ليلى حطيط سالاس، مخرجة ومنتجة لبنانية اسبانية، تشارك
بفيلمها الأول «أقلام من عسقلان»، في المسابقة الرسمية للأفلام العربية
الوثائقية،
في مهرجان الدوحة ترايبكا السينمائي المنعقد الآن في الدوحة (25 – 29/10/2010).
كل ما في الفيلم، يوحي أنه يريد التعامل مع القضية الفلسطينية بشكل
مختلف، فنياً ومضمونياً. لقد اختارت المخرجة العامل مع تجربة الفنان
التشكيلي
الفلسطيني زهدي العدوي، الذي قضى قرابة عقد ونصف من السنوات في المعتقلات
الإسرائيلية، ولكنه تميز بتجربته الإنسانية والفنية، بأنها من خلال زنزانته
استطاع
الاستمرار والإبداع، وتمكن عبر رسوماته من الوصول إلى العالم، وتوجيه
الأنظار نحو
القضية الفلسطينية، أولاً، ونحو الحركة الأسيرة، ونضالاتها، حتى خلف
القضبان.
هنا
حوار أجريناه مع المخرجة، عبر المراسلة،
قبيل انعقاد المهرجان:
·
ما الذي جعلك
تذهبين في فيلمك الأول إلى موضوع فلسطيني؟.. لماذا تختار لبنانية أسبانية
أن تقدم
نفسها مخرجةً من خلال فيلم فلسطيني الموضوع، والقضية؟..
أصبحت القضية
الفلسطينية موضوعأ كونياً، لا يعني
الفلسطينيين فقط. من المؤكد أن كوني امرأة من
جنوب لبنان جعلني أهتم بأمور الفلسطينيين، أكثر من شخص آخر، يأتي من بلاد
أخرى.
دائماً كنت مهتمة، وأشعر بارتباطي بالقضية الفلسطينية، التي أصبحت قضية
عربية،
وعالمية؛ قضية إنسانية، فضلاً عن جانبها السياسي.
الموضوع الفلسطيني على جانب
هام بالنسبة لي، كما لكل لبناني، وإسباني.. وهذا يعني أن في وسع غير
الفلسطينيين،
أيضاً، أن ينجزوا أفلاماً عن فلسطين.
·
لماذا زهدي العدوي؟.. ما الذي
أغراك في حكايته؟..
لأننا نجد في قصته الكثير من المكونات الضرورية في
القصص السينمائية، فضلاً عن اني أهتم بالقضية الفلسطينية، كما قلت قبل
قليل. أنا
مهتمة بموضوع المقاومة، بشكل عام، وأعتقد أن الفن هو من أهم الأدوات، التي
لا يمكن
حرماننا منها، في هذا المجال. الفن يأتي من الأعماق، وهو في الحقيقة لغة
عالمية، لا
تحتاج إلى ترجمة.
من جانب آخر، فإن زهدي العدوي، وقد مكث في المعتقلات
الإسرائيلية طويلاً، فإنه شكَّل نموذجاً متميزاً للفلسطيني؛ فناناً،
ومقاوماً. زهدي
العدوي، يمكن له أن يكون خلاصة الواقع الفلسطيني، ودليلاً رمزياً عليه. إنه
دلالة
رمزية بارعة على الوضع الفلسطيني. فهو، بشكل شخصي، مارس فعل المقاومة في
وضع رهيب،
داخل المعتقلات الإسرائيلية. لقد احتفظ زهدي العدوي بالأمل حتى في أسوأ
الظروف.
·
يبدو أنك انتهجت طريقة/ أسلوبية
فنية لا يمكن وصفها بالوثائقية تماماً،
ولا بالروائي تماماً.. ما الصفة التي
تفضلين إطلاقها على الفيلم؟..
الفن من أهم
أدوات المقاومة وأردتُ تكريم المخرجين
العرب الروّاد
من
الصعب أن نصنف هذا العمل على نحو محدّد،
وهذا يفرحني حقاً. أكثر ما كان يعنيني كان
أن أحترم رسوم زهدي العدوي، لذلك صممت على إنجاح اللقاء بين الشكل
والمضمون. في هذا
الفيلم، أظن أن رسومات زهدي العدوي، هي المضمون والشكل في آن معاً. نستطيع
القول
إننا نجد في هذا الفيلم الشعور والرسوم، نجد أيضاً قدرات الفنان زهدي
العدوي الذي
يستطيع أن يتخيّل ويبدع، رغم الظروف الصعبة. إنه فيلم يتكلم ويجعلك تتعاطف،
لا أكثر
ولا أقل. أما في حال أردنا أن نناقش ما هو واقعي، وما هو غير واقعي، في
الفن،
فالمسألة أكثر عمقاً، وتحتاج الى الوقت والحديث المطول.
في ما يخص الأسلوب،
أيضاً، كنتُ أريد أن أكرِّم المخرجين العرب
الرواد، الذين عملوا مع ممثلين غير
محترفين؛ أي مخرجي السبعينات من القرن المنصرم، مثل المخرج اللبناني برهان
علويه،
والمخرج السوري محمد ملص.. ومخرجين آخرين أتوا بعدهما.. فأنا دائماً أؤمن
بقدرة
السينما العربية على فتح أبواب جديدة.
في العموم، يمكن القول إن الفيلم ينتمي
إلى صنف «الوثائقي الإبداعي»، كما إلى تيار التجديد، الموجود في العالم
العربي،
وغير العربي. لقد اشتغلت على فيلمي بطريقة فنية إبداعية، أرى أنها تتناسب
مع
الاشتغال على موضوع زهدي العدوي، وتجربته الحياتية
والإبداعية.
·
لماذا اخترت هذه الطريقة/
الأسلوب؟.. هل لأن شخصية
الفيلم الرئيسية فنان تشكيلي؟.. هل لأن
جوهر الأحداث تدور في أحد المعتقلات
الإسرئيلية؟.. أم ثمة أسباب أخرى؟..
نعم، دون شك. الشكل يمنح المضمون.
أنا، أكثر من شيء آخر، بحثت عن الطريقة الأكثر قوة وإمتاعاً. اختيار طريقة
البناء
والسرد. الصورة المناسبة، خاصة من ناحية التعامل البصري مع الرسومات. بحثت
عن
الطريقة التي أعتقد أنها الأفضل.
هذا الفيلم ليس تقريراً، ولا فيلماً
تلفزيونياً. إنه فيلم فني وسياسي، يتعامل مع فنان وناشط سياسي. لهذا، مرة
أخرى، كان
تركيزي على فن زهدي العدوي، الذي أعتقد أنه جوهرة، حرصت من الفيلم أن يحافظ
عليها،
ويقدمها بالطريقة المناسبة.
·
إلى أي درجة كان للضرورات
الإنتاجية أن
تتدخل في اختياراتك الفنية، سواء على مستوى الأسلوب/ الطريقة، أو على صعيد
الممثلين، ومواقع التصوير؟..
بداية، ينتمي هذا الفيلم إلى السينما
قليلة الإمكانيات المادية؛ السينما الفقيرة، التي عُرفت في أمريكا
اللاتينية،
والعالم العربي، في السبعينيات من القرن المنصرم. بمعنى ليست تلك السينما
التي تشبه
ما تقدمه السينما الهوليودية، وبالتالي تخضع لمقياس الصح والخطأ.
من ناحية أخرى،
بالتأكيد لقد واجهتُ صعوبات خلال تصوير
الفيلم، وتنفيذه، كما يحصل مع الكثيرين في
العالم. ولكن الأمر كان أكثر صعوبة، خاصة في مكان مثل جنوب لبنان. إسرائيل
قصفت
بالقرب من المكان الذي كنا ننفذ الفيلم فيه. كما كان هناك مشكلات تتعلق
بانقطاع
الكهرباء. كانت التصوير صعباً. ولكن الناس الذين تعاونوا كانوا يخففون
الصعاب.
·
يشارك
فيلمك «أقلام من عسقلان» في «مسابقة الأفلام العربية الوثائقية».. هل فاجأك
هذا؟..
وما هو شعورك وأنت تدخلين بوابة المهرجانات السينمائية العربية بهذه
القوة؟..
لقد شعرنا حقا بالسعادة، لأننا عملنا بكل محبة لإنجاز هذا
الفيلم، ومهرجان الدوحة ترايبكا السينمائي مهرجان مهم جداً، يهتم
بالسينمائيين
العرب، وبي بشكل خاص.
لقد كان من السعادة أن نكون في المسابقة، فهذا أمر هام،
خاصة بالنسبة للفيلم، ولعله يشكل دافعاً قوياً له لمشاهدة واسعة، ومشاركات
أوسع.
عملي الأول كان إنجاز تقارير لقناة الجزيرة أطفال، وبقيت لمدة سنة.
وأنه
لأمر عظيم أن أجد دعماً من قطر، مرة أخرى، وأنجز مشروعي هذا.
·
تشكو
غالبية الأفلام التي تتناول الشأن الفلسطيني بأنها تنطلق من مبدأ التعاطف
شبه
المطلق مع فلسطين والفلسطينيين، إلى درجة تمنع أي جانب نقدي.. ما رأيك بهذه
المقولة؟.. وكيف تعاملت أنت شخصياً وفنياً مع هذا الموضوع؟..
لست
موافقة، على هذا. أنا أكتب عن السينما
العربية، وسأقدم أطروحة الدكتوراه قريباً،
وأستطيع أن أقول لك إن هذا ليس صحيحاً بحسب رأيي.
وفي كل حال، أي فيلم ينبع من
مشاعر المخرج، الكاتب، المنتج.. وكذلك حال أي فيلم يتعامل مع الشأن
الفلسطيني.
بالنسبة لي أرى أن التعامل مع الشأن الفلسطيني، إنما يتم من أجل تقديمه،
وإبقائه
حاضراً. هذا هو هاجسي.
·
في تجربة زهدي العدوي تتداخل
التجربة الفنية (الفن
التشكيلي)، بالتجربة الوطنية (المقاومة
والمعتقل)، بالتجربة السياسية (الانتماء
الحزبي لأحد فصائل الثورة الفلسطينية).. كيف تعاملت مع هذه التشابكات؟..
هذا
الفيلم عن موضوع محدد، وليس عن ملايين
الأشياء، ولذلك قمتُ بالتركيز على الفترة
التي أمضاها زهدي العدوي في السجن. وفكرة السجن. وفلسطين.
والرسومات.
·
في الثمانينيات من القرن
العشرين، وحتى قبيل إطلاح سراحه
من المعتقل، بدا اسم زهدي العدوي مرتبطاً
بزميله محمد الركوعي.. هل ثمة مقاربة لهذه
العلاقة الفريدة؟..
أكيد كنت أعرف هذا.. ولكني أخترت أن أركّز على
شخصية واحدة فقط لأسباب سينمائية.
·
واجه زهدي العدوي، بعد خروجه من
المعتقل، مشكلات عديدة، سواء في التكيف مع الحياة، أو على صعيد الاستمرار
في تجربته
السياسية.. وكذلك على صعيد الاستمرار في طريقته الفنية ذاتها.. هل قام
الفيلم برصد
هذه التحولات؟.. وكيف تناولها؟..
نركز في الفيلم على الرسوم، وعلى قدرة
زهدي العدوي في أن يتخطى الاحتجاز داخل جدران السجن، وإن في خياله، فحسب.
كان أمراً
هاماً أن زهدي العدوي أحب الفيلم.
لقد حرصت الحفاظ على كرامة الشخصيات، وصورهم،
وحضورهم. وبالتالي طريقة ظهور الشخصيات في الفيلم، كانت بالنسبة لي خياراً
فنياً
يريد عدم إظهار الفلسطينيين كما يظهرون في نشرات الأخبار.
هناك مئات الأفلام عن
المعتقلين الفلسطينيين، ولكن ليس هناك فيلم
يشبه هذا الفيلم. وأنا وزهدي العدوي
فخوران بهذا الفيلم.
·
كيف تتوقعين استقبال الفيلم من
قبل الجمهور،
خاصة الفلسطيني؟..
لا أفرق بين الجمهور الفلسطيني وسواه.
الجزيرة الوثائقية في
27/10/2011
افتتحه جبر بن يوسف في المسرح المفتوح بكتارا
حضور حاشد للنجوم في افتتاح مهرجان الدوحة ترايبيكا
السينمائي
الدوحة - الحسن أيت بيهي
انطلقت الدورة السنوية الثانية لمهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي
الليلة بحضور حشد من آلاف الحضور المتحمسين، مع العرض الأول للفيلم الشرق
أوسطي «خارج عن القانون» الحائز على العديد من الجوائز للمخرج الفرنسي
الجزائري الأصل رشيد بوشارب.
وكان في مقدمة الحضور سعادة الشيخ جبر بن يوسف آل ثاني، وسعادة وزير
الثقافة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري، ورشيد بوشارب ويسرا وسلمى حايك
بينو، إلى جانب مجموعة كبيرة من النجوم والمخرجين الآخرين الذين توافدوا
إلى هذا الحدث من المنطقة ومن مختلف أنحاء العالم. وخلال افتتاح المهرجان
بالمسرح المفتوح بكتارا قال الشيخ جبر بن يوسف آل ثاني، عضو مجلس إدارة
مؤسسة الدوحة للأفلام: إنه يتشرف بافتتاح المهرجان السينمائي الذي يتطلع
إلى أن تحظى الأفلام المعروضة فيه بمتابعة جماهيرية من قبل الجمهور، مشيراً
إلى أن المهرجان سيعمل على أن يتم من خلاله استلهام أفكار جديدة تثري
أفكارنا، متوجها بالشكر إلى سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني التي
أشرفت على تأسيس هذا المهرجان وفتحت الباب أمام المبدعين من أجل تقديم
أفكارهم وقصصهم التي تمنى أن تلقى الإقبال اللازم من طرف المهرجان.
وشملت قائمة المشاهير الذين حضروا الحفل الافتتاحي الممثل المصري عادل
إمام ودانيس تانوفيتش المخرج وكاتب السيناريو البوسني، والمخرج والممثل
الكوميدي الأميركي من أصول مصرية أحمد أحمد، وجان بريهات منتج فيلم «خارج
عن القانون»، والمخرجتين الهنديتين ميرا ناير وبافنا تالوار ومصمم الأزياء
ستيفان رولاند.
وحضر الحفل كذلك المؤسس المشارك في مؤسسة ترايبيكا كريغ هاتكوف
ورئيسها التنفيذي جيفري غيلمور والفنان كليفورد روس ومخرج فيلم ميرال
جوليان شنابل.
وقال رشيد بوشارب: «أتشرف جداً بتقديم «خارج عن القانون» كعرض الليلة
الافتتاحية لمهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي. وتابع قائلاً: «الفيلم لا
يتناول موضوع النضال الجزائري في سبيل الاستقلال فحسب، بل يستكشف أيضاً
كيفية بناء وتكوين الهوية الثقافية والشعور بالانتماء لدى الأفراد في جميع
أنحاء العالم. وأنا واثق أن جمهور مهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي
سيتواصل مع هذه القضية العالمية.
كما شهد حفل افتتاح مهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي ما يزيد على
ألفي شخص من المجتمع القطري للاستمتاع بالإثارة والتألق في تلك الليلة التي
أقيمت في دار كتارا للأوبرا والسينما والمسرح المفتوح، كما وفر المهرجان
تغطية حية من البساط الأحمر للجمهور في الهواء الطلق، لتكون تلك من أبرز
اللحظات في تلك الأمسية، لاسيَّما وأنها اشتملت على المقابلات مع المشاهير.
وفضلاً عن فيلم «خارج عن القانون»، سيعرض مهرجان الدوحة ترايبيكا
السينمائي الذي تتواصل أحداثه خلال الفترة من 26 إلى 30 أكتوبر الجاري،
العديد من الأفلام الأخرى، ومنها فيلم «زينا بالضبط» للمخرج أحمد أحمد،
وفيلم «نسخة طبق الأصل» لعباس كياروستامي، وفيلم «ميرال» لجوليان شنابل، و«سكريتاريت»
لراندال والاس» و «طالب الصف الأول» (فيرست غريدر) للمخرج لجاستن تشادويك.
وستسجل الأفلام الهندية حضوراً قوياً لها في دورة هذا العام من
المهرجان، بما في ذلك فيلم من إخراج رام غوبال فارما بعنوان «راكا
تشاريتا»، وفيلم «أودان» للمخرج فيكراماديتيا موتواني، والفيلم الكلاسيكي
«رمية نرد» بالأسود والأبيض الذي يعود للعام 1929.
وسيشهد المهرجان عرض المزيد من الأفلام إلى جانب تنظيم الكثير من
الفعاليات التي تستمر طوال عطلة نهاية الأسبوع، بما في ذلك أنشطة «يوم
الأسرة» الذي يقام يوم الجمعة الموافق 29 أكتوبر. ويشار هنا إلى أن جميع
عروض مهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي 2010 في مسرح كتارا المفتوح ستكون
مجانية للجمهور، ويمكن للمقيمين والضيوف مشاهدة مجموعة كبيرة من الأفلام في
الهواء الطلق لتوفير تجربة تامة من الترفيه العائلي، ومن بين هذه الأفلام
«رمية نرد» مع العزف الموسيقي الحي للفنان نيتين ساوني وفرقة الأوركسترا
الفلهارمونية القطرية (يوم الخميس)، إضافة إلى فيلمي «بوي» و «سكريتاريت»
(ضمن عروض يوم الأسرة - يوم الجمعة)، وفيلم الختام «طالب الصف الأول» (يوم
السبت).
* نجوم الافتتاح: «الدوحة ترايبيكا» نقش اسمه ضمن مهرجانات السينما
المتميزة
أبرز عدد من النجوم وضيوف الدورة الثانية لمهرجان «الدوحة ترايبيكا»
السينمائي عن سعادتهم البالغة لحضور المهرجان، مشيرين في تصريحات استقتها
منهم «العرب» على هامش مشاركتهم في افتتاح المهرجان أمس الثلاثاء 26 أكتوبر
بكتارا، إلى أن الدوحة نجحت في أن تغدو عاصمة للسينما من خلال هذا المهرجان
الذي ولد كبيرا منذ دورته الأولى العام الماضي ليؤكد خلال دورة هذا العام
على أنه من بين المهرجانات السينمائية المتميزة التي تستقطب أشهر الأسماء
وصناع السينما في العالم. في هذا السياق، قال رتشارد بول مخرج فيلم «الأخت
الصغرى» الذي يشارك في هذه الدورة: إن الدوحة تعرف تطورا في صناعة السينما
بفعل وجود «مؤسسة الدوحة للأفلام» التي تستقطب المشاهير من أجل إنجاز
مشاريع سينمائية هادفة.
فيما أكدت الإعلامية بوسي سلبي مقدمة برنامج «عيون أي.أر.تي» على قناة
«أي.أر.تي» أنها تحضر المهرجان للمرة الثانية حيث لاحظت أنه عرف تطورا
كبيرا مقارنة بالعام الماضي خاصة على مستوى جودة الأفلام المقترحة للعرض.
من جانبه قال عبدالرحمن محسن، مدير عام شركة «قطر للسينما»: إن المهرجان
وفق إلى حد كبير في اختيار فيلم الافتتاح، رغم أنه عاتب على المشاركة
القطرية التي اعتبرها لا تزال دون المستوى والتطلعات، متمنيا أن تتم مراجعة
هذا الأمر لفسح المجال أمام مشاركات أكبر. أما ستيفان لودن مدير مهرجان
«وارسو للسينما» ببولونيا، فأكد على أن أهم ما يميز مهرجان «الدوحة
ترايبيكا» هو وجود الفعاليات المصاحبة التي تمكن من خلق نقاش عام حول
السينما وحول تنفيذ المشاريع المختلفة. وهو ما وافقته عليه رحاب العويلي
التي ستشارك يوم الجمعة القادم في تظاهرة «تيد إكس الدوحة»، وأضافت: أن
المهرجان يعتبر من أحلى المهرجانات ومختلفا عن كل التظاهرات التي سبق لها
أن شاركت فيها. بدوره قال محمود قعبور مخرج فيلم «تيتا ألف مرة»: إنه سعيد
لأن فيلمه يتواجد ضمن قائمة العروض في هذا المهرجان، وهو ما سيمكن من تكريم
الجدات العربيات. أما شادي زين الدين الذي أشرف على تنشيط مجموعة من
الورشات داخل «مؤسسة الدوحة للأفلام»، فأعرب عن سعادته بنجاح الترتيبات
الخاصة بالمهرجان. مشيرا إلى أن هذه الدورة ستعلن عن مجموعة من المفاجآت،
خاصة فيما يخص تظاهرة «أفلام العشرة دقائق» التي تعتبر متنفسا للشباب
القطري للتعبير عن نفسه في هذا المجال. أما الكاتبة القطرية الشابة حنان
علي الشرشني فأكدت أنها تعد أسعد شابة لأن المهرجان فتح المجال أمامها
للسير على السجادة الحمراء، وهي التي كانت دائما من عشاق السينما منذ
الصغر. مشيرة إلى أن المهرجان إضافة نوعية للدوحة.
وهو ما وافقها عليه الكوميدي وان هونغ شونغ من أصل كوري والقاطن
بالإمارات، الذي تحدث عن فعاليات المهرجان حيث سيكون حاضرا فيها إلى جانب
الكوميدي أحمد أحمد. مشيرا إلى أن «الدوحة ترايبيكا» أضحى موعدا سنويا
لعشاق الفن السابع. وأشار موسى زينل من وزارة الثقافة والفنون والتراث إلى
أن الكل أصبح يعلم أهمية المهرجان ودوره في تنشيط الحركة الثقافية في ظل
احتضان الدوحة لفعاليات عاصمة الثقافة العربية.
أما المطربة لطيفة فشددت على أن المهرجان من أكثر المهرجانات التي
تتمتع بنوع من الجاذبية. وهو ما وافقتها عليه كل من الفنانات لبلبة ورجاء
الجداوي من مصر.
فيما أشار المخرج القطري حافظ علي إلى أن المهرجان يعتبر مناسبة
للشباب القطري من أجل إنجاز أفلامهم وتقديم ومناقشة أفكارهم مع كبار صناع
السينما. قبل أن يلتقط الخيط أخوه المخرج مهدي علي الذي توّج مؤخرا
بالجائزة الفضية في «مهرجان أبوظبي للسينما» عن فيلمه «أحبك يا شانزليزيه»،
ليتوجه بالشكر إلى الشيخة المياسة على جهودها من أجل تنظيم هذا المهرجان
الذي فتح الباب أمام مجموعة من الأصوات القطرية الجميلة التي ستقول كلمتها
في المستقبل. ويختتم التصريحات المخرج حمد علي، بالتأكيد على أن المهرجان
يعزز فرص المبادرات ويفتح الباب أمام إنتاج أفلام جديدة وقال: إنه يعمل
عليها رفقة كل من أخويه حافظ ومهدي، وسيتم الإفصاح عنها قريبا.
* الحجري: أتطلع لتحليق المهرجان في رحاب العالمية
قال الدكتور سيف الحجري، نائب رئيس مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية
المجتمع: إن ما نشاهده في مدينة الدوحة وفي الحي الثقافي الذي احتضن افتتاح
مهرجان الدوحة ترايبيكا هو إنجاز جديد، مضيفا أن «هذا التراكم من
المهرجانات سيجعل الدوحة عاصمة للفيلم على المدى البعيد، وطموحنا أن نرى
أيضا العالم العربي يقيم أهمية هذه الوسيلة ويشجع المبدعين العرب على
الوصول إلى العالمية، ويشجع المستثمرين في جعل قطاع السينما وسيلة متميزة
لإبراز حضارتنا، وأيضا لإبراز مساهمتنا في العالم من خلال مبدعينا أو
إمكاناتنا سواء من حيث المخرجين أو المؤلفين أو الموسيقيين وكذا تراثنا
الطبيعي والإنساني. وأكد الحجري أن طموحه يكمن في رؤية مثل هذه المهرجانات
تساهم في إثراء هذا الجانب، خاصة أن تنظيم الدوحة لمثل هذه المهرجانات يفتح
الجسور لتحقيق هذه المسألة بعد أن أصبحنا نرى أن المهرجان يتطور سنة بعد
أخرى سواء من حيث التنظيم أو الضيوف بحكم أن صناعة الفيلم أداة استقطاب
للمبدعين من كل مناطق العالم، ما يفتح الباب أمام تحقيق العالمية من خلال
هذا المهرجان.
* يسرا: أفخر باختياري لرئاسة لجنة التحكيم
عبرت الفنانة المصرية يسرا عن سعادتها البالغة باختيارها رئيسة للجنة
تحكيم الدورة الثانية لمهرجان «الدوحة ترايبيكا»، حيث قالت في تصريحات
صحافية خلال افتتاح المهرجان: «أنا سعيدة جداً لاختياري رئيسة للجنة
التحكيم كمصرية وكعربية وكامرأة، وهذا يدل على أن هناك نوعاً من الاهتمام
الكبير، علما أن المهرجان كان بإمكانه أن يستعين بأي شخص آخر، مما يجعلني
أشعر بالفخر, وفي الوقت نفسه بالمسؤولية الملقاة على عاتقي, من أجل أن تخرج
الأعمال التي سنتولى مشاهدتها بقرارات موضوعية جدا».
العرب القطرية في
27/10/2011
شهد عرضاً موسيقياً راقصاً من الهند والجاز
الأفريقي
4 أفلام تحتفي بالمرأة العربية في "الدوحة - ترايبيكا"
شهدت الدورة الثالثة من مهرجان الدوحة "ترايبيكا السينمائي حضور
المغنية الكينية أنجيليك كيدجو, المعروفة على المستوى العالمي, والحائزة
على جائزة "غرامي", مع صوتها الذهبي لتقدم عرضا غنائيا في العاصمة القطرية
اقيم بعد عرض الفيلم الوثائقي "ماما أفريكا", يروي قصة الفنانة الموسيقية
الراحلة ميريم ماكيبا, صاحبة الكاريزما والموهبة المدهشة, التي أصبحت رمزا
لجنوب أفريقيا. وافتتحت الفعاليات بعرض غنائي للفنانة المبدعة سومي صاحبة
الصوت الذي يتضمن الموروثات الثقافية لموسيقى الجاز الأفريقية. وعرض الفيلم
الوثائقي الهندي المتميز "بوليوود: ذا غريتيست لوف ستوري أفر تولد" لصانعيه
راكيش أومبراكاش مهرا وجيف زيمباليست. يتميز الفيلم بالعروض الموسيقية
والراقصة, ويقدم مقاطع أرشيفية ومقابلات مع عدد من أبرز نجوم السينما في
بوليوود ومنهم أميتاب باتشان ومادهوري ديكسيت وأيشواريا راي باتشان والراحل
شامي كابور.
كما قدم فريق "سوريش أند فيرنون غروب" الذي حقق مؤخرا الفوز في النسخة
الهندية من برامج المواهب العالمي "إندياز غوت تالانت" عروضه الرائعة
والمليئة بالحركات البهلوانية والسريعة خلال المرور على البساط الأحمر
المرافق للعرض الأول للفيلم خلال المهرجان.
ويسعى مهرجان الدوحة - ترايبيكا السينمائي منذ دورته الأولى لدعم
سينما المرأة, العربية منها خصوصا, هو يواصل هذا المنحى في دورته الثالثة
التي تتضمن في 40% من برنامجها افلاما صنعتها المرأة المخرجة.
وعبر الاعمال المقدمة في تظاهرات المهرجان كلها, يؤكد المنظمون ان
الهدف هو تسليط الضوء على انجازات النساء المخرجات اللواتي عالجن موضوعات
متنوعة من الطفولة الى المراهقة الى علاقات الحب والعلاقات الاسرية والزواج
والظروف الاجتماعية والاقتصادية وصولا الى الحياة الحميمة للمرأة.
وتعالج الافلام الوثائقية خصوصا وضع المرأة بشكل يلتصق بواقعها.
وفي مسابقة الافلام الوثائقية العربية تشارك نساء مخرجات باربعة افلام
من اصل 7 تتضمنها هذه المسابقة الرسمية في الدوحة.
وفي هذه المسابقة تقدم اللبنانية رانية اسطفان فيلمها "اختفاءات سعاد
حسني الثلاثة" حول امرأة مهرت بخفة روحها الشاشة الفضية العربية قبل ان
ترحل على نحو مأسوي. وهو فيلم يقتاد المشاهد الى العصر الذهبي للسينما
المصرية ويعرض سيرة هذه الممثلة العملاقة من خلال عملية مونتاج مبتكرة
لاعمالها التي تجسد ادوار المرأة العربية المختلفة في هذه السينما.
اما الفلسطينية لينا العابد التي تعيش في دمشق فتختبر في "توق" ومن
خلال نساء دمشقيات من خلفيات اجتماعية ودينية مختلفة وعلاقتهن بالمجتمع
الدمشقي الذكوري عموما لكن العاجز عن الوقوف حائلا بينهن وبين رغباتهن
واحلامهن وبوحهن - بحسب فرانس برس.
وتقدم ليلى حطيط-سالاس في "اقلام من عسقلان" فيلما يستند الى قصة
الفنان الفلسطيني زهدي العدوي الذي لا يزال سجينا منذ اكثر من خمسة عشر
عاما ويتخذ من الاقلام والالوان وسيلة تصنع له اجنحة يخترق بها ذلك المكان
الضيق الذي ارغم على العيش فيه.
ومن تونس يقدم الثنائي لطيفة ربانة الدغري وسالم الطرابلسي شريطهما
الوثائقي "بنات البوكس" الذي يدخل الى عالم رياضة الملاكمة النسائية ويعكس
نظرة المجتمع التونسي الى هذه الفئة من النساء التي تخوض عبر جسدها تحدي
الوقوف فوق حلبة الملاكمة.
وفي مسابقة الافلام العربية لهذا العام, تشارك الجزائرية فاطمة
الزهراء زعموم في اول عمل روائي لها "قداش تحبني", بينما يقدم برنامج "افلام
عالمية معاصرة" 7 مخرجات سجلن نجاحا كبيرا ورواجا لاعمالهن عبر العالم.
وتتصدر اللبنانية نادين لبكي مخرجات هذه الفئة عبر فيلمها "وهلأ لوين?"
الفائز بجائزة الجمهور في مهرجان تورونتو والذي يعالج بطريقة
درامية-كوميدية محاولات شتى لنساء يبذلن كل ما بوسعهن لمنع رجالهن من
التقاتل في لبنان.
والى جانب هذا الفيلم يقدم فيلم الالمانية ياسمين سمدرلي الاول الذي
نال استحسانا كبيرا حين قدم في مهرجان برلين السينمائي العام الماضي.
ويعالج "اهلا بكم في المانيا" قصة عائلة مهاجرة من خلال ثلاثة اجيال
بطريقة طريفة وذكية تتناول الفروقات الثقافية ومستويات العلاقة بالمجتمع
الالماني.
ومن الافلام الاخرى يقدم فيلم "سارة بالين-يو بيتشا" وهو بورتريه
للحياة السياسية والخاصة لهذه المرشحة الجمهورية السابقة لمنصب نائب الرئيس
الاميركي. وقد انجزه المخرجان نك برومفيلد وجوان تشيرشل ويقدم هذا الفيلم
الوثائقي في عرض خاص.
وسيكون عرض المهرجان الختامي مع شريط "ذا ليدي" من اخراج الفرنسي لوك
بيسون ويتناول حياة آونغ سان سو تشي سو كي قائدة الحركة الديمقراطية في
بورما وقصة الحب الملحمية التي نشأت بينها وبين زوجها لكنهما يضحيان
بسعادتهما في سبيل القضية التي يدافعان عنها.
وستحضر النساء المخرجات من العالم العربي والعالم في لقاء "هي الفيلم"
الذي يجمعهن الخميس بالجمهور حيث يتطرقن للتحديات التي تواجهها المرأة خلال
انجازها لعملها السينمائي الذي لا يزال يخضع لتحديات ثقافية كثيرة.
وستكون نادين لبكي وياسمين سمدرلي من بين المشاركات.
السياسة الكويتية في
28/10/2011 |