يجري تجميع المادة الوثائقية لفيلم على مراحل وفترات زمنية لا يمكن
حصرها، لها أن تطول أو تقصر، وهذا عائد لظروف كثيرة، وقد يحدث ذلك دفعة
واحدة وفي سياق واضح ومحدد يمضي في سياق، ولعل هذه البداية تأتي تقديماً
أولياً لفيلمين عُرضا في الدورة الخامسة لمهرجان الخليج السينمائي، لهما أن
يكونا وثيقتين عن مدينتين عربيتين، الأول عن دبي وهو «غبار برّاق: العثور
على الفن في دبي»، لكيتي تشانغ، ضمن أفلام المسابقة الرسمية للأفلام
الطويلة، والثاني عن الرياض بعنوان «المملكة العربية السعودية في عيونهم»
لخليل النابلسي، ضمن برنامج «أضواء».
«غبار برّاق: العثور على الفن في دبي» يبدأ من المدينة التي سيعثر على
الفن بها، ولعل الفيلم ينقسم إلى جزأين، الأول يسعى إلى مقاربة دبي، وعلى
شيء من التنويع في اللقطات والمشاهد للأبراج والتوسع العمراني للمدينة،
وعلى شيء يمنح الشعور الملتصق بمدينة دبي، المتمثل في أنها مدينة غير
منتهية على الدوام، يمكن لها أن تكتسب أشكالاً ومناطق جديدة لم تكن موجودة
منذ أشهر قليلة، وعليه تحضر مواقع الإنشاء والتعمير والعمال لازمةً متكررةً
في الفيلم، ليس لها أن تغيب حتى نهاية الفيلم، مع التأكيد على مساحة العيش
المشترك لكل الجنسيات التي حطت رحالها في هذه المدينة «الكوزموبوليتانية»
بما في ذلك أنماط العيش التي تضمن لها المدينة الحرية، والتي تتحرك كما
سيظهر في الفيلم في مؤشر يتفق وخيارات الفرد بأن يكون منسجماً مع قناعاته،
ولينتقل الفيلم بعد ذلك إلى الجزء الثاني المتعلق بالعثور على الفن في دبي،
واجداً في «آرت دبي» منطلقاً نحو اكتشافاته، التي سرعان ما تتمركز في
رسامين، مثل الهندي فيفك بريمشتندران والإيرانية شقايق عربي والمصور المصري
حازم مهدي، وليتحدث كل على طريقته الخاصة عن علاقته بمدينة دبي، فحازم مهدي
ولد وعاش كل حياته في دبي، وقد درس في الجامعة الأميركية في دبي، ولكن حين
تخرجه فإن عليه أن يبحث عن عمل ليستخلص عن طريقه إقامة تبقيه في المدينة
التي لا يريد أن يفارقها، وليمضي ذلك برفقة التعرف إلى أعماله الفنية التي
تحمل الكثير من التميز، والتي يمكن أن نصادق على وصفه لها بالإشكالية.
الأمر نفسه سنتعرف إليه مع فيفك بريمشتندران وشقايق عربي، حيث ستمضي
شهادتاهما بالمدينة جنباً إلى جنب مع أعمالهما، لا بل سنتابعهما يقومان
برسم اللوحات والتحضير لمعرض وغير ذلك.
الفيلم عن دبي لكنه عن ظاهرة انتشار المعارض الفنية فيها، أعداد
«الغاليريات» المتنامية بشكل لافت في السنوات الخمس الأخيرة، لكنه أيضاً
مبحث جمالي عن حضور الفن في المدينة نفسها، في شوارعها وساحاتها، الذي
سينحاز إلى العمارة أكثر من الفن، فأحد أصحاب الغاليريات لن يتمكن من أن
يستدعي عملاً فنياً واحداً يستوقفه في دبي، بينما يتكلم آخر عن فراشة مدينة
دبي للإعلام، كما أن الحديث عن مساحة الحرية التي يقدمها الفيلم في جزئه
الأول، سيتناولها الفنانون بطريقة مغايرة حين يتكلمون عن «التابوهات» التي
يواجهونها في أعمالهم، وممارستهم نوعاً من الرقابة الذاتية التي تتناغم مع
العادات والتقاليد الإماراتية. بنية الفيلم مضطربة، مع أن المادة المجمعة
تستدعي الكثير، لكن ترتيبها بحاجة إلى إعادة مونتاج، لا بل إن الرسوم التي
تدخل الشاشة لتقول شيئاً، تبدو مرتجلة، يجري تذكرها وحضورها فجأة، إذ إن
المادة تجميعية، مصورة على فترات جرى بعد ذلك ترتيبها من دون توليفها في
سياق رصين، وليكون أهم ما في الفيلم هو تتبع ما تقوله الشخصيات من دون
تحميله آراء صانعة الفيلم، بمعنى أن الآراء التي تحتشد في الفيلم حول العيش
في دبي تتفاوت وتتناقض وتختلف، كما على كل إنسان أن يجد حياته في خضم مدينة
تحتضن الجميع.
بالانتقال إلى فيلم «المملكة العربية السعودية في عيونهم» تحضر الرياض
بوصفها مدينة لها أن تكون مختلفة تماماً عن دبي، على الرغم من قربها
الجغرافي، وليكون الفيلم على شيء من المادة الوثائقية التي تعتمد بنية
الفيلم التسجيلي التقليدية المتمثلة في مجموعة من المقابلات لشخصيات غربية
تعيش وتعمل في الرياض، وإلحاق كل شهادة بـ«انسرت» له أن يكون المعادل
البصري لما يقولونه، وهو فيلم صالح تماماً للقنوات التلفزيونية لا بل هو من
انتاج «الجزيرة الوثائقية».
بالعودة إلى ما يحمله الفيلم، فإن مدينة مثل الرياض لن تقبل البشر كما
هم مثلما هي الحال مع دبي، فهي مدينة مغلقة متحجرة ومنجزة لا تعد بآفاق
تتخطى ما هي عليه، إذ إن الرياض ستسأل الوافدين إليها أن يجروا تعديلات
جذرية على أنماط عيشهم، ولعل الحديث عن التنوع الثقافي في مدينة كالرياض
سيكون أمراً يستدعي من هذا التنوع الالتزام بنمط ثقافي واحد وخلع ما عداه،
نمط تفرضه المدينة على كل الوافدين إليها، لا بل إن اللافت في الفيلم أن
الشخصيات كلها تجتمع على أنها وإن كانت أوروبية أو أميركية فإنها تعتنق
الإسلام، عدا تلك المرأة الليتوانية ومعها ذلك الشاب الأميركي الذي ولد
وعاش في الرياض، غادرها ثم عاد إليها كما لو أنها مدينته النهائية. وبناء
على ما تقدم فإن الشخصيات التي ستروي قصة عيشها في الرياض، متراوحة بين رجل
أميركي وعائلته، حيث يعمل هذا الرجل في شركة سعودية وهو مسلم وملتزم تماماً
بالتعاليم، وزوجته الأميركية منتقبة، وأولاده يعرفون «العربية» كما
«الانجليزية» تماماً، ومع هذه العائلة ستبدو الحياة في الرياض أجمل من
الولايات المتحدة بالنسبة إليهم، بينما نتعرف إلى أميركي آخر يجد في العيش
مساحة يستطيع فيها ممارسة نمط حياته الأميركي في المجمعات السكنية الخاصة
بالأجانب، إضافة إلى تمتعه بقيادة الدراجات الرباعية الدفع في الكثبان
الرملية، بينما الشاب الأميركي كل أصدقائه من السعوديين، وقد تم استدعاؤه
من قبل الأمير تركي الفيصل لبحث سبل التأسيس للسينما في المملكة، أما
المرأة الليتوانية فستروي الصعوبات التي واجهتها في البداية لتتمكن من
التأقلم والعيش في المملكة، وصولاً إلى امرأة أوروبية متزوجة من رجل سعودي.
سيكون الفيلم ومن خلال الشهادات المتوالية بمثابة بحث أنثروبولجي إن صح
الوصف، وسيمضي الفيلم في تتبع كل تفاصيل العيش، علاقة هؤلاء مع السعوديين
والعرب، ما يجابهونه من مشكلات، وفي تتبع لكل ما يتصل بالحياة من ملابس
وأطعمة وغير ذلك من تفاصيل لها أن تكون في النهاية مختلف نواحي الحياة
اليومية لهؤلاء الأشخاص وهم يشاركوننا كيف يرون المملكة العربية السعودية.
الإمارات اليوم في
15/04/2012
«تقاطعات»
مع أفلام قصيرة حول العالم
زياد عبدالله
الفيلم القصير نمط سينمائي قائم بذاته، ولعل مهرجان الخليج هو الفرصة
الأكبر لمشاهدة هذا النمط في الدولة ومنطقة الخليج، حيث يشكل الفيلم القصير
أكثر من ثلاثة أرباع المعروض فيه، وعلى شيء يتسق مع أفلام شباب الخليج
المشتغلين على صناعة أفلام قصيرة، مضافاً إلى ذلك برنامج «تقاطعات» الذي
يستحق الترقب في كل عام لما يحمله من مختارات لها أن تشكل بانوراما لأهم
الأفلام القصيرة حول العالم، التي تحمل الكثير وتكون على الدوام قادرة على
إدهاشنا.
من «تقاطعات» أمر على ثلاثة أفلام من بين 17 فيلماً تعرض ضمن هذا
البرنامج، بأن أقع على الزمن متوقفاً في «سرعة الماضي» للفرنسي دومنيك
روشه، بما يتفق أيضاً مع عنوان الفيلم نفسه، حيث سنقع على زوجين شابين،
والحدث الرئيس سيكون بقيام الزوج بالصعود إلى سطح البيت لإصلاحه، فإذا بشيء
خارق يقع، زلزال أو ما شابه، لكن ما يحدث أن الزوج يقع من السطح لكنه يبقى
واقفاً في الهواء وحوله هالة من الحجارة التي لفظها السقف، إضافة إلى
مطرقته، ويبقى كذلك من دون أن يطرأ أي تغيير عليه، كما سيحدث شيء مماثل
داخل البيت حيث ستطفو أشياء وتبقى معلقة في الهواء كما لو أنها من دون
جاذبية أرضية.
حسناً سيبقى الزوج على حاله، ولعل سرعة الماضي ولتكون مفهومة فإنها
بسرعة الحاضر، حيث إن الزوجة ستضع فراشاً تحت زوجها المعلق لكي يقع عليه،
وستراكم أشياء كثيرة فوق بعضها بعضاً لتشكل برجاً يصل بها إلى زوجها، وفي
أثناء ذلك ستأتي مجموعة ممن يرتدون ثياب التجارب النووية، وسيقع واحد منهم
في حبها، ستعيش معه وتكبر وتهرم من دون أن يتغير في وضع زوجه إلى أنه يقترب
من الأرض أكثر، وحين يقع على الفراش، تكون زوجته قد ماتت بينما زوجها
الجديد يعود من قبرها.
الفيلم مدهش وأصيل، وإن معاينة ما تقدم ستضعنا أمام أفكار كثيرة على
اتصال بالزمن والحياة والموت وعلى مستويات متداخلة، متصلة ومنفصلة، كأن
تداهم المشاهد فكرة أن من يموت شاباً يبقى شاباً بينما يمضي من بقي على قيد
الحياة وهو يهرم، بينما من مات رابض لا يفارقه.
في فيلم منية مدّور «إدفيج» يحضر شيء شكّل على الدوام سؤالاً درامياً
بامتياز، متعلقاً بمن يقومون بأعمالهم على غفلة منها، وليست إدفيج إلا
عاملة في فندق تنظف غرفه، حيث النزيل يعود إلى غرفته فيجدها نظيفة ومرتبة
من دون أن يعنيه أو يعرف من قام بذلك، وحين يعرف فإنه يتعامل مع هذه
العاملة كما لو أنها جزء من أثاث الفندق، لكن ماذا لو كانت ادفيج وحيدة وقد
وجدت في أحد النزلاء حب حياتها من دون أن يعرف ذلك النزيل أنه كذلك وهو
الذي لم يتبادل مع ادفيج سوى بضعة كلمات تمثلت في سؤاله لها أن تخيط له
قميصاً، ولتأخذ أدفيج قميص النزيل معها كما لو أنه لقية وترقص معه، كما
ستفعل بشرشف سرير النزيل الذي تأخذه معها إلى البيت وتستبدله بشرشفها لا
لشيء إلا لأنه يحمل رائحة ذلك الرجل، ولتكون نقطة الانعطاف الدرامي متمثلة
في أن لدى هذا النزيل حبيبة ستقاسمه غرفته.
أختم هذه المقاربة بفيلم المجري بالاز سيموني «النهاية» الذي يمكن
وصفه بالآسر، حيث إنه يبدأ من سيارة تضم رجلاً وامرأة، ولتخرج المرأة ومعها
ورود للبيع، وتدخل بها حانة، سرعان ما تسلّم سياق الفيلم إلى شخصيات أخرى
في الحانة، وصولاً إلى رجلين ببدلتين، يخرجان من الحانة ونرافقهما ليدخلا
ممرات تحتوي على أشياء غريبة: دب هائل الحجم، رجل وامرأة يتبادلان قبلة
وبرفقة ذلك يتصاعد صوت أوبرالي ونحن نكتشف أننا في كواليس مسرح، وما هذان
الرجلان إلا عازفين سيؤديان ضربة الختام بينما الورود التي بدأ بها الفيلم
سترمى على المغنية.
الإمارات اليوم في
15/04/2012
الأفلام القصيرة.. مناقشة درامية لرؤى شبابية
كاميرا المخرجات الإماراتيات.. جرأة والتزام وتفاؤل
محمد عبدالمقصود - دبي
أكدت إماراتيات مشاركات بأفلام معظمها قصيرة في مهرجان الخليج
السينمائي، الذي تختتم فعالياته بدبي غداً، أنهن حصلن على دعم أسري ومجتمعي
استثنائي من أجل إنجاز أفلامهن، رغم أنهن لايزلن في مرحلة الدراسة
الجامعية، مؤكدات أن هناك حالة انفتاح ووعي بأهمية دور الإماراتية في حاضر
ومستقبل بلادها، بما في ذلك الإعلامية التي تختار مجال صناعة الأفلام
مجالاً لها، مشيرات إلى أن الجرأة لا تعني النبش باتجاه السلبيات، أو تغييب
النظرة المتفائلة بالغد، فضلاً عن الالتزام بقضايا الوطن وتحديات المجتمع.
في المقابل، حملت عشرات الأفلام الإماراتية المشاركة، التي أنتجها
شباب وفتيات إماراتيون، العديد من القضايا التي سعى مبدعوها إلى التعبير عن
رؤاهم باتجاهها، وتسليط الضوء عليها، في الوقت الذي جاءت نقاشاتهم مؤكدة أن
كثيراً من المشروعات الإبداعية في عالم الفن السابع تنتظرهم في المستقبل
القريب.
وشهدت الأفلام الإماراتية القصيرة المشاركة في دورة هذا العام خصوصاً،
بما فيها أفلام الطلبة، تنوعاً كبيراً في كم القضايا التي يثيرها المحتوى
الدرامي، وتخطت أعمال بعينها أخطاء متوقعة في العمل الأول، لتعكس نضجاً في
التعامل مع الأدوات الإخراجية والإنتاجية، في الوقت الذي بدا فيه بشكل واضح
أن القضايا المجتمعية هي الهاجس الأول للمخرجات الإماراتيات.
أولويات الوطن
«قادرات على المناقشة الجادة لقضايا حقيقية ملحة، سواء في عوالم المرأة
والفتاة الإماراتية خصوصاً، أو غير ذلك، ولكن على نحو يعي أولويات الوطن»..
هذا ما تؤكده مخرجة الفيلم القصير الوحيد المشارك من كلية التقنية العليا
للطالبات برأس الخيمة، فاطمة عبدالله النايح، مضيفة: «نشعر بأن هناك قدراً
كبيراً من الثقة والأمل أيضاً يخصنا بهما الأهل والمجتمع، من أجل أن نكون
مساهمات فاعلات في نهضة المجتمع، وإذا كنا الآن في أولى خطواتنا ونحن
لانزال طالبات نهتم في المقام الأول بالدراسة الأكاديمية، فإننا نتطلع إلى
مزيد من التجارب السينمائية القادرة على ألا تكتفي فقط برصد القضايا
المجتمعية، بل مناقشتها بجرأة لا تعدم الاتزان من أجل الإسهام في الوصول
إلى حلول ناجعة لها».
الطالبة في الكلية نفسها، مريم راشد الطنيجي، هي من تولت مهام الإضاءة
والصوت من أجل الإنجاز الجماعي للفيلم الذي انتهوا منه أثناء دراستهم في
السنة الأولى من الكلية، ترى أن «هناك كثيراً من القضايا ذات الأولويات
الملحة التي تنتظرها شخصيا للخوض فيها بمخيلة المخرجة»، مضيفة: «تخطى
المجتمع الإماراتي حالة التشكيك في قدرات المرأة في الإسهام الفاعل في
نهضته، كما أن اختيار الفتاة لمجال الإخراج السينمائي لم يعد خياراً صادماً
للأهل والمجتمع، وهي مرحلة تلقي بالكرة في ملعب فتيات هذا الجيل، الذي من
المؤكد سيصبح أكثر امتلاكاً لأدوات قادرة على النفاد إلى المسكوت عنه من
قضايا وأمراض اجتماعية بحاجة إلى جرأة، من أجل الوصول إلى علاجات ناجعة لها».
وقالت الطنيجي إن «الدعمين العائلي والمجتمعي يؤكدان تلاشي الانطباع
السيئ الذي يحول دون ممارسة الفتاة لمهنة الإخراج تحت ضغط الأهل، فضلاً عن
تزايد الوعي المجتمعي»، مضيفة: «لم يقتصر دعم أسرنا على الجانب المعنوي أو
حتى المالي فقط، بل شارك بعضهم معنا في صناعة الفيلم نفسها، سواء بالنسبة
للأخوة والأخوات أو الآباء، بل إن قصة الفيلم الأصلية قبل أن نقوم بإعداد
سيناريو لها، هي بالأساس من ضمن مجموعة قصص للكاتبة منى العلي التي أبدت
اهتماماً كبيراً في أن تراها مبلورة في عمل درامي سينمائي».
الطالبة شما أحمد الشحي، التي قامت بكتابة سيناريو «رذاذ الحياة» أكدت
كزميلتها أن «مجال الإخراج السينمائي هو نافذة أساسية بالنسبة لمستقبلها
العملي، إضافة إلى مجالات أخرى تتناسب مع تأهلها من قسم الإعلام والاتصال
الجماهيري، لاسيما أنهن باكورة طالبات هذا القسم الذي تأسس حديثاً منذ عام
واحد فقط في كلية التقنية برأس الخيمة».
«بداية.. نهاية» هو عنوان فيلم الطالبة
بكلية الإعلام بجامعة الإمارات عائشة عبدالله، التي تشارك في
المهرجان أيضاً للمرة الأولى، ورغم أنها ترى أن «هناك عوائق مجتمعية لاتزال
تغلق بعض القضايا أمام الجدال الإبداعي، خصوصاً السينمائي، إلا أنها تشارك
زميلاتها في أن هناك انفراجة في مدى تقبل المجتمع للمخرجة الإماراتية خصوصا».
خيار استكمال مسيرة الإخراج والمناقشة الجريئة والمتزنة للقضايا على
نحو يذيب هامش المسكوت عنه، هو أيضاً خيار عائشة عبدالله، التي ترى أن
«حالة الانفتاح الثقافي عموماً أنعشت السينما الإماراتية وصبت في مصلحة
بنات جيلها اللائي وصفهتم بالمحظوظات».
وبفيلم بعنوان «النخلة العجوز» تشارك الطالبة إيمان السويدي، في
مسابقة الطلبة للأفلام الخليجية القصيرة، وعلى الرغم من أنها اختارت محتوى
يعالج قضية عقوق الأبناء لوالديهم المسنين، إلا أن السويدي تشارك أيضاً
زميلاتها بأن «كاميرا المخرجات يجب أن تغوص في قضايا ملتصقة بهموم المجتمع
المحلي عموماً، دون أن تستثني مشكلات الفتيات والطالبات التي تدخل ضمن فئة
القضايا التي تصنف على أنها، مسكوت عنها».
تشجيع الأهل وتأييدهم، بل ومساعدتهم رافق المخرجات على اختلاف المحتوى
الدرامي لقصصهم، إذ تضيف السويدي: «القصة مأخوذة من مجموعة قصصية لشقيقة
والدي، وأسرتي كانت المعين الأول لي على التشجيع لإنجاز الفيلم في وقت قصير
للغاية».
أبطالنا «حقيقيون»
يكشف معظم المخرجين الشباب والفتيات أن ممثليهم الذين يقومون بأدوار
رئيسة في أفلامهم «حقيقيون»، بمعنى أنهم ليسوا ممثلين محترفين، بقدر ما هم
أشخاص كل ما يربطهم بمخرج الفيلم صلات القربى أو الصداقة، أو حتى المساعدة
التطوعية.
وأكدت مخرجات إماراتيات يخضن تجاربهن الأولى أنهن حظين بتشجيع كبير من
أسرهن، ما يحفزهن لأن ينفتحن بشكل أكبر على قضايا شائكة أصبح المجتمع أكثر
انفتاحاً على مناقشتها، إيماناً بالقدرة الفائقة للفن السابع على مناقشة
قضايا جادة، من المؤكد أن سلبيات «السكوت عنها» ستتضخم في حال تفضيل سياسة
«غض الطرف عنها».
وأكدت طالبات يشاركن بالفيلم الوحيد الذي يمثل أحدث الأقسام المعتمدة
في كلية تقنية راس الخيمة الخيمة للطالبات، وهو قسم الإعلام، أن خيارهن
المستقبلي هو امتهان الإخراج، بعد أن اكتشفن من خلال تجربتهن الأولى في
«الخليج السينمائي» القدرة الفاعلة للصورة السينمائية للتأثير في قطاع عريض
من الجمهور، فضلاً عن إيصال الرسالة واضحة إلى المعنيين بالأمر.
الإمارات اليوم في
15/04/2012
«الأردن
في الضوء».. كل شيء عن السينما الناشئة
دبي ــ الإمارات اليوم
يحضر الأردن في الدورة الخامسة من مهرجان الخليج السينمائي ضيفاً على
هذه الدورة، ضمن عروض أفلام أردنية تندرج تحت مسمى «الأردن في دائرة
الضوء»، ولعل الإنتاج السينمائي الأردني مشابه للخليجي، كونهما يتلمسان
طريقهما في هذا الخصوص، كما أن الأفلام المعروضة تشير إلى تنوع يشمل
الروائي الطويل والقصير إلى جانب الوثائقي، ولنكون أمام بانوراما لإنتاجات
الأردن في العام الماضي.
الفيلم الأبرز الذي يعرض ضمن هذه التظاهرة فيلم يحيى العبدالله
«الجمعة الأخيرة»، حاصد الجوائز التي بدأت مع فوزه بجائزة اللجنة التحكيم
الخاصة في الدورة الماضية من مهرجان دبي، إضافة إلى جائزة التمثيل الرجالي
لبطل الفيلم علي سليمان، وجائزة الموسيقى التصويرية للأخوين جبران، ومن ثم
عرضه في مهرجان برلين السينمائي، وجوائز أخرى حصدها في مهرجانات عالمية
أخرى، بما يدفع لاعتبار هذا الفيلم نقطة انعطاف في هذه السينما الناشئة،
لها أن تؤدي إلى رفع مستويات الإنتاجات ودفعها إلى الأمام.
يحضر أيضاً في «الأردن في دائرة الضوء» فيلم وثائقي مهم ومميز بعنوان
«عمو نشأت» لأصيل منصور في أولى تجاربه الإخراجية السينمائية، حيث يجري
البحث في ملابسات مقتل نشأت المقاتل الفلسطيني الذي لقي حتفه على يد
الإسرائيليين، لكن عودة أصيل، «مخرج الفيلم»، ابن اخت هذا المقاتل إلى
ملابسات مقتل خاله ستقوده وتقودنا معه مشاهدين لاكتشاف أشياء كثيرة خافية
عنه وعنا.
بينما ستكون الأفلام الأخرى أفلاماً قصيرة مثلما هي الحال مع فيلم
«عبور» لمحمد الحشكي وثريا حمده، وقد عرفنا محمد الحشكي في فيلمه الروائي
الطويل «مدن ترانزيت»، الذي عرض منذ سنتين في مهرجان دبي السينمائي، وكما
يحضر فيلم «بهية ومحمود» لزيد أبوحمدان الفائز بجوائز كثيرة، وأفلام أخرى
مثل «انبثاق» لكاتيا التل و«أكرم» لأنس البلوي، و«حالة نفسية» لسارة قصقص.
الإمارات اليوم في
15/04/2012
«شجرة
أكرم»
سيمفونية سينمائية تحتفي بالرقص التعبيري
تلك الرقصة المستفزة، المحركة للجسد، وسط كثبان من رمال الصحراء، أريد
فقط السؤال لمن الفكرة، لأنها جعلتني أريد الذهاب إلى هناك، وخوض تجربة
الرقص مع الرمل لأنها فعلًا مذهلة". مداخلة قدمها أحد الحضور بعد انتهاء
عرض الفيلم الوثائقي "شجرة أكرم"، المشارك ضمن البرنامج الرسمي (أضواء)، في
مهرجان الخليج السينمائي الخامس، من إخراج وتأليف فرانشيسكو كابراس، وتصدر
فيها البطولة أشهر مصممي الرقص المعاصر في العالم أكرم خان. واحتفى الفيلم
بفنتازيا الرقص التعبيري، والمزيج العالمي للموسيقى الهندية الكلاسيكية،
والطبلة الآسيوية، والكمان والقانون والعود، مشكلة سمفونية الصورة
السينمائية وهي تسرد تفاصيل علاقة الراقص العالمي، وأعضاء فرقته بعيداً عن
الأضواء.
صبغة الخيال
جميع المشاهد في الفيلم تستوقفك عند حدود الفكرة، وهي فن الرقص
التعبيري، وفنيات المــزج بين الحركــة الجســدية وتشكيل النوتة الموسيقية
فيها. وتضمن الفيلم في موضوعة الرئيسي: البروفات التحضــيرية وطبيــعة
العلاقــة التي تجمــع بين الراقــص أكــرم خان وأعضاء الفرقة، مقدماً خان
عبرها حكايته مع كل عضو، كيف تعرف عليه، ومدى الانسجام النوعي، وإلى أي مدى
يلتقون في اللغة الواحدة وهي الموسيقى. ويؤمن خان بـ "أن تكون عالماً بشيء
ما، فهو لا شيء أبداً، ولتبدأ بالتخيل، فهو كل شيء"، لذلك فإن صبغة الخيال
كانت واضحة في الطرح الوثائقي للفيلم، عبر تشكيل رقصات في مناظر طبيعية
وحضارية احتضنتها مدن في أبوظبي. إلى جانب مشاهد من عروض حية قدمها خان على
الخشبة، استدعت وجود سبع كاميرات متخصصة، لصناعة لقطة راقصة وإبراز
تفاصيلها للمشاهد.
وفي سياق اختيار "شجرة أكرم" عنواناً للفيلم، أوضح المخرج فرانشيسكو
كابراس، أنها جاءت أثناء زيارة لهم للصحراء، للإعداد ووضع أجندة عمل الفيلم
واختيار مواقع التصوير، وقال حولها: "لقد ذهبنا إلى الصحراء، باحثين عن ما
يشكل رؤيتنا الإخراجية للفيلم، ولفتتني شجرة وحيدة في الصحراء، واستغربت
وجودها، لأن الصحراء بطبيعتها جافة ولا تحتضن كائناً نباتياً بكل هذا
الصمود، فقررت ربط اسم الشجرة بالفيلم، لأضيف خيالًا باتجاه التناغم بين
المشهد والاسم". وأضاف ان البعد الخيالي في الربط بين الشجرة وفرقة الراقص
أكرم خان، هي المنطقة المفتوحة للمشاهد للبحث عن خلفيات الفيلم، والهدف
الحقيقي من إنتاجه.
وجهة ثقافية
وبين كابراس أن اختيار خان محوراً في الفيلم، لم يكن الموضوع الرئيسي،
بل اعتمدوا البحث في عمق التفاصيل، من أجل تقديم عرض ملفت. وأضاف: هناك
أوجه وأبعاد أخرى أردنا نقلها للمشاهد. وتحدث الراقص العالمي أكرم خان،
خلال الفيلم عن وجوده في أبوظبي، مبيناً أنه كان هنا في البداية بحثاً عن
المال والثورة، ولكن بمجرد الغوص في عمق المجتمع الإماراتي، اكتشف بأن هناك
اهتماماً حكومياً في جلب فنانين من مختلف العالم، لتعزيز مكانة الوجهة
الثقافية للبلد، وهي نقطة أثارت فيه رغبة في التقرب أكثر، وتقديم الأفضل.
البيان الإماراتية في
15/04/2012
فيلمها بطول 60 دقيقة ويعد تجربتها الأولى
كاميرا كيتي تشانغ توثق فنون وجمال دبي
لطالما مثلت دبي إلهاماً لمجموعة كبيرة من الفنانين الذين وجدوا فيها
مادة ثقافية وفنية خصبة، ولكثرة ما فيها من أحداث فنية وثقافية تحولت دبي
خلال السنوات الأخيرة إلى قبلة للباحثين عن الفن. المخرجة كيتي تشانغ واحدة
ممن أسرتهم دبي بجمالياتها وطبيعة الفنون التي تحتويها، فعملت منذ اللحظة
الأولى لوصولها دبي على توثيق ذلك في فيلم بطول 60 دقيقة، حمل عنوان "غبار
براق: العثور على الفن في دبي". كيتي في حوارها مع (البيان) قالت إن الفيلم
أول تجربة لها تتحدث عن المجال الفني في دبي التي وجدت فيها مادة غنية
بالفنون، وأكدت أن الفيلم منحها الفرصة لاكتشاف دبي من زاوية مختلفة.
طبيعة وأشخاص
لا يعد هذا الفيلم الوحيد في جعبة كيتي وإنما تحمل أيضا أفلاما في
الانيمشن والوثائقية، ولكن "غبار براق" يعد فيلمها الروائي الطويل الأول.
تقول كيتي عن سبب اختيارها لهذه الفكرة: "عندما قررت الانتقال إلى دبي فضلت
أن تكون خطوتي الأولى هي التعرف على طبيعة الأشخاص الذين يعيشون بهذه
المنطقة، وطبيعة الفنون التي يتعاملون معها خاصة أنني قادمة من هذا المجال
وأدير استوديو الانتاج "مير ـ شان" الموجود في العاصمة واشنطن، وخلال ذلك
أجريت
العديد من الحوارات مع مجموعة من القاطنين هنا لأفهم طبيعة هذه المنطقة".
وأضافت: "هذا الفيلم يعد تجربتي الأولى في مجال الأفلام الروائية الطويلة
التي أتحدث فيها عن المجال الفني في دبي، ومنحني الفيلم الفرصة لاكتشاف دبي
من زاوية أخرى، ومن خلال تجربتي وجدت بأن دبي تمثل فعلاً مادة خصبة للأفلام
الوثائقية وحتى الروائية الطويلة".
لقاء أهل الفن
وخلال عملها على هذا الفيلم التقت كيتي بمجموعة كبيرة من الفنانين
التشكيليين الذين تحدثوا عن هذا القطاع، وقالت: "التقيت فنانين من
المواطنين وجنسيات مختلفة، وبتقديري أن تلون الجنسيات أعطى زخماً لمادة
الفيلم، التي لم أكتبها في الأساس، وخلال عامين تمكنت من التقاط العشرات من
المشاهد والصور التي تثبت أن دبي مدينة عالمية وأن هناك اهتمام عال في
الجانب الفني بدليل أن معظم الأحداث الفنية والثقافية المهمة تقام فيها"
وتابعت: "أدرك أن فيلمي لا يعد موسوعة متكاملة حول الفن في دبي وإنما هو
عبارة عن شرائح تستعرض الوجود الفني فيها، ولكن برغم ذلك اعتبره خطوة مهمة
لتوثيق هذا الجانب في دبي".
رحلة أب
عن مشاركتها في المهرجان قالت كيتي: "إنه لشرف لي المشاركة بفيلمي في
هذا المهرجان، خاصة وأنه يقام في المكان الذي التقينا فيه بالناس، وأعتقد
أنه يمكن لمشاهد الفيلم أن يدرك مدى التغيرات التي حدثت في دبي منذ بدء
تصوير الفيلم وحتى الآن. كيتي التي تخطط حالياً للمشاركة في هذا الفيلم
بمهرجانات سينمائية أخرى لنقل المشهد الفني في دبي إلى العالم، بدأت العمل
على إعداد فيلم وثائقي "شخصي جدا" بعنوان "طهي بابا"
(Baba Cooks)
والذي توثق فيه لمسيرة والدها وعلاقته مع الطعام خاصة وانه أصبح شيفا
معروفاً بعد انتقاله من الصين إلى الولايات المتحدة الاميركية.
محاولة اكتشاف
المخرجة كيتي تشانغ لم تعتمد في فيلهما هذا على غاليريات الفنون فقط،
وإنما اصطحبت كاميرتها في كل مكان تذهب إليه، ليبدو ذلك محاولة لاكتشاف دبي
من خلال عين الكاميرا، وبحسب كيتي، فحركتها في الشارع هي التي قادتها لهذه
الفكرة، حيث وجدت أن الفن يتواجد في كل مكان بدبي، ولدعم فيلمها زارت
العديد من الغاليريات واستويوهات الفن ومنطقة البستكية التي تعد غنية في
هذا الجانب.
البيان الإماراتية في
15/04/2012 |