حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي الثامن والستون

«الشرق الأوسط» في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي 3

بول جياماتي: لم أجد نفسي إلا وقد أصبحت ممثلا

فينيسيا: محمد رُضا 

من لا يتمتع بملامح جميلة، ووجه حسن وقوام رشيق، لكنه يحب التمثيل ويحلم بالوقوف، ولو أحيانا، أمام الممثلات الجميلات، عليه أن يشاهد الأفلام التي مثلها بول جياماتي (نحو 50 فيلما في 20 سنة). ليس كلها بالطبع، لكن خصوصا تلك التي تم إنتاجها في السنوات الـ5 الأخيرة، خصوصا دوره كتحر في «الخيالي» ودوره البطولي كعاشق تكاد فرصة الفوز بمن يحب تفوته في «اتجاهات جانبية» أو دوره الحالي في «منتصف أشهر مارس» كرئيس للحملة الإعلامية للمرشح المناوئ لبطل الفيلم جورج كلوني.

بول جياماتي يتمتع بأداء يجعل الدور الذي يقوم به ضرورة فنية للعين. يمضي ضد التوقعات حتى ولو كان من السهل تلوين دوره في الفيلم (طيب أو شرير)، وبتشخيص يتيح له رفع مستوى المادة المكتوبة بمجرد منحها خصائصه. وهو فوق ذلك كله، بدين، قصير ويميل إلى الصلع.

وهو، في الوقت نفسه، خفيف الظل وسريع البديهة. في العام الماضي كان هذا الناقد يستعد لمغادرة فندق أكسلسيور في مركب سريع، قاصدا مؤتمرا صحافيا حينما تقدم منه بول جياماتي متذمرا: «هؤلاء المصورون.. ماذا يريدون مني؟». وقفنا جانبا وراء حاجز لم يستطع المصورون الثلاثة تخطيه وأدركت أنه لا يعرف أنني من الوسط الإعلامي نفسه الذي يحاول أن يتحاشاه. لم أكشف غطائي ودردشنا لنحو 5 دقائق قبل أن ينطلق كل منا في اتجاهه. هو فجأة قرر التوجه إلى جزيرة سان ماركو وأنا صوب موعدي.

في اليوم التالي، كان لديه موعد مع «جمعية مراسلي هوليوود الأجانب» ووصل في الوقت وأخذ يصافح باليد وكنت الرابع في الدور. فوجئ بي ونظر إليَّ مندهشا ثم ضحك طويلا.

الفيلم الذي حضر فينيسيا في العام الماضي لأجله كان فيلما كوميديا بعنوان «نسخة بارني»، كوميديا حول يهودي من المعتقد أنه قتل زوجاته السابقات ويخطط لقتل زوجته الحالية. كل ما في الفيلم، إخراجا وكتابة، معتدل، ما عدا تمثيله كان أفضل من أي شيء آخر فيه.

هذا العام هو أحد الممثلين الرئيسيين لفيلم الافتتاح «منتصف أشهر مارس» لجورج كلوني. في أول مشاهده يقف هناك ملقيا نظرة غير مريحة على غريمه فيليب سايمور هوفمان، موجها إليه تحية متبوعة بعبارات تعكس ما بين الاثنين من عداوة. لكن أهم مشاهده هو حين يطلب منه رايان غوزلينغ العمل الذي كان قد وعده به فيتنصل منه: «اذهب واختفِ من هنا. ابحث عن بلدة صغيرة وافتتح فيها مطعما، أي شيء. لكن لا تبقَ في هذه المهنة، ستمتصك وتتركك جافا».

قبل حفلة ساهرة أقيمت على شرف فيلم «منتصف أشهر مارس» تسنى لي ولعدد من أعضاء الجمعية ذاتها الجلوس إليه لنصف ساعة. هذه هي النتيجة:

·         هل تعرف مخططين استراتيجيين في حملات الرئاسة بنيت عليهم شخصيتك؟

- لا أعرف أحدا من هؤلاء ولا أريد أن أعرف أحدا منهم، بالنتيجة كلهم مشتركون في لعبة من المصالح السياسية هي تلك التي يقصد الفيلم كشفها. وشخصيتي في «منتصف أشهر مارس» هي جزء من هذا الكشف. أثق أن مثل شخصيتي متوافر. الاختلاف هو كيف ألعب الدور.

·         من بين أكثر ما هو لافت في الفيلم الحوار، وبعض أفضل الحوار جاء من نصيبك، خصوصا في أحد مشاهدك الأخيرة.. هل توافق؟

- تماما.. الحوار في هذا الفيلم لم يكن عبثا، وهو أيضا قابل للتصديق، تستطيع أن تتصرف به كيفما يحلو لك كممثل، لكنه سيبقى طاغيا. مفرداته مهمة ورسالته واقعية وقريب من الشخصيات إلى حد بعيد. كل ما كان عليَّ القيام به هو البحث عن العجينة المناسبة. تلك التي تمنح الكلمات شكلها.

·         لكن هذا بالتحديد شأنك في أفلامك جميعا.. أليس كذلك؟

- مثلت أفلاما لا أريد ذكر عناوينها، كان عليَّ أن أضيف إلى مشاهدها الحوار والشكل معا حين لم يكن الحوار المكتوب جيدا بما فيه الكفاية أو غير معبر حقا. طبعا بالتوافق مع المخرج. بعض المخرجين يتركون لك الحرية المطلقة، لكني لا أحب ذلك. أريده أن يكون صاحب القرار قبل أن أتخذ قراري بكيف سألعب الدور.

·         ما الدور أو الفيلم الذي تمنيت لو لم تؤدِّه؟

- لا يخلو الأمر من بعض الأفلام التي لن أذكرها، كما قلت قبل قليل.

·         هل يمكن للممثل أن يكون أفضل من الفيلم؟

- نعم ممكن، هناك الكثير من الأفلام التي لا يرفعها إلا التمثيل الجيد. بعض المخرجين محظوظون حين يكسبون ثقة ممثلين جيدين على الرغم من أن أعمالهم ليست دائما جيدة.

·     أنت ابن كاتب معروف ورئيس أكاديمي لواحدة من أعرق الجامعات الأميركية... ما الذي جعلك تقبل على السينما عوض الأدب مثلا؟

- كانت لديَّ طموحات أدبية بالفعل، أردت أن أكتب الرواية، لكني فجأة وجدت نفسي متعلقا بالتمثيل. أولا على مسرح الجامعة وثانيا في الأفلام بعد ذلك. أعتقد أنني وأخي ماركوس (ممثل أيضا) أردنا التعبير عن أنفسنا بلغة تختلف عن لغة واهتمامات والدينا. وأنا سعيد لهذا الخيار. لا أعتقد أنني كنت سأفلح كثيرا لو تبعت خطوات والدي.

·         هل الكم الملحوظ من الأفلام المستقلة أو شبه المستقلة التي مثلتها كان نتيجة تخطيط من طرفك؟

- لم يكن تخطيطا في البداية، في مطلع التسعينات كنت مستعدا لتمثيل أي دور يعرض عليَّ، لكن يجد الممثل نفسه أحيانا في اتجاه تفرضه ظروف دون سواها، بالنسبة إليَّ أعتقد أني كنت محط اهتمام مخرجين مستقلين تماما كحال عدد كبير من الممثلين الذين لا يتم اكتشافهم على أغلفة المجلات أو يدخلون المهنة عبر وسائل فنية أخرى.

·     سألت أنطوني هوبكنز مرة عن متى يستطيع الممثل إدراك الفارق بين الإجادة والتكلف، فقال إن كل ممثل لديه سقف إذا خرقه خسر نفسه.. هل تؤيد ذلك؟

- كلام صادر عن سير هوبكنز. كيف لا؟ لكني أستطيع أن أضيف أن هذا السقف ليس واحدا بين الممثلين كلهم؛ هو مرتفع هنا ومنخفض هناك، وبعض الممثلين ليس لديهم أي سقف على الإطلاق (يضحك). بالنسبة لي أعتقد أنني أنظر إلى الدور كتجربة في تقمص الشخص الآخر الذي لا أعرفه. أبدأ بتقليد ما ليس موجودا، ثم أحاول أن أمنحه الجلد والعظام واللحم. أجعله آدميا. المهم هو أن يكون آدميا قابلا للتصديق، وفي هذه الحالة الخطر هو أن يضيف الممثل ولو بادرة صغيرة تخل بنظامه.

·         كيف وجدت جورج كلوني مخرجا؟

- لو انتقلت إلى الإخراج يوما أريد أن أكون مثله في اختياراتي من المواضيع كما في طريقة عملي، إنه فنان يبحث عن الحقيقة في أعماله.. هل لاحظت ذلك؟

·         وهل تنوي أن تنتقل إلى الإخراج؟

- لا، داعبتني الفكرة قبل سنوات، لكني استبعدتها في هذه المرحلة بسبب كثرة الأفلام التي أقوم بها.

* مفكرة

* فيروس سودربيرغ قابل للانتشار

* فيلمان أميركيان انطلقا من مهرجان فينيسيا في العام الماضي وأنجزا نجاحا جيدا على الصعيدين النقدي والجماهيري، الأول: «بجعة سوداء»، الذي نالت عنه نتالي بورتمن أوسكارها الأول كأفضل ممثلة (بينما رشح الفيلم في 4 مجالات أخرى، بينها أفضل فيلم وأفضل مخرج)، والثاني: «البلدة» الذي إن لم تؤد خطواته إلى ترشيحات الأوسكار، إلا أنه كان عملا جديرا بالاهتمام ضمن نوعه.

شركة «وورنر» هي التي اختارت مهرجان فينيسيا لفيلم «البلدة» الذي أخرجه بن أفلك وقام ببطولته، وهذا العام هي التي اختارت هذا المهرجان لإطلاق فيلمها الجديد «معدٍ» التي تراه جديرا بالأوسكارات وعملا سيلتف من حوله النقاد والوسط السينمائي بأكمله.

واقع الحال أن «معدٍ»، الذي يقوم بإخراجه ستيفن سودربيرغ، وبصرف النظر عن حجم اسم المخرج المعروف، يحتاج إلى رعاية أكبر من تلك التي حظي بها «بلدة». تقول رئيسة التسويق الدولي سو كرول: «الفيلمان متشابهان من حيث إنهما يتضمنان موضوعين لهما قابلية لدى الجمهور». هذا صحيح، على اختلاف الموضوعين: «البلدة» كان حول لص مصارف يقع في الحب، بينما هو وعصابته لا يستطيعان الخروج من العملية المقبلة، أما «معدٍ» فيدور حول فيروس قاتل يحوم في المدينة وينتقل باللمس ويهدد الحياة على الأرض. سو كرول تضيف: «مهرجان فينيسيا مناسبة مهمة لنا لكي نطلق هذه الأفلام الخاصة».

كم حصد «البلدة» عالميا؟

«جمع من أنحاء العالم 154 مليون دولار، لكن ميزانيته لم تتعد 37 مليون دولار».

سو تعتقد أن فيلم «معدٍ»، الذي يتصدر بطولته كل من مات ديمون وماريون كوتيار وجون هوكس وجود لو وغوينيث بولترو «بسبب تعدد ممثليه، وبسبب موضوعه، أتوقع له نجاحا أعلى في كل المستويات».

* فيلم اليوم

* رومان بولانسكي في أخف أعماله

* الاسم الأول على الشاشة هو للمنتج سعيد بن سعيد. بعده اسم المخرج رومان بولانسكي، وعنوان الفيلم «أشلاء»، ومع انتهاء دورة الأسماء من ممثلين وفنيين يحيلنا الفيلم من الشاشة السوداء إلى لقطة لحديقة عامة ومجموعة من الفتيان في لقطة بعيدة. أحدهم يحمل عصا وآخر ينهره. لا أصوات صادرة إيحاء ببعد مسافة الكاميرا (وبالتالي المشاهد) عن تلك المجموعة، لكن الصبي الذي يحمل عصا يهوي بها على وجه الآخر ويمضي مبتعدا.

هذا المشهد سيكون أحد مشهدين وحيدين خارج الشقة التي ستقع فيها حكاية الفيلم بأسره. النص مأخوذ بأمانة عن مسرحية للكاتبة الفرنسية ياسمين رضا (يهودية الأبوين على الرغم من اسمها) كانت قد نالت نجاحا لا بأس به منذ أن قدمت لأول مرة على أحد مسارح زيوريخ قبل أن تنتشر في العواصم الأوروبية من عام 2007 وتنال جائزة لورنس أوليفييه في لندن ثم تتجه إلى الولايات المتحدة؛ حيث نالت جائزة توني عام 2009. بعد ذلك المشهد، تدور الحكاية كلها داخليا. المكان هو شقة نيويوركية واسعة لعائلة لونغستريت التي تعرض ابنها للضربة المؤذية وباستثناء 3 مشاهد قصيرة الأمد تقع مباشرة بين مدخل الشقة وباب المصعد في الردهة الخارجية، فإن الكاميرا ستبقى داخل المكان طوال الفيلم. هذا بالطبع ليس عملا فريدا من نوعه، لكنه أكثر صعوبة مما يتبدى للعين من المرة الأولى. على ذلك، فإن الفيلم كله واحد من أخف أعمال المخرج بولانسكي إلى اليوم. كوميديا مواقف حول عائلتين تتفقان وتختلفان وتمضيان نحو ساعة ونصف الساعة أمامنا في مشاكل محقة وأخرى مبتدعة. الفيلم لا يسقط أرضا تحت وطأة الأصل المسرحي وما يفرضه من حدود ومساحة، بسبب خبرة بولانسكي المشهودة وحسن توقيته وإقحامه المشاهد في عالمه المشيد، كذلك بسبب جودة أداء كل من جودي فوستر وجون س. رايلي من ناحية وكايت وينسلت وكريستوف وولتز من ناحية أخرى.

فعائلة كووان التي ضرب ابنها ابن عائلة لونغستريت تلبي دعوة زيارة لونغستريت للتفاهم حول ما يجب فعله. المشهد الأول داخل الشقة يصور بينيلوبي وهي تطبع رسالة تصف فيها ما حدث وقد وقف وراءها زوجها مايكل (رايلي) ونانسي كوان (وينسلت) وزوجها آلان (وولتز). كان يمكن اعتبار كتابة الرسالة وتوجه نانسي وآلان إلى باب الخروج هو كل شيء لو لم يدعهما مايكل مجددا للبقاء لاختبار الحلوى التي صنعتها زوجته. ومع أن آل كووان يتوجهون بعد ذلك مرتين إلى المصعد لكي يستقلوه ويغادروا إلا أنهم يعودون إلى الشقة في كل مرة لمواصلة الحديث لا في موضوع الخلاف بين الصبيين، الذي كان قد انتقل إلى العائلتين، بل في أمور كثيرة تكشف - على طريقة ليست بعيدة عن طريقة وودي ألن في أفلامه المتكررة - عن خلافات العائلة الواحدة فيما بينها.

لا قصة أخرى غير تلك المواقف التي تقع داخل الشقة، التي يعالجها المخرج كوميديا، كما الأصل المسرحي. الكوميديا ليست حصرا على أداءات كوميدية، وهذا ما يرفع من شأنها هنا؛ فالمشاكل المطروحة التي تتناول الشخصيات الـ4 مثل خيط تشده فيكر مداه في تفاعلات متلاحقة. الحوار يسود هنا بطبيعة الحال، لكن الأداء ليس ملك الحوار وحده، بل يتعامل الممثلون معه بطلاقة ملحوظة ويشتركون في صياغة الحس السينمائي الذي يجيد بولانسكي الشغل به وعليه. ولأن النص لا يريد تفويت فرصة متابعة شأن واحد من شؤون كل شخصية، فإن الكثير مبني على آلان الذي يعمل محاميا والذي لا يستطيع مغادرة هاتفة لأكثر من لحظات، مما يثير انزعاج الجميع، خاصة زوجته التي تلقي بالهاتف في وعاء الزهور. لكن إحدى أفضل اللحظات هي ذلك التهديد غير المباشر الناتج عن مواجهة كلامية بين آلان ومايكل. الأول يؤمن خدمات المنازل الصحية والثاني يحاول السخرية من عمله. ما هو مثير أيضا للمتابعة أداء بينيلوبي (فوستر) المتشنج حسب المطلوب. الأربعة في النهاية قدموا خبرات مسرحية ومارسوا هنا أداءات جديرة. لكن الفيلم هو فعل درامي سريع وبلا أثر أبعد من ذلك. وفنه محدود بدوره. لا يمكن صنع عمل سينمائي شامخ من هذا النص، خصوصا أن استمراره يؤدي إلى ضعف مبرراته تدريجيا. وحسنا فعل بولانسكي بتحديد دقائق عروضه بحيث لا تتجاوز الـ80 دقيقة. عدد الممثلين الرئيسيين أربعة، وهؤلاء عليهم شغل المساحة المتوافرة والعين المتابعة وبعض الزخم يودي بافتقار قدر من الكيمياء بين فوستر ورايلي كزوجين، أو ربما بين فوستر وكل ما عداها.

بولانسكي لم يصور فيلمه في نيويورك طبعا لأنه لا يستطيع السفر إلى هناك، لكن في فيلم محصور المكان لا توجد معالم للمدينة بالضرورة.

* بين المهرجانات

* أعلن مهرجان طوكيو السينمائي الدولي عن أن ختام دورته المقبلة (الـ24) سيكون من نصيب فيلم «كرة المال»، بطولة براد بيت وروبين رايت وفيليب سايمور هوفمان. الفيلم من إنتاج مايكل دي لوكا الذي أنتج سابقا «الشبكة الاجتماعية».

* جورج كلوني ومجموعة ممثلي «منتصف أشهر مارس» لم يمضوا أكثر من 30 ساعة في فينيسيا، حضروا خلالها المؤتمر الصحافي ظهرا، ثم الختام ليلا والحفلة الساهرة بعدها، وفي صباح اليوم التالي استقلوا الطائرة، عبر رحلة لولبية، من فينيسيا إلى ولاية كولورادو، لحضور عروض الفيلم في مهرجان تليورايد. المهرجان الأميركي افتتح في الثاني من هذا الشهر وسيستمر 10 أيام مع عروض تشمل مزيجا من الأفلام الجديدة وتلك التي سبق عرضها في مهرجانات أخرى. فيلم آخر من فينيسيا متجه إلى تليورايد هو «عار» لستيف ماكوين.

* الفيلم الوثائقي «تحرير.. الطيب والشرس والسياسي» سيعرض خلال الأيام القليلة المقبلة في مهرجان فينيسيا، ثم ينتقل منها إلى مهرجان تورونتو الكندي. الإخراج لتامر عزت، آيتن أمين وعمرو سلامة. هذه هي السنة الثانية على التوالي التي يتم فيها عرض فيلم مصري في المهرجان الكندي بعد طول غياب، ففي العام الماضي تم عرض «مايكروفون» إخراج أحمد عبد الله.

* رد الفعل العام لفيلم «و.ي» الذي أخرجته مادونا وتم عرضه يوم الخميس الماضي، ويعاد عرضه اليوم، كان سلبيا حتى الآن. مادونا التي حضرت المهرجان أكدت، في حديث خاص ليل الخميس، أنها تخطط لمواصلة العمل في السينما على الرغم من أنه «ليست هناك عروض على الطاولة الآن، لكني أتحدث عن بضعة مشاريع وربما أثمر ذلك عن نتيجة».

الشرق الأوسط في

03/09/2011

 

يوميات مهرجان فانيسيا الـ 68

فيروس سودربيرغ قابل للإنتشار

محمد رُضا- فينيسيا

فيلمان أميركيان انطلقا من مهرجان فنيسيا في العام الماضي وأنجزا نجاحاً جيّداً على الصعيدين النقدي والجماهيري. الأول "بجعة سوداء" Black Swan الذي نالت عنه نتالي بورتمن أوسكارها الأول كأفضل ممثلة (بينما رُشّح الفيلم في أربعة مجالات أخرى بينها أفضل فيلم وأفضل مخرج)، والثاني "البلدة" The Town الذي وإن لم تؤدي خطواته إلى ترشيحات الأوسكار، الا أنه كان عملاً جديراً بالإهتمام ضمن نوعه. شركة وورنر هي التي اختارت مهرجان فنيسيا لفيلم "البلدة" الذي أخرجه بن أفلك وقام ببطولته، وهذا العام هي التي اختارت هذا المهرجان لإطلاق فيلمها الجديد «مُعدي» التي تراه جديراً بالأوسكارات وعملاً سيلتفّ من حوله النقاد والوسط السينمائي بأكمله. 

واقع الحال أن «مُعدي» Contagion الذي يتبوأ بإخراجه ستيفن سودربيرغ، وبصرف النظر عن حجم إسم المخرج المعروف، يحتاج إلى رعاية من تلك التي حظى بها فيلم «البلدة». تقول رئيسة التسويق الدولي سو كرول: "الفيلمان متشابهان من حيث أنهما يتضمّنان موضوعين لهما قابلية لدى الجمهور". 

هذا صحيح، على اختلاف الموضوعين: «البلدة» كان حول لص مصارف يقع في الحب بينما هو وعصابته لا يستطيعان الخروج من العملية المقبلة، أما «مُعدي» فيدور حول ڤيروس قاتل يحوم في المدينة وينتقل باللمس ويهدد الحياة على الأرض.

وتضيف كرول قائلة: "مهرجان ڤنيسيا مناسبة مهمّة لنا لكي نطلق هذه الأفلام الخاصّة وقد جمع فيلم "البلدة" 154 مليون دولار، لكن ميزانيّته لم تتعدّ 37 مليون دولار." سو تعتقد أن «مُعدي»، الذي يتصدّر بطولته كل من مات ديمون وماريون كوتيار وجون هوكس وجود لو وغوينيث بولترو: "بسبب تعدد ممثليه، وبسبب موضوعه، أتوقّع له نجاحاً أعلى في كل المستويات".

مخرج آخر ينتظر الكثيرين فيلمه هنا هو وليام فريدكن الذي لديه فيلم تشويقي بعنوان «جو القاتل» يتردد في هوليوود أنه أفضل أفلام المخرج منذ «الإتصال الفرنسي» The French Connection أعمال فريدكن تواصلت لليوم وشملت عودته إلى سينما الرعب أكثر من مرّة من دون نتائج فنية او جماهيرية تذكر. في البداية كان هناك «المشعوذ» (1977) The Exorcist ثم "الحارس" The Gaurdian "المصطاد" The Hunted و"حشرة" Bug وهذا الأخير أسوأها على الإطلاق. إلى هذا النوع أنجز أفلاماً بوليسية منها "كروزينغ" حول آل باتشينو يدّعي أنه مثلي ويقتل المثليين، و"عملية برينكس" و"لكي تموت وتحيا في لوس أنجيليس". 

في العام 2000 أنجز فيلماً بعنوان «شروط التعامل» Rules of Encagement حول حق الجندي الأميركي قتل اليمنيين ضد تفريق كون لا أحد منهم بريئاً من رغبة قتل الأميركي. فيلمه الجديد «جو القاتل» Killer Joe الذي سيعرضه مهرجان فنيسيا خلال أيام، هو معالجة كوميدية خفيفة حول شاب (ماثيو ماكونوهي) يريد قتل والدته الشريرة للإستئثار بمالها لدفع الدين الذي يطالبه به أشرار الفيلم. إلى أي مستوى سينتمي هذا الفيلم هو أمر ينتظر المشاهدة، لكن لا شيء في ماضي المخرج يدفع المرء إلى توقّعات كبيرة بإستثناء ذلك الفيلم الفريد "الإتصال الفرنسي" وإدارة المخرج الجيّدة لممثليه في معظم ما أنجزه حتى الآن.

فارييتي العربية في

03/09/2011

 

يوميات مهرجان فانيسيا الـ 68

"ميلدرد بيرس" 2011 فيلم مثير للمتابعة

محمد رُضا- فينيسيا

لا أستطيع أن أقول أنني استمتعت بفيلم «ميلدرد بيرس» للمخرج تود هاينز، لكني بالتأكيد مثير للمتابعة، فيه إلمام بأجواء الحياة العائلية والفترة الزمنية التي تدور الأحداث فيها. إنه فيلم تلفزيوني الإنتاج من خارج المسابقة، قامت بدعمه محطة HBO. في الأصل «ميلدرد بيرس» دراما جنائية من تأليف جيمس م. كاين نقلها سنة 1945 المخرج مايكل كورتيز (الشهير بفيلم «كازابلانكا») الى السينما من بطولة جوان كروفورد. 

كثيرون من المتابعين قد يعتقدون أن الفيلم الجديد هو إعادة للفيلم القديم، لكن هذا ليس صحيحاً. ليس لفيلم تبلغ ساعات عرضه أضعاف النسخة الأميركية السابقة. المشاهدة التي شملت أربع ساعات أولى فقط، تفيد عملاً يتجاوز النسخة السابقة لا زمنياً فقط، بل بما تحشده من مواقف. بذلك، يتجاوز الفيلم الحالي ما خطّه الكاتب في روايته من حيث تمدده صوب نقاط بعيدة. إنه في الأساس دراما أميركية خالصة (كعادة أفلام هاينز التي سابقاً ما تأثرت بميلودراميات السينمائي دوغلاس سيرك) حول صعود وهبوط إمرأة عاملة ومحاولاتها سباق الظروف المحيطة بها والتبوأ فوق العواصف التي تهب عليها ربما تستطيع بذلك الإستمرار في الحياة العملية بنجاح. المعالجة تنحو للتراجيديا ولا تحتوي على أي شيء له علاقة بمعالجة كيرتيز التي صنعت فيلماً تشويقياً حسب معطيات فترته.

هاينز بارد حيال موضوعه ما يحوّل بطلته إلى إمرأة غامضة النوازع على عكس ما كانت عليه في الرواية وفي الفيلم السابقين. ما استفاد هاينز منه بالتأكيد الطموح الذي دفنه كاين بين دفّتي كتابه. سابقاً ما كان يكتب بلغة المتكلّم ليتحدّث لقرائه عن تجربة تخص الشخصية الأولى التي يضع نفسه في ملابسها: شخصية العاثر الحظ الذي يحط في نزل ويشترك مع الزوجة في قتل صاحبه في «ساعي البريد يدق الباب مرّتين دائماً» وشخصية رجل التأمين الذي يندفع في مغامرة غير محسوبة حبّاً بإمرأة تريد قتل زوجتها لكي ترثه وخداعه في الوقت نفسه في «تأمين مزدوج». في «ميلدرد بيرس» لم يكن ليستطيع تبنّي وجهة نظر البطلة كونها أنثى، لكنه في الوقت نفسه أنجز ما حاول من خلاله المضي بعيداً عن الرواية البوليسية وإن لم ينبذ مسألة الشخصيات ذوات الحظ العاثر.

حافظ هاينز أيضاً على الفترة التي تقع فيها الأحداث من دون تعريضها لمعاصرة كانت ستقحم الزمن الحالي في تركيبة درامية خاصّة. إنها الفترة التي كانت فيها الولايات المتحدة تحاول الخروج من أزمتها الإقتصادية في تلك السنوات الجافّة واليائسة. ميلدرد بيرس (تقوم بها كيت وينسلت) تحاول مساعدة زوجها، لتجد نفسها الوحيدة التي تتصدّى للصعاب المعيشية. كيت وينسلت تمنح الفيلم تجانساً مع الموضوع كان غائباً عن أداء كرفورد في نسخة كورتيز. كروفورد كانت تمثل نجوميّتها. وينسلت تمثّل شخصية ميلدرد بيرس كما رأت ذلك مناسباً: متواضعة، قلقة ومحيطة بالتفاصيل الحياتية لدرجة مؤذية.

جانب آخر من الصراع كامن بين ميلدرد بيرس وإبنتها، وهو الصراع الذي يتبلور في الساعة الثالثة من هذا الفيلم، ولم أستطع مواكبته في الساعتين الرابعة والخامسة لكي أعرف كيف ينتهي.

فارييتي العربية في

02/09/2011

 

 

«الشرق الأوسط» في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي (2)

يوم أميركي مبكر عن المرأة الغامضة والسياسي الذي كشر عن أنيابه

فينيسيا: محمد رُضا 

في حديث سابق مع جورج كلوني فوق جزيرة قريبة من الليدو حيث يقام مهرجان فينيسيا كل عام تحدث الممثل والمخرج عن حبه لسينما السبعينات، وذكر أنه معجب جدا بالدراميات السياسية التي تم إطلاقها في ذلك الحين ومنها، حسب كلامه، «كل رجال الرئيس»، و«بارالاكس فيو» وكلاهما للمخرج المهم في تلك الحقبة ألان ج. باكولا. «منتصف أشهر مارس» The Ides of March اسم يبقى ماثلا عند نهاية الفيلم لأن الأصل محفور في التاريخ الروماني، إذ يعتقد أنه اليوم الذي تم فيه اغتيال جوليوس سيزار. في فيلم جورج كلوني الجديد، نهاية الفيلم توحي باغتيال مماثل مع اختلاف الظروف. كلوني يؤدي دور حاكم الولاية، مايك موريس، الذي لديه حظ كبير في انتخابات الرئاسة ومجموعة رائعة من الأفكار والمبادئ لا يساوم عليها. في مطلع الفيلم نستمع إلى بعض تلك المبادئ: «أنا لست مسيحيا، ولست ملحدا. لست يهوديا ولست مسلما. أنا أؤمن بالدستور الأميركي».

خلال الفيلم سنستمع إلى مبادئ أخرى تعكس آراء الرجل ومواقفه من المشاكل التي تعيشها الولايات المتحدة الأميركية. يخطب ضد القلة من الأثرياء التي تهيمن على المقدرات الاقتصادية للبلاد، ومع حق الطلاب في تعليم مجاني كامل. ينتقد تراجع الولايات المتحدة عن مكانتها السابقة ويدعو إلى بداية عصر جديد من الثورة التكنولوجية تكون الرائدة فيه. الأهم: «علينا أن نجلس وأعداء أميركا على طاولة المفاوضات، عوض أن نلقي على العراق القنابل».

هذه الكلمات تضعه في شريحة الساعين لتغيير وجه الولايات المتحدة، ومن يعرف كلوني يدرك أنه يؤمن فعلا بهذه الآراء فهو ليبرالي ويساري ولديه أجندة تثير نقمة اليمين، والأهم أنه شارك في كتابة الفيلم (مع غرانت هوسلوف الذي أخرج «الرجال الذي يحدقون بالماعز» من بطولة كلوني وعرض هنا قبل عامين) وشارك كذلك في إنتاجه لجانب إخراجه وتمثيله. وإذا ما قرر كلوني بعد أربع سنوات أو أكثر ترشيح نفسه لانتخابات الرئاسة فإنه ليس من المثير للعجب مطلقا أن نسمع منه خطبا شبيهة بهذه التي يرددها في الفيلم.

رغم ذلك، هو جوهر الدراما لكنه ليس جوهر المشاهد. البطولة الفعلية هي لمساعده في الحملة الانتخابية ستيفن مايرز (رايان غوزلينغ) الذي يبدأ الفيلم بلقطة متوسطة عليه وينتهي به أيضا. في الأولى هو شاب مقبل على السياسة بعنفوان شاب وبمثاليات جادة، وفي الثانية، يقف بوجه صامت يعبر فيه عن اكتشافه فسادا اضطر لأن يمارسه. اللقطة الأخيرة هي له من بعد أن كشف عن أنيابه.

ستيفن يدير عمله بمهارة ويؤمن بأفكار المرشح الديمقراطي ويدافع عنه. على الخط يبرز توم دافي (الرائع بول جياماتي) الذي يعمل لصالح مرشح ديمقراطي مناوئ منافس. توم يتصل بستيفن طالبا منه لقاء، وخطأ ستيفن الساذج هو أنه استجاب من دون إعلام رئيسه المباشر بول (فيليب سايمور هوفمان - الذي لا يقل روعة). كان اتصل به لإعلامه لكنه لم يجده ولم يعد الكرة. يسأله أن يعمل له لكن ستيفن يرفض. في الوقت ذاته يبدأ علاقة بفتاة تعمل في فريق الحملة الانتخابية اسمها مولي (إيفان راتشل وود). في ثاني لقاء بينهما يكتشف أنها حامل من المرشح موريس. إنقاذا لمرشحه يعمد إلى صرفها من الخدمة وإجبارها على الإجهاض ولاحقا ما يكتشف أنها انتحرت. لا يزال يحاول تغطية فضيحة انتخابية حينما تبادره الصحافية آيدا هوروفيتز (ماريسا توماي) بنيتها نشر خبر لقائه بتوم الذي كان من المفترض أن يبقى سرا. نتيجة ذلك يقوم بول بفصل ستيفن ويقوم ستيفن بتهديد المرشح الرئاسي بإفشاء سر العلاقة مع مولي المنتحرة ما سيؤثر سلبا بالتأكيد على حملته الانتخابية.

ينتهي الفيلم عند نقطة سوداوية: تلك العلاقات الخاصة التي قد تودي بالمضامين والطموحات الكبيرة. على الشاشة كل شيء من مطلع الفيلم إلى نهايته مُحاك بفاعلية. تشويق سياسي من الدرجة الأولى حول الفساد وكيف يقضي علي النيات الصادقة وحول اللعبة السياسية في خلفية كل حملة انتخابية.

كلوني المتأثر بسينما السبعينات يعمد إلى محاكاتها. الكاميرا الثابتة (غالبا) النبرة الهادئة (رغم كثرة الحوار) والمعالجة التي لا تريد أن تمنح المشاهد أكذوبة ما أو حلا سعيدا.

كلوني ناضج هنا أكثر من أي وقت مضى، ومثل فيلمه «ليلة طيبة، وحظ طيب» قبل سنوات يقرر لنفسه دورا مساندا مانحا رايان غوزلينغ الكرة ليلعب بها في ميدان مكتظ بممثلين جيدين بأحجام مختلفة. بعض الخلل السردي في النصف الثاني (إثر معرفة ستيفن بانتحار مولي) يؤثر على النهاية (يجعلها مبهمة بعض الشيء). لكن الفيلم بأسره، وعلى الرغم من محدودية ميزانيته، هو تحية للسينما الرصينة التي تركتها هوليوود وراءها طوال ثلاثة عقود.

* ميلدرد العائدة من معاناة الماضي

* خارج المسابقة، قدم المهرجان باكرا ست ساعات تلفزيونية الإعداد والإخراج قام السينمائي تود هاينز بتحقيقها سينمائيا لحساب محطة «HBO»، وهي محطة أميركية فضائية متخصصة بالأفلام والمنوعات ولها نصيب كبير من الإقبال بين الجمهور وآخر أكبر في استحواذ بعض كبار العاملين في السينما الأميركية مثل توم هانكس وستيفن سبيلبرغ وغيرهما. هذه المرة تم الاتفاق مع المخرج المستقل تود هاينز، الذي سبق له وأن أنجز عملا نال إعجاب كثيرين من أهل المهنة النقدية وفي الوسط السينمائي ككل عنوانه «بعيدا عن الجنة» سنة 2005. والمشروع هو ذاك الذي شاهدناه معروضا في اليوم ما قبل الأول (عادة درج عليها المهرجان) بعنوان «ميلدرد بيرس».

في الأصل «ميلدرد بيرس» دراما جنائية من تأليف جيمس م. كاين نقلها سنة 1945 المخرج مايكل كورتيز (الشهير بفيلم «كازابلانكا») إلى السينما من بطولة جوان كروفورد.

كثيرون من المتابعين قد يعتقدون أن الفيلم الجديد هو إعادة للفيلم القديم، لكن هذا ليس صحيحا. ليس لفيلم تبلغ ساعات عرضه أضعاف النسخة الأميركية السابقة. المشاهدة التي شملت أربع ساعات أولى فقط، تفيد عملا يتجاوز النسخة السابقة لا زمنيا فقط، بل بما تحشده من مواقف. بذلك، يتجاوز الفيلم الحالي ما خطه الكاتب في روايته من حيث تمدده صوب نقاط بعيدة. إنه في الأساس دراما أميركية خالصة (كعادة أفلام هاينز التي سابقا ما تأثرت بميلودراميات السينمائي دوغلاس سيرك) حول صعود وهبوط امرأة عاملة ومحاولاتها سباق الظروف المحيطة بها والتبوؤ فوق العواصف التي تهب عليها ربما تستطيع بذلك الاستمرار في الحياة العملية بنجاح. المعالجة تنحو للتراجيديا ولا تحتوي على أي شيء له علاقة بمعالجة كيرتيز التي صنعت فيلما تشويقيا حسب معطيات فترته.

هاينز بارد حيال موضوعه ما يحول بطلته إلى امرأة غامضة النوازع على عكس ما كانت عليه في الرواية وفي الفيلم السابقين. ما استفاد هاينز منه بالتأكيد الطموح الذي دفنه كاين بين دفتي كتابه. سابقا ما كان يكتب بلغة المتكلم ليتحدث لقرائه عن تجربة تخص الشخصية الأولى التي يضع نفسه في ملابسها: شخصية العاثر الحظ الذي يحط في نزل ويشترك مع الزوجة في قتل صاحبه في «ساعي البريد يدق الباب مرتين دائما» وشخصية رجل التأمين الذي يندفع في مغامرة غير محسوبة حبا بامرأة تريد قتل زوجتها لكي ترثه وخداعه في الوقت نفسه في «تأمين مزدوج». في «ميلدرد بيرس» لم يكن ليستطيع تبني وجهة نظر البطلة كونها أنثى، لكنه في الوقت نفسه أنجز ما حاول من خلاله المضي بعيدا عن الرواية البوليسية وإن لم ينبذ مسألة الشخصيات ذوات الحظ العاثر.

حافظ هاينز أيضا على الفترة التي تقع فيها الأحداث من دون تعريضها لمعاصرة كانت ستقحم الزمن الحالي في تركيبة درامية خاصة. إنها الفترة التي كانت فيها الولايات المتحدة تحاول الخروج من أزمتها الاقتصادية في تلك السنوات الجافة واليائسة. ميلدرد بيرس (تقوم بها كيت وينسلت) تحاول مساعدة زوجها، لتجد نفسها الوحيدة التي تتصدى للصعاب المعيشية. كيت وينسلت تمنح الفيلم تجانسا مع الموضوع كان غائبا عن أداء كروفورد في نسخة كورتيز. كروفورد كانت تمثل نجوميتها. وينسلت تمثل شخصية ميلدرد بيرس كما رأت ذلك مناسبا: متواضعة، قلقة ومحيطة بالتفاصيل الحياتية لدرجة مؤذية.

الشرق الأوسط في

01/09/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)