مشغولة بعناية وحرفية عالية، وعلى اتساق معها على اعتبار
الفيلم نبشاً في البعيد عن الأبراج والطرقات الحديثة، واستكمالا لتوثيق
الغانم الانثربولوجي للشعب الإماراتي، إن صح الوصف، فقد سبقت فيلمها هذا بـ«المريد»،
إذ كان التوثيق فيه للصوفية التي أسس لها المريد في دبي، مع انعدام أي
مراجع عنه، ومع أهمية ما يشكله بالنسبة للموروث الإماراتي، هو المولود في
،1902 وصولاً إلى طقوس الموالد، و«ضرب الابر والشيش والسيف».
«حمامة» اسم الشخصية التي وثق لها الفيلم تأتي في السياق نفسه، لكنها
على قيد الحياة، وتمتلك كل غواية التوثيق لها بالاتكاء على شخصيتها هي
بالذات، وصولاً إلى ما تمثله أيضاً في المكونات الشعبية، باعتبارها مداوية
بالأعشاب والكي، وما إلى ذلك، مما سنتعرف إليه في الفيلم.
يستوقفني في الفيلم تجسيد حياة حمامة كاملة، ماضيها وزواجها برجل
تكتشف أنه تزوجها لتعتني بأمه المقعدة، وحاضرها وهي مازالت تداوي بالكي
وتصنع أدويتها الخاصة من الأعشاب، وحتى مستقبلها، خصوصا مع الشارع الذي
سيعبر من أمام بيتها ورفضها الشديد لذلك، كون الشارع سيكون اعـتداء عـلى
حياتها الخاصة، على جـلوسها أمام بيتها، وكل ما تمثله من مكانـة لـدى سكان
«الذيد»، إذ هي صاحبة الأيادي البيضاء على الكـثيرين من سكانها، وذلك كما
سنرى.
وفي جانب آخر، يطغى في وثائقي الغانم: المروي والشفاهي، ما من أرشيف
صور عدا صورة ابن حمامة المتوفى، وعدا ذلك فإننا سنتلقى مادة الفيلم من
لسان حمامة أو من حولها، ولعل طرافة حمامة وحركية الكاميرا في تنقلها من
مساحة إلى أخرى، وتقديمها حياة حمامة بتفاصيلها اليومية سيضعنا أمام رشاقة
تغطي غياب المادة الوثائقية للذيد في الماضي على سبيل المثال، أو أيّ مما
يرد على لسان حمامة والذي لا يجد معادله البصري، الأمر الذي لا نملك
الاجابة عنه، ما لم نعرف إن كانت هذه المادة متوافرة أساسا!
الإمارات اليوم في
19/04/2011
عقارب الساعة صورة جميلة لأسطورة الفن الفجري
علي حسن
أبدع في تأديته دور عتيق بن بارود
دبي - فادي عبدالله
جميل أن تتجسد الأسطورة القديمة في الفيلم القطري «عقارب الساعة» من
خلال
حكاية مشوقة تدعو إلى الرجوع إلى الفنون الأصيلة.
في إطار مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، عرض أول فيلم روائي قطري
طويل بعنوان «عقارب
الساعة» قصة وسيناريو وحوار وإخراج خليفة المريخي.
تدور أحداث الفيلم في ثلاثينيات القرن الماضي منطلقة من الأسطورة
والحكايات
الشعبية عن الفنون القديمة التي تشيع بأن النهمة وفن الفجري نابعتان من
الجن، حيث
يسرد الفيلم في البداية قصة سعد الذي يبيع الساعات القديمة في سوق واقف
الذي يتمنى
العودة إلى الماضي والعادات والتقاليد الأصيلة فلحظات الحنين
لا تغيب، فيعود أحد
عقارب ساعاته الى الوراء ويرى كل شيء يتحرك الى الوراء، ليتم التعرف على
تفاصيل
حياة سعد منذ أن كان رضيعاً.
فقد ضربت العاصفة سفينة ركاب كان على متنها الرضيع سعد وأسرته، فينجو
هو ورجل
داكن البشرة يدعى عتيق بن بارود الذي يجده في صندوق مرمي على شاطئ جزيرة في
قرية من
قرى قطر القديمة، ويحتضنه ويتولى تربيته في تلك القرية حتى يكبر، وعندما
يبلغ سعد
الثلاثين من عمره يكتشف أن عتيق ورفاقه على علاقة بالجان حيث تعلموا منهم
فن
الفجري، ويشترط كبير الجان «عدسان» عليهم عدم إفشاء السر، وإلا
فستكون العاقبة
وخيمة، فقد وشمهم بوشمه على ظهورهم.
سعد يلتقي الجنية الجميلة «جينا» مرات عديدة وتساعده في النهاية على
حماية والده
عتيق من الموت بعد أن باح بالسر، مقدمة له الماء الأزرق الذي سيتمكن من
خلاله من
محو الوشم ليتخلص من عقاب «عدسان».
تميز الفيلم بأنه جسد الأسطورة من خلال حكاية سعد، وايضاً في الكادر
المشهدي
المصور بدراسة ودقة حيث لا توجد لقطات متكررة، وكذلك الحضور الواضح
للممثلين وعلى
رأسهم الفنان القدير علي حسن الذي أبدع في تأدية دور «عتيق بن بارود».
أنتج الفيلم بتمويل من وزارة الثقافة والفنون والتراث بقطر، وشارك في
تجسيد
شخصياته: علي حسن، وعلي ميرزا، وميساء المغربي.
وبعد انتهاء العرض فتح باب الحوار مع بطلة الفيلم ميساء المغربي التي
قدمت
بدورها شكرها الجزيل لحكومة قطر ووزارة الثقافة والتراث وكذلك مهرجان
الخليج
السينمائي، مشيرة إلى أنها لم تتردد بالمشاركة في هذا العمل
بعد أن قرأت نصه الذي
أعجبتها لغته السينمائية.
وقالت ميساء إن الهدف من تميز الجنية «جينا» بعينين زرقاوين عن بقية
الجان أصحاب
العيون الحمراء، هو أنها تمثل جانب الخير و»عدسان» وبقية الجان يمثلون جانب
الشر.
الجريدة الكويتية في
19/04/2011
الفنانون الكويتيون بدأوا بالتوافد على مهرجان الخليج
السينمائي
«عقارب الساعة» يثير جدلا
دبي- أحمد ناصر
اختلف اليوم الثالث من أيام مهرجان الخليج السينمائي 4 عن بقية أيامه
الماضية بالنسبة للكويتيين، حيث بدأ الفنانون الكويتيون بالتوافد تباعا على
المهرجان منهم عبدالرحمن العقل ومحمد العجيمي ومنصور المنصور وطارق العلي
ولكن لا يزال العنصر النسائي الكويتي غائبا عن الساحة، وفي هذا اليوم عرض
الفيلم الفائز بمهرجان الكويت «الجعدة» إخراج داود شعيل، كما أن الفنانين
الكويتيين والنقاد الكويتيين بدأوا بنقاش الأعمال بصوت عال في المقاهي التي
يجتمعون فيها حتى غدت الصورة شبه واضحة تقريبا في نتائج الأعمال الكويتية.
في الساعة السادسة مساء عرض فيلم «الجعدة»، كان الكثير ينتظرون عرضه
لكونه الفائز في مهرجان الكويت، عرض الفيلم إلى جانب باقة من الأفلام
القصيرة المشاركة في مسابقة الأفلام القصيرة، وهو الفيلم الكويتي الوحيد في
مجموعة ضمت تسعة أفلام، وواجهت الصحافة الكويتية في هذا العرض مشكلة أدت
إلى غياب الكثيرين منها وهي نفاد التذاكر وهي مشكلة لم تكن على البال، وقال
شعيل بعد انتهاء العرض: أنا سعيد للغاية بأن أشارك في هذا المهرجان، الأمر
هنا يختلف عن الكويت من حيث عدد المشاركات والدول المشاركة، ولذلك يختلف
الشعور هنا عنه في الكويت، أنا متفائل للغاية وأشعر بأنني إن شاء الله
سأحقق شيئا، الجمهور خرج من القاعة راضيا عن الفيلم، والنقاش الذي أعقب
العرض عكس وصول الموضوع إليهم بطريقة صحيحة كما أنهم قضوا وقتا ممتعا كما
قال لي الكثير، وهذا في حد ذاته نجاح يسعى إليه كل من يعمل في عالم
السينما.
مآسي الناس
تنوعت المواضيع المطروحة في الأفلام المشاركة في أفرع المسابقة سواء
في الأفلام الوثائقية أو القصيرة أو المسابقة الرسمية للأفلام، ولكن أكثر
المواضيع التي تعرضت لها الأفلام هي المآسي التي يعيشها الناس في حياتهم
العادية، أما الشباب فيناقشون تأثيرات الحروب عليهم، وفي هذا المقام قال
المخرج الكويتي فواز المتروك في تعليقه عقب عرض فيلمه «فلترقد بسلام»: لدي
أفلام كثيرة يختلف موضوعها عن موضوع الحرب، ولكنني فضلت أن أشارك في هذا
الفيلم لأنه أحدث ما عملته، أتفق معكم في أن عدد الأفلام المشاركة التي
تتحدث عن مواضيع الحرب كثيرة، ولكنني أرى أن مواضيعها مختلفة وإن كانت
جميعها في النهاية تتحدث في قالب واحد، نحن جيل تأثر بالأوضاع العامة التي
تمر بها المنطقة، وما نمر به حاليا لا يخفى على أحد. ليس الآن ولكن منذ
سنوات، والجيل الحالي وليد هذه الفترة، ومن الطبيعي أن تكون أعماله متأثرة
بالجو العام.
عقارب الساعة
شهد المهرجان عرض أول فيلم قطري روائي طويل «عقارب الساعة» إخراج
خليفة المريخي وبطولة ميساء مغربي وعبدالله حامد وعلي حسن. يتحدث الفيلم عن
فن «الفجري» وهو فن غنائي قديم كان البحارة الخليجيون يغنونه أثناء دخولهم
البحر للبحث عن اللؤلؤ، وعلاقة هذا الفن بالجن وكيف كان الناس في الماضي
يتصلون بالجن في بعض أمور حياتهم لكي يطوروا من أنفسهم، الفيلم قصة درامية
وقعت أحداثها في إحدى القرى الصغيرة شمال قطر في بداية القرن العشرين، ولقي
العرض صدى جيدا من الجمهور ولكنهم أجمعوا تقريبا على أن وجود ميساء في
الفيلم إقحام ليس له داع، حيث كانت ضعفا واضحا فيه، كما شهد موضوع الفيلم
جدلا بين النقاد في طبيعة العلاقة بين الجن والإنس.
قالت ميساء في الرأي الذي وجه إليها مدافعة عن نفسها في النقاش الذي
أعقب الفيلم: أعلم أن الفيلم خليجي قديم، ولكنني أعتقد أنني أتقنت اللغة
الخليجية البحرية القديمة، لم أشعر بأنني خارج التون كما يقول الموسيقيون،
بل كنت منسجمة تماما مع لغة الفيلم، أما عن كوني جنية تتعامل مع الإنس فهذه
ثقافة وإيمان موجود لدى الكثيرين.
برنامج أضواء
في برنامج أضواء وهو عرض أفلام طويلة خارج نطاق المسابقة، عرض فيلم «كرنتينة»
إخراج وتأليف عدي رشيد وهذا الفيلم هو ثاني أعماله الروائية الطويلة، حيث
صور من قبل فيلم «غير صالح».
وفي البرنامج ذاته «أضواء» عرض فيلم «المتصل»
the caller إنتاج أمينة خليفة دسمال وهي منتجة إماراتية مهمة جدا في عالم
الإنتاج السينمائي الخليجي والعربي، أنتجت أكثر من عشرة أفلام سينمائية في
الولايات المتحدة الأميركية، واختيرت من بين 50 سيدة أعمال الأكثر نفوذا في
الشرق الأوسط في مجلة فوربس الأميركية.
مهرجان الخليج السينمائي الذي يقام في دبي أصبح من المهرجانات المهمة
في المنطقة، لأنه يجمع غالبية المنتجين العرب والخليجيين من جهة، كما أنه
يسلط الضوء على الأعمال السينمائية المنتجة وينقلها إلى كل العالم، أعلم أن
أعين المنتجين العالميين بدأت تنصب على مهرجان الخليج السينمائي، لأنه بدأ
يفرز طاقات إخراجية حديثة في هذا العالم، ولكن لا يزال المنتجون خائفين من
الدخول والولوج والتعاون مع هذه الطاقات حتى تثبت نفسها، السينما صناعة
وإنتاجها مكلف ويحتاج إلى تمويل وليس من السهل أن تجد ممولا يقدم لك
كسينمائي التمويل الذي تريده، لذلك على السينمائيين أن يؤمنوا بأن عليهم أن
يعملوا بجد لكي يظهروا أفلامهم إلى كل أنحاء العالم.
ندوة ليلية
بعد منتصف الليل وبالتحديد في الساعة الثانية عشرة والنصف أقام
المهرجان ندوة ليلية بعنوان «تقييم الأعمال» شارك فيها عضو لجان التحكيم
ناصر يعقوبي ومجموعة من الزملاء الصحافيين والنقاد تعرضوا فيها إلى مستوى
الأعمال المشاركة في المهرجان وتفاوت الأفكار وتقارب المستويات والنقلة
التي حدثت في مستوى الأعمال السينمائية العربية والخليجية، كما تحدثوا فيها
عن النقلة الحديثة التي أحدثتها تقنيات الديجيتال في صناعة الفيلم
السينمائي، واستفادة جيل الشباب من هذه التقنية في إنتاج الكثير من الأفلام
السينمائية ليس على المستوى المحلي فقط بل على المستوى العالمي أيضا.
القبس الكويتية في
19/04/2011 |