حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان أبوظبي السينمائي ـ 2011

مقالات من داخل المهرجان

نهاية صلاحية مدينة للعيش السوي

"مكان بين النجوم" للهولندي ليونارد ريتيل هلمريش

قيس قاسم

بعد "عين اليوم" و"شكل القمر"، أنهى الهولندي ليونارد ريتيل هلمريش ثلاثيته عن عائلة شمس الدين الأندونيسية، بفيلم "مكان بين النجوم". به، انتهى من تجربة سينمائية رصدت بانورامياً، وعبر ثلاثة أجيال، الحياة في بلد آسيوي أُعِدّ بين النماذج الحسنة للعيش الديني، مع أن اقتصاديات العولمة وتأثيرات بعض الإتجاهات الدينية المتشدّدة، غيّرت شيئاً من طبيعة أهله المتسامحة، وطريقة عيشهم المتواضعة. مهّد هلمريش جزءه الثالث بمقاطع قصيرة من فيلميه الأولين، ليوحي لمشاهده بوحدة موضوعه، وتسلسل زمن أحداثه، كما لو أنه فيلمٌ روائيّ مجزّء، وله في هذا الحقّ كلّه، لأنه أنجز فيلماً وثائقياً ببناء درامي روائي، اعتمد على حكاية ذات بداية ونهاية. هذه المرّة، بدأت الحكاية برحلة العجوز روميديا، التي انتزعها ولدها باكي من حقلها لمرافقته إلى بيته في أحد الأحياء الفقيرة في العاصمة جاكارتا، لترعى حفيدتها تاري، وتُسهِّل عليها دخول الجامعة. في ذلك البيت، اكتمل مشهد ثلاثة أجيال عاشت وتفاعلت في مدينة واحدة، وتأثّر كل جيل منها بدرجات متفاوتة بتأثيرات العولمة، التي دخلت إلى أفقر البيوت عبر أجهزة كهربائية وإلكترونية حديثة، مع الصعوبات كلّها التي يواجهها سكّانها في تأمين لقمة عيشهم، أو في حالة عائلة شمس الدين بتأمين أقساط دراسة ابنتهم في الجامعة، التي تأمل العائلة كلّها في دخول الحفيدة إليها، والخروج منها بشهادة قد تُحسّن وضعهم الاقتصادي البائس.

تناقضات الأجيال وتصادمها حاضرة في تفاصيل رصدتها الكاميرا، وقدّمت صورة لأندونيسيا اليوم، المهدّدة بتمزّق اجتماعي واقتصادي يعيدها إلى الوراء، كما عادت الجدّة إلى حقلها، تاركة مدينة بدأ العفن يتسرّب إلى خلاياها. ذلك أن جاكراتا بدأت تفقد صلاحيتها للعيش السوي، كما كشف "مكان بين النجوم". لهذا، راحت الجدّة وصديقتها تتذكّران أغاني طفولتهما البعيدة، من بينها واحدة مشغولة بسعادة تؤمِّل النفسَ بالعثور لها على مكان بين النجوم، بعد أن ضاقت الأرض بها.

من داخل المهرجان في

22/10/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)