حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان كان السينمائي الدولي الخامس والستون

يوميات «كان» السينمائي 2012:

عرب في لجان التحكيم

كان: محمد رُضــا

لقطة أولى

* يروي الممثل والمنتج عمرو واكد كيف واجهه، بعد اشتراكه في لجنة تحكيم دورة العام الماضي من مهرجان دبي السينمائي الدولي، منتج كان له فيلم في المسابقة، فيقول: «عاتبني الرجل حين انتهى المهرجان كون فيلمه كان مشتركا ولم يُمنح أيا من الجوائز. قال لي: ولا حتّى جائزة مونتاج؟». يضحك الممثل فاتحا سيرة اعتقاد البعض أن منح الجوائز هو أمر سهل إذ ما على عضو لجنة التحكيم إلا أن يطرح ويصر ويتساءل: «كما لو أن المسألة لا تتبع نظاما أو احترام العضو لنفسه أو للعمل الذي استلم مهامه».

* وعلى ذكر التحكيم، فإن «كان» يحفل بأربع لجان تحكيم. الأولى هي الخاصّة بأفلام المسابقة ويرأسها المخرج الإيطالي نينو موريتي والتي تضم، فيمن تضم الممثلة الفلسطينية هيام عبّاس وهي واحدة من ثلاث ممثلات لجانب كل من الألمانية دايان كروجر والفرنسية إيمانويل ديفو، كذلك هناك الممثل البريطاني يوان مكروغر. أما موريتي فهو أحد أربعة مخرجين بدوره، فإلى جانبه البريطانية أندريا أرنولد والهايتي راوول بك، والأميركي ألكسندر باين. لجنة التحكيم الثانية هي للأفلام القصيرة ويديرها جان - بيير داردان، نصف الأخوين داردان اللذين عرضا معظم أعمالهما على شاشة «كان» السينمائي من قبل وهي تضم كاتب السيناريو والمخرج البرازيلي كريم عينوز (من المرجّح أن أصوله لبنانية أو فلسطينية أو سورية). أما اللجنة الثالثة فهي لمسابقة «نظرة ما» ويرأسها الممثل الأميركي تيم روث وتضم العربية أيضا ليلى بختي المولودة في فرنسا والتي كانت ظهرت في الفيلم البلجيكي/ الإيطالي المشترك «المصدر» من أعمال مسابقة السنة الماضية. أما اللجنة الأخيرة فيقودها المخرج البرازيلي كارلوس دييغوس وهي خاصّة بجائزة الكاميرا الذهبية التي تمنح للفيلم الأول.

* استحوذت شركة واينستاين السينمائية على حقوق رواية صدرت أخيرا بعنوان «الاسم الشيفرة جيرونيمو» وهو الاسم الذي مُنح لعملية الهجوم وقتل أسامة بن لادن قبل نحو عام. بذلك سيكون بن لادن موضوعا لفيلمين بحسبان الفيلم الذي تقوم كاثلين بيغلو بإخراجه حاليا تحت عنوان «بن لادن».

لقاء مع بيل موراي

* يؤدي بل موراي دوره مجددا كأحد ممثلي فيلم وَس أندرسن الجديد «مملكة سطوع القمر»، لكنها ليست المرّة الأولى التي يقوم فيها هذا الكوميدي بالتمثيل تحت إدارة المخرج، بل هو شارك في كل أفلام أندرسن أحيانا في الدور الأول، كما في «الحياة المائية لستيف زيزو» أو في دور مساند كما الحال هنا.

انطلق موراي من التلفزيون شأنه في ذلك شأن عدد كبير من الكوميديين الأميركيين في الثمانينات ثم وإلى الظهور بنجاح على الشاشة الكبيرة مشاركا بطولة Ghostbusters مع دان أكرويد وهارولد راميس الذي أنجز نجاحا كبيرا سنة 1984 نتج عنه جزء ثان ومزيد من الأدوار في أفلام لافتة. لكن موراي بات أكثر دقة في اختياراته في السنوات الأخيرة كما سنرى في هذه المقابلة.

·         ما العلاقة المهنية القائمة بينك وبين المخرج أندرسن؟

- إنها علاقة مهنية، كما ذكرت، تقوم على احترام متبادل بيني وبين هذا المخرج الذي اعتبره واحدا من أفضل المواهب السينمائية حاليا. وأنا لست الوحيد الذي يعود في أفلامه. لا بد تعلم أن هناك عدّة أسماء تواكب عمله. أعتقد أنه يشعر بأنه يعرفنا إلى حد كاف ليثق بأن ما يقوم به حين إسناده أدوارا لنا فعل صحيح. وأنا تحديدا أثق به إلى حد كبير.

·         في «مملكة سطوع القمر» ليس هناك من بطولة فردية، على ذلك ينتظر المرء أن يراك في القيادة..

- ربما هذا هو المتوقع لكن هذا لمن لم يُشاهد الفيلم بعد. أعتقد حين يدرك ما يقوم الفيلم عليه كحكاية ومواقف يدرك أنه لم يكن بإمكان أي منا نحن الممثلين أن ننفرد ببطولة ليست في صياغة هذا العمل من الأساس. إنه عن رد فعل الكبار حيال قيام صبي وفتاة لم يبلغا بعد ثلاثة عشر سنة بالارتباط بعلاقة زواج. أنا وإد (نورتون) وبروس (ويليس) بعض هؤلاء البالغين الذين يتحمّلون تبعيات مختلفة في البيت أو في معسكر الكشافة. الفيلم كوميديا ويجب أن يؤخذ على هذا النحو.

·     كوميديا وَس أندرسن تختلف عن كوميديات سواه، وهذا ما يمكن قوله في كوميدياتك أنت أيضا. لديك قدرة تمثيل مشهد ضاحك من دون أن تبدي أنك تقصد ذلك.

- أعتبر هذا مديحا وأشكرك عليه. أعتقد أن الكوميدي عليه أن لا يسعى لإضحاك المشاهدين.

·         كيف يمكن له ذلك؟

- ما أعنيه هو أن عليه عدم التعامل مع دوره أو مع الفيلم تعامل من يعرف أنه يؤدي دورا كوميديا في فيلم كوميدي. في الحياة العادية أكثر ما يُثير الضحك هو الموقف الناتج عن سوء فهم أو عن وقع مفاجئ. لو قصدت غير ذلك فإنه لم يعد كوميديا وإن كان فهو مباشر ومدروس وهذا ينفي خصائصه في هذا النطاق.

·         هل هناك سبب وراء امتناعك عن العودة في جزء ثالث من «مقتحمو الأشباح»؟

- لا بد أن يكون هناك سبب، لكن هل أريد أن أذكره؟ (يضحك). النقاش حول هذا الفيلم لا يزال جاريا. هناك مسائل كثيرة آخذها بالحسبان حين أقرر أني أود الاشتراك في فيلم ما ولا أستطيع أن أذكرها هنا لأن الحديث هو عن فيلم معين.

·         معروف عنك أنك أصبحت دقيق الاختيار في الآونة الأخيرة. ما السبب في ذلك؟

- حسنا. ما السبب الذي من أجله يقرر الممثل أن يقبل أو يرفض مشروعا ما؟ أعتقد لو سألت هذا السؤال لجاءت الإجابات مختلفة وبعضها له علاقة باستحسان الدور. لكن عندي أن الحفاظ على مكتسباتي من ثلاثة عقود على الأقل له أولوية مطلقة في تعاملي مع العروض. مؤخرا، ولن أذكر أسماء، رددت سيناريو يمنحني بطولة مطلقة في إنتاج رئيسي. كل ما في الأمر أنني لن أقتنع بنفسي. لم أجد أنني راغب في تمثيل فيلم لمجرّد أنه إنتاج أول.

·         معظم ما تقوم به منذ سنوات هو لأفلام مستقلّة.

- صحيح. ولا أعتقد أنني مفرط في هذا الموقف. الفيلم المستقل يمنحك شعورا بأنه يتحدّث عنك في مقابل الفيلم الذي هو من إنتاج رئيسي حيث قد تشعر أنك مجرد مندوب له.

أفلام «كان»

فيلم الافتتاح: لوحات ركيكة Moonrise Kingdom * مملكة سطوع القمر (المسابقة) - إخراج: وَس أندرسون (الولايات المتحدة)

* في فيلم الافتتاح يوم الأربعاء وجدنا وَس أندرسن ينطلق في تصاميمه من رسم تفصيلي ثم ينجز بعده وعلى أثره ومن تحته أو فوقه باقي المشهد ثم باقي الفيلم. هناك رسالة تُقرأ بصوتين. لقطات قريبة على الرسالة تتقاطع معها لقطات على مشاهد أخرى في مونتاج لا يفعل - دراميا - سوى تنفيذ تعاليم المخرج من دون أن يكون له دور فعلي آخر.

«مملكة سطوع القمر»: شيء يشبه الكوميديا من دون ضحكاته، وقريب من العمل ذي الرسالة من دون وضوح. قصة حب بلا رديف عاطفي أو رومانسي وكثير من الحوار المُلقى على المسامع بالنبرة نفسها: سريعة وموجزة كما لو كانت إعلانات إذاعية.

وَس أندرسن سبق له أن خاض غمار مثل هذه المقطوعات المصوّرة في كل أعماله من «عائلة توننبومز الملكية» إلى «الحياة المائية لستيف زيزو» و«الحبار والحوت» وصولا إلى «دارجيلنغ ليمتد» أفضل أفلامه إلى اليوم.

«مملكة سطوع القمر» هو، بالوصف ذاته، أسوأ أفلامه إلى اليوم. إنه مزاولة متغرّبة عن أي لون أو مدرسة ولو أن التأثير الواضح عليه هو تأثير أساليب فرنسية لمخرجين لم ينجزوا نصف ما أنجزه أندرسن من نجاح وشهرة، علما بأنهم حققوا من الأفلام أكثر مما فعل.

بحركات سريعة يعمد إليها المخرج طوال الفيلم من دون دواع فنيّة حقيقية، يستعرض جزءا من حياة عائلة بيشوب التي تضم الأب (بيل موراي) والأم (فرنسيس مكدورماند) وأولادهما الأربعة. ثم ننتقل إلى معسكر للكشّافة علما بأن الأحداث تقع فوق جزيرة أميركية (اسمها نيو بنزانز) متاخمة للنهاية العالم جغرافيا أو هكذا تبدو. رئيس الكشّافة وورد (إد نورتون) يستيقظ صباحا ويدعو الكشّافة للانتظام في الصف الصباحي ثم للجلوس وتناول الطعام. هنا يكتشف أن أحد الأولاد، وهو صبي صغير بنظارات واسمه سام (جارد غيلمان) مختف. حين يذهب إلى خيمته ويفتحها يجدها فارغة: لقد هرب الصبي من المخيّم. الاتصال بالسلطات، ممثلة بالكابتن شارب (بروس ويليس)، ينتج عنها اكتشاف أن سوزي، ابنة عائلة بيشوب (كارا هايوورد)، هي بدورها مختفية. الهاربان يلتقيان في البراري ويتصادقان بعد عداوة قصيرة. لكن إذ ينطلق الكابتن ورئيس الكشّافة وباقي الأفراد كذلك والدا الفتاة للبحث عن الهاربين الصغيرين، تتوالى المفارقات التي تبدو كما لو كانت تريد عرقلة بعض المسائل الجوهرية التي تنام بين كلمات السيناريو، مثل حرية الاختيار والحب وفوضى الاختلاف وطبيعة الشخصيات كلها. الكشّافة ينجحون في تحديد مكان الهاربين فيتم القبض عليهما، لكنهما يفرّان من جديد، ثم يعودان لمزيد من ألعاب توم وجيري وسط عاصفة مطرية عاتية أراد المخرج لها أن تكون بمثابة انفجار لوضع.. لكننا لا نعرف تحديدا أي وضع يتحدّث عنه ذلك لأن ما رصفه من بداية الفيلم وحتى نهايته في ساعة ونصف هو مجرد مشاهد مبنية على تصاميم تفضّل التفاصيل الهندسية على العمق الإنساني.

لا عجب والحال هذه أن الروح منتفية من كل الشخصيات التي نراها اللهم باستثناء محدود للدور الذي يؤديه بروس ويليس.

الفيلم يكرر أن أحدا لا يفهم سوزي في البيت، لكنه لا يذكر سببا لذلك. في المقابل العائلة بذاتها لا تبدو قادرة على أن تفهم بعضها البعض. ولا هي بالعائلة التي يستسيغ المرء قضاء ساعة ونصف معها. كيف إذا يُراد وصف الفتاة بأنها صعبة إذا ما كان الغطاء العائلي فوقها على هذا النحو. لكن المشكلة ليست في هذه الناحية، بل في أن الجميع يمثّل كما لو كان التمثيل خارجا من عند «كوّا» واحد. النبرة ذاتها، الخلو من العاطفة نفسه والأداء الذي أريد له أن يأتي متشابها بصرف النظر عن الشخصية. وز أندرسن لا يحقق فيلما من بطولة شخصيات، بل تراه يحقق فيلما من بطولة رسومات مجسّدة بممثلين.

Paradise, Love - «الجنة حب» (المسابقة) - إخراج: أولريخ سيدل (النمسا)

* هناك شيء مؤذ في تركيبة هذا الفيلم هو الإدراك بأن الخيط رفيع بين ما هو حقيقي وبين ما هو عنصري. لكن «الجنة حب» هو فيلم حزين بشخصياته وبعالمه وبنتائجه، وربما حزين أيضا بما يخرج به المشاهد بعد ساعتي العرض.

حكاية امرأة نمساوية اسمها أنا (ماريا هوفستاتر) كانت قررت قضاء عطلة أفريقية قبل أن يبدأ الفيلم. ها هي في الترتيبات. لقد انتهت من آخر إشراف على صف من المتخلّفين ذهنيا (مشهد البداية) وهم يمارسون لعبة سيارات الملاهي، وها هي تعود إلى البيت وتدخل على غرفة ابنتها وتنتقد أنها لم تف بوعدها تنظيف غرفتها. بعد ذلك تترك ابنتها الشابّة عند أختها و… ها هي الآن تحط في كينيا. هناك فندق ساحلي قريب من البحر حيث تمتد المياه الزرقاء وديعة تحت سماء أكثر زرقة، ومجموعة من النساء يستلقين على تلك المقاعد المفتوحة فوق الرمال. هناك أيضا رجال أفريقيون يقفون فوق الرمال خارج حدود الفندق حاملين ما يبيعونه من حلي وأدوات زينة مختلفة و… جنس. «الجنّة حب» عن «بزنس» الحب المتداول في كينيا (ربما في سواها) حيث ينتظر الأفارقة - يقول الفيلم - وصول النساء الأوروبيات البيضاوات لبيعهن ذلك الحب. آنا تقع في فخ البحث عن أفريقي مناسب لها يؤمّن لها تلك البهجة، ثم تقع في إدمان البحث عن ذلك الرجل المناسب. أكثر من رجل. أكثر من مرّة.

آنا كسواها امرأة كبيرة في السن، وكمعظم الأخريات (أي باستثناء واحدة) بدينة. ربما لديها الشعور بأن عليها أن تلحق من الدنيا بملذات ليست مؤمّنة لها في أوروبا، لكن اللافت هو أنها امرأة وحيدة وفي وحدتها يكمن نصف حزنها. النصف الثاني كامن فيما تقوم به من دون رادع حتى من بعد أن أدركت أن لهذا الحب ثمنا ماديا تدفعه لكي يُضحك عليها بعلمها معظم الوقت.

«أنت حمقاء» تقول لها امرأة أفريقية (الوحيدة في الفيلم) وآنا بالفعل كذلك. لكن شعور التعاطف منفي على نحو تلقائي إن لم يكن في حيّز الصدام الأول بينها وبين الواقع، فهو بالتأكيد في الصدامات الأخرى التي تخرج منها مكسورة ومُهانة مرّة تلو المرّة.

مهان أيضا ذلك الأفريقي. الفيلم هنا قد يعمل على منوالين: من ناحية هو واقع يجعله المخرج سيدل همّا، ومن ناحية هو متبلور لا محالة صوب وصم الأفريقيين بالتخلّف بمجرّد إظهار الفوارق بين الجانبين الأوروبي والأفريقي ومن وجهة نظر أوروبية يمثّلها بدوره. مما يعني أنه لو أظهر وجهة نظر أفريقية في الموضوع، حتى من دون تغيير في أحداث الفيلم، لكان حاول، كأفلام رضا الباهي مثلا، الحديث عن الفجوة الكبيرة بين وضعين اقتصاديين يجعل الحرب بينهما حرب تأمين ملذات جسدية لقاء مبالغ يودعها الأفريقي وعائلته. بالنسبة إليه هو باب رزق.

الشرق الأوسط في

19/05/2012

 

تناول التهميش والبؤس وكيف يدفعان الشباب إلى العنف

فيلم مغربي عن التطرف والإرهاب ينتزع تصفيق جمهور "كان"

جمهور كان صفق طويلًا لفيلم المغربي نبيل عيوش

 (كان (فرنسا) - mbc.net)  

صفق الجمهور والصحافة مطولا لفيلم المغربي نبيل عيوش "يا خيل الله"، العمل العربي الوحيد المشارك في تظاهرة "نظرة ماضمن فعاليات مهرجان "كانالسينمائي الخامس والستين، الذي يعيد فيه المخرج عبر 115دقيقة وبالاستناد إلى قصة واقعية، رصد سيرة منفذي اعتداءات الدار البيضاء عام 2003.

ويركز الفيلم على سيرة أخوين ورفاقهما مفصلا وضعهم الاجتماعي والمعيشي؛ إذ كبروا في أجواء من البؤس المعمم في حي صفيح "سيدي مومنقرب الدار البيضاء؛ حيث يسيطر الحرمان والعنف والتخلي، ما يدفع بصبية لا تتسع لهم الحياة إلى التطرف والموت.

المخرج نبيل عيوش، الذي حضر بصحبة اثنين من الممثلين؛ وهما من سكان مدينة الصفيح تلك واختارهما لتأدية دور الشقيقين في الفيلم، وهما كذلك في الحياة، أعرب عن سعادته وتأثره بالمشاركة في تظاهرة "نظرة ماللمرة الأولى.

وقال المخرج لوكالة فرانس برس فور انتهاء الفيلم: "إنها لحظة مهمة في حياة مخرج، أن يرى الفيلم مكتملا للمرة الأولى في هذه القاعة في مهرجان "كانوفي الوقت نفسه مع الجمهور.. أردت أن أعيش مشاعر وانفعالات المشاهد، وبالفعل سافرت مع الفيلم.. كان وقتا جميلا".

وردا على سؤال حول صيغة الفيلم، قال عيوش: "تفجيرات الدار البيضاء لا تهمني بقدر ما تهمني سيرة هؤلاء الشبان وما قادهم إلى ارتكاب فعلهم.. أردت أن أعبر إلى الجانب الآخر من المرآة، أن أحكي التاريخ الشخصي لهؤلاء".

ويعتمد نبيل عيوش في فيلمه صيغة غاية في الواقعية صورت في مكان يشبه تماما المكان الذي نشأ فيه منفذو تلك التفجيرات وعلى بعد خمسة كيلومترات منه، ومع ممثلين غير محترفين من سكان المكان المهمش.

وعدل المخرج عن التصوير في سيدي مومن، بعدما زحفت المدنية إليه، وأقيمت مبان عالية في بعض جوانبه، بينما هو كان يريد مكانا بكرا كما كان عليه الحي من قبل.

وعن ذلك يقول المخرج: "حرصت على التصوير في المكان الطبيعي للحدث، لأن ذلك يمنح العمل واقعية لا يمكن أن نجدها في أي مكان آخر.. نحن نعثر على حقيقة وواقعية مختلفة عما يمكن أن نعثر عليه لو صورنا في الإستديو".

وأضاف مؤكدا على أهمية اختيار المكان: "حين نختار أن نصور ضمن شروط واقعية، فإن صعوبات مختلفة نتعرض لها، لكن بيئة الحي المعدم تكسب العمل واقعية لا مثيل لها، هذا ما ذهبت للبحث عنه هناك وهذا ما يمنحني سعادة حقيقية".

ويقترب هذا الفيلم في نهجه وأسلوبه السينمائي وطبيعة الموضوع الذي يعالجه من فيلم المخرج السابق "علي زاوة" (2000)الذي أكسبه شهرة واسعة، وتناول فيه التهميش في قلب الدار البيضاء، من خلال معايشة بعض أطفال الشوارع في المدينة.

ويشبه هؤلاء كل الشباب المغرر بهم في كثير من أنحاء العالم، في المغرب والعراق وأوروبا، فمعاناتهم هي ذاتها تتمثل في استقالة الأهل وغياب التربية والتعليم، وافتقاد المرجعيات والمثل والعيش في حي مقفل كما السجن، وعدم التعرف على المدينة التي يتحولون إلى أعداء لها.

ويبين الفيلم كيف أن نقطة الضعف الأكبر لدى هؤلاء الشبان المتروكين ليأسهم، تتمثل في فكرة الأخوة والمساعدة التي يجدونها بجانب الإسلاميين السلفيين الذين يستغلون افتقادهم لها ويدخلون من بابها إلى قلوبهم وعقولهم.

عبر السيرة اليومية وعلى مدى يمتد من الطفولة وحتى الموت، يرسم الفيلم بطريقة حرصت على أن تكون إنسانية أولا كيف أن مصائر هؤلاء الشباب كانت مرسومة سلفا في حياة لا يلوح فيها أي أمل ولا مفر فيها إلا إلى حلم الجنة التي يعدهم بها السلفيون.

ويركز المخرج في رؤيته على كون أولئك الصبية الذين كان معظمهم أعضاء في فريق كرة القدم المحلي لم يخرجوا بعد من طفولتهم، كما يبين أحد المشاهد الذي يصور استعداداتهم قبل العملية مباشرة حين يتابعون اللعب بالكرة أو يرشقون بعضهم بالمياه.

وتعطي معرفة المخرج بذلك الحي الذي صور فيه فيلما وثائقيا مع أهالي منفذي العمليات، مصداقية للوقائع التي عادت واستندت إلى كتاب الصحافي والكاتب ماحي بنبين "نجوم بن مومن"، وهو اسم فريق كرة القدم الذي استقطبه الإسلاميون للقيام بالعمليات الانتحارية.

ووضع السيناريو للفيلم جمال بلماحي بالتعاون مع المخرج، انطلاقًا من ذلك الكتاب.

أما عنوانه "يا خيل الله، فاقتبس من حديث للنبي استخدمه تنظيم القاعدة وبن لادن مرات كثيرة للدعوة إلى "الجهاد".

الـ mbc.net في

20/05/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)