حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان كان السينمائي الدولي الخامس والستون

الشرنوبي وبكر والشريعي اغتالوها وساروا في جنازتها

رحيل وردة يسرق الكاميرا في «كان»

كان: طارق الشناوي

في «كان» سيطر خبر رحيل الفنانة «وردة» على الجميع ليس فقط على الناطقين بالعربية ولكن للخبر صداه وتداعياته حتى على من لا يعرفون العربية لأن رحيل المطربة العربية الكبيرة تناقلته أكثر من جريدة فرنسية لأن «وردة» عاشت في بدايتها في باريس.

كانت أفلام المخرجين بحجم «بيرتولتشي» و«كيروستامي» و«مونجيو» و«كين لوش» و«هانكا» وغيرهم تعرض في مهرجان «كان» ورغم ذلك وجدت أن الكثيرين يفضلون الحديث عن «وردة».. ومن مدينة «كان» تابعت كيف سرقت هذه المطربة الكبيرة الكاميرا في «كان».

عاشت حدثين في سنواتها الثلاث الأخيرة وكأنهما بالنسبة لها أقرب للحياة أو الموت، الأول هو ما حدث في أعقاب مباراة الجزائر ومصر في «أم درمان» وكيف أن البعض طالب في القاهرة بطردها ومنع عرض أو إذاعة أغانيها وسحب الجنسية المصرية منها.. الحدث الثاني هو عندما أصدرت شريطها الأخير «اللي ضاع من عمري» قبل 6 أشهر حيث طالبها حتى المقربين منها بالاعتزال، وكان أعلى الأصوات الملحنين صلاح الشرنوبي وعمار الشريعي وحلمي بكر والغريب أن الثلاثة مشوا في جنازتها وبكوا أمام نعشها وأخذوا يعددون مآثرها في كل أجهزة الإعلام وتجاهلوا تماما كم جرحتها بل قتلتها كلماتهم وهم يطالبونها بالاعتزال!! «وردة» كانت حريصة على ألا تغادر الميدان الفني مهما واجهتها من مصاعب.. أقسى كلمة من الممكن أن توجه للفنان هي أن يستمع وهو لا يزال على المسرح إلى من يطالبه بالاعتزال.. الفنان يعيش من أجل كلمة «أعد» ولا يمكن بعد أن تمضي به الأيام وتقترب الرحلة على الانتهاء تعلو كلمة كفى!! «وردة» كانت حريصة على أن تظل حتى اللحظات الأخيرة داخل الدائرة وفي عز بؤرة الضوء.

«وردة» طوال تاريخها الفني - نصف قرن - وهي دائما تبحث عن ملحن يصبح في مرحلة ما هو صاحب البصمة الأكبر.. البدايات في مطلع الستينات التي شاهدنا فيها أنغام «السنباطي» و«عبد الوهاب» و«الموجي» و«بليغ» و«منير مراد» و«عبد العظيم محمد» ثم تهجر مصر إلى الجزائر وتتزوج وتنجب وتعتزل ثم تعود لمصر في السبعينات وتتزوج «بليغ حمدي» وتتزوج أيضا ألحانه، وكانت البداية مع «على الربابة بغني».. ثم تنفصل عن «بليغ» ويبرق على حنجرتها «سيد مكاوي» بألحانه التي لها مذاق خاص ويمنحها لحن «أوقاتي بتحلو معاك» كان قد أعده لتغنيه «أم كلثوم».. وتستمر مسيرتها مع «سيد مكاوي» في الثمانينات ليلتقط الراية «صلاح الشرنوبي» ولم يرتبطا فقط بسلسلة من الأغنيات الهامة بل أنتج لها أيضا قبل 5 سنوات مسلسل «آن الأوان».. السنوات الأخيرة لم تكن لصالح «وردة» على المستوى الفني، وواجهت عنتا غير مبرر في أعقاب مباراة «أم درمان» بحجة أنها جزائرية الأب، إلا أن أقسى ما واجهته هو أن تسمع من يطالبها بالاعتزال.. الشريط الغنائي الذي استمعت إليه في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي «اللي ضاع من عمري» كان هو الأسوأ في تاريخها ولم تكن «وردة» موفقة في اختيار الكلمات أو الألحان، كما أنها لم تكن في حالة لياقة إبداعية، صوتها كان بعيدا عن التألق الخاص بوردة ولكن هذا لا يبرر أبدا أن يطالبها عدد من كبار الملحنين بالاعتزال!! لا شك أن صوت المطرب يتأثر سلبا بالزمن «أم كلثوم» مثلا في النصف الثاني من الستينات ليست هي «أم كلثوم» قبل هذا التاريخ، ولو تأملت حفلاتها الأخيرة في تلك السنوات فسوف تكتشف أن مخارج ألفاظها تخونها، بل أكثر من ذلك كانت الذاكرة أحيانا لا تسعفها بالكلمات، ورغم ذلك لو حذفنا السنوات الست أو السبع الأخيرة من رصيد «أم كلثوم» وتصورنا أنها توقفت عن الغناء، كنا قد فقدنا كنزا من أغانيها التي قدمتها بعد هذا التاريخ.. «وردة» ظلت في الميدان تحيي حفلا وتصدر شريطا.. «فيروز» أيضا وهي من جيل «وردة» لا تزال تبدع، ولكن المؤشر الجماهيري في صعود، وحققت إقبالا جماهيريا ضخما في آخر أشرطتها وحفلاتها.. نعم الشريط الغنائي الأخير لوردة لم ينجح، العناصر كلها بما فيها أداء «وردة» لم تصل إلى المستوى المطلوب، ولكن تاريخ «وردة» يشفع لها بأن تقرر هي متى تصعد ومتى تغادر المسرح!! «وردة» غنت لمصر في بدايات انتصار أكتوبر تلحين «بليغ حمدي» وكلمات الشاعر الرائع عبد الرحيم منصور «على الربابة بغني».. منحونا أول وأجمل وأروع أغنية استقبلنا بها نصر أكتوبر.. تردد مقاطعها «حلوة بلادي السمرة بلادي الحرة بلادي الصابرة.. وأنا على الربابة بغني ما أملكش غير إني أغني وأقول تعيشي يا مصر».. وكلنا صدقنا «وردة» لأنها بالفعل تحب مصر وتهتف بحياتها.. ومن حقها أن تحب أيضا الجزائر بلد أبيها وأبنائها بل وحتى تتمنى لفريقه الكروي الفوز - لو صح أن هذا قد حدث – وليس عليها حرج أن تحب لبنان بلد أمها لأنها فنانة انطلق صوتها من مصر لتغني لكل الناطقين بالعربية «وردة».

عاشت «وردة» وكأنها تستعيد في حياتها بأول أغنية عانقت الشهرة من خلالها وهي «لعبة الأيام» وتقول كلماتها «بتاخدك الأيام أعيش بجرحك.. وتجيبك الأيام أعيش لجرحك».. هل رأيتم إحساسا شاعريا أدق وأصدق من هذا على وصف مشاعر امرأة تجاه من تحب.. مهما غدر بها فهي تتحمل وتعطي وتمنح.. تشعل جراحها بجراحه وتضمد جراحه بجراحها.. هكذا أرى «وردة» وهي تغني «لعبة الأيام» وكانت أيضا تعيش لعبة الأيام!! صوتان فقط بين كل الأصوات النسائية واجها غدر الزمان «فيروز» في لبنان و«وردة» في مصر.. «أم كلثوم» بالطبع تظل حالة استثنائية بعيدا عن أي تقييم أو مقارنة.. كل الأصوات التي واكبت تلك السنوات إما رحلت عن الحياة أو اعتزلت الغناء.. «فيروز» كانت جزءا من مشروع فني يقف وراءه الرحبانية زوجها «عاصي» وشقيقه «منصور» وكون «الأخوان رحباني» مع «فيروز» أقوى منصة موسيقية لإطلاق الأغاني عرفناها من خلالها هذا الامتزاج بين الصوت وصاحبي الكلمات والألحان.. إنها حالة لم تتكرر في تاريخنا الفني حتى بعد رحيل زوجها «عاصي» وانفصالها الفني عن شقيقه «منصور» منحها القدر ابنهما «زياد الرحباني» الذي أكمل الطريق.. «وردة» مشروع غنائي مختلف، نعم قد يرى البعض أن «بليغ» كان هو مشروعها ولكن الحقيقة أن لا «بليغ» كان مشروع «وردة» ولا «وردة» أيضا هي مشروع «بليغ».. «بليغ» كان يمنح من رحيقه الموسيقي كل الأصوات.. «وردة» في فترة ما من السبعينات تقيدت داخل إطار موسيقى «بليغ» وبالطبع «بليغ» موهبة عريضة في التلحين لا يمكن مقارنته بأحد، ولهذا فإن هذا القيد رغم خطورته منحها أغنيات ناجحة مثل «حكايتي مع الزمان» و«العيون السود».. «وردة» كانت بين الحين والآخر تلتقي موسيقيا مع «عبد الوهاب»، و«كمال الطويل»، و«محمد الموجي» وتضيف الكثير من الورود لحديقتها الغنائية!! «وردة» تساوي القدرة على الاستمرار.. شحنة داخل المبدع كثيرا ما تفاجئه هو شخصيا، هكذا أرى «وردة» لا تستطيع أن تضعها في إطار واحد ولا قانون واحد ولا زمن واحد، عمرها الفني تجاوز نصف قرن.. المطرب ابن الزمن هذه حقيقة.. مثلا «ليلى مراد» ابنة عصر السينما مثلما «أم كلثوم» ابنة عصر الميكروفون و«نانسي عجرم» ابنة زمن الفيديو كليب.

«وردة» هي مطربة الميكروفون والحفلات تملك الحضور الخاص الذي يؤهلها لكي تواجه الجمهور على المسرح وقدمت مسرحية شهيرة «تمر حنة».. منحت السينما 6 أفلام خلال 30 عاما عرفها الناس في البداية مع فيلم «ألمظ وعبده الحامولي» غنت في الفيلم ألحانا لمحمد عبد الوهاب وفريد الأطرش وبليغ حمدي وبعد ذلك «أميرة العرب»، و«حكايتي مع الزمان»، و«صوت الحب»، و«آه يا ليل يا زمن» ثم آخر أفلامها «ليه يا دنيا» ولكنها ليست مطربة سينما.. إنها تتألق أكثر في الحفلات الغنائية، وقدمت للتلفزيون مسلسلا ناجحا «أوراق الورد» في مطلع الثمانينات وقبل 5 أعوام لعبت بطولة مسلسل «آن الأوان» لكنها مطربة حفل.. نعم تغير الزمن ولكن «وردة» وحتى اللحظة الأخيرة ظلت هي النجمة الجماهيرية.

لم تستسلم «وردة» لغدر الأصدقاء ولا لقسوة الزمن ولا لمعاناتها مع المرض الذي تسلل إلى قلبها وكبدها قاومته بالغناء وبعشق الحياة.. تجيد «وردة» أن تهضم مفردات الزمن وأن تقرأ تفاصيله، ولهذا عندما تغير إيقاع ونبض الاستماع في التسعينات قررت أن ترقص هي أيضا على إيقاع الشباب ولكن بأسلوب «وردة» وليس ترديدا لأغنيات الشباب.. كان من الممكن أن تعتبر إنصاتها للموجة الجديدة واعترافها بأن هناك جمهورا آخر يعد بمثابة إعلان هزيمة لها ولجيلها.. كان من الممكن أن تكتفي بالماضي الجميل وتتحصن وراءه ولكنها دخلت للمعركة وهي تبحر مع أحد الملحنين الذين كانوا يعدون في طليعة المتهمين بأنهم انحرفوا بمسار الغناء من مخاطبة الوجدان إلى هز السيقان وهو «صلاح الشرنوبي» ولكن «وردة» اكتشفت أن «الشرنوبي» لديه مخزون نغمي يحمل بعضا من روح «بليغ حمدي» هو ليس مقلدا له ولكن به شيء من «بليغ» تجده في منهج التفكير والبناء النغمي، ولم تتوقف عند محطة واحدة بل غنت لأمير عبد المجيد لتدخل الألفية الثالثة مع ملحن في الثلاثين من عمره هو «وليد سعد» وكان لديها مشروع لكي تغني من تلحين «تامر حسني» سواء أيدت هذه الفكرة أو رفضتها فإن الدلالة هي أن «وردة» لا تخاصم الزمن!! ولم يسلم طريق «وردة» من أشواك الحاقدين بل والشائعات المغرضة.. الإشاعة التي ملأت الأسماع هي أن المشير «عبد الحكيم عامر» تزوجها عرفيا وأنه عاشق متيم بوردة.. كانت هذه هي الحكاية التي وجد الناس عن طريقها في الستينات فرصة لكي يدلي كل منهم بدلوه ويضيف الكثير لها بل ويعتبرها بعضهم من أسباب هزيمة 67.. رغم أن «وردة» على حد قولها في حوار سابق لي معها نشرته قبل 30 عاما قالت: إنها لم تلتق ولا مرة بالمشير، وإنها لم تعرف صوره إلا من خلال ما تنشره الجرائد.

«وردة» تستطيع أن تصفها على المستوى الشخصي بكلمة واحدة هي الصراحة.. هي أحيانا تصف نفسها بأنها قطار أو – مدب - بالتعبير المصري تقول رأيها حتى لو أغضب الجميع.. هي مثلا أبدت إعجابها بصوتي الراحلة «ذكرى» و«شيرين عبد الوهاب» وهذا الإعلان أغضب منها الأصوات الأخرى.. كثيرا ما تردد «وردة» أنها سوف تتغير لتتواءم مع الزمن وتتجمل لكن الطبع غلاب!! عطاء «وردة» تستطيع أن تلمحه في مشوارها وإصرارها على أن تواصل العطاء حتى اللحظة الأخيرة.. نعم غنت وردة «لعبة الأيام» ولكنها لم تترك الأيام تلعب معها أو تتلاعب بها.. وظل يفوح منها دائما أريجها في فضاء الإعلام العربي؟! نعم أكتب إليكم من «كان» حيث مهرجان السينما في دورته 65 تتلاحق الأفلام، ولكن «وردة» كانت لها مساحتها في «كان».

الشرق الأوسط في

25/05/2012

 

«بعد الموقعة».. صفقة أم صفعة؟!

طارق الشناوي 

هل كانت صفقة أم صفعة تلك التى عشناها فى «كان»؟ صفّقنا، ليس للفيلم ولكن لمشاركة مصر بعد 15 عاما فى المسابقة الرسمية بعد أن ظللنا طوال السنوات الأخيرة نلعب لعبة سخيفة هى «السلم والسجادة»، نصعد على سلم قاعة «لوميير» بعد أن أجّرناه ونرى عليه عددا من كبار نجومنا كأنهم يؤدون مشهدا فى عمل فنى، وهكذا تابعنا عادل إمام ومحمود عبد العزيز وليلى علوى ويسرا وهم يشاركون فى تلك اللعبة السخيفة سنويا، حتى جاء «بعد الموقعة» لنصبح أمام حقيقة: فنانون مصريون يشاركون رسميا فى المهرجان!

عندما عُرض الفيلم قبل نحو أسبوع كتبت رأيا سلبيا فى هذه المساحة، حيث جاءت النتائج بعيدة عن التوقع رغم أننى شاهدت الفيلم مرتين: الأولى فى عرض محدود بنسخة قبل الاستكمال النهائى قبل المهرجان بأقل من أسبوع، ثم شاهدته مجددا فى أول أيام المهرجان. وهناك بالتأكيد فارق بين المستوى الفنى للفيلم ووجهة النظر الفكرية التى يتبناها. أوافق على الفكر وأرفض التناول الفنى.

فى أثناء المؤتمر الصحفى جاء موقف يسرى نصر الله المعلن والرافض لعرض الفيلم فى إسرائيل لا يحتمل الشك، وهو يعزف على وتر كلنا نردده هو «لا لإسرائيل» التى تريد أن تنزع عنا آخر أسلحتنا وهو المقاطعة الثقافية.. إلا أن ما حدث بعد ذلك هو أن هناك كلمات ترددت حول مشاركة منتِج صهيونى فى إنتاج الفيلم مع الجانب المصرى هو جورج مارك بنامو الذى روى لنا كثير من العرب المقيمين فى فرنسا كم كان معاديا لكل ما هو عربى، وأن سياسة ساركوزى التى تحمل عنصرية تجاه العرب، لعب بنامو القريب من ساركوزى دورا محوريا فى تأكيدها. ربما هناك بعض المبالغات تحدث دائما فى مثل هذه الأحوال، إلا أن المؤكد أن بنامو لا يحمل للعرب فى الحدود الدنيا أى مشاعر إيجابية، ورغم ذلك فإن هذا لم يمنعه من إعلان عزمه على تقديم أفلام تتناول ربيع الثورات العربية!

الزميل الناقد أحمد عاطف على صفحات «الأهرام» أشار إلى عدد من مواقف بنامو.. حتى الآن لا نعرف هل كان يسرى يعرف أم لا.. المؤسف الآن أن الفيلم -كما تردد فى أكثر من جريدة- تم بالفعل بيعه إلى إسرائيل. صحيح أن يسرى من حقه أدبيا الاعتراض، وقد أعلن ذلك واضطُرّ إلى تأكيد أن لديه أصدقاء فى إسرائيل، وهذا من الممكن تفهُّمه لا تقبُّله عندما تواجه الميديا الغربية لأننا فى كل الأحوال لا نعادى بشرا بل دولة ونظاما عنصريا.

المنتج الصهيونى يغازل الإعلام قائلا إنه سعيد بثورات الربيع العربى.. هل تسعد إسرائيل حقيقة بتحرر العرب وانتزاعهم حريتَهم؟ المنتج الصهيونى لا يمكن أن نصدق أنه حسن النية فى توجهه حتى لإنتاج أفلام تُشيد بثورات الربيع.. سبق أن صرح يسرى فى المؤتمر الصحفى الذى عقده بعد عرض الفيلم بأن إسرائيل لم تسعدها ثورات الربيع، فكيف تأمن بعد ذلك لثورات خلعت حكاما كانوا يهادنونها ويعيدون لها الجواسيس ويبيعون لها الغاز بأبخس الأسعار ويفرطون فى دماء زكية أريقت وهى تدافع عن الأرض والعرض؟!

الحقيقة قبل أن تختلط الأوراق هى أن يسرى كان واحدا من الفنانين الذين شاهدتهم فى ميدان التحرير ليلة 25 يناير، وآراؤه قبل الثورة معلنة وموثقة فى رفضه فساد مبارك والتوريث، واختلافى حول الفيلم فنيا لا يعنى أن نشكك فى نياته الفكرية!

أتذكر أن فيلم «المهاجر» ليوسف شاهين واجه نفس المأزق قبل 18 عاما، فهو إنتاج مشترك مع شركة فرنسية.. الفيلم عُرض فى إسرائيل، وأشارت الصحافة المصرية والعربية وقتها إلى ذلك، وهو ما دفع المخرج الكبير إلى أن يعلن اعتراضه، ولكنه لم يكن يملك من الناحية القانونية منع تلك الجريمة.

على يسرى وكل المشاركين فى الفيلم أن يسارعوا بإصدار بيان جماعى يبرّئون فيه ساحتهم من عرض الفيلم المصرى قريبا فى تل أبيب.

يقولون: هل تموت الفرحة المصرية بالظهور داخل المسابقة الرسمية لمهرجان كان؟ إجابتى هى أن «الموقعة» على المستوى السياسى تجاوزت «بعد الموقعة» كعمل فنى.. يجب أن نتصدى له جميعا حتى لا تصبح ثورات الربيع العربى جسرا تعبر من خلاله إسرائيل إلى عقر دارنا!

التحرير المصرية في

25/05/2012

 

مهرجانات السينما وكرسى الرئاسة!!

طارق الشناوي 

لأول مرة فى الجناح المصرى بمهرجان «كان» يتم الإعلان عن أربعة مهرجانات تقام تباعا فى مصر، مهرجان «الإسماعيلية» الشهر القادم، ثم «الأقصر» للسينما الأوروبية فى سبتمبر، يعقبه مهرجان «القاهرة» السينمائى الدولى الذى يفتتح يوم 27 نوفمبر، وهو عنوان المهرجانات السينمائية المصرية، حيث يترقبه العديد من السينمائيين فى مصر، وينتظره أيضا بعد غياب عام كل المهتمين بشؤون السينما فى العالم، خصوصا بعد أن تم إنشاء مؤسسة جديدة رأسها الناقد والإعلامى الكبير يوسف شريف رزق الله، وسوف يصدر الاتحاد الدولى للمنتجين خلال هذه الأيام بيانا لدعم المهرجان، وبعد ذلك يأتى مهرجان «الأقصر» للسينما الإفريقية الذى يعقد فى شهر فبراير دورته الثانية، ومن المنتظر أيضا أن يقام مهرجان «الإسكندرية» فى شهر أكتوبر.

السؤال الذى يتردد بإلحاح، هل حقا ستعقد هذه المهرجانات فى ظل حكم إسلامى يترقبه الكثيرون من الآن حتى بعيدا عن حسم معركة كرسى رئيس الجمهورية، حيث إن ما نشاهده على أرض الواقع يثير بعض المخاوف من أن تتغير ملامح مصر الثقافية.

هذا السؤال يتردد بكل اللغات العالمية، وأيضا بكل اللهجات العربية، الإجابة التى لا أرضى بغيرها بديلا هى أن مصر ستظل هى مصر، لن يستطيع أحد أن يطمس الهوية التى تُغلف روحها.. مصر الوسطية فى تدينها بمسلميها وأقباطها، والتى عرفت التوحيد قبل نزول الرسالات السماوية، لا أتصور أنها من الممكن أن تسيطر عليها قيود تخنق روحها لتعيش تحت فكر لا يرى سوى أن الفن رجس من عمل الشيطان.

يعتقد البعض أن السينما تحديدا هى مصنع الرذيلة، وأن الأفلام والمهرجانات على وجه الخصوص، هى العنوان الذى تنضوى تحته كل أنواع الفساد.

لماذا يبدو الأمر دائما متعلقا فقط بالمشاهد الجنسية والعاطفية، تشعر وكأن الأمر فقط الذى يشغلهم ليس إنعاش البلد اقتصاديا وحمايتها أمنيا، ولكن كيف تبدو النساء فى الفيلم والمسلسل والأغنية.

لو ألقيت نظرة على العالم العربى وكيف تتعامل الرقابة فى تلك الدول مع المهرجانات، ستكتشف أن دول الخليج مثلا تسمح بهامش أكثر مما توافق عليه الرقابة فى مصر، رغم أن هذه المجتمعات أكثر تحفظا، ولكنها تمنح سماحة رقابية مع الأعمال الفنية.

من المؤكد أن هناك معركة شرسة قادمة مهما كان اسم الفائز فى معركة الرئاسة، نعم التيار الإسلامى بوجهيه، سواء كان محمد مرسى أو عبد المنعم الفتوح لديه تحفظاته، وبالتأكيد مرسى أكثر تشددا، بينما آراء أبو الفتوح المعلَنة كعادته تفتح الباب أمام كل الاحتمالات، سواء الداعية إلى تحرير الفن أو تقييده.. على الجانب الآخر حمدين صباحى وهو أكثرهم انحيازا للفن ولحرية الإبداع.. ويبقى أحمد شفيق وعمرو موسى، وهما امتداد للنظام السابق فى كل شىء، حتى فى علاقتهما بالفن سيبقى الأمر كما كان عليه قبل الثورة.

دعنا نذهب إلى أقصى الاحتمالات، اعتلاء كرسى الرئاسة للتيار الإسلامى، سواء مرسى أو أبو الفتوح، هل من الممكن أن يُصدر أى من الرئيسين قرارا ملزما بإغلاق الباب بالضبة والمفتاح، وأن تتحول الرقابة إلى قيد يبطش، ويُخضع كل شىء لمعيار دينى صارم نسمعه الآن يردد تلك العبارة التى صارت «كليشيه» وهى «حلاله حلال وحرامه حرام».

فى تونس يستعدون لمهرجان «قرطاج» فى أول دورة تعقد بعد الثورة التى فتحت الباب على مصراعيه لكل الثورات العربية، وكان يحركها بيت الشعر لأبى القاسم الشابى «إذا الشعب يوما أراد الحياة .. فلا بد أن يستجيب القدر».. لا أعتقد أن ثورة تبدأ ببيت شعر يرفضه الكثير من المتزمتين الإسلاميين الذين يرون فى مقطع «يستجيب القدر» جنوحا غير مقبول. هذه الثورة لا أتصورها من الممكن أن تضع محاذير رغم سيطرة الحزب الإسلامى على الحكم، ولكنه لم يفرض قيودا على الإبداع.. حتى وزير الثقافة التونسى صاحب عبارة «على جثتى» التى قرر من خلالها أن يمنع عددا من المطربات مثل نانسى وإليسا وشيرين، من الاشتراك فى مهرجان «قرطاج» الغنائى، عاد واعتذر عن تلك الكلمة.

لا أتصور أن هناك خطورة ما تواجهه المهرجانات الفنية فى بلدان الربيع العربى ومصر تحديدا، مهما كان اسم الرئيس، ولكن سيظل دائما أن الفنانين والمثقفين هم فقط الذين يملكون العصمة فى أياديهم، إما أن يستسلموا وإما أن يقاوموا

التحرير المصرية في

26/05/2012

 

نصر الله ينفى عرض فيلمه «بعد الموقعة» فى إسرائيل

أحمد الريدي 

فى الوقت الذى أكدت فيه مصادر بمهرجان «كان» أن فيلم «بعد الموقعة» سيُعرض تجاريا فى إسرائيل، خصوصا أن أحد منتجى الفيلم من الطرف الفرنسى المشترك تابع للوبى الصهيونى وهو جورك مارك بنامو وهو شخصية معادية لكل ما هو عربى، كما أن بعض الجرائد الفرنسية أشارت فى تقارير إلى أن الفيلم تم بيعه بالفعل وتوزيعه داخل إسرائيل، إلا أن يسرى نصر الله مخرج الفيلم نفى فى تغريدة عبر حسابه الرسمى بموقع «تويتر» نفى هذه الأقاويل، مؤكدا أن الفيلم لن يُعرض فى إسرائيل، خصوصا أن حق تسويق الفيلم فى الشرق الأوسط بما فى ذلك إسرائيل هو ملك للطرف المصرى وهو شركة «نيو سينشرى»، وكانت إحدى النقاط المهمة فى العقد الذى تم توقيعه هو عدم عرض الفيلم فى إسرائيل، وأكد نصر الله أن الفيلم الذى ينافس فى الوقت الحالى على سَعْفة «كان» الذهبية ضمن 22 فيلما من دول العالم لن يُعرض فى إسرائيل، مشيرا فى الوقت نفسه إلى أن العقد المشترك بين الشركتين نَصَّ على هذا الشرط وهو ما جعل نصر الله يعلن موافقته عليه. ويشارك أبطال الفيلم منة شلبى وباسم سمرة فى دورة المهرجان الحالية، ومن المنتظر عودتهم إلى مصر فى نهاية الشهر الجارى عقب انتهاء وقائع الدورة الخامسة والستين من مهرجان «كان».

التحرير المصرية في

25/05/2012

 

الجزائر تهاجم علوش والعالم يحتفل به فى "كان"

كتبت - حنان أبوالضياء : 

المخرج الجزائري مرزاق علوش مثير دائماً للجدل، يحدث حالة من الحوار حول أحقية الإبداع في فضح حقيقة البلد المنتمي إليه أمام العالم, وما هي الخطوط الحمراء التي لا يجب الاقتراب منها وإن كان هو من عاشقي تعديها بجدارة وكان آخرها فيلمه، فيلم «التائب» المعروض في برنامج «نصف شهر المخرجين» في مهرجان «كان» السينمائي الدولي في دورته الخامسة والستين.. ورغم أن الفيلم  يدعو إلي تجاوز مأساة ما يسمي بالعشرية السوداء في تاريخ الجزائر، ولكن من خلال أطروحة تعيد قراءة الأحداث, وهذا ما حاول تقديمه «علوش» بعد انقطاع ١٨ عاماً، منذ (1944) والذي نال شهرته بفيلم «عمر قتلاتو» (١٩٧٦)، ثم «باب الواد سيتي» عام ١٩٩٤، والذي أخرجه في أكثر أوقات الجزائر حرجاً، عندما كانت الجماعات الإسلامية تستخدم المجازر البشعة لكل من يخالفها الرأي.. فكان «باب الواد سيتي» بمثابة صرخة ضد الإرهاب والتعصب, ولكن الجزائريين يرون أن الأمر مختلف مع فيلمه الجديد «التائب»، لذلك هناك حملة إعلامية شرسة في الجزائر ضده وصلت إلي حد التخوين والطعن في النزاهة الفنية.

وعن قصة حقيقية حاول علوش في «التائب» مناقشة ما فعلته السلطات الجزائرية لمساعدة الناس علي تجاوز ما حدث بالعشرية السوداء بميثاق «السلم والمصالحة الوطنية»، مما أدي إلي عودة مئات الشبان أصحاب الفكر المتطرف والميالين إلي العنف من الجبال إلي أهاليهم، وهذا مثل ما حدث من مراجعات دينية للجماعة الإسلامية في مصر، مما خلق نوعاً من الأمل يراه علوش مزيفاً، لذلك كان رافضاً «قانون الوئام المدني» لأنه يراه تبييض لصورة القتلة دون الحصول علي حقوق الضحايا، وهذا ما أكده من خلال السيناريو المكتوب من التسعينيات ولكن لم يجد أحداً ينتجه.

وقد اكد علوش في العديد من اللقاءات أن الشعب الجزائري يعاني من «صدمة» ما بعد الأحداث ولا يريد للأمور أن تتغير جراء الخوف، مما عاشه في تاريخ قاس جداً، ويلقي باللائمة علي الجمود العائد إلي الخوف.

وكل تلك الآراء التي يهاجم بسببها يطرحها في «التائب» من خلال شخصية «رشيد» العائد من الجبل، ويصور الفيلم رفض قريته له باستثناء رجل ومطلقته يأملان قبول «التائب» باسم الصداقة القديمة التي جمعتهما به، في عهد ما قبل «العشرية الدامية» بأن يدلهما علي قبر ابنتهما التي خطفت وقتلت علي يد الجماعات المسلحة.. فيغادر قريته إلي المدينة ليجد له مسئول الأمن عملاً في مقهي لا يتواءم معه صاحبها.

ورغم اختيار المخرج لممثل يقوم بدور «رشيد» علي وجهه ملامح البراءة ويؤكد في حواره أنه لم يقتل أحداً تظل الشكوك موجودة حول ما يفعله ليصبح هو الآخر ضحية لما جري.. رغم أنه تواطأ مع شبكة إجرامية لابتزاز عائلات الضحايا المفقودين في سنوات الإرهاب، من خلال إيهامهم بأنه يعرف قبور ذويهم المفقودين، ويمكن أن يدلهم عليها مقابل فدية مالية.

ولقد استخدم «علوش» كثيراً أسلوب الصمت يقابلها صمت السلطات علي ما جري وكذلك صمت المجتمع, ومن خلال يكون التساؤل عن إمكانية العفو، وعدم محاكمة المتطرفين الذين ارتكبوا عمليات قتل الأبرياء.

وفي الجزء الأخير من الفيلم تتبلور الفكرة من خلال الرجل ومطلقته والتائب  متواجدون في السيارة التي تقودهم إلي قبر الابنة البريئة المقتولة، التي يدلهم عليه في مقابل مبلغ من المال.. وخلال الرحلة يعترف التائب بما فعل وبينما لا يريد الأب المعرفة تصر الأم علي معرفة كل شيء.. لتجيء نهاية الفيلم مفتوحة بلا إجابات عما سيحدث حالياً ومستقبلاً في الجزائر.. وهل سيكفي غرس رؤوسنا في الرمال لتكون المصالحة, وهل سيظل الهجوم علي أمثال مرزاق علوش صاحب «الرجل الذي كان يحدق إلي النوافذ» (١٩٨6)، خاصة بعد فيلمه «حراقة» عام ٢٠٠٩، و«نورمال» (٢٠١١).

بالصور.ستيوارت ترافق "On The Road" فى "كان"

كتبت - ولاء جمال جبة:

اتجهت أنظار الحضور فى مهرجان "كان" السينمائى الدولى إلى النجمة كريستين ستيوارت التى وصلت إلى المهرجان لحضور العرض الأول العالمى لفيلمها "On The Road" والمأخوذ عن الرواية الكلاسيكية الأمريكية "Beat Generation" للكاتب جاك كروياك عام 1957.

وأشادت صحيفة "ديلى ميل" البريطانية بالفستان الجذاب الذى ارتدته كريستين ستيوارت (22 عاماً) أثناء العرض الخاص وهى بصحبة فريق العمل وصديقها النجم روبرت باترسون (26 عاماً) الذى شاركها بطولة سلسلة أفلام "Twilight". ويضم فيلم "On The Road" كوكبة كبيرة من نجوم ونجمات هوليوود وهم النجمة كريستين دانست، بطلة فيلم "سبايدرمان" والتى ارتدت فستان رائع من تصميم ديور، بالإضافة إلى النجمة إيمى أدامز، والنجمة اليزابيث موس، والنجم فيجو مورتنسن، ومن إخراج والتر ساليس.

الوفد المصرية في

25/05/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)