يعتمد ما أقدم إليه في ما يلي على مقاربتين مختلفتين تماماً لما لنا
أن نسميه فهم الآخر ومشكلات الهوية المتأتية من الانتماءات الدينية، ولعلي
ومن خلال فيلمين عرضا في الدورة الثالثة من مهرجان ترابيكا الدوحة
السينمائي التي أنهت عروضها وفعالياتها أمس، سيكون الاستثمار في الطائفي
والديني على أشده، بينما ينفتح الفيلم الآخر على سوء الفهم والعنصرية
والعداء للآخر وغير ذلك مما يقدم في سياق درامي محكم.
أبدأ مع فيلم المخرجة اللبنانية نادين لبكي «هلأ لوين» الذي عرض للمرة
الأولى في منطقة الخليج العربي ضمن برنامج العروض الخاصة، إذ يمضي الفيلم
نحو صيغة السؤال الماثلة في عنوانه، الذي نجد إجابة عنه في نهاية الفيلم
لكن سرعان ما يجري التخلي عن تلك الإجابة والاستعاضة عنه بسؤال الفيلم نفسه
«هلأ لوين» وبالفصحى «الآن إلى أين؟».
على بداية الإشارة إلى أن الفيلم حقق نجاحات كبيرة في كل مكان عرض
فيه، ومن بين تلك النجاحات حصوله على جائزة الجمهور في الدورة الأخيرة من
مهرجان تورنتو السينمائي، وعرض في مسابقة «نظرة ما» في مهرجان «كان»
الأخير، إضافة لتحقيقه إيرادات كبيرة في شباك التذاكر اللبناني وترشحه
لأوسكار أفضل فيلم غير ناطق بالعربية ممثلاً لبنان، ولعل في مشاهدة الفيلم
الإجابة عن سر هذا النجاح، حيث ستتضح الخلطة التي تأسس عليها الفيلم في
استثماره في الصراع الطائفي الذي لا شفاء منه كما سيقول لنا الفيلم، لكن في
سياق كوميدي وترفيهي، دون الخوض بما له أن يكون صادماً أو موجعاً، فحلول
الصراعات الطائفية سحرية ونسوية، كما أن الأمر مدعاة للسخرية دون المساس
بأي محرم، والغوص في حقل ألغام دون انفجار أي لغم فيه، وهكذا فإن الموضوع
مغر جداً بالمشاهدة سواء عربياً أو عالمياً، كما أن هذا الموضوع الشائك
سيقدم بمنتهى الرقة والجمال والسلاسة فلماذا لا يلاقي ناجحاً تجارياً؟
تجري أحداث الفيلم في قرية منسية سكانها من المسيحيين والمسلمين،
وسيكون رهان الفيلم الرئيس في فعل المجاورة هذا إذ إننا سنكون أمام فيلم
منقسم على الاثنين وبالتساوي، فالكنيسة يجاورها المسجد، وما يقدم عليه
المسلمون سيقدم عليه المسيحيون، ورجلا الدين في كل الطرفين محتكمان على
الحكمة والدراية بمخاطر أية حساسيات طائفية، لكن لا أحد يستجيب لهما، ثم إن
الطائفية كما يقول لنا الفيلم سمة ذكورية، فنساء القرية متفقات في كل شيء،
وحين تحصل أحداث طائفية خارج القرية فإنهن سيعملن المستحيل لئلا تصل تلك
الأخبار إلى رجال القرية، والأمر مفتوح على مصراعيه لشتى أنواع المواقف
والمفارقات، وفي ثنايا كل ذلك نتعرف إلى قصة حب بين صاحبة مقهى القرية
«نادين لبكي» وشاب يقوم بدهن جدران المقهى، وليكون الأمر مكتملاً فإن
الأولى ستكون مسيحية بينما الثاني مسلم وهنا ستحضر أيضاً قصة الحب
المستحيل.
ما هو الحل إذاً؟ كيف ستنجح نساء القرية في إخماد القتنة الطائفية،
وهن بكامل وعيهن بأنهن لا يردن للماضي أن يعود من جديد، سيتصدين لكل ما
تشهده القرية سواء من تكسير صليب الكنيسة أو من تدنيس جامع القرية وغير ذلك
من أحداث تسعّر الشحن الطائفي، لكنهن سيكتشفن أن كل ذلك لا ينجح، وعليه لا
مجال إلا الاستعانة بالعبث، كأن يستقدمن راقصات أوكرانيات إلى القرية على
الأمل بأن يتلهى الرجال بهن بعيداً عن الحرب والاقتتال بهن، لكن ذلك أيضاً
لن ينجح إلا بإدخال شيء من البهجة على القرية وإضافة المزيد من المواقف
الكوميدية، ولعل الحل الأخير سيكون بقيامهن بالاستعانة بالحشيش والمخدرات
من خلال إعداد سهرة تكون المعجنات المقدمة فيها معجونة بتلك المادة المخدرة
التي تذهب كل الأحقاد، وليقمن بينما الرجال غارقون بمشاعرهم الفياضة بدفن
الأسلحة.
ما تقدم يشكل تلخيصاً سريعاً لما حمله فيلم لبكي، دون أن يفوتكم معرفة
أنه محمّل بكل ما يشكل ترفيهاً حقيقياً وإن بدا الرهان على موضوع بمنتهى
الخطورة، وهنا تأتي الأحداث في سياق الفيلم مراهنة على مزج الضحك بالدموع،
ولعل لبكي ومن كتب السيناريو معها كانوا ناجحين في صنع ذلك، الذي متى تحقق
فإن المشاهد سيكون بكامل الاستعداد لاستقبال كل ما يراه بعينين مفتوحتين،
وسيكون منطق الفيلم مقبولاً، كأن تختزل الحرب الأهلية ومسبباتها بهذا الطرح
الملفق، وأن يبدو الأمر ليس أكثر من كره له سمات أبدية وذكورية هبطت من حيث
لا ندري.
بالانتقال إلى الفيلم الثاني فإن الحديث هنا سيكون مأساوياً تماماً،
وعلى شيء من الدراما المقتبسة من قصة حقيقية. اسم الفيلم «عمر قتلني»
للمخرج المغربي رشدي زم في أولى تجاربه الإخراجية بعد أن عرفناه ممثلاً في
أفلام كثيرة، وليقدم في هذا الفيلم المشارك في مسابقة الفيلم العربي قصة
هزت الرأي العام الفرنسي ومازالت، قصة تحمل في طياتها إضاءة كبيرة ومؤلمة
على العنصرية الفرنسية تجاه المهاجرين العرب، وعلى شيء له أن يضعنا من حيث
الموضوع أمام أفلام أميركية تناولت قصصاً على علاقة بالتمييز العنصري
واضطهاد البيض للسود.
لا يمهلنا الفيلم أبداً في المضي خلف قصته، والتي ستمضي في تدوير
زمني، بين الحاضر والماضي وأحياناً ما بينهما، وكل ما سنشاهده يتمركز على
حادثة متمثلة بمقتل سيدة ارستقراطية فرنسية كتبت على الجدار في القبو الذي
قتلت فيه «عمر قتلني» وعمر ليس إلا البستاني الذي يعمل في حديقتها، وهو
مهاجر مغربي لا يعرف القراءة أو الكتابة ويعمل كوالده بستانياً، وهو يعتبر
هذه السيدة أماً ثانية له.
إيقاع الفيلم سيكون مدهشاً، سنقع على عمر في المحكمة وهو يحكي عن نفسه
بالعربية ويتولى مترجم ترجمة ما يقوله إلى الفرنسية، ومن ثم سيتحرك الفيلم
نحو استعادة الكيفية التي جرى بها اعتقال عمر، واستجوابه بالفرنسية التي لا
يعرف إلا شيئاً يسيراً منها، وإلى جانب ذلك سنتعرف إلى كاتب سيتولى تأليف
كتاب عن عمر، وعليه سيمضي ما يستعيده ذلك الكاتب من ملابسات جنباً إلى جنب
إلى ما تعرض له عمر في الماضي وما يتعرض له بينما الكاتب يبحث في قضيته.
ما من دليل واحد يثبت أن عمر أقدم على قتل تلك السيدة، وبكلمات أخرى
كل شيء يؤكد أنه بريء، بل إن تلاعب الشرطة بالأدلة وتغيرها بما يخدم إدانة
عمر سيكون جلياً أيضاً، كما هو انحياز القاضي ضد عمر، إلى درجة سيكون كل من
بفرنسا مؤمناً ببراءة عمر إلا جهاز الشرطة والقضاء.
يحمل الفيلم خصوصيات كثيرة وتنويعات سردية تصب جميعاً في وضعنا أمام
فيلم محكم يمتلك قدرة استثنائية على بناء التعاطف مع شخصية عمر التي قدمها
بأداء رائع سامي بواجيلا، وعذاباته التصاعدية واضرابه عن الطعام ومن ثم
محاولة الانتحار، وصولاً إلى مسعاه لأن يبرئ نفسه دون الاستكانة إلى قرار
العفو الذي يصدره الرئيس الفرنسي عنه بواسطة يقوم بها ملك المغرب محمد
الثاني، ولعل تشكيل الفيلم سيجعل من كل الأحداث تمضي متزامنة ومتسارعة
ومتدافعة على نحو لافت دون إعطاء الفرصة لالتقاط الأنفاس.
الإمارات اليوم في
30/10/2011
«في الطريق لوسط البلد».. المكان ببشره وتواريخه وحكاياته
زياد عبدالله
التركيز على بؤرة مكانية بعينها قد يختزل تاريخ مدينة بأكملها، وقد
تكون تلك البؤرة ملتقى للماضي والحاضر والمستقبل، وصولاً إلى تنويعاتها
الطبقية والثقافية، وهذا بالتأكيد ما تشكله منطقة «وسط البلد» في القاهرة،
وهو كذلك فيلم المخرج المصري شريف البنداري الوثائقي «في الطريق لـ«وسط
البلد»، المشارك في مسابقة الأفلام الوثائقية العربية، الطريق التي ستكون
رحلة طويلة في بشره وتواريخه وأمكنته وعبر تتبع شخصيات متعددة، الأولى سنقع
عليها في سيارتها وهي متوجهة للقاء أحد ما، وهي عالقة بالازدحام، ومن ثم في
مأزق توفير مكان توقف فيه سيارتها، والشخصية الثانية هي لرسام نجده يشتري
أفلاماً للرسم والتخطيط، مروراً بالروائي المصري مكاوي سعيد موجوداً في
متجر للانتيكات والوثائق، ونبشه وبرفقة صاحب المتجر تاريخ مصر وقصصها من
خلال الأشياء الكثيرة التي يحتويها ذلك المتجر من ملصقات وعلب وصناديق
وأورواق تؤرشف كل ما شهدته مصر، وصولاً إلى الأسطونات الموسيقية وسماع
أغاني سيد قشطة والحديث عنه وغير ذلك مما يعلّق عليه مكاوي سعيد في تبادل
لمعلومات ووقائع شهدتها مصر في ما مضى.
هناك أيضاً السيدة صاحبة مطعم «استرويل» إضافة لصاحب مشروع خاص بتوثيق
وتأريخ مباني وسط البلد، وصولاً إلى باعة الأرصفة وأهازيجهم، ولنكون في
الفيلم أمام خمسة خطوط سردية، أو خمس طرق لها أن تلتقي في وسط البلد، بما
يضع المشاهد أمام تنويعات ومقاربات مختلفة لهذه المنطقة، بما يجعله يعيش
تفاصليها، ويحيط بكل ما تمثله هذه المنطقة في حيوية لافتة وجميلة تستثمر في
المكان وتجعل من شهادات الأشخاص سابقي الذكر على اتصال بالمكان والصورة،
فكل الشخصيات في النهاية موجودة في المكان ومحيطة به، وكل وفق نظرته ورؤيته
ومرجعياته.
من الواضح أن الفيلم صوّر قبل أحداث الثورة المصرية، أو أن جزءاً
كبيراً منه قد أنجز قبل ذلك، فحضور هذا الحدث يكون ملحقاً، لكن دون أن يكون
مقحماً، إذ انه يظهر على شيء من الاستدراك الذي لا يخل ببنية الفيلم
الجميلة، وعليه سنشاهد مجموعة من الأطفال تغني أغنية نقدية في الميدان،
ونرى من يقوم بإعادة طلاء سور من أسوار الميدان وغير ذلك، وصولاً إلى نقاش
سريع مع بعض المعتصمين ما بعد رحيل حسني مبارك، دون العودة إلى صور أرشيفية
للثورة وهذا جيد، كون ذلك لو حدث لأساء للفيلم وأخرجه من سياقه ذي الهدف
الواضح والصريح المتمثل بتقديم وثيقة جمالية محكمة لوسط البلد في القاهرة،
ولنختم بالسؤال: هل نجح شريف البندراي في فيلمه الوثائقي الثاني في إنجاز
ذلك؟ والإجابة ستكون بالإيجاب مع الثناء على استثمار كل العناصر التي بنى
البنداري فيلمه عليها، ولتلتقي جميعاً في النهاية.
الإمارات اليوم في
30/10/2011
«ترايبيكا» بين رشدي زام و... أحمد غصين:
إنتاجات متواضعة تجاوزت الـ«ذهب» الهوليوودي
زياد عبد الله
أقفل «مهرجان الدوحة ترايبيكا» السينمائي دورته الثالثة، على فوز
الجزائري مرزاق علواش بجائزة أفضل فيلم روائي عن شريطه «نورمال». الأفلام
المستقلّة والشابّة عموماً حصدت معظم الجوائز
الدوحة | مع «الذهب الأسود»، بدأت الدورة الثالثة من «مهرجان الدوحة
ترايبيكا السينمائي»... ومع «السيّدة» للوك بوسون، أقفلت أبوابها أوّل من
أمس. «نورمال»، شريط الجزائري مرزاق علواش، فاز بجائزة أفضل روائي عربي،
متقدّماً على7 أفلام شاركت في المسابقة، علماً أنّ السينمائي السوري محمد
ملص كان على رأس لجنة التحكيم.
جائزة أفضل مخرج كانت من نصيب المغربي رشدي زام عن فيلمه «عمر قتلني»،
فيما ذهبت جائزة أفضل أداء لسامي بوعجيلة عن دوره في العمل نفسه. أمّا
جائزة أفضل وثائقي، فكانت من نصيب «العذراء، الأقباط، وأنا» للفرنسي من أصل
مصري نمير عبد المسيح، كما حازت جائزة أفضل إخراج في الفئة نفسها المخرجة
اللبنانية رانيا اسطفان عن فيلمها «اختفاءات سعاد حسني الثلاثة». وفاز فيلم
«وينك؟» للسعودي عبد العزيز النجيم بجائزة أفضل فيلم قصير، فيما نوّهت لجنة
التحكيم بعمل وثائقي ابداعي للمخرج اللبناني الشاب أحمد غصين بعنوان «أبي
ما زال شيوعياً، أسرار حميمة للجميع».
بلغت كلفة فيلم الافتتاح «الذهب الأسود» 55 مليون دولار، وهو إنتاج
مشترك بين «مؤسسة الدوحة للأفلام» و«كوينتا» للإعلام للمنتج التونسي طارق
بن عمار. وقد روّج «مهرجان الدوحة ترابيكا» لهذا العمل، باعتباره «بداية
عصر جديد للسينما العربية!». ولعلّها بداية جديدة لناحية الكلفة الإنتاجية
فقط. فالعمل من إخراج الفرنسي جان جاك أنو، كما أنّه ناطق بالانكليزية،
باستثناء عبارات مثل «الله أكبر»، و«ما صشاء الله»، و«السلام عليكم». تدور
الأحداث في شبه جزيرة العرب، وتروي الصراع بين الأمير نسيب (أنطونيو
بانديراس) والأمير عمار (مارك سترونغ) بعد اكتشاف الأميركيين للنفط. الأول
يريد لمملكته أن تصبح قوية وغنية، والثاني يرى أن النفط سيخرب المنطقة بمن
فيها. الأمير عودة، ابن عمار، (طاهر رحيم)، سيتخلّى عن ولعه بالقراءة
والكتب، ويتولّى قيادة الحرب ضدّ نسيب... لكنّ الأمير الشاب يعشق ابنة
غريمه، الأميرة لالا (فريدا بينتو). في الخلاصة، سنكون أمام بنية هوليوودية
لمسلسل بدوي، بإمكانات هائلة، وقدرات على إدارة المعارك.
وعلى النقيض من «الذهب الأسود»، جاء «نورمال» فيلم مرزاق علواش.
الشريط المتقشّف صوّر بكاميرا ديجيتال، ويحكي فيه صاحب «عمر قتلاتو» عن
فيلم غير مكتمل. نقع منذ البداية على مخرجٍ وزوجته يخوضان نقاشاً طويلاً
حول تظاهرات تشهدها الجزائر العاصمة. يدعو المخرج الممثلين المشاركين في
فيلمه إلى مشاهدة نسخة غير مكتمله منه، إذ يعتزم تضمينه مشاهد مما يدور في
شوارع العاصمة، فيما تهتمّ زوجته بالمشاركة في التظاهرات. ولعلّ عرض هذين
الخيارين هو لبّ الفيلم الذي يطرح سؤالاً كبيراً حول دور الفنان عند
المنعطفات التاريخيّة: فهل تقتصر مهمّته على إنجاز عمل فنّي، أم عليه
المشاركة في الاحتجاجات الشعبيّة؟
في «عمر قتلني» («الأخبار»، 11/ 8/ 2011)، نكتشف رشدي زام في أولى
تجاربه الإخراجيّة. قصة عمر، البستاني المغربي، هزت الرأي العام الفرنسي،
إذ تحمل في طياتها إضاءةً مؤلمة على العنصرية تجاه المهاجرين العرب. لا
يعطينا الفيلم متسعاً من الوقت للمضي خلف قصّته الموزّعة بين الماضي
والحاضر... كل ما سنشاهده يتمركز حول مقتل ارستقراطية فرنسية، كتبت على
الجدار في القبو حيث قتلت: «عمر قتلني»، بدمها ومع خطأ املائي فاضح. وعمر
ليس إلا البستاني العامل في حديقتها، وهو مهاجر مغربي لا يعرف القراءة
والكتابة، ويعمل كوالده بستانياً، ويعد السيدة بمثابة أمّ ثانية له. إيقاع
الفيلم مدهش. في المحكمة، يحكي عمر عن نفسه بالعربيّة، ويتولّى مترجم نقل
ما يقوله إلى الفرنسية. ثمّ يتحرك الفيلم نحو استعادة لحظات اعتقال عمر،
واستجوابه بالفرنسية، وتلاعب الشرطة بالأدلة بما يخدم إدانة عمر... فكل
فرنسا آمنت ببراءة عمر، باستثناء القضاء!
الأخبار اللبنانية في
30/10/2011
مع عدد من النجوم والمخرجين الخليجيين
منع سعد الفرج من حضور اختتام مهرجان الدوحة - تروبيكا
الدوحة ـ خاص
مع وصول النجم سعد الفرج وعدد بارز من الفنانين والمخرجين الخليجيين
كانوا برفقته، لحضور الحفل الختامي لمهرجان «الدوحة - تروبيكا» السينمائي
لم يتم التعرف عليه، من قبل العناصر الشابة التي وضعت في المدخل، وبعد
انتظار والسؤال عن هويته، ظل خلالها نجمنا القدير يتمتع بكثير من الهدوء
شأنه شأن بقية العناصر ومنهم النجم السعودي عبدالمحسن النمر والمخرج
البحريني بسام الذوادي والمخرج الكويتي عبدالله بوشهري، وبعد انتظار طال
أمده، جاء من ينقذ الأمر، ليدخل المجموعة...
ولكن الفضيحة بدأت بعد الدخول، حيث تم دفع المجموعة الى بوابة موازية،
لا توصل الى حيث البساط الأحمر، الذي يسير عليه النجوم الضيوف، علما بان
نجمنا الكبير سعد الفرج يشارك في فعاليات المهرجان بوصفه ضيف شرف، شأنه شأن
بقية النجوم، وايضا النجوم الذين كانوا برفقته.
وتم تجاوز ذلك الأمر، احتراما لأصحاب الدعوة الكرام، وعند باب الدخول
الى الصالة، حدث ذات الأمر، حيث تم منع المجموعة، من قبل كوادر من المنظمين
المتطوعين، وبعد حوار وجدل، جاءت احدى المنظمات من الجنسية اليمنية، التي
تعرضت على نجمنا الكبير، وسمحت له بالدخول مع بقية العناصر...
وهنا ايضا وجدت المجموعة نفسها في ورطة اخرى، حيث ان هذه البوابة التي
دخلوا منها، تسمح لهم بالدخول الى المدرجات ومع الجمهور، وليس مع كبار
الضيوف، كما هو مقرر، ويبدو ان هذا الأمر، لم يعد امامه ما يدعو الى
الانتظار، فكان القرار بالانسحاب.
وفي تصريح خاص أكد النجم القدير سعد الفرج انه يكن لدولة قطر وشيوخها
الكرام وقيادتها السياسية وشعبها العظيم والعناصر الفنية كل معاني التقدير
والاحترام، وان زيارته الى الدوحة، كانت بناء على دعوة رسمية، وانه فوجئ
بما حصل معه ومع عدد من النجوم والمخرجين في الحفل الختامي، وهو يصف ذلك،
بسوء التنظيم، قياسا بما يحصل من تنظيم رفيع المستوى في العديد من
المهرجانات السينمائية التي تشهدها المنطقة، وايضا المهرجانات السينمائية
العالمية، وآخرها مشاركته في مهرجان كان السينمائي الدولي، حيث استقبل على
البساط الاحمر الى جوار كبار نجوم السينما العالمية، عند عرضه فيلمه الجديد
«تورا بورا» اخراج المخرج الكويتي وليد العوضي.
وكرر الفنان القدير: انه سوء تنظيم فقط.. خاص بالمهرجان، وعلاقتي
بأهلي في الدوحة لن يؤثر عليها مثل هذا الأمر الطارئ.
وفي الاطار نفسه صرح الفنان السعودي عبدالمحسن النمر انه فوجئ بأن
جميع العناصر التي وضعت في الاستقبال أو النواحي التنظيمية لا تعرف
الفنانين الخليجيين أو حتى القطريين من ابناء البلد.. وشدد على ضرورة أن
يتجاوز المهرجان عقدة الأجنبي ويهتم بأبناء البلد والمنطقة، شأنهم شأن بقية
الفنانين والمخرجين والإعلاميين.
هذا وأشار المخرج الكويتي «عبدالله بوشهري» الى انه في غاية الحزن،
وهو يعيش ذلك الموقف الذي تعرض له أهم نجوم الفن في الكويت والخليج الفنان
القدير سعد الفرج والذي وصفه بأنه أحد اهرامات الفن الشامخة في المنطقة.
وأكد بوشهري أن المهرجان ورغم دوراته السابقة إلا أنه يعيش حالة صريحة
من الخلل والفوضى في التنظيم والبرمجة والمواعيد ما يؤكد ان عناصر المهرجان
المنظمة لم تكن بمستوى المسؤوليات التي أنيطت بها، وهي تمثل بلدا حبيبا إلى
أنفسنا، وللأسف، فإن جميع الكوادر هي كوادر غير قطرية.. ولربما ليست لها
علاقة بصناعة الفن السابع أو حتى بتنظيم المهرجانات على المستوى الدولي.
ودعا بوشهري الى أهمية أن تتوقف اللجنة المنظمة أمام هذه الحادثة
بكثير من الشفافية والوضوح لدراستها وتحليلها من أجل مستقبل هذا المهرجان
الذي يحمل اسم «الدوحة» ودولة قطر قبل أي شيء آخر.
دعيج الخليفة :
الدوحة - تروبيكا السينمائي فرصة لتبادل الخبرات
أكد الشيخ دعيج الخليفة الصباح أن مهرجان الدوحة - تروبيكا السينمائي
يعتبر فرصة عظيمة لتبادل الخبرات بين صناع السينما العالمية والعربية،
معرباً عن سعادته لحضور حفل الافتتاح وسط كوكبة من ألمع النجوم.
وقال إن نجاح تروبيكا وظهوره بأفضل صورة ابهرني ونجاحه يعتبر نجاحا
للدول العربية والخليجية، خصوصاً أننا في الخليج نسعى دائماً إلى تنظيم مثل
هذه الفعاليات العالمية التي تستقطب أبرز الوجوه على الساحتين الفنيتين
العالمية والعربية.
وأضاف الشيخ دعيج أن الدوحة أصبحت علامة في استقطاب المهرجانات
والفعاليات العالمية والدولية، خصوصاً أنها تنظم النسخة الثالثة من
المهرجان، ما يؤكد أنها تشهد تطوراً ملحوظاً في صناعة السينما والكثير من
المجالات المختلفة. وأوضح أن تروبيكا يعتبر فرصة عظيمة لجميع فئات المجتمع
المهتمين بعالم السينما وإلى أي مدى تطورت صناعتها، وذلك من خلال الأفلام
والمناقشات والورش والندوات التي سيتم تنظيمها والتي ستتيح الفرصة للجميع
لمناقشة أبرز وجوه صناعة السينما.
النهار الكويتية في
31/10/2011 |