حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان كان السينمائي الدولي الخامس والستون

المغربي نبيل عيوش والجزائري مرزاق علواش في مهرجان «كانّ»

«يا خيل الله» و«التائب».. الغفران الصعب

زياد الخزاعي (كانّ)

قارب فيلمان عربيان، عُرضا في مهرجان «كانّ» السينمائي الـ65، ثيمة الإرهاب الذي ضرب ولا يزال يضرب بقاعاً كثيرة، بدوافع سياسية وإيديولوجية مختلفة، مع أنهما اجتمعا على إشادة بنائهما الدرامي على الإثم الاجتماعي الذي ولّد مرتزقة موت، واستعرضا طريقة تكوينهم وأعدادهم، وعرضا مساعي تخاتل طبائعهم في الوسط الشعبي. تصدّى العمل المُحكم الصنع «يا خيل الله» للمغربي نبيل عيوش (نظرة خاصة) لسيرورة الاستشهادي واصطياده من قبل المنظومة السرية النافذة، معيداً ترتيب تفاصيل المنشأ والإغواء والإيمان وظرف الاستهداف. وذهب «التائب» (عنوان مباشر واستفزازي) للجزائري مرزاق علواش (أسبوعا المخرجين) إلى استراتيجية الدمج الحكومي للإرهابي الذي يُبقي نياته القاتلة في الانتقام والتصفية ضمن أولويات عودته إلى قلب اليوميّ والعادي، غير آبه بكمّية الدم الذي يُلطِّخ لاحقا الضمائر والذاكرة.

جغرافيا الإرهابيّ

اعتمد عيوش على البقعة التي ينشأ فيها الإرهابي المقبل وينمو فيها، حيث يزنّر قدرٌ أسود حيّ «سيدي مومن» عند أطراف العاصمة الإقتصادية الدار البيضاء، ليكون حاضنة بؤس تنمو بين زواريبها نطفة الإرهاب. وجال علواش في حيّز جغرافي أوسع، لم يكن من همومه التبصّر في خطوات أعداد القاتل، بل النيّة الساقطة للكائن الضئيل، الذي جاء راكضا إلى بشر يصارعون أحوال الضنك والرعب والعطالة ونقص الموارد وتهاوي الخدمات، في بلد النفط والمليون شهيد. افتتح علواش فيلمه بمشهد خاطف لبطله يعدو برعب في فضاء صخري مغطى بالثلج، محيلاً مشاهديه بقوّة إلى افتتاح «قتل أصولي» (2010) للبولندي جيزي سكوليموفيسكي: هروب محمد (فنسنت غالو) إلى حرية قصيرة الأجل، فيما غذّ رشيد الجزائري (نبيل العسلي) خطاه نحو سرّ دفين، ومهمة مغلّفة بالتوريط. استفاد هذا الشاب من قانون «الوئام المدني»، الذي يغفر جرائم أفغان الجبال الجزائرية، ممهِّداً لدمجهم في مجتمع لم يحسم أمر انتقامه بعد. تمثّل المسعى الحكومي بوقف سفك الدم، لتكريس مصالحة عصيّة، لكنها عند المواطن غير كافية، لأن من فتكوا بأهل الريف المدنيين، وخطفوا المراهقات لإجبارهنّ على زيجات أقرب إلى الاغتصابات، جعل جرائمهم عصيّة على التجزئة، ودماء ضحاياها بعيدة عن أن تجفّ.

أنجز عيّوش عمله كسيرة روائية توزّعت تفاصيلها الكثيرة على مئة وخمس دقائق، علماً بأن هشام العلوي صوّر صبية الحيّ البائس وأكواخه وأزقّته بنَفَس كلاسيكي، مُركِّزاً حكايته، بحسب كتاب «نجوم سيدي مومن» لماحي بنبين، على نشأة شقيقين في وسط حضيض اجتماعي مغرق بالعنف والإدمان والدعارة والشذوذ. عالم سفلي أنتج شقاة يتحيّنون الفرص لكسب ما يسدّ كفافهم، بدءاً من الغذاء وانتهاءً بالمخدّرات. صوّر عيوش أبطاله الصغار وهم في مشاجرات وتنافس قوى. قاد الزمرة الأخ الأكبر العنفي حميد، مُحتضناً بشراسته شقيقه ياشين، الذي عكس اسمه شغفه بحامي هدف المنتخب السوفياتي سابقاً. عدّد منابت الشقيقين والكيانات البشرية التي تساند تربية قاصرة، على شاكلة صاحب دكّان تصليح الدرّاجات الشاذ جنسياً، وصاحب المقهى الشرس، ومطربة الأفراح التي تحوّل ابنها فؤاد إلى استشهادي. وحدها ظلّت والدة الشقيقين على حافة العفّة المفتَقَدة في حيّ الهامشيين، ساعيةً بجَلَد إلى حماية فلذتي كبدها، مردّدة: «الله يحميكم من أولاد الحرام». هؤلاء الأخيرون هم أعوان تنظيمات العنف الديني، التي رأت في الشقيقين خامة نادرة للإغواء بالجنّة والشهادة والخلود، عبر القنابل البشرية.

مقاربتان مختلفتان

صاغ عيّوش حكايته بتأنٍّ شديد، وبمشهديات غنية بصرياً، وبدراما متصاعدة حول صناعة الإرهابي، وزرع النيّة الفاسدة في كيانه. بدا هاجس «يا خيل الله»، الذي كتبه جمال بلماحي، أن يكون موضوعياً برؤيته، غير متعجّل في إعلان تهمة جريمتهم، التي تحدث في مقصف إسباني، باعتباره إفساداً وافداً للأمّة بإرادة سلطوية. في السياق نفسه، كَمُن هذا الإفساد في الخُلق الناقص في شخصية رشيد بطل «التائب»، اذ اكتشف إثر عودته إلى قريته أن الجميع ينتظرون تصفية أمرهم معه، ما دفع والده إلى إجباره على «هجرة» إلى المدينة الكبيرة، للعمل أجيراً في مقهى بتوصية من ضابط شرطة، هي في واقعها جزء من خطة دمج مقاتلي الجبال. قارب علواش عزلة تائبه عبر ضغط حيّز تنقّلاته، فهو وباء وجب التحكّم بمنافذ تكاثره ومنعه من الاختلاط، لأن خطره لا يكمن في القتل وحسب، بل في قدرته على تمثيل دور ضحية ومنكوب. مشاهد مرور الصبيّة الطالبة، وتقاطع نظراتها معه، وابتسامتها الماكرة له، وولهه الخفي لها، إشارات لخرابه الداخلي وتخفّيه.

تُرى، هل حكاية ماضيه الأسود وقف على كيانه فقط؟ قدّم نصّ علواش ضحيتين أخريين هما بطلا القسم الثاني من الفيلم (86 د.): جميلة (عديلة بندميريد) وطليقها الصيدليّ الأخضر (خالد بنعيسى)، اللذان فُجعا بخطف صغيرتهما وتصفيتها، إثر رفض الأب الانصياع لطلب الإرهابيين بسرقة الدواء من المخازن، وتسليمه إلى التنظيم لتأمين تطبيبهم. التقيا رشيداً، الذي عرض ابتزازاً ضميرياً: المال في مقابل قبر المغدورة. هنا، عقد المخرج الفصل الختامي بأكمله على الأم الشابة، خلال الرحلة الطويلة إلى جرود الجبال، وعزلتها، التي اعتدت فيها مراراً على الإرهابي التائب، سعياً إلى تطهير غير مكتمل للوعتها. ومع انهيار جميلة عند قبر وليدتها، وانكفاء الأب المكلوم، صوّر علواش في مشاهد ناقصة الدراما والتبرير محاربين متّجهين إلى الموقع، على وقع صوت رصاصات تصفيتهما

جليٌّ أن اشتغال علواش متعجلٌ ومبتسرٌ في عناصر حكايته. بدأ قوياً، لكنه ضعف كلّما قارب محاولة رشيد «اصطياد» ضحيّتيه، فكان موعد لقاء الثلاثيّ هذا أقرب إلى المزحة السينمائية منه إلى الانقلاب الدرامي. كأن علواش غمز إلى أن الأمور بين القاتل وذوي القتيلة لا يحتاج إلى تبرير، بل إلى مشهد وحوارات مفبركة. على عكسه تماماً، كانت صنعة عيوش نادرة في تجلّيات مشاهدها التي نأت عن التفلسف حول التطرّف. راكَم دراميته كسِفر سينمائي لبطلين. وصف الكبير شقيقه بأنه «قرد»، قبل أن يرجوه لاحقاً بالتراجع عن قرار قبول الاستشهاد في عمليات الزعيم أبو زبير التي هزّت الدار البيضاء. لكن الشقيق الأصغر أعلن رفضه بالقول: «لن أهرب. لست جباناً». كأنه ألغى صفة الجبن التي لطّخت كرامته كيافع، صارخاً اسم الجلالة قبل تفجير نفسه بين راقصات الـ«فلامنكو». صَرَف عيّوش النصف الثاني من عمله، البليغ اللغة، في تصوير دورة تأهيل الفريق وتدريبه في معسكرات «قاعدية» وسط طبيعة خلاّبة، ظهر فيها إطلاقهم عنان طفولة وَأَدتها الفاقة، قبل أن يخطفها لاحقاً موت جبان شوّه اسم الدين واستلف خطاباً سلفياً حول «يا خيل الله اركبي، ولنداء الجهاد لبّي».

السفير اللبنانية في

23/05/2012

 

مرزاق علواش لن «يتوب» عن الحرية

حملة جزائرية على المخرج الإشكالي

عثمان تزغارت/ كان 

رغم أنّ فيلمه «التائب» وُصف بجوهرة تظاهرة «أسبوعي المخرجين» خلال «مهرجان كان»، إلا أنّ ذلك لم يحمِ السينمائي المعروف من تهمة «إساءة الى سمعة الجزائر وكرامتها»

بعد انقطاع دام ١٨ عاماً، عاد المخرج الجزائري المشاكس مرزاق علواش (1944) الى «مهرجان كان السينمائي» ليقدم جديده «التائب» ضمن تظاهرة «أسبوعي المخرجين» التي أطلقت شهرته، حين احتضنت باكورته «عمر قتلاتو» (١٩٧٦). في «التائب»، يواصل صاحب «مغامرات بطل» (١٩٧٨) من حيث توقف في «باب الواد سيتي» عام ١٩٩٤. آنذاك كانت الجماعات الاسلامية المسلحة تقض مضاجع الجزائريين، مخلفة مئات القتلى في مجازر بشعة.

لذا، اعتُبر عرض «باب الواد سيتي» على الكروازيت مرافعةً ضد الظلامية والتطرف، وإعلاء لصوت الضمير الجزائري الدامي. لكن الوضع انقلب الى النقيض تماماً. منذ العرض الاول لـ«التائب»، يواجه مرزاق علواش حملة مكارثية شرسة في الاعلام الرسمي الجزائري، ومحاولات تخوين تطعن في وطنيته ونزاهته الفكرية (راجع المقالة أدناه).

في منتصف التسعينيات، كان التصدي لظلامية الاسلاميين ولفساد نظام الحكم الذي يغذي تلك الظلامية ويزيدها راديكالية، موقفاً طليعياً يوصف صاحبه بالشجاعة وصفاء الرؤية. لكن انحرافات عقدين من السياسات البوتفليقية قلبت جدلية الجلاد والضحية. واذا بمرافعة علواش في «التائب» دفاعاً عن ضحايا الإرهاب، وشجبه لـ«قانون الوئام المدني» التي أدت الى تبييض صورة القتلة من دون محاكمة، تقابل بزوابع من الجدل، بوصفها «إساءة الى سمعة الجزائر وكرامتها»!

الهجوم على مرزاق علواش في الاعلام الجزائري الموالي للنظام ليس بالأمر الجديد أو المفاجئ. بدأت الحملة على صاحب «الرجل الذي كان يحدق الى النوافذ» (١٩٨6) منذ أن أنجز فيلمه «حراقة» عام ٢٠٠٩. ثم ازدادت حدة الهجمات بعد «نورمال» (٢٠١١). لم تشفع لمرزاق علواش الجوائز العديدة التي نالها الفيلم، والرواج العالمي الذي حققه. لقد تسبّبت نبرته النقدية في قطيعة نهائية بينه وبين المؤسسات الثقافية الرسمية في بلاده، ليصل الأمر بوزارة الثقافة الجزائرية الى رفض التكفل بنفقات سفر فريق الفيلم الى «كان»، ومنع ممثلي مرزاق علواش من دخول الجناح الجزائري في القرية السينمائية العالمية التي تقام على هامش المهرجان. جاء ذلك رداً على تصريحات علواش التي اعتبرت معادية للنظام الحاكم في الجزائر، في حين يقول المخرج إنّ تلك الانتقادات صادرة عن «بعض الذين لم يطيقوا رؤية وجههم البشع في الفيلم» (راجع فيديو الحوار المصوّر الذي خص به مرزاق علواش موقع «الأخبار»).

بالرغم من كل هذا الجدل، يصر مرزاق علواش على أنّ «التائب» ليس فيلماً سياسياً. ويقول إنّ قصته مستوحاة ــ على غرار جميع أفلامه ــ من حادثة واقعية قرأها في الصحف الجزائرية عن «إرهابي تائب» (تسمية تطلق في الجزائر على الإسلاميين المسلحين الذي استفادوا من العفو بموجب «قانون الوئام») تواطأ مع شبكة إجرامية لابتزاز عائلات الضحايا المفقودين في سنوات الإرهاب، من خلال إيهامهم بأنه يعرف قبور ذويهم المفقودين، ويمكن أن يدلهم عليها مقابل فدية مالية.

جعل علواش من هذه الواقعة محور قصة الفيلم: حين يعود الإرهابي التائب «رشيد» (الممثل نبيل عسلي) الى مسقط رأسه في بلدة سيدي موسى، يقابل بعدائية من قبل كل السكان باستثناء لخضر (خالد بن عيسى) ومطلقته (عديلة بن ديمراد). الأخيران يأملان أن يقبل «التائب» باسم الصداقة القديمة التي جمعتهما به، في عهد ما قبل «العشرية الدامية» بأن يدلهما على قبر ابنتهما التي خطفت وقتلت على يد الجماعات المسلحة. وإذا بجهات مجهولة (يلمّح الفيلم الى أنّها مرتبطة بالاستخبارات التي تسهر على حماية الإرهابيين التائبين) ترى في حرقة الأهالي على ذويهم المفقودين فرصة لإقامة «بيزنس» من نوع خاص يتمثل في ابتزاز عائلات ضحايا الإرهاب.

تسليط الضوء على هذا النوع من الصلات المشبوهة بين أجهزة الاستخبارات والإرهابيين التائبين ليست السبب الوحيد الذي أثار حفيظة السلطات الجزائرية ضد مرزاق علواش. الفيلم أبرز أيضاً مفارقات سياسة الوئام التي جعلت النظام العسكري الحاكم يوفّر حمايةً رسمية للإرهابيين التائبين المستفيدين من العفو الرئاسي، فيما كانت السلطات تبرر عجزها عن ضبط الأمن خلال سنوات الإرهاب، بأنّها «لا تستطيع وضع جندي وراء كل مواطن لحمايته من الجماعات المسلحة» وفق الجملة الشهيرة التي أطلقها الجنرال خالد نزار عام ١٩٩٤. لكن الأجهزة الأمنية ــ يقول علواش ــ لا تجد مانعاً من أن تضع جندياً أو شرطياً وراء كل مواطن حين يكون الهدف التجسس عليه وليس حمايته!

الأخبار اللبنانية في

23/05/2012

 

تخوين وشائعات

آمال قوراية/ كان 

كما كان متوقعاً، لم يمر عرض «التائب» من دون جدل. لكن النقد لم يأت من النقاد أو جمهور الكروازيت، بل من الاعلام الرسمي الجزائري الذي شن حملة على الشريط من دون مشاهدته. في مقابل الحفاوة النقدية التي قوبل بها الفيلم الذي وصفه مدير تظاهرة «أسبوعي المخرجين»، فريدريك بواييه بأنّه «جوهرة أفلام التظاهرة هذا العام»، سعى الاعلام الجزائري إلى الطعن في وطنية علواش من خلال الترويج بأنّه وطاقم فيلمه قاطعوا الجناح الجزائري في القرية السينمائية العالمية في «كان».

وهو ما اعتبرته صحيفة «الشروق» بمثابة «خيانة للوطن» في مقالة بعنوان «مرزاق علواش يأكل غلة الجزائر ويسبّ ملتها». لكن علواش نفى أن يكون قد قاطع الجناح الجزائري، مشيراً إلى أنّ وزارة الثقافة الجزائرية هي التي رفضت التكفّل بنفقات سفر فريق الفيلم. وأضاف أنّ السبب هو رفضه اشتراط الوزارة مشاهدة نسخة من الشريط قبل قبول احتضانه في الجناح، «اشتممت رائحة رقابة لا أقبلها، خصوصاً أنّني أنجزت الفيلم على نفقتي الخاصة، من دون دعم رسمي». وتابع علواش لـ«الأخبار» أنّ القائمين على الجناح من مسؤولي «الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي» التابعة للوزارة هم الذين منعوا بعض الممثلين المشاركين في الفيلم من دخول الجناح بسبب تصريحات اعتبرت معادية للجزائر خلال النقاش الذي تلى العرض الرسمي للفيلم في «أسبوعي المخرجين». وفي ما يشبه حملة مدبرة شارك فيها مراسلو الصحف الجزائرية الذين قدموا الى «كان» على نفقة الوكالة، وُصف علواش بأنه «جاحد لفضل الجزائر التي قدمت في الماضي دعماً مالياً لأعماله السينمائية» (الشروق)، فيما أطلقت «النهار» شائعة تزعم أنّ علواش «منع ممثليه من زيارة الجناح الجزائري»، معتبرة ذلك «تصرفاً أرعن يفتقر للروح الوطنية». وعند سؤال عن خلفيات الاشكال، قالت المسؤولة عن الجناح الجزائري نبيلة رزايق إنّ «السبب يعود إلى رفض علواش الخضوع لمعايير الطلب الاداري المعمول بها في وزارة الثقافة، إذ رفض تقديم نسخة من الفيلم للوزارة ضمن ملف طلب المشاركة في الجناح».

الأخبار اللبنانية في

23/05/2012

 

 

وسام الفنون والآداب لرئيس لجنة التحكيم ناني موريتي

مهرجان "كان" أقصر طرق الناشئين إلى هوليوود 

يعلم جميع الممثلين والمخرجين والسينمائيين في العالم, الصغار منهم والمشهورون, أن مهرجان "كان السينمائي" يعد أقصر الطرق إلى هوليوود, فهو يلقي الضوء على أعمالهم, ويجذب أنظار الجميع إليهم, ويفتح امامهم باب الشهرة والنجومية.

ومنذ بدأت الدورة الحالية لمهرجان كان الأسبوع الماضي, استطاع بعض الممثلين الناشئين لفت الأنظار إليهم, وربما حفر أسمائهم بالحروف الأولى في استديوهات هوليوود, حيث شاهد المتابعون للمهرجان تألق روبرت باتينسون, زاك ايفرون, كرستن ستيوارت وشيا لابوف, في أفلام ينتظر أن تحقق نجاحا كبيرا عند طرحها للعرض في دور السينما.

ولكن المنظمون يخشون في نفس الوقت من حدوث أنماط من المنافسات السلبية مثل تلك التي حدثت العام الماضي, والتي تقرر على إثرها منع المخرج الدنماركي لارس فون تريير من حضور المهرجان بسبب تصريحاته المؤيدة للنازية, والتي ادلى بها في مؤتمر صحافي على هامش المهرجان.

ولكن مهما كانت السلبيات, فمن المؤكد أنه لا يوجد في العالم أي تجمع سينمائي آخر مثل هذا النوع من المهرجانات السينمائية في »كان«, يمكن أن يضارع هذا المهرجان أو يتجاوزه, لأن "كان" أصبح أضخم تجمع للسينمائيين, بل وأعظم المهرجانات السينمائية قاطبة في العالم, وأضخم شاشة للعرض السينمائي بحضور النجوم وجيوش الصحافيين والمصورين ¯ بحسب وكالة انباء الشرق الاوسط.

وهؤلاء جميعا يترقبون حلول المهرجان عاما تلو الآخر, ليتباروا في عرض أحدث فنونهم السينمائية, والخدع البصرية والسمعية, ولكن فيما تتجه أبصارهم وأسماعهم جميعا إلى "كان", تظل قلوبهم وأفئدتهم في هوليوود دائما.

على صعيد متصل قلدت وزيرة الثقافة الفرنسية اوريلي فيليبيتي الممثل والمخرج الايطالي ناني موريتي رئيس لجنة التحكيم في مهرجان كان الخامس والستين, وسام الفنون والآداب.

وقالت الوزيرة خلال حفل اقيم في قصر المهرجانات متوجهة الى موريتي "تدركون التقدير والمحبة التي يكنها الجمهور الفرنسي لكم ولاعمالكم. ونحن نكن لكم الاهتمام والاحترام نفسه بسبب التزامكم وحبكم للسينما. انتم صفحة نابضة ابدا في يومياتنا".

وكان من بين الحضور ايمانويل دوفوس, جان بول غوتييه وراؤول بيك اعضاء لجنة التحكيم هذه السنة, فضلا عن جيل جاكوب وتييري فريمو رئيس المهرجان ومندوبه العام.

وقال موريتي الحائز جائزة السعفة الذهبية عام 2001 عن فيلم "غرفة الابن", انه "لشرف عظيم" الحصول على هذا الوسام في »كان«.

واضاف: ان الوسام نوعا ما انتاج مشترك ميتران-فيليبيتي اذ ان وزير الثقافة السابق فريدريك ميتران كان قد قرر في 13 ابريل منح الوسام الى المخرج الايطالي.

واوضح: "اشكر فرنسا التي جعلت من السينما حدثا فنيا وثقافيا. يبدي الفرنسيون سخاء تجاه افلامي وهي قصة حب مستمرة معهم".

سونام كابور سفيرة "لوريال"

تستعد الممثلة الهندية سونام كابور للسير على البساط الاحمر لمهرجان »كان« السينمائى الدولي يوم الختام 27 مايو الجارى كونها سفيرة شركة "لوريال" لمستحضرات التجميل للعام الثانى على التوالي لها من بين 35 شخصية تمثل الشركة في المهرجان هذا العام وهم إيشواريا راى, فريدا بينتو, إيفا لونغوريا, جين فوندا وبالتي بيانكا.

وصرحت كابور بأنها سعيدة بمشاركتها في المهرجان العريق الذي ينتظره نجوم العالم وينتظرون أفلامه المختارة بعناية من عام لآخر.

كما أكدت أن اختيارها مع نجوم يوم الختام الذى سيتم توزيع جوائز الأفلام به يزيد من سعادتها لمنحها تلك الثقة.

السياسة الكويتية في

23/05/2012

 

 

عرض في تظاهرة "أسبوعي المخرجين" في مهرجان "كان"

"التائب"... عودة إلى جراح العشرية السوداء في الجزائر 

يدعو  فيلم "التائب" للمخرج الجزائري مرزاق علواش إلى نسيان جراح العشرية السوداء في تاريخ الجزائر, لكن بشكل مختلف يسمح بالعودة إلى تلك الأحداث لقراءتها, بعيدا عن منطق الصدمة والخوف الذي لا يؤدي إلا إلى الجمود.

هل يكفي ميثاق "السلم والمصالحة الوطنية" الذي أصدرته السلطات في الجزائر عام 1999 لانهاء سنوات ما عرف ب¯"العشرية السوداء" وتناسي ما جرى? هذا هو السؤال الكبير الذي يطرحه علواش في فيلم "التائب" الذي عرض في تظاهرة "أسبوعي المخرجين" ضمن فعاليات مهرجان "كان" السينمائي الخامس والستين. ويتناول الفيلم المبني على قصة حقيقية, سعي السلطات الرسمية الى تشجيع الناس على نسيان ما حدث بموجب ميثاق "السلم والمصالحة الوطنية" الذي ادى في حينه الى عودة مئات الشبان الذين انجروا الى التطرف والعنف, من الجبال الى اهاليهم بعدما وضعوا انفسهم في تصرف الدولة.

تبع ذلك جو من التفاؤل "الاصطناعي" ساد البلاد, كما يقول مرزاق لفرانس برس, موضحا ان سيناريو الفيلم موجود منذ فترة, لكن وزارة الثقافة رفضت منحي المساعدة على إنتاج هذا الموضوع فتركته جانبا وصورته أخيرا بكاميرا رقمية جعلتني اشعر أني شاب من جديد في السينما. واعتبر علواش أن "التاريخ الجزائري منذ الاستقلال حافل بأشياء توضع تحت علامة الصمت ولا يرغب أحد بالحديث عنها. فالجزائريون يحبون القول إنهم بخير ولو بشكل اصطناعي واهم. ولكننا في الواقع لا ننسى, خاصة مع سقوط آلاف الضحايا وهجرة الالاف وخلو البلد من النخبة, هذا ما اردت التحدث عنه". ويؤكد مرزاق أن الشعب الجزائري يعاني من "صدمة" ما بعد الأحداث "نحن لا نريد للأمور أن تتغير جراء الخوف مما عشناه في تاريخ قاس جدا" ويلقي باللائمة على الجمود العائد الى الخوف.

ويطرح "التائب" من خلال شخصية "رشيد" التي يؤديها نبيل العسلي امكانية الصفح من أهالي الضحايا. فرشيد واحد من مئات العائدين من الجبل في تلك الفترة والذين اكتشف معهم المجتمع الجزائري عبارة "التائب", الى قريته وعائلته.

ويصور الفيلم استقبال المجتمع لهذا التائب العائد الى قريته, حيث لا يتمكن من البقاء فيها فيغادر الى المدينة ليجد له مسؤول الامن عملا في مقهى يرفض صاحبه أن يدعوه بأخيه.

ويظهر عسلي في دور "رشيد" وعلى وجهه ملامح البراءة, لكن رغم قوله إنه لم يقتل أحدا تحوم شكوك حول دوره الحقيقي وهذه الشكوك تتعقبه في يومياته وفي كل ما يحاول ان يفعله ليبدو هو الآخر ضحية لما جرى. ويتقدم النهج الدرامي للفيلم متتبعا خيط الصمت الذي يقول الكثير عن حالة البلاد حيث يتحول الصمت الى قيمة يقابلها صمت السلطات على ما جرى وكذلك صمت المجتمع, بينما يظل الحاضر مرتبطا بذلك الماضي بل هو متوقف عنده وكأنه مقيد به. ويطرح الصمت في الفيلم الكثير من الاسئلة عن امكانية العفو, عن حقيقة ما جرى وواقع أن محاكمة المتطرفين الذين ارتكبوا عمليات قتل الابرياء في هذا البلد لم تتم. وقد أدت عادلة بن دمراد دور الأم والزوجة المنفصلة, وأدى خالد بن عيسى دور الصيدلي. وفي مشهد طويل يستغرق الجزء الأخير من الفيلم, يظل الثلاثة في السيارة التي تقودهم الى قبر الأبنة البريئة المقتولة والتي يريد التائب أن يدلهم عليه في مقابل مبلغ من المال. في السيارة وخلال الرحلة الطويلة يعترف الاسلامي بما فعل وفي حين لا يريد الاب ان يعرف تصر الام على معرفة كل شيء, معرفة تمكنها من طي الصفحة والنظر الى المستقبل. لكن حتى الاعتراف يعيد طرح العديد من الاسئلة التي تبقى معلقة برسم المشاهد وحيث السيارة تتحول الى نوع من وطن على الجميع تعلم كيفية التعايش فيه. وتبقى نهاية الفيلم مفتوحة على الموت الممكن أو الذي لا ينتهي في الجزائر, حيث يستمر العنف وانقطاع المياه وتتفاقم المشاكل الحياتية دون أن تكون هناك حلول لأي من هذه الأشياء.

"حب" هانيكه ينافس على السعفة

يعود المخرج النمساوي مايكل هانيكه إلى المسابقة الرسمية مع فيلم "حب"وهو أول أفلامه بعد "الشريط الأبيض" الذي حصل على السعفة الذهبية عام 2009.  ويتطرق مايكل هانيكه في فيلم "حب" إلى المعاناة التي يشعر بها الإنسان عندما يرى الأشخاص الذين يحبهم يتألمون.

وزيرة الثقافة الفرنسية تواجه التحديات

وقدم مايكل ثنائيا رائعا هما الممثل الفرنسي الكبير جان لوي ترينتينيان 82   أثارت وزيرة الثقافة الفرنسية الجديدة أوريلي فيليبيتي ضجة في الأوساط الصحافية الموجودة في "كان" التي أرادت أن تحاورها ليس فقط حول مهرجان "كان" السينمائي, بل أيضاً حول سياسة الرئيس الجديد في مجال الثقافة. تحدثت الوزيرة الجديدة عن تحديات الثقافة عموماً وتحديات التلفزيون الفرنسي الذي يساهم في تمويل الإنتاج السينمائي الفرنسي.

كما برز بين حضور المهرجان المخرج التونسي الشاب مجدي لاخضر و هو من ضمن مجموعة  من السينمائيين العرب المبتدئيين الذين أتوا للمشاركة في المهرجان بتظاهرة "سينما العالم" ويرافقهم أمل تمويل أعمالهم وتوزيعها عالمياً. كما شاركت ليلى علوي , التي  تزور المهرجان باستمرار, وهي تأتي في دورة "كان" هذا العام  لتشجع الفيلم المصري المشارك في المسابقة الرسمية" بعد الموقعة"للمخرج يسري نصرلله.

عاما ¯ الحائز على جائزة أفضل ممثل في مهرجان "كان" عام 1969 عن دوره في الفيلم الشهير "زد" والممثلة الفرنسية إمانويل ريفا 85 عاما.

السياسة الكويتية في

24/05/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)