في إطار الندوات الرئيسية المُقامة في الدورة الخامسة لـ"مهرجان
أبوظبي السينمائي"، بهدف تفعيل الحوار والتواصل بين السينمائيين والضيوف
والمعنيين بالفن السابع، عُقدت ندوة "من الفيلم القصير إلى الفيلم الطويل"،
الحادية عشرة قبل ظهر الخميس في 20 تشرين الأول/ أكتوبر 2011. وكعادتها في
تنظيم الندوات، اختارت إدارة المهرجان أسلوب الحوار المباشر، أولاً بين
مقدّم الندوة وضيوفه المشاركين فيها، وثانياً بين المشاركين والحضور.
فالحوار أساسيّ، وهو المفتاح الأسلم لولوج العوالم المطروحة، والقضايا
المختارة.
في الندوة الذاهبة بضيوفها وحضورها من ثنائية الفيلم القصير والفيلم
الطويل إلى اسئلة السينما والإنتاج والتأثير، تحدّث عددٌ من المنخرطين
فعلياً في الاشتغالين الروائيين القصير والطويل، عن التجارب التي خاضوها،
وإن كانت تجاربهم هذه منحصرة في أطر زمنية ضيّقة، كسوني قدوح وإدواردو
فيلالوبوس وأدريانو سيتاريو ونواف الجناحي، بإدارة باتريس كاريه. لا شكّ في
أن الأسئلة كلّها المطروحة في المجال هذا معلّقةٌ: هل يُفترض بالمخرج أن
يبدأ حياته السينمائية بإنجاز فيلم قصير؟ هل يُفترض به الاستمرار في إنجاز
أفلام قصيرة؟ هل الفيلم القصير طريقٌ ضرورية لبلوغ الفيلم الطويل؟ عندما
ينتقل المخرج إلى الفيلم الطويل، هل ينسى الفيلم القصير نهائياً، أم يعود
إليه بعد حين وآخر؟ ماذا عن الذي بدأ حياته الفنية تلك بإنجاز أفلام طويلة:
ما الذي يعنيه الفيلم القصير له؟
تستحيل الإجابات الحاسمة. المخرجون أنفسهم مرتبكون، أحياناً، بين
النوعين. مرتبكون أمام عجز واضح لديهم عن إدراك مرتبة أخيرة. أي أنهم قالوا
هواجسهم، وسردوا بعض فصول سِيَرهم المهنية تلك، مُدركين سلفاً أن لا شيء
نهائي ومؤكّد. الفيلم القصير، بالنسبة إلى البعض، حاجة أو تمرين أو اختبار.
بالنسبة إلى آخرين متعة. الغالبية تميل إلى الاعتراف بأن الفيلم القصير
طريقٌ وأداة، لا أكثر ولا أقلّ. فالجوائز الممنوحة للأفلام القصيرة لا
تُلفت انتباه المنتجين إلى مخرجيها، ولا تثير فيهم أية رغبة للتواصل معهم.
هذا ما خلص إليه مُشاركون في الندوة. بهذا المعنى، يُصبح الفيلم القصير
نموذجاً يعكس أسلوب المخرج ومفردات اشتغالاته، ما يتيح للمنتج الاطّلاع
الأوليّ على المفردات واللغة تلك. بعض الضيوف قال إنه ليس ضرورياً إنجاز
أفلام قصيرة، لكن الضرورة تُصبح ملحّة إذا لم يكن هناك تمويل إنتاجي متكامل
ومفيد لصناعة الأفلام الطويلة.
من داخل المهرجان في
20/10/2011 |